رد: منشورات Dr-Mohamad Al-Morsy
د.محمد ...
=========
****(6)المهاجر وميزان السماء
( المهاجر يحمل مشروعا )
فى مكة المكرمة تعلم المهاجر أن للسماء ميزان يختلف عن ميزان البشر فإذا كان الناس يقيسون قيمة الإنسان بالغنى والفقر أو بالجاه والسلطان أو السادة والعبيد أو اللون والجنس فإن للسماء ميزان آخر .
كما أنهم يخترعون قوانين من عند أنفسهم تُعطى لأُناس غير ما يأخذ الآخرون , ويؤصلون عادات ظالمة مجحفة لإنسانية الإنسان ولكن الوحى يوجه الناس وجهة أخرى .
قال تعالى :
" عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) " عبس - مكية .
إن هذا التوجيه الذي نزل بشأن هذا الحادث هو أمر عظيم جداً . أعظم بكثير مما يبدو لأول وهلة . إنه معجزة ، هو والحقيقة التي أراد إقرارها في الأرض ، والآثار التي ترتبت على إقرارها بالفعل في حياة البشرية . ولعلها هي معجزة الإسلام الأولى ، ومعجزته الكبرى كذلك .
ولكن هذا التوجيه يرد هكذا تعقيباً على حادث فردي على طريقة القرآن الإلهية في اتخاذ الحادث المفرد والمناسبة المحدودة فرصة لتقرير الحقيقة المطلقة والمنهج المطرد.
وإلا فإن الحقيقة التي استهدف هذا التوجيه تقريرها هنا والآثار الواقعية التي ترتبت بالفعل على تقريرها في حياة الأمة المسلمة ، هي الإسلام في صميمه . وهي الحقيقة التي أراد الإسلام وكل رسالة سماوية قبله غرسها في الأرض.
هذه الحقيقة ليست هي مجرد : كيف يعامل فرد من الناس ؟ أو كيف يعامل صنف من الناس ؟ كما هو المعنى القريب للحادث وللتعقيب . إنما هي أبعد من هذا جداً ، وأعظم من هذا جداً .
إنها : كيف يزن الناس كل أمور الحياة ؟ ومن أين يستمدون القيم التي يزنون بها ويقدرون ؟
والحقيقة التي استهدف هذا التوجيه إقرارها هي : أن يستمد الناس في الأرض قيمهم وموازينهم من اعتبارات سماوية إلهية بحتة ، آتية لهم من السماء ، غير مقيدة بملابسات أرضهم، ولا بموضوعات حياتهم ، ولا نابعة من تصوراتهم المقيدة بهذه المواضعات وتلك الملابسات.
وهو أمر عظيم جداً ، كما أنه أمر عسير جداً . عسير أن يعيش الناس في الأرض بقيم وموازين آتية من السماء . مطلقة من اعتبارات الأرض . متحررة من ضغط هذه الاعتبارات . ( سيد قطب ) .
قال تعالى :
" يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) " الأعراف - مكية .
==========
****(7)المهاجر يعرف أن قيمته فى السماء عظيمة
( المهاجر يحمل مشروعا )
فى مكة المكرمة نزلت الآيات تبين للمهاجر قيمته فى السماء وعناية الله به وانشغال أهل السماء بمن فى الأرض من المؤمنين المسلمين الموحدين .
(1) الملائكة الحافين بالعرش .
"وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) " الزمر - مكية .
حافين = محيطين
(2)حملة العرش .
"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) " غافر - مكية .
حملة العرش والملائكة الحافين بالعرش يبتهلون بالدعاء للمؤمنين
* إنظروا إلى هذا التكريم وعلو شأن المؤمن عند الله أن يلهم الملائكة المقربون الدعاء للمؤمنين كما ألهمهم التسبيح لجلاله سبحانه .
* أيها المؤمن أنت غال عند ربك , أيتها المؤمنة أنت غالية عند ربك .
[ لا تنسوا هنا أن الدعاء يُلزمنا بأعمال نقوم بها حتى يشملنا ]
** شروط تحقق دعاء الملائكة فى الإنسان :
1- الإيمان الصادق
" ويستغفرون للذين آمنوا "
إذن لابد من الإيمان الصادق بلا شك ولا ريب , والتضحية من أجل هذا الإيمان .
" إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله أولئك هم الصادقون "
دليل الصدق فى الإيمان ( إيمان بالله ورسوله _ يقين لاشك فيه – حهاد بالنفس والمال ) .
2- التوبة والإستغفار
" فاغفر للذين تابوا "
ملازمة التوبة فى كل وقت وحين .
3- إتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
" واتبعوا سبيلك "
والسبيل هو الإسلام - كتاب الله ولزوم غرز رسول الله صلى الله عليه وسلم - .
بهذه الروح إنطلق المهاجر محفوفا بعناية الله وحفظه وكل من على شاكلته تناله العناية والحفظ .
على بركة الله الإنطلاق فى سبيله .
=========
****(8)المهاجر جندى لله
( المهاجر يحمل مشروعا )
فى مكة المكرمة أثناء نزول الوحى تلقى المهاجر وعد من الله العزيز الحكيم أن رسل الله هم المنصورون وأن جند الله من أتباع الأنبياء هم الغالبون .
حيث قال تعالى :
" وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) " الصافات - مكية .
والوعد واقع وكلمة الله قائمة .
هذا الوعد سنة من سنن الله الكونية , سنة ماضية كما تمضى هذه الكواكب والنجوم فى دوراتها المنتظمة وكما يتعاقب الليل والنهار فى الأرض على مدار الزمان .
ولقد يريد البشر صورة معينة من صور النصر والغلبة لجند الله وأتباع رسله , ويريد الله صورة أخرى أكمل وأبقى , فيكون ما يريده الله , ولو تكلف الجند من المشقة وطول الأمد أكثر مما كانوا ينتظرون .
بهذه الروح وبتلك الثقة والإطمئنان إلى وعد الله الغالب عاش المهاجر وجاهد وحارب وانتصر .
ياجند الله الوعد قائم والعزيز الحكيم جل جلاله يسمع ويرى .
ياجراس العقيدة هلم ... ياخيل الله إستعدوا ... يافرسان الله إركبوا .
=========
****(9)المهاجر وجند الباطل
( المهاجر يحمل مشروعا)
قال الحق فى سورة ص المكية :
" ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11) " ص - مكية .
ذى الذكر = ذى القدر والشرف .
عزة وشقاق = عزة وامتناع عن الإيمان به , واستكبار وشقاق له .
ولات حين مناص = وليس الوقت وقت خلاص ولا فرج لما أصابهم , فليحذر هؤلاء أن يدوموا على عزتهم وشقاقهم , فيصيبهم ماأصاب من قبلهم .
وانطلق الملأ منهم = المقبول قولهم محرضين قومهم على التمسك بما هم فيه من الشرك .
أن امشوا واصبروا على آلهتكم = إستمروا عليها , وجاهدوا أنفسكم على الصبر على عبادتها .
فليرتقوا فى الأسباب = الموصلة لهم إلى السماء فيقطعوا الرحمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فكيف يتكلمون وهم أعجز خلق الله وأضعفهم بما تكلموا به ؟
أم قصدهم التحزب والتجند والتعاون على نصر الباطل وخذلان الحق ؟
إن هذا المقصود لا يتم لهم بل سعيهم خائب وجندهم مهزوم .
" جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ "
إنظروا إلى هذا التجهيل ... جند ما لا ينسبون إلى شئ لأن الباطل أبوابه عديدة وشياطينه كثيرة , هنالك ... فى أى مكان فهم لا قيمة لهم عند العزيز الوهاب .
مهزوم من الأحزاب كأنه مكتوب على وجه كل منهم ... مهزوم ... مهزوم ... مهزوم .
لله درك يامهاجر أعزك الله وأذل أعداءك وجعل الهزيمة تلاحقهم فى كل وقت وحين وفى كل مكان .
د.محمد ...
=========
****(6)المهاجر وميزان السماء
( المهاجر يحمل مشروعا )
فى مكة المكرمة تعلم المهاجر أن للسماء ميزان يختلف عن ميزان البشر فإذا كان الناس يقيسون قيمة الإنسان بالغنى والفقر أو بالجاه والسلطان أو السادة والعبيد أو اللون والجنس فإن للسماء ميزان آخر .
كما أنهم يخترعون قوانين من عند أنفسهم تُعطى لأُناس غير ما يأخذ الآخرون , ويؤصلون عادات ظالمة مجحفة لإنسانية الإنسان ولكن الوحى يوجه الناس وجهة أخرى .
قال تعالى :
" عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ (1) أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ (7) وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ (8) وَهُوَ يَخْشَىٰ (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ (13) مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) " عبس - مكية .
إن هذا التوجيه الذي نزل بشأن هذا الحادث هو أمر عظيم جداً . أعظم بكثير مما يبدو لأول وهلة . إنه معجزة ، هو والحقيقة التي أراد إقرارها في الأرض ، والآثار التي ترتبت على إقرارها بالفعل في حياة البشرية . ولعلها هي معجزة الإسلام الأولى ، ومعجزته الكبرى كذلك .
ولكن هذا التوجيه يرد هكذا تعقيباً على حادث فردي على طريقة القرآن الإلهية في اتخاذ الحادث المفرد والمناسبة المحدودة فرصة لتقرير الحقيقة المطلقة والمنهج المطرد.
وإلا فإن الحقيقة التي استهدف هذا التوجيه تقريرها هنا والآثار الواقعية التي ترتبت بالفعل على تقريرها في حياة الأمة المسلمة ، هي الإسلام في صميمه . وهي الحقيقة التي أراد الإسلام وكل رسالة سماوية قبله غرسها في الأرض.
هذه الحقيقة ليست هي مجرد : كيف يعامل فرد من الناس ؟ أو كيف يعامل صنف من الناس ؟ كما هو المعنى القريب للحادث وللتعقيب . إنما هي أبعد من هذا جداً ، وأعظم من هذا جداً .
إنها : كيف يزن الناس كل أمور الحياة ؟ ومن أين يستمدون القيم التي يزنون بها ويقدرون ؟
والحقيقة التي استهدف هذا التوجيه إقرارها هي : أن يستمد الناس في الأرض قيمهم وموازينهم من اعتبارات سماوية إلهية بحتة ، آتية لهم من السماء ، غير مقيدة بملابسات أرضهم، ولا بموضوعات حياتهم ، ولا نابعة من تصوراتهم المقيدة بهذه المواضعات وتلك الملابسات.
وهو أمر عظيم جداً ، كما أنه أمر عسير جداً . عسير أن يعيش الناس في الأرض بقيم وموازين آتية من السماء . مطلقة من اعتبارات الأرض . متحررة من ضغط هذه الاعتبارات . ( سيد قطب ) .
قال تعالى :
" يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) " الأعراف - مكية .
==========
****(7)المهاجر يعرف أن قيمته فى السماء عظيمة
( المهاجر يحمل مشروعا )
فى مكة المكرمة نزلت الآيات تبين للمهاجر قيمته فى السماء وعناية الله به وانشغال أهل السماء بمن فى الأرض من المؤمنين المسلمين الموحدين .
(1) الملائكة الحافين بالعرش .
"وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (75) " الزمر - مكية .
حافين = محيطين
(2)حملة العرش .
"الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) " غافر - مكية .
حملة العرش والملائكة الحافين بالعرش يبتهلون بالدعاء للمؤمنين
* إنظروا إلى هذا التكريم وعلو شأن المؤمن عند الله أن يلهم الملائكة المقربون الدعاء للمؤمنين كما ألهمهم التسبيح لجلاله سبحانه .
* أيها المؤمن أنت غال عند ربك , أيتها المؤمنة أنت غالية عند ربك .
[ لا تنسوا هنا أن الدعاء يُلزمنا بأعمال نقوم بها حتى يشملنا ]
** شروط تحقق دعاء الملائكة فى الإنسان :
1- الإيمان الصادق
" ويستغفرون للذين آمنوا "
إذن لابد من الإيمان الصادق بلا شك ولا ريب , والتضحية من أجل هذا الإيمان .
" إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله أولئك هم الصادقون "
دليل الصدق فى الإيمان ( إيمان بالله ورسوله _ يقين لاشك فيه – حهاد بالنفس والمال ) .
2- التوبة والإستغفار
" فاغفر للذين تابوا "
ملازمة التوبة فى كل وقت وحين .
3- إتباع الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
" واتبعوا سبيلك "
والسبيل هو الإسلام - كتاب الله ولزوم غرز رسول الله صلى الله عليه وسلم - .
بهذه الروح إنطلق المهاجر محفوفا بعناية الله وحفظه وكل من على شاكلته تناله العناية والحفظ .
على بركة الله الإنطلاق فى سبيله .
=========
****(8)المهاجر جندى لله
( المهاجر يحمل مشروعا )
فى مكة المكرمة أثناء نزول الوحى تلقى المهاجر وعد من الله العزيز الحكيم أن رسل الله هم المنصورون وأن جند الله من أتباع الأنبياء هم الغالبون .
حيث قال تعالى :
" وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173) " الصافات - مكية .
والوعد واقع وكلمة الله قائمة .
هذا الوعد سنة من سنن الله الكونية , سنة ماضية كما تمضى هذه الكواكب والنجوم فى دوراتها المنتظمة وكما يتعاقب الليل والنهار فى الأرض على مدار الزمان .
ولقد يريد البشر صورة معينة من صور النصر والغلبة لجند الله وأتباع رسله , ويريد الله صورة أخرى أكمل وأبقى , فيكون ما يريده الله , ولو تكلف الجند من المشقة وطول الأمد أكثر مما كانوا ينتظرون .
بهذه الروح وبتلك الثقة والإطمئنان إلى وعد الله الغالب عاش المهاجر وجاهد وحارب وانتصر .
ياجند الله الوعد قائم والعزيز الحكيم جل جلاله يسمع ويرى .
ياجراس العقيدة هلم ... ياخيل الله إستعدوا ... يافرسان الله إركبوا .
=========
****(9)المهاجر وجند الباطل
( المهاجر يحمل مشروعا)
قال الحق فى سورة ص المكية :
" ص ۚ وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (1) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَوا وَّلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3) وَعَجِبُوا أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ ۖ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَىٰ آلِهَتِكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَٰذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَٰذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) أَأُنزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا ۚ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي ۖ بَل لَّمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8) أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ (11) " ص - مكية .
ذى الذكر = ذى القدر والشرف .
عزة وشقاق = عزة وامتناع عن الإيمان به , واستكبار وشقاق له .
ولات حين مناص = وليس الوقت وقت خلاص ولا فرج لما أصابهم , فليحذر هؤلاء أن يدوموا على عزتهم وشقاقهم , فيصيبهم ماأصاب من قبلهم .
وانطلق الملأ منهم = المقبول قولهم محرضين قومهم على التمسك بما هم فيه من الشرك .
أن امشوا واصبروا على آلهتكم = إستمروا عليها , وجاهدوا أنفسكم على الصبر على عبادتها .
فليرتقوا فى الأسباب = الموصلة لهم إلى السماء فيقطعوا الرحمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , فكيف يتكلمون وهم أعجز خلق الله وأضعفهم بما تكلموا به ؟
أم قصدهم التحزب والتجند والتعاون على نصر الباطل وخذلان الحق ؟
إن هذا المقصود لا يتم لهم بل سعيهم خائب وجندهم مهزوم .
" جُندٌ مَّا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِّنَ الْأَحْزَابِ "
إنظروا إلى هذا التجهيل ... جند ما لا ينسبون إلى شئ لأن الباطل أبوابه عديدة وشياطينه كثيرة , هنالك ... فى أى مكان فهم لا قيمة لهم عند العزيز الوهاب .
مهزوم من الأحزاب كأنه مكتوب على وجه كل منهم ... مهزوم ... مهزوم ... مهزوم .
لله درك يامهاجر أعزك الله وأذل أعداءك وجعل الهزيمة تلاحقهم فى كل وقت وحين وفى كل مكان .
تعليق