أين الخلل...؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

((أم عبد الرحمن)) مسلمة اكتشف المزيد حول ((أم عبد الرحمن))
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ((أم عبد الرحمن))
    2- عضو مشارك

    • 13 أكت, 2014
    • 229
    • طالبة
    • مسلمة

    أين الخلل...؟

    أين الخلل...؟
    المصدر : سر تأخر العرب والمسلمين – محمد الغزالي –
    فزعت لما سمعت قائلا يقول : إن ألف مليون صيني قدرت الشيوعية على توحيدهم في دولة كبرى على تنائي الديار واتساع الأقطار ، أما الألف مليون مسلم فيبدو أن الإسلام عاجز عن جمع كلمتهم وحشدهم تحت راية واحدة ..!! قلت : ويحك ، أبصر ما تقول ..! قال : هل ذكرت إلا الواقع ؟ فأجبته على عجل : لو كانت الشيوعية تجمع لسدت الفجوة بين الصين وروسيا ، أو بين الروس وأوروبا الشرقية التي تعنو (1) لهم راغمة ..! قال : هناك أسباب عارضة لهذه الجفوة ! قلت : أولى بك أن تلتمس هذه الأعذار للأمة الإسلامية ، بدل أن تتهم الإسلام نفسه بالعجز عن لم الشمل وتكوين الوحدة الكبرى ..!
    وعدت إلى نفسي أفكر وأراجع وأتدبر !
    إن الأمة الإسلامية تعاني صدوعا هائلة ، وهي الآن موزعة على أكثر من سبعين قومية ، أو سبعين جنسية سياسية بلغة هيئة الأمم ولغة (( جوازات السفر )) على سواء !!
    والإسلام سواء كان عقيدة أو شريعة عملة ليس لها رصيد ، وأتباعه يُنال منهم ولا ينالون ، ويُجار عليهم ولا يجيرون ! وذئاب الشرق والغرب تغير عليهم فتفترس ما شاءت من القطعان السائبة دون أن يتمعر وجه !! .
    إن إحراج يهودي واحد في روسيا يثير عاصفة من الكلام حول حقوق الإنسان ، وحول عداوة السامية ، أما مقتل المئات والألوف من المسلمين في إفريقية وآسيا وأوروبا فالخطب يسير ! وقد يثار بعض اللغط ثم تُنسى
    المأساة ، وأول من ينساها المسلمون أنفسهم ... !! ما سر هذا الضياع والشتات ؟ ما وراء التفكك والتبلد ؟
    الحق أن الأسباب كثيرة بين سياسية واجتماعية وثقافية ، وأنها بدأت من
    قديم ، ولكن الكيان الحي قد يغالب الجراثيم الوافدة ويهزمها ، وقد يصاب بها ويتماسك تحت وطأتها ، وربما استطاع العيش زمانا وهو يحس بها ويعالجها بمسكنات موقوتة . بيد أنه سيقع فريستها آخر الأمر ، مادام لم يتناول لها دواء يجلب العافية ، ويحسم البلاء ..!
    كان المسلمون من مئتي سنة فقط أشد هيبة وأعز نفرا – مع ما تلاحق عليهم من هزائم – كانت الأساطيل الأجنبية لا تمر بالبحر الوسيط إلا بعد أن تستأمن من دوله الإسلامية إذ كان المسلمون يفرضون ضرائب على السفن المارة بشواطئهم ! وسمعت في مجلس مؤرخين وساسة – وأنا بالجزائر – أن جورج واشنطن لما انتصر في حرب الإستقلال واستقرت الأمور للولايات المتحدة ، كتب إلى حاكم الجزائر يومئذ ليطمئن على سلامة السفن
    الأمريكية ! مبديا مودته .. – وتوجد نسخة بالإنجليزية لهذه الرسائل – كما رفض الجزائريون مهادنة بعض الدول الأوروبية ، برغم توصية الخلافة العثمانية ، وأوقعوا بها – هزائم مذلة ...! كان (2) ذلك من قرنين اثنين !!
    أما اليوم ... فالحديث ذو شجون .. والخلافة الإسلامية لم تلق حتفها في حادثة تصادم ، ولم تفقد حياتها عقب اغتيال مفاجئ .. كلا كلا ، كان نظام الخلافة يترنح ترنح السكران الفاقد الوعي ، وكانت الأدواء الفاتكة تسرح في جسد الأمة كلها وتهد قواها هدا .
    ومن ثم فإن السلطان عبد المجيد بعد ما وقع في قبضة الإنجليز لم يفعلوا به شيئا ، كان أتفه من أن يؤاخذ ! لقد تركوه لقومه أو لعملائهم الذين زهدوا في الخلافة وآثروا الإرتداد ...!! وهكذا تلاشت الدولة الإسلامية الكبرى ، لقد غرقت في دوامة من أخطائها قبل أن تنالها سيوف الأعداء ..!
    والبحث عن أسباب الوفاة مطلوب . إن الإسلام ختام الرسالات السماوية ، وتاريخ الأولين في كتابه يحتل أكبر جزء منه ، وذلك لتعرف الأمة الأخيرة لماذا هلكت أمم ونجت أخرى ؟ ويبدو أن المسلمين يقرأون قصص القرآن للتسلية ويسمعون أنباء الحضارات المدبرة والأمم الهالكة وكأن الكلام لغيرهم !!
    والغريب أنهم سكنوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم وهم يؤملون الخير ! ووقع منهم ولايزال يقع اعوجاج خلقي وسياسي يترفع الآخرون عنه ، ومع ذلك يحسبون أنفسهم عباد الله المخلصين ...!!
    الهوامش :
    (1) تعنو لهم : أي تخضع وتذل .
    (2) لعل تفصيل الوقائع يكون مفيدا . ففي يوم السبت 21/2/1210ﻫ الموافق 5/9/1795م عقدت معاهدة بين (( الداي حسن )) حاكم الجزائر وبين جورج واشنطن رئيس الولايات المتحدة كي يؤمن الجزائريون الطرق البحرية للسفن الأمريكية ، وكان الأسطول الجزائري سيد هذه المناطق يومئذ ..! والداي حسن هو باني مسجد (( كينشاوه )) ( تعليق: كذا والأصح كتشاوة ) شكرا لله الذي نصره على الإسبان في معركة كبيرة ، وقد فرض عليهم أن يذهب وفد منهم إلى الآستانة كي يلقى الخليفة حاملا معه جرتين من الماء (!) وذلك لأن القائد الإسباني كان قد هزم المسلمين قبل ذلك ، وحمل معه جرتين من ماء مدينة وهران إلى ملك إسبانيا علامة على أن الصليبيين سوف يرثون القطر كله ، فلما انهزموا ، ألزمهم الداي حسن بحمل جرتين أخريين ، وتقديمهما إلى خليفة المسلمين رمزا لانهزامهم أمام المسلمين ! إنها تراث قديمة جديدة ! ولسنا المسئولين عنها ، فمن الوضاعة أن يقدم الرومان من أوربا فيقاتلوا نبينا في مؤتة وتبوك . وفي سوريا ومصر والأناضول والمغرب ، ثم يجيء بعدهم أحفادهم المستعمرون الجدد ليكرروا العدوان نفسه ثم يقولون في صفاقة : إن الإسلام دين عدوان !! ما أخرجكم أنتم من بلادكم ؟؟.
    لا يدع القرآن شائبة من ريب في مسألة وحدانية الله
    - نظمي لوقا -

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة عاشق طيبة, 2 ديس, 2021, 02:04 م
ردود 2
38 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة عاشق طيبة
بواسطة عاشق طيبة
ابتدأ بواسطة محمد24, 19 أكت, 2020, 01:27 م
ردود 8
125 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة د.أمير عبدالله
ابتدأ بواسطة محمد24, 2 أكت, 2020, 05:05 م
ردود 4
165 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة محمد24
بواسطة محمد24
ابتدأ بواسطة محمد24, 3 سبت, 2020, 01:58 م
ردود 3
118 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة سعدون محمد1
بواسطة سعدون محمد1
ابتدأ بواسطة محمد24, 29 أغس, 2020, 04:16 م
ردود 0
75 مشاهدات
0 ردود الفعل
آخر مشاركة محمد24
بواسطة محمد24
يعمل...