الإستقامه عند أبي بكر رضي الله عنه ..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

النيسابوري الإسلام اكتشف المزيد حول النيسابوري
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • النيسابوري
    5- عضو مجتهد

    عضو اللجنة العلمية
    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 13 أغس, 2012
    • 761
    • الإسلام

    الإستقامه عند أبي بكر رضي الله عنه ..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    الإستقامه في اللغه مشتقّة من الفعل قام ومعناه إعتدال الشيء وإستواؤه وإتّزانه أي قيامه حقّ القيام ، وقد جاء عن أبو القاسم القشيري أنه قال: الِاسْتِقَامَةُ دَرَجَةٌ بِهَا كَمَالُ الْأُمُورِ وَتَمَامُهَا وَبِوُجُودِهَا حُصُولُ الْخَيْرَاتِ وَنِظَامُهَا وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَقِيمًا فِي حَالَتِهِ ضَاعَ سَعْيُهُ وَخَابَ جَهْدُهُ (1)، والإستقامة من المعاني والمقامات الرفيعه والتي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم في عدّة مواضع منها قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَ‌بُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿الأحقاف: ١٣﴾ ، وقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَ‌بُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُ‌وا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ﴿فصلت: ٣٠﴾ ..
    وقد سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول في الإسلام لا يسأل عنه أحداً بعده فقال: قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ استقم (2) ..
    وباب الإستقامه من الأبواب التي وردت فيها أقوال الخلفاء الراشدين الأربعه والكثير من التابعين والسلف الصالح رضوان الله عليهم (3) وقد إسترعى إنتباهي كثيراً ما قاله أبوبكر الصدّيق رضي الله عنه عندما سُئل عن الإستقامه إذ قال:
    الإستقامة أن لا تشرك بالله شيئا ..
    وحتى نعرف مدى عمق هذا التعريف الموجز نحتاج لنعرف قائله ، فهو كما قال إبن القيّم رحمه الله صدّيق هذه الأمه وأعظمها إستقامه فهو الذي وصل إلى منزلة لم يصل إليها أي أحد من الصحابة الكرام فهو من قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا، لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي»(4)
    وقد جاء عن بكر المزني انه قال: "ما فَضَلَ أبو بكر النَّاسَ بكثرة صلاةٍ ولا بكثرة صيامٍ، ولكن بشيءٍ وقر في قلبه" وهذا الشيء هو ما رسّخ عنده التصديق الكامل بكل ما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام فكان موقفه التاريخي في قصة الإسراء عندما أتوه الناس ليخبروه بما قال النبي عليه الصلاة والسلام عن الإسراء به من مكة إلى بيت المقدس فقال لهم: إن كان قال فقد صدق ، وهو الذي كان به ذلك الموقف الراسخ في أعظم مصائب هذه الأمه والتي هزّت الجميع وهي وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ، وهو الذي كان به موقفه الراسخ في حروب الرده حتى أعزَ الله به الإسلام وعاد الإسلام مرّة أخرى إلى شبه الجزيره العربيه ..
    عرّف أبوبكر الصدّيق رضي الله عنه الإستقامه فقال: أن لا تشرك بالله شيئاً ، وهذا التعريف الموجز حقق امرين هامّين:
    - تبيان شمولية معنى الإستقامه والتأسيس له بأول ما دعت إليه الرسل وهو توحيد الله عزّ وجل ..
    - معرفة أنه كون المؤمن لا يشرك بالله شيئاً هو أمر له عمق وبعد غير الذي يتصوره الكثير من الناس ..
    فبمعرفة ما سبق أستطيع أن أقول أن تلك المواقف التاريخيه لأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه كانت في إطار الترسيخ لعقيدة التوحيد وتفعيل متطلّباتها على الواقع ، وقد جمع في ذلك بفضل الله عزّ وجل بين التصديق التام وتعظيم الحرمات والثبات وعمق الفهم وهذا ما نحتاجه لنتعلم كيف نحقق معنى الإستقامه كما أمر الله عزّ وجل " فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْ‌تَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"‌ ﴿هود: ١١٢﴾ فالآيه تضمّنت أمر وهو الإستقامه ثم تأطير لهذا الأمر وهو الكتاب والسنه ثم محذور هام وهو عدم الطغيان ، والإخلال بأحد هذه الثلاثه يؤدي لإنهيار المنظومة بأكملها فالخوارج على سبيل المثال وهم في قمة اداء الصلوات وجلدهم في الأذكار وقراءة القرآن وفي صلابتهم في ساحات المعارك وحتى في شجاعتهم وصدقهم حتى إن الإمام البخاري قيل أنه إحتج بهم في أحاديثه , وهم في كل ذلك قال عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميه" ، وهنا لا أتحدث عن خروجهم من المله وإنما مدى بعدهم الشديد عن طريق أهل السنه والجماعه وبعدهم عن الإستقامه التي امر الله عز وجل بها لوقوعهم في المحذور وهو الطغيان ..
    فالإيمان بوحدانية الله ورسوخ ذلك عند المؤمن يظهر في أقواله وأفعاله كلها فالإستقامة التي أمر الله تعالى بها تقوم على اليقين التام بأنه لا إله غيره ولا معبود سواه الأمر الذي يتطلّب التسليم والرضوخ الكامل له تعالى في أوامره وإجتناب نواهيه صغيرها وكبيرها على السواء ، وبصوره عامه لا أحد يحرص على إقامة الشعائر وإلتزام القيم والآداب وإجتناب المعاصي والحرمات والمكروهات ما لم يكن ذلك على إعتقاد ومنهج تم تبنّيه ، وأحسب أن أبوحامد الغزالي قد وُفّق فيما قاله بهذا الخصوص: فإن آداب الظواهر عنوان آداب البواطن وحركات الجوارح ثمرات الخواطر والأعمال نتيجة الأخلاق والآداب رشح المعارف وسرائر القلوب هي مغارس الأفعال ومنابعها وأنوار السرائر هي التي تشرق على الظواهر فتزينها وتجليها وتبدل بالمحاسن مكارهها ومساويها (5) وقال الإمام إبن القيّم: الْعَمَل لقاح الْعلم فَإِذا اجْتمعَا كَانَ الْفَلاح والسعادة وَإِن انْفَرد أَحدهمَا عَن الآخر لم يفد شَيْئا (6) ..
    وغياب ذلك المعنى هو ما أدى لظهور البدع والفرق المخالفه التي إنحرفت عن المنهج فالْبِدْعَة هِيَ الدّين الَّذِي لم يَأْمر الله بِهِ وَرَسُوله فَمن دَان دينا لم يَأْمر الله وَرَسُوله بِهِ فَهُوَ مُبْتَدع بذلك وَهَذَا معنى قَوْله تَعَالَى "أَمْ لَهُمْ شُرَ‌كَاءُ شَرَ‌عُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّـهُ" ﴿الشورى: ٢١﴾ وَلَا ريب أَن هَذَا يشكل على كثير من النَّاس لعدم علمهمْ بالنصوص ودلالتها على الْمَقَاصِد وَلعدم علمهمْ بِمَا أحدث من الرأى وَالْعَمَل وَكَيف يرد ذَلِك إِلَى السّنة (7) ..
    فلو عُرف هذا المعنى للإستقامه لما خاض بعض الناس في القرآن بغير علم وفي أسماء الله تعالى وصفاته ولما إجترأ بعض الناس على رد النصوص النبويه بغير علم ولما غلا بعض الناس في العبادات ولما ظهرت المعتقدات الشركيه ..
    ولو عُرف معنى الإستقامه لما هانت المعاصي على الكثير من الناس ولما تم السماح للسفهاء من الناس يتطاولوا على القامات العلميه وأهل السلف وإتهامهم بالتخلف والتقليد ، ولما هان على الكثير من الناس مشاهدة المعاصي ولو عند أهل بيته ويكون هذا أمر عادياً كان شيئاً لم يكن ..

    نسأل الله تعالى أن يردّنا إليه ردّاً جميلاً ..
    والله تعالى أعلم ..
    __________________________________

    1- شرح النووي على مسلم ..
    2- صحيح مسلم – كتاب الإيمان(38)
    3- مدارج السالكين – إبن قيّم الجوزيه
    4- صحيح البخاري – كتاب أصحاب النبي (3656)
    5- إحياء علوم الدين – كتاب آداب المعيشه وأخلاق النبوه
    6- الفوائد – لإبن القيّم
    7- الإستقامه – شيخ الإسلام إبن تيميه
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
    عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
    وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
    حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

  • من دار الارقم
    2- عضو مشارك

    • 23 أغس, 2006
    • 116

    #2
    رد: الإستقامه عند أبي بكر رضي الله عنه ..

    رضي الله عنه وارضاه

    اسأل الله ان يجمعنا واياكم بالصحب الكرام البرره

    تعليق

    • النيسابوري
      5- عضو مجتهد

      عضو اللجنة العلمية
      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 13 أغس, 2012
      • 761
      • الإسلام

      #3
      رد: الإستقامه عند أبي بكر رضي الله عنه ..

      المشاركة الأصلية بواسطة من دار الارقم
      رضي الله عنه وارضاه

      اسأل الله ان يجمعنا واياكم بالصحب الكرام البرره
      اللهم آمين ..
      حيّاك الله أخي الكريم ..
      قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
      عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
      وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
      حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

      تعليق

      • محب المصطفى
        مشرف عام

        • 7 يول, 2006
        • 17075
        • مسلم

        #4
        رد: الإستقامه عند أبي بكر رضي الله عنه ..

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
        المشاركة الأصلية بواسطة من دار الارقم
        رضي الله عنه وارضاه

        اسأل الله ان يجمعنا واياكم بالصحب الكرام البرره
        آمين لنا ولكم ولجميع المسلمين يا رب العالمين ..
        شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
        حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
        ،،،
        يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
        وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
        وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
        عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
        وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




        أحمد .. مسلم

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
        ردود 0
        24 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة وداد رجائي
        بواسطة وداد رجائي
        ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
        ردود 0
        27 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة *اسلامي عزي*
        بواسطة *اسلامي عزي*
        ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
        ردود 0
        49 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عاشق طيبة
        بواسطة عاشق طيبة
        ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
        ردود 0
        80 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عطيه الدماطى
        ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
        رد 1
        83 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة د. نيو
        بواسطة د. نيو
        يعمل...