لو أنهم حاربوا المباذل والمفاسد!
لو أن عشر ما تبذله الصليبية العالمية في حرب الإسلام بذل في محاربة الزنا والربا لارتفع مستوى الحضارة الحديثة واعتدل ميزانها وكان للأجيال الجديدة خلق أزكى وكان للتقاليد التي تسود الأرض منهج أرقى ..
لكن علماء أهل الكتاب المحدثين صورة طبق الأصل لآبائهم الأقدمين يسلقون الإسلام بلسان حاد . ويدعون شعوبهم تقترف المناكر (( لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت !! لبئس ما كانوا يصنعون )).
اقرأ معي هذه القصة منقولة عن مجلة فرنسية .. كان عمر (( ساندرين )) اثنتا عشرة سنة . ولما كانت طالبة مجتهدة شديدة الثقة بنفسها فقد حظيت بمحبة أسرتها التي كانت تستقبل (( لويس )) صديق الفتاة على الرحب والسعة !. بلغت (( ساندرين )) سن المراهقة . وخاضت تجربتها الجنسية الأولى في الثالثة عشر من عمرها . وكانت لها الحرية المطلقة في الخروج . وفي معاشرة من يكبرونها . وقد تعرفت على صديقها (( لويس )) في هذا الجو . ونمت علاقتهما بسرعة ! وفي عطلة الصيف حصلت (( ساندرين )) على إذن من أوليائها بالذهاب مع (( لويس )) إلى جزر الكناري . ومع عودتها كانت الفتاة حاملا ...
قالت المجلة: لقد تعمدت ذلك بدافع رغبة صبيانية لا غير! وفي ذلك تقول: لقد كان حبي الأول وكنت أريد منه طفلا! أما (( لويس )) فقد كان موقفه شديد البرود . وكان تعليقه منحصرا في هذه الكلمات: البنات يعرفن كيف يتصرفن باستخدام الأقراص المانعة للحمل ! لقد كانت (( ساندرين )) تريد طفلا وهذه مشكلتها ..
إنني أسأل: هل هذا الوسط يعرف شيئا اسمه الإيمان بالله . وعفة النفس ؟ هل سمع يوما أن الزنا حرام . وأن لأعراض النساء حرمة ؟ هل مر بخاطره أن هناك شيئا اسمه اليوم الآخر . وأن كل امرئ يقدم حسابا عن سلوكه هنا على ظهر هذه الأرض؟ وأن كل نفس بما كسبت رهينة؟.
إن شيئا من هذا لا يخطر ببال .. إن رجال الدين مشغولون بشيء واحد هو محاربة الإسلام . وشتمه بألفاظ قبيحة لأنه يبيح تعدد الزوجات ... إن هذا التعدد سُبة . أما اتخاذ الأخدان وقدرة شاب ذئب على اصطياد ما شاء من فتيات مهما بلغ العدد فأمر لا يستحق الذكر ...
لست ألوم بابا الفاتيكان على رحلاته التي يهاجم فيها التعدد . ويتناول فيها الإسلام تصريحا أو تلميحا ! إنني أتسائل : أين نحن؟ وماذا نصنع للإسلام؟ بل ماذا نصنع به ... ؟.