الإسلام في إسبانيا

تقليص

عن الكاتب

تقليص

((أم عبد الرحمن)) مسلمة اكتشف المزيد حول ((أم عبد الرحمن))
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ((أم عبد الرحمن))
    2- عضو مشارك

    • 13 أكت, 2014
    • 229
    • طالبة
    • مسلمة

    الإسلام في إسبانيا

    الإسلام في إسبانيا
    من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
    تُظهر دراسة أجراها أحد معاهد الدراسات أن في إسبانيا نحو 1,700,000 نسبة يعتنقون الدين الإسلامي حسب إحصاءات عام 2012م. وهذه النسبة لا تمثل سوى 3-4% من إجمالي عدد سكان إسبانيا. وتتألف غالبية المسلمين هناك من المهاجرين والمنحدرين من الأصول العربية؛ خاصة من دولة المغرب وبعض البلدان الإفريقية، ويمتلك أكثر من 514,000 مواطن مسلم الجنسية الإسبانية، وهو ما يُمثل 30% من إجمالي عدد المسلمين في إسبانيا. وقد أدت موجات الهجرة التي حدثت في الآونة الأخيرة إلى تزايد عدد المسلمين في إسبانيا. وقد كشف هذا التعداد السكانى للمسلمين أن أقليم كتلونيا يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المسلمين، ويليه إقليم أندلوثيا ثم مدريد.

    وصول الإسلام إلى إسبانيا
    جامع قرطبة الكبير
    مسجد البشارات أول مسجد في إسبانيا بعد 700 سنة

    وصل الإسلام إلى إسبانيا مبكراً، وذلك عندما غزاالمسلمون جزيرة إيبريا في سنة (93 هـ - 711 م) واكتسح المد الإسلامي أكبر مساحة من شبه جزيرة إيبريا فلم يمضي على دخول المسلمين ثلاثون عاماً ألا وكانت إيبريا بكاملها في حوزة الإسلام، وتحول الفاتحين إلى مهاجرين واستوطنوا البلاد، بل تجاوزها نفوذهم إلى جنوب فرنسا، وادخل المسلمين في ايبريا زراعة المدرجات الجبلية، ومدوا شبكات الرى المعقدة، وأدخلوا محاصيل جديدة، وتحولت البلاد إلى مشعل حضارة.

    وانتهى حكم المسلمين في أسبانيا بسقوط غرناطة في سنة (898 هـ- 1492 م) بعد عقد معاهدة بين فردناند وايزابلا يلتزمان بها باحترام الدين ولكنهما نقضا المعاهدة وحاكما المسلمين أمام محاكم التفتيش التي أصدرت أحكامها بلإعدام حرقاً على أعداد كبيرة من المسلمين واستمرت هذه المحاكم تمارس سلطانها أكثر من ثلاثة قرون ولم تلغ إلا في القرن الثامن عشر.

    هاجرت أعداد كبيرة من المسلمين إلى بلاد المغرب، واضطر من بقي أن يخفي عقيدته سراً وهم (الموريسكيون) والذين تمردوا في سنة (976 هـ - 1568 م)، ولما يأس الأسبان من إجبارهم على ترك دينهم أمروا بطردهم من إسبانيا سنة (1019 هـ - 1610 م)، هذا مقابل ما كان يقدمه الإسلام من سماحة، فلم يرغم المسلمون طيلة ثمانية قرون أحداً على اعتناق الإسلام وتركوا للمسيحين حرية ممارسة عقيدتهم.
    الهيئات والمؤسسات الإسلامية في إسبانيا

    ظهرت مجموعة من الهيئات والمؤسسات الإسلامية في غرناطة ثم انتشرت خصوصاً بعد صدور حرية الأديان ويبلغ عددها 49، منها المركز الإسلامي الأسباني، جمعية المسلمين الأسبان في غرناطة، الجمعية الإسلامية في إسبانيا، الجمعية الإسلامية في قرطبة، الجمعية الإسلامية في أشبيلية، المفوضية الإسلامية في إسبانيا. كما يوجد المركز الإسلامي الثقافي في مدريد ويضم مسجد ومدرسة تقوم بتعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية واللغة الأسبانية، والقرآن الكريم، ومعمل لتعليم اللغات ,ويوجد المعهد العربي للدراسات الأكاديمية، والمعهد الأسباني العربي للثقافة في مدريد، والمدرسة العربية في مدريد.




    لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله
    - نظمي لوقا -
  • ((أم عبد الرحمن))
    2- عضو مشارك

    • 13 أكت, 2014
    • 229
    • طالبة
    • مسلمة

    #2
    رد: الإسلام في إسبانيا


    http://www.nadorcity.com/%D8%AA%D8%B...8%A7_a490.html

    تزايد عدد الإسبان الذين يعتنقون الإسلام في إسبانيا
    يتزايد عدد الاسبان الذين يعتنقون الاسلام في اسبانيا باستمرار. ويبلغ عدد الإسبان الذين دخلوا الإسلام 50 ألف شخص ونسبتهم إلى عدد المسلمين في البلاد البالغ عددهم 1.5 مليون شخص هي الأعلى في غرب اوروبا.
    وتزيد النسبة عن مثلي نظيرتها في فرنسا التي تشير التقديرات الى ان فيها ستة ملايين مسلم يمثلون اكبر جالية اسلامية في غرب اوروبا.
    وقال عبد الحسيب كاستينيرا مدير مسجد غرناطة والمركز الاسلامي التابع له 'عدد الاسبان الذين يدخلون في الإسلام أكثر من دول أوروبية أخرى بسبب التاريخ والأصول العميقة والراسخة الموجودة في الهوية الاسبانية التي هي تتعلق بالإسلام لمدة 1000 سنة.'
    واشار كاستينيرا الى عهد دولة الاندلس الذي بدأ عام 711 عندما فتح طارق بن زياد اسبانيا وظل الإسلام بعده الدين الرئيسي في البلاد على مدى ثمانية قرون.
    وبعد دخول الكاثوليك اراضي الدولة الاسلامية التي انهارت عام 1492 بسقوط غرناطة ظل المسلمون يعيشون في اسبانيا الى ان طردهم منها الملك فيليب الثالث عام 1609.
    ويرتبط تاريخ وهوية الاسبان إلى حد بعيد بالحكم الاسلامي الطويل في الاندلس.
    وذكر كاستينيرا ان اعتناق الاسلام أصبح متزايدا في اسبانيا.
    وقال 'لقد أصبح عدد المسلمين في اسبانيا حسب تقديري الشخصي حوالي 100 ألف مسلم. وبدأ ذلك منذ 30 سنة عندما اكتشف الأولون من الاسبانيين الإسلام من جديد في السبعينيات. في منتصف السبعينيات بعد سقوط نظام الجنرال فرانكو، وفي مسجدنا هذا، مسجد غرناطة الجامع، لا يمر أسبوع إلا ويدخل في الإسلام فيه واحد.. اثنان.. ثلاثة. يعني أصبحت عادة عندنا الشهادتان بعد صلاة الجمعة. تقريبا كل أسبوع واحد أو اثنان أو ثلاثة من أفراد المجتمع الاسباني وفي بعض الأحيان من دول أخرى أوروبية ومن أمريكا اللاتينية يدخلون الاسلام.'
    وكاستينيرا المولود في غاليسيا عام 1955 من اوائل الإسبان الذين اعتنقوا الاسلام في العقود الاخيرة. وكان اسمه رامون كاستينيرا وتعلم في كلية كاثوليكية قبل ان يعتنق الاسلام عام 1977.
    واسس كاستينيرا الرابطة الاسلامية في غرناطة واصبح رئيسا لها. كما اصبح احد ابنائه اماما لمسجد غرناطة.
    وقالت فوزية بينيديتي، وهي إسبانية مسلمة من الجيل الثاني تعرف قدرا من اللغة العربية يمكنها من فهم اجزاء من حديث إمام المسجد، 'الاسلام ليس دينا لشعب واحد بعينه بل ديناً للبشرية كلها حيث ان النبي محمد هو آخر نبي أرسله الله.'
    ووالد فوزية امريكي كان عازفا لموسيقى الجاز ثم اعتنق الاسلام وتزوج امرأة سويسرية قبل ان يستقر في غرناطة. وتزوجت فوزية نفسها رجلا اسبانيا اعتنق الاسلام قبل عام.
    وقال محمد خير الدين جويخار الذي كان يعمل ممثلا في مدريد قبل ان يعتنق الاسلام ويستقر به المقام في غرناطة 'جاءني نور الاسلام قبل 25 عاما وساعدني الله كثيرا على العثور على طريق الاسلام. الاسلام موجود منذ زمن طويل لكني لم اتعرف عليه الا منذ ذلك الوقت.'
    واشترت الرابطة الاسلامية عام 1981 قطعة ارض لبناء مسجد عليها في 'البايزين' احد اقدم أحياء غرناطة الذي استوطنه المسلمون بعد الاجتياح المسيحي عام 1492.
    وواجهت الرابطة قدرا كبيرا من الصعوبات والتوتر طيلة 22 عاما قبل ان تتمكن في آخر الأمر من افتتاحه عام 2003 ليكون اول مسجد يبنى في غرناطة منذ عام 1492.

    لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله
    - نظمي لوقا -

    تعليق

    • ((أم عبد الرحمن))
      2- عضو مشارك

      • 13 أكت, 2014
      • 229
      • طالبة
      • مسلمة

      #3
      رد: الإسلام في إسبانيا


      http://www.aljazeera.net/knowledgega...86%D9%8A%D8%A7

      كتاب انبعاث الإسلام في اسبانيا

      عرض/ شرين يونس

      يوثق الكتاب الانبعاث الجديد للإسلام في إسبانيا بعد حظر دام نحو ثمانية قرون، وشكْل هذا الإسلام المعاصر، ويتتبّع حيرة مسلمي إسبانيا والجيل الجديد بين شوقهم نحو الحضارة الأندلسية، وتطلعهم إلى الاندماج في مجتمعهم الغربي والتأقلم معه.

      - الكتاب:انبعاث الإسلام في إسبانيا
      -المؤلف: عدة باحثين
      -عدد الصفحات :332
      -الناشر: مركز المسبار للدراسات والبحوث, الإمارات
      الطبعة: الأولى/ أكتوبر 2011
      وتحت عنوان "قراءة في انسحاب التاريخ على الحاضر، وأثره على المسلمين وعلى الإسبانيين" تؤكد الباحثة أدا روميرو سانشيت في بحثها، أن المسلمين الإسبان حتى اليوم لا يزالون يعانون من نتائج تشويه تاريخهم الأندلسي الإسلامي.

      وتشير إلى وجود روايتين أساسيتين لتاريخ الأندلس، الرواية العربية أو ذات الأصول والمراجع المكتوبة بالعربية، ورواية المؤلفات والمدونات والوثائق المكتوبة بغير العربية.

      ورغم تعدد الأمثلة لكلا الروايتين عن التاريخ الأندلسي، فإن العربية منها معظمها غير مترجم للغة الإسبانية، والعديد منها غير محقق، أو غير منشور، بالإضافة إلى وجود فراغ توثيقي للقرون الأولى.

      أما الوثائق غير العربية التي كتبت على أيدي رجال الدين، فيُشكك في مصداقيتها، لأنها نتاج التفكير العنصري ضد الإسلام، كما أنها جمعت في كتب نفس الأشخاص الذين قاموا بمحاولة إبادة أكثرية المسلمين هناك وطمس معالمهم وتاريخهم بحرق كتبهم.

      وقد انتقلت الباحثة إلى استعراض دخول الإسلام إلى شبه جزيرة إيبيريا، وبدايته هناك، ثم نزع مواطنيه منه، مؤكدة أنه رغم التقلبات السياسية، استطاع الإسبان من أبناء الأديان الثلاثة، المسلم والنصراني واليهودي، التعايش بطريقة ودية وعائلية، وهو ما تغير بعد صدور محاكم التفتيش وسياسة الإرغام، ثم بقرار النفي عام 1609م.

      وفي ختام البحث تتحدث الكاتبة عن أنه رغم أن عام 2012 سيشهد احتفال مدينة غرناطة بألفية قيام مملكة غرناطة، فإنه لا تزال تعرض الحقبة الأندلسية سواء في المناهج التعليمية أو في الكتب والموسوعات العلمية، بوصفها حقبة استعمار عربي، ولا تزال الدراسات العربية تعاني قلة الخبراء وقلة الباحثين، وقلة وجود الأقسام الأكاديمية، رغم تحسن الوضع خلال السنوات الأخيرة.

      التفاعل الثقافي ومستقبله
      في بحثه يسرد عبد الصمد أنطونيو روميرو رومان، دور المسلمين بالأندلس في نقل إنجازات الحضارة العربية الإسلامية من المشرق إلى المغرب، مستعرضا في الوقت نفسه أوجه الغموض التي تعوق هذا التواصل بين الإسلام والغرب.

      ويشير الكاتب إلى أن الترجمات غير الصحيحة للثقافة الإسلامية، وعدم فهم واستيعاب المترجم للمصطلحات الإسلامية في نطاقها التاريخي والثقافي، أفرز الكثير من المعاني والأفكار المغلوطة عن الإسلام ويفسرها الغرب باعتبارها الفهم والمنهاج الحقيقي للإسلام.


      "لا جدوى من أن ينتظر المسلمون الغرب حتى يفهمهم ويفهم قيمهم الدينية والسياسية والاقتصادية، وعليهم أن يقتبسوا من الغرب كل ما ينسجم والمجتمع المسلم"

      وعلى الجانب الآخر، هناك أيضا العديد من الأمور غير المفهومة عن الدول الأوروبية في الدول العربية والإسلامية، منها الحرية وحدودها، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وهي أمور عادة ما يستخدمها الغرب ذريعة للتدخل في شؤون الشرق. ومنها العلمانية التي يفهمها المسلمون بغياب سلطة العامل الديني، دون استيعاب ظروف نشأتها في العالم الأوروبي.

      ويؤكد الباحث أنه لا جدوى من أن ينتظر المسلمون الغرب حتى يفهمهم ويفهم قيمهم الدينية والسياسية والاقتصادية، وأن عليهم ويحق لهم أن يقتبسوا من الغرب كل ما ينسجم والمجتمع المسلم.

      مسلمو الأندلس الجدد
      ينتقل هاشم كابريرا بنا للحديث عن إحياء الإسلام في إسبانيا ومسلمي الأندلس الجدد، وعن مسار كشف الغطاء، واستعادة ذاكرة تاريخ الأندلس من خلال البحث عن هوية.

      ويستعرض الباحث هذا المسار، الذي تعرض للعديد من التقلبات سواء بسبب تغير توجهات الحكومات السياسية، أو لعوامل خاصة بالنهج العالمي ونظرته للإسلام وتنامي الإسلاموفوبيا، ولكنه في النهاية نجح في وقف نكران الإسلام الذي دام أكثر من خمسة قرون.

      وتم توقيع أول اتفاق تعاون بين المسلمين والدولة عام 1992م، بالإضافة إلى مناقشة مواضيع هامة، مثل تقنين وتوفير الأغذية الحلال، وتعليم الإسلام في المراكز الحكومية، وأشكال التعاون للحفاظ والنهوض بالتراث الإسلامي التاريخي بإسبانيا، ومعاهدات الدعم الديني للاجئين والمهاجرين في المراكز الحكومية والسجون، وتعديل حق العائلة المسلمة.
      وبموازاة ذلك عكست معارضة بعض الهيئات الاشتراكية بناء مساجد في عدة مدن وأماكن إسبانية التناقضات العميقة في المجتمع الإسباني.

      وعدَد الباحث الأنشطة التي يقوم بها المسلمون الجدد في المجتمع الإسباني المتعدد الثقافات الناشئ، واصفا الجيل الثاني من المسلمين الإسبان، بأنه الأقدر على الاندماج بشكل أكثر فعالية، بالإضافة إلى قدرة الشباب على تقبل التنوع الإسلامي وعلى الانفتاح والالتحام.

      الفكر الإسلامي الجديد
      يتناول الفصل الرابع التجارب والتحديات الفكرية للإسلام في إسبانيا المعاصرة الذي يراه الكاتب صعب التصنيف، فلا هو بالتحديثي ولا هو بالإصلاحي، كما أنه ليس سلفيا ولا صوفيا، وقد ينظر إليه على أنه ضرب من الهرطقة، مجملا العوامل الاجتماعية التي بلورت ظاهرة عودة الإسلام إلى إسبانيا، وثلاثة من روادها.

      وأشار الباحث إلى سمات لهذه الحركة، منها أنها جاءت مستقلة، وقائمة بذاتها، وأنها ديمقراطية ومناوئة للاستبداد، وهي حركة مجدّدة تشق طريقها عبر الصوفية ولكن ليس بطريقة تقليدية، وهي تتبني التجربة والممارسة، وترفض تحويل الإسلام إلى دين مؤسسات.


      "رغم الإطار القانوني الذي يضمن للمسلمين بإسبانيا حق ممارسة دينهم، فإنه من الناحية التطبيقية، لا تزال هناك العديد من العوائق والصعوبات"

      كما أنها ذات ارتباط حر وعاطفي وجداني بالإسلام الأندلسي التقليدي، وتدفع إلى التعايش بين الأضداد لإظهار أوجه التكامل والاتحاد بين الإسلام، وغيره من الأوضاع الواقعية الثقافية والأيديولوجية والثقافية والروحية الأخرى. ورأى الباحث أنها في الوقت ذاته، حركة غير قائمة على أساس وطيد، ولم تصل بعد إلى مستوى الفكر الأصيل الرصين، داعيا إلى ضرورة تطوير مراكز لتحصيل المعرفة وتأصيلها.

      ورغم الإطار القانوني الذي يضمن للمسلمين بإسبانيا حق ممارسة دينهم، فإنه من الناحية التطبيقية، لا تزال هناك العديد من العوائق والصعوبات، خاصة فيما يتعلق ببناء وافتتاح المساجد، وتيسير الدفن على الطريقة الإسلامية، والتعليم والتربية الإسلامية، وهناك أيضا صعوبات في الحصول على الغذاء الحلال.

      الشباب المسلم في إسبانيا
      تقدم الباحثة ناديا أندوخار، رؤية شاملة عن حالة الشباب المسلم في إسبانيا، في الوقت الحالي، وتتطرق إلى وجود نماذج مختلفة في مقابل صورة إعلامية بدائية، وتستعرض أولويات هذه الفئة من المجتمع الإسباني، وتطلعاتها إلى المستقبل، والتحديات التي تواجهها.

      ويعاني الشباب المسلم الإسباني في أحيان عديدة من أزمة هوية، فهم يعيشون بين جماعتين، جماعة الآباء وجماعة المجتمع، وبين إطار قانوني يسمح لهم بالحرية الدينية، لكنه في الوقت نفسه يعيقهم عن إظهار هويتهم الدينية.

      وأبرزت الباحثة بعض الصعوبات التي تواجه الشباب، كضعف التربية الدينية الإسلامية، والفراغ الناشئ عن عدم وجود جامعات تعطي دروسا إسلامية، وتأثير ذلك ليس في تكوين الأئمة فحسب بل في تكوين المواطنين المسلمين بصفة عامة.

      ورأت الباحثة أن الثورات العربية أنتجت تضامنا بين الشباب الإسباني المسلم، مع أهداف الشباب في بلدان آبائهم الأصليين، وأثرت كذلك في رؤيتهم ونقدهم للمجتمع الذي يعيشون فيه، وألغت العديد من القوالب النمطية كفكرة أن الإسلام متعارض مع الديمقراطية وأن النساء يخضعن للرجال.

      وتشير الباحثة إلى أننا بصدد ولادة نموذج اجتماعي جديد، يتجاوز الرأسمالية الوحشية، وينقد الميكانيكية، ويطلب الديمقراطية الحقيقية واحترام النظم الإيكولوجية، مجتمع يسعى إلى التضامن العالمي بمفهوم كفاح المواطنين المتحدين ضد الطغيان، مجتمع يدين مختلف أنواع الخوف الاجتماعي.

      الاستعراب وإسهاماته
      تؤكد الباحثة باربارا بولويكس غالاردو، أن الدراسات العربية الإسبانية، جاءت نتيجة حاجة ارتباطية وعاطفية، لارتباطها بالكثير من صفحات التاريخ الإسباني، إضافة إلى وجود إرادة واضحة لفصل الاستعراب الإسباني عن الحقيقة الاستعمارية والأغراض الإمبريالية التي كانت وراء الدراسات الاستشراقية في أوروبا.


      "ارتبط الاستعراب الإسباني في بداية القرن التاسع عشر بحركة أدبية وفنية، رأت انجذابا إلى الماضي المغربي من تاريخ إسبانيا"

      وأعطت الباحثة نظرة شاملة للاستعراب بإسبانيا، الذي تم تطويره وترقيته بنهاية القرن الثامن عشر في عهد الملك الإسباني شارلس الثالث استجابة لدواع ومقتضيات تخص سياسته الأفريقية والمتوسطية، بينما ارتبط الاستعراب الإسباني في بداية القرن التاسع عشر بحركة أدبية وفنية، رأت انجذابا إلى الماضي المغربي من تاريخ إسبانيا.

      كما شهد القرن التاسع عشر تدشين المدرسة الحقيقية للدراسات العربية وظهر رواد الدراسات العربية بإسبانيا، والمتخصصون الذين عملوا على توحيد الدراسات العربية بإسبانيا.

      وانتقلت الباحثة إلى الحديث عن أقسام الدراسات العربية والإسلامية بالجامعات الإسبانية، التي أدت نتيجة لظهور جيل جديد كبير من المستعربين نهاية الستينيات، إلى وضع نهاية لعزلة الاستعراب في إسبانيا.

      وشرحت الباحثة كيف أن المشروع الأوروبي لإعادة الهيكلة الأكاديمية المعروف بإجراء بولونا يمثل تهدديا حقيقيا لمستقبل تطور علوم الإنسانيات عامة والدراسات العربية والإسلامية بصفة خاصة.

      الصوفية في شبه الجزيرة الإيبيرية
      يتتبع الباحث مانويل غوتييريث اونتيغيروس عودة ظهور الصوفية في ثمانينيات القرن الماضي، رغم جذورها الممتدة حتى القرن التاسع من الحقبة المسيحية، واصفا تلك العودة بأنها عودة للنفس بعد اعتراض طويل دام ثمانية قرون، فكانت العودة على يد حركة المرابطين العالمية، التي لا تزال حاضرة حتى اليوم.

      وقد شهد شبه الجزيرة الإيبيرية في تسعينيات القرن الماضي، أيضا الطراز الصوفي النقشبندي، إضافة إلى وجود طرق صوفية أخرى، كصوفية مليلية، وطريقة بنتونس، وفقراء الشيخ مولاي بشير، وطريقة الجراحي، والطرق ذات الأصول السنغالية.

      ورغم ظهور الصوفية في الدراسات الأكاديمية منذ عشرينيات القرن الماضي، على يد المستعرب الإسباني الكبير D.Migual asin palacios، فإنه بموته وقع الباحثون الأكاديميون في النسيان حتى أواخر القرن الماضي حيث وُجد كتاب إسبانيون جدد مهتمون بالصوفية.

      إسلام إسبانيا وأميركا اللاتينية
      ويقدم قاسم فكتور سالاثار كابريرا، تعريفا مفصلا لتاريخ الإسلام في أميركا اللاتينية، موضحا أوجه الاتفاق والاختلاف بين إسلام إسبانيا وأميركا اللاتينية، اللتين توحدهما اللغة الإسبانية والعديد من الخصائص الثقافية الأخرى.


      "أثر إسلام أميركا اللاتينية في إسبانيا باستيراد السلفية إلى شبه الجزيرة اللاتينية عبر الكتب والمؤتمرات التي تحتضنها بعض المراكز الإسلامية"

      وخلص الكاتب إلى أن تأثير الإسلام الإسباني في أميركا اللاتينية ظهر منذ العشرين سنة الأخيرة، مع استقرار مجموعة المرابطين في سنة 1995م، ولكن التأثير الأهم تمثل في الحركات الصوفية مثل الطريقة الحقانية والجراحية، بالإضافة إلى ترجمات الكتب الدينية والقرآن الكريم.

      وفي المقابل أثر إسلام أميركا اللاتينية في إسبانيا باستيراد السلفية إلى شبه الجزيرة اللاتينية عبر الكتب والمؤتمرات التي تحتضنها بعض المراكز الإسلامية.

      ويحتوي الكتاب بالإضافة إلى الأبحاث الرئيسية السابقة، قراءة لكتاب الثقافة المورية في إسبانيا، ومقالا حول دور الخطاب الدعوي عبر الفضائيات والمواقع الإلكترونية في بروز المجتمعات الشخصانية، وآخر عن التهديد الناشئ عن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة سيناء، والانتفاضات العربية ومناقشة النموذج التركي.

      المصدر : الجزيرة

      لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله
      - نظمي لوقا -

      تعليق

      • ((أم عبد الرحمن))
        2- عضو مشارك

        • 13 أكت, 2014
        • 229
        • طالبة
        • مسلمة

        #4
        رد: الإسلام في إسبانيا


        http://main.islammessage.com/newspage.aspx?id=26203

        مسلمو إسبانيا.. مثال للبر والتراحم والتكافل وفعل الخيرات
        1435/11/26 الموافق 21/09/2014
        رسالة الإسلام - أحمد عبد الظاهر

        الجالية الإسلامية في إسبانيا من أكبر الجاليات في أوروبا، ففي إسبانيا أكبر عدد من المسلمين في أوروبا، والذين يقارب عددهم المليوني مسلم، تراهم فيما بينهم مثال للتعاون والبر والتكافل، كما يعم خيرهم غيرهم من أهل إسبانيا وفقرائها المحتاجين.

        يتمثل ذلك في البرنامج الاجتماعي الذي تقدمه الجالية الإسلامية في بعض المدن الإسبانية ومنها مدينتي "آرو" و"لا ريوخا" بالتعاون مع بنك الطعام في مدينة "لا ريوخا".

        ويسعى هذا البرنامج الاجتماعي إلى إدارة وجمع الغذاء وتوزيعه مجانا على دور الرعاية لتوصيله وتوزيعه بشكل مباشر على المحتاجين والفقراء سواء من المسلمين أو غيرهم.

        وأكدت إدارة اتحاد الجاليات الإسلامية في "لا ريوخا"، أن الجالية الإسلامية لـ"آرو" تُطبق هذا البرنامج منذ عدة سنوات، من خلال توزيع الطعام على الأسر المحتاجة.



        تعداد مسلمي إسبانيا

        تُظهر دراسة أجراها أحد معاهد الدراسات أن في إسبانيا نحو 1,700,000 نسمة يعتنقون الدين الإسلامي حسب إحصاءات عام 2012م.

        وهذه النسبة لا تمثل سوى 3-4% من إجمالي عدد سكان إسبانيا. وتتألف غالبية المسلمين هناك من المهاجرين والمنحدرين من الأصول العربية؛ خاصة من دولة المغرب وبعض البلدان الإفريقية، ويمتلك أكثر من 514,000 مواطن مسلم الجنسية الإسبانية، وهو ما يُمثل 30% من إجمالي عدد المسلمين في إسبانيا.

        وقد أدت موجات الهجرة التي حدثت في الآونة الأخيرة إلى تزايد عدد المسلمين في إسبانيا. وقد كشف هذا التعداد السكاني للمسلمين أن إقليم كتالونيا يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد المسلمين، ويليه إقليم أندلوثيا ثم مدريد.



        الحضارة الإسلامية في إسبانيا

        وصل الإسلام إلى إسبانيا مبكرًا ، وذلك عندما غزا المسلمون جزيرة إيبريا في سنة (93 هـ - 711 م) ونجح المسلمون في السيطرة على أكبر مساحة من شبه جزيرة إيبريا فلم يمضي على دخول المسلمين ثلاثون عامًا ألا وكانت إيبريا بكاملها في حوزة الإسلام، وتحول الفاتحون إلى مهاجرين واستوطنوا البلاد، بل تجاوزها نفوذهم إلى جنوب فرنسا، وأدخل المسلمين في ايبريا زراعة المدرجات الجبلية، ومدوا شبكات الري المعقدة، وأدخلوا محاصيل جديدة، وتحولت البلاد إلى مشعل حضارة.

        وانتهى حكم المسلمين في إسبانيا بسقوط غرناطة في سنة (898 هـ- 1492 م) بعد عقد معاهدة بين فردناند وايزابلا يلتزمان بها باحترام الدين ولكنهما نقضا المعاهدة وحاكما المسلمين أمام محاكم التفتيش التي أصدرت أحكامها بالإعدام حرقًا على أعداد كبيرة من المسلمين واستمرت هذه المحاكم تمارس سلطانها أكثر من ثلاثة قرون ولم تلغ إلا في القرن الثامن عشر.

        هاجرت أعداد كبيرة من المسلمين إلى بلاد المغرب، واضطر من بقي أن يخفي عقيدته سرًا وهم (الموريسكيون) والذين تمردوا في سنة (976 هـ - 1568م)، ولما يأس الأسبان من إجبارهم على ترك دينهم أمروا بطردهم من إسبانيا سنة (1019 هـ - 1610 م)، هذا مقابل ما كان يقدمه الإسلام من سماحة، فلم يرغم المسلمون طيلة ثمانية قرون أحدًا على اعتناق الإسلام وتركوا للمسيحيين حرية ممارسة عقيدتهم.



        المؤسسات الإسلامية في إسبانيا

        ظهرت مجموعة من الهيئات والمؤسسات الإسلامية في غرناطة ثم انتشرت خصوصًا بعد صدور حرية الأديان ويبلغ عددها 49، منها المركز الإسلامي الأسباني، جمعية المسلمين الأسبان في غرناطة، الجمعية الإسلامية في إسبانيا، الجمعية الإسلامية في قرطبة، الجمعية الإسلامية في أشبيلية، المفوضية الإسلامية في إسبانيا.

        كما يوجد المركز الإسلامي الثقافي في مدريد ويضم مسجد ومدرسة تقوم بتعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية واللغة الأسبانية، والقرآن الكريم، ومعمل لتعليم اللغات, ويوجد المعهد العربي للدراسات الأكاديمية، والمعهد الأسباني العربي للثقافة في مدريد، والمدرسة العربية في مدريد.
        لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله
        - نظمي لوقا -

        تعليق

        • ((أم عبد الرحمن))
          2- عضو مشارك

          • 13 أكت, 2014
          • 229
          • طالبة
          • مسلمة

          #5
          رد: الإسلام في إسبانيا





          http://www.european-muslims.org/cms/...01-10-22-18-50
          الإسلام في إسبانيا

          مبارك أبو معاذ
          الجمعة, 10 كانون2/يناير 2014

          الإسلام في إسبانيا

          · تقديم:

          نود من خلال هذا المقال أن نضع بين يدي القارئ الكريم واقع الإسلام والمسلمين بإسبانيا، خاصة مع النهج الديمقراطي الذي عرفته البلاد بانتقالها من إسبانيا الكاثوليكية إلى الدولة العلمانية، واعترافها بالعديد من الديانات الأخرى ، في الوقت الذي كان مجرد الشك في شخص ما على أنه على دين غير الكاثوليكية جريمة تعرض المشتبه به إلى العقاب. فما طبيعة هذا التحول؟ وما هي الظروف والملابسات التي أدت إلى ذلك؟ وما حقيقة هذا الاعتراف؟ وماهي الوسائل والخطوات التي انتهجت في هذا الصدد؟... كل هذه الأسئلة وغيرها سنحاول تناولها بالتفصيل من خلال الفقرات التالية:

          I. إسبانيا الكاثوليكية.

          II. الكنيسة الكاثوليكية : وضع التوافق وشد الحبل

          · إسبانيا الكاثوليكية

          منذ سقوط غرناطة قبل خمسة قرون كانت الكاثوليكية ولأمد طويل الدين الرسمي والرئيسي لإسبانيا الموحدة تحت التاج الملكي، ولم تكن تعترف بأي دين آخر غير «الكاثوليكية»، حتى الكنائس المسيحية الأخرى من أرثدوكسية وبروتستانتية وغيرهما من الفروع الأخرى النابعة عن الديانة المسيحية، إضافة إلى الديانتين السماويتين الأخريين الإسلام واليهودية التين لم يكن معترفا بهما، بل إن أفرادهما كانوا يعتبرون في حكم «الملحدين» طبقا لقوانين إسبانيا الكاثوليكية، وكان القانون يعاقب على ممارسة الطقوس الدينية طبقا لتلك الأديان، ويأمر بمصادرة أموال من يثبت ممارستهم لشعائر مخالفة للكنيسة الكاثوليكية، لذلك كانت تتم ممارسة شعائر تلك الأديان سرا، أو في أحيان كثيرة تحت رقابة حكومية مشددة.

          ظل هذا الوضع على حاله حتى فترة قليلة قبل موت الجنرال فرانكو وتحول اسبانيا إلى النظام التعددي الديمقراطي، وتحولت اسبانيا إلى دولة علمانية لا دينية طبقا لدستور عام 1978، ومنذ ذلك الوقت اتخذت السلطات الاسبانية خطوات حثيثة نحو تحرير الحياة المدنية من سيطرة الكنيسة الكاثوليكية، وبدأت بالاعتراف بحرية ممارسة شعائر الديانات الأخرى، وتم رفع الإشارة إلى ديانة المواطن الاسباني من الأوراق الرسمية. من هنا بدأ تنظيم الديانات غير الكاثوليكية في إطار قوانين تسمح بإقامة أماكن العبادة لتلك الديانات المعترف بها، ومنها الدين الإسلامي، فانتشرت المساجد وأصبحت تربو على ألف مسجد، بعضها يمتد نشاطه إلى أبعد من مجرد إقامة الصلاة وإقامة الاحتفالات الدينية الموسمية، وتحولت إلى مراكز ثقافية إسلامية حقيقية .

          · الكنيسة الكاثوليكية: وضع التوافق وشد الحبل

          إن الهدوء والاستقرار في المشهد السياسي والاجتماعي في إسبانيا ليس ثابتا على حال من الأحوال، فسرعان ما تهب العواصف التاريخية والإديلوجية بين الفينة والأخرى لتعيد فتح جميع القضايا العالقة بين الكنيسة الكاثوليكية التي ترى أنها مستهدفة من قبل الاشتراكيين "الانتقاميين، على حد تعبير رئيس مجمع الأساقفة" من جهة، والأحزاب اليسارية ( اتحاد اليسار والحزب الاشتراكي) من جهة أخرى.

          ولفهم هذه الزوبعة السياسية والاجتماعية علينا أن نعود إلى الوراء كثيراً، من خلال انعكاسات الثورة الفرنسية على المجتمع الإسباني التي ظهرت تجلياتها في انقسامه إلى حركات إصلاحية وأخرى محافظة، ثم بعد ذلك بكثير وبالتحديد من خلال الحرب الأهلية الإسبانية. فقد كانت الكنيسة الكاثوليكية "عرّابة" الانقلاب الذي قام به الجنرال فرانكو على حكومة الجمهورية الثانية, هذا الانقلاب عمّدته الكنيسة كـ"حملة صليبية ضد قوى الإلحاد الشيوعي". بعد انتصار فرانكو في الحرب الأهلية واستلامه مقاليد الحكم وبنائه نظام حكم كاثوليكي قومي متعصّب, كان للكنيسة دور هام جداً كسند إيديولوجي وشعبي للجنرال، وبقيت إلى جانبه كعمود فقري هام جداً للنظام حتى وفاة الجنرال عام 1975. نتحدّث هنا عن المؤسسة الكاثوليكية المتمثلة بمجمع الأساقفة، حيث أنه كان هناك حركات كثيرة من القواعد المسيحية وخصوصاً في بلاد الباسك ساهمت كثيراً بالإبقاء على المجتمع المدني الإسباني حيّاً، وكان لها دور هام جدا في الانتقال الديمقراطي بعد وفاة فرانكو.

          خلال فترة الانتقال الديمقراطي وبعد نهوض الديمقراطية في اسبانيا, كانت المؤسسة الكاثوليكية ترى كيف يتناقص نفوذها ومكانها المرموق الذي كانت تشغله أيام فرانكو, ومع ذلك فقد حافظت على علاقة مميزة جداً مع الدولة وخصوصاً بما يتعلّق بالتمويل والإعفاء الضريبي للأملاك الهائلة, وكذلك بما يخص حقوق الكنيسة في إدارة مدارسها الخاصة كما يروق لها. وهذه الامتيازات كانت مقابل السكوت عن هبوط مكانتها داخل الدولة ومنعها من التدخّل في الشؤون السياسية. وقبل الطرفان على مضض هذا الاتفاق.

          بقيت هناك أمور كثير عالقة خلال فترة الانتقال الديمقراطي ولم يكن هناك من يجرؤ على فتحها كي لا تتأثر الوحدة الوطنية السائدة في تلك الفترة, وتم تأجيلها لمراحل تالية، ومن ضمن هذه الأمور المؤجلة كان هذا الاتفاق مع الكنيسة الكاثوليكية حول مكانها ودورها في المجتمع، حيث أن الاتفاق المبرم كان انتقالياً فقط. لكن الحكومات المتعاقبة كانت تفضّل تمديد الاتفاق الموجود تفادياً لأي أزمة اجتماعية يمكن أن تنشأ عن إزعاج المؤسسة الدينية، التي ما زالت تحظى بقاعدة شعبية هامة جداً، والتي كانت تعرف ماهيّة الخوف من قاعدتها الشعبية، وبالتالي فقد كانت مستمرة في دورها كرقيب أخلاقي للمجتمع وحجر عثرة كبير في طريق أي تغيير لا يلاءم مبادئها الإيديولوجية.

          لكن هذه الهدنة الغير المعلنة انتهت على ما يبدو عند استلام ثاباتيرو الحكم، فقد كان برنامجه الانتخابي حافلاً بوعود إنهاء جميع الأمور العالقة منذ الحقبة السابقة، والتي لم يجرؤ أحد على فتحها، وتركوها للزمن كي ينساها الناس، ولذلك فقد تقبّله اليمين بشكل عام، والجزء المسيحي المتشدد من اليمين خصوصاً، بشكل عدائي فور استلامه للحكم، فقد اعتبروا أن نزعته الانتقامية تجاههم ناتجة عن أنه حفيد زعيم من زعماء اليسار الجمهوري الذي أعدم خلال الحرب الأهلية، وأن عائلته قد عاشت ويلات كونها سليلة هذا "الملحد". وبدأ ثاباتيرو بتنفيذ وعوده عن طريق إدخال تغييرات اجتماعية جذرية، من طراز إصدار قوانين حماية البحث العلمي باستخدام الخلايا الأم، السماح بزواج المثلين، التساهل بقوانين التبنّي، وحتى فتح الباب أمام الهجرة. وقد كانت بدايته ذكيّة جداً من هذه الناحية حيث أنه لم يمس الكنيسة بشكل مباشر، لكنه استفزها بقوانينه هذه، وكانت ردة فعلها مبالغ بها جداً من حيث استخدام عظات الأحد لمهاجمة الحكومة الاشتراكية أنذاك "الإلحادية الانتقامية" وتسيير المظاهرات الشعبية ضدها، مما أعطى لها المبرر لإعادة النظر بالاتفاق مع مجمعالأساقفة، حيث أن الكنيسة هي من خرقت الاتفاق السابق بتدخّلها السافر في الشؤون السياسية.

          وبعد أسابيع من المفاوضات، توصّلوا لاتفاق جديد لم يختلف كثيراً عن السابق، وهذا ما أغضب الكثير من أقطاب اليسار، الذين كانوا يطالبون بقطع العلاقات بشكل كامل واعتماد الكنيسة على نفسها في التمويل، وأن تدفع الضرائب عن أملاكها مثلها مثل غيرها. لم تصل الأمور إلى هذا الحد، لكن الاتفاق الجديد خفّض من قدرات الكنيسة من حيث أنه نزع عنها رداء القدسية وتحريم المس بها كما كان في السابق، وفتح سابقة إمكانية إعادة فتح ملف العلاقات معها في أي وقت ما .

          ثم كانت المعركة الثانية, ألا وهي معركة الذاكرة التاريخية.. هذا القانون هو أحد وعود ثاباتيرو الانتخابية الكبرى، والذي كان الحزب الاشتراكي يبتغي به إنهاء تناقضات الزمن السابق، ورعاية الدولة لجميع إجراءات فتح المقابر الجماعية لقتلى الحرب والتعرّف على الجثث وتسليمها للعائلات، بالإضافة إلى إلغاء الأحكام القضائية الجائرة من قبل المحاكم الميدانية للنظام الفاشي، وهنا حملت الكنيسة الكاثوليكية قميص عثمان وأخذت تلطم ضد النزعة الانتقامية لثاباتيرو حيث أنه يستهدفهم بهذا القانون ويبغي أن ينصبهم كورثة القتلة والمسؤولين الإيديولوجيين عن جميع الجرائم التي حدثت.

          الحقيقة أن موقف الكنيسة الكاثوليكية في هذا السياق صعب جداً، فهم لم يقوموا بأي نوع من أنواع المعالجة التاريخية أو إعادة النظر حول موقفهم بجانب الجنرال فرانكو، بل أنهم في أحسن الأحوال قد تجاهلوا هذا الدور بحجّة عدم النظر إلى الوراء وعدم فتح "جروح قد أغلقها الزمان"، وفي أسوءها هناك من يعتز بهذا الدور ويفخر به.

          فقد كان هناك تصريح لرئيس مجمع الأساقفة، الكاردينال رووكو فاريلا (الذي تدل الاستفتاءات واستطلاعات الرأي أنه أحد الشخصيات المكروهة جداً من قبل الشعب، بجانب أثنار) قيل عنه أنه مثال الوقاحة السياسية، حيث أنه هاجم الحكومة بشراسة كبرى متهماً إياها بفتح جراح الناس ونبش آلام الضحايا لاستخدامها ضد الكنيسة، بدل النظر نحو المستقبل ونسيان الماضي. وقد كان الرد سريعاً وبديهياً من قبل الناطق باسم الحكومة، فقد صرّح أن الحكومة الإسبانية تتفهّم كلام "مونسينيور رووكو فاريلا" ولكن لا يمكن تقبل هذا الكلام، خصوصاً من جهة تدّعي أنها لا تريد فتح الجراح القديمة، ولكنها لا تتوانى عن تسمية قديسين من المئات من "شهداء الحملة الصليبية القومية"، أي انقلاب فرانكو.

          ثم من الجبهات المفتوحة ما بين الحكومة والكنيسة الكاثوليكية هي جبهة التعليم، حيث تحافظ الكنيسة على امتيازاتها بخصوص إدارة مدارسها كما تشاء، وعلى حقها بجعل مادة التربية الدينية إجبارية ضمن هذه المدارس الخاصة. لكن الحكومة أدخلت مادة جديدة إجبارية في جميع المدارس، وهي مادة التربية من أجل المواطنة، وهي مادة يُشرح فيها للطالب ماهيّة الدولة والشعب، ومعنى كلمة مواطن، ومبادئ هامة مثل التسامح والإنسانية وأمور أخرى، وهذا ما لم توافق عليه الكنيسة حيث أنها ترى أن الدولة تريد أن تفرض نفسها كمرجع تربوي فكري، وهذا ما يرونه تدخلاً سافراً في تربية الأطفال. ومن هذا المنطلق فإن الكنيسة ترعى وتدعو لمقاطعة هذه المادة وتطلب من الآباء منع أبنائهم من حضور حصص هذه المادة حتى لو كلّف الأمر رسوب الطفل كونه يتغيّب عن مادّة إجباريّة. لكن هذه الدعوة للمقاطعة لم تلق كبير الصدى حيث أن عدد الأطفال المقاطعين لهذه المادة لا يصل إلى المائة في كل الدولة.

          ثم مشكلة الصلبان التي وضعها مدير المدرسة المتديّن والتي أمر القاضي بإزالتها، كان هناك سلاح جديد استخدمته الكنيسة ضد الحكومة، فقد صرّحت مصادر يمينية عديدة أنها ترى فيما يحدث "هجوماً من نظام القمع اليساري ضد التراث الكاثوليكي لإسبانيا" وبنفس الوقت فقد طعنوا في مصداقية التوجّه العلماني للحكومة، حيث أنهم يتحدّون أن يوجد قاض واحد يجرؤ على اعتبار الحجاب رمزاً دينياً، وبالتالي يمنع وجوده في المدارس الحكومية، فهم يرون أن الحكومة تتساهل جداً مع المسلمين وتتسامح معهم بحجّة مكافحة العنصرية، لكنها بنفس الوقت تهاجم التراث الكاثوليكي للشعب الإسباني دون هوادة، وهذا استغلال ديماغوجي أعتقده وضيع الأخلاق لقضية أن ثاباتيرو جاء إلى الحكم إثر تفجيرات مدريد الإرهابية، وهناك من المتعصبين والمتشددين اليمينيين من يدّعي أنه مدين للتطرّف الإسلامي بكرسيه، وبالتالي فهو يتسامح تجاه تغلغلهم في المجتمع الإسباني ويعطيهم حقوقاً لا يستحقونها على حساب الدين التراثي للشعب الإسباني.

          ثم الجبهة الأخيرة التي تدور رحاها في حلبة التدافع السياسي ، وهي قانون عملية الإجهاض الذي تقوده حملتها الحكومة الحالية بشغف كبير نحو التعديل، يعتبر نقطة ساخنة تسعى الكنيسة إلى استرجاعها لصالحها، بل وتطمح إلى أبعد من ذلك، الأمر الذي يزعج الأحزاب اليسارية وعلى رأسها الحزب الاشتراكي، ويؤرق مضجعها ويثير حفيظتها، لم لا وهو المكسب الذي حققته بعد طول نضال.

          هذا الصراع ما زال مستمراً، وسيبقى موجوداً طالما هناك من يعيش في الماضي رغم مزايدته في الحديث عن المستقبل، ويبقى الأمل في أن الشعب الإسباني رغم كاثوليكيته العميقة فهو ليس متشدداً، وهذه المعارك تبدو له مجرد خزعبلات، بل أن استطلاعات الرأي تدل على أنه لا يوافق على إقحام الدين في المسائل السياسية. وما يهمه الآن هو الخروج من الأزمة الاقتصادية التي خنقت الأنفاس وحدت الآمال.





          لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله
          - نظمي لوقا -

          تعليق

          • ((أم عبد الرحمن))
            2- عضو مشارك

            • 13 أكت, 2014
            • 229
            • طالبة
            • مسلمة

            #6
            رد: الإسلام في إسبانيا

            http://noural-islam.es/mainp/canaria/canaria-makal.php?canid=3


            تاريخ الاسلام فى اسبانيا

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
            وعلى آله وصحبه أجمعين

            تقع إسبانيا في جنوب غرب أوروبا، عاصمتها مدريد، تشمل الجزء الأكبر من شبـه جزيرة إيبريا، تجاورها البرتغال، وتفصلها جبال البرنس عن فرنسا، ومضيق جبل طارق عن المغرب جنوباً، أهم مدنها: برشلونة، بلنسية، سرقوسة، مرسية، قرطبـة، ولها ساحل طويل على البحـر المتوسط في الشرق والجنوب الشرقي.

            لمحة تاريخية
            خضعت إسبانيا في القرن الأول الميـلادي لحكم الإيبريين سكـان البـلاد القدمـاء، واكتسبوا حق المواطنيـة الرومانيـة، ولكنها ما لبثت أن خضعت في القرنين الخامس والسادس لحكم البرابرة الغزاة الذين شنوا عليها حرباً مدمرة .
            في القرن العاشر، وبالتحـديد في سنة 711م. بدأ الفتح الاسلامي لإسبـانيا بقيادة طارق بن زياد الذي هزم ملك القوط في معركة "وادي بكة"، وشتت شمل رجاله، وفي السنة التالية جنّد موسى بن نصير بما جرى حتى جنّد جيشاً، والتحق بطارق في سنة 93هـ، وأكملا فتح إسبانيا التي أسمـاها المسلمون "الأندلس"، ولكن المسلمين تعرضـوا لنكسة في 115هـ، 732م حيث انهزموا في معركة "بواتيه"على يد ملك الفرنج شارل مارتل، وبذلك أوقف الزحف الاسلامي داخل القارة الأوروبية.
            ظلت هذه البلاد خاضعة للخلافة الأموية 39 سنة، وبلغت ذروة مجدها في أيام عبد الرحمن المعروف بـ"الداخل"، ولكن عصر الأمجاد هذا تراجع حيث سادت صفوفهم الفرقة والانقسام، وأنهكتهم الصراعات، ما سهّل على جيوش قشتالة استعادة إسبانيا، وإخضاع غرناطة آخر معاقل المسلمين فيها في سنة 1492م. وهي السنة التي قـام كولومبوس فيها برحلته الاستكشافية إلى أميركا، ليرحل المسلمون عن"الأندلس"نهائياً، بعد أن أخضعوها لسلطانهم ثمانية قرون.
            ترك المسلمون في الأندلس بصمات واضحة في مختلف الميادين، ماجعل منها حاضرة متألقة، وحلقة وصل حضاري بين الاسلام والغرب، وركيزة من الركائز الأساسية للنهضة الحديثة في أوروبا والعالم، ويشهد على ذلك ما خلّفوه من آثار، بلغت غاية في الدقة، والاتقان، والروعة، والجمالية.
            ومن الجدير ذكره أن المسلمين في الأندلس لم يعيشوا نمطاً واحداً، بل طرأت على أحوالهم بعض التغيرات،حيث كان للظروف والعوامل التي أحاطت بهم دورها في إبراز سماتهم الحضارية، وانتاج مفاهيمهم السياسية والفكرية ـ وبتعبير آخر ـ منظومتهم الحياتية، سواء كانوا من الذين فتحوها، أو الذين عاشوا فيها، أو الذين اعتنقوا الإسلام من الإسبان، أو الذين تبنوا بعض العادات والتقاليد الإسلامية.

            الفاتحون
            كانت أولى التسميات التي أطلقت على المسلمين في إسبانيا، هي تسمية «المسلمون الفاتحون» التي شملت كلّ المسلمين سواء الذين فتحوا شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال حالياً) سنة 92هـ (711م) سواء كانوا من البربر الذين حضروا من المغرب مع القائد العسكري طارق بن زياد، وكان عددهم سبعة آلاف جندي، أو من العرب الذين حضروا من المشرق العربي ودخلوا شبه الجزيرة الإيبيرية سنة (712م) بقيادة موسى بن نصير لمساعدة الفاتحين الأوائل ومتابعة تقدّمهم في الأراضي

            الإيبيرية.
            حقق هؤلاء انجازات باهرة ، وأخضعوا لسيطرتهم مدن إسبانيا، باستثناء بعض المناطق الواقعة في الشمال، وتوغلوا في بعض الأراضي الفرنسية حتّى وصلوا إلى بواتييه، ولكن شارل مارتل أوقف تقدّمهم سنة (732م) في وقعة بلاط الشهداء التي خسرها المسلمون واستشهد فيها المجاهد الكبير عبد الرحمن الغافقي.
            خضعت الأندلس منذ الفتح الإسلامي للأمويين، ومن ثُمَّ للعباسيين، ولم تلبث أن أصبحت إمارة مستقلة على يدي عبد الرحمن الأوّل "الداخل" الذي فر إليها من السلطة العباسية، واتخذ من قرطبة عاصمة لإمارته، الذي حاول أن يجعلها عاصمة على غرار دمشق، فبنى جامع قرطبة الذي استوحى فكرته من جامع بني أمية في دمشق.
            وبعد انتهاء فترة الإمارة سنة 929م. تولى الحكم عبد الرحمن الثالث "الناصر" وبدأت معه فترة الخلافة التي دامت حتّى وفاة عبد الملك "ابن المنصور"سنة 1031م. وأدّت وفاته إلى تشتت الخلافة، وظهور ممالك الطوائف الذين حكموا مناطق متفرّقة من الأندلس.

            المرابطون.
            شجعت حالة الانقسام والتشظي التي عصفت بالأندلس الجيوش الإسبانية في شمال إسبانيا على لم شملها وتكتيل قواها، فتمكنت بقيادة ملكها ألفونسو السادس من استرداد مدينة طليطلة من المسلمين سنة 1058م، التي شكّل سقوطها ضربة قوية للمسلمين، فاضطروا لطلب مساعدة من إخوانهم المرابطين في المغرب. فلبوا الدعوة وهاجموا الإسبان في منطقة قرب بداخوس (غرب إسبانيا) وانتصروا عليهم سنة 1086م في معركة الزلاقة. وتشجع قائد المرابطين واستولى على الحكم الإسلامي في الأندلس بشكلٍ كامل وبقي مسيطراً عليه حتّى عام 1148م. وقد أطلق اسم «المرابطين» على الأشخاص الذين التفوا حول العالـم القيرواني الفقيه في الدِّين عبد اللّه بن ياسين الجذولي الذي أرسل معهم لتعليمهم شريعة ربّهم إذ أقام رباطاً وانقادوا له .

            الموحّدون.
            تولى الموحِّدون حكم الأندلس بعد المرابطين ، وهم جماعة أطلقوا على أنفسهم هذا الاسم، ودعوا لتصحيح الفهم الإسلامي، والعودة بالمسلمين إلى القرآن الكريـم والسنّة النبوية بعد انصراف عددٍ من علماء المغرب بدراساتهم إلى المبالغة بالفقه المذهبي وفروعه، واستمروا في حكم الأندلس حتّى سنة 1232م.
            اتخذوا من إشبيلية عاصمتهم لهم، وجهدوا لجعلها في مصاف العواصم الكبرى، فشيدوا فيها عدداً من المعالـم الحضارية، التي كان من أهمها الخيرالدا أو (المئذنة) التي بدأ ببنائها أبو يعقوب يوسف سنة 1172م، وتابع ابنه أبو يوسف يعقوب المنصور بناءها من بعده. وتعتبر الآن من أعظم الآثار الإسلامية في الأندلس ورمز مدينة أشبيلية. كما خلّف الموحِّدون في إشبيلية برج الذهب الذي أقيم لحراسة المدينة ومراقبة حركة الملاحة وللدفاع عنها من القشتاليين الذين سيطروا أخيراً على كثير من المواقع الأندلسية المهمّة، وبدا تفوّق قواتهم واضحاً نتيجة لاتحادهم المتين واتفاقهم على توجيه ضربة للحكم الاسلامي في الأندلس. وإزاء حالة التحدي برزت بعض الشخصيات الإسلامية المهمّة مثل ابن الأحمر الذي استطاع بعد وفاة منافسه ابن هود تشكيل مملكة غرناطة التي كانت تضمُّ غرناطة ومالقة وبعض المناطق الجنوبية في الأندلس.وكان من أهم منجزاته العمرانية بناء قصر الحمراء العظيم الذي يُعتبر أهم أثر تركه العرب في إسبانيا، والذي ما زال باقياً حتّى الآن كتحفة تمجد دور العرب المسلمين وإبداعهم المعماري الباهر.

            الأسالمة والمولّدون.
            دخل أهالي سكان البلاد الأصليين الاسلام بعد أن وجدوا في المسلمين كرم الأخلاق وحُسن المعاملة ، وكان ذلك بخلاف ما لاقوه من معاملة القوطيين لهم، فأطلق عليهم اسم الأسالمة، أو المسالِمَة في بعض الأحيان، كما كان يُطلق على أولاد الأسالمة اسم «المولّدون»، وقد عاش المسلمون والأسالمة إخواناً من دون أي تمييز. وكان قد برز من بين هؤلاء المسالمة عدد من الشخصيات المهمة كمهدي بن مسلم الذي تولى قضاء قرطبة أيام والي الأندلس عقبة بن الحجاج السلولي، وأبا محمَّد علي بن أحمد بن سعيد بن سعيد حزم، العالـم الموسوعي والكاتب المشهور الذيكما يقال يعود في أصوله إلى المسيحية.

            الصقالبة.
            أمّا الصقالبة فقد برزت آراء مختلفة عن أصلهم، أكثرها رواجاً تشير إلى أنَّه كان يؤتى بهم من الدول الأوروبية، وخصوصاً من بلاد السلاف شرق أوروبا، سلط الاهتمام على البارزين منهم لتربيتهم تربية توافق ميولهم.
            في البداية كانوا يعملون خدماً ثُمَّ لم يلبث أن تحسنت أوضاعهم شيئاً فشيئاً، حيث ازداد عددهم في عهد عبد الرحمن الناصر، وتولوا وظائف حربية وإدارية في عهد المنصور بن أبي عامر، كما برز منهم بعض المفكّرين والأدباء، ووصلوا إلى درجة عالية من القيادة، فحكموا مملكة بلنسية في فترة الطوائف وبقوا في الحكم فترة من الزمن دامت حتّى سنة 411هـ 1021م.

            المدجّنون.
            وبعد استرداد المسيحيين لبعض المناطق الواقعة في شمال شرقي شبه الجزيرة الإيبيرية وبالضبط إقليمي كاتولونيا وأراغون، بقي بعض المسلمين الذين لـم يهاجروا بعد خسارة المسلمين لهذين الإقليمين تحت السيطرة المسيحية فسمّوا بـ"المدجّنين". وازداد عددهم ازدياداً واضحاً بعد سقوط مدينة طليطلة سنة 1058م ، وبلنسية سنة 1094م ومورسيا سنة 1266م. وقد لقي هؤلاء الكثير من العنف وسوء المعاملة من القشتاليين، ومُنعوا من التكلّم باللغة العربية، فاضطروا للبحث عن لغة خاصّة بهم، وكانت "الخميادو" التي استخدموا فيها الكلمات العربية وكتبوها بحروف إسبانية،كما شيدوا العمران، وأبدعوا في الفنون، ولا يزال حتّى الآن الأثر الإسلامي واضحاً في الكنائس التي بُنيت في عهدهم، كما لا تزال بعض فنونهم التقليدية معروضة في متاحف الآثار في مدريد وطليطلة وغرناطة وقرطبة.

            الموريسكيون.
            بعد سقوط غرناطة سنة 1492م، وانتهاء حكم المسلمين للأندلس بقي كثيرٌ من المسلمين تحت حكم السلطات الإسبانية التي أجبرتهم على التنصر بعد أعوام قليلة من سيطرتهم عليها، وتحوّل العرب المسلمون إلى مسيحيين كاثوليك، وسمّوا بـ"الموريسكيين" أو "المسلمين الصغار" أو "العرب المتنصرين"، وتابعوا استعمال لغة "الخميادو" التي كان يتداولها المدجّنون، واستمرت هذه اللغة حتّى مطلع القرن الثامن عشر. وظهر أدب خاص بهم دعي بالأدب الموريسكي. ولـكن الموريسكيين لم يقفوا موقف المتفرج إزاء وضعهم الصعب، خاصة بعد نقض السلطات الاسبانية بنود معاهدة تسليم غرناطة لإسبانيا والتي كانت تشمل 67 شرطاً تضمن الحياة العادية للمسلمين. فقاموا بتمرّدات ضدَّ المسيحيين، ومن أهمها التمرّد الذي حصل في سنة 1500م في بلدة غواديس التي كانت جزءاً من مملكة بني نصر في غرناطة منذ سنة 1238م. ولكن تمسك الموريسكيون بوجودهم وعاداتهم وتقاليدهم الإسلامية، ومقاومتهم لكل المحاولات الهادفة للتخلي عنها، ولكن هذه المحاولات لقيت مقاومة أدت إلى ظهور محاكم التفتيش ضدَّ كلّ من تبدو عليه أيّة صلة بالإسلام أو يُضبط حاملاً أيّة شارة من شاراته أو مؤدياً لشعائره أو ممارساً لعاداته. وعندما لـم تستطع السلطات الإسبانية فرض ما تريده عليهم قررت التخلّص منهم بعد إلحاح شديد من الكنيسة، وصدر المرسوم الذي نصّ على نفيهم من أراضيها سنة 1609م بحجّة التآمر على الحكم والاتصال مع عناصر من خارج البلاد، فرُحِّلوا إلى تونس والجزائر والمغرب، وأسسوا قرى ومدناً أهمها قرية تستور. وبرز عددٌ من الموريسكيين اللامعين منهم على سبيل المثال الكاتب أحمد بن القاسم الفقيه ابن الشيخ الحجري وكان يُعرف بالشهاب الحجري وكانت له اليد الطولى في الترجمة من العربية إلى الإسبانية وبالعكس وأهم كتاب له هو "رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب".

            الموروس.
            أمّا الموروس فهي جمع لكلمة مورو التي تعني العربي أو المسلم الذي أتى من المغرب، وجاء هذا الاسم من اسم مراكش في المغرب. ويستعمل هذا اللقب بشكل خاطىء من قبل كثير من الإسبان إذ يُطلقون لفظ مورو على كلّ عربي موجود في إسبانيا أو خارجها سواء كان من المغرب أو من دول الشرق حتّى لو كان مسيحياً، ويستخدمون هذه التسمية للدلالة على شخص يقوم بعمل غير محبب عندهم، ولا يُنادون به العربي وجهاً لوجه من دون معرفة درجة تقبله له.

            الموروس كورتادوس.
            أما المسلمين الذين كانوا يشتغلون بالزراعة ورعاية الماشية، ولـم يُسمح بتطبيق قانون الإبعاد عليهم لأنهم كانوا عبيداً لأصحابهم، فلقبوا بالموروس كورتادوس أو العرب المبتورين إن صحت الترجمة. وتابعت محاكم التفتيش مهماتها حتّى القرن الثامن عشر، والذي كان بداية العكوف بشكل جزئي عن ملاحقة التظاهر بالإسلام أو التأييد له. وقد تعرض هذا القانون في تللك الترة لانتقاد شديد من قبل بعض المفكرين والأدباء، وفي مقدمة هؤلاء الأديب خوفياندس، ما أدّى في النهاية إلى إصدار القرار النهائي بإلغاء محاكم التفتيش عام 1235هـ/ 1820م.

            المستعربون.
            لم ينته أثر المسلمين وفضلهم على الإسبان بعد خروجهم منها، بل ما زالت بصماتهم في مجالات الحياة كافة شواهد أبدية على عظمتهم. وبرز كثير من المستعربين أو النصارى المعاصرين أو الأندلسيين المسيحيين، وغالبيتهم من المسيحيين الذين اختلطوا بالأندلسيين وتبنوا بعض العادات الإسلامية وتعلّموا اللغة العربية، وظلّوا في المناطق التي كان يحكمها العرب، وعاشوا في بيوت لها مخطط البيوت العربية.
            تعتبر حركة الاستعراب الإسبانية من أقدم أنواع الاستشراق في الغرب كنتيجة طبيعية لحكم المسلمين الطويل لإسبانيا منذ بداية القرن الثامن الميلادي، وكانت دراسات المستعربين الإسبان للمواضيع العربية أكثر عمقاً وتأثراً من دراسات المستشرقين الغربيين للعالمين العربي والإسلامي. ولم تقتصر اهتمامات الاسبان في دراسة الاسلام بل نرى الكثير من المستعربين الإسبان الذين سخّروا كثيراً من وقتهم لتعلّم اللغة العربية لكي يُتاح لهم التعرّف جيّداً على حضارة العرب في إسبانيا وعلى تاريخ الإسلام، وليكون اتصالهم بهم أشدّ صلة، ومعلوماتهم أكثر دقة، ويأتي في مقدمة هؤلاء المستعربين أميليو غارثيا غوميز الذي لعب دوراً كبيراً في التعريف بالحضارة العربية الإسلامية في الأندلس من خلال أبحاثه ومحاضراته المتنوّعة.

            المسلمون الذين حنّوا إلى مجد أجدادهم.
            على رغم ظهور بعض الجاليات والعائلات من أصول إسلامية في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إلاَّ أنَّ دورها وعددها كان ضئيلاً. وما زاد في أعدادهم، تلك السمعة الطيبة التي انتشرت في بداية النصف الثاني من القرن العشرين عن إسبانيا كواحدة من أجمل بلاد العالـم، لما تتمتع به من طقس لطيف وطبيعة خلابة وشواطئ جميلة وآثار معمارية عريقة، إضافة لما يتميّز به شعبها من حسن المعاشرة وكرم الضيافة وسهولة المخالطة... وهذا ما شجع السياح والطلاب في كثير من دول العالـم على زيارتها للدراسة أو للإقامة فيها وخصوصاً العرب والمسلمين الذين حنّوا إلى بلاد أجدادهم وإلى فترة من تاريخهم المشرق، فيقيم قسم منهم في مدريد العاصمة الإسبانية التي يعود الفضل في بنائها إلى الأمير الأندلسي محمَّد بن عبد الرحمن بن الحكم، وقسم آخر يقيم في برشلونة ثانية المدن الإسبانية وأهمها اقتصادياً. أمّا القسم الأكبر فاستقر في المدن الأندلسية قرطبة وإشبيلية وغرناطة وبلنسية وماربيا، وبنوا فيها القصور والفيلات الفخمة وشيدوا المساجد والمراكز الإسلامية وشجعوا جمعية الصداقة العربية ـ الإسبانية، كما عملوا على تشكيل النوادي العربية ـ الإسبانية، وجمعية الصحافيين، بهدف زيادة روابط الجاليات العربية بأوطانها، والإكثار من نشاطاتها في المناسبات الدينية والعربية ووضع الحلول المناسبة لأولاد الجاليات العربية الذين يعيشون في بيئة غربية مغايرة للبيئة العربية التي عاش فيها آباؤهم.
            وعند التكلّم عن المسلمين في إسبانيا، يجب عدم نسيان المسلمين المقيمين في مدينتي سبته ومليلة المحتلتين من قبل الإسبان، ويشكلون نسبة جيّدة من عدد المسلمين في كامل إسبانيا الذي يُقدّر بحوالي 600 ألف مسلم، منهم 200 ألف شخص ولدوا وهم يحملون الجنسية الإسبانية، أو لأبوين مسلمين، أو اعتنقوا الإسلام خلال السنوات العشرين الأخيرة لأسباب مختلفة، مثل البحث عن أصولهم الأندلسية، أو التعب من الدين الكاثوليكي، أو لأسباب مالية( آخر الإحصائيات بلغ عدد المسلمين فى إسبانيا أكثر من مليون مسلم). هذا وتختلف أعمال المسلمين في إسبانيا بحسب وضعهم العلمي والاقتصادي، فبعضهم يعمل كرجال أعمال أو أطباء أو أصحاب مطاعم، بينما يعمل البعض الآخر، خصوصاً المسلمين المغاربة، بأعمال ذات مجهود عضلي نادراً ما يقوم بها الإسبان.
            ويواجه المسلمون في إسبانيا، نتيجة الظروف التي تمرّ بها تلك البلاد، مشكلات متنوّعة، سواء لسوء تعامل بعض الإسبان معهم، وخصوصاً المتطرفين الذين يرون فيهم منافسين لهم ولأولادهم عند البحث عن عمل، أو لإهمالهم من قبل المجتمع الإسباني، أو لطبيعة حياتهم، وخصوصاً في ما يتعلّق بأسمائهم وصعوبة لفظها

            (منقول)

            لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله
            - نظمي لوقا -

            تعليق

            • ((أم عبد الرحمن))
              2- عضو مشارك

              • 13 أكت, 2014
              • 229
              • طالبة
              • مسلمة

              #7
              رد: الإسلام في إسبانيا


              http://www.arabehispano.net/t3/page2...718&Rf=14&Rt=1

              إسبانيا: إقليم الأندلس وبلدية لوغرونيو يقرران إنصاف المسلمين

              بقلم سـعـيد العـلمي

              يمر اليمين الاسباني بحالة من الهستيريا في الآونة الأخيرة لسببين، الأول هو إعلان حكومة إقليم الأندلس جنوبي البلاد عزمها إدخال اللغة العربية كمادة دراسية في المرحلة الثانوية، والثاني هو القرار الذي صدر عن بلدية مدينة لوغرونيو في الشمال الاسباني والذي أدخل المولد النبوي الشريف وعيديّ الفطر والأضحى في قائمة الأعياد الرسمية للمدينة إبتداءا من هذا العام ولأول مرة في إسبانيا

              ويتعين هنا الإشارة إلى أن إسبانيا تتألف من 17 إقليما لكل منها حكومته وبرلمانه المحليين وإلى أن إقليم الأندلس هو أكبرها جميعا من الناحية الجغرافية والسكانية إذ يبلغ تعداد سكانه قرابة 9 ملايين نسمة. وتوجد حكومة اقليم الأندلس منذ أكثر من عشرين سنة في يد الحزب الاشتراكي

              أما بلدية لوغرونيو الشمالية فيترأسها توماس سانتوس من الحزب الاشتراكي الذي يشاطر مجلسها البلدي مع الحزب الجمهوري. ولوغرونيو هي عاصمة إقليم لاريوخا الشمالي الذي توجد حكومته المحلية في يد الحزب الشعبي اليميني، أكبر أحزاب المعارضة

              Imagen

              توماس سانتوس رئيس بلدية لوغرونيو

              وما أن اطلع السياسيون والكتاب اليمينيون الاسبان على هذين الخبرين في الاسابيع الأخيرة حتى انبروا في حملة اعلامية لتسفـيه قرار حكومة إقليم الأندلس الاشتراكية التي يترأسها خوسيه أنطونيو غرينيان . وسارع رئيس الحزب الشعبي في اقليم الأندلس ونائب رئيس الحزب على مستوى اسبانيا خابيير أريناس إلى مطالبة الحكومة الأندلسية بسحب مشروعها تعليم العربية في المدارس الثانوية والذي وصفه بأنه " يشكل تراجعا واضحا" في خطط الحكومة الرامية الى تشجيع اندماج المهاجرين في المجتمع الاسباني

              وكانت مفوضية التربية والتعليم في اقليم الأندلس قد بدأت بالفعل في السنوات الأخيرة بتدريس اللغة العربية في عدد من المدارس في الاقليم لاسيما المدارس التي تضم عددا كبيرا من أبناء المهاجرين المغاربيين. إلا أن المفوضية المذكورة وضعت مخططا جديدا أطلق عليه اسم (الخطة الشاملة الثالثة للمهاجرين في الآندلس 2009-2013) ورصدت لمرحلة اطلاقه ميزانية مليونين ونصف المليون يورو وينص المخطط على حرص حكومة الاندلس على "الحفاظ على الثقافات الاصلية للمهاجرين" أي بعكس التطلعات الفاشستية للحزب الشعبي أكبر أحزاب المعارضة والهادفة إلى إذابة المهاجرين في المجتمع الاسباني وصهر كل الثقافات الواردة الى البلاد مع ملايين المهاجرين في بوتقة واحدة هي الثقافة الاسبانية مع العلم المسبق بأن مثل هذا الهدف يستحيل تحقيقه

              وهنا يكمن الفارق الكبير بين الحزبين الاشتراكي الحاكم والشعبي المعارض والذي حكم اسبانيا من 1996 الى 2004، فالأول لا يتجاهل قرابة الثمانية ملايين مهاجر الذين وصلوا الى اسبانيا في الخمسة عشر سنة الأخيرة ويسعى الى تطبيع وجودهم في البلاد مع احترام ثقافاتهم لاسيما وأنهم أصبحوا يشكلون إحدى الدعائم الأساسية للاقتصاد الاسباني ولنظام الضمان الاجتماعي الاسباني الذي يعتبر من أفضل الأنظمة النظيرة في العالم. أما الحزب الشعبي (اليميني) فـهو لا يتخلى عن نظرته الفوقية للمهاجرين الذين يريد أن يُعاملوا باستمرار معاملة تمييزية رغم الحفاظ على حقوقهم المدنية والقانونية وينظر الى ملايين المهاجرين في البلاد نظرته الى الدخلاء ممن لا يستحقون الاحترام

              غير أن مشروع تعليم العربية في المدارس الثانوية في الاندلس لم يعد محصورا في هذه الخطة التربوية الثالثة في ابناء المهاجرين بل أصبح ينص على تعليم اللغة العربية كلغة أجنبية ثانية لمن أراد اختيارها من الطلاب بغض النظر عن الشريحة الاجتماعية أو الجنسية أو الديانة التي ينتمي إليها. ويتعين على الطلاب الاسبان في المرحلة الثانية اختيار لغتين أجنبـيـتين للدراسة كمادتين اجباريتين وسيجري الاختيار حاليا من بين ثلاث لغات هي الانجليزية والفرنسية والعربية

              وتـنص الخطة الجديدة أيضا على تعليم العربية في مدارس اللغة التابعة للدولة في اقليم الأندلس وهي مدارس كبرى يجري فيها تعليم لغات أجنبية ويحصل فيها الطلاب على شهادات رسمية معترف بها من طرف وزارة التربية والتعليم. وخصصت حكومة الأندلس مبلغ مليار ومائتين واربعة واربعين مليون يورو لانفاقها ضمن خطتها التربوية هذه حتى نهاية العام الدراسي في 2013. وستقوم جامعة غرناطة بالاشراف على تنفيذ الخطة الجديدة من ألفها الى يائها. وقال رئيس الجامعة المذكورة دافيد أغيلار أن هذا المشروع " سيسمح لاسبانيا باقامة علاقات أقوى مع العالم العربي وهو ما سيؤدي بالتالي الى تشجيع التعايش والاحترام المتبادل بين الطلاب"






              واستهجن عدد من الكتاب والصحفيين الاسبان المشروع الاندلسي الذي وصفه خابيير أريناس بأنه بمثابة (خربطه ذهنية) تعاني منها حكومة الاندلس. وتناسى هؤلاء جميعا في أوج انفعالهم أنهم عندما كتبوا مقالاتهم أو أدلوا بتصريحات للصحافة قاموا باستخدام كلمات كثيرة من أصل عربي وأن اللغة العربية تشكل أكثر من 25 بالمائة من بنية اللغة الاسبانية التي تعرف في اسبانيا باسم (اللغة القشتالية) أي أنه حتى اسم اللغة الاسبانية هو اسم عربي (من كلمة قـصر جاءت كلمة كاستيو الاسبانية التي تعـني قـلعه ومن هنا جاء اسم منطقة قشتالة أو كاستيـّا - بلاد القلاع- وهي كبرى المناطق الاسبانية مساحة ومنها إشتق اسم اللغة، القشتالية وتنقسم هذه المنطقة حاليا الى عدة أقاليم ذات حكومات محلية)

              لوغرونيو

              وإذا كانت الخـطة التعليمية لاقليم الأندلس قد أثارت حفيظة الحزب الشعبي والآلاف من أتباعه وأنصاره فإن غضب هؤلاء دخل حيز الهستيريا إزاء قرار بلدية لوغرونيو تخصيص ثلاثة أيام في قائمة الاجازات الرسمية للمدينة للمسلمين، وهي أيام 24 فبراير شباط المقبل للاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف و 9 سبتمبر أيلول المقبل للإحتفال بعـيد الفطر و 17 نوفمبر تشرين الثاني إجازة بمناسبة عيد الأضحى. ومنذ أن أعلن عمدة المدينة توماس سانتوس، من الحزب الاشتراكي، عن هذا القرار قبل أيام انهالت المقالات الصحفية في شتى أنحاء اسبانيا تهاجمه وتسفهه وتتهمه بالوقوف مع الاسلام ضد الكاثوليكية في اسبانيا. لكن سانتوس دافع عن قرار مجلسه البلدي قائلا أن مدينته التي لا يتجاوز تعداد سكانها 160 ألف نسمة تضم بين سكانها عدة آلاف من المسلمين الذين أصبحوا يشكلون الديانة الثانية أهمية في لوغرونيو كما في عموم الأراضي الاسبانية، وأن لهم الحق بالتمتع باجازاتهم الدينية كغيرهم من سكان المدينة

              ولنلقي نظرة على ما كتبه مثلا الصحفي الاسباني اليميني المتطرف خوان مانويل دي برادا في صحيفة آبيه ثيه الشهيرة المعادية للمسلمين والعرب: في هوَسـِـها بتزوير الدين الكاثوليكي والذي ينم عن مرضها تقوم الحكومات التقدمية بالسقوط في التجاوزات التي تصل إلى حد الشعوذة على الطريقة العربية. وهكذا قام عمدة التقدمية في لوغرونيو بالاحتفاء بذكرى ميلاد محمد بينما حكم بالصمت على ميلاد المسيح

              وكما هي العادة المتبعة في كل الحملات الاعلامية اليمينية المضادة للاسلام فإن أساسها هو الكذب والتزوير ومثال على ذلك ما ذكره هذا الصحفي من أن ميلاد المسيح لا يحتفى به في لوغرونيو علما بأن الخامس والعشرين من ديسمبر كانون الأول الذي يحتفل فيه الكاثوليك بميلاد المسيح عليه السلام ما زال عيدا رسميا في لوغرونيو كما سائر أنحاء اسبانيا. وتجدر الاشارة هنا الى أن الفضل في اتخاذ بلدية لوغرونيو لهذه القرارات غير المسبوقة في إسبانيا يعود بشكل رئيسي إلى تأثير الجالية الباكستانية المقيمة في المدينة والتي تتمتع بنفوذ اقتصادي لا يستهان به، وبناءا عليه فقد قررت بلدية المدينة أيضا تحديد يوم 15 أغسطس آب المقبل اجازة رسمية بمناسبة عيد استقلال الباكستان

              وتشكل قرارات المجلس البلدي في لوغرونيو ثورة حقيقية على صعيد دفع التعايش بين الديانات في اسبانيا لاسيما بين الديانتين الكاثوليكية والاسلامية وتتجلى أهمية هذه القرارات إذا ما القينا نظرة على عموم المملكة الاسبانية لنجد أن عدم الالتفات الى وجود المسلمين فيها اجتماعيا ودينيا هو العلامة الفارقة والمميزة فلا وجود لأعيادهم الدينية ولا وجود لأي اهتمام ايجابي بهم من طرف وسائل الاعلام التي تدأب على جلدهم اعلاميا على مدار الساعه

              ومن الأمثلة الواضحة عن التمييز السافر ضد المسلمين في اسبانيا قيام الاذاعة والتلفزيون الاسباني التابع للدولة (أي أن تمويله يتم باستخدام اموال الضرائب التي يتم تحصيلها من المسلمين أيضا أسوة بغيرهم من دافعي الضرائب في اسبانيا) ببث صلاة القداس مباشرة كل يوم أحد في الوقت الذي يجري فيه منع رفع الأذان في المساجد إلا داخل مبانيها (ولا تمنع أجراس الكنائس من القرع على الملأ بما فيهم المسلمين). وفي الوقت الذي تمتلأ فيه الميادين والشوارع في مختلف المدن الاسبانية بالأسماء الدينية الكاثوليكية يجري تجاهل المسلمين أيضا في هذا المضمار باستثناء حالات معدودة يعود الفضل فيها الى البلديات وقراراتها الذاتية كما هو الحال في مدينة المُـنكـّب (التي نزل فيها الأمير عبد الرحمن الداخل الأموي أول ما وطأت قدماه الأراضي الاسبانية) وبنـلمـدينا وريباس وكوسلادا ومدن أخرى قليلة معـظمها في إقليم الأندلس. كل هذا يجري في بلد ينص دستوره على علمانية الدولة وعدم وجود دين للدولة لكن كافة الممارسات على صعيد الدوله تكذب ذلك بشكل سافر بينما تأتي البلديات والحكومات المحلية لتحاول تصحيح هذا الخلل الخطير الذي ينطوي على ظلم كبير للمسلمين في اسبانيا والبالغ تعدادهم قرابة المليون ونصف المليون نسمة بينهم مئات الآلاف من حملة الجنسية الاسبانية ومن الاسبان من سكان البلاد الأصليين

              نشر في صحيفة الحياة الأسبوعية في 18 يناير 2010







              لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله
              - نظمي لوقا -

              تعليق

              مواضيع ذات صلة

              تقليص

              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
              ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 2 ديس, 2021, 02:04 م
              ردود 2
              38 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة عاشق طيبة
              بواسطة عاشق طيبة
              ابتدأ بواسطة محمد24, 19 أكت, 2020, 01:27 م
              ردود 8
              125 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة د.أمير عبدالله
              ابتدأ بواسطة محمد24, 2 أكت, 2020, 05:05 م
              ردود 4
              165 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة محمد24
              بواسطة محمد24
              ابتدأ بواسطة محمد24, 3 سبت, 2020, 01:58 م
              ردود 3
              118 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة سعدون محمد1
              بواسطة سعدون محمد1
              ابتدأ بواسطة محمد24, 29 أغس, 2020, 04:16 م
              ردود 0
              75 مشاهدات
              0 ردود الفعل
              آخر مشاركة محمد24
              بواسطة محمد24
              يعمل...