44080السنة 132-العدد2007اغسطس14غرة شعبان 1428 هـالثلاثاء
صـراع أم سـلام ؟
بقلم د. ليلي تكلا
في نهاية بحثنا عن السلام والتصدي لمقولة الصراع المحتوم بين المسيحية والإسلام, نؤكد أنه ليس صداما عقائديا. إن التقارب بينهما كبير, فكل منهما ديانة سماوية تقوم علي التوحيد. إن أهم أية في الإنجيل حسب قول المسيح هي الرب ألهنا إله واحد, وصلاة الإيمان المسيحي تبدأ بعبارة أؤمن بإله واحد. كلاهما يؤمن بالله الأحد الصمد خالق السموات والأرض مايري وما لا يري, مهما تعددت الأسماء والأوصاف والأقانيم. وعبارة الأب والابن والروح القدس التي يساء فهمها لابد أن تتلوها عبارة إله واحد ولا تعني التعدد.
كل منهما تدعو للسلام, تحية الإسلام السلام عليكم, ودعاء المسيحية السلام لكم, ودعوته طوبي لصانعي السلام. المسيح أطلق عليه رئيس السلام, والسلام من أسماء الله الحسني.
حتي الجهاد الذي يستشهد به بعض المسيحيين أنه دعوة للعنف, ويستخدمه بعض المسلمين لتبرير القتل والاغتيال له معاني ثلاث: مجاهدة العدو الظاهر, ومجاهدة الشيطان, ومجاهدة النفس. إن الآية تقول: قاتلوا في سبيل الله لكن كمالتها الذين يقاتلونكم.. ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين. ومن الأقوال المأثورة جاهدوا أهواءكم كما تجاهدون أعدائكم وأن الصلاة وبر الوالدين تأتي قبل الجهاد, ومن أصول الحروب عدم قتل المدنيين والرهبان أو تدمير الطبيعة, كما قال الرسول: أطعموا الطعام وأفشوا السلام.
في الكتاب المقدس وردت كلمتا السلام والمحبة أكثر من1000 مرة. وصلاة القداس تنتهي بالدعوة للسلام للعالم وقادته وشعوبه من جميع الأجناس والأديان ورسالة المسيح أحب لغيرك ما تحب لنفسك, وأحبوا أعداءكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم. ومن أقواله من أراد أن يحي ويري أياما صالحة يصنع الخير ويطلب السلام.
من النبوءات عنه قيل انه ويتكلم بالسلام للأمم عند ميلاده نادت الملائكة المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام.. رسالته أترك لكم سلاما, كلمتكم بهذا لتكونوا في سلام, وجاء بالإنجيل من يأخذ بالسيف, بالسيف يهلك.
***
الإسلام يحترم الأديان السماوية الثلاثة, بها يكتمل الإيمان, يقبل التعدد ويدعو للتعايش في آيات كثيرة منها:
* لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة.( المائدة رقم48)
* لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.( البقرة رقم256)
* ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.( العنكبوت رقم46).
* وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان.( المائدة رقم2).
* ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم.( الحجرات رقم13).
* ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين.( هود118)
***
وللمسيحية والمسيحيين مكانة خاصة في الإسلام فهو يبجل ذات المسيح ويؤمن بمعجزة ميلاده من روح الله وكلمته التي أنزلها لمريم. كرم الإنجيل واسبغ علي المسيحيين صفاتا نبيلة ولم يعتبرهم من المشركين.
* جاء في سورة المائدة82..... ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون. وفي سورة الحديد:27 ثم قفينا علي آثارهم برسلنا وقفينا بعيسي بن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة.
* إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( البقرة:62).
* سبحانه اصطفي علي العالمين آدم ونوحا وآل إبراهيم و آل عمران الذي اختار من بينهم مريم ليرسل إليها روحه التي جاء بها المسيح. المعني من( آل عمران:33).
* والإسلام فرق بين المسيحيين والمشركين إذ قال الله ياعيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة.( آل عمران55) وهي شهادة برفعة المسيحيين علي الكافرين.
* كذلك فرق بين المسيحية والمشركة فصرح بزواج الأولي مع الحفاظ علي حقها ودينها بينما حرم زواج المشركة إن لم تسلم.
* حقن الإسلام دماء أهل الكتاب ومنهم النصاري إذا دفعوا الجزية ومن غير المعقول أن هذه الجزية تؤخذ عوض البقاء علي الكفر والشرك فهذا حرام ومحظور, فالكفر لا يشتري والإيمان لا يباع.( المعني من التوبة:5).
***
الإسلام يحترم الأديان السماوية الثلاثة, بها يكتمل الإيمان, يقبل التعدد ويدعو للتعايش في آيات كثيرة منها:
* لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة.( المائدة رقم48)
* لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي.( البقرة رقم256)
* ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.( العنكبوت رقم46).
* وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان.( المائدة رقم2).
* ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا أن أكرمكم عند الله أتقاكم.( الحجرات رقم13).
* ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين.( هود118)
***
وللمسيحية والمسيحيين مكانة خاصة في الإسلام فهو يبجل ذات المسيح ويؤمن بمعجزة ميلاده من روح الله وكلمته التي أنزلها لمريم. كرم الإنجيل واسبغ علي المسيحيين صفاتا نبيلة ولم يعتبرهم من المشركين.
* جاء في سورة المائدة82..... ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون. وفي سورة الحديد:27 ثم قفينا علي آثارهم برسلنا وقفينا بعيسي بن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة.
* إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون( البقرة:62).
* سبحانه اصطفي علي العالمين آدم ونوحا وآل إبراهيم و آل عمران الذي اختار من بينهم مريم ليرسل إليها روحه التي جاء بها المسيح. المعني من( آل عمران:33).
* والإسلام فرق بين المسيحيين والمشركين إذ قال الله ياعيسي إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلي يوم القيامة.( آل عمران55) وهي شهادة برفعة المسيحيين علي الكافرين.
* كذلك فرق بين المسيحية والمشركة فصرح بزواج الأولي مع الحفاظ علي حقها ودينها بينما حرم زواج المشركة إن لم تسلم.
* حقن الإسلام دماء أهل الكتاب ومنهم النصاري إذا دفعوا الجزية ومن غير المعقول أن هذه الجزية تؤخذ عوض البقاء علي الكفر والشرك فهذا حرام ومحظور, فالكفر لا يشتري والإيمان لا يباع.( المعني من التوبة:5).
إننا إذ نتأمل هذه النصوص, ومثلها كثير, ندرك أن الإسلام احترم المسيحية والمسيحيين ولم يعتبرهم من المشركين, وتكلم عنهم كقوم علي خلق, لم يدعو لقتلهم وقد أوصي الرسول بالقبط علي وجه الخصوص.
هذه الحقائق والمباديء والآيات الكريمة لماذا لا يشير إليها أي واعظ مسيحي أو مسلم من أجل نشر المحبة والتعايش والسلام ؟ لماذا لا تتضمنها مناهج التعليم ويذكرها مدرسو الأديان للتلاميذ لغرس قيم التعايش والفهم والاحترام المتبادل؟
إن هذا نداء للمسئولين في وزارة التربية والتعليم وتخطيط المناهج, وللقائمين علي شئون الدعوة والوعاظ, لتصحيح المفاهيم وإنصاف كل من الإسلام والمسيحية.
إنها مسئولية وطنية دينية تجاهلها خطأ وإهمالها خطير, الالتزام بها يقود للسلام. إننا ننشد السلام لكننا ـ مع الأسف ـ نسلك دروبا تقود للصراع: حفظ الله مصر.
تعليق