Dr-Mohamad Al-Morsy
**** إستجيبوا لله وأقيموا الدين
****إقامة الدين واجب الأمة
قال الحق تباركت أسماؤه وتعالت صفاته :
" شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) الشورى .
شرع لكم من الدين، أن أقيموا الدين
شرع الله لكم- أيها الناس- من الدِّين الذي أوحيناه إليك -أيها الرسول، وهو الإسلام- ما وصَّى به نوحًا أن يعمله ويبلغه، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى ( أولو العزم من الرسل ) أن أقيموا الدين بالتوحيد وطاعة الله وعبادته دون مَن سواه .
وهذه مهمة الرسل صلوات الله عليهم وسلامه وأتباعهم من بعدهم بكل الأمانة والصدق .
فإقامة الدين مقصد أساسي من مقاصد الحكم في الإسلام.
ولا تختلفوا في الدين الذي أمرتكم به .
" كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ "
عَظُمَ على المشركين ما تدعوهم إليه من توحيد الله وإخلاص العبادة له .
وقال تعالى :
" وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ ۖ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ "
إشمأزت = نفرت
يستبشرون = يفرحون
ومن الناس اليوم من ينفر ويشمئز إذا ذكر الله وحده وذكر شرعه ودينه .
بل يقتلون ويحرقون ويجرحون ويسحلون ويسجنون كل من يريد إقامة الدين .
بل زاد إجرامهم وطغيانهم وظلمهم أن جعلوا المطالبة بإقامة الدين إرهاب ومن يطالبون به إرهابيون .
ولكن يفرحون ويستبشرون بالعلمانية واللبرالية والشيوعية والإباحية والقومية والناصرية واليسارية وأى شئ غير الإسلام ورب الإسلام ونبى الإسلام صلى الله عليه وسلم .
وفى المقابل : " اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ "
الله يصطفي للتوحيد مَن يشاء مِن خلقه، ويوفِّق للعمل بطاعته مَن يرجع إليه.
بشراكم ثم بشراكم يامن اختاركم الله واصطفاكم للثورة من أجل الإسلام .
فعلى المسلم أن يعلم أن المسلمين لا يكونون على شيء يعتد به من أمر الدين حتى يقيموا القرآن .
وما أنزل إليهم من ربهم فيه ويهتدوا بهدايته، فحجة الله على جميع عباده واحدة .
وإن ادعاء الإيمان، أو حب الله والرسول، دون نصر الدين بالعمل لإقامته، لهو من الدعاوى العريضة التي يسأل عنها المرء ويحاسب.
وقد ربط الله في القرآن كثيراً بين نصرة الدين وبين الإيمان.
حيث قال :
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ (14) " الصف
" وَالَّذِينَ ءَاوَوْا وَنَصَرُواأُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا (74) " الأنفال
" فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) " الأعراف
" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْتَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ (7) " محمد
يافرسان الدعوة .. ياأسد الإسلام .. ياجند الله هلم لإقامة الدين .
لله الحمد وللإسلام المجد وللمؤمنين العزة .
د.محمد المرسى سليمان
تعليق