http://www.almoslim.net/node/96907
هجوم "كنائس" علي الخليج!
جمال عرفة | 26/7/1429 هـ
50 كنيسة تقريبا افتتحت في خمس دول خليجية .. والعين علي السعودية
"مسيحيو الخليج" مصطلح جديد بدأ يظهر علي شبكة الإنترنت .. ومطالبهم تمتد من المطالبة بجعل أعيادهم أجازة رسمية إلي الحصول علي مناصب سياسية ومقاعد في البرلمانات
لا يمكن اعتبار يوم14 مارس 2008 يوما عاديا في تاريخ الخليج، ليس لأنه اليوم الذي شهد افتتاح أول كنيسة كاثوليكية – من خمسة سيجري بناؤها للطوائف المسيحية المختلفة - في قطر، لتصبح قطر هي خامس دولة خليجية (بعد الإمارات والكويت والبحرين وعمان) تبني كنائس، ولم يتبقَ سوي السعودية كآخر دولة خليجية لا يوجد بها كنائس رسمية، وإنما لأن هذا الحدث كشف الكثير عن تاريخ الكنائس في الخليج أو ما يمكن تسميته "هجوم الكنائس" في الخليج .
وخطورة هذا الهجوم وانتشار الكنائس في كل دول الخليج تقريبا – ما عدا السعودية – ينبع من أمرين : (الأول) أن هناك رغبة كنسية – متصلة بالأهداف التنصيرية الواضحة – تسعي للإيحاء أن هناك تواجد مسيحي كبير في دول الخليج بدليل بناء الكنائس العديدة وانتشار لدعاة النصرانية في حين أن الحقيقة أن أبناء الخليج الحقيقيين "المتنصرين" يعدون علي أصابع اليد، وأن الكنائس تبني للوافدين من العمال الأجانب المفترض أنهم سيعودون لبلادهم يوما ما .
و(الثاني) أن هناك رغبة أكيدة من وراء هذا الهجوم الكنسي في الوصول للسعودية – كهدف رئيسي ونهائي لهذه الحملة – وهو ما ظهر في تصريحات علانية لقادة الفاتيكان مؤخرا خصوصا القس "توران" الذي طالب صراحة بكنائس في السعودية واعتبر هذا شرطا لبناء أي مساجد في الغرب مستقبلا، بل ولوحظ حرص الدوائر التنصيرية علي دعم هذه المطالب عبر نشر أخبار ملفقة علي مواقع مسيحية (موقع "ملتقي مسيحيي الخليج" ) تزعم قيام الحكومة السعودية بهدم آثار مسيحية في المملكة (!) منها مزاعم عن "آثار كنيسةبمنطقة الجبيل" لم يؤكدوا هل هي كنيسةأم كانت منزلا لأحد الرهبان مؤكدين وجود الصلبان علىالأعمدة ما يعتبر دليل على أنها كانت كنيسة ؟!
لهذا حرص من هم وراء هذا الهجوم الكنسي علي نشر مصطلح "مسيحيي الخليج" بغرض إثبات أن هناك مسيحيين في الخليج واستغلوا بناء الكنائس كدليل علي ما يزعمون أنه "تعاظم" حجم الجالية المسيحية في الخليج رغم أنهم يعلمون أن غالبيتها العظمي من غير أبناء الخليج .
ولهذا لا يمكن الفصل بين هجوم الكنائس هذا، وبين الدعوات الغربية المتجددة والضغوط بشكل مكثف ومنهجي من قبل منظمات دولية وحكومات غربية والفاتيكان علي السعودية كي تقبل مستقبلا ببناء كنائس علي غرار باقي دول الخليج بعدما سمحت كل من البحرين والكويت والإمارات وسلطنة عمان ببناء كنائس للمسيحيين بها !.
وغني عن البيان أن هذا الهجوم الكنسي قد يأخذ مستقبلا أبعادا أخطر بسبب الانقسام الكنسي ومن ثم مطالب أنصار كل كنيسة بكنيسة خاصة للمذهب الذي يعتنقونه !.
فأغلبية المسيحيين الخليجيين هم من العراقيين أو جنسيات عربية لبنانية هاجروا للخليج وتجنسوا بالجنسية الخليجية لبعض الدول منذ سنوات، ولا يوجد خليجيون حقيقيون بينهم وهم موزعون علي طوائف مسيحية مختلفة، ما يدفع لمطالبة كل طائفة بكنيسة خاصة بها وهو ما حدث في دول مثل الإمارات والكويت .
وأشهر الكنائس بالبحرين هي : الكنيسة السورية الأرثوذكسية والكنيسة الرومانية الكاثولكية والكنيسة الانكليكانية وكنيسة الرب والكنيسة الوطنية الانجيليه، وذلك وفق معلومات قديمة، ويعتقد أنه تم بناء المزيد بصورة غير معلنة في العصر الحديث .
وتقول دراسات معدة عام 2006 أن عدد الجالية المسيحية هناك قرابة 400 شخص يتوزعون على 80 عائلة بحرينية وتقدرهم بـ 1% من السكان،بيد أن مصادر كنسية كاثوليكية تزعم أن عددهم بلغ 1000 مسيحي بحريني .
ويقول رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين د. عيسى أمين أن غالبية من مسيحيي البحرين وفدوا من العراق مع شركات النفط التي بدأت في التنقيب عن البترول في عشرينات القرن العشرين، وهذا غير المسيحيين الوافدين المنتمين إلى جنسيات عديدة أبرزها الفلبين والهند إضافة لأعداد متفرقة لعرب مسحيين من مصر ولبنان والأردن وسوريا.
وقد جري تمثيل اليهود والمسيحيون في أول مجلس بلدي أنشئ في البحرين في العام 1920 جنبا إلى جنب مع ممثلين عن المواطنين البحرينيين من السنة والشيعة وممثلين عن المسلمين الهنود والهندوس أيضا، إذ كان التمثيل في المجلس البلدي يتم على أساس طائفي، وبدأت مؤخرا تظهر دعوات من قبل هذه الأقلية المسيحية بعد تعدد بناء الكنائس، للمطالبة بتوسيع حجم تمثيل الجالية المسيحية في مواقع صنع القرار، حيث يقتصر حاليا علي تعيين النائبة "أليس سمعان" بمجلس الشورى منذ التسعينات، فضلا عن طلب اعتبار أيام أعيادهم أجازة رسمية والاهتمام الإعلامي بهم .
حيث بنيت في البحرين والكويت والإمارات وسلطنة عمان كنائس للمسيحيين القلائل الذين يحملون جنسيات الدول الخليجية ولمئات الآلاف من المقيمين المسيحيين ولطوائفهم وجماعاتهم المتعددة من الدول الأسيوية أو الغربية، غير عشرات الشقق الخاصة التي تحولت مع الوقت لكنائس منزلية .
وهناك مصادر كويتية أخري تتحدث عن حوالي 140 كويتيا مسيحيا فقط أبرزهم "عمانويل غريب" الذي يعد أول قس يحمل جنسية خليجية (كويتي ) وهو من أصول أرمنية، بالإضافة إلى حوالي 300 ألف وافد من مختلف الجنسيات أغلبهم آسيويون .
وتقول مصادر غربية أن مسيحيو الكويت ( مواطنين وعمالة أجنبية ) تقدموا بطلبات لبناء كنائس أخري بدعوي ضيق مساحة كنائسهم مقارنة بالأعداد المتزايدة للمسيحيين ما يجبرهم على استئجار منازل لممارسة شعائرهم فيها، وأنه لهذا قررت الحكومة الكويتية قبل ثلاث سنوات تخصيص قطعتي ارض كبيرتين لبناء كنائس جديدة، إلا أن بعض النواب الإسلاميين وأعضاء في المجلس البلدي يعرقلون هذا المشروع .
وسبق أن ظهرت في سبتمبر 2006 مشكلات خاصة بمحاولة بعض المسيحيين تحويل مدرسة في منطقة (خيطان) غرب العاصمة الكويت إلى كنيسة خصوصا بعدما تردد أن هناك قرار لمجلس الوزراء الكويتي بذلك، ونشبت أزمة سياسية بين الحكومة ومجلس الأمة الذي رفض نوابه بناء الكنيسة، اثر ذلك، بسبب رفض بعض النواب إضافة إلى أهالي المنطقة للقرار الذي تم بموجبه تحويل "مدرسة أم علاء الأنصارية للبنات" إلى كنيسة مرقصية .
وعلي حين طالب مسيحيو البحرين بتوسيع مشاركتهم السياسية، دعا مسيحيو الكويت – علي لسان راعي الكنيسة الإنجيلية القس عمانوئيل بنيامين غريب - بحرية التنصير "غير العلني"، إذ أكد في حوار في برنامج "نقطة نظام" مع قناة (العربية) يوم 3 – 12 – 2004 أنه "يتعين على كل مسيحي مؤمن أن يبشر بالمسيحية بطرق مختلفة امتثالاً لما ورد في الإنجيل المقدس"، وطالب بالحرية في هذا الأمر "شرط أن تكون مقيدة وتحترم خصوصيات المنطقة"، مثل "منع التبشير في العلن" نافيا قيام كنيسته بدور تنصيري لكنه أوضح في الوقت ذاته "أنه لا يرد من يأتيه ليتعرف على المسيحية" ولا يطلب منه التنصر .
وقال القس الكويتي أنهم لا يشعرون بأي خطر من جانب التيار الإسلامي ولم يلمسوا أي تهديد منه، ونفى أن يكون التيار الإسلامي النافذ في البلد قد أثر على فرص توظيف المسيحيين في هذا البلد. وأنه لا يشعر بأي نوع من التفرقة في الكويت .
وعندما أقرت الحكومة مؤخرا تقديم أرض لبناء كنيستين جديدتين في البلاد، أثار ذلك بعض الانتقادات من قبل نواب إسلاميين في البرلمان حيث أعتبر النائب وليد الطبطبائي أن هذا الأمر "غير جائز شرعا" وأن عدد المسيحيين الكويتيين لا يتعدى المائة بينما هناك عشرين كنيسة في البلاد، فيما أكدت مصادر كنسية في الكويت أن عدد الكنائس هو تسعة بينها أربعة فقط لها مبان خاصة بها بينما الأخرى مقامة في بيوت مستأجرة
وهناك فتوى من وزارة الأوقاف الكويتية صادرة عام 1989 تمنع بناء الكنائس ونصها كما يلي: ''إن إنشاء أي دار للعبادة لغير المسلمين في دار الإسلام لا يجوز، وكذلك لا يجوز تأجير الدور لتكون كنائس أو معابد لغير المسلمين'' .
بيد أنه ضربت بعرض الحائط هذه الفتاوي بسبب النفوذ الغربي القوي، إذ أن الوافدين المسيحيين عددهم عشرات الآلاف في الكويت .
والكويت هي البلد الخليجي الوحيد الذي أسس فيه المسيحيون ما سمي (المؤتمر الكنسي الكويتي) !!، وقد أجرت إحدى القنوات الفضائية لقاء مع أول منصر كويتي وهو عمانويل الغريب ـ كما تقدم ـ قال في إحدى إجاباته: نعم نحن نعمل في التبشير [التنصير] داخل الكويت ولكن ليس بصورة علنية!
وتضم الإمارات العربية المتحدة التي تفاخر بانفتاحها وتعدديتها الثقافية، عدة كنائس يمارس فيها مئات آلاف المسيحيين الوافدين ومعظمهم من الهند والفيليبين والعرب والغربيين، شعائرهم، ويطالب قساوسة هناك بمزيد من الكنائس لمواكبة العدد المتزايد للمسيحيين كما يقولون، وقد ساهم في ذلك تزايد العمالة الأجنبية الأسيوية والأجنبية بصورة ضخمة حيث بلغ عدد سكان الإمارات في نهاية 2006 حوالي 5,6 مليون نسمة يشكل المواطنون منهم حوالي 15.4% فقط بحسب دراسة شبه رسمية .
ورغم ذلك الانفتاح تجاه الكنائس في الإمارات، فقد جري إلغاء ومنع الحلقة الأولى من برنامج "حوار هاني" للإعلامي السعودي هاني نقشبندي على قناة دبي أكتوبر الماضي 2007 بسبب مناقشته موضوع "الكنائس في الخليج العربي" عقب تدشين كنيستي شنودة وبوتين.
وتعتبر الإمارات هي أكثر مناطق الخليج "تحرراً" أمام المسيحيين حيث دعمت الحكومة بناء الكنائس والمدارس المسيحية، كما أن بها أهم بعثة تنصيرية بالإمارات (البعثة المتحدة الإنجيلية) .
تدل الإحصائيات الرسمية على أن نسبة غير المسلمين ترتفع في دولة الإمارات بشكل مطرد وسريع ..ففي خلال عشرين سنة ارتفعت نسبتهم في السكان من ( نصف في المائة ) إلى ( عشرين بالمائة ) خصوصا بعد تدفق العمال السيخ من الهند والعمال النصارى من الفلبين ولبنان وأوربا .
في تقرير ألقي في مؤتمر عقد في مايو عام 1969 في (هيرن بيكورت) في بريطانياجري الكشف عن أن المنظمات التنصيرية العالمية قررت جعل (دبي) إحدى الإمارات السبع التي تتكون منها دولة الاتحاد مركزا وقاعدة للانطلاق والهجوم على مكة المكرمة!!
وجاء الهجوم الأكبر والضغط المكثف للوصول لهذا الهدف من الفاتيكان، حتي أن أبرز وأخطر شروط الفاتيكان التي أعلنت للحوار مع وفود إسلامية هي شرط ما سمي "التبادلية" بمعني دعوة الفاتيكان دول الغرب لربط بناء مسجد في أي عاصمة أوروبية ببناء كنيسة في دولة إسلامية وخصوصا الخليج وبشكل أدق السعودية .
وقد قاد هذه الحملة بشكل واضح وصريح الكاردينال جان لوى (لويس) توران سكرتير البابا والمسئول عن الحوار مع الأديان، وظهر من جملة حوارات أدلي فيها بتصريحات لصحف كنسية وأوروبية أن الهدف هو بناء كنائس في السعودية .
إذ قال الكاردينال "توران" - في حوار مع صحيفة زينيت الايطالية 22 فبراير 2008 – أن هدفهم هو السعي لإقناع المسلمين بفكرتي : الفصل بين الدين (الإسلام) والدولة، أي علمانية الدين، وضرورة سماح المسلمين ببناء كنائس مسيحية في بلادهم – خصوصا السعودية – مثلما يجري السماح لهم ببناء مساجد في الغرب !.
وقال: إن كان من الصواب أن يكون للمسلمين مسجدا كبيرا وجميلا في روما، فمن الصواب أيضا ومن الضروري أن يكون للمسيحيين كنيستهم في الرياض" !
وكرر "توران" هذا الكلام مرة أخري في مقابلة مع صحيفة (لا كروا) الكاثوليكية الفرنسية اليومية، حينما قال إنه "سيتعين على المسيحيين مناقشة القيود المفروضة على بناء الكنائس في العالم الإسلامي في الحوار الذي نادى به 138 من رجال الدين الإسلامي في الدعوة " .
وقال توران إنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن المسلمين يستطيعون بناء مساجد في أوروبا، بينما تفرض الكثير من الدول الإسلامية قيودا على بناء الكنائس أو تحظر بناءها
هجوم "كنائس" علي الخليج!
جمال عرفة | 26/7/1429 هـ
50 كنيسة تقريبا افتتحت في خمس دول خليجية .. والعين علي السعودية
"مسيحيو الخليج" مصطلح جديد بدأ يظهر علي شبكة الإنترنت .. ومطالبهم تمتد من المطالبة بجعل أعيادهم أجازة رسمية إلي الحصول علي مناصب سياسية ومقاعد في البرلمانات
لا يمكن اعتبار يوم14 مارس 2008 يوما عاديا في تاريخ الخليج، ليس لأنه اليوم الذي شهد افتتاح أول كنيسة كاثوليكية – من خمسة سيجري بناؤها للطوائف المسيحية المختلفة - في قطر، لتصبح قطر هي خامس دولة خليجية (بعد الإمارات والكويت والبحرين وعمان) تبني كنائس، ولم يتبقَ سوي السعودية كآخر دولة خليجية لا يوجد بها كنائس رسمية، وإنما لأن هذا الحدث كشف الكثير عن تاريخ الكنائس في الخليج أو ما يمكن تسميته "هجوم الكنائس" في الخليج .
وخطورة هذا الهجوم وانتشار الكنائس في كل دول الخليج تقريبا – ما عدا السعودية – ينبع من أمرين : (الأول) أن هناك رغبة كنسية – متصلة بالأهداف التنصيرية الواضحة – تسعي للإيحاء أن هناك تواجد مسيحي كبير في دول الخليج بدليل بناء الكنائس العديدة وانتشار لدعاة النصرانية في حين أن الحقيقة أن أبناء الخليج الحقيقيين "المتنصرين" يعدون علي أصابع اليد، وأن الكنائس تبني للوافدين من العمال الأجانب المفترض أنهم سيعودون لبلادهم يوما ما .
و(الثاني) أن هناك رغبة أكيدة من وراء هذا الهجوم الكنسي في الوصول للسعودية – كهدف رئيسي ونهائي لهذه الحملة – وهو ما ظهر في تصريحات علانية لقادة الفاتيكان مؤخرا خصوصا القس "توران" الذي طالب صراحة بكنائس في السعودية واعتبر هذا شرطا لبناء أي مساجد في الغرب مستقبلا، بل ولوحظ حرص الدوائر التنصيرية علي دعم هذه المطالب عبر نشر أخبار ملفقة علي مواقع مسيحية (موقع "ملتقي مسيحيي الخليج" ) تزعم قيام الحكومة السعودية بهدم آثار مسيحية في المملكة (!) منها مزاعم عن "آثار كنيسةبمنطقة الجبيل" لم يؤكدوا هل هي كنيسةأم كانت منزلا لأحد الرهبان مؤكدين وجود الصلبان علىالأعمدة ما يعتبر دليل على أنها كانت كنيسة ؟!
لهذا حرص من هم وراء هذا الهجوم الكنسي علي نشر مصطلح "مسيحيي الخليج" بغرض إثبات أن هناك مسيحيين في الخليج واستغلوا بناء الكنائس كدليل علي ما يزعمون أنه "تعاظم" حجم الجالية المسيحية في الخليج رغم أنهم يعلمون أن غالبيتها العظمي من غير أبناء الخليج .
ولهذا لا يمكن الفصل بين هجوم الكنائس هذا، وبين الدعوات الغربية المتجددة والضغوط بشكل مكثف ومنهجي من قبل منظمات دولية وحكومات غربية والفاتيكان علي السعودية كي تقبل مستقبلا ببناء كنائس علي غرار باقي دول الخليج بعدما سمحت كل من البحرين والكويت والإمارات وسلطنة عمان ببناء كنائس للمسيحيين بها !.
وغني عن البيان أن هذا الهجوم الكنسي قد يأخذ مستقبلا أبعادا أخطر بسبب الانقسام الكنسي ومن ثم مطالب أنصار كل كنيسة بكنيسة خاصة للمذهب الذي يعتنقونه !.
فأغلبية المسيحيين الخليجيين هم من العراقيين أو جنسيات عربية لبنانية هاجروا للخليج وتجنسوا بالجنسية الخليجية لبعض الدول منذ سنوات، ولا يوجد خليجيون حقيقيون بينهم وهم موزعون علي طوائف مسيحية مختلفة، ما يدفع لمطالبة كل طائفة بكنيسة خاصة بها وهو ما حدث في دول مثل الإمارات والكويت .
أهم الكنائس الخليجية
كشف الإعلان عن بناء أول كنيسة في قطر عن معلومات متضاربة حول أعداد الكنائس التي بنيت في الخليج رسميا، والأخرى التي تعمل سرا داخل شقق بعض المنصرين، وتتوزع هذه الكنائس علي الدول الخليجية المختلفة .كنائس البحرين
وتعتبر "الكنيسة الإنجيلية الوطنية" هي أقدم كنيسة تبني في الخليج في البحرين، إذ أسست في عام 1906م أبان الاحتلال البريطاني علي أيدي مبشرين إنجيليين أميركيين، واحتفلت مؤخرا بمرور 100 عام على افتتاحها، ومنذ ذلك التاريخ بني في البحرين كنائس أخري للكاثوليك والأرثوذكس، حتي بلغ العدد قرابة 16 كنيسة عام 2006، ويتردد أنها 30 حاليا مسجلة رسميا للجاليات من وزارة التنمية الاجتماعية، لكنها لا تملك مباني، بينها الكنيسة القبطية ويقوم أتباع هذه الكنائس بممارسة شعائرهم في كنائس الطوائف الأخرى .وأشهر الكنائس بالبحرين هي : الكنيسة السورية الأرثوذكسية والكنيسة الرومانية الكاثولكية والكنيسة الانكليكانية وكنيسة الرب والكنيسة الوطنية الانجيليه، وذلك وفق معلومات قديمة، ويعتقد أنه تم بناء المزيد بصورة غير معلنة في العصر الحديث .
وتقول دراسات معدة عام 2006 أن عدد الجالية المسيحية هناك قرابة 400 شخص يتوزعون على 80 عائلة بحرينية وتقدرهم بـ 1% من السكان،بيد أن مصادر كنسية كاثوليكية تزعم أن عددهم بلغ 1000 مسيحي بحريني .
ويقول رئيس جمعية تاريخ وآثار البحرين د. عيسى أمين أن غالبية من مسيحيي البحرين وفدوا من العراق مع شركات النفط التي بدأت في التنقيب عن البترول في عشرينات القرن العشرين، وهذا غير المسيحيين الوافدين المنتمين إلى جنسيات عديدة أبرزها الفلبين والهند إضافة لأعداد متفرقة لعرب مسحيين من مصر ولبنان والأردن وسوريا.
وقد جري تمثيل اليهود والمسيحيون في أول مجلس بلدي أنشئ في البحرين في العام 1920 جنبا إلى جنب مع ممثلين عن المواطنين البحرينيين من السنة والشيعة وممثلين عن المسلمين الهنود والهندوس أيضا، إذ كان التمثيل في المجلس البلدي يتم على أساس طائفي، وبدأت مؤخرا تظهر دعوات من قبل هذه الأقلية المسيحية بعد تعدد بناء الكنائس، للمطالبة بتوسيع حجم تمثيل الجالية المسيحية في مواقع صنع القرار، حيث يقتصر حاليا علي تعيين النائبة "أليس سمعان" بمجلس الشورى منذ التسعينات، فضلا عن طلب اعتبار أيام أعيادهم أجازة رسمية والاهتمام الإعلامي بهم .
كنائس قطر
و"كنيسة العذراء" أو "سيدة وردية" كما أطلق عليها، هي الأولي من نوعها التي بنيت في قطر وشارك كاردينال مبعوث من قبل الفاتيكان في افتتاحها، وهي الأولى من خمس كنائس يتم تشييدها في العاصمة القطرية، وهي أيضا الأولي في خامس دولة خليجية تسمح بذلك تحت شعار حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية وسيعقبها بناء أربعة كنائس أخري للكنائس : "القبطية المصرية"، و"الأرثوذكسية" و"الإنجيلية"، إضافة لكنيسة خامسة غير محددة ليصبح مجموعها خمسة، ما قد يرفع عدد الكنائس في دول الخليج إلي قرابة 50 كنيسة .حيث بنيت في البحرين والكويت والإمارات وسلطنة عمان كنائس للمسيحيين القلائل الذين يحملون جنسيات الدول الخليجية ولمئات الآلاف من المقيمين المسيحيين ولطوائفهم وجماعاتهم المتعددة من الدول الأسيوية أو الغربية، غير عشرات الشقق الخاصة التي تحولت مع الوقت لكنائس منزلية .
كنائس الكويت
وتؤكد مصادر كنسية أن عدد الكنائس في الكويت يبلغ حاليا 20 كنائس تقريبا يضمها مجمع كنائس في قلب العاصمة تم ترميمه مؤخرا، وأن هناك حوالي مائتي كويتي مسيحي غالبيتهم من أصول عراقية وفلسطينية، من بين مليون كويتي تقريبا هم تعداد السكان، غير قرابة 400 ألف مسيحي من الوافدين العاملين في الكويت وهم بشكل أساسي عمالة أجنبية قادمة من الهند والفيليبين ومصر ولبنان والدول الغربية .وهناك مصادر كويتية أخري تتحدث عن حوالي 140 كويتيا مسيحيا فقط أبرزهم "عمانويل غريب" الذي يعد أول قس يحمل جنسية خليجية (كويتي ) وهو من أصول أرمنية، بالإضافة إلى حوالي 300 ألف وافد من مختلف الجنسيات أغلبهم آسيويون .
وتقول مصادر غربية أن مسيحيو الكويت ( مواطنين وعمالة أجنبية ) تقدموا بطلبات لبناء كنائس أخري بدعوي ضيق مساحة كنائسهم مقارنة بالأعداد المتزايدة للمسيحيين ما يجبرهم على استئجار منازل لممارسة شعائرهم فيها، وأنه لهذا قررت الحكومة الكويتية قبل ثلاث سنوات تخصيص قطعتي ارض كبيرتين لبناء كنائس جديدة، إلا أن بعض النواب الإسلاميين وأعضاء في المجلس البلدي يعرقلون هذا المشروع .
وسبق أن ظهرت في سبتمبر 2006 مشكلات خاصة بمحاولة بعض المسيحيين تحويل مدرسة في منطقة (خيطان) غرب العاصمة الكويت إلى كنيسة خصوصا بعدما تردد أن هناك قرار لمجلس الوزراء الكويتي بذلك، ونشبت أزمة سياسية بين الحكومة ومجلس الأمة الذي رفض نوابه بناء الكنيسة، اثر ذلك، بسبب رفض بعض النواب إضافة إلى أهالي المنطقة للقرار الذي تم بموجبه تحويل "مدرسة أم علاء الأنصارية للبنات" إلى كنيسة مرقصية .
وعلي حين طالب مسيحيو البحرين بتوسيع مشاركتهم السياسية، دعا مسيحيو الكويت – علي لسان راعي الكنيسة الإنجيلية القس عمانوئيل بنيامين غريب - بحرية التنصير "غير العلني"، إذ أكد في حوار في برنامج "نقطة نظام" مع قناة (العربية) يوم 3 – 12 – 2004 أنه "يتعين على كل مسيحي مؤمن أن يبشر بالمسيحية بطرق مختلفة امتثالاً لما ورد في الإنجيل المقدس"، وطالب بالحرية في هذا الأمر "شرط أن تكون مقيدة وتحترم خصوصيات المنطقة"، مثل "منع التبشير في العلن" نافيا قيام كنيسته بدور تنصيري لكنه أوضح في الوقت ذاته "أنه لا يرد من يأتيه ليتعرف على المسيحية" ولا يطلب منه التنصر .
وقال القس الكويتي أنهم لا يشعرون بأي خطر من جانب التيار الإسلامي ولم يلمسوا أي تهديد منه، ونفى أن يكون التيار الإسلامي النافذ في البلد قد أثر على فرص توظيف المسيحيين في هذا البلد. وأنه لا يشعر بأي نوع من التفرقة في الكويت .
وعندما أقرت الحكومة مؤخرا تقديم أرض لبناء كنيستين جديدتين في البلاد، أثار ذلك بعض الانتقادات من قبل نواب إسلاميين في البرلمان حيث أعتبر النائب وليد الطبطبائي أن هذا الأمر "غير جائز شرعا" وأن عدد المسيحيين الكويتيين لا يتعدى المائة بينما هناك عشرين كنيسة في البلاد، فيما أكدت مصادر كنسية في الكويت أن عدد الكنائس هو تسعة بينها أربعة فقط لها مبان خاصة بها بينما الأخرى مقامة في بيوت مستأجرة
وهناك فتوى من وزارة الأوقاف الكويتية صادرة عام 1989 تمنع بناء الكنائس ونصها كما يلي: ''إن إنشاء أي دار للعبادة لغير المسلمين في دار الإسلام لا يجوز، وكذلك لا يجوز تأجير الدور لتكون كنائس أو معابد لغير المسلمين'' .
بيد أنه ضربت بعرض الحائط هذه الفتاوي بسبب النفوذ الغربي القوي، إذ أن الوافدين المسيحيين عددهم عشرات الآلاف في الكويت .
والكويت هي البلد الخليجي الوحيد الذي أسس فيه المسيحيون ما سمي (المؤتمر الكنسي الكويتي) !!، وقد أجرت إحدى القنوات الفضائية لقاء مع أول منصر كويتي وهو عمانويل الغريب ـ كما تقدم ـ قال في إحدى إجاباته: نعم نحن نعمل في التبشير [التنصير] داخل الكويت ولكن ليس بصورة علنية!
كنائس الإمارات
يشكل الكاثوليك غالبية المسيحيين المقيمين في الإمارات ولديهم سبع كنائس حسبما أكد لوكالة فرانس برس الأب فرانسوا من كنيسة القديسة مريم في دبي التي تستقبل أسبوعيا عشرات الآلاف من المصلين حسبما يقول، وتنظم فيها صلوات وقداديس على مدار الساعة بلغات عدة، كما تضم الإمارات كنيسة انجليكانية وعدة كنائس بروتستانتية وأرثوذكسية لاسيما كنيسة جديدة وضخمة للأقباط الأرثوذكس دشنها في أبو ظبي البابا شنودة الثالث بابا أقباط مصر في ابريل 2007، بخلاف وضع الرئيس الروسي (السابق) فلاديمير بوتين في أبو ظبي حجر الأساس لأول كنيسة أرثوذكسية في الشارقة في العام نفسه، بعد تسجيل أبرشية الكنيسة الأرثوذكسية الروسية هناك وبدء البناء .وتضم الإمارات العربية المتحدة التي تفاخر بانفتاحها وتعدديتها الثقافية، عدة كنائس يمارس فيها مئات آلاف المسيحيين الوافدين ومعظمهم من الهند والفيليبين والعرب والغربيين، شعائرهم، ويطالب قساوسة هناك بمزيد من الكنائس لمواكبة العدد المتزايد للمسيحيين كما يقولون، وقد ساهم في ذلك تزايد العمالة الأجنبية الأسيوية والأجنبية بصورة ضخمة حيث بلغ عدد سكان الإمارات في نهاية 2006 حوالي 5,6 مليون نسمة يشكل المواطنون منهم حوالي 15.4% فقط بحسب دراسة شبه رسمية .
ورغم ذلك الانفتاح تجاه الكنائس في الإمارات، فقد جري إلغاء ومنع الحلقة الأولى من برنامج "حوار هاني" للإعلامي السعودي هاني نقشبندي على قناة دبي أكتوبر الماضي 2007 بسبب مناقشته موضوع "الكنائس في الخليج العربي" عقب تدشين كنيستي شنودة وبوتين.
وتعتبر الإمارات هي أكثر مناطق الخليج "تحرراً" أمام المسيحيين حيث دعمت الحكومة بناء الكنائس والمدارس المسيحية، كما أن بها أهم بعثة تنصيرية بالإمارات (البعثة المتحدة الإنجيلية) .
تدل الإحصائيات الرسمية على أن نسبة غير المسلمين ترتفع في دولة الإمارات بشكل مطرد وسريع ..ففي خلال عشرين سنة ارتفعت نسبتهم في السكان من ( نصف في المائة ) إلى ( عشرين بالمائة ) خصوصا بعد تدفق العمال السيخ من الهند والعمال النصارى من الفلبين ولبنان وأوربا .
في تقرير ألقي في مؤتمر عقد في مايو عام 1969 في (هيرن بيكورت) في بريطانياجري الكشف عن أن المنظمات التنصيرية العالمية قررت جعل (دبي) إحدى الإمارات السبع التي تتكون منها دولة الاتحاد مركزا وقاعدة للانطلاق والهجوم على مكة المكرمة!!
كنائس سلطنة عمان
ولا تتوافر معلومات كثيرة عن الكنائس في سلطنة عمان، ولكن القس الأميركي مايكل بوس أكد لوكالة أنباء فرانس برس أن الهنود الكاثوليك يمثلون غالبية المسيحيين المقيمين هناك، وأن عشرات آلاف الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت يمارسون شعائرهم في كنائسهم الخاصة هناك في تسامح تام .العين علي السعودية!
ولأن أعين المنصرين علي السعودية وأرض نشأة الإسلام، فقد لوحظ تصاعد في الدعوات المطالبة ببناء كنائس في السعودية عقب افتتاح كنيسة قطر بدعوي أن السعودية باتت هي الدولة الخليجية الوحيدة التي ترفض بناء الكنائس وأن هذا مخالف لحرية العبادة والحريات الدينية وخلافه .وجاء الهجوم الأكبر والضغط المكثف للوصول لهذا الهدف من الفاتيكان، حتي أن أبرز وأخطر شروط الفاتيكان التي أعلنت للحوار مع وفود إسلامية هي شرط ما سمي "التبادلية" بمعني دعوة الفاتيكان دول الغرب لربط بناء مسجد في أي عاصمة أوروبية ببناء كنيسة في دولة إسلامية وخصوصا الخليج وبشكل أدق السعودية .
وقد قاد هذه الحملة بشكل واضح وصريح الكاردينال جان لوى (لويس) توران سكرتير البابا والمسئول عن الحوار مع الأديان، وظهر من جملة حوارات أدلي فيها بتصريحات لصحف كنسية وأوروبية أن الهدف هو بناء كنائس في السعودية .
إذ قال الكاردينال "توران" - في حوار مع صحيفة زينيت الايطالية 22 فبراير 2008 – أن هدفهم هو السعي لإقناع المسلمين بفكرتي : الفصل بين الدين (الإسلام) والدولة، أي علمانية الدين، وضرورة سماح المسلمين ببناء كنائس مسيحية في بلادهم – خصوصا السعودية – مثلما يجري السماح لهم ببناء مساجد في الغرب !.
وقال: إن كان من الصواب أن يكون للمسلمين مسجدا كبيرا وجميلا في روما، فمن الصواب أيضا ومن الضروري أن يكون للمسيحيين كنيستهم في الرياض" !
وكرر "توران" هذا الكلام مرة أخري في مقابلة مع صحيفة (لا كروا) الكاثوليكية الفرنسية اليومية، حينما قال إنه "سيتعين على المسيحيين مناقشة القيود المفروضة على بناء الكنائس في العالم الإسلامي في الحوار الذي نادى به 138 من رجال الدين الإسلامي في الدعوة " .
وقال توران إنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن المسلمين يستطيعون بناء مساجد في أوروبا، بينما تفرض الكثير من الدول الإسلامية قيودا على بناء الكنائس أو تحظر بناءها