ليس من الصعب ـ على الإطلاق ـ البرهنة العلمية على وثنية وخرافة الديانتين اليهودية والمسيحية ، ولكن الصعب ـ كل الصعب ـ أن نجعل شعوب هاتين الديانتين تنصت إلينا كناتج طبيعي من غسيل المخ الذي يجريه رجال الدين على الأتباع منذ طفولتهم ******* المنهاج العلمي في القرآن المجيد القانون الفيزيائي والمُسَلَّمَة العلمية بين الصياغة البشرية والصياغة الإلهيةدكتور مهندس : محمد الحسيني إسماعيل
يتناول هذا البحث عرض ” المنهاج العلمي المعاصر ” كما يجيء به القرآن المجيد ، وهو المنهاج الذي يمثل جوهر فكر ” التحول في النموذج الديني ” الذي سبق الحديث عنه في مقالات سابقة. ويبين هذا البحث أن مصدر المعرفة والتطور الحضاري للإنسان هي إلهام إلهي يقذف به الحق ( الله سبحانه وتعالى ) في الفكر البشري .. لحكمة الغايات من الخلق. والمعروف أن نهاية التاريخ ليس ” الديموقراطية الليبرالية الغربية ” كما يقول بهذا محدودي الفكر من الكُتّاب أمثال ” فرانسيس فوكوياما ” [1] .. بل أن نهاية التاريخ هو وصول البشرية إلى المعرفة الحقة لله ( سبحانه وتعالى ) وكذا إدراك الغايات والحكمة من خلقها ، كما جاء في قوله تعالى ..
{ وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنتَهَى (42) }
( القرآن المجيد : النجم {53} : 42 )
وهو الهدف الأساسي من كل كتاباتي السابقة ( أنظر مقالة : ” نهاية التاريخ : بين النموذج الغربي والنموذج القرآني ” ) . ويعرض هذا البحث للتطور التاريخي لتعريف المُسَلّمَات العلمية والقانون الفيزيائي منذ بداية الحضارة الإنسانية متمثلة في هندسة إقليدس .. وحتى الحضارة المعاصرة متمثلة في النظريات الفيزيائية الكبرى ( النسبية الخاصة / النسبية العامة / ميكانيكا الكم / المجال الكمي .. على آخره ) ، وكيف تطورت هذه المُسَلّمَات من حيز الإدراك المباشر للحواس .. إلى حيث انتهت إلى حيز الغيب والبعد عن الحواس المباشرة .. وأصبح العبرة فيما تؤدي إليه هذه المُسَلّمَات ـ وما يتبعها من قوانين فيزيائية ـ من نتائج قابلة للملاحظة والقياس المباشر والتحقيق . ويرجع أهمية هذا العرض إلى تمكيننا من إدراك التماثل بين ما جاء به القرآن المجيد من مُسَلّمَات قابلة للقياس والتحقيق وبين ما انتهت إليه البشرية من مفهوم للعلم المعاصر . كما يعرض البحث للإحكام الشديد للصياغة القرآنية للقوانين الفيزيائية ، وبين ما يمكن صياغته لنفس القوانين باستخدام المنطق والفكر البشري. والمعروف أن الإنسان لا يمكنه صياغة أي قانون فيزيائي ( أو حتى غير فيزيائي ) إلا بعد معرفة كمية تراكمية هائلة من المعلومات الناتجة عن الملاحظات والتجارب والقياسات المعملية حتى يمكنه صياغة القانون في شكله النهائي ( المنهج الإستقرائي ) .. وهو ما لم يحققه الإنسان إلا في العصر الحديث .. أي بعد نزول القرآن المجيد بأكثر من خمسة عشر قرنا ..!!! وبديهي ؛ عرضنا سوف يشمل طيف عريض من الآيات القرآنية الكريمة وليس آية بعينها .
الله ـ سبحانه وتعالى ـ مصدر المعرفة والعلم الإنساني ..
حتى لا يخطيء الظن لأول وهلة من عنوان هذا البحث ـ .. بين الصياغة البشرية والصياغة الإلهية ـ والذي قد يوحي باستقلالية الفكر الإنساني عن الإحاطة والقدرة الإلهية ، لابد لي من الإشارة أولا إلى أن علم الإنسان مصدره الله ( سبحانه وتعالى ) ، كما جاء في قوله تعالى ..
{ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5) }
( القرآن المجيد : العلق {96} : 5 )
وعلم الإنسان يشمل” الحشد .. والمنطق “ ، أي حشد الأسماء ، والمنطق الإنساني ( وهو عبارة عن العلاقات الترابطية بين مفردات الحشد ) وكلاهما مستقل عن الآخر. فعن ” حشد الأسماء ” يقول المولى ( عز وجل ) .. { وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا .. (31) }
( القرآن المجيد : البقرة {2} : 31 )
و” آدم “ في هذا النص الكريم يشمل ” آدم وذريته ” ، أو البشرية بصفة عامة. ومن هذا النص الكريم نرى أن العملية التعليمية تتم بالإلهام الإلهى ( أو بالفطرة [2] ). و ” الأسماء كلها “ في هـذا النص الكريم تعني ” الحشد أي حشد الأسماء ” على النحو السابق ذكره . أما المنطق الإنساني .. والذي يمثل العلاقات الترابطية والبيانية بين مفردات الحشد ـ ومصدره الله( سبحانه وتعالى ) أيضا ـ فيأتي فى قوله تعالى :
{ خَلَقَ الإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ البَيَانَ (4) }
( القرآن المجيد : الرحمن {55} : 3 – 4 )
وهكذا ؛ يمثل النص القرآنى الأول ” حشد الأسماء “ ، بينما النص القرآنى الثانى يمثل ” المنطق الإنسانى “ .. وكلاهما مصدره الله ( سبحانه وتعالى ). ويخضع علم الإنسان ومعرفته لحدود محددة أو مقررة سلفا وبما هو مسموح به فقط من الله ( سبحانه وتعالى ) ، كما جاء في قوله تعالى .. { .. وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء .. (255) }
( القرآن المجيد : البقرة {2} : 255 )
ويبين لنا المولى ( عز وجل ) بأنه ” هو “ مصدر علم الإنسان على طول تقدمه الحضاري .. كما جاء في قوله تعالى .. { وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُم بِمَا تَعْلَمُونَ (132) }
( القرآن المجيد : الشعراء {26} : 132 )
أي أن عملية التعليم والتطور الحضاري للإنسان هي عملية مستمرة ومصدرها الله ( سبحانه وتعالى ) أيضا . ويخبرنا المولى ( عز وجل ) بلانهائية العلم .. كما يأتي هذا في قوله تعالى ..
{ .. وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ (76) }
( القرآن المجيد : يوسف {12} : 76 )
وتفسير ذلك سهل .. لأن كل عليم هو ذو علم ، وبالتالي فوقه عليم آخر .. وهكذا بغير نهاية [ تماما كما يتم تعريف لانهائية الأعداد بأنها : " يوجد دائما عدد أكبر من أي عدد كبير يمكن ذكره " ]. وعلى الرغم من لانهائية العلم .. إلا أنه علم محدود .. كما جاء في قوله تعالى .. { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً (85) }
( القرآن المجيد : الإسراء {17} : 85 )
وهنا نصل إلى معنى المتسلسلات الرياضية التقاربية .. أي على الرغم من وجود الزيادة المضطردة في العلم إلا أن القيمة النهائية لعلم الإنسان هي قيمة محدودة ولا يمكن أن تتجاوز قيمة معينة وقليلة .. ويمكن توضيح هذا المعنى بالشكل الرياضي رقم 1 .. شكل 1 : شكل يبين المنحنى التقاربي للزيادة الاضطرادية لعلم الإنسان على طول حضاراته وهو لن يتجاوز قيمة محددة قليلة لن يدركها الإنسان حتى في نهاية حضاراته
وحتى القليل من العلم لن يدركـه الإنسان حتى في نهاية حضاراته .. كما جاء في قوله تعالى ..
{ .. حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَآ أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (24) }
( القرآن المجيد : يونس {10} : 24 )
[ التفسير : زخرفها وازينت : بهجتها من جميع صور وألوان النبات والجماد وألوان التقدم التكنولوجي / آتاها أمرنا : آتاها قضاؤنا / حصيدا : أي اجتثاث كل صور الزخرف والزينة كما لو أنها نبات حصده المنجل / كأن لم تغن بالأمس : كما لم تكن موجودة بالأمس ، ويعني هذا اختفاء كل صور الزخرف والزينة السابقة قبل قضاء الله ]
فكما نرى أن الإنسان سوف يظن أنه أدرك نهاية العلم .. ولكنه يعلم يقينا بأنه لم ولن يدرك هذه النهاية ..!!! ويبقى قبل أغادر هذه الفقرة .. أذكّر بقوله تعالى ..
{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (3) }
( القرآن المجيد : الحديد {57} : 3 )
وهنا يختفي الإنسان بعلمه .. ويختفي الوجود بمفرداته .. ولا يبقى سوى الله سبحانه تعالى .. ويصبح هو المعلم عنكم سواكم .. ويبقى عِلم من لا يزال كما لم يزل .. ولكنها نظرة لا يدركها إلا الخواص .. وبعد هذا التقديم يمكننا أن نقوم بتعريف المنهاج العلمي والرياضي من خلال الفكر المعاصر حتى يمكننا استكمال شرح معنى التحول في النموذج الديني عنوان الكتاب .
المسلمة العلمية (Scientific Postulate) و البديهية (Axiom) ..
في الواقع ؛ سوف يجد المتتبع للحضارة العلمية ، التي أسسها الإنسان على مدار التاريخ ، أنها مبنية جميعها على فكر المسلمات العلمية والبديهيات. ولهذا سوف نبدأ المدخل العلمي لهذا البحث بتعريف “ المُسلَّمة الرياضية أو العلمية ” وهو الفكر العلمي السائد في جميع النظريات العلمية الحديثة والمعاصرة .. ونبدأ بتعريف ” المُسلَّمة العلمية ” بأنها :
[ منطوق علمي أو عبارة علمية يتم قبولها كقضية مُسَلَّمبها بدون برهان وتستخدم كأساس لبناء النظرية عليها. ويتم التأكد من صحة هذه العبارة إما بالتحقيق العملي بالقياس المباشر لمعنى هذه العبارة .. أو بالنتائج المترتبة عليها أو المستنتجة منها .. فإن صدقت النتائج صدقت العبارة العلمية أو المسلمة وبالتالي النظرية المؤسسة عليها .. وإن بطلت النتائج بطلت العبارة العلمية أو المسلمة وبالتالي بطلت النظرية المؤسسة عليها. ] [3]
وفي خلال الفترة من سنة 1600 إلى سنة 1800 حاول علماء الرياضة بيان أن ” المسلمة العلمية ” هي مكافئة إلى نتائج تعتبر ظاهرة بذاتها ( Self-evident ) ولا تحتاج إلى برهان أي مثلها في هذا مثل ” البديهية : Axiom “. ولكن مع تطور العلوم أصبحت المسلمة العلمية أبعد ما يمكن على أن تكون ظاهرة بذاتها. وليس هذا فحسب ؛ بل أصبحت ـ كما سنرى ـ أبعد ما يمكن عن الحواس البشرية المباشرة أيضا .. وسنسير مع التاريخ لنرى إلى أي مدى تطور مفهوم المسلمة العلمية .
مسلمات هندسة إقليدس ( الهندسة المستوية ) ..
ولتوضيح المعاني السابقة ؛ سوف نعرض هنا أبسط البديهيات التي بدأ بها الإنسان حضارته ومنهاجـه الرياضي وأول مدخله إلى العلم المنظم .. ألا وهي بديهيات إقليدس الخمس. فهندسة إقليدس [4] والتي تمثل أسس علم ” الهندسة المستوية “ في العالم منذ أكثر من ألفي سنة وحتى الآن .. تقوم على” خمس بديهيات : Five common notions “و” خمس مسلمات أساسية : Five basic postulates ” . وتأتي الصياغة الحديثة للبديهيات الخمس على النحو التالي :
- الأشياء المساوية لشيء واحد متساوية فيما بينها .
- إذا أضيف كميات متساوية إلى أخرى متساوية تكون النتائج متساوية .
- إذا طرحت مقادير متساوية من أخرى متساوية تكون النتائج متساوية .
- الأشياء المتطابقة متساوية .
- الكل أكبر من الجزء .
أما الـ ” خمس مسلمات الأساسية : Five basic postulates ” تأتي على النحو التالي :
- الخط المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين .
- يمكن مد الخط المستقيم من طرفيه إلى غير نهاية .
- يمكن رسم الدائرة إذا علم مركزها ونصف قطرها .
- جميع الزوايا القوائم متساوية .
- إذا قطع مستقيمان بمستقيم ثالث بحيث يكون مجموع الزاويتين الداخلتين الواقعتين على جهة واحدة من القاطع أقل من قائمتين [5] ، فإن المستقيمين يتلاقيان في تلك الجهة من القاطع إذا مدا إلى غير نهاية ( أنظر شكل رقم 2 ) .
وكما نرى ؛ فإن جميعها عبارات ظاهرة بذاتها .. فيما عدا المسلمة الخامسة والتي يلزم لبيانها الرسم البسيط المبين في شكل رقم 2 .
وتقول الموسوعات العلمية لقد كان اختيار المسلمة الخامسة لإقليدس بصفة خاصة أعظم ما أنتجه إقليدس. وعلى الرغم من بساطة هذه المسلمة وقابليتها للتحقيق ـ كما هو واضح من الرسم ـ إلا أنها تعتبر من أعقد الأمور على المتخصصين .. بل ويعتبر إقامة البرهان عليها بشكل مباشر من درب المستحيلات. فإقامة البرهان عليها ـ في الواقع ـ يأتي من قياس النتائج المترتبة عليها .. وقد صدقت هذه القياسات .. كما في الشكل السابق وبالتالي فقد ثبت صحة هذه المسلمة .
شكل 2 : الرسم الهندسي البسيط الذي يبين معنى المسلمة الخامسة لإقليدس
وقد تبدو المسلمة الخامسة من الرسم السابق من البساطة بمكان .. ولكن برهانها الرياضي يكاد ينعدم أو يكون مستحيلا. ويعلق جورج سارتون في كتابه ” تاريخ العلم ” على هذه المسلمة بقوله : ” قد يقول الشخص متوسط الذكاء ، إن هذه المسلمة ظاهرة بذاتها ولا تحتاج إلى برهان .. ولكن الرياضي يدرك فورا الحاجة إلى برهان ، ويحاول أن يعطيه. ويحتاج الأمر إلى عبقري خارق للعادة لإيجاد هذا البرهان .. ولكنه مستحيل .. “وعلى مدى أكثر من ألفي عام حاول كبار علماء الرياضة في الشرق والغرب ، ومنهم بالطبع علماء الحضارة العربية الإسلامية ( ناصر الدين 1201 ـ 1274 ) ، أن يبرهنوا على صحة هذه المسلمة ، وكان الإغريق أول من قام بهذه المحاولات .. ولكنهم باءوا جميعا بالفشل ..!!!
وقد وضع بعض علماء الرياضة العديد من البدائل للمسلمة الخامسة. وقد فكر بعض العباقرة في أن يتخلصوا منها على أساس أنها غير ضرورية ، ونجحوا في ذلك ، ولكن على حساب إدخال مسلمات أخرى تعادل المسلمة الخامسة .. ومن تلك البدائل المسلمات التالية :
- إذا قطع مستقيم أحد مستقيمين متوازيين فإنه يقطع الآخر .
- من أي نقطة معلومة لا يمكن رسم إلا مستقيم واحد يوازي مستقيما معلوما .
- مجموع زوايا المثلث الثلاث الداخلية يساوي قائمتين ( 180 درجة ) .
وهكذا كانت المسلمة الخامسة لإقليدس هي المعضلة الكبرى لقطاع عريض من علماء الرياضيات. وقام بوليا [6] أحد علماء الرياضة بالبرهنة على عدم ضرورة المسلمة الخامسة وبعث ببرهانه هذا إلى صديقه كارل ف. جاوس. ولكن سرعان ما اكتشف جاوس وجود خطأ في برهان بوليا .. حيث تأكد بوليا ـ فيما بعد ـ من صحة ما ذهب إليه جاوس. وقد كان والد بوليا رياضيا هو الآخر .. ومهتما بالمسلمة الخامسة لإقليدس .. وأطلع ابنه على محاولاته الخاصة لحل هذه المسلمة الخامسة .. وإنه انشغل بحلها لسنوات عديدة .. ولم يصل إلى حل. وقد حذر الوالد ابنه من السير في هذا الطريق الوعر ..!!! وقال لابنه : إنك لو سرت في هذا الطريق الوعر مثل أبيك ، فلن تجد غير الشقاء والتعاسة ، فهذه المسلمة سوف تفسد عليك حياتك وتسممها كما سممت حياة أبيك ..!!!
وهكذا ؛ كان هذا العرض ضروريا لبيان أن المسلمة الرياضية أو العلمية قد تتأكد صحتها من واقع القياسات المباشرة .. ولكن قد لا يقوم عليها البرهان الرياضي بشكل ما أو بآخر .
مسلمات النظرية النسبية الخاصة ..
ويتحرك موكب الحضارة البشرية مع تقدم الزمن .. وتزداد المسلمات العلمية تعقيدا بحيث أصبحت صياغتها العادية غير واضحة بذاتها كما حاول الرياضيين القول بهذا من قبل. وليس هذا فحسب .. بل وقد تتناقض صياغتها مع أبسط إدراك لحواسنا العادية ..!!! ونعرج الآن ؛ على مسلمات : ” النظرية النسبية الخاصة : The Special Theory of Relativity “ لبيان هذه المعاني .. وهي واحدة من أشهر النظريات الفيزيائية المعاصرة .. حيث تقوم هذه النظرية على ” مُسلَّمتين “ أساسيتين يمكن صياغتهما على النحو التالي :
المسلمة الأولى وتقول بأن : ” سرعة الضوء في الفراغ لها نفس القيمة الثابتة بالنسبة إلى كل الأنظمة القصورية المتحركة بحركة منتظمة في خط مستقيم ، كما وإن هذه السرعة مستقلة عن حركة مصدر الضوء أو المستقبل ( أي الفرد الملاحظ ) ” .
المسلمة الثانية وتقول بأن : ” جميع قوانين الفيزياء أو المعادلات الرياضية الدالة عليها لها نفس الصورة بالنسبة إلى جميع الأنظمة القصورية المتحركة بالنسبة إلى بعضها البعض بحركة منتظمة وفي خط مستقيم ” .
شكل 3 : يبين رجل متحرك بسرعة ع يطلق شعاع ضوئي بسرعة ض ليراه مراقب خارجي واقف عن X
والرؤية المبدئية للمسلمة الأولى لمبدأ النظرية النسبية الخاصة تبدو غير معقولة بالمرة ..!!! فعلى سبيل المثال ؛ إذا فرضنا وجود عربة متحركة بسرعة ” ع “ ، كمـا في شكل رقم 3 ، وأطلق راكبا منها شعاع ضوئي بسرعة ” ض “ .. فعلى حسب قوانين جمع السرعات المعروف في الميكانيكا الكلاسيكية .. فالمتوقع لمراقب عند نقطة “X ” أن يرى سرعة شعاع الضوء المنطلق نحوه هي ( ض + ع ) .
ولكن هذه المسلمة تقول بأن شعاع الضوء يتحرك بسرعة لا علاقة لها بسرعة المصدر أو المستقبل ، وبالتالي فإن سرعة الضوء المنطلقة نحو المراقب ( X ) سوف تكون ( ض ) فقط وليس ( ض + ع ) [7] . وليس هذا فحسب ؛ بل أن المسلمة تقول .. حتى إذا كانت سرعة العربة المتحركة هي سرعة الضوء نفسه .. فإن المراقب عند ( X ) سوف يجد أن سرعة الضوء التي تصله من العربة هي ( ض ) فقط .. وليس ( 2ض ) كما هو متوقع بما تمليه علينا حواسنا العادية ..!!! وهي نتيجة في غاية من الغرابة وتتناقض تماما مع إدراكنا العام ( common sense ) وبذلك كان على الإنسان إعادة النظر في قانون جمع السرعات الوارد في الميكانيكا الكلاسيكية .
وفعلا تم اكتشاف القانون الجديد الخـاص بجمع السرعات في حالة أخـذ مبدأ النسبية الخاصة في الاعتبار وهو كما يظهر في تذييل رقم 7 السابق .
ومن أشهر نتائج ” النظرية النسبية الخاصة “ قانون أو مبدأ تكافؤ المادة والطاقة الذي يقول بأن : ” الطاقة المتركزة في مادة ما = كتلة هذه المادة × مربع سرعة الضوء “. وهي المعادلة التي فسرت ظواهر طبيعية كثيرة منها الطاقة المتولدة في باطن النجوم .. وكذا الطاقة المتولدة من التفاعل النووي في القنابل الذرية والهيدروجينية. وهكذا ثبت صحة النتائج المترتبة على المسلمات الخاصة بالنظرية النسبية الخاصة بالقياسات المعملية .. وبالتالي ثبت صحة هذه المسلمات .. على الرغم من عدم وضوح معناها بشكل مباشر .. وربما تناقضها كذلك مع إدراكنا وحواسنا العادية .
المسلمة الخاصة بالنظرية النسبية العامة ..
فإذا انتقلنا إلى” النظرية النسبية العامة : The General Theory of Relativity “ وهي نظرية ليست تعميم للنظرية النسبية الخاصة كما يبدو من اسمها .. ولكنها في الواقع هي نظرية عن الجاذبية العامة .. وتقوم على أساس ” مُسلَّمة علمية” واحدة .. تعرف باسم ” مبدأ التكافؤ ” [8]. ويمكن صياغتها في الصورة البسيطة التالية :
” أي نظام إسناد يتم تحريكه بتسارع ما ( أي بعجلة ) بالنسبة إلى أي نظام قصوري يكافئ تماما نظام إسناد ساكن وموضوع في مجال جذبي له نفس العجلة التي تم تسريع النظام الأول بها “.
كما يمكن ـ أيضا ـ صياغة هذه المسلمة في الصورة التالية ..
[ لا توجد تجربة محلية يمكن إجراؤها للتمييز بين نظام إسناد يسقط سقوطا حرا في مجال جذبي .. وبين نظام يتحرك في الفضاء بحركة منتظمة في خط مستقيم في غياب المجال الجذبي ] .
وهذه هي المسلمة الوحيدة للنظرية النسبية العامة .. وهي أحد النظريات الأساسية في الفيزياء المعاصرة. هذا وقد جرى جدل كثير حول اعتبار هذا المسلمة مبدأ ( Principle ) أو مسلمـة ( Postulate ) .. ولكن ما يعنينا أنه قد ثبت صحة النتائج المترتبة على هذه المسلمة بثلاث ظواهر كونية أو طبيعية مستقلة أمكن قياسها .. وتأتي هذه الظواهر كالتالي ..
الظاهرة الأولى : هي انحناء شعاع الضوء عند مروره في المجال الجذبي بجوار الكتل الهائلة مثل كتلة الشمس .
شكل يبين انحناء الضوء القادم من المجرات عند مروره بجوار الكتل النجمية الهائلة
وقد تم قياس انحناء الشعاع الضوئي الصادر عن النجوم عند مروره بجوار الشمس في وقت خسوفها الكلي .. ووجد أن قيمته تتراوح بين ( 1.57 إلى 1.82 ± 0.2 ) ثانية قوسية. وعلى الرغم من صغر هذه القيمة إلا أنه أمكن قياسها باستخدام التكنولوجيات الحديثة .. وهي قيمة قريبة جدا من القيمة التي تنبأت بها النظرية النسبية العامة وهي ( 1.75 ) ثانية قوسية [9] .
الظاهرة الثانية : هي تحرك نقطة سمت الرأس في مدار الكوكب عطارد ( the perihelion of the planet Mercury ) حول الشمس . بمعنى أن أقرب نقطة في مسار الكوكب عطارد حول الشمس وجد أنها تتقدم بمقدار ( 42.99 ) ثانية قوسية كل مائة عام أي أن مدار كوكب عطارد ( المدار نفسه ) يدور حول الشمس كما في الشكل رقم 5 المبين مرة كل حوالي ثلاثة ملايين سنة ( 2.993 × 10 6 ) .
شكل 4 : يبين دوران مدار كوكب عطارد حول الشمس الذي يحدث ـ على حسب النظرية النسبية العامة ـ بمقدار 42.99 ثانية قوسية كل قرن أي كل مائة سنة أرضية
الظاهرة الثالثة : فهي إبطاء الزمن ( أو الساعات ) في وجود المجال الجذبي. وقد تم التأكد من هذه الظاهرة عند تبادل الإشارات الكهرومغناطيسية مع المركبات الفضائية التي تقع في الجانب البعيد من الشمس .. وعند مرور هذه الإشارات بجوار الشمس .
وهكذا صدقت القياسات الخاصة بالنتائج الثلاث المترتبة ـ أو المستنتجة ـ من هذه المسلمة الخاصة بالنظرية النسبية العامة وبالتالي تم البرهنة على صدق هذه المسلمة .
مسلمات ميكانيكا الكم ..
ويتوالى تحرك الموكب الحضاري للإنسان وتزداد المسلمات تعقيدا .. وتأتي ميكانيكا الكم أو نظرية الكم ( Quantum Mechanics, also Quantum theory ) و هي الفرع الأساسي من الفيزياء النظرية التي حلت محل كل من : الميكانيكا الكلاسيكية ، والنظرية الكهرومغناطيسية الكلاسيكية في وصف المستوى الذري ودون الذري في الذرة [10] ، وهي الآلة الرياضية التي تستخدم في التنبؤ بسلوك الجسيمات الأولية في داخل الذرة ونواتها .
وقد وضع أساس ميكانيكا الكم العالم الألماني ماكس بلانك ( 1858 – 1947 ) الذي افترض المسلمة الأولى في هذا العلم عام 1900 والتي تبين أن : “ الطاقة يمكن أن تشعها المادة أو تمتصها في حزم صغيرة منفصلة من الطاقة سماها كمات : Quanta “. ثم أضاف بعد ذلك العالم الألماني فيرنر هيزنبرج ( 1901 – 1976 ) إلى هذه النظرية مبدأ الشك (Uncertainty Principle ) عام 1927 ، والذي ينص على أن مكان الجسيم وكمية حركته ـ على المستوى الذري ـ لا يمكن تحديدهما بدقة في وقت واحد.
وتموج ميكانيكا الكم أو نظرية الكم بمسلمات علمية في غاية من التجريد .. إلى حد اعتبار ” معادلة شرودنجر الموجية ” ـ والتي تعتبر أساس ميكانيكا الكم والتي تصف خواص الجسيمات الموجية في داخل الذرة ـ مسلمة لا يقام عليها البرهان إلا بصحة القياسات ( الطيفية ) الخاصة بالنتائج المترتبة أو المستنتجة من هذه المعادلة الأساسية. وعلى الرغم من أن كثير من العلماء حاولوا إعطاء برهان رياضي لها .. إلا أنها جميعا لا ترقي لمستوى البرهان الكامل والصحيح. وتقوم أساسيات ميكانيكا الكم والتي تصف الخواص الموجية للإلكترون داخل نواة الهيدروجين على خمس مسلمات أساسية .. أكتفي بذكر اثنين منها للعلم فقط. وليس المطلوب من القارئ العادي أو حتى القارئ المتخصص .. الوقوف طويلا أمام هذه المسلمات .. حيث يتم ذكرها لتكاملية الموضوع فحسب .. هذا من جانب .. وبيان إلى أي مدى وصل التجريد في صياغة المسلمات في العلوم المعاصرة من جانب آخر .. وإلى أي حد بعدت هذه الصياغة عن الحواس والإدراك المباشر كما كان يريد ذلك علماء القرن الثامن عشر والتاسع عشر عند تعريفهم لمعنى المسلمة العلمية .
ونأتي إلى المسلمة الأولى في ميكانيكا الكم والتي يمكن صياغتها على النحو التالي ..
” الدالة الموجية ـ ويرمز لها بالرمز إبساي (ψ ) ـ والخاصة بنظام يتكون من جسيمين هي دالة للمتغيرات س1 ، ص1 ، ع1 وكذلك س2 ، ص2 ، ع2 والزمن ن ” .
حيث س1 ، ص1 ، ع1 ( و) س2 ، ص2 ، ع2 هي الإحداثيات الكارتيزية للجسيمين.
والمسلمة الثانية يمكن صياغتها على النحو التالي ..
” يمكن الحصول على الدالة الموجية إبساي (ψ ) لأي نظام من المعادلات الكلاسيكية الخاصة بالطاقة الكلية للنظام ، باستبدال المتغيرات الديناميكية بعمليـات مناظرة عاديـة وعمليـات تفاضلية أخرى معينة على النحو المبين في التذييل رقم [11] “
وكما نرى هي مسلمات في غاية من التجريد وتبعد كثيرا عن الحواس المباشرة .. وربما يستعصي فهمها على الكثير باستثناء الفئة القليلة من التخصص الدقيق. وأيا كان بعد هذه المسلمات عن الحواس المباشرة وعدم وضوحها بذاتها إلا أنها تؤدي ـ في النهاية ـ إلى نتائج يمكن قياسها معمليـا ( مثل أطياف الذرات وكتل الجسيمات الأولية ) والتحقق من صحتها وبالتالي نستطيع الحكم على صحة هذه المسلمات وبالتالي صحة النظريات المبنية عليها .
وننتهي مما سبق إلى أن ” المُسَلّمات العلمية ” في العلوم الحديثة والفيزياء المعاصرة بعدت بشكل واضح عن الحواس المباشرة .. ولكنها تلعب الدور الأساسي في صياغة النظريات العلمية الكبرى. والتسليم بصحة وصدق المسلمة مرهون دائما ـ بل ومرتبط ـ بصحة النتائج المترتبة عليها أو التي تؤدي إليها المسلمة .. فإن صدقت النتائج والقياسات صدقت المسلمة وصدقت النظريات المبنية عليه .. وإن بطلت النتائج والقياسات بطلت المسلمة وبطلت النظريات المبنية عليها .
ومن هذا المنظور تصبح الفيزياء المعاصرة تخضع لدرب من التخمين المنظم ( أو بمعنى أدق الإلهام الإلهي ) .. وهو ما يعنى أننا نتوقع شكل القانون الذي يصف الظاهرة ثم نفترض صورته .. وهو ما يعني الدخول بالفكر إلى حيز الغيب. ثم نختبر النتائج المترتبة على فرض هذا القانون أو الفكر .. فإن صدقت صدق القانون أو فرضنا ، وإن بطلت النتائج بطل ( أو ظهر خطأ ) القانون أو فرضنا ..!!!
النظرية العلمية ( Scientific Theory ) ..
ويبقى ـ الآن ـ تعريف النظرية العلمية .. فعلى الرغم من صعوبة تعريفها إلى حد ما إلا أننا يمكن عرضها ـ كما تأتي في الموسوعة البريطانية ـ على النحو التالي ..
” النظرية العلمية هي بناء فكري من نتاج العقل البشري .. والحكم على نتائجها الفلسفية والجمالية وكذلك الملاحظات العملية الخاصة بها .. يعتمد فقط على النتائج التي يتم ملاحظتها عمليا .. وذلك أكثر من الاستدلال العقلي ( أو المنطقي ) للبرهنة على صحتها. أضف إلى ذلك أن النظريات لا يمكن اختبارها وقبولها على نفس الأسس التي يقبل بها القانون التجريبي. فبينما القانون التجريبي يعبر عن علاقة موحدة بين مجموعة مختارة وصغيرة من المتغيرات القابلة للملاحظة ، فإن النظرية العلمية لها نطاق فكري أعم وأشمل من هذا بكثير حيث تقوم النظرية بشرح تنويعة من القوانين المعروفة وكذا التنبؤ بقوانين أخرى لم تكتشف بعد. وقد تتميز النظرية (The Theory ) عن القوانين التجريبية بمجموعة المسلمات ( أو مجموعة الفروض أو المقدمات المنطقية ) التي تحويها .. وكذا بعض النظريات الفرعية أو الرياضية ( Theorems ) التي يمكن استنتاجها منها ” [12].
ومن أمثلة النظريات العلمية : ” النظرية النسبية الخاصة “ .. وقد رأينا احتوائها على مسلمتين علميتين على النحو السابق عرضه .. و ” ميكانيكا الكم “ وتحوي خمس مسلمات الخمس .. وكذا ” نظرية النشوء والارتقاء : The Evolution Theory “ .. وهكذا ..
والآن ؛ بعد أن انتهينا من عرض مفاهيم المسَلّمات والبديهيات والنظريات العلمية ، دعنا ننتقل إلى معنى المنهاج العلمي في القرآن المجيد والذي يعتمد على وجود الفروض والمسلمات العلمية والنظريات القابلة للبرهنة والتحقيق .
ولكن.. هذا نعرضه في الجزء الثاني من هذا البحث بإذن اللهفانتظرونا
****************
هوامش المقالة :
[1] في مرجع الكاتب السابق : ” السقوط الأخير / تاريخ الصراع على السلطة منذ ظهور الإسلام وحتى الوقت الحاضر “ بينت أن الدين الإسلامي قد جاء بالنظام الجمهوري الديموقراطي بمعناه المثالي ، أي حكم الشعب بالشعب وللشعب من خلال المنهاج الإلهي .. وهو ما يؤدي إلى مفهوم نهاية التاريخ ، أما ما نحن بصدده فهو الديموقراطية الليبرالية بالمفهوم الغربي .. ولها عيوبها الفادحة التي تخرجها كثيرا عن المفهوم الديموقراطي الإسلامي. ويمكن للقاريء المهتم ؛ الرجوع إلى مرجع الكاتب السابق : ” الدين والعلم وقصور الفكر البشري ” / مكتبة وهبة. لنقد فكر ” نهاية التاريخ ” وبيان عيوبه الشديدة . أنظر أيضا مقالة : ” نهاية التاريخ .. بين النموذج الغربي والنموذج القرآني ” .
[2] الفطرة :هي الخصائص الذاتية أو السلوك الطبيعي الموجود في الإنسان ( أو أنواع الحيوانات المختلفة ) بدون تعليم والتي يخلق عليها .. كغريزة الخوف .. وحب البقاء .. والغريزة الجنسية .. وغيرها من الغرائز الأخرى. أو هي الخصائص الذاتية للنموذج الإنساني التي خلق عليها بعد انتهاء تشكيله في رحم الأم وقبل خروجه مباشرة إلى العالم الخارجي. تماما كما تقول : أن موديل هذه العربة يتميز بالخصائص التالية عند خروجها من المصنع ، ثم تقوم بذكر هذه الخصائص. ويأتي تعريفها باللغة الإنجليزية ـ في قاموس الميراث الأمريكي ـ على النحو التالي :
Instinct : The innate aspect of behavior that is unlearned, complex, and normally adaptive.
[3] أو كما يأتي تعريفها باللغة الإنجليزية في قاموس ” موسوعة العالم الأمريكية ” على النحو التالي :
Postulate: Something taken for granted or assumed as a basis for reasoning; fundamental principle; necessary condition: One postulate in geometry is that a straight line is the shortest distance between any two points.
[4] ” إقليدس : Euclid ” ( رياضي إغريقي عاش في حوالي عام 300 قبل الميلاد في مدينة الإسكندرية في مصر ) قام بتأليف 13 مرجعا في الهندسة المستوية ( الهندسة الإقليدية ) وخواص الأرقام. كما قام بإنشاء مدرسة للرياضيات في مدينة الإسكندرية .. وقام بالتدريس فيها .
[5] لا تنطبق هذه المسلمة على هندسة السطوح المقعرة. وتعرف الهندسة غير المستوية أو هندسة السطوح المقعرة والمحدبة باسم : ” هندسة ريمان : Riemann Geometry “.
[6] جانوس بوليا ( Bolyai, Janos ) ( 1802 – 1860 ) رياضي هنغاري وأحد مؤسسي الهندسة اللاإقليدية مع كارل فريدريك جاوس ( 1777 – 1855 ) .
[7] القانون العام لمحصلة جمع السرعات V1 ، V2 عند أخذ النظرية النسبية الخاصة في الاعتبار هو :
[8] وتأتي الصياغة القانونية لهذا المبدأ باللغة الإنجليزية على النحو التالي ..
” The principle of equivalence states that: ” A frame linearly accelerated with an acceleration g, relative to an inertial frame in special relativity is locally IDENTICALto a frame at rest in a gravitational field having the same acceleration g. “
[9] المرجع هو :
” Einstein’s Relativity “, Ray d’Inverno, Clarendon Press. Oxford, pp. 201.
[10] تشمل ميكانيكا الكم مجالات أساسية كثيرة في الفيزياء والكيمياء منها : الفيزياء الذرية ، فيزياء الجزيئات ، الكيمياء التحليلية ، الكيمياء الكمية ، فيزياء الجسيمات الأولية ، الفيزياء النووية ، وفيزياء المواد الكثيفة. ويعتبر التزاوج بين ميكانيكا الكم والنظرية النسبية العامة أحد الأعمدة الهامة في الفيزياء الحديثة .
[12] وتأتي الترجمة الإنجليزية لهذه الصياغة على النحو التالي ..
Theories; are imaginative constructions of the human mind–the results of philosophical and aesthetic judgments as well as of observation–for they are only suggested by observational information rather than inductively generalized from it. Moreover, theories cannot ordinarily be tested and accepted on the same grounds as laws. Thus, whereas an empirical law expresses a unifying relationship among a small selection of observables, scientific theories have much greater scope, explaining a variety of such laws and predicting others as yet undiscovered. A theory may be characterized as a postulational system (a set of premises) from which empirical laws are deducible as theorems.
تعليق