السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
من معتقدات وقوانين وضعها البشر إلى أديان سماويه محرّفة عاشت البشريه في تخبّط بين هذا وذاك إلى أن منّ الله تعالى على البشريه بدين الإسلام ; دين وسط أتى بالهدايه لسائر الناس أجمعين وجعل أمة الأسلام خير الأمم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )﴿البقرة: ١٤٣﴾ وقوله أمة وسطاً أي: عدلاً خياراً وما عداها فأطراف داخلة تحت الخطر، فجعل الله هذه الأمة، وسطا في كل أمور الدين، وسطا في الأنبياء، بين من غلا فيهم، كالنصارى، وبين من جفاهم، كاليهود، بأن آمنوا بهم كلهم على الوجه اللائق بذلك، ووسطا في الشريعة، لا تشديدات اليهود وآصارهم، ولا تهاون النصارى (1).
ونذكر هنا مقام العلماء بين المسلمين (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) ﴿فاطر: ٢٨﴾ وَالْمُرَادُ بِالْعُلَمَاءِ: الْعُلَمَاءُ بِاللَّهِ وَبِالشَّرِيعَةِ، وَعَلَى حَسَبِ مِقْدَارِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ تَقْوَى الْخَشْيَةُ فَأَمَّا الْعُلَمَاءُ بِعُلُومٍ لَا تَتَعَلَّقُ بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ وَثَوَابِهِ وَعِقَابِهِ مَعْرِفَةً عَلَى وَجْهِهَا فَلَيْسَتْ عُلُومُهُمْ بِمُقَرِّبَةٍ لَهُمْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، ذَلِكَ لِأَنَّ الْعَالِمَ بِالشَّرِيعَةِ لَا تَلْتَبِسُ عَلَيْهِ حَقَائِقُ الْأَسْمَاءِ الشَّرْعِيَّةِ فَهُوَ يَفْهَمُ مَوَاقِعَهَا حَقَّ الْفَهْمِ وَيَرْعَاهَا فِي مَوَاقِعِهَا وَيَعْلَمُ عَوَاقِبَهَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، فَهُوَ يَأْتِي وَيَدَعُ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا فِيهِ مُرَادُ اللَّهِ وَمَقْصِدُ شَرْعِهِ، فَإِنْ هُوَ خَالَفَ مَا دَعَتْ إِلَيْهِ الشَّرِيعَةُ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ أَوْ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ لِدَاعِي شَهْوَةٍ أَوْ هَوًى أَوْ تَعَجُّلِ نَفْعٍ دُنْيَوِيٍّ كَانَ فِي حَالِ الْمُخَالَفَةِ مُوقِنًا أَنَّهُ مُوَرَّطٌ فِيمَا لَا تُحْمَدُ عُقْبَاهُ، فَذَلِكَ الْإِيقَانُ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَنْصَرِفَ بِهِ عَنْ الِاسْتِرْسَالِ فِي الْمُخَالَفَةِ بِالْإِقْلَاعِ أَوِ الْإِقْلَالِ وَغَيْرُ الْعَالِمِ إِنِ اهْتَدَى بِالْعُلَمَاءِ فَسَعْيُهُ مِثْلُ سَعْيِ الْعُلَمَاءِ وَخَشْيَتُهُ مُتَوَلِّدَةٌ عَنْ خَشْيَةِ الْعُلَمَاءِ (2) ولذلك فمقام العلماء محل تقدير وإجلال بين العوام لما إختصّهم الله تعالى بوراثة الأنبياء في علمهم ودعواهم إلى الله عزّ وجل ..
لكن على الناحية الأخرى نجد أن حمل العلم يستدعي مسؤلية جسيمه وامانة عظيمه سواءً كانتا في تطبيقه أو تبليغه للناس , فقد جاء عن الإمام مالك رحمه الله انه قال : بَلَغَنِي أَنَّ الْعُلَمَاءَ، يُسْأَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يُسْأَلُ الْأَنْبِيَاءُ (3), وقال عبد الله بن المبارك: "من بخل بالعلم ابتلي بثلاث: إما بموت يُذهب علمه، وإما يُنسى، وإما يلزم السلطان فيذهب علمه سلطاناً"(4) فهاهم علماء السلف عليهم من الله الرحمه والمغفره كانوا حريصون على تبليغ العلم الذي آتاهم الله إيّاه للناس ودون خلق مساحات أو تعالي على العامه , كما أنهم كانوا أحرص الناس على تطبيق ما يعلّمونه للناس فصاروا نموذجاً للعالم الربّاني الذي يجب على من يريد طلب العلم أن يكون عليه ..
نلاحظ أن العلاقه بين العالم والعامي في الإسلام متوازنه لا غلو ولا إفراط , فالعامي يجلّ مكانة العالم ويرفعها دون أن يعتقد العصمه فيه بما أنه يفتي ويتكلّم بالدليل الشرعي ويتحرى الأمانه والدقه, والعالم من الناحية الأخرى يدرك مسؤلية تعليم هذا العلم الذي آتاه الله إياه للناس بلا ترفّع ولا إستعلاء عليهم كما أنه يحرص على أن يكون مثالاً في تطبيق هذا العلم فلا يهادن ولا يجامل احد مهما بلغ شأنه وقد ضرب الإمام أحمد رحمه الله مثالاً عظيماً في الوقوف على الحق في فترة فتنة خلق القرآن ..
يُتبع إن شاء الله ..
من معتقدات وقوانين وضعها البشر إلى أديان سماويه محرّفة عاشت البشريه في تخبّط بين هذا وذاك إلى أن منّ الله تعالى على البشريه بدين الإسلام ; دين وسط أتى بالهدايه لسائر الناس أجمعين وجعل أمة الأسلام خير الأمم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا )﴿البقرة: ١٤٣﴾ وقوله أمة وسطاً أي: عدلاً خياراً وما عداها فأطراف داخلة تحت الخطر، فجعل الله هذه الأمة، وسطا في كل أمور الدين، وسطا في الأنبياء، بين من غلا فيهم، كالنصارى، وبين من جفاهم، كاليهود، بأن آمنوا بهم كلهم على الوجه اللائق بذلك، ووسطا في الشريعة، لا تشديدات اليهود وآصارهم، ولا تهاون النصارى (1).
ونذكر هنا مقام العلماء بين المسلمين (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) ﴿فاطر: ٢٨﴾ وَالْمُرَادُ بِالْعُلَمَاءِ: الْعُلَمَاءُ بِاللَّهِ وَبِالشَّرِيعَةِ، وَعَلَى حَسَبِ مِقْدَارِ الْعِلْمِ فِي ذَلِكَ تَقْوَى الْخَشْيَةُ فَأَمَّا الْعُلَمَاءُ بِعُلُومٍ لَا تَتَعَلَّقُ بِمَعْرِفَةِ اللَّهِ وَثَوَابِهِ وَعِقَابِهِ مَعْرِفَةً عَلَى وَجْهِهَا فَلَيْسَتْ عُلُومُهُمْ بِمُقَرِّبَةٍ لَهُمْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، ذَلِكَ لِأَنَّ الْعَالِمَ بِالشَّرِيعَةِ لَا تَلْتَبِسُ عَلَيْهِ حَقَائِقُ الْأَسْمَاءِ الشَّرْعِيَّةِ فَهُوَ يَفْهَمُ مَوَاقِعَهَا حَقَّ الْفَهْمِ وَيَرْعَاهَا فِي مَوَاقِعِهَا وَيَعْلَمُ عَوَاقِبَهَا مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ، فَهُوَ يَأْتِي وَيَدَعُ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا فِيهِ مُرَادُ اللَّهِ وَمَقْصِدُ شَرْعِهِ، فَإِنْ هُوَ خَالَفَ مَا دَعَتْ إِلَيْهِ الشَّرِيعَةُ فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ أَوْ فِي بَعْضِ الْأَوْقَاتِ لِدَاعِي شَهْوَةٍ أَوْ هَوًى أَوْ تَعَجُّلِ نَفْعٍ دُنْيَوِيٍّ كَانَ فِي حَالِ الْمُخَالَفَةِ مُوقِنًا أَنَّهُ مُوَرَّطٌ فِيمَا لَا تُحْمَدُ عُقْبَاهُ، فَذَلِكَ الْإِيقَانُ لَا يَلْبَثُ أَنْ يَنْصَرِفَ بِهِ عَنْ الِاسْتِرْسَالِ فِي الْمُخَالَفَةِ بِالْإِقْلَاعِ أَوِ الْإِقْلَالِ وَغَيْرُ الْعَالِمِ إِنِ اهْتَدَى بِالْعُلَمَاءِ فَسَعْيُهُ مِثْلُ سَعْيِ الْعُلَمَاءِ وَخَشْيَتُهُ مُتَوَلِّدَةٌ عَنْ خَشْيَةِ الْعُلَمَاءِ (2) ولذلك فمقام العلماء محل تقدير وإجلال بين العوام لما إختصّهم الله تعالى بوراثة الأنبياء في علمهم ودعواهم إلى الله عزّ وجل ..
لكن على الناحية الأخرى نجد أن حمل العلم يستدعي مسؤلية جسيمه وامانة عظيمه سواءً كانتا في تطبيقه أو تبليغه للناس , فقد جاء عن الإمام مالك رحمه الله انه قال : بَلَغَنِي أَنَّ الْعُلَمَاءَ، يُسْأَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا يُسْأَلُ الْأَنْبِيَاءُ (3), وقال عبد الله بن المبارك: "من بخل بالعلم ابتلي بثلاث: إما بموت يُذهب علمه، وإما يُنسى، وإما يلزم السلطان فيذهب علمه سلطاناً"(4) فهاهم علماء السلف عليهم من الله الرحمه والمغفره كانوا حريصون على تبليغ العلم الذي آتاهم الله إيّاه للناس ودون خلق مساحات أو تعالي على العامه , كما أنهم كانوا أحرص الناس على تطبيق ما يعلّمونه للناس فصاروا نموذجاً للعالم الربّاني الذي يجب على من يريد طلب العلم أن يكون عليه ..
نلاحظ أن العلاقه بين العالم والعامي في الإسلام متوازنه لا غلو ولا إفراط , فالعامي يجلّ مكانة العالم ويرفعها دون أن يعتقد العصمه فيه بما أنه يفتي ويتكلّم بالدليل الشرعي ويتحرى الأمانه والدقه, والعالم من الناحية الأخرى يدرك مسؤلية تعليم هذا العلم الذي آتاه الله إياه للناس بلا ترفّع ولا إستعلاء عليهم كما أنه يحرص على أن يكون مثالاً في تطبيق هذا العلم فلا يهادن ولا يجامل احد مهما بلغ شأنه وقد ضرب الإمام أحمد رحمه الله مثالاً عظيماً في الوقوف على الحق في فترة فتنة خلق القرآن ..
يُتبع إن شاء الله ..
تعليق