شبهة : لا رجم للزانية د.مصطفى محمود رحمه الله

تقليص

عن الكاتب

تقليص

anGel_OnE مسلم اكتشف المزيد حول anGel_OnE
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 5 (0 أعضاء و 5 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • سدرة
    10- عضو متميز
    عضو مجموعة الأخوات

    حارس من حراس العقيدة
    • 28 ينا, 2013
    • 1791
    • مسلمه

    #31
    رد: شبهة : لا رجم للزانية د.مصطفى محمود رحمه الله


    كل من شارك بهذا الموضوع ورد على الاخ المعترض هداه الله الذي يعتقد انه بنفيه لحد الرجم يعني تحسين صورة الاسلام بعيون احفاد الشمبانزي .. اقول جزاكم الله خيرا كثيرا ... كفيتم ووفيتم

    انا شخصيا ... مقتنعه تماما بان " الرجم " هو الجزاء العادل لكل محصن فحتى لو لم يكن هناك دليل صحيح ثابت في القرآن والسنة فأني اميل لرجم المحصن .. ( 100 حجارة آخرها صخرة كبيرة تشق راسه نصفين ) لانه يستحق ذلك وهذا جزائه .. لقد انعم الله عليه بزواج ومع ذلك تركه وراح لزنا .. حسبنا الله ونعم الوكيل ... بينما غير المحصنين يعانون ويخشون من ارتكاب الفاحشة رغم حاجتهم الطبيعية الى ذلك
    لا اله إلا الله ، محمد رسول الله

    حكمة هذا اليوم والذي بعده :
    قل خيرًا او اصمت



    تعليق

    • محب المصطفى
      مشرف عام

      • 7 يول, 2006
      • 17075
      • مسلم

      #32
      رد: شبهة : لا رجم للزانية د.مصطفى محمود رحمه الله

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      تم فصل الحوار عن هذا الموضوع :

      نقاشات الاخت شيرين حول تعقيباتها على بعض شرائع الاسلام

      والنقاش ليتسع لكل نقاشات الاخت بخصوص شرائع الاسلام ..
      شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

      سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
      حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
      ،،،
      يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
      وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
      وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
      عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
      وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




      أحمد .. مسلم

      تعليق

      • محب المصطفى
        مشرف عام

        • 7 يول, 2006
        • 17075
        • مسلم

        #33
        رد: شبهة : لا رجم للزانية د.مصطفى محمود رحمه الله

        نسف أدلة د.مصطفى محمود وإثبات حد الرجم

        نوفمبر 4

        Posted by أبو إسلام المغربي

        أولاً وقبل كل شيء علينا توضيح عدة مسائل حتى لا نضطّر إلى التكلم عليها أثناء الرد على الأدلة التي اعتمدها صاحب المقال -غفر الله لنا وله-،

        وأوّل هذه المسائل، اتباع الصحابة رضوان الله عليهم وعدم مخالفتهم، ومن أدلة ذلك قول الله عز وجلّ: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[1]، فذكر الله عز وجلّ اتباع غير سبيل المؤمنين مع مشاقّة الرسول عليه الصلاة والسلام، و كلّنا يعلم عِلم اليقين أنّ الله عز وجلّ ما ذكر ذلك عبثاً – حاشاه -، إنما ذكره حتى لا نخالف أمره وتوعد من يخلف اتباع سبيل المؤمنين كما توعّد على مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم. كما أنها تدل على حجية الإجماع كما قال الإمام الشافعي -رحمه الله-.
        وأيضاً قول الحقّ سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[2]، في هذه الآية ترضّى الله عز وجل عن الصحابة وعن الذين اتبعوهم بإحسان، فكيف نتبع غيرهم؟
        وقال عليه الصلاة والسلام: (عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي، تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ)[3].


        أما ثاني هذه المسائل فهي حجية السنة النبوية. إن كل مسلم ذا فهم سليم، يعلم عِلْم اليقين أنّ السنة وحي من عند الله، ولا يجوز لأيٍّ كان مخالفتها أو الاستهزاء بها إذ أنّها وحي مثل القرآن الكريم، غير أن هذا الأخير أوحاه الله لفظاً ومعنىً، لكن السنة أوحى الله معناها للنبي صلوات ربي وسلامه عليه. وأدلة ذلك كثيرة نذكر من بينها:
        قال الله عز وجل: {ومَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[4].
        قال سبحانه أيضاً: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}[5].
        قال صلى الله عليه وسلم: (أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ)[6].
        ويجب الإشارة إلى شيء مهم هنا، ألا وهو دور السنة، فصاحب المقال قال في الدليل الثاني (والسُنَّة تفسِّر القرآن وتوافقه لا تكمِّله)، وكأني به يريد أن يقول أن السنة لا تستقل بالتشريع، وهذا خطأ، فالسنة النبوية تستقتل بتشريعات، وإذا علمتَ أن السنة وحي من عند الله – كما تقدم معنا من أدلة – زال كل حرج في استقلال السنة بالتشريع لأن تشريعها من عند الله عز وجلّ كما هو تشريع القرآن الكريم. كما أنّ العلماء أجمعوا على أن هنالك أحكاماً ذكرتها السنة دون القرآن الكريم ولم يخالفهم فيه أحد، وإنما الخلاف وَقَعَ في استقلال السنة من عدمه لا على وجود تشريعات ليس موجودة في القرآن الكريم، قال د. مصطفى السباعي: (ويتلخص الموقف بين الفريقين في أنهما متفقان على وجود أحكام جديدة في السنة لم ترد في القرآن نصاً ولا صراحةً، فالفريق الأول يقول: إنَّ هذا هو الاستقلال في التشريع لأنه إثبات أحكام لم ترد في الكتاب. والفريق الثاني – مع تسليمه بعدم ورودها بنصها في القرآن – يرى أنها داخلة تحت نصوصه بوجه من الوجوه… وعلى هذا فهم يقولون: إنه لا يوجد حديث صحيح يثبت حكماً غير وارد في القرآن إلا وهو داخل تحت نص أو قاعدة مِنْ قواعده… وأن ترى أنَّ الخلاف لفظيٌّ، وأنَّ كلا منهما يعترف بوجود أحكام في السنة لم تثبت في القرآن، ولكن أحدهما لا يسمِّي ذلك استقلالاً، والآخر يسميه، والنتيجة واحدة)[7].


        وبعد أن وَضَّحنا هذه المسائل ننتقل إلى الرد على أدلة الكاتب، على بركة الله:

        الدليل الأول:

        يقول د. مصطفى محمود – غفر الله لنا وله -: [أنَّ الأمَة إذا تزوَّجت وزنت فإنَّها تُعاقب بنصف حدِّ الحُرَّة ، وذلك لقوله تعالى : (( ومن لم يستطع منكم طَولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمِن ما ملكت أيمانُكُم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعضٍ فانكحوهنَّ بإذن أهلهنَّ وآتوهنَّ أجورهنَّ بالمعروف محصناتٍ غير مسافحاتٍ ولا متخذات أخدانٍ فإذا أُحصِنَّ فإن أتين بفاحشةٍ فعليهنَّ نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خيرٌ لكم والله غفورٌ رحيم )).
        والرجم لا ينتصف.

        وجه الدليل من الآية:
        قوله: ((فإذا أُحصِنَّ)) أي تزوَّجن ((فعليهنَّ نصف ما على المحصنات)) أي الحرائر. والجلد هو الذي يقبل التنصيف، مائة جلدة ونصفها خمسون، أمَّا الرجم فإنَّه لا ينتصف؛ لأنَّه موت وبعده قبر، والموت لا ينتصف.]

        الرد عليه:

        أولاً، إنّ قول الله سبحانه وتعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ}[8]، عام في كل زانٍ إلا أن الله عز وجل قد أنزل آية في حد الزاني الثيب – المحصن بالزواج -، قال عُمر -رضي الله عنه-: (إن الله قد بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف)[9].
        وهذا الحديث يُثبت أنّ الله عز وجل أنزل آية في حد الزاني المحصن -بالزواج-، وهي التي تكلم عنها عمر رضي الله عنه في الحديث، كما أن الصحابة أقروه على ذلك ولم ينكر منه أحد. وقد يقول قائل لماذا لا توجد هذه الآية في كتاب الله عز وجل؟ نقول وبالله التوفيق أنه سبحانه وتعالى نسخ تلاوتها دون حكمها، لأن النسخ في كتاب الله على ثلاثة أضرب كما هو معلوم. وقد نقل غير واحد من أهل العلم إجماع الصحابة رضي الله عنهم على ما قلنا، قال القاضي عياض –رحمه الله-: (وفي هذا كان قول عمر – رضى الله عنه – ذلك على المنبر، وإخباره برجم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ورجمهم معه وقرأ إثر آية الرجم، ولا منكر له من علماء الصحابة وجماعتهم – رضى الله عنهم – ما يدل على موافقتهم له؛ إذ كان مثلهم لا يقر على منكر ولا يسكت عما استشهد به فيه عما يعلم خلافه. وفيه الحجة لإفراد الرجم دون الجلد. وهذه الآية مما نص العلماء أنه مما نسخ لفظه وبقي معناه، وحكمه ثابت وله نظائر)[10]. زد على ذلك أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد بيّن السبيل في قوله تعالى: {وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا}[11]، فقال عليه الصلاة والسلام: (خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة والثيب بالثيب جلد مائة والرجم)[12]، والكاتب في مقاله كما تقدم معنا اعتبر أنّ السنة مبينة للقرآن الكريم وهذا الحديث مُبَيِّن للآية الكريمة، فكيف لا يأخذ به؟
        إن المحصنات في الآية {فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} هن المحصنات المذكورات في أول الآية {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ}، أي المحصنة العفيفة غير المتزوجة، ودليل ذلك، قول الحق سُبحانه وتعالى: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ إذ يستحيل أن يتزوج المرء امرأةً متزوجةً لو فسّرنا الإحصان بالزواج فقط… وهذا هو الخطأ الذي سقط فيه صاحب المقال -غفر الله لنا وله- إذ أنّ الإحصان لا يكون بالزواج وحده فقط، قال ابن منظور – رحمه الله -:
        (وَالْمَرْأَةُ تَكُونُ مُحْصَنَةٌ بِالْإِسْلَامِ وَالْعَفَافِ وَالْحُرِّيَّةِ وَالتَّزْوِيجِ. يُقَالُ: أَحْصَنَتِ الْمَرْأَةُ، فَهِيَ مُحْصَنَةٌ وَمُحْصِنَةٌ، وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ. (…) وَكُلُّ امْرَأَةٍ عَفِيفَةٍ مُحْصَنَةٌ وَمُحْصِنَةٌ، وَكُلُّ امْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَةٍ مُحْصَنَةٌ)[13].

        وعلى ذلك فإن العذاب الذي على الأمة المتزوجة هو نصف عذاب المحصنة البكر – غير المتزوجة -، و هذا ما فهمه سلفنا الصالح من الآية أيضاً، فقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: (ولم يختلف المسلمون في أن لا رجم على مملوك في الزنا; وذلك لأن الآية دلت على أن عليهن نصف ما على المحصنات من العذاب، والألف واللام في المحصنات للعهد، وهن المحصنات المذكورات في أول الآية: {ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات} والمراد بهن الحرائر فقط، من غير تعرض لتزويج غيره، وقوله: {نصف ما على المحصنات من العذاب} يدل على أن المراد من العذاب الذي يمكن تنصيفه وهو الجلد لا الرجم، والله أعلم.)[14].
        وعلى هذا فإن نصف حد المحصنات الأبكار في آية سورة النور هو حد الأمة التي تزني لِمَا تقدم معنا، الذي هو الجلد.




        الدليل الثاني:

        يقول الكاتب – غفر الله لنا وله -: [أنَّ البخاري روى في صحيحه في باب رجم الحُبلى: ((عن عبد الله بن أبي أوفى أنَّ النبي صلَّى الله عليه وسلم رجم ماعزا والغامديَّة. ولكنَّنا لا ندري أرجم قبل آية الجلد أم بعدها)).

        وجه الدليل: أنَّه شكَّك في الرجم بقوله: كان من النبي رجم. وذلك قبل سورة النور التي فيها: ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد مهما مائة جلدة)). لمَّا نزلت سورة النور بحكم فيه الجلد لعموم الزُناة فهل هذا الحكم القرآني ألغى اجتهاد النبي في الرجم أم أنَّ هذا الحكم باقٍ على المسلمين إلى هذا اليوم؟. ومثل ذلك، اجتهاد النبي في معاملة أسر غزوة بدر وذلك أنَّه حكم بعتقهم بعد فدية منها تعليم الواحد الفقير منهم عشرة من صبيان المسلمين القراءة والكتابة ثمَّ نزل القرآن بإلغاء اجتهاده كما في الكتب في تفسير قوله تعالى: ((ما كان لنبيٍّ أن يكون له أسرى حتَّى يثخن في الأرض)).
        وجه التشكيك: إذا كان النبي قد رجم قبل نزول القرآن بالجلد لعموم الزُناة فإنَّ الرجم يكون منه قبل نزول القرآن وبالتالي يكون القرآن ألغى حكمه ويكون الجلد هو الحكم الجديد بدل حكم التوراة القديم الذي حكم به ـ احتمالاً ـ أمَّا إذا رجم بعد نزول القرآن بالجلد فإنَّه مخالف القرآن لا مفسِّراً له ومبيِّناً لأحكامه ولا موافقاً له ، ولا يصحُّ لعاقلٍ أن ينسب للنبي أنَّه خالف القرآن ؛ لأنَّه هو المُبلِّغ له والقدوة للمسلمين، ولأنَّه تعالى قال: (( قُل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عُمُراً من قبله أفلا تعقلون )). والسُنَّة تفسِّر القرآن وتوافقه لا تكمِّله. وقال تعالى: ((وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى للناس)) والألف واللام في " الناس " للعموم. وعلى أنَّهم كانوا مكلَّفين بالتوراة يُحتمل أنَّ النبي حكم بالرجم لأنَّه هو الحكم على الزانية والزاني في التوراة ولمَّا نزل القرآن بحكمٍ جديدٍ نسخ الرجم ونقضه.]

        الرد عليه:

        أولاً: شكّ الصحابي رضي الله عنه لا يثبت ولا ينفي شيئاً.
        ثانياً: لقد ثبت فعلاً أنّ النبي عليه الصلاة والسلام رجم بعد آية الجلد التي تقدم معنا دليل تخصيصها.
        قال أبو هريرة رضي الله عنه: (أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ فَنَادَاهُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي زَنَيْتُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ حَتَّى رَدَّدَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا شَهِدَ عَلَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ دَعَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ( أَبِكَ جُنُونٌ ؟ ) قَالَ: لَا قَالَ: ( فَهَلْ أَحْصَنْتَ ) قَالَ : نَعَمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اذْهَبُوا بِهِ فَارْجُمُوهُ )[15].
        ومن المعلوم أن آية النور نزلت بعد حادثة الإفك، ومن المعلوم أيضاً أن أبا هريرة رضي الله عنه أسلم بعد هذا. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وقد قام الدليل على أن الرجم وقع بعد سورة النور لأن نزولها كان في قصة الإفك واختلف هل كان سنة أربع أو خمس أو ست على ما تقدم بيانه والرجم كان بعد ذلك فقد حضره أبو هريرة وإنما أسلم سنة سبع)[16].
        أما قوله أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم خالف القرآن الكريم فهذا لا يقول به عاقل، وقد بيَّنا سالفاً أن الرجم ثابتٌ بنص الآية المنسوخ تلاوتها وليس بحكم التوراة كما افترض الدكتور – غفر الله لنا وله -.




        الدليل الثالث:
        يقول الدكتور – غفر الله لنا وله -: [أن الله تعالى بين للرجل في سورة النور أنه إذا رأى رجلاً يزني بامرأته ولم يقدر على إثبات زناها بالشهود فإنه يحلف أربعة أيمان أنه رآها تزني وفي هذه الحالة يُقام عليها حد الزنا، وإذا هي ردت أيمانه عليه بأن حلفت أربعة أيمان أنه من الكاذبين فلا يُقام عليها الحد لقوله تعالى: ((والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم فشهادة أحدهم أربعة شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين ويدرؤ عنها العذاب أن تشهد أربع شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين)).

        وجه الدليل: هو أن هذا الحكم لامرأة محصنة. وقد جاء بعد قوله تعالى: ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد مهما مائة جلدة)) وحيث قد نص على عذاب بأيمان في حال تعذر الشهود فإن هذا العذاب يكون هو المذكور في هذه الجريمة والمذكور هو: ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد مهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما)) أي العذاب المقرر عليهما وهو الجلد. وفي آيات اللعان: ((ويدرؤ عنها العذاب)) أي عذاب الجلد. وفي حد نساء النبي: ((يُضاعف لها العذاب)) أي عذاب الجلد؛ لأنه ليس في القرآن إلا الجلد عذاب على هذا الفعل. وفي حد الإماء: ((فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب)) المذكور في سورة النور وهو الجلد.]

        الرد عليه:

        قد أثبتنا سابقاً أن حد الرجم ثابت بنص الآية المنسوخ تلاوتها وبفعل النبي عليه الصلاة والسلام وإجماع الصحابة من بعده، وإن ثبت لك هذا فلا يحل لأي مسلمٍ كان أن يخالفه، إذ أنّ الله عز وجل يقول: { وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[17].
        وبما أن حد الرجم ثابت كما تقدم معنا، يكون العذاب في آية اللعان هو الرجم لأنها محصنة، وليس الجلد كما ذهب لذلك الدكتور – غفر الله لنا وله – لأن الجلد هو حد الزاني البكر كما تقدم معنا أيضاً.




        الدليل الرابع:
        قال الدكتور – رحمه الله -: قوله تعالى في حق نساء النبي: ((يا نساء النبي من يأتِ منكن بفاحشةٍ مبينة يُضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيراً)). عقوبة نساء النبي مضاعفة أي مائتي جلدة، فالرجم الذي هو الموت لا يُضاعف. والعذاب في الآية يكون في الدنيا والدليل الألف واللام وتعني أنه شيء معروف ومعلوم.

        الرد عليه:

        هذه الآية الكريمة لا تنفي حد الرجم لا من قريب ولا من بعيد، فالكاتب – غفر الله لنا وله – قال: ( فالرجم الذي هو الموت لا يُضاعف)، وهذا خطأ محض، فالرجم ليس هو الموت، بل الرجم حد وعذاب يأتي بعده موت، ومن أقوى الأدلة العَملية – عندي – على أنه عذاب هو هروب ماعز لما كان الصحابة يرجمون فيه، فعن جابر بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: (فكنت فيمن رجمه – أي ماعز – فرجمناه بالمصلى فلما أذلقته الحجارة هرب فأدركناه بالحرة فرجمناه)[18]. فلو كان موتاً منذ الوهلة الأولى لما هرب ماعز، فهروبه يدلّ على أنّه تألم وتعذب.
        إذاً فالآية لا تنفي الرجم أبداً ولا تعارض بينها وبين أحاديث الرجم.
        ويجب العلم أن نساء الأنبياء معصومات من الزنا وهذا الذي عليه المسلمون سلفاً وخلفاً، قال ابن كثير رحمه الله: (وقال ابن عباس، وغير واحد من السلف: ما زنت امرأة نبي قط، قال: وقوله: (إنه ليس من أهلك) أي: الذين وعدتك نجاتهم.
        وقول ابن عباس في هذا هو الحق الذي لا محيد عنه، فإن الله سبحانه أغير من أن يمكن امرأة نبي من الفاحشة ولهذا غضب الله على الذين رموا أم المؤمنين عائشة بنت الصديق زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – وأنكر على المؤمنين الذين تكلموا بهذا وأشاعوه[19].




        الدليل الخامس:
        قال – غفر الله لنا وله -: قوله تعالى: ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)) الألف واللام في ((الزانية والزاني)) نص على عدم التمييز بين الزناة سواءً محصنين أو غير محصنين.

        الرد عليه:

        هذا الدليل لا يتقبله عاقل، لا سيما أنه قد تقدم معنا تخصيص الآية بآية نُسخت تلاوتها في الرد على الدليل الأول.




        الدليل السادس:
        قال – غفر الله لنا وله -: قوله تعالى: ((والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً وأولئك هم الفاسقون)). هنا ذكر حد القذف ثمانين جلدة بعد ذكره حد الجلد مائة. يريد أن يقول: إن للفعل حد ولشاهد الزور حد وانتقاله من حد إلى حد يدل على كمال الحد الأول وتمامه، وذكره الحد الخفيف الثمانون وعدم ذكر الحد الثقيل الرجم يدل على أن الرجم غير مشروع لأنه لو كان كذلك لكان أولى بالذكر في القرآن من حد القذف.

        الرد عليه:

        قول صاحب المقال (وانتقاله من حد إلى حد يدل على كمال الحد الأول وتمامه)، لا نعلم له سابقة ولا نعلم على أي كتاب في الفقه اعتمد الدكتور – غفر الله لنا وله – حتى قال بهذا الكلام، وإن كان هذا أمر متعلق باللغة العربية فلا أعلمه وأرجوا ممن له علم به إفادتنا وله الأجر. وهذا مخالف تماماً للقرآن الكريم، فالله عز وجل نسخ الآية 240 من سورة البقرة بالآية 240 ولو كان الأمر كما قال الكاتب لكان الأولى أن تكون الآية المنسوخة هي الآية رقم 234 لتقدمها…




        الدليل السابع:
        قال – رحمه الله -: قال تعالى: ((واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً)). الإمساك في البيوت لا يكون بعد الرجم ويعني الحياة لا الموت؛ إذن هذا دليل على عدم وجود الرجم. وتفسير قوله تعالى: ((حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً)). هو أن الزانيات يُحبسن في البيوت بعد الجلد إلى الموت أو إلى التوبة من فاحشة الزنا.

        الرد عليه:

        إن الحبسَ في البيوت كان أول الإسلام، ثم جعل الله لهن سبيلاً، والسبيل هنا ليس كما فسّره الكاتب – غفر الله له – بالتوبة… بل قال صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني خذوا عني ، قد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر جلد مائة ، ونفي سنة ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم)[20]، فهل سنتبع صاحب المقال أم الذي عليه نزل القرآن الكريم ؟
        وأيضاً كما تقدم معنا أن الكاتب – غفر الله له – يستشهد بالصحابة رضوان الله عليهم، فإني أرى أن الموضع مناسباً للاستشهاد بابن عباس رضي الله عنه، مع العلم أن هذا ليس رأيه بل ما عاصره، قال رضي الله عنه في تفسير الآية: (يعني الرجم للثيب والجلد للبكر)[21].
        فهذين دليلين على وجود الرجم وعلى التفسير الخاطئ للآية من طرف الكاتب رحمه الله.




        الدليل الثامن:
        قال الكاتب: قوله تعالى: ((الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين)). هنا حرم الله الزانية على المؤمن وهذا يدل على بقائها حية من بعد إقامة الحد عليها وهو مائة جلدة، ولو كان الحد هو الرجم لما كانت قد بقيت من بعده على قيد الحياة. وقوله تعالى: ((واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم)) لا يميز بين بكر وثيب إذ قوله ((من نسائكم)) يدل على عموم المسلمين، وقوله ((أو يجعل الله لهن سبيلاً)) يؤكد عدم الرجم ويؤكد عدم التمييز بين البكر والثيب في الحد. وإن تابت الزانية أو الزاني فيندرجا تحت قوله: ((فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما)). فالتوبة تجب ما قبلها.

        الرد عليه:

        إن قول الكاتب رحمه الله (هنا حرم الله الزانية على المؤمن وهذا يدل على بقائها حية من بعد إقامة الحد عليها وهو مائة جلدة، ولو كان الحد هو الرجم لما كانت قد بقيت من بعده على قيد الحياة). خطأ، فهذه الآية تخص الزاني البكر الذي حدّه الجلد وليس الثيب… قال صلى الله عليه وسلم: (لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله)[22]. طبعاً إلا إذا تاب عن الزنا فيجوز نكاحه… فها هي السنة بينّت لنا الآية ولا سيما أن الكاتب رحمه الله يُقر بأن السنة مبينة للقرآن الكريم.
        أما قوله (وقوله تعالى: (( واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم )) لا يميز بين بكر وثيب إذ قوله (( من نسائكم )) يدل على عموم المسلمين).
        فهو فعلاً يدل على عموم نساء المسلمين، لكن كما تقدم معنا في الرد على الدليل السابع أن هذا كان في أوّل الإسلام، ثم جعل الله لهن سبيلاً كما صحّ عن رسول الله عليه الصلاة والسلام – الحديث الذي تقدم معنا – وعن الصحابي ابن عباس رضي الله عنه. فقد قال رضي الله عنه: (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم إلى أو يجعل الله لهن سبيلا، فكانت المرأة إذا زنت حبست في البيت حتى تموت، ثم أنزل الله تبارك وتعالى بعد ذلك: (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة) [سورة النور: 2]، فإن كانا محصنين رجما. فهذا سبيلهما الذي جعل الله لهما.)[23].
        فهذا ترجمان القرآن وإمام المفسرين ومعاصر الوحي يثبت حد الرجم ويُفرق بين الثيب والبكر فكيف لا نفرق بينهما نحن ؟




        الدليل التاسع:
        وقال – غفر الله لنا وله -: يقول العلماء: إن الخاص مقدم على العام. ثم يقولون: والقرآن عام. ثم يقولون: وفي القرآن آيات تخصص العام. ثم يقولون: وفي الأحاديث النبوية أحاديث تخصص العام. أما قولهم بأن العام في القرآن يخصص بقرآن فهذا هو ما اتفقوا عليه وأما قولهم بأن الأحاديث تخصص عام القرآن فهذا الذي اختلفوا فيه لأن القرآن قطعي الثبوت والحديث ظني الثبوت وراوي الحديث واحد عن واحد عن واحد ولا يصح تخصيص عام القرآن بخبر الواحد.
        وعلى ذلك فإن قوله تعالى: ((الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)) حكم عام يشمل الجميع محصنين أو غير محصنين. فهل يصح تخصيص العام الذي هو الجلد بحديث يرويه واحد عن واحد في الرجم؟!. إن قلنا بالتخصيص والخاص مقدم على العام يلزم تفضيل كلام الراوي على كلام الله أو يلزم مساواة كلام الراوي بكلام الله وهذا لا يقول به عاقل، وعليه يتوجب أن حكم الرجم ليس تخصيصاً لحكم الجلد.

        يقول شيخ الإسلام فخر الدين الرازي عن الخوارج الذين أنكروا الرجم: ((إن قوله تعالى: ((الزانية والزاني فاجلدوا)) يقتضي وجوب الجلد على كل الزناة. وإيجاب الرجم على البعض بخبر الواحد يقتضي تخصيص عموم الكتاب بخبر الواحد وهو غير جائز لأن الكتاب قاطع في متنه بينما خبر الواحد غير قاطع في متنه والمقطوع راجح على المظنون)).
        ولو أن رواة الأحاديث قد اتفقوا على الرجم والنفي (التغريب) لأمكن أن يُقال إن إجماعاً من المسلمين موجود عليهما. ولأنهم لم يتفقوا وقع الريب في قلوب المسلمين من جهة الرجم والنفي. وفي الحديث: ((دع ما يريبك إلى ما لا يريبك)) ففي حديث: ((خذوا عثكالاً فيه مائة شمراخ فاضربوه به وخلوا سبيله)) أمر بالجلد ولم يأمر بالتغريب. وفي حديث الأمَة: ((إذا زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو بطفير)) ولو كان النفي ثابتاً لذُكِر هنا مع الجلد. وروى الترمذي أنه عليه السلام جلد وغرّب، وهذا تناقض.
        الرجم عقوبة جاهلية توارثها العرب والمسلمون وما كان لها بالقرآن صلة. فلقد ذكرت كلمة رجم خمسة مرات في الكتاب المقدس عن شعوب سلفت نزول التحكيم الإسلامي وهو كالآتي: {قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ }هود91 {إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذاً أَبَداً }الكهف20 {قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيّاً }مريم46 {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ }يس18 {وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ }الدخان20
        كل هذه الآيات الكريمة القرآنية تثبت أن الرجم غير مقبول في الإسلام كوسيلة ردع للمنحرف عن شريعة الله ومن تكبَّده أو هُدِّد به عبر التاريخ البشري قبل نزول القرآن وبعده كان تسلطا وطغيانا كما تنص الآيات الصريحة!

        الرد عليه:

        إن قول الكاتب رحمه الله أن مسألة تخصيص القرآن الكريم بالسنة فيها خلاف فهذا مما لا نعلمه، والسنة تدل على أنها فعلاً تخصصه، فمثلاً قال عز وجل: {يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ}[24] إلا أن السنة خصت القاتل والكافر بمنعهما، قال صلى الله عليه وسلم: (القاتل لا يرث)[25]، وقال أيضاً: (لا يرث الكافر المسلم، ولا المسلم الكافر)[26]. والأدلة على تخصيص السنة للقرآن الكريمة كثيرة، فلا عبرة لمن خالف في ذلك.
        كما أنّنا لم نثبت حد الرجم بالسنة بل أثبتناه بالقرآن الكريم – الآية التي نُسخ لفظها -. كما أنّ الرجم ثابت بتواتر السنة – أي قطعي الثبوت وليس ظني -.
        كما أن المسألة مُجمع عليها، والإجماع نقله غير واحد من أهل العلم، قال ابن كثير رحمه الله: (قال ابن عباس: كان الحكم كذلك، حتى أنزل الله سورة النور فنسخها بالجلد، أو الرجم.
        وكذا روي عن عكرمة، وسعيد بن جبير، والحسن، وعطاء الخراساني، وأبي صالح، وقتادة، وزيد بن أسلم، والضحاك: أنها منسوخة. وهو أمر متفق عليه.)[27].

        أما استدلال الكاتب بحديث: (خذوا عثكالاً فيه مائة شمراخ فاضربوه به وخلوا سبيله).. لا يدل لا من قريب ولا من بعيد على نفي التغريب، إذ أن هذا خاص، ألا ترى أن النبي عليه الصلاة والسلام قال (مائة شمراخ) ولم يقل (جلدة) ؟!! فهذا رأفة به ومراعاة لضعفه.
        أما قوله – غفر الله لنا وله – أن الرجم حكم جاهلي فهذا خطأ شنيع، فالرجم ثابت في التوراة وهو حكم الله عز وجل الذي أثبته في القرآن الكريم كما بيّنا آنفاً.
        هذا وما كان من صواب فمن الله وحده وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان.


        [1] سورة النساء الآية 115
        [2] سورة التوبة الآية 100
        [3] صحيح سنن ابن ماجة للشيخ محمد ناصر الدين الألباني ج1 ص32، ط مكتبة المعارف، الرياض
        [4] سورة النجم، الآيتين 3 و4
        [5] سورة الحشر، الآية 7
        [6] مسند الإمام أحمد ج28 ص410 و411 ح17174، ط مؤسسة الرسالة – بيروت، ت: شعيب الأرناؤوط وآخرون.
        [7] السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي لمصطفى السباعي، ص 420، ط الوراق
        [8] سورة النور، الآية 2
        [9] صحيح مسلم للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج ج3 ص1317 ح1691 – دار إحياء التراث العربي – بيروت، ت: محمد فؤاد عبد الباقي
        [10] إكمال المعلم بفوائد مسلم للقاضي أبي الفضل عياض ج5 ص508 – دار الوفاء – مصر، ت: د. يحيى إسماعيل
        [11] سورة النساء، الآية 15
        [12] صحيح مسلم للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج ج3 ص1316 ح1690 - دار إحياء التراث العربي – بيروت، ت: محمد فؤاد عبد الباقي
        [13] لسان العرب لابن منظور – ط دار صادر – ج 4 ص 144
        [14] تفسير القرآن العظيم لابن كثير – ط دار طيبة – ج 2 ص 265
        [15] صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ج8 ص165 ح6815 – ط: دار طوق النجاة – ت: محمد زهير بن ناصر الناصر
        [16] فتح شرح صحيح البخاري للحافظ ابن حجر العسقلاني ج12 ص120 – ط: دار المعرفة، بيروت – ت: محمد فؤاد عبد الباقي
        [17] سورة النساء الآية 115
        [18] صحيح مسلم للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج ج3 ص1318 ح1691 - دار إحياء التراث العربي – بيروت، ت: محمد فؤاد عبد الباقي
        [19] تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير ج 4 ص 326 – ط: دار طيبة
        [20] صحيح مسلم للإمام أبي الحسين مسلم بن الحجاج ج3 ص1316 ح1690 - دار إحياء التراث العربي – بيروت، ت: محمد فؤاد عبد الباقي
        [21] صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ج6 ص42 ح4572 – ط: دار طوق النجاة – ت: محمد زهير بن ناصر الناصر
        [22] صحيح أبي داود للعلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ج6 ص293 ح1791 – ط: مؤسسة غراس، الكويت – حديث صحيح
        [23] جامع البيان في تأويل القرآن للإمام الطبري ج8 ص74 – ط: مؤسسة الرسالة – ت: أحمد شاكر
        [24] سورة النساء الآية 11
        [25] صحيح الجامع الصغير وزيادته للعلامة محمد ناصر الدين الألباني ج2 ص817 ح4436 – ط: المكتب الإسلامي
        [26] مسند الإمام أحمد بن حنبل ج36 ص100 ح21766 – ط: مؤسسة الرسالة – ت: شعيب الأرناؤوط وغيره – حديث صحيح
        [27] تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير ج2 ص233 – ط: دار طيبة

        أحمد سبيع



        5 hrs ·


        الرد على د.مصطفى محمود وعدنان إبراهيم ونسف أدلتهما حول إنكار حد الرجم
        http://antishubohat.wordpress.com/2014/11/04/alrajm
        ______________
        https://www.facebook.com/AhmedSpea/p...54769131275494

        شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
        حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
        ،،،
        يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
        وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
        وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
        عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
        وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




        أحمد .. مسلم

        تعليق

        • نصرة الإسلام
          المشرفة العامة
          على الأقسام الإسلامية

          • 17 مار, 2008
          • 14565
          • عبادة الله
          • مسلمة ولله الحمد

          #34
          رد: شبهة : لا رجم للزانية د.مصطفى محمود رحمه الله

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          الأخ الفاضل مجدي أبو وردة
          مرحباً بكم بمنتدى حراس العقيدة
          عذراً تم نقل مشاركتكم - مؤقتاً فقط - إلى القسم الخاص ، نظراً لطولها ، فتحتاج منكم التقسيم ، ثم نعيد المشاركات المُقسَّمة واحدة تلو الأخرى إلى هنا مرة أخرى لنتناقش فيها إن شاء الله تعالى ، فلتتفضل هنا :
          https://www.hurras.org/vb/showthread.php?t=51793

          * ملحوظة
          كي تستطيع رؤية مشاركتك المنقولة عليك أن تسجل دخولاً إلى المنتدى
          فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
          شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
          مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
          لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
          إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
          أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
          خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
          الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

          أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
          <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
          ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

          تعليق

          • aNGEL_oNE1
            0- عضو حديث
            • 2 نوف, 2014
            • 0
            • مسلم

            #35
            رد: لا رجم للزانية للدكتور مصطفى محمود رحمه الله

            المشاركة الأصلية بواسطة نصرة الإسلام
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            ومرحباً بالأخ الكريم anGel_OnE مرة أخرى

            وبما أنك يا أخي الكريم قد أكثرت من الاستشهاد بالأحاديث المؤكِّدة على رد كل ما خالف كتاب الله وسنة رسوله ، فسآتيك بالرد على كلام الدكتور مصطفى محمود ، وسنرى إن كنت ستنصاع إلى القول القائم على الدليل الصحيح الموافق للقرآن والسنة أم أنك ستصمم على ما تراه موافقاً لفكرك وهواك ..


            الرد على مقال الدكتور مصطفى محمود " لا لرجم الزانية"
            بقلم حسام عبد العزيز
            الشبهة الأولى: أن الله تعالى قال: فإذا أُحصِنَّ فإن أتين بفاحشةٍ فعليهنَّ نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خيرٌ لكم والله غفورٌ رحيم. فالعذاب هنا هو الجلد لأن الرجم لا ينتصف.
            الجواب:
            ذكر الإمام الشاطبي في الاعتصام: قوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى فِي الْإِمَاءِ: {فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ} [النساء: 25] لَا يُعْقَلُ مَعَ مَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَمَ وَرَجَمَتِ الْأَئِمَّةُ بَعْدَهُ، لِأَنَّهُ يَقْتَضِي أَنَّ الرَّجْمَ يَنْتَصِفُ وَهَذَا غَيْرُ مَعْقُولٍ، فَكَيْفَ يَكُونُ نِصْفُهُ عَلَى الْإِمَاءِ؟ ذَهَابًا مِنْهُمْ إِلَى أَنَّ الْمُحْصَنَاتِ هُنَّ ذَوَاتُ الْأَزْوَاجِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ، بَلِ الْمُحْصَنَاتُ هُنَا الْمُرَادُ بِهِنَّ الْحَرَائِرُ، بِدَلِيلِ قَوْلِهِ أَوَّلَ الْآيَةِ: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ} [النساء: 25] وَلَيْسَ الْمُرَادُ هُنَا إِلَّا الْحَرَائِرَ، لِأَنَّ ذَوَاتِ الْأَزْوَاجِ لَا تُنْكَحُ.
            يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله: لكن الخوارج أخذوا الكلمة في معنى من معانيها ليخدم قضية عندهم وقالوا: إن {المحصنات} هن المتزوجات، هم يريدون أن يأخذوها بمعنى المتزوجات كي يقولوا: ما دامت الأمة عليها نصف ما على المتزوجة، إذن فالمتزوجة ليس عليها رجم؛ لأن الرجم لا ينصف. . والخوارج أخذوا هذه وقالوا: إن القرآن لا يوجد فيه رجم واكتفوا بجلد الزانية مائة جلدة. ونقول لهم: أنتم أخذتم المحصنة على معنى أنها المتزوجة، ونسيتم {وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ المحصنات} . . فالمحصنات هن الحرائر، فلماذا أخذتم المحصنات هناك بمعنى الحرائر والمحصنات هنا بمعنى المتزوجات؟! إن عليكم أن تأخذوها بمعنى الحرائر ولا حجة لكم في مثل هذا الباطل. وبذلك تسقط الحجة، فالدليل إذا تسرب إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.
            _________________

            الدكتور مصطفى محمود الله يرحمه قال:
            أنَّ الأمَة إذا تزوَّجت وزنت فإنَّها تُعاقب بنصف حدِّ الحُرَّة ، وذلك لقوله تعالى : (( ومن لم يستطع منكم طَولاً أن ينكح المحصنات المؤمنات فمِن ما ملكت أيمانُكُم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعضٍ فانكحوهنَّ بإذن أهلهنَّ وآتوهنَّ أجورهنَّ بالمعروف محصناتٍ غير مسافحاتٍ ولا متخذات أخدانٍ فإذا أُحصِنَّ فإن أتين بفاحشةٍ فعليهنَّ نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خيرٌ لكم والله غفورٌ رحيم )) .
            والرجم لا ينتصف .
            وجه الدليل من الآية : قوله : (( فإذا أُحصِنَّ )) أي تزوَّجن (( فعليهنَّ نصف ما على المحصنات )) أي الحرائر . والجلد هو الذي يقبل التنصيف ، مائة جلدة ونصفها خمسون ، أمَّا الرجم فإنَّه لا ينتصف ؛ لأنَّه موت وبعده قبر ، والموت لا ينتصف .


            تفسير الشيخ محمد متولي الشعراوي الله يرحمه
            { فَإِذَآ أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَاتِ مِنَ ٱلْعَذَابِ.. } [النساء: 25] أي إذا تزوجت الإماء وجاءت الواحدة منهن بفاحشة فلها عقاب. أما إن لم تحصن فليس عليهن حاكم ويقوم سيدها بتعزيرها وتأديبها؛ لأن الأمة عادة مبتذلة، لكن عندما تتزوج تصير محصنة، فإن أتت بفاحشة نقول لها: أنت لك عقابك الخصوصي، لن نعاقبك عقاب الحرّة، لأن الحرة يصعب عليها الزنَى، لكن الأمة قد لا يصعب عليها أن يحدث منها ذلك، فليس لها أب ولا أخ ولا أسرة، فقال: { فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَاتِ مِنَ ٱلْعَذَابِ.. } [النساء: 25]، أي نصف ما على الحرائر من العذاب.


            لكن الخوارج أخذوا الكلمة في معنى من معانيها ليخدم قضية عندهم وقالوا: إن " المحصنات " هن المتزوجات، هم يريدون أن يأخذوها بمعنى المتزوجات كي يقولوا: ما دامت الأمة عليها نصف ما على المتزوجة، إذن فالمتزوجة ليس عليها رجم؛ لأن الرجم لا ينصف، والخوارج أخذوا هذه وقالوا: إن القرآن لا يوجد فيه رجم واكتفوا بجلد الزانية مائة جلدة.


            ونقول لهم: أنتم أخذتم المحصنة على معنى أنها المتزوجة، ونسيتم { وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ ٱلْمُحْصَنَاتِ.. } [النساء: 25]، فالمحصنات هن الحرائر، فلماذا أخذتم المحصنات هناك بمعنى الحرائر والمحصنات هنا بمعنى المتزوجات؟! إن عليكم أن تأخذوها بمعنى الحرائر ولا حجة لكم في مثل هذا الباطل. وبذلك تسقط الحجة، فالدليل إذا تسرب إليه الاحتمال سقط به الاستدلال.


            ثم نبحث بحثاً آخر، نقول: يقول الحق: { فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَاتِ.. } [النساء: 25] لو أن الحكم على إطلاقه لما قال الحق: { مِنَ ٱلْعَذَابِ.. } [النساء: 25]، فكأن الذي عليها فيه النصف هو العذاب، وما هو العذاب؟ العذاب هو إيلام مَنْ يتألم، والرجم ليس فيه عذاب لأنه عملية إنهاء حياة، والآية تبين المناصفة فيما يكون عذاباً، أما ما لا يكون عذاباً فهو لا ينصّف والحكم غير متعلق به. فالعذاب إنما يأتي لمَنْ يتألم، والألم فرع الحياة. والرجم مزيل للحياة، إذن فالرجم لا يعتبر من العذاب، والدليل على أن العذاب مقابل للموت أن الحق سبحانه وتعالى حينما حكى عن سيدنا سليمان وتفقده الطير قال:


            { مَالِيَ لاَ أَرَى ٱلْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ ٱلْغَآئِبِينَ * لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَاباً شَدِيداً أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ.. }
            [النمل: 20-21].


            فالذبح وإزهاق الحياة مقابل للعذاب، فقوله: { نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَاتِ.. } فالمتكلم فيه الآن العذاب وليس الرجم، وليس إزهاق الحياة وبهذا يسقط الاستدلال.
            تفسير التحرير والتنوير/ محمد الطاهر بن عاشور
            وقوله: { فإذا أُحْصنّ } أي أحصنهنّ أزواجُهن، أي فإذا تزوجن. فالآية تقتضي أنّ التزوّج شرط في إقامة حدّ الزنا على الإماء، وأنّ الحدّ هو الجلد المعيّن لأنّه الذي يمكن فيه التنصيف بالعدد. واعلم أنّا إذا جرينا على ما حقّقناه ممّا تقدّم في معنى الآية الماضية تعيّن أن تكون هذه الآية نزلت بعد شرع حدّ الجلد للزانية والزاني بآية سورة النور. فتكون مخصّصة لعموم الزانية بغير الأمة، ويكون وضع هذه الآية في هذا الموضع ممّا ألحق بهذه السورة إكمالا للأحكام المتعلّقة بالإماء كما هو و اقع في نظائر عديدة، كما تقدّم في المقدّمة الثامنة من مقدّمات هذا التفسير. وهذه الآية تحيّر فيها المتأوّلون لاقتضائها أن لا تحدّ الأمة في الزنى إلاّ إذا كانت متزوّجة، فتأوّلها عمر بن الخطاب، وابن مسعود، وابن عُمَر بأنّ الإحصان هنا الإسلام، ورأوا أنّ الأمة تحدّ في الزنا سواء كانت متزوّجة أم عزبى، وإليه ذهب الأيّمة الأربعة. ولا أظنّ أنّ دليل الأيّمة الأربعة هو حمل الإحصان هنا على معنى الإسلام، بل ما ثبت في «الصحيحين» " أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الأمة إذا زنت ولم تحصن؛ فأوجب عليها الحدّ " قال ابن شهاب فالأمة المتزوّجة محدودة بالقرآن، والأمة غير المتزوّجة محدودة بالسنّة. ونِعْم هذا الكلام. قال القاضي إسماعيل بن إسحاق: في حمل الإحصان في الآية على الإسلام بُعد؛ لأنّ ذكر إيمانهن قد تقدّم في قوله: { من فتياتكم المؤمنات } وهو تدقيق، وإن أباه ابن عطية.

            وقد دلّت الآية على أنّ حدّ الأمة الجلد، ولم تذكر الرجم، فإذا كان الرجم مشروعاً قبل نزولها دلّت على أنّ الأمة لا رجم عليها، وهو مذهب الجمهور، وتوقّف أبو ثور في ذلك، وإن كان الرجم قد شرع بعد ذلك فلا تدلّ الآية على نفي رجم الأمة، غير أنّ قصد التنصيف في حدّها يدلّ على أنّها لا يبلغ بها حدّ الحرّة، فالرجم ينتفي لأنّه لا يقبل التجزئة، وهو ما ذَهِل عنه أبو ثور.
            أدلة الشيخ محمد أبو زهرة الله يرحمه
            الرجم كان شريعة يهودية، أقرها الرسول فى أول الأمر، ثم نسخت بحد الجلد فى سورة النور. ولى على ذلك أدلة ثلاثة:

            الأول: أن الله تعالى قال: «.... فإذا أُحصِنَّ فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب» [النساء: 25]، والرجم عقوبة لا تتنصف، فثبت أن العذاب فى الآية هو المذكور فى سورة النور: «وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين» [النور: 2].

            والثانى: ما رواه البخارى فى جامعه الصحيح عن عبدالله بن أوفى أنه سئل عن الرجم. هل كان بعد سورة النور أم قبلها؟ فقال: لا أدرى. فمن المحتمل جدًّا أن تكون عقوبة الرجم قبل نزول آية النور التى نسختها.

            الثالث: أن الحديث الذى اعتمدوا عليه، وقالوا: إنه كان قرآنًا ثم نسخت تلاوته وبقى حكمه أمر لا يقره العقل، لماذا تنسخ التلاوة والحكم باق؟ وما قيل: إنه كان فى صحيفته فجاءت الداجن وأكلتها لا يقبله منطق.
            الحرة المتزوجة إذا زنت عقوبتها ايه؟ الرجم ام الجلد؟
            الأمة المتزوجة عليها نص العذاب يعني نص عقوبة الحرة المتزوجة اللي هي الرجم
            السؤال هنا ، نص الرجم ايه؟ الرجم لا ينصف لأنه موت
            طيب و لو عقوبة الحرة المتزوجة هي الجلد يبقى ببساطة مفيش رجم و ان آية سورة النور نسخت حكم الرجم في الإسلام!!!

            تعليق

            • نصرة الإسلام
              المشرفة العامة
              على الأقسام الإسلامية

              • 17 مار, 2008
              • 14565
              • عبادة الله
              • مسلمة ولله الحمد

              #36
              رد: لا رجم للزانية للدكتور مصطفى محمود رحمه الله

              المشاركة الأصلية بواسطة aNGEL_oNE1
              الحرة المتزوجة إذا زنت عقوبتها ايه؟ الرجم ام الجلد؟
              الأمة المتزوجة عليها نص العذاب يعني نص عقوبة الحرة المتزوجة اللي هي الرجم
              السؤال هنا ، نص الرجم ايه؟ الرجم لا ينصف لأنه موت
              طيب و لو عقوبة الحرة المتزوجة هي الجلد يبقى ببساطة مفيش رجم و ان آية سورة النور نسخت حكم الرجم في الإسلام!!!
              الأخ الفاضل aNGEL_oNE1
              بالنسبة لما ذكرتَ فسأجيبك عنه بنهاية مشاركتي فكلامك من السهولة بمكان لاسيما وبنقولاتك التي نقلتها بيدك الرد على ما تفضلت به ، فيبدو أنك تسارع بالنقل دون قراءة وافية لما تنقل !! أما الذي يهمني الآن فهو الآتي :
              هل أنت تعتقد ثم تستدل ؟! أم أنك تستدل ثم تعتقد ؟ الصحيح هو أن تستدل ثم تعتقد ، وهو ما لا تفعله أنت بل تفعل عكسه !
              لقد دخلت منتدانا وشاركت بحوارك الذي دار بينك وبين ملحدة ، وطيلة الحوار وأنت تحاول استرضاءها واستمالتها للإسلام بدفع تُهَم الوحشية والهمجية والتخلف عنه ، حتى وإن أدى بك ذلك إلى إنكار الثابت في السنة الصحيحة ! فأنت الآن لديك قناعة ثم تحاول الاستدلال لها ، فتريد نفي حد الرجم الذي يمثل وحشية أو همجية - كما يظن البعض - ثم تبحث وتفتش عن أدلة نفي حد الرجم ، وهذا الأسلوب غير صحيح أيها الأخ الفاضل ، فالأصل أن توصلك الأدلة إلى القناعة ، لا القناعة إلى الأدلة ... هذه واحدة ..


              والثانية : لنفترض جدلاً أنك قد أفلحتَ في نفي حد الرجم - مجرد افتراض - فكيف ستسترضي الملاحدة في حد السرقة وحد الحرابة مثلاً وكلاهما في القرآن الكريم ؟! كيف ستسترضيهم فيما يخص حريات المرأة - كما يزعمون - ووجوب استئذان الزوج عند الخروج والسفر مثلاً ؟! وماذا عن حق الرجل في الزواج من أربعة ؟! .. ماذا ستفعل يا أخي الكريم لأجل استرضائهم ؟! وكيف ستعمل على "تجميل" الدين كي يحلو في أعينهم ويرونه لطيفاً ؟!
              الحقيقة أنك إن سلكت هذا المسلك فستنتهي بهم وبنفسك إلى دين جديد .. دين حسب المزاج والأهواء .. وفي الحقيقة أن الدين الجديد لن يعجبهم أيضاً لأجل أنهم يتبعون أهواءهم ولن يرضوا إلا بما يرضي أهواءهم كاملة بلا نقصان ، وهذا محال أن يحدث ، فالأصل في الدين أن يعبد العباد ربهم وفق ما يريد رب العباد لا بحسب أهواء العباد ، وغالب التشريعات تخالف أهواء العباد ، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئتُ به" - الحديث في سنده ضعف لكن معناه صحيح وقد صححه جماعة من العلماء - ، ونهى الله تعالى عن اتباع الأهواء وأمر بالانصياع الكامل لحكمه في غير ما آية من القرآن الكريم : [وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ] .. وهذه الآية تحديداً تُوَصِّف توصيفاً دقيقاً لما تحاول أنت فِعله مع الملاحدة ، فأنت تريد استرضاءهم بالتنازل عن حكم الله تعالى - وتسعى في نفيه - وبذا فأنت تتبع أهواءهم ، فلا هم سيرضون بالدين الذي تحاول تقديمه لهم ، ولا أنت ستظل على الدين الصحيح الذي أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم . ولا تظن أنك إن ألغيت لهم الحدود وأبقيت لهم على الصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها من الشرائع سيرضون بها ! فإن ظننتَ ذلك فأنت واهم ، لأن اتباع الأهواء ليس له مدى وسيجادلونك في هذه الفروض ويسألونك : لماذا لا يكون الظهر ثلاث ركعات والمغرب أربعة ؟! وما الذي سيحدث لو مسحت على رأسك قبل أن تغسل وجهك ؟! هل سيضير الإله العظيم عدم الالتزام بهذا الترتيب ؟! وغيرها وغيرها وغيرها من الأسئلة العقيمة التي لا نهاية لها والتي لا هدف من ورائها سوى اتباع الهوى والإصرار على الكفر والانسلاخ من العبودية مفهومها وواجباتها .

              فقط سيرضى منك المخالفون بالاقتصار على هذه الفروض إن ألزمت بها نفسك وحدك ، فهذا غاية ما يريدونه ، صلَّ وصُم وحدك ، وبينك وبين نفسك دون أن تطالب غيرك بها أو تزعجه ، وأنكِر الحدود واقْصِ الإسلام عن الحياة وافصله عن شئون الدنيا حتى لا تضايق غيرك وتستطيع العيش معهم !


              ستجد نفسك متبعاً أهواءهم على الرغم من أنك تزعم أنك تريد هدايتهم - وأظنك صادقاً - لكن السعي في هداية المخالفين لا يكون بالتنازل عن أحكام الدين وبعض شرائعه - فلن تكون أحرص من الله تعالى الذي أنزل هذه الأحكام وهو الأحرص على هدايتهم ، فهو سبحانه يعلم أن هذه الأحكام يقبل بها ذوو العقول الرشيدة والفطر المستقيمة ويرون فيها صلاح الدنيا والآخرة . ولذا إن أردتَ الرد على الملاحدة فيما يخص حد الرجم فدع عنك قناعاتك المسبقة التي تبحث لها عن أدلة ، وأخبرنا لنقول لك كيف يكون الرد على هؤلاء الملاحدة الذين يرون في حد الرجم وحشية وهمجية ، فستجد لدينا ما يقنع العاقلين ويفحم المجادلين ، وأما هذا الذي تفعل من نقل من هنا وهناك وهنالك ، فليس بالمسلك الصحيح وإلا فأجبني عن سؤالي السابق : لنفترض جدلاً أنك قد أفلحتَ في نفي حد الرجم - مجرد افتراض - فكيف ستسترضي الملاحدة في حد السرقة وحد الحرابة مثلاً وكلاهما في القرآن الكريم ؟!

              ---------

              وأما بالنسبة لردك ، فالعجب أنك لم ترد على الرد على الاستدلال أصلاً !! وإنما تكرره وكأنما الرد لم يكن !!
              أيها الأخ الفاضل : ما المقصود بالمحصنات في الآية الكريمة ؟ هل هن المتزوجات ؟ أم الحرائر ؟
              المقصود بالمحصنات في الآية المذكورة "الحرائر" وليس "المتزوجات" والدليل على ذلك مطلع الآية الكريمة حيث يقول الله تعالى [وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ] فهل "المتزوجات" يُنكحن ؟! بالطبع لا ، وبالتالي فمعنى المحصنات في الآية الكريمة هو الحرائر وليس المتزوجات .

              وعندما يقول الله تعالى عن الإماء : [فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ] فمعنى ذلك أن حد الأمة المتزوجة إذا زنت هو نصف حد الحرة التي لم تتزوج إذا زنت ، أي أن الأمة المتزوجة إذا زنت فحدها الجلد خمسون جلدة ، وأما إن كانت الأمة غير متزوجة فلا حد عليها وإنما هو التعزير لردعها ، والتعزير يحدده حاكم المسلمين ، وهذا هو الذي نقلته أنت بيدك عن الشيخ الشعراوي : ((
              فَإِذَآ أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَاتِ مِنَ ٱلْعَذَابِ.. } [النساء: 25] أي إذا تزوجت الإماء وجاءت الواحدة منهن بفاحشة فلها عقاب. أما إن لم تحصن فليس عليهن حاكم ويقوم سيدها بتعزيرها وتأديبها؛ لأن الأمة عادة مبتذلة، لكن عندما تتزوج تصير محصنة، فإن أتت بفاحشة نقول لها: أنت لك عقابك الخصوصي، لن نعاقبك عقاب الحرّة، لأن الحرة يصعب عليها الزنَى، لكن الأمة قد لا يصعب عليها أن يحدث منها ذلك، فليس لها أب ولا أخ ولا أسرة، فقال: { فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى ٱلْمُحْصَنَاتِ مِنَ ٱلْعَذَابِ.. } [النساء: 25]، أي نصف ما على الحرائر من العذاب.))


              ويقول السعدي في تفسيره : ((
              وقوله: { فَإِذَا أُحْصِنَّ } أي: تزوجن أو أسلمن أي: الإماء { فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ } أي: الحرائر { مِنَ الْعَذَابِ } وذلك الذي يمكن تنصيفه وهو: الجَلد فيكون عليهن خمسون جَلدة. وأما الرجم فليس على الإماء رجم لأنه لا يتنصف، فعلى القول الأول إذا لم يتزوجن فليس عليهن حد، إنما عليهن تعزير يردعهن عن فعل الفاحشة. وعلى القول الثاني: إن الإماء غير المسلمات، إذا فعلن فاحشة أيضا عزرن))

              وورد بتفسير ابن كثير : ((
              والأظهر - والله أعلم - أن المراد بالإحصان هاهنا التزويج; لأن سياق الآية يدل عليه ، حيث يقول سبحانه وتعالى : ( ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم ) والله أعلم . والآية الكريمة سياقها كلها في الفتيات المؤمنات ، فتعين أن المراد بقوله : ( فإذا أحصن ) أي : تزوجن ، كما فسره ابن عباس ومن تبعه .وعلى كل من القولين إشكال على مذهب الجمهور; وذلك أنهم يقولون : إن الأمة إذا زنت فعليها خمسون جلدة ، سواء كانت مسلمة أو كافرة ، مزوجة أو بكرا ، مع أن مفهوم الآية يقتضي أنه لا حد على غير المحصنة ممن زنا من الإماء ،))

              وورد بتفسير القرطبي : ((
              قوله تعالى : فإذا أحصن قراءة عاصم وحمزة والكسائي بفتح الهمزة . الباقون بضمها . فبالفتح معناه أسلمن ، وبالضم زوجن . فإذا زنت الأمة المسلمة جلدت نصف جلد الحرة ؛ وإسلامها هو إحصانها في قول الجمهور ، ابن مسعود والشعبي والزهري وغيرهم . وعليه فلا تحد كافرة إذا زنت ، وهو قول الشافعي فيما ذكر ابن المنذر . وقال آخرون : إحصانها التزوج بحر . فإذا زنت الأمة المسلمة التي لم تتزوج فلا حد عليها ، قال سعيد بن جبير والحسن وقتادة ، وروي عن ابن عباس وأبي الدرداء ، وبه قال أبو عبيد))


              فعليك الرد على ما سبق ذكره قبل الانتقال للناسخ والمنسوخ الذي تزعمه ! أثبت أن المقصود بالمحصنات في الآية هن المتزوجات وليس الحرائر ، وقد أثبتُ لك بالدليل من الآية نفسها أن المحصنات بالآية لا تعني إلا الحرائر .. وإلا فاستدلالك بهذه الآية باطل .
              فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
              شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
              مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
              لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
              إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
              أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
              خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
              الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

              أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
              <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
              ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

              تعليق

              • نصرة الإسلام
                المشرفة العامة
                على الأقسام الإسلامية

                • 17 مار, 2008
                • 14565
                • عبادة الله
                • مسلمة ولله الحمد

                #37
                رد: شبهة : لا رجم للزانية د.مصطفى محمود رحمه الله

                أنتظرُ إجابتك عن المشاركة السابقة أيها الأخ الفاضل aNGEL_oNE1 .

                وإلى ذلك الحين أكتبُ هذه المشاركة الجانبية السريعة للرد على مُتهمي حد الرجم بالوحشية والهمجية :



                أولاً : الأصل في الحدود أن تكون شديدة مخيفة كي تكون رادعة تحقق الغاية المرادة منها فتبتر السوء والفحش من المجتمع المسلم فتَطْهُر دولة الإسلام من الرذائل والشنائع ، ويأمن المواطن على نفسه وعرضه وماله وولده ، فينتشر الأمن والأمان والاستقرار في المجتمع المسلم ويعم الصلاح أرجاءه ، وتسمو القيم الأخلاقية الرفيعة لدى الإنسان فيزداد تمسكه بها - لما تحققه من نفع عاجل وآجل على نفسه وغيره - فترسخ تلك القيم السامية في المجتمع وتتوارثها الأجيال . وينعكس أمن المسلمين واستقرارهم وصلاح المجتمع على تقدمه وتفوقه على جميع الأصعدة ، إضافة إلى تنزل رضا الله تعالى وبركته وأرزاقه على دولة الإسلام الصالحة فيتحقق الخير للمسلم في الدنيا والآخرة أيضاً .

                هذه هي الغاية العظمى من الحدود الإلهية ، فإن كانت الحدود بسيطة أو مائعة لفقدت عنصر الردع والتخويف الذي يمنع المجرمين عن انتهاك حرمات الله والمسلمين . فحديث الملاحدة عن قسوة الحدود هو ضرب من الخبل ، لأن شدة الحدود مطلوبة لتحقيق الهدف ، ولو كانت هينة لكانت والعدم سواء ، ونحن نرى ونعاين الفساد الذي استشرى في البلاد والعباد نتيجة تعطيل الحدود الإلهية ..
                نعم الحدود شديدة مخيفة ، فمن الذي قال أن الحدود "لطيفة" مثلاً ؟! الحدود شديدة رادعة ، ومثلها كمثل سور عال مهيب ذي أطراف مدببة سامة وأسلاك شائكة ، يسري به تيار كهربائي صاعق .. نعم شكل السور لا يُعجب الكثيرين ، لكنه يؤدي وظيفته التي صُمِّم لأجلها والتي هي حماية القصر الجميل - بداخله - ذي المقتنيات الثمينة النادرة من كل جهاته ، فيودي السور بحياة كل من حاول اقتحامه أو تسلقه لأجل العبث بمحتويات القصر أو سرقة شيء من مقتنياته النفيسة . نعم تصميم السور ليس جميلاً - بل مخيف - لأن الجمال يجذب ويُجرِّئ المجرمين واللصوص على محاولة اقتحامه ، وأما الشكل المخيف فيردعهم عن الاقتراب أو التفكير في تجاوزه . وهكذا الحدود الإلهية تحوط حرمات الإسلام والمسلمين الغالية فتحميها وتحرسها لأصحابها .
                فشدة الحدود لا تعني الهمجية ولا الوحشية ، وإنما تعني وضع الأمور في نصابها السليم ، ولكنها عادة الملاحدة ذوي البضاعة الكاسدة الذين لا يجدون سوى التدليس والتلبيس لإضفاء بعض الوجاهة على كذباتهم العرجاء علها تحقق رواجاً !!



                وثانياً : حد الرجم على قدر من الشدة تتناسب مع قدر خسة ودناءة جريمة الزنا التي تحمل الكثير من معاني الخصال المشينة التي إن تفشت في المجتمع ، أدت إلى سقوطه وانهياره أخلاقياً وتفككه اجتماعياً وقيمياً ، إضافة إلى تفشي الأمراض وانتشارها ، وما يؤدي إليه ذلك من انخفاض انتاج الفرد - فكيف ننتظر العطاء من شخص مريض ينتهك حرمات ربه ؟! - ومن ثم سقوط المجتمع على المستوى الاقتصادي أيضاً ، وانتشار الخوف بين مواطني الدولة ، فلا المواطن يأمن على عرضه ولا يستأمن أخاه في الإسلام فينتشر الشك والتخوين بين أفراد المجتمع المسلم ، وتنتشر جريمة القتل بشيوع الزنا حيث يثأر المواطن لعرضه كما يريد ، وتختلط الأنساب ، وينزل غضب الله تعالى على هذا المجتمع ، أفلا تستحق جريمة الزنا مثل هذا الحد الشديد الذي يمنع كل هذه المصائب والشرور ويردع من تسول له نفسه التلبس بها والانقياد لغرائزه فيما لا يحل له ؟!



                وثالثاً : الملاحدة ينظرون لحد الرجم بعين واحدة ، فيرون مشهد الرجم وقسوته ، لكنهم يتعامون عن النصف الآخر من الصورة ، فيتعامون عن مشهد المرأة في فراش رجل أجنبي تخون زوجها بينما هو في عمله يكد وينصب كي تعيش هي عيشة كريمة ، ثم تنسب له طفلاً ليس له ، ينفق عليه من ماله وجهده ومشاعره وهو يظنه ابنه الذي من صلبه !! يتعامى الملاحدة عن هذه الخسة ولا يقيمون لها وزناً ، بينما ترتجف مشاعرهم "المرهفة" لأجل مشهد الرجم ! ولا عجب فهؤلاء قوم لا منظومة أخلاقية لديهم ، وإن وُجِدت لديهم بعض الأخلاق لكانوا مخالفين بها مبادئ إلحادهم الانتهازي النفعي الذي لا يعترف بالأخلاق قط .
                الملاحدة يتعامون عن مشهد الرجل النذل الذي يخون أخاه في الإسلام ويتطاول على عرضه الذي من المفترض أن يكون حامياً له في غياب أخيه المسلم ، فيرضى الخسيس لأخيه ما لا يرضاه لنفسه ، بل وقد يقتل من يتجرأ على عِرضه . ولا عجب أن يتعامي الملاحدة عن ذلك ، فهم لا يعلمون للخيانة ولا للزنا معنى أصلاً ، فطالما كان الأمر برضا الطرفين البالغين فعلاقتهما "الأثيمة" تقع تحت طائلة الحريات الشخصية التي لا ينبغي لأحد أن يعترض عليها ، وإلا كان مخالفاً مبادئ الإلحاد الذي يكفل الحريات كاملة لكل الأطراف .

                الملاحدة كذلك يتعامون عن الدمار النفسي الذي يتعرض له زوج الزانية من معرة أليمة تلتصق به وبأولاده طوال حياتهم ، الملاحدة لا يرون أي من هذا الأذى الذي يطال الأفراد والمصائب التي تطال المجتمع بسبب جريمة الزنا ولا يهتزون لها ، بينما تتحرك مشاعرهم "الرقيقة" لحد الرجم !! العجب أن الملاحدة يقلبون الآية والحقيقة أن الزنا الذي يتسبب في كل هذه الفظائع بحق الأفراد والمجتمعات هو عين الهمجية والتخلف والوحشية ، بينما حد الرجم الرادع لكل زانٍ ومَن تسول له نفسه ، والمانع من كل تلك الفظائع لَهُو قمة التحضر والرقي .



                ورابعاً : عندما يتم التساهل في جريمة الزنا سواءًا بعدم تطبيق الحد أو لو كان الحد بسيطاً ، فحينها لن يتوقف الأمر عند شيوع الزنا وحسب ، بل ساعتها سينتقل المجتمع إلى زنا المحارم وشيوعه ، والشذوذ وشيوعه ، بل وسيصل الأمر إلى جماع البهائم . نعم لا تستغربوا ولا تستهجنوا ، فهي مجرد خطوات للشيطان وإن استغرقت الخطوة ألف عام ، فالشيطان يمد للعباد حبال الصبر حتى يظفر منهم بما يريد ، فمن كان يتصور منذ ألف عام مثلاً أن رمضان في أيامنا هذا قد أصبح شهراً مخصصاً لسباق المسلسلات التي تكثر بها المشاهد الفاحشة التي تدخل كل بيت الآن فيراها الصغير والكبير بلا حياء ولا استهجان إلا من القليل ؟! منذ ألف عام كان من يفوته القيام - لعذر - في ليلة من ليالي رمضان يظن أنه قد هلك !!
                أكل هذه الفواحش والمهازل - السابق ذكرها - لا تستحق حد الرجم لمنعها ؟!
                طبعاً الملحد لا يبالي بكل هذا ، فحتى جماع البهائم يقع تحت طائلة الحريات الشخصية التي يكفلها الإلحاد ، وأما الملحد الذي يرى في نفسه أخلاقاً مانعة له من ارتكاب الفواحش فيفرح بنفسه ويقول : "ها أنا ذا ملحد ولا أريد الفواحش وهذا على خلاف ما يزعمه المسلمون من أن الملاحدة يريدون الزنا" !! وهنا نقول له : "لا يَطُل فرحك يا هذا ، فأخلاقك التي لا تزال راسخة في نفسك فلم ينجح الإلحاد في انتزاعها بعدُ إنما هي من الدين الذي كنتَ عليه ، ومن قيم المجتمع الذي نشأتَ فيه ، تلك القيم المجتمعية المستمدة من الدين أيضاً" . فلا تفرح كثيراً يا ملحد ، فلا يوجد قط إلحاد أخلاقي ، وإنما قد يوجد ملحد ذو أخلاق ، وهو كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود .



                خامساً : شروط تطبيق حد الرجم شديدة وصارمة ، وحتى تتحقق في مسلم فذلك لا يعني إلا أن هذا المسلم قد اختار حد الرجم وأراده ، فلماذا نمنعه عنه ؟! الزاني نفسه لم يرحم نفسه ولم ينج بنفسه من مهلكة الزنا وهو عالم بعاقبته الشديدة ، فلماذا تتظاهر بالرحمة والشفقة تجاهه يا ملحد ؟! أم أنك أرحم بالزاني من نفسه مثلاً ؟!
                [شخص مسلم .. بالغ عاقل .. محصن متزوج .. تنتفي في حقه كل الشبهات التي تدرأ الحد .. يراه أربعة شهود متلبساً بتلك الجريمة الشنعاء] هذه من شروط تطبيق حد الرجم . ثم ربما رأى الزاني الحد يُقام على غيره قبله ، وهو يعلم عذاب الآخرة الأليم للزاني ، وهو يفعل ما يبغض أشد البغض أن يُفعَل بامرأته أو ابنته أو أخته أو أمه .. كل هذا لا يردعه ، فيدهسه بشهوة عابرة محرمة .. هل هذا شخص يستحق الشفقة أو الرحمة ؟!

                شروط تطبيق حد الرجم من الصعوبة بمكان كي تتحقق في شخص ، بحيث إن تحققت تيقنَّا أن هذا الشخص شديد الفحش ، شديد الفجور ، شديد الاجتراء على حرمات الله ، قد انتُزعت خشية الله وخشية عذابه من قلبه ، ولذا مثل هذا الشخص لا يستحق ذرة رحمة ولا شفقة ، فهو نفسه لم يرحم نفسه ولم يشفق عليها ، بل وجدها رخيصة مقابل لحظات من المتعة الحرام ! فننصح الملحد أنه "بلاش يعيش في دور الحنين" ، فصاحب الشأن لم يفعلها !



                سادساً : أنت - إزاء حد الرجم - واحدٌ من اثنين :
                ** إما أنك إنسان عفيف ذو خلق تحب العفاف لك ولأهل بيتك ولغيرك ، وبالتالي سيسعدك حد الرجم وترى فيه الخير لردع نفسك - إن ضعفتْ - ولأهل بيتك ولغيرهم حيث يحقق لكم جميعاً حِفظ أعراضكم وحفظ أنسابكم وسائر الخيرات التي ينعم بها المجتمع - والتي سبق ذكرها - في ظل شيوع العفاف والخلق الرفيع .

                ** وإما أنك إنسان تحب الزنا ولا تريد ما يعوقك عنه وتبغض أن يُعكر عليك صفوك عقوبة منتظَرة ولا تعبأ باختلاط الأنساب ولا يعنيك تردي الأخلاق بالمجتمعات إذا لا أخلاق يحثك عليها إلحادك ، فهنا نقول لك : أفصح عن غرضك صراحة يا ملحد ، وكف عن ادعاء الرحمة والشفقة المزعومتيْن ، وتوقف عن اتهام الإسلام زوراً بالهمجية والوحشية والتخلف ، فالحقيقة أنك معدوم الأخلاق تحب الزنا وتريد العبث بالأعراض بلا رادع وبلا شفقة أو رحمة بأصحاب الأعراض ، تريد أن تعيش كالبهائم همجياً فتعاشر هذه وتزني بتلك بلا قيود أو حقوق أو واجبات يلزمك بها زواج شرعي ! هذا الذي يريده الملحد - وأشباهه - ببساطة ، لأنه إن وَضَع حد الرجم في سياقه - وبحسب ما ورد ذكره آنفاً - لرأى فيه الرحمة والعدل والأمان والتحضر والرقي ، لكن لأن للملحد أغراضاً أخرى يعوقه عنها حد الرجم ولا يريد الإفصاح عنها ، فهو يلعب دور الرحيم العطوف ذي القلب الرقيق والمشاعر المرهفة الذي لا يتحمل "قسوة" حد الرجم !! لكنَّ حواراً بسيطاً معه يفضحه أمام نفسه والآخرين . وأما إن كان المعترِض محترماً فما الذي يضيره في حد الرجم ؟!



                كانت هذه عدة نقاط سريعة -
                أغفلتُ منها بعض العناصر فلم أعرج عليها لضيق الوقت - بالنسبة للرد على الملاحدة وأشباههم الذين يتهمون الإسلام بما ليس فيه ، وبدلاً من الرد عليهم بما يلجمهم ، نجد بعض المسلمين يسارعون لاسترضائهم فينفون الوحشية والهمجية عن الإسلام من خلال نفي الحدود الإلهية ورد الأحاديث الصحيحة !! فكيف تُسلِّمون للملاحدة بتلك المغالطة القبيحة يا مسلمين ؟! هل أثبت الملاحدة لكم أصلاً الوحشية والهمجية في الحدود حتى تلهثوا لنفيها عن الإسلام ؟! لا تكونوا أتباع كل ناعق يا مسلمين واعتزوا بدينكم ولا يكن في صدوركم حرج منه وسلِّموا لحكم الله تسليماً وارفعوا رؤوسكم عالياً .. والحمد لله على نعمة الإسلام .
                وقبل أن يستدرجكم الملاحدة للحديث الكاذب عن وحشية الحدود في الإسلام ، فألقموهم هذا الموضوع : ((
                فضائح الملاحدة)) وعَرِّفوهم بحقيقة إجرامهم وإرهابهم ووحشتيهم ، فلم يعد ينقصنا إلا أن يتحدث عن الإسلام العظيم أهل الإرهاب والإجرام والعنف والدموية والوحشية والهمجية ، فيلصقون مصائبهم بالإسلام والمسلمين كالتي رمتنا بدائها وانسلت !!!
                فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
                شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
                مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
                لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
                إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
                أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
                خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
                الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

                أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
                <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
                ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

                تعليق

                • محب المصطفى
                  مشرف عام

                  • 7 يول, 2006
                  • 17075
                  • مسلم

                  #38
                  رد: شبهة : لا رجم للزانية د.مصطفى محمود رحمه الله

                  و بعدين انا عايز اعرف انه خليتو مشاركة الأخ مجدي أبو وردة برايفت ليه؟ ده شيء غريب جداً برضو!!!
                  توضيح اشرافي :

                  ومشاركتك التانية كمان يا aNGEL_oNE1 ولو عاوز تنطرد تاني زي عضويتك الاولى لنفس هذا الموضوع ‏anGel_OnE مفيش مانع :

                  1- الكلام في المنتدى لمنهج اهل السنة فقط قبلته قبلته لم تقبله اخرج بهدوء دون اثارة مشكلات فيكون أفضل للجميع .
                  2- الكلام عن الدين يكون بمنتهى الاحترام والا ستطرد مجددا غير مأسوف عليك ، بس اختار اسم غير اسماء النصارى للمرة القادمة.
                  3- ليس لك دخل بغيرك من الأعضاء ، هم وحدهم لهم الحق في متابعة حقوقهم والمطالبة بها .




                  مرحباً بكم من جديد
                  يا جماعة الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية

                  4- والاستعباط يفسد للعضويات قضايا .
                  5- ولو رجعت لتشتيت الموضوع مجددا او حشر انفك في الدين او الناسخ والمنسوخ قبل تعلم منهج صحيح لذلك ستطرد من جديد .

                  وقد أعذر من أنذر ..
                  شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

                  سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
                  حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
                  ،،،
                  يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
                  وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
                  وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
                  عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
                  وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




                  أحمد .. مسلم

                  تعليق

                  • نصرة الإسلام
                    المشرفة العامة
                    على الأقسام الإسلامية

                    • 17 مار, 2008
                    • 14565
                    • عبادة الله
                    • مسلمة ولله الحمد

                    #39
                    رد: لا رجم للزانية للدكتور مصطفى محمود رحمه الله

                    المشاركة الأصلية بواسطة aNGEL_oNE1
                    المحصنات ليها معنيين متزوجات و/او حرائر و الحرة قد تكون متزوجة او غير متزوجة ، انتو اخدتوها بمعنى الحرائر غير المتزوجات عشان الأحاديث اللي مذكور فيها الرجم للمتزوجين لكن غير معروف إذا كانت الأحاديث دي قبل سورة النور ام بعدها و الدليل:
                    الأخ الفاضل
                    لا يعجبني هذا الاستهتار الذي يحف مشاركتك فانتبه لذلك . نحن لم نأخذ شيئاً ونترك آخر بمزاجنا لكني ذكرتُ لك مطلع الآية وأنت لا تقرأ شيئاً فتكرر كلامك بمنتهى الاستخفاف !! مطلع الآية يتحدث عن الحرائر غير المتزوجات ، وقلتُ لك سابقاً :
                    المقصود بالمحصنات في الآية المذكورة "الحرائر" وليس "المتزوجات" والدليل على ذلك مطلع الآية الكريمة حيث يقول الله تعالى [وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ] فهل "المتزوجات" يُنكحن -اى يتزوجن مرة اخرى- ؟! بالطبع لا .

                    فليس معنى أنك تتحدث في الكتاب والسنة بمزاجك ودون ضابط أو رابط أن نفعل نحن مثلك أيضاً !! نحن أمة الدليل والبرهان ،
                    والآية تتحدث عن الحرائر غير المتزوجات والدليل في مطلع الآية نفسها ، فهل لديك ما يدحض الدليل ؟! ليس لديك شيء . فلما تعترف أن استدلالك بالآية باطل أو تأتي بالدليل على خطأ معنى الحرة غير المتزوجة في الآية الكريمة ، فساعتها انتقل لما بعد ذلك !!

                    والعجيب فعلاً أنك لا تحسن كتابة الفصحى وتتجرأ عن الحديث في الناسخ والمنسوخ !
                    على أية حال أريد منك الرد على هذا السؤال - الذي سأكرره مرة أخرى - لأعلم وجهة الحوار بالضبط :
                    لنفترض جدلاً أنك قد أفلحتَ في نفي حد الرجم - مجرد افتراض - فكيف ستسترضي الملاحدة في حد السرقة وحد الحرابة مثلاً وكلاهما في القرآن الكريم ؟!

                    لديك سؤالان
                    باللون الأزرق فأجب عنهما بلا استرسال في غيرهما .
                    فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
                    شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
                    مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
                    لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
                    إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
                    أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
                    خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
                    الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

                    أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
                    <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
                    ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

                    تعليق

                    • أحمد.
                      مشرف اللجنة العلمية

                      حارس من حراس العقيدة
                      • 30 يون, 2011
                      • 6655
                      • -
                      • مسلم

                      #40
                      رد: شبهة : لا رجم للزانية د.مصطفى محمود رحمه الله

                      الزميل "الملاك واحد"

                      طالعتُ المَوضوعَ مُطالعَة سريعَة وَتوقَّفْتُ على الآتي

                      * إن كانَ فِعلا ثمَّة خطأ فيما علمناهُ مِنْ التفريقِ بينَ الزاني المُحصنِ وَغيرِ المُحْصَنِ في الحَدِّ فما أجْمَلَ أنْ يَنكشفَ هَذا الخطأ وَيظهرَ الحَقُّ فنقولَ "سَمِعْنا وَأطعْنا" كما أمَرَنا ربُّنا تبارَك وَتعالى، لذا فأوجَبُ الواجبِ عليكَ أنْ تُجيبَ تساؤلاتِنا لتجلو شكوكنا وُتسقِطَ اعتراضنا وَتُذهِبَ غضبنا.

                      * أراك - وَالقائلينَ بعَدَم التفريقِ - لا تَستقرونَ على حالٍ بخصوصِ النصوص النبويَّةِ التي توجبُ الرجْمَ، بينما التسلسلُ المَنطقيُّ المُعْتبَرُ في علمِ "أصولِ الفِقهِ" وَما تقتضيهِ أصولُ الشريعَةِ وَمقاصِدُها عنْدَ تَعارُضِ نصَّينِ مَنسوبينِ للوَحي الإلهيِّ البدء بمُحاوَلةِ الجَمْعِ بينَ النصَّينِ، فإنْ تعذَّرَ الجَمْعُ نلجأ للترجيحِ، ذلكَ أنَّ إعمالَ الدليلينِ خيرٌ مِنْ إسْقاطِ أحَدِهِما، وَإسْقاطَ الدليلِ بعْدَ قيامِهِ لا يكونُ إلا بحُجةٍ، فما الحجَّة التي تُقدِّمُها لإسْقاطِ السنَّةِ الفعْليَّةِ وَالقوليَّةِ وإجماعِ الصحابَةِ ؟

                      * دليلُك أنَّ آيَة النورِ جاءتْ ناسِحَة للسنَّةِ أُجيبَ بالآتي

                      - النسخُ يلزَمُ فيهِ أنْ يكونَ الناسِخُ مُتأخِّرا عَنْ المَنسوخ، فيلزمُ أنْ تُقيمَ لنا الدليلَ على أنَّ الآيَة مُتأخِّرَةٌ عَنْ السنَّةِ.

                      - اعتمادُك على كلمَةِ "لا أدري" لراوي الحديث يَنْسِفُ دعواكَ أنْتَ لا دعوانا نحنُ، فُمُقتضى الكلمَةِ أنَّ الدليلَ الأوَّلَ قدْ يكونُ سابقا للدليلِ الثاني وَقدْ يكونُ لاحِقا عليهِ، وَبينما "النسخُ" الذي تقولُ بهِ يستلزمُ تأخُّرَ أحَدِ الدليلينِ عَنْ الآخَرِ فإنَّ "التخصيصَ" الذي نقولُ بهِ لا يَستلزِمُ ذلكَ، فقبولنا قولك ينقض دعوى النسخِ وَلا يؤثِّرُ على دعوى التخصيصِ، فثبتَ عَدم انتفاء دعوى التخصيصِ بذلِكَ.

                      - حتَّى لو أقَمْتَ الدليلَ على أنَّ آيَة النورِ كانَتْ آخِرَ الأمْرَينِ لمْ يَلزَم مِنْ ذلِكَ تيقُّنُ "النسْخِ" لأنَّ "التخصيصَ" أيضا يُمْكِنُ أنْ يكونَ ولو كانَ الدليلُ العامُّ مُتأخِّرا عَنْ الخاصِّ، فغايَة ما ينفَعُكَ بإثباتِ التأخُّرِ هوَ التدليل على "إمكانيَّةِ" وقوعِ النسْخِ لا على "لزومِهِ"، ولأنَّ التخصيصَ فيهِ إعمالٌ للدليلينِ بينما النسخُ فيهِ إعْمالٌ لأحَدِهِما وإهْمالٌ للآخَرِ، فتكونُ الأولويَّة للتخصيصِ مالم يَقُم دليلٌ مُعتَبَرٌ على النسخِ، ولا دليلَ، فثبتَ انتِفاءُ دعوى النسخِ بذلِكَ.

                      - وأمَّا نقولاتُ الصحابَةِ رضوانُ اللهِ عليهِم فغاية ما يَعنينا مِنْها إقرارُهُم بأنَّ آخرَ عَهْدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلم رجْمُ الزاني المُحْصَنِ، بالقولِ وَالفِعْلِ، القولُ بأنْ قالوا عَنْهُ ذلِكَ، وَالفِعلُ بأنْ رَجَموا كما رجَمَ صلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّم، وَلمْ يَعْترِضْ واحِدٌ مِنْهُم لا على القولِ وَلا على الفِعْلِ، بينما لو ناقضَ ذلِكَ الحقَّ لاعترَضوا وَلو اعْترَضوا لنُقِلَ عَنْهُم وَاشتَهَرَ، وَلمْ يشتَهَرْ بلْ لمْ يُعْرَفْ عَنْهُم اعتِراض وَلا قولٌ بوقوعِ النسخِ، فكانَ ذلِكَ إجماعا على عَدَمِ وقوعِهِ - وَيلزَمُك للقولِ بوقوعِ النسخِ الادعاءُ بأنَّ الصحابَة اجْتَمعوا على الكذبِ على رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسلَّم وَتواطئوا على إخفاءِ هَذا الحُكمِ.


                      ِ* قول اللهِ تعالى في الأمَةِ المُحْصَنةِ "فعليهِنَّ نِصْفُ ما على المُحْصناتِ مِنَ العَذابِ" مَدارُهُ على المَقصودِ بكلِمَةِ "المُحصناتِ"، ذلكَ أنَّ الحصانَ وَالإحْصانَ وَنحوَهما يأتي في القرآنِ بمعانٍ مَدارُها على الصيانَةِ وَالحِراسَةِ وَالحفظ ونحو ذلك، كما في قوله تعالى "إلا قليلا مِمَّا تُحصِنونَ" وَقولِهِ "مُحصنين غيرَ مُسافِحينَ" وَقولِهِ "وَالتي أحْصَنَتْ فرْجها" وَقولِهِ "وَعلمناهُ صنْعَة لبوسٍ لكُم لتُحْصِنَكم مِنْ بأسِكم" وَقولِهِ "لا يُقاتِلونَكم جميعا إلا في قرى مُحصَّنَةٍ" وَقولِهِ "وَلا تُكرِهوا فتياتِكم على البغاءِ إن أردْن تَحَصُّنا" .. وَالكلِمَة إذا أُطلِقَتْ على النِّساءِ في القرآنِ أُريدَ بها العفافُ وَالزواجُ والحُريَّة وَالإسْلامُ، كما في قولِهِ تعالى "وَالمُحصناتُ مِنَ النساءِ إلا ما مَلكتْ أيمانُكم" وقولهِ تعالى "محصناتٍ غير مُسافِحاتٍ ولا مُتَّخذاتِ أخدانٍ" وقوله "والذين يرمون المحصناتِ" وقوله تعالى "وَالمُحصناتُ مِنَ المؤمناتِ وَالمُحصناتُ مِنَ الذينَ أوتوا الكِتابِ" فهيَ مِنْ قبيلِ المُشترَكِ اللفظيِّ لا يُعْرَفُ مَعناها إلا بحُكمِ السياقِ.

                      فحَمْلها على العفافِ لا مَعنى لهُ لأنَّ حدَّ الزنى مَوضوعٌ للعفيفَةِ وَغيرِها.
                      وَحمْلهُ على الإسلامِ لا وَجْهَ لهُ لأنَّ المُسلمَة قدْ تكونُ حُرَّة أو أمَة.
                      وَحمْلهُ على المُتزوِّجَة لا محلَّ لهُ لأنَّ الحدَّ واحِدٌ في المتزوجَةِ وَغيرها حسبَ قولِكَ ولأنَّ الرجْمَ لا يَنتَصِفُ حَسْبَ قولِنا.

                      فلا مَناصَ مِنْ حملِ المَعنى على "الحرَّةِ" لا سيَّما وَهَذا الأكثرُ مُناسَبَة لسياقِ الآيَةِ التي تتناوَلَ الحرائرَ والإماءَ، فالمعنى "من لم يستطع أن ينكح حرَّة ينكح أمَة فإنْ أتت الأمَة بعْد النكاح بفاحِشَة فحدها نصف حد الحرَّة" .. وَهذا هوَ مَفهومُ السياقِ وَمُقتضاهُ، فتأمَّلْ كيفَ يوجِّهُ اللهُ تعالى الرِّجالَ إلى الزواجِ ويحثُّهم على نِكاحِ الحرائرِ المؤمِناتِ - كأفْضلِ خِيارٍ - فمن لم يجد الحرَّة يلجأ إلى الأمَةِ المؤمنة - كثاني اختيارٍ - وَلِما كانَ قدْ توارثَتْهُ العَربُ في الجاهليَّةِ مِنْ تخصيصِ الإماءِ بالزنى وَالعُهْرِ دونَ الحرائرِ - في الغالب الأعَمِّ - بيَّن اللهُ تعالى أنَّهُنَّ في هذهِ الحالةِ "مُحصناتٍ غير مُسافِحاتٍ وَلا مُتَّخِذاتِ أخدانٍ" ثمَّ نصَّ على عقوبَةِ الأمَةِ إذا زنتْ بعْدَ الزواجِ فنصَّ على أنَّها نِصْفُ عقوبَةِ الحرَّةِ .. وَلكِنْ أيُّ حُرَّةٍ ؟ .. الحرَّةُ الوَحيدَة المذكورةُ في النصِّ وَالسياقِ هِيَ "الحُرَّة غير ذاتِ الزوجِ" فهي المذكورةُ وَالحديثُ عَنْها فكأنَّهُ قالَ "انكِحْ هَذِهِ الحرَّة غيرَ المُتزوِّجَةِ فإن لم تستطع فانكِح هذه الأمَة فإن زنت بعد الزواج فحدها نصف حد هذه الحرَّة غير المتزوجة" .. بهذا يستقيم المَعنى.

                      وَغاية ما تستطيعُ الاعْتِراضَ بهِ على هَذا الفَهْمِ أنْ تقولَ "بل المقصودُ هوَ الحرَّة بكرا كانت أو ثيِّبا وَهذا يدلُّ على أنَّ الحدَّ فيهما واحِدٌ" .. وَيُجابُ على هَذا بأنَّ لفظ "الحرَّةِ" في هَذِهِ الحالةِ يكونُ لفظا عامًّا كلفظِ "الزانيَةِ" في آيَةِ النورِ فيكونُ مُخصَّصُا بالسنَّةِ وإجماعِ الصحابَةِ كما سبَقَ، فيُخصَّصُ المعنى وَيكون "الحرَّة غير المُحصنة" لأنَّ "المحصنة" حدُّها الرجْمُ - إعمالا للسنَّة وَالإجماعِ - وَالرجم لا ينتصِفُ.

                      وَهذا ليسَ سِوى شرْحٍ مُبسَّطٍ لعباراتِ "الإخوة" عُلماءِ الأمَّةِ التي لمْ تَفهَمْها وَلم تعيها بلْ نقلتَها نقلَ الأنْعامِ تستدلُّ بها ولا تَعلمُ أنَّك إنَّما تستدلُّ بما يَنقضُ قولَك على صِحَّةِ مذهبك .. تماما كما نقلتَ قولَ "الأخ" الحافِظِ ابنِ كثيرٍ في أهْلِ الذكرِ "كاليهودِ وَالنَّصارى وَسائرِ الطوائفِ" مستدلا بهِ على أنَّ أهْلَ الذكرِ هُم - فقط - أهْلُ الكِتابِ، وَجَحَدت قولَ اللهِ تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر" وقوله تعالى "وأنزلنا إليك الذكر" وقوله "والذكر الحكيم".

                      وَاللهُ تعالى أعلى وأعْلمُ
                      وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                      رحِمَ
                      اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                      تعليق

                      • نصرة الإسلام
                        المشرفة العامة
                        على الأقسام الإسلامية

                        • 17 مار, 2008
                        • 14565
                        • عبادة الله
                        • مسلمة ولله الحمد

                        #41
                        رد: شبهة : لا رجم للزانية د.مصطفى محمود رحمه الله

                        الأخ الكريم aNGEL_oNE1

                        تم حجب مشاركتك السابقة وسيتم حجب كل مشاركة لاحقة إن كانت على نفس شاكلة النسخ واللصق . ويبدو جلياً عدم جديتك في الحوار ، فكل ما تأتي به يتم الرد عليه تفصيلاً من الإخوة ، وأنت لا تأبه ولا تكترث فتتجاهل كل ما يأتونك به وتبدأ في النسخ واللصق مرة أخرى ، ولِمَ لا ؟! ، فما أسهل من ضغطتين فقط على الكيبورد (تنسخ من هناك - وتلصق هنا) ، وأما الرد ومقارعة الحجة بالحجة فصعبة ، وليس ذلك مما يعيبك في الحقيقة ، لكن الذي يعيب هو أن تصر على الجدال بغير علم وأنت تعلم أنك غير مؤهل لذلك ، بدلاً من أن تجلس مجلس طالب العلم الذي يسأل ليتعلم ..

                        على أية حال إن أردتَ التخلي عن النسخ واللصق وكانت لديك اعتراضات على ما ذكره الإخوة وتريد أن تسأل لتتعلم ما تجهله فأهلاً وسهلاً ونحن بانتظار مشاركاتك ، وأما إن لم يكن لديك سوى النسخ واللصق وتجاهل ردود الإخوة ، فأنصحك ألا تتعب نفسك فسيتم حجب مشاركاتك التي ستكون على تلك الشاكلة.

                        هدانا الله وإياك ..
                        فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
                        شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
                        مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
                        لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
                        إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
                        أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
                        خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
                        الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

                        أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
                        <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
                        ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

                        تعليق

                        • فارس الميـدان
                          مشرف عام أقسام
                          المذاهب الفكرية الهدامة
                          ومشرف عام قناة اليوتيوب

                          • 17 فبر, 2007
                          • 10117
                          • مسلم

                          #42
                          رد: شبهة : لا رجم للزانية د.مصطفى محمود رحمه الله

                          يقول الله تعالى فى كتابه العزيز: [وَالَّلاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً] .. [النساء: 15] ..

                          ويقول رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم:
                          ‏ ‏[خذوا عنى فقد جعل الله لهن سبيلاً: ‏‏الثيب ‏بالثيب ‏‏جلد مائة ثم الرجم والبكر بالبكر جلد مائة ونفى سنة] .. [رواه الترمذى] ..

                          وقد ورد هذا أيضاً عن إبن عباس ..

                          ويقول الله تعالى:
                          [الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ] .. [النور: 2] ..

                          وعن الشعبى أنه قال:
                          [أتى على بزان محصن فجلده يوم الخميس مائة جلدة ثم رجمه يوم الجمعة .. فقيل له جمعت عليه حدين .. فقال جلدته بكتاب الله ورجمته بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم] .. [رواه أحمد] ..

                          قلتُ: فدل فعل على رضى الله عنه على أن الرجم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

                          ورَجْم الزانى المحصَن مما جاءت به الشرائع السماوية ..

                          فقد جاء فى التوراة ثم جاءت به شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ..


                          يقول زيد إبن ثابت:
                          [أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة)] .. [سنن الدارمى] ..

                          يقول الشيخ إبن عثيمين عن نص الآية الكريمة:
                          [والآية إن صحت (الشيخ والشيخة) تعلق الحكم بالشيخوخة لا بالإحصان] .. [فتاوى إبن عثيمين] ..

                          قلتُ:
                          وهذا هو الصواب ..

                          وأخطأ من تكلم فى نص الآية الكريمة ..

                          فيكون نسخ الآية من الخصوص إلى العموم ..

                          وهذا يتوافق مع من قال نُسخ لفظها وبقى حكمها ..

                          إذ أن الزنى فى الشيوخ أو العجائز أقبح ..

                          ويُستفاد من ذلك:
                          التشنيع عليهم ..

                          فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
                          [ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولا ينظر إليهم ولهم عذاب أليم: شيخ زان وملك كذاب وعائل مستكبر] .. [رواه مسلم] ..

                          فتكون الآية قد خصت الشيوخ المحصنين أولاً بالحكم ..

                          ثم عم الجميع بعد ذلك شباباً ورجالاً وشيوخاً ..

                          يقول الإمام الشوكانى:
                          [وذهب أبو حنيفة وأكثر أصحابه والقاضى عبد الجبار إلى أن العام المتأخر ناسخ للخاص المتقدم] .. [إرشاد الفحول] ..

                          ويؤيد هذا ما ورد عن أبى إبن كعب أنه قال:
                          [يجلدون ويرجمون .. ويرجمون ولا يجلدون .. ويجلدون ولا يرجمون] .. [رواه النسائى] ..

                          وعليه عقب قتادة فقال:
                          [الشيخ المحصن إذا زنى يجلد ثم يرجم .. والشاب المحصن يرجم إذا زنى .. والشاب الذى لم يحصن يجلد] .. [رواه النسائى] ..

                          وقد أجمع السلف على أن الرجم يخص المحصنين دون غيرهم ..

                          وقد روى عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم رجم رجلاً وإمرأة من اليهود محصنين ..

                          قال:
                          [زنا رجل من اليهود وإمرأة فقال بعضهم لبعض: إذهبوا بنا إلى هذا النبى فإنه نبى بعث بالتخفيف .. فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها وإحتججنا بها عند الله عز وجل .. قلنا فتيا نبى من أنبيائك .. قال: فأتوا النبى صلى الله عليه وسلم وهو جالس فى المجلس فى أصحابه .. فقالوا: يا أبا القاسم ما ترى فى رجل وإمرأة منهم زنيا .. فلم يكلمهم بكلمة حتى أتى بيت مدراسهم فقام على الباب .. فقال: أنشدكم بالله الذى أنزل التوراة على موسى ما تجدون فى التوراة على من زنى إذا أحصن .. قالوا: يحمم ويُجبَّه ويجلد .. والتجبية أن يحمل الزانيان على حمار فيقابل أقفيتهما ويطاف بهما .. قال: وسكت شاب منهم .. فلما رآه النبى صلى الله عليه وسلم سكت الظّ به النشدة .. فقال: اللهم إذ نشدتنا فإنا نجد فى التوراة الرجم .. قال النبى صلى الله عليه وسلم: فما أول ما إرتخصتم فى أمر الله .. قال: زنا ذو قرابة من ملك ملوكنا فأخر عنه الرجم .. ثم زنا رجل فى أسرة من الناس فأراد رجمه فحال قومه دونه .. فقالوا: لا يرجم صاحبنا حتى تجىء بصاحبك فترجمه فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم .. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: فإنى أحكم بما فى التوراة .. ثم أمر بهما فرجمهما] .. [رواه أبوداود فى سننه] ..

                          ويقول عمر رضى الله عنه:
                          [لا تخدعن عنه فإنه حد من حدود الله .. ألا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا بعده .. ولولا أن يقول القائلون: زاد عمر فى كتاب الله (ما ليس فيه) لكتبت فى ناحية المصحف: شهد عمر بن الخطاب وفلان وفلان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم ورجمنا من بعده .. ألا وإنه سيكون قوم يكذبون بالرجم والدجال وعذاب القبر وبقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا] .. [رواه أحمد فى مسنده] ..


                          والظاهر من لفظ الإمام أحمد أن عمر كان يتخوف أن يطول العهد بالناس فيقولوا:
                          لا نجد الرجم فى كتاب الله ..

                          فهو مجرد تخوف ..

                          وليس أنه يقرر أن الحكم بعمومه هو الذى نُسخ لفظه وبقى حكمه ..

                          لأن نصوص الأحكام والفرائض تستقى من القرآن والسنة معاً وليس القرآن فقط ..

                          وقد أجمع أهل السنة والجماعة على أن السنة مبينة ومفسرة للقرآن ..

                          والجمهور من الأئمة على نسخ السنة للقرآن ..

                          وكذلك ما صح من الآحاد يجوز نسخ القرآن والمتواتر من السنة به على الراجح ..

                          لقوله تعالى:
                          [وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ] .. [النحل: 44] ..

                          والذكر هو القرآن ..

                          وبيان الرسول له بالتلاوة والتعقيب ..

                          فتكون آية النور قد نسخت آية النساء وأثبتت حكم الجلد للبكر وغيره للحديث الشريف ..

                          ويكون الحديث ناسخاً لخصوص آية الرجم مثبتاً لحكم الجلد للمحصن ..


                          ومن المعروف أن سورة النور نزلت بعد سورة الأحزاب ..

                          وآية الرجم كانت فى سورة الأحزاب ..

                          وذهب أكثر أهل العلم إلى نسخ الجلد فى حق المحصن ..


                          يقول الإمام الهمذانى:
                          [فذهب طائفة إلى أن المحصن الزانى يجلد مائة جلدة ثم يرجم عملاً بحديث عبادة ورأوه محكماً .. وممن قال به: أحمد بن حنبل وإسحاق ابن راهويه وداود بن على الظاهرى وأبو بكر بن المنذر من أصحاب الشافعى .. وخالفهم فى ذلك أكثر أهل العلم وقالوا: بل يرجم ولا يجلد وروى ذلك عن عمر بن الخطاب وإليه ذهب إبراهيم النخعى والزهرى ومالك وأهل المدينة والأوزاعى وأهل الشام وسفيان وأبو حنيفة وأهل الكوفة والشافعى وأصحابه ما عدا ابن المنذر ورأوا حديث عبادة منسوخاً وتمسكوا فى ذلك بأحاديث تدل على النسخ ... وقد روى حديث ماعز نفر من أحداث الصحابة نحو سهل بن سعد وإبن عباس وغيرهما ورواه أيضاً نفر تأخر إسلامهم وحديث عبادة كان فى أول الأمر وبين الزمانين مدة] .. [الاعتبار فى الناسخ والمنسوخ من الآثار بتصرف] ..


                          الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

                          تعليق

                          مواضيع ذات صلة

                          تقليص

                          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                          ابتدأ بواسطة عبدالحميد حسين سيد أحمد, منذ 2 يوم
                          ردود 0
                          17 مشاهدات
                          0 ردود الفعل
                          آخر مشاركة عبدالحميد حسين سيد أحمد
                          ابتدأ بواسطة أحمد هاني مسعد, منذ أسبوع واحد
                          ردود 0
                          22 مشاهدات
                          0 ردود الفعل
                          آخر مشاركة أحمد هاني مسعد
                          ابتدأ بواسطة أحمد الشامي1, 25 أكت, 2024, 09:42 م
                          ردود 0
                          18 مشاهدات
                          0 ردود الفعل
                          آخر مشاركة أحمد الشامي1
                          بواسطة أحمد الشامي1
                          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 18 أكت, 2024, 01:29 ص
                          رد 1
                          14 مشاهدات
                          0 ردود الفعل
                          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                          بواسطة *اسلامي عزي*
                          ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
                          رد 1
                          37 مشاهدات
                          0 ردود الفعل
                          آخر مشاركة الراجى رضا الله
                          يعمل...