http://shamela.ws/index.php/book/13055
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي بدمشق نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ قدم علينا من لفظة رحمه الله تعالى الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم وارشدنا إلى صراطه المستقيم وألهمنا الحمد له على ما خولنا من جزيل نعمه وأجدنا نعمة علينا مضافة الى سائر مننه احمده حمد معترف بالتقصير فيما يلزمه من شكر هباته وأسأله التوفيق للعمل بما يقرب الى مرضاته وأشهد أن لا إله ألا الله شهادة تبلغ معتقدها امله ويختم الله لقائلها بالسعادة عمله وأشهد أن محمدا عبده المنتخب من بريته ورسوله الداعى لخلقه الى طاعته أرسله بالحق المبين وابتعثه بالشرع المتين فجلى غوامض الشبهات وأنار حنادس الظلمات وأباد حزب الكفر وانصاره وشيد اعلام الدين ومناره صلى الله عليه صلاة يعطيه فيها أمنيته ويرفع بها في الآخرة درجته وعلى إخوانه من النبين وآله الأخيار المنتخبين وتابعيهم بالإحسان أجمعين اما بعد فإن الله تبارك وتعالى أنقذ الخلق من نائرة الجهل وخلص الورى من زخارف الضلالة بالكتاب الناطق والوحي الصادق المنزلين على سيد الورى نبينا محمد المصطفى ثم أوجب النجاة من النار وأبعد عن منزل
الذل والخسار لمن أطاعه في إمتثال ما أمر والكف عما عنه نهى وزجر فقال ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون وطاعة الله في طاعة رسوله وطاعة رسوله في اتباع سننه إذ هي النور البهي والأمر الجلي والحجة الواضحة والمحجة اللائحة من تمسك بها اهتدى ومن عدل عنها ضل وغوى ولما كان ثابت السنن والآثار وصحاح الأحاديث المنقولة والاخبار ملجأ المسلمين في الأحوال ومركز المؤمنين في الأعمال إذ لا قوام للإسلام الا باستعمالها ولا ثبات للايمان الا بانتحالها وجب الاجتهاد في علم أصولها ولزم الحث على ما عاد بعمارة سبيلها وقد استفرغت طائفة من أهل زماننا وسعها في كتب الأحاديث والمثابرة على جمعها من غير أن يسلكوا مسلك المتقدمين وينظروا نظر السلف الماضين في حال الراوي والمروى وتمييز سبيل المرذول والمرضى واستنباط ما في السنن من الاحكام وإثارة المستودع فيها من الفقه بالحلال والحرام بل قنعوا من الحديث باسمه واقتصروا على كتبه في الصحف ورسمه فهم أغمار وحملة أسفار قد تحملوا المشاق الشديدة وسافروا الى البلدان البعيدة وهان عليهم الدأب والكلال واستوطئوا مركب الحل والارتحال وبذلوا الأنفس والاموال وركبوا المخاوف والاهوال شعث الرؤس شحب الألوان خمص البطون نواحل الابدان يقطعون أوقاتهم بالسير في البلاد طلبا لما علا من الإسناد لا يريدون شيئا سواه ولا يبتغون الا إياه يحملون عمن لا تثبت عدالته ويأخذون ممن لا تجوز امانته ويروون عمن لا يعرفون صحة حديثه ولا يتيقن ثبوت مسموعة ويحتجون
بمن لا يحسن قراءة صحيفته ولا يقوم بشيء من شرائط الرواية ولا يفرق بين السماع والاجازة ولا يميز بين المسند والمرسل والمقطوع والمتصل ولا يحفظ اسم شيخه الذي حدثه حتى يستثبته من غيره ويكتبون عن الفاسق في فعله المذموم في مذهبه وعن المبتدع في دينه المقطوع على فساد اعتقاده ويرون ذلك جائزا والعمل بروايته واجبا إذا كان السماع ثابتا والإسناد متقدما عاليا فجر هذا الفعل منهم الوقيعة في سلف العلماء وسهل طريق الطعن عليهم لأهل البدع والاهواء حتى ذم الحديث واهله بعض من ارتسم بالفتوى في الدين ورأى عند اعجابه بنفسه انه أحد الأئمة المجتهدين بصدوفه عن الآثار الى الرأي المرذول وتحكمه في الدين برأيه المعلول وذلك منه غاية الجهل ونهاية التقصير عن مرتبة الفضل ينتسب الى قوم تهيبوا كد الطلب ومعاناة ما فيه من المشقة والنصب وأعيتهم الأحاديث ان يحفظوها واختلفت عليهم الأسانيد فلم يضبطوها فجانبوا ما استثقلوا وعادوا ما جهلوا وآثروا الدعة واستلذوا الراحة ثم تصدروا في المجالس قبل الحين الذي يستحقونه وأخذوا أنفسهم بالطعن على العلم الذي لا يحسنونه ان تعاطى أحدهم رواية حديث فمن صحف ابتاعها كفى مؤونة جمعها من غير سماع لها ولا معرفة بحال ناقلها وان حفظ شيئا منها خلط الغث بالسمين وألحق الصحيح بالسقيم وان قلب عليه إسناد خبر أو سئل عن علة تتعلق بأثر تحير واختلط وغيث بلحيته وامتخط تورية عن مستور جهالته فهو كالحمار في طاحونته ثم رأى ممن يحفظ الحديث ويعانيه ما ليس في وسعه الجريان فيه فلجأ الى الازدراء بفرسانه واعتصم بالطعن على الراكضين في ميدانه كما أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي أنا احمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال حدثنا أبو العباس احمد بن على الابار قال رأيت بالأهواز رجلا
حف شاربه وأظنه قد اشترى كتبا وتعبأ للفتيا فذكروا أصحاب الحديث فقال ليسوا بشيء وليس يسوون شيئا فقلت له أنت لا تحسن تصلى قال انا قلت نعم قلت أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا افتتحت الصلاة ورفعت يديك فسكت فقلت وأيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وضعت يديك على ركبتيك فسكت قلت أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سجدت فسكت قلت مالك لا تكلم ألم أقل لك انك لا تحسن تصلى أنت انما قيل لك تصلى الغداة ركعتين والظهر أربعا فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث فلست بشيء ولا تحسن شيئا فهذا المذكور مثله في الفقهاء كمثل من تقدم ذكرنا له ممن انتسب الى الحديث ولم يعلق به منه غير سماعه وكتبه دون نظره في أنواع عمله واما المحققون فيه المتخصصون به فهم الأئمة العلماء والسادة الفهماء أهل الفضل والفضيلة والمرتبة الرفيعة حفظوا على الأمة احكام الرسول واخبروا على أنباء التنزيل وأثبتوا ناسخه ومنسوخه وميزوا محكمه ومتشابهه ودونوا أقوال النبي صلى الله عليه و سلم وأفعاله وضبطوا على اختلاف الأمور أحواله في يقظته ومنامه وقعوده وقيامه وملبسه ومركبه ومأكله ومشربه حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع بها والنخاعة من فيه كيف كان يلفظها وقوله عند كل فعل يحدثه ولدى كل موقف يشهده تعظيما لقدره صلى الله عليه و سلم ومعرفة بشرف ما ذكر عنه وعزى اليه وحفظوا مناقب صحابته ومآثر عشيرته وجاؤا بسير الأنبياء ومقامات الأولياء واختلاف الفقهاء ولولا عناية أصحاب الحديث بضبط السنن وجمعها واستنباطها من معادنها والنظر في طرقها لبطلت الشريعة وتعطلت احكامها إذ كانت مستخرجة من الآثار المحفوظة ومستفادة من السنن المنقولة فمن عرف للإسلام حقه وأوجب للدين حرمته أكبر أن يحتقر من عظم الله
شأنه واعلى مكانه واظهر حجته وأبان فضيلته ولم يرتق بطعنه الى حزب الرسول وأتباع الوحي واوعية الدين وخزنة العلم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وكفى المحدث شرفا ان يكون اسمه مقرونا باسم رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكره متصلا بذكره ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم والواجب على من خصه الله تعالى بهذه الرتبة وبلغه الى هذه لمنزلة ان يبذل مجهوده في تتبع آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم وسننه وطلبها من مظانها وحملها عن أهلها والتفقه بها والنظر في احكامها والبحث عن معانيها والتأدب بآدابها ويصدف عما يقل نفعه وتبعد فائدته من طلب الشواذ والمنكرات وتتبع الاباطيل والموضوعات ويؤتى الحديث حقه من الدراسة والحفظ والتهذيب والضبط ويتميز بما تقتضيه حاله ويعود عليه زينه وجماله فقد أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن احمد بن غالب الخوارزمي قال قرئ على أبي احمد الحسين بن على التميمي وانا اسمع حدثني محمد بن المسيب قال حدثنا أبو الخصيب المصيصي املاء قال سمعت سعيد بن المغيرة يقول سمعت مخلد بن الحسين يقول إن كان الرجل ليسمع العلم اليسير فيسود به أهل زمانه يعرف ذلك في صدقه وورعه وانه ليروى اليوم خمسين الف حديث لا تجوز شهادته على قلنسوته أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال أنبأ بن وهب وأخبرنا أبو الحسين علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة واللفظ له قال ثنا أبو روق الهزاني قال ثنا بحر بن نصر الخولاني قال ثنا بن وهب قال حدثني يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه أخبرنا أبو الحسين احمد بن محمد بن احمد بن حماد الواعظ مولى بنى هاشم قال ثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق املاء قال حدثني جدي أبو يعقوب إسحاق بن البهلول قال ثنا سفيان ويعلى عن إسماعيل يعنى بن أبي خالد عن قيس عن عبد الله رفعه يعلى ووقفه سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد الا في اثنتين رجل آتاه الله حكمة فهو يقول بها ورجل آتاه الله ما لا فهو ينفقه في حقه وأنا اذكر بمشيئة الله تعالى وتوفيقه في هذا الكتاب ما بطالب الحديث حاجة الى معرفته وبالتفقة فاقة الى حفظه ودراسته من بيان أصول علم الحديث وشرائطه وأشرح من مذاهب سلف الرواة والنقلة في ذلك ما يكثر نفعه وتعم فائدته ويستدل به على فضل المحدثين واجتهادهم في حفظ الدين ونفيهم تحريف الغالين وانتحال المبطلين ببيان الأصول من الجرح والتعديل والتصحيح والتعليل واقوال الحفاظ في مراعاة الألفاظ وحكم التدليس والاحتجاج بالمراسيل والنقل عن أهل الغفلة ومن لا يضبط الرواية وذكر من يرغب عن السماع منه لسوء مذهبه والعرض على الراوي والفرق بين قول حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وجواز إصلاح اللحن والخطأ في الحديث ووجوب العمل بأخبار الآحاد والحجة على من أنكر ذلك وحكم الرواية على الشك وغلبة الظن واختلاف الروايات بتغاير العبارات ومتى يصح سماع الصغير وما جاء في المناولة وشرائط صحة الإجازة والمكاتبة وغير ذلك مما يقف عليه من تأمله ونظر فيه إذا انتهى اليه وبالله استعين وهو حسبي ونعم الوكيل
باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله تعالى وحكم سنة رسول الله صلى
الله عليه و سلم في وجوب العمل ولزوم التكليف )
أخبرنا أبو محمد الحسن بن على بن احمد بن بشار النيسابوري بالبصرة قال ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري قال ثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال ثنا على بن عياش وأبو اليمان قالا حدثنا حريز بن عثمان قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال ألا انى اوتيت الكتاب ومثله معه ألا انى قد أوتيت القرآن ومثله ألا يوشك رجل شبعان على اريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلى ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة من مال معاهد إلا ان يستغنى عنها صاحبها أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا أبو جعفر بن عمرو بن البحتري الرزاز قال حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان قال انا زيد بن الحباب قال ثنا معاوية بن صالح قال أخبرني الحسن بن جابر أنه سمع المقدام بن معد يكرب الكندي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم حرم أشياء فذكر الحمر الانسية ثم قال يوشك رجل متكئ على اريكته يحدث بالحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا حلالا احللناه وما وجدنا حراما حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما حرم الله عز و جل أخبرنا على بن محمد بن عبد الله أيضا قال أنا دعلج بن أحمد قال ثنا بن شيرويه قال ثنا إسحاق وهو بن راهويه قال أنا عبد الرحمن بن مهدى ح وأخبرني
عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن على بن الزيات ح وأخبرنا أبو الحسن على بن طلحة بن محمد المقرى وأبو الحسين احمد بن عمر بن روح النهرواني واللفظ لحديثهما قالا أنا أبو حفص بن الزيات قال ثنا عبد الله بن محمد بن ناحية قال ثنا عمرو بن على أبو حفص الصيرفي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدى قال ثنا معاوية بن صالح عن الحسن بن جابر قال سمعت المقدام بن معديكرب يقول حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم أشياء يوم خيبر ثم قال يوشك رجل متكئ على اريكته يحدث بحديثى فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه وان ما حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما حرم الله عز و جل أخبرنا أبو علي الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال أنا مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم القاضى قال حدثنا محمد بن احمد بن الوليد بن برد الأنطاكي قال ثنا محمد بن عيسى يعنى بن الطباع قال ثنا أشعث بن شعبة المصيصي قال حدثنا أرطاة بن المنذر قال سمعت حكيم بن عمير يحدث عن العرباض بن سارية ان النبي صلى الله عليه و سلم نزل خيبر ومعه من معه من اصحابه ومكر صاحب خيبر مكرا ماردا فأقبل الى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد ألكم ان تذبحوا حمرنا وتأكلوا بقرنا وتضربوا نساءنا وتدخلوا بيوتنا فغضب النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا بن عوف قم فاركب فرسك فناد في الناس ألا ان الجنة لا تحل الا المؤمن وأن اجتمعوا الى الصلاة فاجتمعوا فصلى بهم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قام فقال بحسب امرئ قد شبع وبطن وهو متكئ على اريكته لا يظن ان لله حراما إلا ما في القرآن وانى والله قد حرمت ونهيت ووعظت بأشياء انها لمثل القرآن أو أكثر لا أحل من السباع كل ذي ناب ولا الحمر الاهلية ولا أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب
الا بإذن ولا أكل أموالهم الا ما طابوا به نفسا ولا ضرب نسائهم إذا اعطوا الذي عليهم أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن بن احمد الحيري بنيسابور قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال انا الربيع بن سليمان قال نا الشافعي قال انا سفيان ح وأخبرنا أبو نعيم احمد بن عبد الله بن احمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان قال ثنا أبو على محمد بن احمد بن الحسن الصواف ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا سالم أبو النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ألفين أحدكم متكئا على اريكته يأتيه الأمر من امرى مما أمرت به او نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه لفظ الحميدي أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال ثنا على بن احمد بن النضر قال ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أسماء بن خارجه بن حصن بن حذيفة بن بدر ح وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراساني قال ثنا أبو على الحسين بن احمد السراج قال ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال ثنا أبو إسحاق الفزاري عن مالك بن أنس عن سالم أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أعرفن الرجل يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول ما ادرى ما هذا عندنا كتاب الله ليس هذا فيه واللفظ لابن الفضل أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه أبو سعيد الأصبهاني بها قال ثنا احمد بن جعفر بن معبد السمسار قال ثنا عمر بن احمد بن السني أبو الحسين البغدادي قال حدثنا محمد بن اعين قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال ثنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن يزيد الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لعل أحدكم أن يأتيه حديث من حديثي وهو متكئ على اريكته فيقول دعونا من هذا ما وجدنا في كتاب الله اتبعنا أخبرني أبو القاسم الأزهري قال حدثنا محمد بن المظفر الحافظ قال حدثنا احمد بن إبراهيم بن خلاد العسكري قال ثنا محمد بن موسى الدولابي قال حدثنا عباد بن صهيب قال ثنا عباد بن كثير قال ثنا محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا عسى رجل ان يبلغه عنى حديث وهو متكئ على اريكته فيقول لا أدرى ما هذا عليكم بالقرآن فمن بلغه عنى حديث فكذب به أو كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار أخبرني الحسن بن أبى طالب قال ثنا عمر بن احمد بن عثمان الواعظ قال ثنا احمد بن إسحاق بن البهلول قال ثنا أبى قال ثنا سمرة بن حجر عن حمزة بن أبى حمزة النصيبي عن عمرو بن دينار عن بن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بال أصحاب الحشايا يكذبونى عسى أحدكم يتكىء على فراشه يأكل مما أفاء الله عليه فيؤتى يحدث عنى الأحاديث يقول لا أرب لي فيها عندنا كتاب الله ما نهاكم عنه فانتهوا وما أمركم به فاتبعوه أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل احمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضى قال ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال ثنا جويرية بن أسماء عن مالك بن أنس عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أخبره ان عبد الله بن عباس أخبره قال قال عمر رضى الله تعالى عنه ان الله تعالى بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده وأخشى إن طال بالناس زمان يقول رجل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيترك فريضة أنزلها الله فإن الرجم في كتاب الله تعالى حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت عليه أو كان الحبل أو الاعتراف
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري نا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي عن علقمة ان امرأة من بنى أسد أتت عبد الله بن مسعود فقالت انه بلغنى انك قلت ذيت وذيت والواشمة والمستوشمة وإني قرأت ما بين اللوحين فلم أجد الذي تقول وإني لأظن على أهلك منها قال فقال لها عبد الله فادخلي فانظرى فدخلت فنظرت فلو تر شيئا ثم خرجت فقالت لم ار شيئا فقال لها عبد الله أما قرأت وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قالت بلى قال قال فهو ذاك أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا روح بن عبادة قال ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية قال كان جبرائيل ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياها كما يعلمه القرآن أخبرنا أبو عبد الله محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن أبي طاهر الدقاق قال أنا أبو بكر النجاد قال ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال ثنا سهل بن صالح الأنطاكي قال ثنا الهيثم بن خارجة قال ثنا الهيثم بن عمران قال سمعت إسماعيل بن عبيد الله يقول ينبغي لنا ان نحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم كما نحفظ القرآن لان الله تعالى يقول وما آتاكم الرسول فخذوه باب تخصيص السنن لعموم محكم القرآن وذكر الحاجة في المجمل الى التفسير
والبيان )
قال الله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فان كن
نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ان كان له ولد فان لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فكان ظاهر هذه الآية يدل على ان كل والد يرث ولده وكل مولود يرث والده حتى جاءت السنة بأن المراد ذلك مع اتفاق الدين بين الوالدين والمولودين وأما إذا اختلف الدينان فإنه مانع من التوارث واستقر العمل على ماوردت به السنة في ذلك أخبرنا أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن رزق التانى ببغداد وأبو حفص عمر بن احمد بن أبى عمر والبزاز بعكبرا وأبو الحسن على بن احمد بن هارون المعدل بالنهروان قالوا حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن على بن حرب الطائي قال ثنا على بن حرب قال ثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن على بن الحسين ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا محمد بن احمد بن الحسن الصواف قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا الزهرى قال أخبرني على بن حسين عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم وقال الله تعالى في المرأة يطلقها زوجها ثلاثا فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره واحتمل ذلك ان يكون المراد به عقد النكاح وحده واحتمل ان يكون المراد به العقد والاصابة معا فبينت السنة ان المراد به الإصابة بعد العقد أخبرنا بذلك القاضى أبو بكر احمد بن الحسن بن احمد الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرني عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرته ان رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها فنكحت بعده عبد الرحمن بن الزبير فجاءت رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقالت انها كانت تحت رفاعة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فتزوجت بعده بعبد الرحمن بن الزبير وانه والله ما معه الا مثل هذه الهدبة وأخذت بهدبة من جلبابها قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ضاحكا وقال لعلك تريدين أن ترجعى الى رفاعة لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته قالت وأبو بكر جالس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وخالد بن سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة لم يؤذن له فطفق خالد ينادى أبا بكر ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال الله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما فكان ظاهر هذا القول يوجب القطع على كل سارق بسرقته كثرت أو قلت حتى دلت السنة ان المراد به بعض السراق وهو من بلغت سرقته في القيمة ربع دينار فصاعدا واما من لم تبلغ قيمة سرقته هذا القدر فلا قطع فيه أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة قال حدثنا أبو على محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤى قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال ثنا احمد بن صالح ووهب بن بيان قالا ثنا قال أبو داود وحدثنا بن السرح قال أنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدا قال احمد بن صالح القطع في ربع دينار فصاعدا ولما ذكرناه نظائر كثيرة في الكتاب والسنة اقتصرنا منها على ما اوردناه أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا روح بن عبادة قال ثنا الأوزاعي عن مكحول قال القرآن أحوج الى السنة من السنة الى القرآن قال وقال يحيى بن أبي كثير السنة قاضية على الكتاب ليس الكتاب قاضيا على السنة أخبرني عبد العزيز بن على الوراق قال ثنا عمر بن احمد الواعظ قال ثنا احمد بن محمد
بن إسماعيل قال ثنا الفضل بن زياد قال سمعت احمد بن حنبل وسئل عن الحديث الذي روى ان السنة قاضية على الكتاب قال ما اجسر على هذا ان أقوله ولكن السنة تفسر الكتاب وتعرف الكتاب وتبينه أخبرنا أبو الحسن على بن احمد بن محمد بن بكران الفوى بالبصرة قال ثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن عقبة قال ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال كان جبرائيل ينزل على النبي صلى الله عليه و سلم بالقرآن والسنة تفسر القرآن أخبرنا أبو الحسن على بن احمد بن عمر المقرى قال نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا مسدد ح وأخبرني الحسن بن أبى طالب وسياق هذا الحديث له قال ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان القاضى قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا عبيد الله بن عمر القواريرى قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا على بن زيد عن الحسن ان عمران بن حصين كان جالسا ومعه أصحابه فقال رجل من القوم لا تحدثونا الا بالقرآن قال فقال له ادنه فدنا فقال أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك الى القرآن أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعا وصلاة العصر أربعا والمغرب ثلاثا تقرأ في اثنتين أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك الى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا والطواف بالصفا والمروة ثم قال اى قوم خذوا عنا فانكم والله إن لا تفعلوا لتضلن أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال نا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني قال ثنا إبراهيم بن الهيثم قال ثنا عفان قال ثنا سعيد بن زيد قال حدثنا الحسن ان رجلا قال لعمران بن الحصين ما هذه الأحاديث التي تحدثوناها وتركتم القرآن قال أرأيت لو أبيت أنت واصحابك إلا القرآن من أين كنت تعلم ان صلاة الظهر عدتها كذا وكذا وصلاة العصر عدتها كذا وحين وقتها كذا وصلاة المغرب كذا والموقف بعرفة ورمى الجمار كذا واليد
من أين تقطع أمن ههنا أم ههنا أم من ههنا ووضع يده على مفصل الكف ووضع يده عند المرفق ووضع يده عند المنكب اتبعوا حديثنا ما حدثناكم والا والله ضللتم أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال انا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال أخبرني أبي قال حدثني الأوزاعي عن أيوب السختياني انه قال إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وحدثنا من القرآن فاعلم انه ضال مضل قال الأوزاعي يقول الله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه ومن يطع الرسول فقد اطاع الله ويدعوه الى تأويل القرآن برأيه أخبرنا محمد بن احمد بن رزق البزاز قال حدثنا مكرم بن احمد القاضى قال ثنا محمد بن الحسن الخوارزمي قال سمعت على بن المديني يقول قال عبد الرحمن بن مهدى الرجل الى الحديث أحوج منه الى الأكل والشرب وقال الحديث تفسير القرآن باب الكلام في الاخبار وتقسيمها
الخبر هو ما يصح ان يدخله الصدق أو الكذب وينقسم قسمين خبر تواتر وخبر آحاد فاما خبر التواتر فهو ما خبر به القوم الذين يبلغ عددهم حدا يعلم عند مشاهدتهم بمستقر العادة ان اتفاق الكذب منهم محال وان التواطؤ منهم في مقدار الوقت الذي انتشر الخبر عنهم فيه متعذر وان ما خبروا عنه لا يجوز دخول اللبس والشبهة في مثله وان أسباب القهر والغلبة والأمور الداعية الى الكذب منتفية عنهم فمتى تواتر الخبر عن قوم هذه سبيلهم قطع على صدقة واوجب وقوع العلم ضرورة واما الخبر الآحاد فهو ما قصر عن صفة التواتر ولم يقطع به العلم وان روته
الجماعة والاخبار كلها على ثلاثة اضرب فضرب منها يعلم صحته وضرب منها يعلم فساده وضرب منها لا سبيل الى العلم بكونه على واحد من الامرين دون الآخر اما الضرب الأول وهو ما يعلم صحته فالطريق الى معرفته ان لم يتواتر حتى يقع العلم الضرورى به أن يكون مما تدل العقول على موجبه كالاخبار عن حدث الأجسام واثبات الصانع وصحة الأعلام التي اظهرها الله عز و جل على ايدى الرسل ونظائر ذلك مما أدلة العقول تقتضي صحته وقد يستدل أيضا على صحته بان يكون خبرا عن أمر اقتضاه نص القرآن او السنة المتواترة أو اجتمعت الأمة على تصديقه أو تلقته الكافة بالقبول وعملت بموجبه لأجله واما الضرب الثاني وهو ما يعلم فساده فالطريق الى معرفته ان يكون مما تدفع العقول صحته بموضوعها والادلة المنصوصة فيها نحو الاخبار عن قدم الأجسام ونفى الصانع وما اشبه ذلك أو يكون مما يدفعه نص القرآن أو السنة المتواترة أو اجمعت الأمة على رده أو يكون خبرا عن أمر من أمور الدين يلزم المكلفين علمه وقطع العذر فيه فإذا ورد ورودا لا يوجب العلم من حيث الضرورة أو الدليل علم بطلانه لان الله تعالى لا يلزم المكلفين علما بأمر لا يعلم الا بخبر ينقطع ويبلغ في الضعف الى حد لا يعلم صحته اضطرارا ولا استدلالا ولو علم الله تعالى ان بعض الاخبار الواردة بالعبادات التي يجب علمها يبلغ الى هذا الحد لأسقط فرض العلم به عند انقطاع الخبر وبلوغه في الوهى والضعف الى حال لا يمكن العلم بصحته أو يكون خبرا عن أمر جسيم ونبأ عظيم مثل خروج أهل اقليم بأسرهم على الامام أو حصر العدو لأهل الموسم عن البيت الحرام فلا ينقل نقل مثله بل يرد ورودا خاصا لا يوجب العلم فيدل ذلك على فساده لان العادة جارية بتظاهر الاخبار عما هذه سبيله وأما الضرب الثالث الذي لا يعلم صحته من فساده فإنه يجب الوقف عن القطع بكونه صدقا أو كذبا وهذا الضرب لا يدخل الا فيما يجوز أن يكون ويجوز أن لا يكون مثل الاخبار التي ينقلها أصحاب الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في احكام الشرع المختلف فيها وانما وجب الوقف فيما هذه حاله من الاخبار لعدم الطريق الى العلم بكونها صدقا أو كذبا فلم يكن القضاء بأحد الامرين فيها أولى من الآخر الا انه يجب العمل بما تضمنت من الاحكام إذا وجد فيها الشرائط التي نذكرها بعد إن شاء الله تعالى
باب الرد على من قال يجب القطع على خبر الواحد
بأنه كذب إذا لم يقع العلم بصدقه من ناحية الضرورة أو الاستدلال ان قال قائل ما أنكرت من أن الخبر إذا كان مرويا فيما يتعلق بالدين ولم يعلم ضرورة ولا قامت على صحته حجة وجب القطع على كونه كذبا لأن الله تعالى لو علم صدقه لم يخلنا من دليل على ذلك وطريق اليه يقال له لم لا يجوز أن يخلينا من ذلك وفيه وقع الخلاف بل ما أنكرت من وجوب كونه صدقا لان الله تعالى لو علم انه كذب لم يخلنا من دليل على ذلك وفى اخلائه من ذلك دليل على انه صدق ولا مخرج له من هذا السؤال ثم يقال له ان حال الخبر في هذا الباب كحال الشهادة على وقوع الجائز الممكن ولو وجب ما قلته لوجب متى عريت الشهادة المتعلق بها حكم في الدين من دلالة الصدق ان يقطع على انها كذب وزور وهكذا يجب متى لم يدلنا الله تعالى على ايمان الخلفاء والقضاء والامراء والسعاة وكل نائب عن الأئمة في شيء من أمر الدين وعلى عدالتهم وطهارة سرائرهم ان يجب القطع على كفرهم وفسقهم ومتى لم يدلنا على صحته القياس في الحكم وان الحق فيه دون غيره وجب القضاء على فساده ولا جواب عن شيء من ذلك
وان قال كما يجب القطع على كذب مدعى الرسالة متى لم يكن معه علم دال على صدقه فكذلك يجب القطع على كذب المخبر متى لم تكن معه حجة تدل على صدقه يقال له ان كان هذا قياسا صحيحا فإنه يجب القطع بتكذيب جميع آحاد الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين متى انفردوا بالخبر ولم تكن معهم دلالة على صدقهم وهذا خروج عن الدين وجهل ممن صار اليه ولو كان قياس مدعى النبوة وراوى الخبر واحدا لوجب ان يكون في الشهادة مثله وان يقطع على كل شهادة لم يقم دليل على صحتها أو يبلغ عدد الشهود عدد أهل التواتر انها كذب وزور وهذا لا يقوله ذو تحصيل لان ذلك لو كان صحيحا لم يجز لأحد من حكام المسلمين ان يحكم بشهادة اثنين ولا بشهادة أربعة وبشهادة من لم يقم الدليل على صدقة لأنه انما يحكم بشهادة يعلم انها كاذبة ثم الفرق بين خبر مدعى الرسالة وبين خبر الواحد ان الرسول صلى الله عليه و سلم يخبرنا عن الله تعالى بما لا نعلم الا من جهته وقد أمرنا الله تعالى بتعظيمه ظاهرا و باطنا وموالاته والقطع على طهارته ونقاء سريرته والعلم بأنه صادق في جميع ما يخبر به فوجب مع تكليف ذلك ازاحة العلة فيما به يعلم حصول صدقة والقطع والا كان تكليفا للشىء مع عدم الدليل عليه وذلك محال وخارج عن باب التعبد واما خبر الواحد فما تعبدنا فيه بهذا لأنه ليس يخبرنا عما يخبرنا عنه بما لا يصح ان نعلمه الا من جهته ولا هو خبر عن الله تعالى ولا نحن مأمورون بالقطع على طهارة سريرته والعلم بأنه صادق في خبره بل انما تعبدنا بالعمل بخبره متى ظننا كونه صدقا فحاله في ذلك كحال الشاهد الذي أمرنا بالعمل بشهادته دون اعتقاد شيء من هذه الجملة فيه وكما لا يجوز قياس الشهادة على ادعاء النبوة فكذلك لا يجوز قياس الخبر عليها وهذا واضح لا شبهة فيه
معرفة الخبر المتصل الموجب للقبول والعمل
حدثني على بن احمد الهاشمي قال هذا الكتاب جدي عيسى بن موسى بن أبى محمد بن المتوكل على الله فقرأت فيه حدثني أبو بكر محمد بن داود النيسابوري قال سمعت محمد بن نعيم يقول سمعت محمد بن يحيى وهو الذهلي يقول ولا يجوز الاحتجاج الا بالحديث الموصل غير المنقطع الذي ليس فيه رجل مجهول ولا رجل مجروح أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن نعيم الضبي الحافظ قال قرأت بخط أبى عمرو المستملى سمعت يحيى بن محمد بن يحيى يقول لا يكتب الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم حتى يرويه ثقة عن ثقة حتى يتناهى الخبر الى النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الصفة ولا يكون فيهم رجل مجهول ولا رجل مجروح فإذا ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الصفة وجب قبوله والعمل به وترك مخالفته قرأت في كتاب أبى الحسين احمد بن قاج الوراق ثنا على بن الفضل بن ظاهر البلخي قال ثنا محمد بن غالب الكرابيسي قال ثنا مسلم بن عبد الرحمن البخلى وهو السلمي قال ثنا عبد الله بن محمد الامام قال ثنا محمد بن يسار عن قتادة قال لا يحمل هذا الحديث عن صالح عن طالح ولا عن طالح عن صالح حتى يكون صالح عن صالح أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء في كتابه إلينا من مصر قال حدثنا احمد بن محمد بن أبي الموت أبو بكر المكى قال قال لنا احمد بن زيد بن هارون انما هو صالح عن صالح وصالح عن تابع وتابع عن صاحب وصاحب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن جبرائيل وجبرئيل عن الله عز و جل
معرفة ما يستعمل أصحاب الحديث من العبارات
في صفة الاخبار واقسام الجرح والتعديل مختصرا وصفهم الحديث بأنه مسند يريدون ان إسناده متصل بين روايه وبين من اسند عنه الا ان أكثر استعمالهم هذه العبارة هو فيما اسند عن النبي صلى الله عليه و سلم خاصة واتصال الإسناد فيه ان يكون واحد من رواته سمعه من فوقه حتى ينتهى ذلك الى آخره وان لم يبين فيه السماع بل اقتصر على العنعنة واما المرسل فهو ما انقطع إسناده بان يكون في رواته من لم يسمعه ممن فوقه الا ان أكثر ما يوصف بالإرسال من حيث الاستعمال ما رواه التابعى عن النبي صلى الله عليه و سلم واما ما رواه تابع التابعى عن النبي صلى الله عليه و سلم فيسمونه المعضل وهو اخفض مرتبة من المرسل والمرفوع ما أخبر فيه الصحابي عن قول الرسول صلى الله عليه و سلم أو فعله والموقوف ما أسنده الراوي الى الصحابي ولم يتجاوزه والمنقطع مثل المرسل الا ان هذه العبارة تستعمل غالبا في رواية من دون التابعى عن الصحابة مثل أن يروى مالك بن أنس عن عبد الله بن عمر أو سفيان الثوري عن جابر بن عبد الله أو شعبة بن الحجاج عن أنس بن مالك وما أشبه ذلك وقال بعض أهل العلم بالحديث الحديث المنقطع ما روى عن التابعى ومن دونه موقوفا عليه من قوله أو فعله
والمدلس رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه فيتوهم انه سمع منه أو روايته عمن قد لقيه ما لم يسمعه منه هذا هو التدليس في الإسناد فأما التدليس للشيوخ فمثل ان يغير اسم شيخه لعلمه بان الناس يرغبون عن الرواية عنه أو يكنيه بغير كنيته أو ينسبه الى غير نسبته المعروفة من أمره ووصفهم لمن روى عنه انه صحابي يريدون انه ممن ثبتت صحبته لرسول الله صلى الله عليه و سلم والتابعى من صحب الصحابي فأما أقسام العبارات بالأخبار عن أحوال الرواة فأرفعها ان يقال حجة أو ثقة وأدونها ان يقال كذاب أو ساقط أخبرنا أبو سعد احمد بن محمد بن احمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الماليني قال انا أبو أحمد عبد الله بن عدى الحافظ قال ثنا القاسم بن زكريا ويحيى بن صاعد ومحمود بن موسى الحلواني وأحمد بن محمد بن سليمان القطان قالوا ثنا عمرو بن على ثنا عبد الرحمن بن مهدى قال ثنا أبو خلدة قال فقال له رجل يا أبا سعيد أكان ثقة قال كان صدوقا وكان مأمونا وكان خيرا وقال القاسم وكان خيارا الثقة شعبة وسفيان أخبرني الحسن بن أبى طالب قال ثنا احمد بن إبراهيم بن شاذان قال أخبرنا الحسين بن محمد بن عفير قال قال أبو جعفر احمد بن سنان كان عبد الرحمن بن مهدى ربما جرى ذكر حديث الرجل فيه ضعف وهو رجل صدوق فيقول رجل صالح الحديث أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبى قال ثنا الحسين بن صدقة قال ثنا احمد بن أبى خيثمة قال قلت ليحيى بن معين انك تقول فلان ليس به بأس وفلان ضعيف قال إذا قلت لك ليس به بأس فهو ثقة وإذا قلت لك هو ضعيف فليس هو بثقة لا يكتب حديثه حدثني على بن محمد بن نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت أبا الحسن الدارقطني قلت له إذا قلت فلان لين أيش تريد به قال لا يكون ساقطا متروك الحديث ولكن مجروحا بشيء لا يسقط عن العدالة وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي فيما أخبرني به أبو زرعة روح بن محمد بن احمد القاضى إجازة شافهنى بها أن على بن محمد بن عمر القصار أخبرهم عنه وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى فإذا قيل للواحد انه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه وإذا قيل انه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهى المنزلة الثانية وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه الا انه دون الثانية وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار وإذا أجابوا في الرجل بلين الحديث فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه اعتبارا وإذا قالوا ليس بقوي فهو بمنزلة الأول في كتب حديثه الا انه دونه وإذا قالوا ضعيف الحديث فهو دون الثاني لا يطرح حديثه بل يعتبر به وإذا قالوا متروك الحديث أو ذاهب الحديث أو كذاب فهو ساقط الحديث لا يكتب حديثه وهى المنزلة الرابعة
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي بدمشق نا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي الحافظ قدم علينا من لفظة رحمه الله تعالى الحمد لله الذي هدانا لدينه القويم وارشدنا إلى صراطه المستقيم وألهمنا الحمد له على ما خولنا من جزيل نعمه وأجدنا نعمة علينا مضافة الى سائر مننه احمده حمد معترف بالتقصير فيما يلزمه من شكر هباته وأسأله التوفيق للعمل بما يقرب الى مرضاته وأشهد أن لا إله ألا الله شهادة تبلغ معتقدها امله ويختم الله لقائلها بالسعادة عمله وأشهد أن محمدا عبده المنتخب من بريته ورسوله الداعى لخلقه الى طاعته أرسله بالحق المبين وابتعثه بالشرع المتين فجلى غوامض الشبهات وأنار حنادس الظلمات وأباد حزب الكفر وانصاره وشيد اعلام الدين ومناره صلى الله عليه صلاة يعطيه فيها أمنيته ويرفع بها في الآخرة درجته وعلى إخوانه من النبين وآله الأخيار المنتخبين وتابعيهم بالإحسان أجمعين اما بعد فإن الله تبارك وتعالى أنقذ الخلق من نائرة الجهل وخلص الورى من زخارف الضلالة بالكتاب الناطق والوحي الصادق المنزلين على سيد الورى نبينا محمد المصطفى ثم أوجب النجاة من النار وأبعد عن منزل
الذل والخسار لمن أطاعه في إمتثال ما أمر والكف عما عنه نهى وزجر فقال ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون وطاعة الله في طاعة رسوله وطاعة رسوله في اتباع سننه إذ هي النور البهي والأمر الجلي والحجة الواضحة والمحجة اللائحة من تمسك بها اهتدى ومن عدل عنها ضل وغوى ولما كان ثابت السنن والآثار وصحاح الأحاديث المنقولة والاخبار ملجأ المسلمين في الأحوال ومركز المؤمنين في الأعمال إذ لا قوام للإسلام الا باستعمالها ولا ثبات للايمان الا بانتحالها وجب الاجتهاد في علم أصولها ولزم الحث على ما عاد بعمارة سبيلها وقد استفرغت طائفة من أهل زماننا وسعها في كتب الأحاديث والمثابرة على جمعها من غير أن يسلكوا مسلك المتقدمين وينظروا نظر السلف الماضين في حال الراوي والمروى وتمييز سبيل المرذول والمرضى واستنباط ما في السنن من الاحكام وإثارة المستودع فيها من الفقه بالحلال والحرام بل قنعوا من الحديث باسمه واقتصروا على كتبه في الصحف ورسمه فهم أغمار وحملة أسفار قد تحملوا المشاق الشديدة وسافروا الى البلدان البعيدة وهان عليهم الدأب والكلال واستوطئوا مركب الحل والارتحال وبذلوا الأنفس والاموال وركبوا المخاوف والاهوال شعث الرؤس شحب الألوان خمص البطون نواحل الابدان يقطعون أوقاتهم بالسير في البلاد طلبا لما علا من الإسناد لا يريدون شيئا سواه ولا يبتغون الا إياه يحملون عمن لا تثبت عدالته ويأخذون ممن لا تجوز امانته ويروون عمن لا يعرفون صحة حديثه ولا يتيقن ثبوت مسموعة ويحتجون
بمن لا يحسن قراءة صحيفته ولا يقوم بشيء من شرائط الرواية ولا يفرق بين السماع والاجازة ولا يميز بين المسند والمرسل والمقطوع والمتصل ولا يحفظ اسم شيخه الذي حدثه حتى يستثبته من غيره ويكتبون عن الفاسق في فعله المذموم في مذهبه وعن المبتدع في دينه المقطوع على فساد اعتقاده ويرون ذلك جائزا والعمل بروايته واجبا إذا كان السماع ثابتا والإسناد متقدما عاليا فجر هذا الفعل منهم الوقيعة في سلف العلماء وسهل طريق الطعن عليهم لأهل البدع والاهواء حتى ذم الحديث واهله بعض من ارتسم بالفتوى في الدين ورأى عند اعجابه بنفسه انه أحد الأئمة المجتهدين بصدوفه عن الآثار الى الرأي المرذول وتحكمه في الدين برأيه المعلول وذلك منه غاية الجهل ونهاية التقصير عن مرتبة الفضل ينتسب الى قوم تهيبوا كد الطلب ومعاناة ما فيه من المشقة والنصب وأعيتهم الأحاديث ان يحفظوها واختلفت عليهم الأسانيد فلم يضبطوها فجانبوا ما استثقلوا وعادوا ما جهلوا وآثروا الدعة واستلذوا الراحة ثم تصدروا في المجالس قبل الحين الذي يستحقونه وأخذوا أنفسهم بالطعن على العلم الذي لا يحسنونه ان تعاطى أحدهم رواية حديث فمن صحف ابتاعها كفى مؤونة جمعها من غير سماع لها ولا معرفة بحال ناقلها وان حفظ شيئا منها خلط الغث بالسمين وألحق الصحيح بالسقيم وان قلب عليه إسناد خبر أو سئل عن علة تتعلق بأثر تحير واختلط وغيث بلحيته وامتخط تورية عن مستور جهالته فهو كالحمار في طاحونته ثم رأى ممن يحفظ الحديث ويعانيه ما ليس في وسعه الجريان فيه فلجأ الى الازدراء بفرسانه واعتصم بالطعن على الراكضين في ميدانه كما أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن جعفر الخرقي أنا احمد بن جعفر بن محمد بن سلم الختلي قال حدثنا أبو العباس احمد بن على الابار قال رأيت بالأهواز رجلا
حف شاربه وأظنه قد اشترى كتبا وتعبأ للفتيا فذكروا أصحاب الحديث فقال ليسوا بشيء وليس يسوون شيئا فقلت له أنت لا تحسن تصلى قال انا قلت نعم قلت أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا افتتحت الصلاة ورفعت يديك فسكت فقلت وأيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وضعت يديك على ركبتيك فسكت قلت أيش تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا سجدت فسكت قلت مالك لا تكلم ألم أقل لك انك لا تحسن تصلى أنت انما قيل لك تصلى الغداة ركعتين والظهر أربعا فالزم ذا خير لك من أن تذكر أصحاب الحديث فلست بشيء ولا تحسن شيئا فهذا المذكور مثله في الفقهاء كمثل من تقدم ذكرنا له ممن انتسب الى الحديث ولم يعلق به منه غير سماعه وكتبه دون نظره في أنواع عمله واما المحققون فيه المتخصصون به فهم الأئمة العلماء والسادة الفهماء أهل الفضل والفضيلة والمرتبة الرفيعة حفظوا على الأمة احكام الرسول واخبروا على أنباء التنزيل وأثبتوا ناسخه ومنسوخه وميزوا محكمه ومتشابهه ودونوا أقوال النبي صلى الله عليه و سلم وأفعاله وضبطوا على اختلاف الأمور أحواله في يقظته ومنامه وقعوده وقيامه وملبسه ومركبه ومأكله ومشربه حتى القلامة من ظفره ما كان يصنع بها والنخاعة من فيه كيف كان يلفظها وقوله عند كل فعل يحدثه ولدى كل موقف يشهده تعظيما لقدره صلى الله عليه و سلم ومعرفة بشرف ما ذكر عنه وعزى اليه وحفظوا مناقب صحابته ومآثر عشيرته وجاؤا بسير الأنبياء ومقامات الأولياء واختلاف الفقهاء ولولا عناية أصحاب الحديث بضبط السنن وجمعها واستنباطها من معادنها والنظر في طرقها لبطلت الشريعة وتعطلت احكامها إذ كانت مستخرجة من الآثار المحفوظة ومستفادة من السنن المنقولة فمن عرف للإسلام حقه وأوجب للدين حرمته أكبر أن يحتقر من عظم الله
شأنه واعلى مكانه واظهر حجته وأبان فضيلته ولم يرتق بطعنه الى حزب الرسول وأتباع الوحي واوعية الدين وخزنة العلم الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وكفى المحدث شرفا ان يكون اسمه مقرونا باسم رسول الله صلى الله عليه و سلم وذكره متصلا بذكره ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم والواجب على من خصه الله تعالى بهذه الرتبة وبلغه الى هذه لمنزلة ان يبذل مجهوده في تتبع آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم وسننه وطلبها من مظانها وحملها عن أهلها والتفقه بها والنظر في احكامها والبحث عن معانيها والتأدب بآدابها ويصدف عما يقل نفعه وتبعد فائدته من طلب الشواذ والمنكرات وتتبع الاباطيل والموضوعات ويؤتى الحديث حقه من الدراسة والحفظ والتهذيب والضبط ويتميز بما تقتضيه حاله ويعود عليه زينه وجماله فقد أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن احمد بن غالب الخوارزمي قال قرئ على أبي احمد الحسين بن على التميمي وانا اسمع حدثني محمد بن المسيب قال حدثنا أبو الخصيب المصيصي املاء قال سمعت سعيد بن المغيرة يقول سمعت مخلد بن الحسين يقول إن كان الرجل ليسمع العلم اليسير فيسود به أهل زمانه يعرف ذلك في صدقه وورعه وانه ليروى اليوم خمسين الف حديث لا تجوز شهادته على قلنسوته أخبرنا أبو بكر احمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني بنيسابور قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال أنبأ بن وهب وأخبرنا أبو الحسين علي بن القاسم بن الحسن الشاهد بالبصرة واللفظ له قال ثنا أبو روق الهزاني قال ثنا بحر بن نصر الخولاني قال ثنا بن وهب قال حدثني يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن المقبري عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه و سلم أشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لا ينفعه الله بعلمه أخبرنا أبو الحسين احمد بن محمد بن احمد بن حماد الواعظ مولى بنى هاشم قال ثنا أبو بكر يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول الأزرق املاء قال حدثني جدي أبو يعقوب إسحاق بن البهلول قال ثنا سفيان ويعلى عن إسماعيل يعنى بن أبي خالد عن قيس عن عبد الله رفعه يعلى ووقفه سفيان قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا حسد الا في اثنتين رجل آتاه الله حكمة فهو يقول بها ورجل آتاه الله ما لا فهو ينفقه في حقه وأنا اذكر بمشيئة الله تعالى وتوفيقه في هذا الكتاب ما بطالب الحديث حاجة الى معرفته وبالتفقة فاقة الى حفظه ودراسته من بيان أصول علم الحديث وشرائطه وأشرح من مذاهب سلف الرواة والنقلة في ذلك ما يكثر نفعه وتعم فائدته ويستدل به على فضل المحدثين واجتهادهم في حفظ الدين ونفيهم تحريف الغالين وانتحال المبطلين ببيان الأصول من الجرح والتعديل والتصحيح والتعليل واقوال الحفاظ في مراعاة الألفاظ وحكم التدليس والاحتجاج بالمراسيل والنقل عن أهل الغفلة ومن لا يضبط الرواية وذكر من يرغب عن السماع منه لسوء مذهبه والعرض على الراوي والفرق بين قول حدثنا وأخبرنا وأنبأنا وجواز إصلاح اللحن والخطأ في الحديث ووجوب العمل بأخبار الآحاد والحجة على من أنكر ذلك وحكم الرواية على الشك وغلبة الظن واختلاف الروايات بتغاير العبارات ومتى يصح سماع الصغير وما جاء في المناولة وشرائط صحة الإجازة والمكاتبة وغير ذلك مما يقف عليه من تأمله ونظر فيه إذا انتهى اليه وبالله استعين وهو حسبي ونعم الوكيل
باب ما جاء في التسوية بين حكم كتاب الله تعالى وحكم سنة رسول الله صلى
الله عليه و سلم في وجوب العمل ولزوم التكليف )
أخبرنا أبو محمد الحسن بن على بن احمد بن بشار النيسابوري بالبصرة قال ثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمويه العسكري قال ثنا سليمان بن عبد الحميد البهراني قال ثنا على بن عياش وأبو اليمان قالا حدثنا حريز بن عثمان قال حدثني عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال ألا انى اوتيت الكتاب ومثله معه ألا انى قد أوتيت القرآن ومثله ألا يوشك رجل شبعان على اريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ألا لا يحل لكم لحم الحمار الأهلى ولا كل ذي ناب من السباع ولا لقطة من مال معاهد إلا ان يستغنى عنها صاحبها أخبرنا أبو الحسين على بن محمد بن عبد الله بن بشران المعدل قال انا أبو جعفر بن عمرو بن البحتري الرزاز قال حدثنا يحيى بن جعفر بن الزبرقان قال انا زيد بن الحباب قال ثنا معاوية بن صالح قال أخبرني الحسن بن جابر أنه سمع المقدام بن معد يكرب الكندي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم حرم أشياء فذكر الحمر الانسية ثم قال يوشك رجل متكئ على اريكته يحدث بالحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا حلالا احللناه وما وجدنا حراما حرمناه ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما حرم الله عز و جل أخبرنا على بن محمد بن عبد الله أيضا قال أنا دعلج بن أحمد قال ثنا بن شيرويه قال ثنا إسحاق وهو بن راهويه قال أنا عبد الرحمن بن مهدى ح وأخبرني
عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال حدثنا أبو حفص عمر بن محمد بن على بن الزيات ح وأخبرنا أبو الحسن على بن طلحة بن محمد المقرى وأبو الحسين احمد بن عمر بن روح النهرواني واللفظ لحديثهما قالا أنا أبو حفص بن الزيات قال ثنا عبد الله بن محمد بن ناحية قال ثنا عمرو بن على أبو حفص الصيرفي قال ثنا عبد الرحمن بن مهدى قال ثنا معاوية بن صالح عن الحسن بن جابر قال سمعت المقدام بن معديكرب يقول حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم أشياء يوم خيبر ثم قال يوشك رجل متكئ على اريكته يحدث بحديثى فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه وان ما حرم رسول الله صلى الله عليه و سلم مثل ما حرم الله عز و جل أخبرنا أبو علي الحسن بن أبي بكر بن شاذان قال أنا مكرم بن أحمد بن محمد بن مكرم القاضى قال حدثنا محمد بن احمد بن الوليد بن برد الأنطاكي قال ثنا محمد بن عيسى يعنى بن الطباع قال ثنا أشعث بن شعبة المصيصي قال حدثنا أرطاة بن المنذر قال سمعت حكيم بن عمير يحدث عن العرباض بن سارية ان النبي صلى الله عليه و سلم نزل خيبر ومعه من معه من اصحابه ومكر صاحب خيبر مكرا ماردا فأقبل الى النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا محمد ألكم ان تذبحوا حمرنا وتأكلوا بقرنا وتضربوا نساءنا وتدخلوا بيوتنا فغضب النبي صلى الله عليه و سلم فقال يا بن عوف قم فاركب فرسك فناد في الناس ألا ان الجنة لا تحل الا المؤمن وأن اجتمعوا الى الصلاة فاجتمعوا فصلى بهم النبي صلى الله عليه و سلم ثم قام فقال بحسب امرئ قد شبع وبطن وهو متكئ على اريكته لا يظن ان لله حراما إلا ما في القرآن وانى والله قد حرمت ونهيت ووعظت بأشياء انها لمثل القرآن أو أكثر لا أحل من السباع كل ذي ناب ولا الحمر الاهلية ولا أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب
الا بإذن ولا أكل أموالهم الا ما طابوا به نفسا ولا ضرب نسائهم إذا اعطوا الذي عليهم أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن بن احمد الحيري بنيسابور قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال انا الربيع بن سليمان قال نا الشافعي قال انا سفيان ح وأخبرنا أبو نعيم احمد بن عبد الله بن احمد بن إسحاق الحافظ بأصبهان قال ثنا أبو على محمد بن احمد بن الحسن الصواف ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا سالم أبو النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا ألفين أحدكم متكئا على اريكته يأتيه الأمر من امرى مما أمرت به او نهيت عنه فيقول لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه لفظ الحميدي أخبرنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن محمد بن الفضل القطان قال أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم البغوي قال ثنا على بن احمد بن النضر قال ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أسماء بن خارجه بن حصن بن حذيفة بن بدر ح وأخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أخبرنا عبد الله بن إسحاق الخراساني قال ثنا أبو على الحسين بن احمد السراج قال ثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال ثنا أبو إسحاق الفزاري عن مالك بن أنس عن سالم أبي النضر عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أعرفن الرجل يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول ما ادرى ما هذا عندنا كتاب الله ليس هذا فيه واللفظ لابن الفضل أخبرنا الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه أبو سعيد الأصبهاني بها قال ثنا احمد بن جعفر بن معبد السمسار قال ثنا عمر بن احمد بن السني أبو الحسين البغدادي قال حدثنا محمد بن اعين قال ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال ثنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن يزيد الرقاشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه و سلم لعل أحدكم أن يأتيه حديث من حديثي وهو متكئ على اريكته فيقول دعونا من هذا ما وجدنا في كتاب الله اتبعنا أخبرني أبو القاسم الأزهري قال حدثنا محمد بن المظفر الحافظ قال حدثنا احمد بن إبراهيم بن خلاد العسكري قال ثنا محمد بن موسى الدولابي قال حدثنا عباد بن صهيب قال ثنا عباد بن كثير قال ثنا محمد بن المنكدر قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ألا عسى رجل ان يبلغه عنى حديث وهو متكئ على اريكته فيقول لا أدرى ما هذا عليكم بالقرآن فمن بلغه عنى حديث فكذب به أو كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار أخبرني الحسن بن أبى طالب قال ثنا عمر بن احمد بن عثمان الواعظ قال ثنا احمد بن إسحاق بن البهلول قال ثنا أبى قال ثنا سمرة بن حجر عن حمزة بن أبى حمزة النصيبي عن عمرو بن دينار عن بن عباس رضى الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما بال أصحاب الحشايا يكذبونى عسى أحدكم يتكىء على فراشه يأكل مما أفاء الله عليه فيؤتى يحدث عنى الأحاديث يقول لا أرب لي فيها عندنا كتاب الله ما نهاكم عنه فانتهوا وما أمركم به فاتبعوه أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنا أبو سهل احمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضى قال ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء قال ثنا جويرية بن أسماء عن مالك بن أنس عن الزهرى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أخبره ان عبد الله بن عباس أخبره قال قال عمر رضى الله تعالى عنه ان الله تعالى بعث محمدا وأنزل عليه الكتاب فكان فيما أنزل عليه آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها ورجم رسول الله صلى الله عليه و سلم ورجمنا بعده وأخشى إن طال بالناس زمان يقول رجل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيترك فريضة أنزلها الله فإن الرجم في كتاب الله تعالى حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت عليه أو كان الحبل أو الاعتراف
أخبرنا عبد الله بن يحيى السكري نا محمد بن احمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال حدثنا الحميدي قال ثنا سفيان عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي عن علقمة ان امرأة من بنى أسد أتت عبد الله بن مسعود فقالت انه بلغنى انك قلت ذيت وذيت والواشمة والمستوشمة وإني قرأت ما بين اللوحين فلم أجد الذي تقول وإني لأظن على أهلك منها قال فقال لها عبد الله فادخلي فانظرى فدخلت فنظرت فلو تر شيئا ثم خرجت فقالت لم ار شيئا فقال لها عبد الله أما قرأت وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا قالت بلى قال قال فهو ذاك أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا روح بن عبادة قال ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية قال كان جبرائيل ينزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن يعلمه إياها كما يعلمه القرآن أخبرنا أبو عبد الله محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن أبي طاهر الدقاق قال أنا أبو بكر النجاد قال ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان قال ثنا سهل بن صالح الأنطاكي قال ثنا الهيثم بن خارجة قال ثنا الهيثم بن عمران قال سمعت إسماعيل بن عبيد الله يقول ينبغي لنا ان نحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم كما نحفظ القرآن لان الله تعالى يقول وما آتاكم الرسول فخذوه باب تخصيص السنن لعموم محكم القرآن وذكر الحاجة في المجمل الى التفسير
والبيان )
قال الله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فان كن
نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وان كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك ان كان له ولد فان لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث فكان ظاهر هذه الآية يدل على ان كل والد يرث ولده وكل مولود يرث والده حتى جاءت السنة بأن المراد ذلك مع اتفاق الدين بين الوالدين والمولودين وأما إذا اختلف الدينان فإنه مانع من التوارث واستقر العمل على ماوردت به السنة في ذلك أخبرنا أبو الحسن محمد بن احمد بن محمد بن احمد بن رزق التانى ببغداد وأبو حفص عمر بن احمد بن أبى عمر والبزاز بعكبرا وأبو الحسن على بن احمد بن هارون المعدل بالنهروان قالوا حدثنا محمد بن يحيى بن عمر بن على بن حرب الطائي قال ثنا على بن حرب قال ثنا سفيان بن عيينة عن الزهرى عن على بن الحسين ح وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري قال أنا محمد بن احمد بن الحسن الصواف قال ثنا بشر بن موسى قال ثنا الحميدي قال ثنا سفيان قال ثنا الزهرى قال أخبرني على بن حسين عن عمرو بن عثمان بن عفان عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يرث المسلم الكافر ولا الكافر المسلم وقال الله تعالى في المرأة يطلقها زوجها ثلاثا فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره واحتمل ذلك ان يكون المراد به عقد النكاح وحده واحتمل ان يكون المراد به العقد والاصابة معا فبينت السنة ان المراد به الإصابة بعد العقد أخبرنا بذلك القاضى أبو بكر احمد بن الحسن بن احمد الحرشي قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال أخبرني عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال حدثني عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه و سلم أخبرته ان رفاعة القرظي طلق امرأته فبت طلاقها فنكحت بعده عبد الرحمن بن الزبير فجاءت رسول الله
صلى الله عليه و سلم فقالت انها كانت تحت رفاعة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فتزوجت بعده بعبد الرحمن بن الزبير وانه والله ما معه الا مثل هذه الهدبة وأخذت بهدبة من جلبابها قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه و سلم ضاحكا وقال لعلك تريدين أن ترجعى الى رفاعة لا حتى يذوق عسيلتك وتذوقي عسيلته قالت وأبو بكر جالس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وخالد بن سعيد بن العاص جالس بباب الحجرة لم يؤذن له فطفق خالد ينادى أبا بكر ألا تزجر هذه عما تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال الله تعالى والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما فكان ظاهر هذا القول يوجب القطع على كل سارق بسرقته كثرت أو قلت حتى دلت السنة ان المراد به بعض السراق وهو من بلغت سرقته في القيمة ربع دينار فصاعدا واما من لم تبلغ قيمة سرقته هذا القدر فلا قطع فيه أخبرنا القاضى أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي بالبصرة قال حدثنا أبو على محمد بن أحمد بن عمرو اللؤلؤى قال ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث قال ثنا احمد بن صالح ووهب بن بيان قالا ثنا قال أبو داود وحدثنا بن السرح قال أنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن عروة وعمرة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه و سلم قال تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدا قال احمد بن صالح القطع في ربع دينار فصاعدا ولما ذكرناه نظائر كثيرة في الكتاب والسنة اقتصرنا منها على ما اوردناه أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال ثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا روح بن عبادة قال ثنا الأوزاعي عن مكحول قال القرآن أحوج الى السنة من السنة الى القرآن قال وقال يحيى بن أبي كثير السنة قاضية على الكتاب ليس الكتاب قاضيا على السنة أخبرني عبد العزيز بن على الوراق قال ثنا عمر بن احمد الواعظ قال ثنا احمد بن محمد
بن إسماعيل قال ثنا الفضل بن زياد قال سمعت احمد بن حنبل وسئل عن الحديث الذي روى ان السنة قاضية على الكتاب قال ما اجسر على هذا ان أقوله ولكن السنة تفسر الكتاب وتعرف الكتاب وتبينه أخبرنا أبو الحسن على بن احمد بن محمد بن بكران الفوى بالبصرة قال ثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي قال ثنا يعقوب بن سفيان قال ثنا محمد بن عقبة قال ثنا أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال كان جبرائيل ينزل على النبي صلى الله عليه و سلم بالقرآن والسنة تفسر القرآن أخبرنا أبو الحسن على بن احمد بن عمر المقرى قال نا محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال ثنا معاذ بن المثنى قال ثنا مسدد ح وأخبرني الحسن بن أبى طالب وسياق هذا الحديث له قال ثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن حمدان القاضى قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال ثنا عبيد الله بن عمر القواريرى قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا على بن زيد عن الحسن ان عمران بن حصين كان جالسا ومعه أصحابه فقال رجل من القوم لا تحدثونا الا بالقرآن قال فقال له ادنه فدنا فقال أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك الى القرآن أكنت تجد فيه صلاة الظهر أربعا وصلاة العصر أربعا والمغرب ثلاثا تقرأ في اثنتين أرأيت لو وكلت أنت وأصحابك الى القرآن أكنت تجد الطواف بالبيت سبعا والطواف بالصفا والمروة ثم قال اى قوم خذوا عنا فانكم والله إن لا تفعلوا لتضلن أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال نا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الخراساني قال ثنا إبراهيم بن الهيثم قال ثنا عفان قال ثنا سعيد بن زيد قال حدثنا الحسن ان رجلا قال لعمران بن الحصين ما هذه الأحاديث التي تحدثوناها وتركتم القرآن قال أرأيت لو أبيت أنت واصحابك إلا القرآن من أين كنت تعلم ان صلاة الظهر عدتها كذا وكذا وصلاة العصر عدتها كذا وحين وقتها كذا وصلاة المغرب كذا والموقف بعرفة ورمى الجمار كذا واليد
من أين تقطع أمن ههنا أم ههنا أم من ههنا ووضع يده على مفصل الكف ووضع يده عند المرفق ووضع يده عند المنكب اتبعوا حديثنا ما حدثناكم والا والله ضللتم أخبرنا القاضى أبو بكر احمد بن الحسن الحيري قال ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم قال انا العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي قال أخبرني أبي قال حدثني الأوزاعي عن أيوب السختياني انه قال إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وحدثنا من القرآن فاعلم انه ضال مضل قال الأوزاعي يقول الله تعالى وما آتاكم الرسول فخذوه ومن يطع الرسول فقد اطاع الله ويدعوه الى تأويل القرآن برأيه أخبرنا محمد بن احمد بن رزق البزاز قال حدثنا مكرم بن احمد القاضى قال ثنا محمد بن الحسن الخوارزمي قال سمعت على بن المديني يقول قال عبد الرحمن بن مهدى الرجل الى الحديث أحوج منه الى الأكل والشرب وقال الحديث تفسير القرآن باب الكلام في الاخبار وتقسيمها
الخبر هو ما يصح ان يدخله الصدق أو الكذب وينقسم قسمين خبر تواتر وخبر آحاد فاما خبر التواتر فهو ما خبر به القوم الذين يبلغ عددهم حدا يعلم عند مشاهدتهم بمستقر العادة ان اتفاق الكذب منهم محال وان التواطؤ منهم في مقدار الوقت الذي انتشر الخبر عنهم فيه متعذر وان ما خبروا عنه لا يجوز دخول اللبس والشبهة في مثله وان أسباب القهر والغلبة والأمور الداعية الى الكذب منتفية عنهم فمتى تواتر الخبر عن قوم هذه سبيلهم قطع على صدقة واوجب وقوع العلم ضرورة واما الخبر الآحاد فهو ما قصر عن صفة التواتر ولم يقطع به العلم وان روته
الجماعة والاخبار كلها على ثلاثة اضرب فضرب منها يعلم صحته وضرب منها يعلم فساده وضرب منها لا سبيل الى العلم بكونه على واحد من الامرين دون الآخر اما الضرب الأول وهو ما يعلم صحته فالطريق الى معرفته ان لم يتواتر حتى يقع العلم الضرورى به أن يكون مما تدل العقول على موجبه كالاخبار عن حدث الأجسام واثبات الصانع وصحة الأعلام التي اظهرها الله عز و جل على ايدى الرسل ونظائر ذلك مما أدلة العقول تقتضي صحته وقد يستدل أيضا على صحته بان يكون خبرا عن أمر اقتضاه نص القرآن او السنة المتواترة أو اجتمعت الأمة على تصديقه أو تلقته الكافة بالقبول وعملت بموجبه لأجله واما الضرب الثاني وهو ما يعلم فساده فالطريق الى معرفته ان يكون مما تدفع العقول صحته بموضوعها والادلة المنصوصة فيها نحو الاخبار عن قدم الأجسام ونفى الصانع وما اشبه ذلك أو يكون مما يدفعه نص القرآن أو السنة المتواترة أو اجمعت الأمة على رده أو يكون خبرا عن أمر من أمور الدين يلزم المكلفين علمه وقطع العذر فيه فإذا ورد ورودا لا يوجب العلم من حيث الضرورة أو الدليل علم بطلانه لان الله تعالى لا يلزم المكلفين علما بأمر لا يعلم الا بخبر ينقطع ويبلغ في الضعف الى حد لا يعلم صحته اضطرارا ولا استدلالا ولو علم الله تعالى ان بعض الاخبار الواردة بالعبادات التي يجب علمها يبلغ الى هذا الحد لأسقط فرض العلم به عند انقطاع الخبر وبلوغه في الوهى والضعف الى حال لا يمكن العلم بصحته أو يكون خبرا عن أمر جسيم ونبأ عظيم مثل خروج أهل اقليم بأسرهم على الامام أو حصر العدو لأهل الموسم عن البيت الحرام فلا ينقل نقل مثله بل يرد ورودا خاصا لا يوجب العلم فيدل ذلك على فساده لان العادة جارية بتظاهر الاخبار عما هذه سبيله وأما الضرب الثالث الذي لا يعلم صحته من فساده فإنه يجب الوقف عن القطع بكونه صدقا أو كذبا وهذا الضرب لا يدخل الا فيما يجوز أن يكون ويجوز أن لا يكون مثل الاخبار التي ينقلها أصحاب الحديث عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في احكام الشرع المختلف فيها وانما وجب الوقف فيما هذه حاله من الاخبار لعدم الطريق الى العلم بكونها صدقا أو كذبا فلم يكن القضاء بأحد الامرين فيها أولى من الآخر الا انه يجب العمل بما تضمنت من الاحكام إذا وجد فيها الشرائط التي نذكرها بعد إن شاء الله تعالى
باب الرد على من قال يجب القطع على خبر الواحد
بأنه كذب إذا لم يقع العلم بصدقه من ناحية الضرورة أو الاستدلال ان قال قائل ما أنكرت من أن الخبر إذا كان مرويا فيما يتعلق بالدين ولم يعلم ضرورة ولا قامت على صحته حجة وجب القطع على كونه كذبا لأن الله تعالى لو علم صدقه لم يخلنا من دليل على ذلك وطريق اليه يقال له لم لا يجوز أن يخلينا من ذلك وفيه وقع الخلاف بل ما أنكرت من وجوب كونه صدقا لان الله تعالى لو علم انه كذب لم يخلنا من دليل على ذلك وفى اخلائه من ذلك دليل على انه صدق ولا مخرج له من هذا السؤال ثم يقال له ان حال الخبر في هذا الباب كحال الشهادة على وقوع الجائز الممكن ولو وجب ما قلته لوجب متى عريت الشهادة المتعلق بها حكم في الدين من دلالة الصدق ان يقطع على انها كذب وزور وهكذا يجب متى لم يدلنا الله تعالى على ايمان الخلفاء والقضاء والامراء والسعاة وكل نائب عن الأئمة في شيء من أمر الدين وعلى عدالتهم وطهارة سرائرهم ان يجب القطع على كفرهم وفسقهم ومتى لم يدلنا على صحته القياس في الحكم وان الحق فيه دون غيره وجب القضاء على فساده ولا جواب عن شيء من ذلك
وان قال كما يجب القطع على كذب مدعى الرسالة متى لم يكن معه علم دال على صدقه فكذلك يجب القطع على كذب المخبر متى لم تكن معه حجة تدل على صدقه يقال له ان كان هذا قياسا صحيحا فإنه يجب القطع بتكذيب جميع آحاد الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين متى انفردوا بالخبر ولم تكن معهم دلالة على صدقهم وهذا خروج عن الدين وجهل ممن صار اليه ولو كان قياس مدعى النبوة وراوى الخبر واحدا لوجب ان يكون في الشهادة مثله وان يقطع على كل شهادة لم يقم دليل على صحتها أو يبلغ عدد الشهود عدد أهل التواتر انها كذب وزور وهذا لا يقوله ذو تحصيل لان ذلك لو كان صحيحا لم يجز لأحد من حكام المسلمين ان يحكم بشهادة اثنين ولا بشهادة أربعة وبشهادة من لم يقم الدليل على صدقة لأنه انما يحكم بشهادة يعلم انها كاذبة ثم الفرق بين خبر مدعى الرسالة وبين خبر الواحد ان الرسول صلى الله عليه و سلم يخبرنا عن الله تعالى بما لا نعلم الا من جهته وقد أمرنا الله تعالى بتعظيمه ظاهرا و باطنا وموالاته والقطع على طهارته ونقاء سريرته والعلم بأنه صادق في جميع ما يخبر به فوجب مع تكليف ذلك ازاحة العلة فيما به يعلم حصول صدقة والقطع والا كان تكليفا للشىء مع عدم الدليل عليه وذلك محال وخارج عن باب التعبد واما خبر الواحد فما تعبدنا فيه بهذا لأنه ليس يخبرنا عما يخبرنا عنه بما لا يصح ان نعلمه الا من جهته ولا هو خبر عن الله تعالى ولا نحن مأمورون بالقطع على طهارة سريرته والعلم بأنه صادق في خبره بل انما تعبدنا بالعمل بخبره متى ظننا كونه صدقا فحاله في ذلك كحال الشاهد الذي أمرنا بالعمل بشهادته دون اعتقاد شيء من هذه الجملة فيه وكما لا يجوز قياس الشهادة على ادعاء النبوة فكذلك لا يجوز قياس الخبر عليها وهذا واضح لا شبهة فيه
معرفة الخبر المتصل الموجب للقبول والعمل
حدثني على بن احمد الهاشمي قال هذا الكتاب جدي عيسى بن موسى بن أبى محمد بن المتوكل على الله فقرأت فيه حدثني أبو بكر محمد بن داود النيسابوري قال سمعت محمد بن نعيم يقول سمعت محمد بن يحيى وهو الذهلي يقول ولا يجوز الاحتجاج الا بالحديث الموصل غير المنقطع الذي ليس فيه رجل مجهول ولا رجل مجروح أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب قال أخبرنا محمد بن نعيم الضبي الحافظ قال قرأت بخط أبى عمرو المستملى سمعت يحيى بن محمد بن يحيى يقول لا يكتب الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم حتى يرويه ثقة عن ثقة حتى يتناهى الخبر الى النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الصفة ولا يكون فيهم رجل مجهول ولا رجل مجروح فإذا ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه و سلم بهذه الصفة وجب قبوله والعمل به وترك مخالفته قرأت في كتاب أبى الحسين احمد بن قاج الوراق ثنا على بن الفضل بن ظاهر البلخي قال ثنا محمد بن غالب الكرابيسي قال ثنا مسلم بن عبد الرحمن البخلى وهو السلمي قال ثنا عبد الله بن محمد الامام قال ثنا محمد بن يسار عن قتادة قال لا يحمل هذا الحديث عن صالح عن طالح ولا عن طالح عن صالح حتى يكون صالح عن صالح أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء في كتابه إلينا من مصر قال حدثنا احمد بن محمد بن أبي الموت أبو بكر المكى قال قال لنا احمد بن زيد بن هارون انما هو صالح عن صالح وصالح عن تابع وتابع عن صاحب وصاحب عن رسول الله صلى الله عليه و سلم عن جبرائيل وجبرئيل عن الله عز و جل
معرفة ما يستعمل أصحاب الحديث من العبارات
في صفة الاخبار واقسام الجرح والتعديل مختصرا وصفهم الحديث بأنه مسند يريدون ان إسناده متصل بين روايه وبين من اسند عنه الا ان أكثر استعمالهم هذه العبارة هو فيما اسند عن النبي صلى الله عليه و سلم خاصة واتصال الإسناد فيه ان يكون واحد من رواته سمعه من فوقه حتى ينتهى ذلك الى آخره وان لم يبين فيه السماع بل اقتصر على العنعنة واما المرسل فهو ما انقطع إسناده بان يكون في رواته من لم يسمعه ممن فوقه الا ان أكثر ما يوصف بالإرسال من حيث الاستعمال ما رواه التابعى عن النبي صلى الله عليه و سلم واما ما رواه تابع التابعى عن النبي صلى الله عليه و سلم فيسمونه المعضل وهو اخفض مرتبة من المرسل والمرفوع ما أخبر فيه الصحابي عن قول الرسول صلى الله عليه و سلم أو فعله والموقوف ما أسنده الراوي الى الصحابي ولم يتجاوزه والمنقطع مثل المرسل الا ان هذه العبارة تستعمل غالبا في رواية من دون التابعى عن الصحابة مثل أن يروى مالك بن أنس عن عبد الله بن عمر أو سفيان الثوري عن جابر بن عبد الله أو شعبة بن الحجاج عن أنس بن مالك وما أشبه ذلك وقال بعض أهل العلم بالحديث الحديث المنقطع ما روى عن التابعى ومن دونه موقوفا عليه من قوله أو فعله
والمدلس رواية المحدث عمن عاصره ولم يلقه فيتوهم انه سمع منه أو روايته عمن قد لقيه ما لم يسمعه منه هذا هو التدليس في الإسناد فأما التدليس للشيوخ فمثل ان يغير اسم شيخه لعلمه بان الناس يرغبون عن الرواية عنه أو يكنيه بغير كنيته أو ينسبه الى غير نسبته المعروفة من أمره ووصفهم لمن روى عنه انه صحابي يريدون انه ممن ثبتت صحبته لرسول الله صلى الله عليه و سلم والتابعى من صحب الصحابي فأما أقسام العبارات بالأخبار عن أحوال الرواة فأرفعها ان يقال حجة أو ثقة وأدونها ان يقال كذاب أو ساقط أخبرنا أبو سعد احمد بن محمد بن احمد بن عبد الله بن حفص بن الخليل الماليني قال انا أبو أحمد عبد الله بن عدى الحافظ قال ثنا القاسم بن زكريا ويحيى بن صاعد ومحمود بن موسى الحلواني وأحمد بن محمد بن سليمان القطان قالوا ثنا عمرو بن على ثنا عبد الرحمن بن مهدى قال ثنا أبو خلدة قال فقال له رجل يا أبا سعيد أكان ثقة قال كان صدوقا وكان مأمونا وكان خيرا وقال القاسم وكان خيارا الثقة شعبة وسفيان أخبرني الحسن بن أبى طالب قال ثنا احمد بن إبراهيم بن شاذان قال أخبرنا الحسين بن محمد بن عفير قال قال أبو جعفر احمد بن سنان كان عبد الرحمن بن مهدى ربما جرى ذكر حديث الرجل فيه ضعف وهو رجل صدوق فيقول رجل صالح الحديث أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد الواعظ قال ثنا أبى قال ثنا الحسين بن صدقة قال ثنا احمد بن أبى خيثمة قال قلت ليحيى بن معين انك تقول فلان ليس به بأس وفلان ضعيف قال إذا قلت لك ليس به بأس فهو ثقة وإذا قلت لك هو ضعيف فليس هو بثقة لا يكتب حديثه حدثني على بن محمد بن نصر الدينوري قال سمعت حمزة بن يوسف السهمي يقول سألت أبا الحسن الدارقطني قلت له إذا قلت فلان لين أيش تريد به قال لا يكون ساقطا متروك الحديث ولكن مجروحا بشيء لا يسقط عن العدالة وقال أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي فيما أخبرني به أبو زرعة روح بن محمد بن احمد القاضى إجازة شافهنى بها أن على بن محمد بن عمر القصار أخبرهم عنه وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى فإذا قيل للواحد انه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه وإذا قيل انه صدوق أو محله الصدق أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه وهى المنزلة الثانية وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة يكتب حديثه وينظر فيه الا انه دون الثانية وإذا قيل صالح الحديث فإنه يكتب حديثه للاعتبار وإذا أجابوا في الرجل بلين الحديث فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه اعتبارا وإذا قالوا ليس بقوي فهو بمنزلة الأول في كتب حديثه الا انه دونه وإذا قالوا ضعيف الحديث فهو دون الثاني لا يطرح حديثه بل يعتبر به وإذا قالوا متروك الحديث أو ذاهب الحديث أو كذاب فهو ساقط الحديث لا يكتب حديثه وهى المنزلة الرابعة
تعليق