وإذا كان المثل القائل "أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا" صحيح ودقيق, فإن ما فعلته السلطات السودانية أمس الاثنين، من إغلاق المركز الثقافي الإيراني في العاصمة الخرطوم وبقية الولايات، وطرد الملحق الثقافي, يبدو خطوة صحيحة – وإن كانت متأخرة - نحو إيقاف هذا المد الشيعي الخطير.
لم تكن هذه هي الوسيلة الوحيدة التي استخدمتها طهران لنشر مذهبها الرافضي, والتمدد في الدول العربية والإسلامية على حساب أهل السنة فيها, فقد استخدمت جميع الحيل لتحقيق هذا الهدف, كإنشاء الحوزات والجمعيات الخيرية, والتظاهر بالدخول في حوار ما يسمى تقريب المذاهب الإسلامية, واستغلال مراقد أهل البيت في أي دولة لاستخدامه ذريعة للتوافد الشيعي, وإقامة ما يشبه البؤر الرافضية في كل دولة عربية وإسلامية.
وإذا كان الغرب سابقا قد استثمر ما يسمى بالامتيازات الأجنبية لهدم الخلافة العثمانية, فيبدو أن الرافضة يستخدمون ما يسمى بالمراكز الثقافية لنشر المذهب الاثني عشري الرافضي, من خلال توزيع الكتب التي تحمل الفكر الشيعي مجانا, وإقامة الأمسيات الثقافية التي ترغب في اعتناق المذهب الاثني عشري, والحفلات الدينية في المناسبات الرافضية المزعومة - كعاشوراء مثلا - وغير ذلك من النشاطات المماثلة.
ولا عجب بعد كل هذا أن يفاجأ أهل السنة بتوغل الشيعة في معظم الدول العربية والإسلامية من خلال تلك المراكز, ففي سورية كانت تلك المراكز بوابة التشيع, وكذلك في غيرها من الدول العربية والإسلامية, ليستيقظ العالم العربي والإسلامي على مد شيعي غير مسبوق.
وإذا كان المثل القائل "أن تصل متأخرا خير من أن لا تصل أبدا" صحيح ودقيق, فإن ما فعلته السلطات السودانية أمس الاثنين، من إغلاق المركز الثقافي الإيراني في العاصمة الخرطوم وبقية الولايات، وطرد الملحق الثقافي, يبدو خطوة صحيحة – وإن كانت متأخرة - نحو إيقاف هذا المد الشيعي الخطير.
لقد تعالت الأصوات المحذرة من "تمدد المذهب الشيعي في السودان" مؤخرا, في إشارة إلى أنشطة يقوم بها المركز الثقافي الإيراني، ومركز جعفر الصادق، اللذان درجا على إقامة احتفالات دينية بمناسبة عاشوراء وميلاد الإمام الخميني.
ورغم التحذيرات المتتالية من خطر المد الشيعي في الدول العربية, وخاصة تلك التي تعاني من فقر واضطرابات – كالسودان وغيرها - إلا أن الإجراءات الوقائية من انتقال هذا الوباء لم تكن كافية, بل ربما كانت معدومة في بعض الأحيان.
فها هي الخرطوم التي كانت قد شهدت أواخر العام الماضي، مؤتمراً ضخماً لمناهضة الشيعة في السودان، حضره لفيف من علماء السعودية ومصر والكويت، حيث حذروا من "فتنة طائفية"، وبروز متنامٍ للمذهب الشيعي وسط الشباب وبعض رموز الطرق الصوفية, لم تتخذ إجراء إغلاق المركز الثقافي الإيراني الذي يعتبر بؤرة من بؤر التمدد الرافضي إلا الآن!!
ومع أن السلطات السودانية كانت قد أغلقت الجناح الخاص بالملحقية الثقافية الإيرانية فى معرض الخرطوم الدولي للكتاب، الذي افتتح بالأمس، بعد أن هدد متشددون بحرق المعرض, إلا أن ذلك قد جاء متأخرا أيضا, الأمر الذي جعله غير مجد للجم أطماع طهران في السودان.
إن خطر التمدد الرافضي في الدول العربية والإسلامية لم يعد وهما أو خيالا كما كان البعض يعتقد قبل سنوات, فها هي نتائج هذا المد الشيعي تظهر جليا فيما يحدث في سورية, حيث يشارك الرافضة بشكل فاعل وقوي جدا في قتل الشعب السوري, ويسعى لتحويل سورية لمحافظة وولاية إيرانية.
وإذا كانت سورية هي الدولة الأنموذج لأثر التمدد الشيعي فيها, عبر ما يسمى بالمراكز الثقافية وغيرها, فإن ما يحدث في العراق واليمن ولبنان والبحرين والكويت والسودان وغيرها لا يقل خطورة عما يحدث في سورية.
فهل ستنتظر بقية الدول العربية والإسلامية السنية, التي ما زالت تلك المراكز الثقافية الإيرانية مفتوحة الأبواب في عواصمها ومدنها, حتى يصلها هذا التهديد الرافضي لتتخذ نفس الإجراء الذي اتخذته السودان؟؟!!
تعليق