ابن الإنسان و حُكم التاريخ ...!!
حين تواجد المسيح عليْه السلام . لمن يكُن يُخاطب إلا اليهود ... ولم تكن تلك المصطلحات الموجودة بكُتُب العهد الجديد من اختراع المسيحيين أو كتبة العهد الجديد أنفسهم, وإنما هي مُصطلحات معروفة جيداً وشائعة بين اليهود, و يُدرِك كل يهودي في ذلِك الزمان معناها ومدلولها الديني وماهيتها...!!
إذاً فمُصطلح ابن الله وابن الإنسان .. موجود في اليهودية وقد جاء المسيح عليه السلام وهو يهودي لليهود , يُخاطِبهم بلُغتِهم ... فحين نسمع منه كلمة ابن الإنسان ونُريد أن نعرِف معناها فلا يجب أن نتجاهل المفهوم اليهودي ...!
و لم يشرح المسيح ما معنى ابن الإنسان .. ولم يشرح الكتبة ما المقصود بابن الإنسان , إذاً لم يتبقى لنا إلا ما فهِمه اليهود , عن معنى ابن الإنسان ..!!
يقول القس عبد المسيح بسيط مُتهِّما المسلمين بتجاهُلُهِم المُتعمّد لفهم اليهود , و مؤكداً على أهمية فهم اليهود هذا ... فيقول :
" لمعرفة حقيقة هذه الآيات المذكورة وصحة تفسيرها وتأويلها الصحيح، مستعينين ومسترشدين بما سبق أنْ شرحه الرب يسوع المسيح نفسه لهذه النبوّات، وما سجّله تلاميذه بالروح القدس واضعين في الاعتبار، أيضًا، فهم اليهود، خاصّة في الفترة السابقة والتالية مباشرة لتجسّد الرب يسوع المسيح، لهذه النبوّات."[1]
عند اليهود : ابن الإنسان شخص آخر غير ابن داود....!!!
وعن فهم اليهود لمعنى ابن الإنسان ...سواءاً في الفترات السابقة لتجسد المسيح أو التالية له مُباشرة , فنجِد أن ابن الإنسان هو شخص آخر غير إبن داود ...!!
ونجِد ذلِك واضِحاً في :
وإن كان المسيح لفظ يُمكِن إطلاقه على أي شخْص , فإنه يُمكِن إطلاقه كإشارة إلى ابن الإنسان او ابن داود أو اي ملك من ملوك اليهود , كما أطلِق على شاول من قبل , ولكِن لا يُمكِن أن يلتقي أو يعني أبداً أن ابن الإنسان هو ابن داود ....!!!!
إذاً يسقُط ادعاء المسيحيين بأن المسيح هو ابن الإنسان وابن داود في آن واحد وهكذا ان اعتبروا ان المسيح ابن داود .. فيُسقِط التاريخ عنه كونُه ابن الإنسان.!
واضِع هذا القانون الداعي لاعتبار المفهوم اليهودي
هو عبد المسيح بسيط ..!!
ومن لسانِك أدينك ..!!
كتابك يُناقض التاريخ يا عبد المسيح..!!
ويجب أن يؤخذ في الإعتبار المفهوم اليهودي..!!
واضِع هذا القانون الداعي لاعتبار المفهوم اليهودي
هو عبد المسيح بسيط ..!!
ومن لسانِك أدينك ..!!
كتابك يُناقض التاريخ يا عبد المسيح..!!
ويجب أن يؤخذ في الإعتبار المفهوم اليهودي..!!
إذاً تاريخياً فإن هذه الجملة التي يقول فيها المسيح أن ابن الإنسان سيُصلب ويقوم ...فهو بأدلة التاريخ , لا يقصد بأي حال نفسه وإنما يقصِد شخصاً آخر .. و بالتأكيد لن يكون هذا الآخر ابن داود , لأن ابن الإنسان هو أي شخص آخر إلا ابن داود .!!
هل ادعى المسيح عن نفسه أنه ابن الإنسان أم لا؟!!
مثال :
كاتب إنجيل متى يقول على لسان المسيح:
طُوبَى لَكُمْ مَتَى أَهَانَكُمُ النَّاسُ وَاضْطَهَدُوكُمْ، وَقَالُوا فِيكُمْ مِنْ أَجْلِي كُلَّ سُوءٍ كَاذِبِينَ.[6]
كاتب إنجيل متى يقول على لسان المسيح:
طُوبَى لَكُمْ مَتَى أَبْغَضَكُمُ النَّاسُ، وَعَزَلُوكُمْ، وَأَهَانُوا اسْمَكُمْ وَنَبَذُوهُ كَأَنَّهُ شِرِّيرٌ، مِنْ أَجْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ.[7]
طُوبَى لَكُمْ مَتَى أَهَانَكُمُ النَّاسُ وَاضْطَهَدُوكُمْ، وَقَالُوا فِيكُمْ مِنْ أَجْلِي كُلَّ سُوءٍ كَاذِبِينَ.[6]
كاتب إنجيل متى يقول على لسان المسيح:
طُوبَى لَكُمْ مَتَى أَبْغَضَكُمُ النَّاسُ، وَعَزَلُوكُمْ، وَأَهَانُوا اسْمَكُمْ وَنَبَذُوهُ كَأَنَّهُ شِرِّيرٌ، مِنْ أَجْلِ ابْنِ الإِنْسَانِ.[7]
فهل قال المسيح انه ابن الإنسان في هذا الحدث ام لم يقُلها؟!!
بُطرس يرى أنه ابن الله وليس ابن الإنسان :
بل إن المُتمعِّن في هذه الفقرة الإنجيلية ..سيلْحظ كم التناقض في المتن الإنجيلي , و سيُدرِك أن المسيح ليس هو ابن الإنسان ....!!
" مَنْ يَقُولُ النَّاسُ إِنِّي أَنَا .. ابْنُ الإِنْسَانِ؟!. فَقَالُوا: " قَوْمٌ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانُ وَآخَرُونَ إِيلِيَّا وَآخَرُونَ إِرْمِيَا أَوْ وَاحِدٌ مِنَ الأَنْبِيَاءِ". قَالَ لَهُمْ: " وَأَنْتُمْ مَنْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا؟" فَأَجَابَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ: " أَنْتَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ الْحَيِّ". فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: " طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ "(متي16/13-17).
لم يقُل سمعان نعم انت ابن الإنسان , وإنما أكّد أنه هو المسيح ابن الله..!!
إذاً بُطرس يرى أن يسوع هو المسيح ابن الله وليس ابن الإنسان ...!!!
طوبى لسمعان لأنه عرف...أن يسوع هو المسيح وليس ابن الإنسان ..!!
علماء المسيحية انفُسُهم حاروا في مُعضِلة لفظ ابن الإنسان :
كارل باتون عام 1922 وضع حوالي 11 صفحة :
Did Jesus Call Himself the Son of Man?
يؤكد فيها أن المسيح لم يُسمي نفسه ابن الإنسان مُدّعِماً مقاله بكامل إثباتاته برغم أن الاناجيل الأربعة تُقوّله أنه ادعى ذلِك ..!! , ومن أهم إثباتاته انه 1) بمقابلة الفقرات المتشابهة في الأناجيل يظهر جلياً أن لفظ ابن الانسان تم إدخاله كثيراً في فقرات متى ولوقا اللذان نقلا من مُرقس , فنجِد أنهما أضافا ابن الإنسان على لِسان المسيح في حين أن إنجيل مرقس لم يُضِفها , فيتغير اللقب حسب الراوي لكل إنجيل مع أن الحدث هو نفسُه , مما يعني أن المسئول عن وضع الإسم هو الكاتِب وليس المسيح نفسُه , 2) كما ان المسيح في الأناجيل الإزائية حرِص على إخفاء هوية أنه المسيح , فكيف يدّعي كل مرة أنه ابن الإنسان , خاصة وأن ابن الإنسان تعني المسيح أيضا؟!!!, 3) ملاحظة الكاتب في بعض الأحيان كانت تدخُل في النص وكأنها من كلام المسيح , 4) وفي بعض الأحيان فإن الجملة في متى ولوقا تحمل إثبات أنها مُضافة لاحِقاً , أو ان فيها خطأ في النص بمقارنته بالمخطوطات [8].
خرج بمقال آخر.. من سبع صفحات , بعد كارل بشهور تقريباً و يحمل نفس العِنوان , مع إضافة جُملة: وجهة نظر جديدة ..للعنوان الرئيسي...!!
DID JESUS CALL HIMSELF THE SON OF MAN? ANOTHER POINT OF VIEW
و فيها يُثبت سانفورد ما أكّده كارل , و لكن بنظرة جديدة وإثباتات مختلفة تماماً[9]
يتحدّث عن كمية مُذهلة من الأبحاث والتي تم انتاجها بخصوص معضلة "ابن الإنسان " في الربع الماضي من هذا القرن , يقصد بالتأكيد زمانه.[10]
متى بلاك 1963....
مشكلة ابن الإنسان في الأناجيل يقول عنها متى بلاك ... " إنها أحد أعظم التحديات والحيرة والإرباك الذي واجهنا في اللاهوت الإنجيلي"[11]
H. E. Todt,
The Son of Man in the Synoptic Tradition, 22.
نورمان بيرين :
يرى أن ابن الإنسان من اختراع مُرقس , وأنها لا يجب أن تُوضع في الأناجيل , بل إنها يجب أن يعود حقيقة معناها لما في قُمران والكنيسة الأولى ...[12] !!!!!!!!
المقالات والأبحاث في هذه المصيبة وليست المُعضِلة بالآلاف...!!!!
سأكتفي بنقل الكُتُب الحديثة التي تعرّضت لهذه المعضِلة.[13]
A. J. B. Higgins, "Son of Man-Forschung since 'The Teaching of Jesus,'" NewTestament Essays: Studies in Memory of Thomas Walter Manson (ed. A. J. B. Higgins;Manchester: Manchester University, 1959) 119. 3
E. Sjoberg, Der verborgene Menschensohn in den Evangelien (Lund: Gleerup, 1955);
H. E. Todt, The Son of Man in the Synoptic Tradition (Philadelphia: Wesuninster, 1965);
A. J. B. Higgins, Jesus and the Son of Man (Philadelphia: Fortress, 1964) ;
F. H. Borsch, The Son of Man in Myth and History (Philadelphia: Westminster, 1967);
M. D. Hooker, The Son of Man in Mark (London: SPCK, 1967); and F. H. Borsch, The Christian and Gnostic Son of Man (SBT 2/14; London: SCM, 1970).
S. Mowinckel, HE That Conteth (New York/Nashville: Abingdon, 1956) 346-450;
0 . Cullmann, The Christology of the Nezu Testament (Philadelphia: Westminster, 1959, rev. ed., 1963) 137-92;
M. S. Enslin, The Prophet from Nazareth(New York/Toronto/London: McGraw-Hill, 1961) 137-48;
F. Hahn, The Titles of Jesus in Christology: Their History in Early Christianity (London: Lutterworth, 1969) 15-67;
E. Jiingel, Pnulus and Jssz!s: Eine Untersuchung zur Prazisierung der Frage nach dent Ursprung der Chl-istologie (2d ed.; Tiibingen: Mohr, 1964) 215-62;
R. H. Fuller, The Foandations of Nezu Testament Christology (New York: Scribner, 1965) 34-43, 65, 119-25, 143-54, 229-30, 233-34.
المسيح ليس هو ابن الإنسان ...
التاريخ يؤكِّد ذلِك .. وعلى المسيحيين مُحاربة التاريخ أو إعادة كتابته , قبل مُحاولة الإدعاء بأن المسيح هو ابن الإنسان ...!!
التاريخ يؤكِّد ذلِك .. وعلى المسيحيين مُحاربة التاريخ أو إعادة كتابته , قبل مُحاولة الإدعاء بأن المسيح هو ابن الإنسان ...!!
ملاحظة:
هذا المقال يُمكن كتابة مُجلدات فيه , لكم الكتب والأبحاث المتوافرة عنه ... إلا أني أكتفي بهذا وحسب , لأن فقرة واحدة من التاريخ تكفي لإثبات التزوير وتلفيق اللاهوت باسم المسيح...!!!!
هذا المقال يُمكن كتابة مُجلدات فيه , لكم الكتب والأبحاث المتوافرة عنه ... إلا أني أكتفي بهذا وحسب , لأن فقرة واحدة من التاريخ تكفي لإثبات التزوير وتلفيق اللاهوت باسم المسيح...!!!!
_______________________________
[1] القس عبدالمسيح بسيط أبوالخير – " هل تنبّأ الكتاب المقدّس عن نبيّ آخر يأتي بعد المسيح؟" ( الطبعة الأولى – 2004) , ص.6.
[2] 1 أخنوخ ,اصحاح (37- 70 ) .
[3] The Origin of the Son of Man Christology" Howard M. Teeble, Journal of Biblical Literature, Vol. 84, No. 3. (Sep., 1965), pp. 213.
[4] الاصحاح السابع 13- 14 .
[5] عزرا الرابع الإصحاح الثالث عشر.
[6] (متى 5: 11 )
[7] (لوقا 6: 22 )
[8] Carl S. Patton," Did Jesus Call Himself the Son of Man?", The Journal of Religion, Vol. 2, No. 5. (Sep., 1922), pp. 501-511.
[9] A. M. Sanford, Did Jesus Call Himself the Son of Man? Another Point of View, The Journal of Religion, Vol. 3, No. 3. (May, 1923), pp. 308-313.
[10] 'A. J. B. Higgins, "Son of Man-Forschung since 'The Teaching of Jesus,'" New Testament Essays: Studies in Memory of Thomas Walter Manson (ed. A. J. B. Higgins;Manchester: Manchester University, 1959) 119.
[11]Matthew Black, "The Son of Man Problem in Recent Research and Debate," BJRL 45 (1963) 305.
[12] N. Perrin, "Mark XIV.62 : The End Product of A Christian Pesher Tradition?" NTS 12 (1966) 150-55; "The Son of Man in Ancient Judaism and Primitive Christianity," 17-28; Rediscoz,ering the Teaching, 164-99; "The Creative Use of the Son of Man Traditions by Mark," USQR 23 (1968) 357-65; "The Son of Man in The Synoptic Tradition," BR 13 (1968) 3-25; "The Literary Gattung 'Gospel'-Some Observations," ExpT 82 (1970) 4-7.
[13] THE ORIGIN OF THE SON OF MAN CONCEPT AS APPLIED TO JESUS, WM. 0. WALKER, Journal of Biblical Literature, Vol. 91, No. 4. (Dec., 1972), pp. 482-490.
تعليق