تذكر بعض الأناجيل عملية التعذيب التي مر بها عيسى قبل صلبه تصويرا لاذعا مثيرا فقد جاء في إنجيل متى بعد أن وصف القبض عليه وتسليمه إلى الوالي بيلاطس ما يلي :
22 قال لهم بيلاطس: فماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟ قال له الجميع: ليصلب
23 فقال الوالي: وأي شر عمل؟ فكانوا يزدادون صراخا قائلين: ليصلب
24 فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئا، بل بالحري يحدث شغب، أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا: إني بريء من دم هذا البار أبصروا أنتم
25 فأجاب جميع الشعب وقالوا: دمه علينا وعلى أولادنا
26 حينئذ أطلق لهم باراباس، وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب
27 فأخذ عسكر الوالي يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة
28 فعروه وألبسوه رداء قرمزيا
29 وضفروا إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه، وقصبة في يمينه. وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين: السلام يا ملك اليهود
30 وبصقوا عليه، وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه
31 وبعد ما استهزأوا به ، نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه، ومضوا به للصلب
32 وفيما هم خارجون وجدوا إنسانا قيروانيا اسمه سمعان، فسخروه ليحمل صليبه
33 ولما أتوا إلى موضع يقال له جلجثة، وهو المسمى موضع الجمجمة
34 أعطوه خلا ممزوجا بمرارة ليشرب. ولما ذاق لم يرد أن يشرب
ولستُ أدري ما الذي حدا بالنصارى أن يصوروا إلههم هذا التصوير البشع , وعندما يقرأ أي مفكر ما سبق تخطر بنفسه الأسئلة الآتية :
1- ادَّعوا أن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة !! وأيّ عدل وأيّ رحمة في تعذيب غير مذنب وصلبه ؟! قد يقولون أنه قَبِل ذلك , ونقول : إن من يقطع يده أو ينتحر مذنب ولو كان يريد ذلك .
2- إذا كان المسيح ابن الله فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب والسخرية ثم الصلب مع دق المسامير في يده ؟!
3- من هذا الذي قيَّد الله (جل جلاله) وجعل عليه أن يلزم العدل وأن يلزم الرحمة وأن يبحث للتوفيق بينهما ؟!
4- يدِّعي النصارى أن ذرية آدم لزمهم العقاب بسبب خطيئة أبيهم ! , وفي أي شرع يلتزم الأحفاد بأخطاء الأجداد , وبخاصة أن الكتاب المقدس ينص على أنه لا يقتل الآباء عن الأولاد , ولا يقتل الأولاد عن الآباء , كل إنسان بخطيئته يُقتل . (تثنية 24 : 16 )
5- وإذا كان صلب المسيح عملا تمثيليا على هذا الوضع فلماذا كان يكره النصارى اليهودَ ويرونهم آثمين معتدين على السيد المسيح ؟!
6- وهل كان نزول ابن الله وصلبه للتكفير عن خطيئة البشر ضروريا أو كان هناك وسائل أخرى من الممكن أن يغفر الله بها خطيئة البشر ؟!!
والجواب عن ذلك يقدمه كاتب مسيحي هو القس بولس سباط في كتابه " المشرع " بقوله : لم يكن تجسد الكلمة ضروريا لإنقاذ البشر , ولا يُتصوَّر ذلك مع القدرة الإلهية الفائقة الطبيعية .
ثم يسترسل هذا الكاتب فيذكر السبب في اختيار الكلمة ليكون فداء لخطيئة البشر فيقول : إن الله على وفرة ما له من الذرائع إلى فداء النوع البشري , وإنقاذه من الهلاك الذي نتج من الخطيئة ومعصية أمره الإلهي , قد شاء سبحانه أن يكون الفداء بأعز ما لديه , لما فيه من القوة على تحقيق الغرض وبلوغه سريعا !!
ونقول : وأي حكمة تقتضي بأن نفتدي بدينار ما نستطيع أن نفتديه بفلس !! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
إجابة أخرى يقدمها كاتب مسيحي آخر هو بولس إلياس يقول : مما لا ريب فيه أن المسيح كان باستطاعته أن يفتدي البشر ويصالحهم مع أبيه بكلمة واحدة أو بفعل سجود بسيط يؤديه باسم البشرية جمعاء لأبيه السماوي , لكنه أبى إلا أن يتألم , ليس لأنه مريض يتعشق الألم , ولا أن أباه ظالم يطرب لمرأى الدماء , وأيه دماء ؟ ابنه الوحيد , وما كان الله بسفاح ظلوم , لكن الله الابن شاء مع الله الأب أن يعطي الناس أمثولة خالدة من المحبة , تبقى على الدهر , وتحركهم على الندامة على ما اقترفوه من آثام وتحملهم على مبادلة الله المحبة .
ونرد على هذا الهراء أنها كلمات جوفاء لا تحمل أي هدف أو مغزى أو معنى .. " وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " الأمر أبسط من هذا بكثير عند الله القادر الملك .
** ما العمل إذن في خطايا المستقبل ؟
7- ونعود إلى القس بولس سباط لنسأل كما سأل : إذا كان الكلمة قد تجسد لمحو الخطيئة الأصلية فما العمل في الخطايا التي تحدث بعد ذلك ؟ , ويجيب هذا الكاتب بما يلي بالحرف الواحد : إذا عاد الناس إلى اجتراح الخطايا فالذنب ذنبهم , لأنهم آنسوا النور وعشوا عنه مؤثرين الظلمة بإرادتهم !!
ومعنى هذا : إن خطيئة واحدة مُحيت وملايين الخطايا سواها بقيت وجدَّت بعد ذلك وسيحاسب الناس على ما اقترفوه , وبعض ما اقترفوه أقسى من عصيان آدم , لقد أنكر البعض وجود الله , وهاجمه آخرون وسخروا بجنته وناره , فلماذا كانت مظاهرة التجسد لخطيئة واحدة وتُركت خطايا لا تُعدّ ؟!!
** أين قرار الله من عهد آدم إلى عهد عيسى :
8- وأين كان عدل الله ورحمته منذ حادثة آدم حتى صلب المسيح ؟ ومعنى هذا أن الله ظل ( تعالى عن ذلك ) حائرا بين العدل والرحمة آلاف السنين حتى قَبِل المسيح منذ حوالي ألفي عام أن يُصلب للتكفير عن خطيئة آدم .
9- يلزم في جميع الشرائع أن تناسب العقوبة الذنب , فهل يتم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو المهين البشع , وبين الخطيئة التي ارتكبها آدم ؟!
10- خطيئة آدم التي لم تزد عن أن تكون أكلا من شجرة نُهي عنها , قد عاقبه الله عليها بإخراجه من الجنة , ولا شك أنه عقاب كاف , فالحرمان من الجنة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهيِّن , وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه وكان يستطيع أن يفعل بآدم أكثر من ذلك , ولكنه اكتفى بذلك , فكيف يستساغ إذن أن يُظَن أن ظل مضمرا السوء غاضبا آلاف السنين حتى وقت صلب المسيح !! تعالى الله عن ذلك .
** الطوفان ابتلع العصاة ألا يكفي هذا :
11- قد مرت بالبشر منذ عهد آدم إلى عهد عيسى أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد نوح , حيث لم ينج إلا من آمن بنوح واتَّبعه وركب معه السفينة , فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم فكيف بعد ذلك تبقى ضغينة وكراهية تحتاجان لان يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية ؟
12- الكاتب الذي أسلم " عبد الأحد داود " ينتقد قصة التكفير هذا انتقادا عقليا سليما فيقول : إن من العجيب أن يعتقد المسيحيون أن هذا السر اللاهوتي وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشري بسببها , ظل مكتوما عن كل الأنبياء السابقين , ولم تكتشفه إلا الكنيسة بعد حادثة الصلب .
13- قولهم بضرورة أن يكون الشفيع مطهرا من خطيئة آدم (مما استلزم أن يولد من غير أب , وأن يطهر الله مريم قبل دخول عيسى رحمها ) يحتاج إلى طريق طويل معقد , وكان أيسر منه أن ينزل (ابن الله) مباشرة في مظهر الإنسان دون أن يمر بدخول الرحم والولادة .. ويجدر هنا ذكر التعارض بين الاتجاهات في المسيحية بشأن هذه النقطة فاتجاه آخر يقول أن (ابن الله) دخل رحم مريم ليأخذ مظهر الإنسان وليتحمل في الظاهر بعض خطيئة آدم الذي يبدو (ابن الله) كأنه ولد من أولاده , ثم يصلب تكفيرا عن خطيئة البشر الذي أصبح كواحد منهم ..
وبعد كل هذه التساؤلات التي تجيب عن نفسها بما لا يدع مجالا للشك في فساد هذه العقيدة يبقى أن نسأل أسئلة أخيرة هي :
هل كان الأنبياء جميعا قبل عيسى مُدنسين خطاة بسبب خطيئة أبيهم آدم ؟!
وهل كان الله غاضبا عليهم أيضا ؟
وكيف اختارهم مع ذلك لهداية البشر ؟
22 قال لهم بيلاطس: فماذا أفعل بيسوع الذي يدعى المسيح؟ قال له الجميع: ليصلب
23 فقال الوالي: وأي شر عمل؟ فكانوا يزدادون صراخا قائلين: ليصلب
24 فلما رأى بيلاطس أنه لا ينفع شيئا، بل بالحري يحدث شغب، أخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع قائلا: إني بريء من دم هذا البار أبصروا أنتم
25 فأجاب جميع الشعب وقالوا: دمه علينا وعلى أولادنا
26 حينئذ أطلق لهم باراباس، وأما يسوع فجلده وأسلمه ليصلب
27 فأخذ عسكر الوالي يسوع إلى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة
28 فعروه وألبسوه رداء قرمزيا
29 وضفروا إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه، وقصبة في يمينه. وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين: السلام يا ملك اليهود
30 وبصقوا عليه، وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه
31 وبعد ما استهزأوا به ، نزعوا عنه الرداء وألبسوه ثيابه، ومضوا به للصلب
32 وفيما هم خارجون وجدوا إنسانا قيروانيا اسمه سمعان، فسخروه ليحمل صليبه
33 ولما أتوا إلى موضع يقال له جلجثة، وهو المسمى موضع الجمجمة
34 أعطوه خلا ممزوجا بمرارة ليشرب. ولما ذاق لم يرد أن يشرب
ولستُ أدري ما الذي حدا بالنصارى أن يصوروا إلههم هذا التصوير البشع , وعندما يقرأ أي مفكر ما سبق تخطر بنفسه الأسئلة الآتية :
1- ادَّعوا أن صلب المسيح كان لتحقيق العدل والرحمة !! وأيّ عدل وأيّ رحمة في تعذيب غير مذنب وصلبه ؟! قد يقولون أنه قَبِل ذلك , ونقول : إن من يقطع يده أو ينتحر مذنب ولو كان يريد ذلك .
2- إذا كان المسيح ابن الله فأين كانت عاطفة الأبوة وأين كانت الرحمة حينما كان الابن الوحيد يلاقي دون ذنب ألوان التعذيب والسخرية ثم الصلب مع دق المسامير في يده ؟!
3- من هذا الذي قيَّد الله (جل جلاله) وجعل عليه أن يلزم العدل وأن يلزم الرحمة وأن يبحث للتوفيق بينهما ؟!
4- يدِّعي النصارى أن ذرية آدم لزمهم العقاب بسبب خطيئة أبيهم ! , وفي أي شرع يلتزم الأحفاد بأخطاء الأجداد , وبخاصة أن الكتاب المقدس ينص على أنه لا يقتل الآباء عن الأولاد , ولا يقتل الأولاد عن الآباء , كل إنسان بخطيئته يُقتل . (تثنية 24 : 16 )
5- وإذا كان صلب المسيح عملا تمثيليا على هذا الوضع فلماذا كان يكره النصارى اليهودَ ويرونهم آثمين معتدين على السيد المسيح ؟!
6- وهل كان نزول ابن الله وصلبه للتكفير عن خطيئة البشر ضروريا أو كان هناك وسائل أخرى من الممكن أن يغفر الله بها خطيئة البشر ؟!!
والجواب عن ذلك يقدمه كاتب مسيحي هو القس بولس سباط في كتابه " المشرع " بقوله : لم يكن تجسد الكلمة ضروريا لإنقاذ البشر , ولا يُتصوَّر ذلك مع القدرة الإلهية الفائقة الطبيعية .
ثم يسترسل هذا الكاتب فيذكر السبب في اختيار الكلمة ليكون فداء لخطيئة البشر فيقول : إن الله على وفرة ما له من الذرائع إلى فداء النوع البشري , وإنقاذه من الهلاك الذي نتج من الخطيئة ومعصية أمره الإلهي , قد شاء سبحانه أن يكون الفداء بأعز ما لديه , لما فيه من القوة على تحقيق الغرض وبلوغه سريعا !!
ونقول : وأي حكمة تقتضي بأن نفتدي بدينار ما نستطيع أن نفتديه بفلس !! تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
إجابة أخرى يقدمها كاتب مسيحي آخر هو بولس إلياس يقول : مما لا ريب فيه أن المسيح كان باستطاعته أن يفتدي البشر ويصالحهم مع أبيه بكلمة واحدة أو بفعل سجود بسيط يؤديه باسم البشرية جمعاء لأبيه السماوي , لكنه أبى إلا أن يتألم , ليس لأنه مريض يتعشق الألم , ولا أن أباه ظالم يطرب لمرأى الدماء , وأيه دماء ؟ ابنه الوحيد , وما كان الله بسفاح ظلوم , لكن الله الابن شاء مع الله الأب أن يعطي الناس أمثولة خالدة من المحبة , تبقى على الدهر , وتحركهم على الندامة على ما اقترفوه من آثام وتحملهم على مبادلة الله المحبة .
ونرد على هذا الهراء أنها كلمات جوفاء لا تحمل أي هدف أو مغزى أو معنى .. " وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ " الأمر أبسط من هذا بكثير عند الله القادر الملك .
** ما العمل إذن في خطايا المستقبل ؟
7- ونعود إلى القس بولس سباط لنسأل كما سأل : إذا كان الكلمة قد تجسد لمحو الخطيئة الأصلية فما العمل في الخطايا التي تحدث بعد ذلك ؟ , ويجيب هذا الكاتب بما يلي بالحرف الواحد : إذا عاد الناس إلى اجتراح الخطايا فالذنب ذنبهم , لأنهم آنسوا النور وعشوا عنه مؤثرين الظلمة بإرادتهم !!
ومعنى هذا : إن خطيئة واحدة مُحيت وملايين الخطايا سواها بقيت وجدَّت بعد ذلك وسيحاسب الناس على ما اقترفوه , وبعض ما اقترفوه أقسى من عصيان آدم , لقد أنكر البعض وجود الله , وهاجمه آخرون وسخروا بجنته وناره , فلماذا كانت مظاهرة التجسد لخطيئة واحدة وتُركت خطايا لا تُعدّ ؟!!
** أين قرار الله من عهد آدم إلى عهد عيسى :
8- وأين كان عدل الله ورحمته منذ حادثة آدم حتى صلب المسيح ؟ ومعنى هذا أن الله ظل ( تعالى عن ذلك ) حائرا بين العدل والرحمة آلاف السنين حتى قَبِل المسيح منذ حوالي ألفي عام أن يُصلب للتكفير عن خطيئة آدم .
9- يلزم في جميع الشرائع أن تناسب العقوبة الذنب , فهل يتم التوازن بين صلب المسيح على هذا النحو المهين البشع , وبين الخطيئة التي ارتكبها آدم ؟!
10- خطيئة آدم التي لم تزد عن أن تكون أكلا من شجرة نُهي عنها , قد عاقبه الله عليها بإخراجه من الجنة , ولا شك أنه عقاب كاف , فالحرمان من الجنة والخروج إلى الكدح والنصب عقاب ليس بالهيِّن , وهذا العقاب قد اختاره الله بنفسه وكان يستطيع أن يفعل بآدم أكثر من ذلك , ولكنه اكتفى بذلك , فكيف يستساغ إذن أن يُظَن أن ظل مضمرا السوء غاضبا آلاف السنين حتى وقت صلب المسيح !! تعالى الله عن ذلك .
** الطوفان ابتلع العصاة ألا يكفي هذا :
11- قد مرت بالبشر منذ عهد آدم إلى عهد عيسى أحداث وأحداث وهلك كثيرون من الطغاة وبخاصة في عهد نوح , حيث لم ينج إلا من آمن بنوح واتَّبعه وركب معه السفينة , فهؤلاء هم الذين رضي الله عنهم فكيف بعد ذلك تبقى ضغينة وكراهية تحتاجان لان يضحي عيسى بنفسه فداء للبشرية ؟
12- الكاتب الذي أسلم " عبد الأحد داود " ينتقد قصة التكفير هذا انتقادا عقليا سليما فيقول : إن من العجيب أن يعتقد المسيحيون أن هذا السر اللاهوتي وهو خطيئة آدم وغضب الله على الجنس البشري بسببها , ظل مكتوما عن كل الأنبياء السابقين , ولم تكتشفه إلا الكنيسة بعد حادثة الصلب .
13- قولهم بضرورة أن يكون الشفيع مطهرا من خطيئة آدم (مما استلزم أن يولد من غير أب , وأن يطهر الله مريم قبل دخول عيسى رحمها ) يحتاج إلى طريق طويل معقد , وكان أيسر منه أن ينزل (ابن الله) مباشرة في مظهر الإنسان دون أن يمر بدخول الرحم والولادة .. ويجدر هنا ذكر التعارض بين الاتجاهات في المسيحية بشأن هذه النقطة فاتجاه آخر يقول أن (ابن الله) دخل رحم مريم ليأخذ مظهر الإنسان وليتحمل في الظاهر بعض خطيئة آدم الذي يبدو (ابن الله) كأنه ولد من أولاده , ثم يصلب تكفيرا عن خطيئة البشر الذي أصبح كواحد منهم ..
وبعد كل هذه التساؤلات التي تجيب عن نفسها بما لا يدع مجالا للشك في فساد هذه العقيدة يبقى أن نسأل أسئلة أخيرة هي :
هل كان الأنبياء جميعا قبل عيسى مُدنسين خطاة بسبب خطيئة أبيهم آدم ؟!
وهل كان الله غاضبا عليهم أيضا ؟
وكيف اختارهم مع ذلك لهداية البشر ؟
تعليق