الحمد لله رب العامين
والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
قال الله عز وجل (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(6) ) سورة الشرح
أي أن مع الضيق سعة ، ومع الشدة رخاء ، ومع الكرب فرج
ثم كرر ذلك مبالغة في حصول اليسر ، و لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء
ثم كرر ذلك مبالغة في حصول اليسر ، و لتأكيد الوعد وتعظيم الرجاء
وفي هذا وعد منه سبحانه بأن كل عسير يتيسر ، وكل شديد يهون ، وكل صعب يلين
ولما كان اليسر يعتقب العسر من غير تطاول أزمان ، جعل كأنه معه ،
وفي ذلك تبشير بحصول اليسر عاجلا
وهو كقوله تعالى (سيجعل الله بعد عسر يسرا) سورة الطلاق
والمعنى بعد ضيق وشدة سعة وغنى
وفي ذلك تبشير بحصول اليسر عاجلا
وهو كقوله تعالى (سيجعل الله بعد عسر يسرا) سورة الطلاق
والمعنى بعد ضيق وشدة سعة وغنى
عن عبد الله بن مسعودرضي الله عنهقال :
لو دخل العسر في جحر ، لجاء اليسر حتى يدخل عليه ؛ إنه لن يغلب عسر يسرين لأن الله يقول( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا )
لو دخل العسر في جحر ، لجاء اليسر حتى يدخل عليه ؛ إنه لن يغلب عسر يسرين لأن الله يقول( فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا )
فمع كل عسر يسران ، من حيث إن العسر معرف فيكون واحدا، واليسر جاء منكرا فيكون الأول غير الثاني
قال الشافعي رضي الله عنه :
صبرا جميلا ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا
صبرا جميلا ما أقرب الفرجا من راقب الله في الأمور نجا
من صدق الله لم ينله أذى ومن رجاه يكون حيث رجا
وقال آخر :
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا وعند الله منها المخرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج
كملت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكان يظنها لا تفرج
منقول بتصرف من
تفسير الطبري
فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية
تفسير البغوي
تعقيب عن حديث (لن يغلب عُسر يُسْرَين )
جاءالحديث بلفظ ( لن يغلب عُسر يُسْرَين ، إن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا)
وهو حديث ضعيف الإسناد
وهو حديث ضعيف الإسناد
ومعناه صحيح
ولذلك جاء هذا القول عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم .
روى الإمام مالك في الموطأ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ : كَتَبَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ يَذْكُرُ لَهُ جُمُوعًا مِنْ الرُّومِ ، وَمَا يَتَخَوَّفُ مِنْهُمْ ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ :أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّهُ مَهْمَا يَنْزِلْ بِعَبْد مُؤْمِن مِنْ مُنْزَلِ شِدَّة يَجْعَلْ اللَّهُ بَعْدَهُ فَرَجًا ، وَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ ، وَأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.(
ورواه ابن أبي شيبة والحاكم والبيهقي في شعب الإيمان كلهم من طريق زيد بن أسلم عن أبيه بِنحوه .
قال الإمام الطحاوي : قال أهل العلم في ذلك : لا يغلب عُسر يُسرين، مُستخرجين لذلك المعنى في هذه الآية ؛ لأن العسر خَرَج مَخْرَج المعرفة فكان على واحد ، وخرج اليُسر مَخرج النكرة فكان في كل واحد من قوله عز وجل (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا(6) ) غير الذي في الآخر منهما .
والله تعالى أعلم .
المجيب
الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
تعليق