فتنة الرقم 19

تقليص

عن الكاتب

تقليص

naglaa_kassim اكتشف المزيد حول naglaa_kassim
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • naglaa_kassim
    0- عضو حديث
    • 25 يون, 2007
    • 15

    فتنة الرقم 19

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يا حراس العقيدة
    ما حكاية الشفرة العددية في القران والرقم19 هل عجز كل علماء المسلمين الاوائل عن كشف هذه الاسرار يعني فلحوا في اللوغريتمات وحساب المثلثات ولم يكتشفوا 19x 2 و19-6 الموضوع حوله جدل وقلبي مش مرتاح للكلام ده لآنه في واحد اسمه رشاد خليفة استخدم هذا المنطق وادعى النبوةوالبحث محل الخلاف الان من مؤسسة "ا ل م الرسالة الخاتمة" فيه كلام عن الاحرف النورانية والحجاب من الايات المتشابهات يعني مش فرض
    يعني أنا أجيب الرقم 7 وأقعد أجمعه واطرحه واقسمه واطلع بحث جديد ويمكن اقول ده استجابة الدعوة ان يفقهني الله في الدين ومش بعيد أصحح العبادات والعقيدة
    وهذا أحد الروابط عن الموضوع في جريدة الاسبوع
    http://www.elosboa.com/elosboa/issue...ahlelzekr1.asp
    والمنتديات كلها بتتكلم وفي موقع متبني الرقم 19 وابحاثه وارهاصاته في القران الموضوع غريب ولا أفهمه يبدو كالتحايل و اللف والدوران وبما اني نسيت الرياضة من 15 سنة( الحمد لله مش 19)
    مش قادرة أحدد اللخبطة دي ايه وبما ان ثقتي فيكم كبيرة ارجوا الرد

    هذه فتنة كبرى اغيثونا
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:40 م.
  • بن عفان
    3- عضو نشيط

    عضو اللجنة العلمية
    • 11 ينا, 2007
    • 362
    • مسلم

    #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله

    ـــــــــــــــــــــ

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


    بهذه الشفرة يزعُم مُكتشفها أنه إثبات حِفْظ للقرآن ، ومآله تحريف القرآن .وهذه طريقة البهائية ، وهي فرقة مارقة تنتسب إلى الإسلام زورا وبهُتانا ، وتُقدِّس الرقم ( 19 ) !

    وكان أحد أدعيائها ، وهو رشاد خليفة – قال بهذا القول ، ثم آل به الأمر إلى أمرين :

    الأول : ادِّعاء النبوة !

    الثاني : ادِّعاء أن القرآن فيه زيادة ؛ لأن عدد آيات سورة التوبة لم يقبل القسمة على (19) !

    وفي هذا القول تخبّط كبير ، فعلى سبيل المثال : ما قيل في عدد أحرف البسملة ، وأنها (19) وليس الأمر كذلك .ففي القول أعلاه (مجموع حروف «بسم الله الرحمن الرحيم (3 + 4 + 6 + 6))

    وليس الأمر كذلك ، فإن الحرف المشدد عبارة عن حرفين ، فَحَرْف " الراء " في (الرحمن) وفي (الرحيم) عبارة عن حرفين ، وكذلك حرف المدّ في (الرحمن) لم يتم احتسابه في العدّ .

    فلو كتبنا البسملة مِن أجل العَدّ لكانت ( بسم الله الررحمان الررحيم ) .فيكون مجموع حروف البسملة ( 3 +4 + 8 + 7 ) .فسقط بذلك ما بَنوا عليه مِن وَهْم !

    كما أن تلك الدراسة المزعومة لا تَمُتّ لِطريقة القُرآن بِصِلَة ؛ لِمَا فيها من التكلّف ، فإن العدد (19) لا يقبل القسمة إلاَّ بعد تكلّف بالغ !

    وقد تكفّل الله بحفظ كتابه على مدى أكثر من ألف وأربعمائة عام من غير حاجة إلى هذه الطريقة المبتدعة المتكلّفة !

    و الأزهر رفض هذه الفكرة نهائيا ، فقد " أعلن مجمع البحوث الإسلامية في جلسته الأخيرة يوم الخميس13/6/1428هـ الموافق 28 يونيو 2007 رفضه المطلق لمسألة الشفرة القرآنية " ، وعن سبب رفض هذا البرنامج قال الدكتور عبد المعطي بيومي عضو مجمع البحوث الإسلامية: " إن برنامج الشفرة الرقمية لا يتلاءم مع القرآن الكريم، ولأن بنوده كلها تحدّثت عنها تيارات مشبوهة مِن قبل ، كتقديس الرقم 19، كما أن حساب "الْجُمَل" الذي يعتمد عليه البرنامج تُراث مُندثر في الإسلام ، وليس له قيمة " . اهـ .


    ثم انه من البديهي

    هذا المُكتشف يزعُم ويدعي ان القرآن يحمل شفرة تحميه من التحريف

    أليس الله بقادراً علي حماية القرآن

    بلي ورب العالمين فهو القائل:
    :

    إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

    (9) سورة الحجر

    والله المستعان .
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:40 م.

    سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم

    تعليق

    • naglaa_kassim
      0- عضو حديث
      • 25 يون, 2007
      • 15

      #3
      شكراً للاهتمام

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اشكر لك الرد فهذه المعلومات كانت ضمن ما قرأت ولكن أوضحت و أكدت ما استشعرته في نفسي من عدم الارتياح لهذا الامر ولكن ما جد بالامس مناقشة موضوع البحث بالفضائيات وعدم حسمه بالنسبة للمشاهد و علمت بأمر المؤتمر الصحفي و أية الحجاب و الحروف النورانية وهو ما أفزعني
      أشكرك أخي مرة أخرى و أرجو اقتراح طريقة ننشرها لايقاف هذه المسألة على مستوى العامة ومحاربة هذه البدعة
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:40 م.

      تعليق

      • بن عفان
        3- عضو نشيط

        عضو اللجنة العلمية
        • 11 ينا, 2007
        • 362
        • مسلم

        #4
        اقتباس يُبين حقيقة إبراهيم مصطفي كامل و زوجته أم نور والدكتور رشاد خليفة

        ------------


        'الأسبوع' بحثت في تاريخ رشاد خليفة وأفكاره وبحثه الذي بدأ بادعائه اكتشاف معجزة حسابية في القرآن الكريم ويكشف الشفرة العددية له انطلاقا من رقم 91وانتهي بإدعائه النبوة وانكار السنة لنفاجأ بتشابه كبير بين بحث اعجاز الرقم 19 للدكتور رشاد خليفة الذي توصل إليه عام 1974 وجعله في كتاب بعنوان 'معجزة القرآن الكريم' صدرت طبعته الأولي عام 1983 وبين بحث الشفرة القرآنية الذي اعتمد أيضا علي الرقم 19 والذي اعلن رجل الأعمال إبراهيم مصطفي كامل عن أن زوجته أم نور قد توصلت إليه مؤخرا وبين العديد من الأفكار التي تناولها بحث د. رشاد خليفة الذي أسس جماعة وله أتباع يؤمنون بأنه رسول الميثاق الذي نزل عليه الوحي ليوحد كل الأديان في دين واحد ويطلقون موقعا علي شبكة الانترنت تحت اسم 'الإسلام علي الصراط المستقيم'.
        والدكتور رشاد خليفة وفقا للموسوعة الحرة 'ويكبيديا' هو مصري هاجر إلي أمريكا للدراسة عام 9591 وتخصص في مجال الكيمياء الحيوية وحصل علي الجنسية الأمريكية ليصبح مواطنا أمريكيا وقد أسس جمعية 'المسلمون المتحدون الدولية' والتي تدعو إلي الإسلام وإلي الله وحده لا شريك له ونبذ العمل بالسنة وأحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم.
        وقد كان رشاد إماما لمسجد في مدينة توسان بولاية اريزونا تبرعت ببنائه 'جمعية التصوف والدراسات اليهودية' وقتها والتي تقدس الرقم 91 في محاولة لتقديس هذا الرقم في الإسلام ومحاولة استخدامه في تحريف القرآن وهو ما أثار حفيظة المسلمين الذين عاشوا هناك وقتها وتواترت الأحاديث والشبهات فيما بعد حول أملاك د. رشاد خليفة وعلاقاته بجهات معادية للإسلام.
        وكان خليفة يلقي خطبه في هذا المسجد وفي عام 1974 أعلن عن أنه توصل إلي اعجاز عددي في القرآن منطلقا من الرقم 19 وعلاقته بحروف وكلمات وآيات القرآن وقام بتأليف العديد من الكتب في هذه العلاقة، وقد استحسن العالم الإسلامي استنتاجات رشاد خليفة في بادئ الأمر علي أساس أنه اكتشف معجزة قرآنية جديدة، ولكن تلاشي هذا الاستحسان عندما خرج خليفة بتصريحات وتفسيرات لبرنامجه تمس لب عقيدة المسلم في عدم الأخذ بالسنة النبوية وأحاديث الرسول مدعيا عدم وجود دليل مادي علي صحتها وتعارضها مع أحكام القرآن. كما ادعي أن هناك آيتين أضيفتا للقرآن من أجل تمجيد محمد صلي الله عليه وسلم وهما 128، 129 من سورة التوبة : 'لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم' صدق الله العظيم.
        وجعل شفرته العددية هي الدليل علي أن هاتين الآيتين مدسوستان علي القرآن زاعما فيما بعد أن محمدا من الأنبياء وليس رسولا، وأنه هو فقط الذي جاء رسولا من عند الله حيث ادعي أنه الرسول المذكور في الآية 81 من سورة 'آل عمران' طبقا لشفرته العددية التي ادعي أنها معجزة قرآنية.
        وهذا ما استدعي تكفيره من جانب بعض علماء المسلمين وقتها وإعلان خروجه عن ملة الإسلام، وقد قتل مطعونا بعدة طعنات في 31 يناير 1990.
        شفرة خليفة
        الغريب أن الشفرة التي اعتمد عليها رشاد خليفة قد اعتمدت علي المصحف وفقا للرسم العثماني كما أنه تحدث عن اعجاز رقم 91 في القرآن بنفس الطريقة التي استخدمتها أم نور في الشفرة التي أعلنت اكتشافها مؤخرا، واعتمد خليفة علي العدد 91 ومضاعفاته وما يقبل القسمة عليه، وكذلك التفسيرات العددية لآيات وحروف وكلمات القرآن اعتماد الشفرة علي استخدام الآية 30 من سورة المدثر 'عليها تسعة عشر' وعبارة 'بسم الله الرحمن الرحيم' واعتبارها الآ ية الأولي من سورة الفاتحة' وهو ما يتطابق تماما مع بعض ما جاء في شفرة أم نور، وما أعلنته في المؤتمر الصحفي وما أشارت إليه أيضا من أن الشفرة التي توصلت إليها تنطبق علي القيم العددية للحروف النورانية التي حددها اليهود وأخبروا سيدنا محمدا صلي الله عليه وسلم بها، وأن ذلك قد ورد في أحد الأحاديث النبوية، وقد أكد عدد كبير من علماء الحديث أنه لا وجود لمثل هذا الحديث في كتب السنة.. فضلا عن تفسيرها لمفهوم الآيات المحكمات والآيات المتشابهات حيث أشارت إلي أن المتشابهات تعني الآيات التي كان العمل بها وقتيا ولا يجوز التشريع بها الآن في حين أن علماء الفقه ومنهم ابن عباس يعرٌفون المتشابه بأنه الذي لا يعلمه إلا الله وأن المحكم والمتشابه يعني مقدار الوضوح والخفاء وأن مفهوم المحكم لا تختلف فيه الشرائع والمتشابه هي الآيات المجملات التي لم تتبين كحروف أوائل السور.
        ويري الإمام مالك أن المحكم ما اتضحت دلالته والمتشابه ما استأثر الله بعلمه وهو ما يخالف تعريف أم نور للمحكم والمتشابه في القرآن.
        كما اعتمد رشاد خليفة علي عدد مرات تكرار لفظ الجلالة في القرآن ووقتها قامت بعض الجهات بدراسة هذه القيم العددية والاحصائية لتثبت عدم صحتها والتلاعب بها لكي تتطابق مع أفكار ورؤي صاحب الشفرة.
        وقد أكد رشاد خليفة في كتابه أن معجزة الله الكبري في القرآن مبنية علي الرقم 19وأن هذه الحقيقة ظلت خافية علي الناس لأكثر من14 قرنا حتي اكتشفها هو كما ادعي وقتها وهو ايضا ما يتشابه مع ما ذكرته شركة الدكتور إبراهيم كامل وزوجته عن بحث الشفرة القرآنية، بل إن رشاد خليفة أشار إلي أن هذه المعجزة العظيمة كما وصفها وقتها قد حدد الله مسبقا أنها لن تنكشف إلا عن طريقه فقط ولم يسمح سبحانه لمئات من العلماء المسلمين والمستشرقين علي مر 1400 عام باكتشاف هذه المعجزة القرآنية، كما أكد أنه الوحيد الذي فتح الله عليه بسر الحروف المتقطعة في بداية بعض سور القرآن والتي اطلق عليها اسم الحروف النورانية بالرغم من أن أم نور أعلنت مؤخرا أنها هي التي اكتشفت سر هذه الحروف وأنها تفضل تسميتها بالحروف النورانية وأعلنت في مؤتمرها الصحفي أنها قد دعت الله وهي في المسجد الحرام أن يفتح عليها بسر القرآن وآياته المحكمة وأن الله قد منٌ عليها واستجاب دعاءها بما توصلت إليه في بحثها!!
        جدير بالذكر أن أم نور حاصلة علي بكالوريوس محاسبة من جامعة باروخ بأمريكا عام 1986 وإذا عدنا إلي رشاد خليفة وجدناه كان قد أعلن أن كشفه لهذه المعجزة كما أطلق عليها يعد من العلامات الكبري علي أن الله اختصه بالرسالة وجعله رسول الميثاق الذي تحدثت عنه الآية 18 من سورة 'آل عمران' وأن هذا قد تحقق خلال رحلة الحج التي قام بها عام 1391ه 197م حيث أخذه الله ليتعرف علي بقية الأنبياء وقدمه لهم علي أنه رسول الميثاق وعاد لينشر رسالته وأفكاره بين الناس بل وتجاوز المدي بعدها في استخدام شفرته العددية مدعيا أن اسمه ذكر في القرآن وذلك عن طريق وجود كلمة 'رشد' التي تكررت في القرآن 19 مرة كما ادعي وكذلك كلمة خليفة الموجودة في سورة 'البقرة' الآية 30 وسورة 'ص' الآية 26 وذلك عن طريق عمليات حسابية بتجميع أرقام السور والآيات ليحصل علي رقم 19 مضاعفا 9 مرات. كما أشار إلي أن التوراة ايضا تنبأت بقدومه.
        وهو ما يؤكد إمكانية استخدام هذه الشفرات لمحاولة اثبات أي شيء يريد أصحابه اثباته أو إقناع الآخرين به!!
        الحجاب والشفاعة
        وإذا نظرنا إلي أفكار رشاد خليفة وجدنا أن الكثير منها يتشابه مع آراء أم نور حيث إنه ينكر شفاعة الرسول صلي الله عليه وسلم وهو ما أشارت إليه في عدد من تصريحاتها الصحفية.
        وهو ما ينطبق علي قضية الحجاب حيث رأي رشاد خليفة وأتباعه أن الحجاب ليس من القرآن وأن وظيفة النبي محمد كانت أن يبلغ القرآن كاملا كما أوحي إليه وليس من مهمته أن يحرم أو يحلل شيئا وأن الشروط التي اشترطها القرآن لزي المرأة أن يكون خير لباسها التقوي وأن تواري سوءتها وأن تغطي صدرها أو جيبها وأن كلمة الحجاب التي وردت في القرآن لم ترد لتعني زي المرأة ولباسها، وأن كلمة خمار التي وردت في سورة النور تعني فقط أن تستعمل المرأة ما ترتديه لتغطي فتحة الصدر وأن القرآن لم يذكر كلمة رأس أو شعر أو وجه وأن استخدام كلمة خمار بمعني غطاء الرأس هو أمر خاطئ لغويا ودينيا، وهو بالطبع ما ينافي الحقيقة والمعاني الصحيحة للآيات القرآنية. أما عن معني 'يدنين عليهن من جلابيبهن' فإن رشاد خليفة وأتباعه فسروها علي أن الله يأمر المؤمنات بأن يرتدين ما هو طويل بما فيه الكفاية دون أن يتحدد هذا الطول ودون أن يصدر له حكم واحد، وأن آية 'ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن' فإنها تعني المبالغة واهتزاز أجزاء من جسد المرأة يعتبرها الرجل من زينتها التي تثير غريزته وهي الأجزاء التي تختفي تحت ردائها وليس الشعر أو الرأس.
        أما عن آراء أم نور في الحجاب والتي أثارت انتقادات عديدة حتي من بين الأعضاء المشاركين في اللجنة الشرعية المشرفة علي البحث والذين أعلنوا تبرؤهم من هذه الآراء مؤكدين أنها لم تعرض عليهم ومنهم الدكتور نصر فريد واصل.. وهي الآراء التي جاءت علي لسانها في تصريحات نشرتها بعض الصحف فإنها أيضا تري أن زي المرأة يعني ضرورة عدم إبداء الزينة التي تتضح من جسد المرأة حين تضرب برجليها، وأن هذه الزينة تعني الأرداف والصدر ولا يوجد شيء آخر يبدو من ضرب المرأة برجليها غيرهما وأن الآيات المحكمات التي توصلت إليها طبقا لشفرتها العددية ليس فيها ما يشير إلي الحجاب أو إلزام تغطية الشعر وأن المقصود من عدم إبداء الزينة هو عدم إثارة الغرائز في الطرقات وأن جيب المرأة هو صدرها الذي يجب أن تستره وأن هناك بعض الآيات كانت تخاطب نساء الرسول والمؤمنات في عصر النبوة لحمايتهن وأن هذه الآيات ليست من المحكمات.
        افتراءات
        وقد وضع رشاد خليفة تعريفا للإسلام طبقا لما ادعاه من أنه هو رسول موحد للديانات وظيفته أن يطهرها ويوحدها في دين واحد معلنا أن الإسلام ليس مجرد اسم، بل وصف للتسليم الكلي والاخلاص لله وحده دون أي شرك به سواء كان هذا الشريك عيسي أو مريم أو محمدا، وأن المسلمين لله وحده موجودون في كل ديانة علي وجه الأرض، فهناك اليهودي المسلم والمسيحي المسلم والهندوسي المسلم والبوذي المسلم، وأن هذا هو تفسيره لآية 'إن الدين عند الله الإسلام' حتي أن أتباعه فسروا الآية الكريمة 'إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون' فسروها طبقا لهذا المعني الذي وضعه رشاد خليفة للإسلام، وجعلوها افتتاحية للموقع الذي أسسوه للدعوة لرشاد خليفة وأفكاره.
        وكان رشاد خليفة قد أعلن أن الديانات الثلاث قد شابها بعض التحريف بما فيها الإسلام، وأنه بعث ليصحح هذه الأفكار رافضا أن يعطي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم أي تفسيرات أو شرح للقرآن وزاعما أنه صلي الله عليه وسلم مجرد (Delivery) لتوصيل القرآن للناس فقط وأنه لا يجب العمل مع القرآن بالسنة أو الأحاديث التي وصفها بأنها من اختراعات الشيطان!!
        جدير بالذكر أن أم نور كانت قد أعلنت أنها بوصولها عن طريق شفرتها إلي الآيات المحكمات في القرآن الكريم سيكون هناك مصدر واحد للافتاء والتشريع دون حاجة إلي أي مصادر أخري ولن يكون هناك اختلاف أو تضارب في الفتاوي.
        كما أنها ذكرت في بعض تصريحاتها لعدد من الصحف أنه وفقا لهذه الشفرة فإن بعض الآيات الخاصة باليهود والنصاري من الآيات غير المحكمة وأن العمل بها كان وقتيا ولا يجوز التشريع بها الآن مثل 'لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون'.. وكذلك 'ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم'
        شحم الخنزير والأمريكان والعرب
        واللافت للنظر أن رشاد خليفة وأتباعه يرون أنه علي الرغم من أن لحم الخنزير محرم في الإسلام إلا أن شحمه ولحمه غير محرمين.. وهو ما سبق أن ادعاه اليهود.. وأن الأطعمة المختلفة والمخبوزات التي يستخدم فيها دهن الخنزيز ليست محرمة وهو ما يحمل بالطبع أبعادا اقتصادية واضحة فضلا عن آراء خليفة في المجتمع الأمريكي الذي أعلنت أم نور أن دستوره مستمد من الشريعة الإسلامية.. حيث يري خليفة أن الأمريكان أقرب إلي الله من السعوديين والمصريين والعراقيين وغيرهم من العرب لأن لديهم حرية وأن العرب أهدروا دمه وأنه إن كان بنو إسرائيل قد قتلوا الأنبياء فإن السعودية أهدرت دم رسول الله قاصدا نفسه بل إنه وصف العرب بأنهم ممنوعون من الإيمان وأن باب التوبة قد قفل دونهم وأن من اتبعوه جميعا حتي وإن كان منهم العرب لهم أصول غير عربية وهو ما فسر علي أنه استثني العرب لأنهم يفهمون القرآن والسنة ويكشفون تحريفه للقرآن وللدين الإسلامي، وقد أعلن أن المصريين ليسوا عربا وأن العرب أشد كفرا..
        وتجاوز هوس مدعي النبوة المدي ليؤكد أنه عن طريق شفرته توصل إلي تحديد يوم القيامة في عام 2280، بل أشار إلي أن مصر ستموت عام 1990 وادعي أن الوحي أخبره بذلك وهو العام الذي قتل فيه رشاد خليفة، الذي تؤكد سيرته وأفكاره خطورة الادعاءات باكتشاف شفرات حسابية وعددية للقرآن دون دراسة متعمقة من علماء الدين، حيث يمكن لأصحابها الزعم بأية ادعاءات ومحاولة اقناع الناس بها عن طريق محاولة تطويع القرآن لهذه الشفرات العددية لتحقيق ما يريدون.
        وهو ما يجب أن ينتبه إليه علماء الدين وخاصة من أعضاء اللجنة الشرعية التي أشرفت علي البحث ثم أعلنت أنها لم تطلع علي العديد من نتائجه وأفكاره.
        رأس المال والفقه
        المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية يشير قائلا: إنه مع الاحترام الشديد لأشخاص وعلم العلماء الذين كونوا ما يسمي باللجنة الشرعية لمؤسسة أحد رجال الأعمال التي أثارت لغطا في الفترة الأخيرة حول ما سمي باكتشاف شفرة القرآن الكريم والاعجاز العددي فإن الأمر يستدعي رؤية عامة لقضية تمثل إحدي سلبيات الفكر الإسلامي في واقعنا المعاصر، مشيرا إلي أنه منذ نشأة البنوك الإسلامية ومؤسسات الاقتصاد الإسلامي ظهرت سلبية استقطاب بعض الفقهاء لما سمي بالرقابة الشرعية لهذه المؤسسات وأنه قد سمي البعض هؤلاء الفقهاء بفقهاء البنوك، مؤكدا أن كثيرا منهم وليس جميعهم قد مثل صورة المحلل لهذه المؤسسات الاقتصادية التي لم يكن الكثير منها من الناحية الشرعية فوق مستوي الشبهات.
        وأضاف أن تاريخ العلم الإسلامي فيه تقاليد أساسية منها أن العالم الذي يقف بباب الأمير فإن هذا ينتقص من كرامته، بل ومن عدالته، وفي رأيي * والحديث للدكتور عمارة * فإن هذه القاعدة تنطبق علي الذين يوظفون أنفسهم لحساب المؤسسات الاقتصادية الرأسمالية.
        ويشير إلي أننا كنا نشكو قبل ثورة يوليو من سيطرة رأس المال علي الحكم، وكان هذا أحد أسباب قيام هذه الثورة. أما الآن فإننا نشهد لونا من سيطرة رأس المال علي الفقه والفتاوي والآراء الشرعية.
        ويشير قائلا: أنا أهيب بكل المشتغلين بالعلم الإسلامي أن ينزهوا أنفسهم عن هذه التبعية لسلطان رأس المال.. مؤكدا أن هذه المؤسسة التي أثارت هذا اللغط قد سعت سعيا حثيثا لكي يكون من ضمن اللجنة الشرعية التي اعتزمت تكوينها، وأنه كان حاسما في رفضه وتأكيده أنه لا يضع نفسه في مثل هذه الأماكن، لأنه وكما يقول التزم ألا يزين عروش الظلمة، وكذلك فلن يزين أعمال المؤسسات الاقتصادية التي لا يدري وكذلك الكثيرون مثله مدي اتساق أنشطتها مع حقيقة الفكر الإسلامي
        .
        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:39 م.

        سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم

        تعليق

        • سيف الكلمة
          إدارة المنتدى

          • 13 يون, 2006
          • 6036
          • مسلم

          #5
          البهائية نبت يهودى لعائلة يهودية اعتنقت فى الظاهر لضربه من الداخل
          والمحاولة الأخيرة لأم نور تتسق مع محاولة البهائى رشاد خليفة
          فهما محاولتان لضرب الإسلام من داخله

          ولكن لا أوافق على الإطاحة بالإعجاز العددى بالقرآن لوجود من حاول التخريب من خلاله
          وكذلك لا أوافق على اعتماد حساب الجمل فى هذه البحوث

          وحتى مصطلح الإعجاز العددى يغنى عنه مصطلح الإشارات العددية أو اللفتات العددية أو اللطائف العددية وهى موجودة بالكثير من المواضع بالقرآن الكريم وبالسنة أيضا

          وهنا بالمنتدى بعض النماذج لهذه اللطائف العددية التى لم يقصد بها ضرب الإسلام من داخله ولم يقصد بها ضرب الإعجاز العددى بطريق غير مباشر كما فى محاولة أم نور
          مثل :
          هل كان محمدا صلى الله عليه وسلم يعلم مدة نبوته وموعد موته ؟ نبوءة وإعجاز رقمى غيبى

          ومثل المشاركة رقم 5 من هذا الموضوع عن عدد كلمة يوم ومشتقاتها
          الاعجاز العلمي ..دليل لكل ناكر!!!

          ومثل الجزء الأخير من المشاركة رقم 3 من هذا الموضوع
          التحدى بالقرآن سورة الكوثر 3 آيات و10 كلمات فيها كل هذاالإعجاز أدخل وتدبر
          عن البناء العددى لسورة الكوثر المستند إلى الرقم 10 وهو يوم النحر
          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:39 م.
          أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
          والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
          وينصر الله من ينصره

          تعليق

          • سيف الكلمة
            إدارة المنتدى

            • 13 يون, 2006
            • 6036
            • مسلم

            #6
            لاحظ الجزء الملون بالأزرق مع رجاء التكرم بالعلم بأننى أعى كل حرف فيه بما يشمل من علمى بوجود أخطاء ومبالغات جرت من البعض
            ولهذا أدعو دائما إلى وضع ضوابط لهذه القضية
            انتهى كلام سيف الكلمة

            الإعجاز العددي في القرآن المجيب ناصر بن محمد الماجد

            عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التصنيف القرآن الكريم وعلومه/ مسائل متفرقة في القرآن التاريخ 18/7/1424هـ السؤال

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
            هل في القرآن إعجاز عددي مثل ذكر الحديد، أو عدد ذكر الرجل والمرأة، وغيرها؟.

            الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، وبعد :

            فالكلام عن مصطلح الإعجاز العددي يحتاج إلى دارسة وافية ونظر متأمل، فالكلام حوله كثير والدراسات المعاصرة متعددة ـ وفي الحق ـ فإن من الصعوبة أن أختصر الكلام في هذه المسألة، لأنها تحتاج إلى بسط ومزيد إيضاح، ومع هذا فسأجتهد وُسْعِي أن أختصر الكلام، وألخصه في نقاط بما يحضرني، مع يقيني أن المسألة تحتاج إلى مزيد من البحث والعناية، والله المسئول أن يعصمنا من زلل الرأي وخطل القول:

            أولا/ مصطلح (الإعجاز العددي) مصطلح متأخر بدأ تداوله في العصر الحديث، غير أن الباحث ربما وجد عند المتقدمين ما يمكن أن يسمى إرهاصات له، واستحضر الآن مثالين على ذلك، أولها ما أخرجه ابن خزيمة في صحيحه (2172) والبيهقي في السنن الكبرى (4/213) والحاكم في المستدرك (1639) وصححه عن ابن عباس قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يدعوني مع أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ويقول لي: لا تتكلم حتى يتكلموا، قال: فدعاهم وسألهم عن ليلة القدر قال: أرأيتم قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: التمسوها في العشر الأواخر، أي ليلة ترونها؟ قال: فقال بعضهم: ليلة إحدى، وقال بعضهم: ليلة ثلاث، وقال آخر: خمس، وأنا ساكت فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقلت: إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت، قال فقال: ما أرسلت إليك إلا لتتكلم، قال: فقلت: أحدثكم برأيي! قال: عن ذلك نسألك، قال فقلت: السبع، رأيت الله ذكر سبع سماوات، ومن الأرضين سبعا،وخلق الإنسان من سبع ،وبرز نبت الأرض من سبع. قال فقال: هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت ما لا أعلم ما قولك: نبت الأرض من سبع، قال فقلت، إن الله يقول "شققنا الأرض شقا" [عبس:26] إلى قوله: "وفاكهة وأبا" [عبس:31] والأب نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس، قال: فقال عمر – رضي الله عنه - : أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه بعد، إني والله ما أرى القول إلا كما قلت، قال وقال: قد كنت أمرتك أن لا تتكلم حتى يتكلموا وإني آمرك أن تتكلم معهم. فابن عباس – - نظر إلى تكرر رقم سبعة في عدد من آيات القرآن الكريم، مما يدل على أن له معنى خاصا، فجعله أمارة يستنبط منها أن ليلة القدر الوارد ذكرها في قوله تعالى:"إنا أنزلناه في ليلة القدر" [القدر:1] هي ليلة السابع من العشر الآواخر من رمضان، وهذا لا يمنع أن يكون – رضي الله عنه- استند في فهمه إلى قرائن أخرى.

            والثاني: أننا نجد عند بعض المفسرين من السلف ومن بعدهم محاولات لبيان معنى حروف التهجي التي افتتح بها بعض سور القرآن الكريم معتمدين في ذلك على حساب الجمل (وهو ما كان يعرف عند العرب قديما من وضع قيمة رقمية لكل حرف عربي حسب ترتيب (أبجد هوز) ويسمونه: حساب الجمل)، وانظر في هذا إلى ما أشار إليه الألوسي وابن عاشور في تفسيرهما رحمهما الله، ولا يضيرنا أن تكون تلك المحاولات قد أصابت الحق أو أخطأته، لأن المراد البحث في نشأة هذا النوع من الدراسة.
            إلا أن هذا المصطلح قد أحاط ظهوره في العصر الحديث كثير من الدخل والدخن؛ فالحسابات العددية ارتبطت بالبهائية (وهي أحد الفرق الباطنية الضالة) وعلى تلك الحسابات اعتمد ـ الهالك ـ رشاد خليفه في دعوى النبوة، وهذا الارتباط مع عوامل أخرى، جعل كثيراً من الدارسين يقف من هذا الاتجاه الحادث موقف الريب، وينزع فيه منزع الشك، ومن أبرز العوامل ـ أيضا ـ ما اتسمت به كثير من الدراسات المتعلِّقة بالإعجاز العددي من مظاهر التكلف وصور التمحل وافتقاد المنهجية المطردة المنضبطة، مما يُجل القرآن الكريم عنه، إلى عوامل أخرى ربما ورد ذكرها في ثنايا الكلام.

            ثانيا: عند النظر في مصطلح (الإعجاز العددي) نجده يتركب من جزأين: الإعجاز، والعدد. والأمر المعجز: هو الشيء الذي لا يُستطاع ويُعجز عنه، قال في القاموس عند تعريف المعجزة : هي ما أعجز به الخصم عند التحدي. والعد والعدد: الإحصاء، ويُراد به هنا الأرقام المعروفة التي يُعد بها ويُحصى.
            وبهذا يظهر أن مصطلح الإعجاز العددي يراد به ـ وبحسب ما تبين لي من خلال الدراسات المتعلقة به ـ أنه: (( ما ورد في القرآن الكريم من إشارات إلى حقائق كونية بطريق الحساب العددي ))

            ومن خلال هذا يتبين أن مصطلح الإعجاز العددي يتألف من ركنين أساسين:
            أولهما: أن يكون أمراً معجزاً ليس في مقدور البشر المجيء بمثله.
            الثاني: أن يكون الأمر المعجز معتمدا على الأرقام والأعداد.

            إن معرفة هذين الركنين في مصطلح (الإعجاز العددي) أمر أساس فلكي، يصح أن نطلق على ذلك النوع من الدراسات أنها من قبيل البيان لما في القرآن الكريم من إعجاز عددي، فيجب أن يتوفر فيها هذان الركنان، الأول: أنها أمر معجز، والثاني: أنها تعتمد على لغة الأرقام والأعداد.

            وبهذا يظهر لنا جليا الخلل الكبير الذي اتسمت به كثير من الدراسات المتعلقة بهذا النوع من الإعجاز، وقد أشار السائل الكريم إلى مثال على هذا، وهو تساوي ذِكْر الرجل والمرأة في القرآن الكريم أو تساوي ذكر الدنيا والآخرة، أو الملائكة والشياطين، فهذه أمور ذكرها من كتب في الإعجاز العددي مستشهدا بها على ما في القرآن الكريم من إعجاز عددي، وهذه الأمثلة ونحوها لو سُلِم بصواب عَدِها وانضباطها مع أن فيها نظر ـ فهي ليست مما يندرج ضمن الأمور المعجزة التي لا يُقدر عليها، فأنت مثلا تستطيع أن تؤلف كتابا ضخما وتتعمد أن تراعي تساوي عدد المرات التي تذكُر فيها لفظ الرجل والمرأة، أو لفظ الدنيا والآخرة، أو لفظ الملائكة والشياطين، فمثل هذا لا خلاف أنه في مقدور كل أحد أن يفعله، وإذاً فهو ليس أمراً معجزا، فلا يصح أن يدرج في البحوث المتصلة بالإعجاز العددي. لأنها غير معجزة أصلاً، وربما ازداد الأمر وضوحاً في الفقرة الرابعة.

            ثالثا/ أما ما يتعلق بالحكم الشرعي على هذا النوع من الدراسات الحديثة، فقد أبدى كثير من المختصين في الدراسات القرآنية تحفظهم الشديد على هذا النوع من البحوث المتصلة بالقرآن الكريم، بل رأينا المبالغة في النكير على القائلين به والداعين إليه، حتى خرج البحث عن المسار العلمي إلى نطاق يتعلق بالأشخاص، وهذا شطط لا موجب له. وربما أثر في هذا ما أحاط نشأته من إشكالات وما اتسمت به كثير من دراساته بالتكلف والتمحل ـ كما سبق الإشارة إليه ـ إننا قبل أن نطلق الحكم الشرعي على هذه المسألة يجب أن نطرح سؤالاً منهجياً مهماً وهو: هل هذه ( الأعداد المعجزة) التي يُذكر أنها في القرآن الكريم، والتي تشير إليها البحوث والدراسات المعاصرة جائزة الوقوع عقلاً، بحيث لا يمتنع وقوعها عقلا في القرآن الكريم، وبمعنى آخر هل هناك ما يمنع من ورود أرقام وأعداد تحسب بطريقة ما فتدل على حقائق علمية وكونية، إن هذا سؤال جوهري، الإجابة عليه بشكل علمي تزيل كثيراً من الحرج، وترفع كثيراً من اللبس في هذه المسألة، والظاهر عندي أن هذا الأمر جائز الوقوع عقلاً؛ لأنه لا يوجد ما يحيل وقوعه لا من حيث نصوص الشرع، ولا من حيث جريان العادات والسنن، كما أنه تعالى لا يعجزه شيء ولا يعزب عنه مثقال ذرة، وعدم وجود المانع دليل على الجواز قطعا، على أنه لا تلازم بين الجواز العقلي والوقوع الفعلي، إذ ليس كل ما يجوز عقلاً يقع فعلاً، وهذا لا إشكال فيه بحمد لله.
            ومتى صار بنا البحث إلى التسليم بجواز وقوعه عقلاً، فلا معنى للقول بمنعه والحكم بتحريمه ابتداءً، لأنه ممكن الوقوع، ومتى ما وقع صار ذات الوقوع دليلاً على جوازه شرعا، مثال ذلك: حينما نقول: يجوز عقلاً ورود إشارة في القرآن الكريم إلى إحدى الحقائق الكونية التي كشفها العلم الحديث، فلا يلزم منه أن ترد في القرآن الكريم، لكن متى ما وردت كان ذلك الورد بعينه في القرآن دليلاً على جواز البحث القرآني في مثل هذه المسائل شرعا وصحة القول بها، وكذا الحال هنا في المسألة محل البحث، وهذا يجعلنا على حذر من المسارعة إلى الإنكار والتحريم لهذا النوع من الدراسات، معتمدين في ذلك على ما نراه من دراسات جانبت الصواب؛ لأن الإنكار والتحريم سيذهب سُدى بمجرد أن تظهر دراسة علمية رصينة تكشف دلالة الحساب العددي في القرآن الكريم على حقيقة علمية ما، لا سبيل إلى ردها أو التشكيك فيها، إلا بنوع من المكابرة.ـ وفي الحق ـ فلا تلازم بين القول بجواز هذا النوع من الدراسة من حيث النظر العقلي وتصحيح البحوث الموجودة اليوم، بل فيها ما هو باطل قطعاً، وفيها ما دون ذلك مما يحتاج إلى مزيد من النظر، وإنما المقصود بحث هذه المسألة بحثاً علمياً مجرداً عن تطبيقاتها الحالية.

            رابعا/ من المسائل المهمة التي وقع خلل كبير نتيجة عدم الوعي بها، أن كثيراً من الدراسات ذات الصلة بموضوع الإعجاز العددي، لا تفرق بين ما توفر فيه ركنا الأمر المعجز ـ كما تقدم في الفقرة الثانية ـ وبين ما أخل بهذين الركنين أو أحدهما، فأدخلوا بعض الحسابات العددية التي توصلوا لها وفق عملية حسابية معينة ضمن إطار الإعجاز، وهذا إخلال في المنهج، وقد مَرّ قريبا في الفقرة الثانية ضرب بعض الأمثلة على هذا الأمر، ومن الأمثلة كذلك قول بعضهم: إن لفظة الجهر ورد في القرآن (16 ) مرة، مساويا لفظ العلانية، ولفظ إبليس وردت (11) مرة ويساويه لفظ الاستعاذة بالله، ولفظ الرغبة بلغ (8) مرات ويساويه لفظ الرهبة، فهذه وأمثالها ـ كما مر ـ ليست أمرا معجزا لا يُقدر عليه؛ لأن كل أحد يقدر على هذا، وإذاً فمثل هذه التوافقات العددية في القرآن الكريم ليست من الإعجاز، ويمكن أن نطلق عليها مصطلح الظاهرة العددية في القرآن الكريم، فهي حقيقة ظواهر عددية في القرآن الكريم، وليست أمراً معجزاً يدرج ضمن بحوث الإعجاز العددي، وعليه فيجب أن يفرق بين الظاهرة العددية في القرآن وبين الإعجاز العددي فيه.
            ولا يفهم من هذا النهي عن الاشتغال بمثل هذه الظواهر العددية، ذلك أن السلف قديماً أحصوا حروف القرآن الكريم بشكل دقيق، وتفننوا في ذلك وشققوا المسائل فيه وفرعوا، فلنا فيهم أسوة، وإنما أردت القول إنها ليست من ضمن البحث الإعجازي في القرآن الكريم.

            خامسا/ من خلال ما قرأته من دراسات تتعلق بموضوع الإعجاز العددي ظهر لي بشكل جلي ـ وأعتقد أن كثيراً من المختصين يشاركونني هذا الرأي ـ أن هذا النوع من الدراسات يفتقر إلى المنهجية العلمية التي تحكم مساره وتضبط أبحاثه، ولا سيما أن هذا النوع من الدراسات قد يتأثر بمقررات عند الباحث سابقة لدراسته، قد تجعله ـ حتى من غير قصد ـ يتحكم في مسار البحث واتجاه الدراسة، ومن صور افتقاد المنهجية اعتماد بعض الدراسات على بعض المسائل الخلافية المتصلة بالقرآن الكريم التي لم يزل الخلاف فيها بين أهل العلم قائماً، نحو رسم المصحف وترتيب السور، حيث وجدت أن بعض من كتب في هذا المجال يصرح بشكل واضح أنه ينطلق في أبحاثه من اعتبار رسم المصحف أمراً توقيفياً، وهذه المسائل الخلافية وإن كان المرء ربما يرجح فيها قولا ما، فمن الصعب أن يجعل اختياره وترجيحه أساسا منهجيا يُبنى عليه دراسات علمية، بل قد رأيت من تلك الدراسات ما يعتمد على بعض ما أُحدث في رسم المصحف الشريف من الأحزاب والأجزاء، وهذا خلال منهجي خطير؛ لأن هذه الأحزاب والأجزاء أمور حادثة من صنع البشر، بل هي مخالفة لما كان عليه الشأن في عصر النبوة، حيث اشتهر أن القرآن الكريم كان يقسم إلى الطوال والمئين والمثاني والمفصل، فهذه الأمور المحدثة في رسم المصحف ليس لها العصمة التي لكلام الله حتى يبنى عليها وتجعل مأخذا ومنزعا لما يسمى بالإعجاز العددي؛ لأن الباحث ينطلق مما للقرآن الكريم من عصمة باعتباره كلام الله جل وعلا، فيجعله دليلا يرشده إلى حقائق كونية أو مسائل غيبية، ولولا هذه العصمة لم يصح استدلاله، فكيف يساوى هذا بما هو من اجتهاد البشر وصنعهم.
            ومن الأمثلة التي نُذَكِر بها هنا ما تردد كثيراً بعد الأحداث التي وقعت في أمريكا، واستدلال بعضهم عليها بما ورد في سورة التوبة، معتمدين في جزء من قوله على هذه الأجزاء والأحزاب.
            ومما يذكر في هذا الصدد، أن تكون الدراسات التي يتوصل لها الباحث ذات قيمة علمية، أي أن تكون ذات معنى علمي مفيد مهما كان مجاله، سواء ، شرط أن تكون ذات قيمة علمية أو فائدة عملية، و إلا كانت عبثا ينزه كلام الله عنه، وتصان الدراسات المتعلقة به عن مثله، وهاك مثالاً ذكره أحد أشهر المهتمين بالدراسات العددية في القرآن الكريم حيث يقول: إنّ سورة النمل تُستهلّ بـ (طس) وقد لفت انتباهنا أنّ حرف الطاء يتكرر في السورة 27 مرّة، وهذا هو ترتيب سورة النمل في المصحف، وأنّ تكرار حرف السين في سورة النمل هو 93 وهذا هو عدد آيات السورة، وأن المجموع هو:( 27+ 93) = 120 وهذا هو جُمّل كلمة (نمل) " أ.هـ كلامه، ويريد بقوله (جمل) أي حساب الجمل الذي تقدم بيانه، فهذا المثال على فرض التسليم بصحة ما تضمنه من أرقام وحساب، فإن المحصلة النهائية له ليست ذات قيمة علمية أو عملية، فضلاً عن أنها ليست أمراً معجزاً في ذاتها، فأين هذا من وصف ربنا جل وعلا لكتابه الكريم بقوله: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).

            سادسا/ وأخيراً أود أن أختم هذا الكلام بذكر بعض التنبيهات.

            أولها: يجب أن لا يغيب عن النظر ونحن ندرس ما في القرآن الكريم من تلك الإشارات الكونية أو الغيبية، أن القرآن الكريم لم ينزل ليكون كتاب علوم كونية أو دلالة على حوادث غيبية، بل هو كما أخبر جل وعلا كتاب هداية وبيان وإيضاح ورشاد، فلا يضير القرآن الكريم أن لا يوجد فيه شيء من تلك المسائل، إذاً فنحن لسنا بحاجة إلى أن نتكلف أمراً لم يدل عليه القرآن الكريم بشكل جلي.

            ثانيا/ رأينا بعض الدراسات التي تتعلَّق بمسائل غيبية أوحوادث مستقبلة ـ وفي الحق ـ فهذا دحض مزلة، ومسلك خطر، لا تُأمن فيه السلامة، ولم يزل الدجل والإفك يقترن بما اتصل بالغيبيات والأمور المستقبلة من بحوث ودراسات، ومسائل الغيب قد حجبها الله عن عباده إلا من ارتضى من رسله، فينبغي أن تنزه البحوث المتعلقة بالقرآن الكريم عن الخوض في هذا البحر اللجي.
            ثالثا: كثير من المحاولات التي نراها اليوم يقوم بها أناس فيهم غيره ومحبة لهذا الدين، لكنهم ليسوا على علم راسخ بالقران الكريم، ولا معرفة بالأدلة الشرعية والأصول المرعية، وأهل العلم مجمعون على أن الناظر في كلام الله عز وجل ـ حتى يجوز له الكلام فيه ـ لا بد أن يستجمع أموراً معروفة ويحقق شروطاً معلومة، ومن نتائج الخلل في هذا الجانب والقصور فيه، أننا رأينا بعض الدراسات تنطلق من قناعات سابقة في أمر ما، تكون حكما على القرآن الكريم، حتى إنك ترى الباحث يتكلَّف ويتمحَّل في البحث والاستنتاج حتى يصل إلى تلك النتيجة المقررة عنده سلفا.
            وأخيرا فلعلك ـ أيها السائل الكريم ـ قد تبيَّن لك أن مسألة الإعجاز العددي أمر جائز الوقوع عقلاً، ولا يوجد ما يمنع من ورود ما يؤيده في القرآن الكريم، غير أن التكلُّف والتمحُّل في الإبحاث ذات الصلة وافتقاد المنهجية شابت كثيراً من تلك الدراسات، مما يجعل المرء على حذر من قبولها مطلقا دون فحص ونظر

            هذا، والله أعلم
            وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

            المصدر موقع الأرقام الشامل
            http://www.alargam.com/prove/ragm590.htm
            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:39 م.
            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
            وينصر الله من ينصره

            تعليق

            • naglaa_kassim
              0- عضو حديث
              • 25 يون, 2007
              • 15

              #7
              السلام عليكم ورحمة الله
              لا أعرف ان كان مسموح لي بادراج رابط أم لا ولكن على كل حال هذا موقع يتبنى الرقم 19
              http://www.islamnoon.com/
              الموضوع مش على قد بحث ابراهيم كامل و أم نورأنا قرأت ابحاث من هذا الموقع وكلها بنفس اسلوب الضرب و الجمع و جمل الكلمات الذي هو حساب أظنه مأخوذ من اليهود و الحقيقة الحسابات معقدة بما يشعرك بالتحايل لأنها تتنافى مع سهولة و سلاسة القران والعقيدة الاسلامية ككل
              التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:39 م.

              تعليق

              • سيف الكلمة
                إدارة المنتدى

                • 13 يون, 2006
                • 6036
                • مسلم

                #8
                هناك من يرفضون هذه القضية

                الشيخ أبو المنذر النقاش

                في حقيقة الحال إن معرفتي بهذا الموضوع كما تفضلتم وعبرتم ضبابية فلم أقرأ فيها قراءة تمعن ولا تدبر ، وغالب معرفتي بهذا الأمر مجرد أشياء لا ترتقي إلى درجة الجزم فيها بشيء ما .

                أما بالنسبة للمشورة في قضية مناقشة الإعجاز نفسه مع هؤلاء الملاحدة فها هنا مرتبتين :

                الأولى : على فرضية أن قضية الإعجاز العددي في القرآن صحيحة مائة بالمائة ، فها هنا لا حرج في مجادلتهم على أن يكون القائم بهذه المجادلة أحد الباحثين الكبار في قضية الإعجاز العددي في القرآن كصاحب مركز النون فهو حسب معرفتي - وإن لم أعرف توجهه العام - من المتخصصين جدا في هذا الباب وله موقع على الشبكة .

                ولمعرفة صحة قضية الإعجاز أو التزلزل فيها ، فأوصيكم هنا بسؤال أهل التخصص المهتمون بذلك ، وأظن أن الشيخ الدكتور سفر الحوالي له علاقة بهذا الباب لأن له كتاب أثبت فيه بما هو قريب من هذا الباب زوال إسرائيل كدولة وهو كتاب الوعد الحق فلو سألتموه فسيفيدكم قطعا .


                الثانية : أن تكون قضية الإعجاز العددي في القرآن غير صحيحة مائة بالمائة ، وليس لدينا أثارة من علم في هذه القضية عن السلف أو عن مشايخ الدعوة والعلم المعتبرين في هذا المجال ، فحينئذ يخرج من تلك الموضوعات ولا يسمح بمناقشتها مع ضرورة تخليص هذه الموضوعات من جزئية التوسل بالطعن فيها إلى الطعن في القرآن ، فيفصل ما لا يتصل بموضوع الإعجاز العددي ويناقش إلا أن تكون المسألة المثارة في الطعن في القرآن مترتبة على مسألة الإعجاز فتحذف ، وإنما قلت هذا حتى لا يفهم أنه هروب من الرد على من طعن في القرآن بما لا يتصل طعنه أو لا ينبني على قضية الإعجاز .
                ويحسن أن يكون التخلص من مسألة إقفال الموضوع لو فضلتم هذا مقنعا رشيقا مقبولا إذا سألكم سائل لماذا فعلتم هذا ، كأن تبينوا أن مسألة الإعجاز العددي في القرآن لو ثبتت ستكون وجها جديدا من وجوه ثبوت أن القرآن كلام الله تعالى ومن عنده ، لا أنه الوجه الوحيد المعتمد عليه حتى نسأل ويستغرب علينا ، فكوننا نحذف موضوعا خاصا بها إنما هذا من إنصافنا أهل الإسلام وأنا لا نؤيد ديننا بأي شيء نراه ، إلا أن يكون حقيقة واقعة لا شك فيها ولا امتراء ، وحيث أن قضية الإعجاز العددي ما زالت مثار خلاف فلا نعتمدها كأصل في كلامنا عن القرآن ووجوه إعجازه وقدسية مصدره .
                فهذا ما رأيته واسأله لكم أخي الحبيب دوام التوفيق والمثابرة على الدفاع عن الدين وأن يجعل ذلك في ميزانكم يوم الدين بمنه وكرمه وفضله العميم .

                أخوكم المحب : أبو المنذر النقاش .
                التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:38 م.
                أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                وينصر الله من ينصره

                تعليق

                • سيف الكلمة
                  إدارة المنتدى

                  • 13 يون, 2006
                  • 6036
                  • مسلم

                  #9
                  من الرافضين أيضا
                  الأعداد في الميزان - المقال رقم (1)
                  وقفة مع الإعجاز العددي في القرآن وعلاقته بتفجيرات أميركا
                  د. خالد بن عبد الله السبيت

                  لاشك أن شبكة الانترنت قد أثرت على نشر المعلومة بين الناس، بسبب كثرة مواقع التخاطب «المنتديات» وسهولة الاشتراك بها، والكتابة فيها، اذا ما قورنت بالكتابة الصحفية على سبيل المثال التي تستوجب حداً أدنى من المواصفات لا يمكن التنازل عنها، وحداً أدنى من الرقابة الاعلامية «تختلف من بلد إلى آخر» هي الأخرى لا يمكن التنازل عنها. وبناء عليه أصبح كل من يتصل بالانترنت قادراً على كتابة: وجهة نظر، أو معلومة علمية، أو دينية. ثم يتلقاها الناس على اختلاف مستوياتهم العمرية والفكرية ويتناقلونها بينهم. وتزداد انتشاراً اذا ما وافقت هذه المعلومة هوى سابقاً في النفس أو رغبة متبعة، فيتم تداولها وتوزيعها على من يعرف دون أن يتحقق من صحتها. مما قد يوقع الضرر عليه في الدنيا أو في الآخرة. ذلك أن الإنسان محاسب على كل ما يتلفظ به كما قال تعالى: «ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً» (سورة الكهف آية 49)، وقوله عز من قائل «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» (سورة ق آية 18)، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه وقد أخذ بلسانه: «كف عليك هذا» فقال: «يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به» فقال: «ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم» (رواه أحمد بن حنبل في المسند «36/344 حديث 22016» والترمذي في الجامع «5/11 حديث 2616» وقال: هذا الحديث حسن صحيح، وابن ماجه في السنن «2/1314 حديث 3973» والنصوص في هذا الباب كثيرة معلومة، وإنما ذكرت ببعضها.
                  ومما تناقله بعض الناس في المنتديات، أو عبر البريد الالكتروني، أو من خلال الرسائل القصيرة في الجوال، ما يفيد أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر «تفجير مبنيي التجارة العالمية بنيويورك، ومبنى وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» بواشنطن» قد جاء ما يدل عليها أو يشير إليها في القرآن الكريم، ومن خلال ما أسموه بالاعجاز العددي في القرآن، فقالوا: قد جاءت كلمات متقابلة ك: الدنيا والآخرة، الحياة والموت، الملائكة والشياطين، العجب والغرور، الزكاة والبركات، الرحمن والرحيم، العسر واليسر.. في القرآن الكريم بصورة متناسقة ومتوازنة يدل على أن القرآن معجز عددياً. إلى أن قال القائل مسترسلاً في بيانه وحديثه عن ا عجاز القرآن وهذه المرة سأنقل النص كما ورد في احدى رسائل الجوال المتبادلة بين الناس : «تذكر أحداث 9/11 في الطوابق 110 وانظر عجائب القرآن في جزء 11 سورة 9 آية 110، « وعندما تذهب إلى المصحف الشريف بحثاً عن الآية المحال اليها تجد قول الباري عز وجل «لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم» (سورة التوبة آية 110».
                  وفي هذا نظر ظاهر من جهة أن تطبيق الآية الواردة في سورة التوبة على أحداث الحادي عشر من سبتمبر بقرينة التطابق العددي هو في الحقيقة «تفسير عددي» لا اعجاز عددي، وبين الأمرين فرق وان كان بينهما قدر مشترك على أساس أن بعض تفسير القرآن يتضمن اعجازاً، مثال ذلك مطلع سورة الروم، «أ لم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين..» «سورة الروم الآيات من 14» فوقع الأمر كما قال عز وجل فانتصرت الروم بعد تسع سنين، قال ابن كثير الدمشقي: «نزلت هذه الآيات حين غلب سابور ملك الفرس على بلاد الشام وما والاها من بلاد الجزيرة وأقاصي بلاد الروم واضطر هرقل ملك الروم إلى الانسحاب حتى ألجأه إلى القسطنطينية وحاصره فيها مدة طويلة ثم عادت الدولة إلى هرقل بعد تسع سنين «انظر: تفسير القرآن العظيم لابن كثير (6/304 وما بعده) القاهرة: دار الشعب».
                  ثم ان التفسير العددي: تفسير محدث لم يستخدمه الرسول صلى الله عليه وسلم في معرفة الوقائع التي حدثت في عصره، ولم يستخدمه الصحابة الكرام رضي الله عنهم وهم أعلم الناس بمعاني القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ عنه تلقوه ومنه تعلموه!، وكذلك التابعون لهم باحسان، والعلماء المعتبرون الذين تولوا تفسير القرآن العظيم بالمناهج المعروفة عند أهل العلم بالقرآن لم يسلك أحد منهم هذا المسلك، وهذه كتبهم بين أيدينا شاهدة بهذا.
                  فإن قال قائل: بلى قد استخدم الرسول صلى الله عليه وسلم هذا التفسير. فيقال: فهل بلغه أمته من بعده أم لا؟. فان قال: لم يبلغ فقد زل زللاً عظيماً، وان قال بل بلغ، فيقال له: وأين هذا البلاغ؟ وهذه كتب السنة المشرفة مليئة بالأحاديث النبوية الشريفة، فإن قال: ان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يستخدم هذا التفسير العددي للقرآن لعدم وجود الحاجة إليه في عصره؟ فالجواب: بل وجدت أحداث عظيمة، وكان المؤمنون يترقبونها، ومع ذلك لم يظهر هذا التفسير، وأقرب مثال على ذلك مسألة حرب الروم مع الفرس فان المؤمنين كانوا يتابعون أخبارها حتى أن الله أخبر بأنهم سيفرحون لنصرهم، أضف إلى ذلك معارك الإسلام الخالدة: بدر، وأحد، والخندق التي اجتمع فيها قبائل الشرك مع اليهود على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه من الصحابة، وكذلك فتح مكة، ويوم حنين، وتبوك، وكلها مواقع ورد ذكرها في القرآن الكريم، وبعضها في أكثر من مكان، ومنها ما سميت سورة بكاملها باسمها، وفي كل هذا دلالة عظيمة على عظم شأن هذه الأحداث والمواقع.
                  ثم إن الأحداث الكبار وقعت بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما وقع كاقتتال الصحابة فيما بينهم، ومنها ما لم يقع كخروج الدجال الذي لم يبعث نبي إلا حذر أمته منه، ومع ذلك لم يحاول أحد من الصحابة معرفة ما حدث أو سيحدث، أو التدليل له، من خلال التفسير العددي للقرآن.
                  ثم في تفسير الآية على هذا النسق مخالفة لتفسير أهل العلم بالقرآن قاطبة، اذ إن العلماء فسروا الآية الواردة في سورة التوبة على أن المراد بالبنيان هو مسجد الضرار الذي بناه بعض المنافقين اضراراً وكفراً (انظر مثلاً: جامع البيان في تفسير القرآن، لأبي جعفر الطبري (11/25)القاهرة: دار الحديث» فكيف يقال ان المقصود بالبنيان في الآية وبعد هذه المدة الطويلة هو المبنيان الموجودان بالولايات المتحدة الأمريكية!! ثم ان هذا النوع من التفسير لو صح لأنتج حكماً شرعياً باجازة مثل هذا التفجير فتأمل!! مع أن أحداً من أهل العلم بالكتاب والسنة من الذين جرموا مثل هذا العمل أو اجازوه لم يستدلوا بمثل هذه الآية، فضلاً عن استخدامهم لهذا المسلك أصلاً، مما يدل على مجانبته للصواب جملة وتفصيلاً.
                  وعوداً على نظرية التناسق العددي في القرآن ومن أشهر من أظهر مثل هذا التناسق الدكتور عبد الرزاق نوفل، فقد ذكر أنه في عام 1959م وجد تساوياً في عدد مرات ذكر الدنيا وعدد مرات ذكر الآخرة، اذ تكررت كل منهما (115) مرة في القرآن رغم اختلاف معظم الآيات التي وردت فيها الدنيا عن تلك التي وردت فيها الآخرة، وبعد سبع سنوات من التاريخ السابق وجد تساوياً في عدد مرات ذكر الملائكة وعدد مرات ذكر الشياطين، اذ وردت كل منها (88) مرة.. الخ (انظر: حول الاعجاز العددي في القرآن الكريم، للدكتور عبد الرزاق نوفل مقال منشور في مجلة المنطلق: العدد الثاني، ربيع الآخر، 1398ه» وفي هذا كله نظر من جهة المنهج، ومن جهة التطبيق، فأما رده من جهة المنهج فيقال: انه تعامل محدث مع القرآن الكريم، لم يكن موجوداً في الصدر الأول، والأمور الشرعية «بخلاف الأمور الدنيوية» مردها إلى الأمر العتيق. وأما رده من جهة التطبيق فالملاحظ عليهم أنه ومن تابعه في اثبات هذا النوع من الاعجاز يعتمد على المنهج الانتقائي في الكلمات التي يختارونها لاعمال التوازن المزعوم، وقد قدم الدكتور أشرف عبد الرزاق قطنة دراسة نقدية على الاعجاز العددي في القرآن الكريم، وأخرجه في كتاب بعنوان: «رسم المصحف والاعجاز العددي، دراسة نقدية في كتب الاعجاز العددي في القرآن الكريم» وخلص في خاتمة الكتاب الذي استعرض فيه ثلاثة كتب هي (1) كتاب «اعجاز الرقم 19» لمؤلفه باسم جرار. (2) كتاب «الاعجاز العددي في القرآن» لعبد الرزاق نوفل (3) كتاب «المعجزة» لمؤلفه عدنان الرفاعي. وخلص المؤلف الى نتيجة عبر عنها بقوله: «وصلت بنتيجة دراستي إلى أن فكرة الاعجاز العددي «كما عرضتها هذه الكتب» غير صحيحة على الاطلاق، وأن هذه الكتب تقوم باعتماد شروط توجيهية حيناً وانتقائية حيناً آخر، من أجل اثبات صحة وجهة نظر بشكل يسوق القارئ الى النتائج المحددة سلفاً، وقد أدت هذه الشروط التوجيهية أحياناً إلى الخروج على ما هو ثابت باجماع الأمة، كمخالفة الرسم العثماني للمصاحف، وهذا ما لا يجوز أبداً، والى اعتماد رسم بعض الكلمات كما وردت في احد المصاحف دون الأخذ بعين الاعتبار رسمها في المصاحف الأخرى، وأدت كذلك الى مخالفة مبادئ اللغة العربية من حيث تحديد مرادفات الكلمات وأضدادها «ص 197» دمشق: منار للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1420ه/1999».
                  وقد ذكر الدكتور فهد الرومي أمثله على اختيار الدكتور عبد الرزاق نوفل الانتقائي للكلمات حتى يستقيم له التوازن العددي ومن ذلك قوله ان لفظ اليوم ورد في القرآن (365) مرة بعدد أيام السنة وقد جمع لاثبات هذا لفظي «اليوم» ،«يوماً» وترك «يومكم» و«يومهم» و«يومئذ» لأنه لو فعل لاختلف الحساب عليه! وكذلك الحال في لفظ الاستعاذة من الشيطان ذكر أنه تكرر (11) مرة. يدخلون في الاحصاء كلمتي «أعوذ» و«فاستعذ» دون «عذت» و«يعوذون» و«أعيذها» و«معاذ الله» (انظر: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر (2/699 700) بيروت: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية 1414ه».
                  وانه مما يمكن أن يقال هنا ان في اختيار التاريخ الميلادي، وتقديم اليوم على الشهر لا العكس، والبحث عن ما يطابقه في القرآن تحكم بحت! والا فلم لم يختاروا التاريخ الهجري مثلاً للواقعة مع أنه الأليق بنصوص الشريعة.
                  وأخيراً: ان الذين فرحوا لمثل هذا لا شك انهم فرحوا لما ظنوا انه دليل آخر على اعجاز القرآن، أو أنهم فرحوا لأنهم وجدوا ما يدل على مشروعية مثل هذا الحادث. وكلا الأمرين خطأ، وقد علم أن القرآن معجز بلا شك فهو من عند الله، ولكن ليس في القرآن، ولا السنة النبوية، ولا عمل الصحابة، ولا علماء التفسير ما يدل على مسلك مثل هذا النوع من التفسير، واستنباط الأحكام الشرعية من مثل هذا المسلك «الاعجازي العددي» هو الآخر غير صحيح، فالعلماء قد وضعوا أصولاً وقواعد يرجع اليها، وليس منها أو فيها مثل هذا، وبناء على ما تقدم أقول: «كم مريد للخير لم يصبه» و ليتقوا الله في الشباب الذين يرددون ما يسمعون ويقرأون بحسن ظن منهم لهم، وليتقوا الله في أقوالهم وأفعالهم انهم لمسؤولون والحمد لله رب العالمين.

                  * أستاذ الدراسات الإسلامية المساعد بقسم العلوم الإنسانية
                  كلية الملك خالد العسكرية
                  المصدر موقع الأرقام الشامل
                  http://www.alargam.com/general/meezan/1.htm
                  التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:38 م.
                  أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                  والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                  وينصر الله من ينصره

                  تعليق

                  • سيف الكلمة
                    إدارة المنتدى

                    • 13 يون, 2006
                    • 6036
                    • مسلم

                    #10
                    لفت نظرى هذا الموضوع وهو ليس لشيخ من الشيوخ ولكن وجدت فيه بعض الفوائد :

                    أحمد بوادي
                    الأعداد الحسابية في القرآن

                    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن محمد عبده ورسوله

                    الحمد لله القائل في كتابه العزيز ( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها )
                    ويقول تعالى ( كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير )
                    ويقول تعالى ( لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد )
                    وقال تعالى ( إنا كل شيء خلقناه بقدر )

                    وبعد :

                    فالناس مع المواقف والأحداث ينقسموا إلى طرفين ووسط فمنهم الغالي ومنهم الجافي وفيهم المعتدل

                    فإذا جاء الأمر وكان موضع اجتهاد نجد البعض من يغالي فيه ويرفضه بأكمله والبعض الآخر يقبله بدقه وجله والآخر من يقف موقف الوسط فيأخذ الخير ويطرح الشر ومن ذلك تلك الظاهرة الحسابية في القرآن الكريم والتي تتناول ربط الأرقام الحسابية بأحداث وأمور غيبية أو حسابات دقيقة يعجز عنها البشر:

                    وقد أثيرت في السبعينات منذ أن ألقى ذلك البهائي الضال محمد رشاد محاضرته في مدينة الكويت عن الرقم تسعة عشر وأثار ضجة كبيرة وأراد منها ذلك الخبيث أن يخدم بها مصالحة الشخصية وأطماعه الكفرية في مذهبه الباطل وتتابعت بعد ذلك مثل هذه الارتباطات الحسابية في القرآن الكريم

                    وقد قرأت للبعض وهو يقول إن هذه الظاهرة ظاهرة عصرية محدثة لم يجر عليها المفسرون السابقون وحتى الصحابة المكرمون رضي الله عنهم وتعجبت من هذا القول
                    إذ أنني قد وجدت من تكلم بالأرقام الحسابية من السابقين والصحابة رضي الله عنهم وان لم يكن كما هو عليه الآن لأنه من المعلوم أن مثل هذه الأمور تعتمد على حسابات دقيقة جدا مع عدم امتلاكهم لتلك الأجهزة التي تساعدهم على القيام بمثل هذه الحسابات فكان غالبها قائم على العد .

                    إلا اصل المسألة وهي العمليات الحسابية لها اصل عند السلف

                    فعن ابن عباس رضي الله عنه قال :

                    (جميع آي القرآن ستة آلاف آية وستمئة آية وست عشرة آية ، وجميع حروف القرآن ثلاثمئة ألف وعشرون ألف حرف وستمئة حرف وسبعون حرفا ) فالكلام على عدد الآيات وسور القرآن وعدد الأحرف معروف قديما

                    وقال الداني
                    (اجمعوا على أن عدد الآيات القرآن ستة آلاف آية ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك ...)
                    ثم إن بعض القراء ذكروا أن للقرآن أنصاف باعتبارات ......

                    وقد ذكر الزمخشري والباقلاني في الأحرف المقطعة في القرآن الكريم مما يدل على هذا التناسق العددي للحروف

                    فالقول أنه تفسير محدث فيه نظر بالنظر إلى اصل المسألة من حيث الكلام على استخدام أرقام الحساب في القرآن

                    ثم أني أقول لو أن هذا صحيحا ولم يأت ما يدل على هذا من قبل فما وجه الابتداع في المسألة

                    إنما هذا أمر لا خلاف فيه للشرع ولم يكن محتاج إليه من قبل فلقد عرفوا الإعجاز في أسلوب القرآن في بيانه وبلاغته وفصاحته ولهذا اثر فيهم وجعلهم يستمعوا إليه ويفهموا معانيه وكان هذا على اقل رجل منهم فقد نقل عن ابن عباس انه قال : كنت لا ادري ما ( ما فاطر السماوات والأرض ) حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما : أنا فطرتها . أي : أنا ابتدأتها ) وغير ذلك كثير

                    ولكن في عصرنا هذا عصر الضعف والهزيمة والخذلان والابتعاد عن دين الله حتى أن أحدنا اصبح لا يعرف أن يتكلم بالعامية بله أن يتكلم بالفصحى لكثرة اختلاطه باللسان الأعجمي وبعده عن دراسة اللغة العربية والاهتمام بها بل إن هذا حدث قديما بعد الفتوحات الإسلامية فكيف الآن في عصر الاستعمار فكيف لنا المعرفة لحقيقة لما في القرآن من الإعجاز إلا عن طريق النقل وقليل ممن عرفوا هذا البيان في عصرنا ولا اعني أن عدم معرفتنا لهذه الأوجه فيه شك والعياذ بالله فالحمد لله الذي هدانا لهذا ، ولكن لا يعني أن نقف مع الأمر إن صح موقف سلبي فمن فضل الله علينا أن عرفنا هذا الإسلوب والربط العجيب بين أحرف القرآن وآياته مع التناسب العددي والتي من السهل على الكل معرفتها لنزداد يقينا إلى يقينا وعلما لكثير مما جهلنا

                    ففرق بين الابتداع بالدين وإحداث أمر لم يكن عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه والقياس عليه مع أمر كان موجودا في عصرهم وهو ذلك التناسب العددي ومعرفته من بعدهم إذ لم يكن ما يلزم ما تدعو الحاجة لذلك لأن الله تحداهم بما عرفوا ولم تكن هذه المعرفة موجودة عندهم حينئذ ولم تكن وسائلها متاحة لهم ، ثم إن الذين قالوا بالتناسق العددي ليس هم من ألفوه ولا هم من وضعوه لنقول إنهم جعلوها لما يناسب أفكارهم .

                    وذكر صاحب كتاب البيان الإعجازي في القران ( ثم وجود تلك الأرقام الحسابية العددية منذ نزول القرآن وبقاؤها على أعدادها حتى عصرنا هذا عصر التقدم العلمي وعصر الحاسبات العلمية الإلكترونية دليل على حفظ الله للقرآن حيث لم تنله يد تبديل أو تغيير أو تحريف ، إن التناسق العددي في القرآن دليل حسابي مادي رقمي على مصدر القرآن وأنه من كلام الله ).

                    وهذا يذكرني تماما بالتنقيط بالقرآن والترقيم فلم يكن هذا معروفا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا معمولا به فلما وضع الأسود الدؤلي هذه الطريقة استعملوها فهل هناك من يقول الآن أن التنقيط والترقيم في القرآن أمر محدث بالمعنى الشرعي ؟!!

                    ومن ثم عرف في هذا العصر من الآيات القرآنية ما يدل على أمور واقعية حدثت قد أشار إليها القرآن منذ اكثر من الف وأربعمئة سنة مما يدلل على هذا الإعجاز العلمي فهل يقال أيضا أن هذا أمر محدث لأن المفسرين لم يتكلموا عليه في تفسيرهم أو أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته لم يذكروه مع مراعاة ضوابط الأمر.

                    يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عند الكلام على حديث ابن مسعود ( بين السماء الدنيا والتي تليها خمس مئة عام وبين ..... )

                    قال رحمه الله :

                    فإن قيل كيف يرد على هذا مع ما ذكره المعاصرون اليوم من أن بيننا وبين بعض النجوم والمجرات مسافات عظيمة ؟

                    1- محاولة الجمع بين النص والواقع إن أمكن

                    2- إن لم يمكن الجمع تبين ضعف الحديث لأنه لا يمكن للأحاديث أن تخالف شيئا واقعا أبدا فإذا جاء الأمر الواقع الذي لا إشكال فيه مخالفا لظاهر شيء من الكتاب والسنة فإن ظاهر الكتاب يؤول حتى يكون مطابقا للواقع

                    فرحم الله الشيخ فقد اتخذ طريقا وسطا في الأمر فلم يكن من الغالين ولا الجافين ولم يقل أن هذا أمر محدث لم يتكلم فيه الصحابة ولم يذكره العلماء في تفاسيرهم. فلا بد من أن تكون نظرتنا نظرة شاملة واقعية

                    وانظر ما يقول ابن عباس لتعرف حقيقة الأمر قال رحمه الله :

                    ( جمع الله في هذا الكتاب علم الأولين والآخرين وعلم ما كان وسيكون والعلم بالخالق جل جلاله وخلقه ..............)

                    فتنبه إلى قوله وعلم ما كان وسيكون والأمر عام لم يختص أمر دون أمر

                    ثم اني لأعجب ممن ينكر هذا التناسق الحسابي ؟!!

                    فإن تبين لنا أن القرآن معجز من كل الوجوه مثلا البياني والتشريعي والبلاغي والتاريخي فهل نقول أن الأسلوب الرقمي كان ناقصا بالقرآن فلم يكن له وجه يذكر وإذا كان الرقم الحسابي وجه من هذه الوجوه وهو الربط بين آياته فما وجه الإنكار وهل يصح حينئذ مع ما تبين أن نقول أن هذا جاء صدفة والعياذ بالله فيكون قدحا في كلام الله نعوذ بالله من ذلك

                    وهذه بعض الأمثلة لذلك الربط بالأرقام في القرآن مع الآيات والكلمات

                    1-جاءت كلمة الدنيا ( 15 ) والآخرة (15 )

                    2-كلمة الحياة ( 145 ) الموت ( 145 )

                    3- كلمة الملائكة ( 88) الشياطين ( 88)

                    4- النفع (50 ) الفساد (50)

                    5- الرغبة ( 8) الرهبة (8)

                    6- الصالحات (167) السيئات (167) وغير ذلك كثير
                    7- سورة القدر عدد كلماتها 30 عند لفظ (هي) بالقرآن 27 عدد حروف (ليلة القدر) 9 تكرر 3 مرات = 27

                    ومن ذلك استأنس البعض بكونها ليلة 27 ولا نجزم بذلك مع هذا كله ولكنه ربط يدل على التفكر وأن الأمر ليس عبثا والعياذ بالله أن نقول ذلك فليتنبه بعض الاخوة الذين يذكرون هذا الأمر بالألفاظ غير اللائقة كمن يقول هذا كلام فاضي أو خرافات لأنه إن كان الأمر على غير ما يقول كان تنقصا واعتداء على كلام الله فليستعمل الأخوة ألفاظا تبعدهم عن الوقوع بالإثم لا قدر الله والأمر موضع اجتهاد قد يصيب المرء أو يخطئ .

                    رقم 19 في القرآن رقم استغله البهائيون لنشر فكرهم الضال كما في كتاب تسعة عشر إلا أن فيه كثير من الحقائق لا بد للمرء أن يقف عندها خاصة عند الكلام عند قوله تعالى (إخوان لوط )

                    كتاب زوال دولة إسرائيل فمن يقرأه يجد فيه دلالة بالأرقام مع الربط بالآيات على صحة هذه الأرقام لا يستطيع المرء إلا أن يقف موقف المحايد من حول ظاهرة هذه الأرقام في القرآن مع العلم أننا لا نجزم كما ذكرت ولكنها تزيد من اليقين
                    وهناك بعض الشبهات حول الموضوع فمنهم من يقول :

                    إن تفسير القرآن الكريم لا يؤخذ إلا عن العلماء والمتخصصين ، فمن الذي توصل إلى هذا التفسير الغريب
                    هذا ليس تفسيرا لآيات الله وأحكام الحلال والحرام ولا يختص معرفته بالعلماء الصادقين ليعرف مدى صحة النقل وعدمها وإنما هو أمر معلوم في كتاب الله معرفته لا يلزم منها صدق المخبر أو كذبه إنما يكفينا أن نجده مكتوبا أو منقولا ثم نتأكد واقعيا على صحة الأمر

                    ثانيا : إن التاريخ في هذا التفسير هو تاريخ ميلادي ، والمسلم مطلوب منه أن يؤرخ الحوادث والأيام بالتاريخ الهجري !!.

                    لا علاقة له بالأمر إن ثبتت صحته والقصد من الأمر هو حقيقته إن كان بالهجري أو الميلادي ولعل الأمر يناسب طبيعة البشر وأحوال حياتهم مع مر العصور وإذا كان التصور الذي يراه المسلمون من هذا التناسب العددي لدعوة النصارى واليهود لإثبات أن القرآن من رب العالمين كان من الموافق استخدام ذلك التاريخ لان المسلم ليس بحاجة لان يثبت له صحة الأمر من خلال الأرقام

                    ثالثا : إن هذا التفسير هو من التكلف وقد نهى الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم عن التكلف قال الله تعالى (( قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين )) وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ((أنا وأمتي براء من التكلف )) .

                    التعرف على أسرار القرآن وعجائبه والتدبر بآياته ومعرفة ما يدل منه على عبادة الله لهو من اجل الأمور وما معرفتنا بهذا إلا دعوة عظيمة لباقي الملل لو استعملها الإنسان في الدعوة لرجونا الخير الكثير إن شاء الله وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين فان أصبت فمن الله وان أخطأت فمن نفسي والشيطان

                    كتبه / أحمد بوادي.
                    المصدر :
                    شبكة الصراط المستقيم و شبكة أنا المسلم
                    http://www.asserat.net/report.php?linkid=6862
                    http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=162636
                    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:38 م.
                    أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                    والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                    وينصر الله من ينصره

                    تعليق

                    • سيف الكلمة
                      إدارة المنتدى

                      • 13 يون, 2006
                      • 6036
                      • مسلم

                      #11
                      الخلاصة
                      قضية الإعجاز العددى قضية خلاف
                      وأن الإعجاز العلمى من قبل قوبل بالمعارضة ومازال له معارضون والآن يعترف به أغلب المسلمين وحتى الإعجاز اللغوى لم يقل به أحد إلا بعد حوالى 300 سنة من نزول القرآن
                      وأرى أن مصطلح الإشارات العددية أواللطائف العددية أقرب من مصطلح الإعجاز وأنه سيأتى وقت تزداد إن شاء الله فيه البحوث العددية من حيث الكم والكيف ويجب أن يتم تقنين ضوابط الإعجاز العددى للباحثين فى هذا المجال للحد من الغلو
                      والله أعلم
                      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:38 م.
                      أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                      والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                      وينصر الله من ينصره

                      تعليق

                      • سيف الكلمة
                        إدارة المنتدى

                        • 13 يون, 2006
                        • 6036
                        • مسلم

                        #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة naglaa_kassim
                        السلام عليكم ورحمة الله
                        لا أعرف ان كان مسموح لي بادراج رابط أم لا ولكن على كل حال هذا موقع يتبنى الرقم 19
                        http://www.islamnoon.com/
                        الموضوع مش على قد بحث ابراهيم كامل و أم نورأنا قرأت ابحاث من هذا الموقع وكلها بنفس اسلوب الضرب و الجمع و جمل الكلمات الذي هو حساب أظنه مأخوذ من اليهود و الحقيقة الحسابات معقدة بما يشعرك بالتحايل لأنها تتنافى مع سهولة و سلاسة القران والعقيدة الاسلامية ككل
                        لا أقر حساب الجمل
                        أخذ به اليهود وأمم أخرى وموجود فى أشعار العرب
                        والحديث الذى جاء فيه ضعيف
                        التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:38 م.
                        أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                        والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                        وينصر الله من ينصره

                        تعليق

                        • naglaa_kassim
                          0- عضو حديث
                          • 25 يون, 2007
                          • 15

                          #13
                          السلام عليكم ورحمة الله
                          اسفة فالمشاركة الاخيرة ارسلتها قبل قراءة مشاركة الاخ الفاضل سيف الكلمة و جزاك الله خيراً
                          على فكرة أحب أن أضيف أن ما أرفضه الحسابات المعقدة و خصوصاً الرقم19 الذي لا أعرف على أي أساس أعتمدوه في كل الحسابات ويدعون انه من الاية بسورة المدثر( عليها تسعة عشر) أما الاعجاز العددي فأنا لم ات على ذكره وقد قرأت الاراء المعتبرة التي تفضلت بادراجها و الحمدلله وجدتها توافق ما استشعرته حول هذا الأمر من البداية و قرأت المواضيع على الروابط و هي رائعة ولكن أنا أخص موضوع العدد 19 و موقع نون للأبحاث الذي اتى علىذكره الفاضل لشيخ أبو منذر هو ذات الموقع الذي أدرجت رابطه في مشاركتي الأخيرة الذي يتبنى الرقم 19 كأساس لابحاثه العددية في القران فهل رأيت سيادتكم الخلط و اللخبطة على ضعاف العلم أمثالي ونهاية اسرائيل و تحديد الزمن اعتقد انه من الوان الرجم بالغيب و تفضلوا زوروا الموقع وحملوا الملف واقرأوا الحسابات فيه
                          التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:37 م.

                          تعليق

                          • سيف الكلمة
                            إدارة المنتدى

                            • 13 يون, 2006
                            • 6036
                            • مسلم

                            #14
                            المشاركة الأصلية بواسطة naglaa_kassim
                            السلام عليكم ورحمة الله
                            اسفة فالمشاركة الاخيرة ارسلتها قبل قراءة مشاركة الاخ الفاضل سيف الكلمة و جزاك الله خيراً
                            على فكرة أحب أن أضيف أن ما أرفضه الحسابات المعقدة و خصوصاً الرقم19 الذي لا أعرف على أي أساس أعتمدوه في كل الحسابات ويدعون انه من الاية بسورة المدثر( عليها تسعة عشر) أما الاعجاز العددي فأنا لم ات على ذكره وقد قرأت الاراء المعتبرة التي تفضلت بادراجها و الحمدلله وجدتها توافق ما استشعرته حول هذا الأمر من البداية و قرأت المواضيع على الروابط و هي رائعة ولكن أنا أخص موضوع العدد 19 و موقع نون للأبحاث الذي اتى علىذكره الفاضل لشيخ أبو منذر هو ذات الموقع الذي أدرجت رابطه في مشاركتي الأخيرة الذي يتبنى الرقم 19 كأساس لابحاثه العددية في القران فهل رأيت سيادتكم الخلط و اللخبطة على ضعاف العلم أمثالي ونهاية اسرائيل و تحديد الزمن اعتقد انه من الوان الرجم بالغيب و تفضلوا زوروا الموقع وحملوا الملف واقرأوا الحسابات فيه
                            البناء الحسابى فى القرآن والسنة يشمل أرقام متعددة وليس الرقم 19 فقط
                            التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 28 أكت, 2020, 01:37 م.
                            أصدق وعد الله وأكذب توازنات القوى
                            والسماء لا تمطر ذهبا ولا فضـة
                            وينصر الله من ينصره

                            تعليق

                            مواضيع ذات صلة

                            تقليص

                            المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                            ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 15 يون, 2024, 04:22 م
                            ردود 0
                            24 مشاهدات
                            0 ردود الفعل
                            آخر مشاركة وداد رجائي
                            بواسطة وداد رجائي
                            ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 9 يون, 2024, 03:56 ص
                            ردود 0
                            27 مشاهدات
                            0 ردود الفعل
                            آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                            بواسطة *اسلامي عزي*
                            ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 26 ينا, 2023, 02:58 م
                            ردود 0
                            49 مشاهدات
                            0 ردود الفعل
                            آخر مشاركة عاشق طيبة
                            بواسطة عاشق طيبة
                            ابتدأ بواسطة عطيه الدماطى, 23 ينا, 2023, 12:27 ص
                            ردود 0
                            81 مشاهدات
                            0 ردود الفعل
                            آخر مشاركة عطيه الدماطى
                            ابتدأ بواسطة د. نيو, 24 أبر, 2022, 07:35 ص
                            رد 1
                            83 مشاهدات
                            0 ردود الفعل
                            آخر مشاركة د. نيو
                            بواسطة د. نيو
                            يعمل...