أين تذهب .... يا يسوع ؟
لقد حملت مريم بيسوع بمدينة الناصرة بمنطقة الجليل ومنها بداء كتاب الأناجيل ينقلون يسوع من هنا وهناك كما يشاءون من اجل إيهام القارئ بان العهد القديم ونبواته تكلما عن ميلاد يسوع وإلوهيته وصلبه وقيامته ...بل وكل تفاصيل حياته
فهيا بنا نتعرف على رحلات يسوع لتحقيق نبوءات العهد القديم المزعومة
الرحلة الاولى
إلي بيت لحم باليهودية
لقد حملت مريم بيسوع بالناصرية بمدينة الجليل..
لكن كيف يكون يسوع هو المسيح الذي ينتظره اليهود ....والعهد القديم صرح بان المسيح سوف يخرج من ببيت لحم باليهودية ؟
اما انت يا بيت لحم افراتة وانت صغيرة ان تكوني بين الوف يهوذا فمنك يخرج لي الذي يكون متسلطا على اسرائيل ومخارجه منذ { سفر ميخا 5/2 }
لهذا كان لابد ان يخرج يسوع من ببيت لحم باليهودية لتنطبق عليه نبوة العهد القديم
فكنت أول رحلة يقررها كتاب الأناجيل ليسوع لتحقيق نبوءات العهد القديم هي رحلته إلي بيت لحم باليهودية وهو جنين برحم أمه
لكن ما هو السبب الذي يجعل مريم تنتقل وهي حامل في شهورها الأخيرة من الناصرية بالجليل إلي بيت لحم باليهودية ؟
نعم لقد اوجد كاتب الإنجيل السبب .....وهو ان {قيصر} ولي سورية أمر شعبه ليكتتبوا كل واحد بمدينته
لكن مريم ويوسف من سكان الجليل ....وبالتالي سوف يكون الاكتتاب بالجليل وليس باليهودية !!
وهنا يتيقظ كاتب الإنجيل الى هذه النقطة ويلفت نظر القارئ إلي نقطة قد تكون غائبة عنه وهي ان يوسف زوج مريم من بيت داود وعشيرته
ومن المعروف ان داود وعشيرته من سكان بيت لحم باليهودية ....وبالتالي يوسف وزوجته سوف يكتتب بمدينة عشيرته وليس المدينة الساكن بها
وبالفعل سفر كاتب الإنجيل مريم وهي حامل مع يوسف إلي بيت لحم باليهودية ..
سبحان الله ...بمجرد ان وصلت مريم إلي بيت لحم جاءها المخاض بزريبة البهائم حيث لم يجدا مكان يبيتا فيه الا هذه الزريبة فولدت ابنها يسوع ووضعته في مذود البهائم
وهكذا تم تحقيق نبوة العهد القديم بشان مكان ميلاد المسيح
1 و في تلك الأيام صدر أمر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة 2 و هذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية 3 فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته 4 فصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود و عشيرته 5 ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة و هي حبلى 6 و بينما هما هناك تمت أيامها لتلد 7 فولدت ابنها البكر و قمطته و أضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل ...لوقا 2/1: 7
بعد كل هذا هل لنا ان شكك في قيام يسوع بهذه الرحلة ؟
بالطبع من حقنا ان شكك في قيام يسوع بهذه الرحلة إذا ما وجدنا ما يدخل علينا الريبة والشك بشأنها
وما وجدناه من تناقض في رواية الرحلة كفيل بنسف قيام يسوع بهذه الرحلة ومنها
أولاً: يسوع ولد في عهد الملك كيرينوس أم في عهد الملك هيرودس
لقد صرح لوقا ان الاكتتاب كان بأمر من الملك كيرينوس ...وبالتالي كان ميلاد يسوع في عهده
وهذا يناقض تصريح متى بان ميلاد يسوع كان في عهد الملك هيرودس
وَبَعْدَمَا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمٍ الْوَاقِعَةِ فِي مِنْطَقَةِ الْيَهُودِيَّةِ عَلَى عَهْدِ الْمَلِكِ هِيرُودُسَ،.........متى 2/1
والغريب ان لوقا نفسه يقر بان يسوع ولد في عهد الملك هيرودس ....عندما صرح بان يوحنا المعمدان حمله وولادته كانتا في عهد الملك هيرودس
كان في ايام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة ابيا و امراته من بنات هرون و اسمها اليصابات....لوقا 1/5
والفرق بين حمل اليصابات بيوحنا وبين حمل مريم بيسوع مدة ستة أشهر
و في الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله الى مدينة من الجليل اسمها ناصرة...لوقا 1/26
ثانيا: واليك هذه المفارقة العجيبة
يوسف يذهب إلي بيت لحم باليهودية للاكتتاب بها ...لماذا ؟
لأنها مسكن عشيرته
ثم نجد الكاتب يصرح بان يوسف ومريم لا يجدا من يستضيفهما بهذه المدينة فيمكثان بمغارة للبهائم
فولدت ابنها البكر و قمطته و أضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل ...لوقا 2/7
أليس هذه مفارقة غريبة ....الا يجد يوسف بيت يستضيفه من بيوت عشيرته
لماذا لم تذهب مريم إلي بيت زكريا وتقيم هناك بدلا من النزول بالمغارة
ثالثا: كيف بحامل على وشك الولادة صغير ة السن ان تسافر وتتحمل مشقة هذا السفر
رغم التقدم المذهل في وسائل الموصلات والراحة المتوافرة للمسافر هذه الأيام ...الا ان السيدات يرفضن السفر مهما كانت الظروف وهي حامل بالأخص إذا كانت على وشك الولادة وحملها هو الاول ...بل ان الأطباء ينصحن النساء بعد السفر خلال الأشهر الأولى والأخيرة للحمل
...فهل من المعقول ان تغامر مريم بحياة جنينها من اجل الاكتتاب مع زوجها ؟!!!!
ثم خلاص حبكت ....ان يصدر كيرينيوس أمره بالاكتتاب ومريم على وشك الولادة ....يا سلام على القدر
ترتيب القدر ان يولد يسوع بزريبة البهائم ببيت لحم ....والا ادري كيف كانت تصرف يوسف إذا حانت ساعة ولادة مريم أثناء رحلة السفر
الم يكن في استطاعة يوسف ان يذهب ويكتتب له ولمريم في مدينة عشيرته ويترك مريم وجنينها
رابعاً: ومن الملاحظ ان النصارى يحتفلون مولد المسيح خلال شهر ديسمبر وشهر يناير {حسب الطائفة }....ومن المعروف ان هذين الشهرين في النصف الشمالي للكرة الأرضية شديد البرودة ومن المعروف ان فلسطين تقع في هذا النصف وتبعد كثير عن خط الاستواء الذي كلما بعدنا عنه كلما اشتدت برودة الطقس ففي هذين الشهرين تتساقط فيه الثلوج على فلسطين وفي ضوء ذلك نتوجه بعدد من الأسئلة
1ـ كيف لحامل على وشك الولادة ان تسافر والطقس شديد البرودة والثلوج تتساقط ؟
2ـ كيف لمريم ويوسف ان يسكنا بالمغارة والطقس شديد البرودة ...بل ان مريم فور وضعها لم تجد ما تضع فيه مولودها ولا غطاء تغطيه به ..فوضعته في مذود وغطته بالقش وكيف يتحمل الطفل شدة برودة الطقس داخل المغارة بدون ثياب يلتف به ؟
3ـ كيف يرعى الرعاة الغنم خلال هذه الفترة من السنة التي تسقط فيها الأمطار والثلوج بغزارة
8 و كان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم 9 و اذا ملاك الرب وقف بهم و مجد الرب اضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما ...لوقا 2/8: 9
خامسا : المجوس وجدوا يسوع ببيت وليس بمغارة
وهذا ما صرح به متى
11وَدَخَلُوا الْبَيْتَ فَوَجَدُوا الصَّبِيَّ مَعَ أُمِّهِ مَرْيَمَ. فَجَثَوْا وَسَجَدُوا لَهُ، ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا، ذَهَباً وَبَخُوراً وَمُرّاً. ....متى2/11
وهذا يناقض تصريح لوقا
فولدت ابنها البكر و قمطته و أضجعته في المذود اذ لم يكن لهما موضع في المنزل ...لوقا 2/7
بعد عرضنا لهذه الرحلة بكل أحداثها وتناقضاتها ...يمكن لنا ان نجزم بان هذه الرحلة لم تحدث
الي اللقاء مع الرحلة التالية باذن الله
تعليق