شيعة الكوفة بايعوا الحسين ثم غدروا به ، وكانوا هم القاتل الأول له مع جيش ابن زياد!!
وهنا بعض الأسئلة:
السؤال الأول:
لماذا خرج الحسين إلى العراق؟ وهل ادعى الإمامة؟
جواب:
خرج الحسين عندما طالبه أهل العراق بالحضور لمبايعته بالخلافة بعد موت معاوية حرصا منه على رفع الظلم وإقامة العدل ونصرة الإسلام والمسلمين، وخاف مخاصمة الناس له إنْ طلبوه للمبايعة ولم يستجب لهم، كما تذكر مصادر الشيعة، ومما قالوا: (قد أينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند لك مجند ان لك في الكوفة مائة ألف سيف اذا لم تقدم الينا فأنا نخاصمك غداً بين يدي الله)، ولم يرد هناك نصٌ في كتب الشيعة تقول إن الحسين كان يدعي الإمامة وأن ذهابه إلى العراق كان لأداء رسالة الإمامة..
التفصيل:
يقول الشيعي كاظم حمد الاحسائي النجفي :
(وجعلت الكتب تترى على الامام الحسين عليه السلام حتى ملأ منها خرجين ، وكان آخر كتاب قدم عليه من أهل الكوفة مع هانىء بن هانىء السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي ففضه وقرأه واذا فيه مكتوب : بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي من شيعة أبيه أمير المؤمنين أما بعد فان الناس ينتظرونك ولا رأي لهم الى غيرك فالعجل العجل)..
ويقول الشيعي أحمد النفيس: (كتب أهل الكوفة الى الحسين عليه السلام يقولون : ليس علينا امام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق ، وتوالت الكتب تحمل التوقيعات تدعوه الى المجيء لاستلام البيعة ، وقيادة الأمة في حركتها في مواجهة طواغيت بني أمية ، وهكذا اكتملت العناصر الأساسية للحركة الحسينية وهي: وجود ارادة جماهيرية تطلب التغيير وتستحث الامام الحسين للمبادرة الى قيادة الحركة وكان موقع هذه الارادة في الكوفة تمثلت في رسائل البيعة القادمة من أهلها)..
وذكر محمد كاظم القزويني الشيعي أن أهل العراق كاتبوا الحسين وراسلوه وطلبوا منه التوجه الى بلادهم ليبايعوه بالخلافة الى أن اجتمع عند الحسين اثنا عشر ألف كتاب من أهل العراق وكلها مضمون واحد كتبوا اليه: (قد أينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند لك مجند ان لك في الكوفة مائة ألف سيف اذا لم تقدم الينا فأنا نخاصمك غداً بين يدي الله)..
ويقول المحدث الشيعي عباس القمي : (وتواترت الكتب حتى اجتمع عنده في يوم واحد ستمائة كتاب من عديمي الوفاء أولئك وهو مع ذلك يتأنى ولا يجيبهم ، حتى اجتمع عنده اثنا عشر ألف كتاب).
وقال علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسيني الشيعي: (وسمع أهل الكوفة بوصول الحسين عليه السلام الى مكة ، وامتناعه من البيعة ليزيد ، فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فلما تكاملوا قام سليمان بن صرد فيهم خطيباً ، وقال في آخر خطبته : يامعشر الشيعة انكم قد علمتم بأن معاوية قد هلك وصار الى ربه ، وقدم الى عمله ، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد ، وهذا الحسين بن علي عليه السلام قد خالفه وصار الى مكة هارباً من طواغيت آل أبي سفيان ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله ، وقد احتاج الى نصرتكم اليوم ، فان كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدوا عدوه فاكتبوا اليه ، وان خفتم الوهن والفشل فلا تغروا الرجل من نفسه قال: فكتبوا اليه “.
ويقول عباس القمي : “ فاجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فذكروا هلاك معاوية والبيعة ليزيد ثم قام سليمان بهم خطيباً فقال :
(انكم قد علمتم بموت معاوية واستيلاء ولده يزيد على الملك وقد خالفه الحسين عليه السلام وخرج الى مكة ، وأنتم شيعته وشيعة أبيه فان كنتم تعلمون أنكم ناصروه ومجاهدو عدوه فاكتبوا اليه ، وان خفتم الوهن والفشل فلا تغروا الرجل في نفسه . فقالوا : لا بل نقاتل عدوه ، ونقتل أنفسنا دونه ، ثم كتبوا اليه باسم سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة ورفاعة بن شداد البجلي وحبيب بن مظاهر وشيعته المؤمنين من أهل الكوفة ومما جاء فيه بعد الحمد والثناء : “ سلام عليك أما بعد : فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد انه ليس علينا امام فأقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق ، والنعمان بن بشير في قصر الامارة ولسنا نجتمع معه في جمعة ولا جماعة ، ولا نخرج معه الى عيد ، ولو قد بلغنا قد أقبلت الينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام ان شاء الله . ثم سرحوا بالكتاب مع عبد الله بن مسمع الهمداني وعبد الله بن وال وأمروهما بالتعجيل ، فخرجا مسرعين حتى قدما على الحسين بمكة لعشر مضين من شهر رمضان ، ثم لبث أهل الكوفة يومين بعد تسريحهم بالكتاب وأنفذوا قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الله بن شداد وعمارة بن عبد الله السلولي الى الحسين عليه السلام ومعهم نحو مئة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين والأربعة ، ثم لبثوا يومين وسحوا اليه هانىء بن هانىء السبيعي وسعيد بن عبد الله الحنفي وكتبوا اليه : “ بسم الله الرحمن الرحيم الى الحسين بن علي عليه السلام من شيعته من المؤمنين والمسلمين أما بعد : فحي هلا فان الناس ينتظرونك لاأرى لهم غيرك ، فالعجل العجل ثم العجل العجل والسلام “. ثم كتب شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن رويم بن قيس وعمرو بن الحجاج الزبيدي ومحمد بن عمرو التيمي يقولون :” أما بعد : لقد أضر الجناب ، ,أينعت الثمار ، فاذا شئت فأقبل على جند لك مجندة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته)..
السؤال الثاني:
هل شك الحسين في غدر شيعة العراق؟
جواب:
لا لم يشك بعد أن أرسل مسلم بن عقيل وجاءته بشائر المبايعة والنصرة
التفصيل:
قال الشيعي عبد الرزاق الموسوي المقرم : (ووافت الشيعة مسلماً في دار المختار بالترحيب وأظهروا له من الطاعة والانقياد ما زاد في سروره وابتهاجه … وأقبلت الشيعة يبايعونه حتى أحصى ديوانه ثمانية عشر ألفاً ، وقيل بلغ خمسة وعشرين ألفاً ، وفي حديث الشعبي بلغ من بايعه أربعين ألفا فكتب مسلم الى الحسين مع عبس بن شبيب الشاكري يخبره باجتماع أهل الكوفة على طاعته وانتظارهم ، وفيه يقول : الرائد لايكذب أهله ، وقد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفاً)..
وقال عباس القمي : (قال المفيد وآخرون : وبايعه الناس ـ ًاي مسلم بن عقيل –حتى بايعه منهم ثمانية عشر ألفا ،فكتب مسلم إلى الحسين عليه السلام يخبره ببيعه ثمانية عشر ألفا ويأمره بالقدوم)..
وقال عباس القمي أيضا: (وبرواية سابقة أن الشيعة أخذت تختلف إليه في دار هانئ على تستر واستخفاء فتبايعه ،وكان يأخذ على كل من بايعه القسم بالكتمان وسار الأمر على هذا المنوال حتى بلغ من بايعه خمسة وعشرين ألف رجل وابن زياد يجهل موضعه)..
إذن مسلم بن عقيل أخذ البيعة واستبشر خيرا بمبايعتهم وتحمسهم فكل الرسائل تشير إلى أنه (قد أينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند لك مجند ان لك في الكوفة مائة ألف سيف اذا لم تقدم الينا فأنا نخاصمك غداً بين يدي الله)..
السؤال الثالث:
لماذا لم يخرج معه بعض آل البيت؟ وهل هناك من نصحه بالبقاء؟
الجواب:
لم يخرج البعض لعلمهم بغدر شيعة العراق كما غدروا بالحسن من قبل، وقد نصحه ابن عباس وأخوه والفرزدق بالبقاء..
التفصيل:
لقد نصح ابن عباس الحسين بعدم الخروج كما نصحه أخوه محمد بن علي بن أبي طالب قائلا له: (يا أخي إن أهل الكوفة قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى).
وقال الشاعر المعروف الفرزدق للحسين رضي الله عنه عندما سأله عن شيعته الذين بايعوه وكاتبوه: (قلوبهم معك وأسيافهم عليك) ..
ثم إن بعض آل البيت لم يخرجوا معه لأنهم يعرفون يقينا أن الحسين رصي الله عنه لم يكن كما تزعم الإثني عشرية إماما منصبا من الله، ولو كان كذلك لخرجوا كلهم معه..
السؤال الرابع:
هل ندم الحسين على ذهاب إلى العراق؟ وهل أراد العودة؟
الجواب:
نعم ندم أنه لم يستمع لنصيحة من نصحه، وأراد العودة لكن الشيعة بعد أن اشتراهم ابن زياد بالمال وخوفهم بجند الشام منعوه من دخول الكوفة ومن العودة إلى المدينة ليكسبوا ود ابن زياد..
التفصيل:
وينقل عباس القمي أن الحسين رضي الله عنه سار حتى نزل قصر بني مقاتل فاذا فسطاط مضروب ، ورمح مركوز ، وفرس واقف ، فقال الحسين عليه السلام : لمن هذا الفسطاط ؟ قالوا : لعبيد الله بن الحر الجعفي . فأرسل اليه الحسين عليه السلام رجلاً من أصحابه يقال له الحجاج بن مسروق الجعفي فأقبل فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال : ما وراؤك ؟ فقال : ورائي يابن الحر أن الله قد أهدى اليك كرامة ان قبلتها . فقال : وما تلك الكرامة ؟ فقال هذا الحسين بن علي يدعوك الى نصرته ، فان قاتلت بين يديه أجرت ، وان قتلت بين يديه استشهدت . فقال له عبيد الله بن الحر : والله ياحجاج ما خرجت من الكوفة الا مخافة أن يدخلها الحسين عليه السلام وأنا فيها ولاأنصره ، لأنه ليس في الكوفة شيعة ولا أنصار الا مالوا الى الدنيا الا من عصم الله منهم ، فارجع اليه فأخبره بذلك . فقام الحسين عليه السلام وانتعل ثم سار اليه في جماعة من اخوانه وأهل بيته ، فلما دخل وسلم وثب عبيد الله بن الحر عن صدر مجلسه وقبل يديه ورجليه ، وجلس الحسين فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : يابن الحر ان أهل مصركم قد كتبوا الي وأخبروني أنهم مجمعون على نصرتي وسألوني القدوم اليهم ، وقدمت وليس الأمر على ما زعموا وأنا أدعوك الى نصرتنا أهل البيت فان أعطينا حقنا حمدنا الله تعالى على ذلك وقبلناه ، وان منعنا حقنا وركبنا الظلم كنت من أعواني على طلب الحق . فقال عبيد الله : يابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله لو كان في الكوفة شيعة وأنصار يقاتلون معك لكنت أنا من أشدهم على ذلك ، ولكني رأيت شيعتك بالكوفة وقد فارقوا منازلهم خوفاً من سيوف بني أمية ، فلم يجبه الى ذلك وسار الحسين عليه السلام …
تذكر الحسين نصيحة ابن عباس وأخيه، وقد ذكر الشيعة بسابقتهم في الغدر مع أبيه ومع أخيه فقال:
(وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم، وخلعتم بيعتي من أعناقكم، فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمي مسلم، والمغرور من اغتر بكم)..
إذن الحسين لم يكن يعلم بغدر الشيعة كما يزعم الكافي أن الأئمة يعلمون ما كان وسكيون!! ولذلك حاول الحسين رضي الله عنه الرجوع الى المكان الذي جاء منه بعد تخاذل الشيعة وخيانتهم غير واحد من أعلام الشيعة فقد ذكرها : عباس القمي وعبد الرزاق الموسوي المقرم وباقر شريف القرشي وأحمد راسم النفيس وفاضل عباس الحياوي وشريف الجواهري وأسد حيدر وأروى قصير قليط ومحسن الحسيني والمفكر الشيعي عبد الهادي الصالح كما ذكرها عبد الحسين شرف الدين وذكرها رضي القزويني .
السؤال الخامس:
هل رغب الحسين في النصر على أعدائه؟ أم زهد في النصر ورغب في الهزيمة؟
الجواب:
نعم، كان راغبا في النصر، فقد كان في المعركة يدعو على أعدائه ويطلب النصر من الله..
التفصيل:
الحسين أتى لمهمة كان يؤمن بها وهي قبوله المبايعة للخلافة بعد أن بايعه أهل الكوفة، وكان خروجه طلبا لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، وقيادة الأمة، لكنه لم يكن يعلم أن شيعته في الكوفة قد انقلبوا عليه وغدروا به، وقد نادى اعداءه في المعركة والذين كاتبوه بالأمس من شيعته، فقال لهم في أرض المعركة:
"يا شبث بن ربعي، يا حجار بن أبجر، يا قيس بن الاشعث، يا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب، وإنما تقدم على جند لك مجندة)؟، وناداهم الحر بن يزيد أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم : (أدعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا جاءكم أسلمتموه ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم؟)...
السؤال السادس:
كيف يرفض الحسين النصر ويقبل بالهزيمة؟:
بعد كل هذا التعب والنصب، وبعد المكاتبات وطلب الحسين للمبايعة، وبعد استجابة الحسين لرفع الظلم وإقامة العدل ونصرة الإسلام والمسلمين، وبعد خروجه مطمئنا على أوضاع البيعة وبشائر النصرة من مسلم بن عقيل رغم تحذير ابن عباس وأخيه والفرزدق، وبعد اكتشاف الغدر من شيعة الكوفة، وبعد ندمه على الخروج، وبعد رغبته في العودة، وبعد منع شيعته له من دخول الكوفة ومن العودة ورغبتهم في حربه، وبعد نشوب المعركة الغير متكافئة، وبعد رؤيته من كاتبوه وبايعوه وهم يقودون المعركة، وبعد دعائه على أعدائه وطلب النصرة، وبعد هذا الجو المشحون بالمصائب والكذب والغدر والنفاق والظلم:
كيف يرفض الحسين النصر ويقبل بالهزيمة؟ كيف يخير الحسين بين النصر وبين لقاء الله ثم يختار الهزيمة للقاء الله؟ أليس في ذلك أنانية وتجاهل لمن ثبت معه من أنصاره وآل بيته؟ كيف يطلب انهاء المعركة لصالح الظلم والباطل والغدر والنفاق؟ بل كيف يقبل بالهزيمة وهو يصرخ في من كاتبوه أن يفوا بعهدهم؟
انظروا في الكافي وشيخهم الكليني إذ ْ اختزل القصة كلها في هذه الرواية:
8ـ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ ابي جعفر (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ أَنْزَلَ الله تَعَالَى النَّصْرَ عَلَى الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلام) حَتَّى كَانَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالارْضِ ثُمَّ خُيِّرَ النَّصْرَ أَوْ لِقَاءَ الله فَاخْتَارَ لِقَاءَ الله تَعَالَى.
الملائكة تنزل لنصرة الحسين لكن لم تصل إلا بعد هزيمة الحسين!:
في الكافي:
بَابُ أَنَّ الائِمَّةَ (عَلَيْهم السَّلام) لَمْ يَفْعَلُوا شَيْئاً وَلا يَفْعَلُونَ إِلا بِعَهْدٍ مِنَ الله عَزَّ وَجَلَّ وَأَمْرٍ مِنْهُ لا يَتَجَاوَزُونَهُ
(...وَفِي نُسْخَةِ الصَّفْوَانِيِّ زِيَادَةٌ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الاصَمِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله الْبَزَّازِ عَنْ حَرِيزٍ قَالَ قُلْتُ لابِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) جُعِلْتُ فِدَاكَ مَا أَقَلَّ بَقَاءَكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ وَأَقْرَبَ آجَالَكُمْ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ مَعَ حَاجَةِ النَّاسِ إِلَيْكُمْ فَقَالَ إِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا صَحِيفَةً فِيهَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ فِي مُدَّتِهِ فَإِذَا انْقَضَى مَا فِيهَا مِمَّا أُمِرَ بِهِ عَرَفَ أَنَّ أَجَلَهُ قَدْ حَضَرَ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) يَنْعَى إِلَيْهِ نَفْسَهُ وَأَخْبَرَهُ بِمَا لَهُ عِنْدَ الله وَأَنَّ الْحُسَيْنَ (عَلَيْهِ السَّلام) قَرَأَ صَحِيفَتَهُ الَّتِي أُعْطِيَهَا وَفُسِّرَ لَهُ مَا يَأْتِي بِنَعْيٍ وَبَقِيَ فِيهَا أَشْيَاءُ لَمْ تُقْضَ فَخَرَجَ لِلْقِتَالِ وَكَانَتْ تِلْكَ الامُورُ الَّتِي بَقِيَتْ أَنَّ الْمَلائِكَةَ سَأَلَتِ الله فِي نُصْرَتِهِ فَأَذِنَ لَهَا وَمَكَثَتْ تَسْتَعِدُّ لِلْقِتَالِ وَتَتَأَهَّبُ لِذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ فَنَزَلَتْ وَقَدِ انْقَطَعَتْ مُدَّتُهُ وَقُتِلَ (عَلَيْهِ السَّلام) فَقَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا رَبِّ أَذِنْتَ لَنَا فِي الانْحِدَارِ وَأَذِنْتَ لَنَا فِي نُصْرَتِهِ فَانْحَدَرْنَا وَقَدْ قَبَضْتَهُ فَأَوْحَى الله إِلَيْهِمْ أَنِ الْزَمُوا قَبْرَهُ حَتَّى تَرَوْهُ وَقَدْ خَرَجَ فَانْصُرُوهُ وَابْكُوا عَلَيْهِ وَعَلَى مَا فَاتَكُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ فَإِنَّكُمْ قَدْ خُصِّصْتُمْ بِنُصْرَتِهِ وَبِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ فَبَكَتِ الْمَلائِكَةُ تَعَزِّياً وَحُزْناً عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ فَإِذَا خَرَجَ يَكُونُونَ أَنْصَارَهُ.)
وفي هذه الرواية كلام غريب وعجيب!!
بل وفيه ضحك على العقول لا يقول به إلا كل معتوه!!
لكن لا غرابة في دين قام على الخرافة والأساطير!!
كيف يسمح الله للملائكة بالنصرة وتتجهز ثم تتأخر في النزول فإذا المعركة قد انتهت بقتل الحسين!! وفي الرواية السابقة خُيِّر الحسين بين النصرة وبين لقاء الله فاختار الهزيمة ونسي الهدف الذي جاء من أجله وهو إقامة العدل وإنهاء الظلم!! ففي نص رواية الكافي:
8ـ (عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ سَيْفِ بْنِ عَمِيرَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ ابي جعفر (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ أَنْزَلَ الله تَعَالَى النَّصْرَ عَلَى الْحُسَيْنِ (عَلَيْهِ السَّلام) حَتَّى كَانَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالارْضِ ثُمَّ خُيِّرَ النَّصْرَ أَوْ لِقَاءَ الله فَاخْتَارَ لِقَاءَ الله تَعَالَى.)
عندما تأخر نزول الملائكة وفاتتهم النصرة!! لماذا لم ينقلبوا على أعداء الحسين فيقلبون عليهم أرض كربلاء؟ أليس في هذا اتهام لله بسماحه لملائكته بنصرة الحسين وموافقته لكن شمر الرافضي عاجل الحسين فقتله وسبق الملائكة؟
وهل النصرة هي لزوم قبره والبكاء عليه لفوات النصرة فإذا خرج يكونون أنصاره؟
ومتى يخرج من قبره لينصروه؟
من مات فبعثه من قبره لن يحدث إلا يوم القيامة، لكن هؤلاء قومٌ لا يعقلون...
(فَأَوْحَى الله إِلَيْهِمْ أَنِ الْزَمُوا قَبْرَهُ حَتَّى تَرَوْهُ وَقَدْ خَرَجَ فَانْصُرُوهُ وَابْكُوا عَلَيْهِ وَعَلَى مَا فَاتَكُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ فَإِنَّكُمْ قَدْ خُصِّصْتُمْ بِنُصْرَتِهِ وَبِالْبُكَاءِ عَلَيْهِ فَبَكَتِ الْمَلائِكَةُ تَعَزِّياً وَحُزْناً عَلَى مَا فَاتَهُمْ مِنْ نُصْرَتِهِ فَإِذَا خَرَجَ يَكُونُونَ أَنْصَارَهُ.)
تأملوا!!
مادام أن الحسين اختار لقاء الله، لماذا لم تبتهج الملائكة وتبتهج الشيعة بيوم عاشوراء فرحا بلقاء الحسين ربه بدل التطبير وزحف الكلاب وادعاء الحزن وضرب الهامات والصدور؟!!
تعليق الشيخ آية الله الرقعي رحمه الله:
رحم الله الشيخ العلامة البحر البرقعي إذ يقول معلقا على الكافي في باب: أن الأئمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم:
{هذا الباب الذي خالف القرآن صراحة جاء فيه عدة أحاديث وهي كلها إما ضعيفة أو مرسلة ، وعد المجلسي سبعة منها مرسلة وضعيفة ، ونحن نعجب فأي كتاب هذا الذي يسعى في جمع أخبار أكثرها تخالف القرآن أو تغالي في تعظيم الأئمة ؟!، وكأن هؤلاء يعتبرون قولَ سلمةِ بن الخطاب المغالي وسهل بن زياد الكذاب وأمثالهما خير من قول الله تعالى .
وروى في هذا الباب في الحديث الأول عن سلمة بن الخطاب المغالي وعبدالله بن القاسم البطل وهو أيضاً من الغلاة ومن الكذابين : إن كل إمام لا يعلم ما الذي سوف يحدث له وما يؤول إليه فهو ليس بإمام ولا حجة . مع أن الله تعالى قال لرسوله ^ في سورة الأحقاف الآية 9 : { قل ... وما أدري ما يفعل بي ولا بكم } هل يعقل أن رسول الله الذي يوحى إليه لا يدري ما يفعل به وما يحصل له في حين أن الإمام الذي لا يوحى إليه يعلم ذلك .. أي دين هذا الذي اختلقه الغلاة ؟!.
جاء في هذا الباب : قال الإمام أنا أعلم متى أموت ، ولكن الله قال في سورة لقمان الآية 43 : { وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت }
وفي الخبر الثامن : روى علي بن الحكم الخرافي راوي حديث سلسلة الحمار ، وسيف بن عمير الملعون الذي لعن من قبل الأئمة على حد قول الممقاني أن الإمام الحسين خيّر بين أن ينتصر ويهزم حكومة يزيد وبين أن يقتل ويلقى الله . واختار الإمام الحسين القتل . بناءً على رواية هؤلاء الكذابين الوضاعين لم يقم الإمام الحسين لدفع الظلم ونشر العدالة بل قام للقتل أيضاً مع أن الإمام الصادق قال: قتل الحسين كان مصيبة فوق المصائب.
إذن بناءً على هذا إذا كان الإمام الحسين راغباً في القتل لم يصب الإمام الصادق وسيدنا الأمير رضي الله عنه ، نعوذ بالله من أفكار الغلاة .
ولا بد أن نسأل الكليني ورواته : إذا كان الإمام الحسين اختار الشهادة فما علاقة هذا بعلم الإمام رضي الله عنه بموته ؟ ثم هل يوحى إلى الإمام ؟!.} انتهى
السؤال السابع:
والسؤال الأخير:
هل كان الحسين عاجزا في معركة كربلاء كما تصف بعض كتب الشيعة وانهزم لضعف جيشه وبسبب غدر الشيعة؟ أم كان قادرا على هزيمة عدوه لكنه اختار الهزيمة ليلقى الله كما حكى الكافي وبعض الكتب الأخرى؟
إن كان عاجزا عن النصر ووغير قادر على تولي الإمامة فالعاجز لا يصلح إماما، وإن كان مستطيعا ثم اختار الموت فخروجه صار بلا معنى وبدون هدف، وهذا مسقط للقول بإمامته تنصيبا وتعيينا من الله..
-----------------------------------------
تعليق