رد: التوحيد المستوى 100
الدرس الاول
أركــان العبـوديـة الصحيحة
العبادة تقوم علـى ثلاثـة أركان هي :
الحب (1) والخـوف والرجاء ، ولا بد في العـبادة من اجتماع هذه الأمـور ، قال تعالى في وصف عـباده المرسلـين إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (2) وقال تعالى في وصف عباده المؤمنين : يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (3) وقال بعض السلف : من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد(4)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له، والعبادة أصل معـناها الـذل أيضاً : يقال طـريق معبد إذا كان مذللاً قد وطئته الأقدام، لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل للّه تعالى بغاية الحب له، ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابداً له، ولو أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له كما يحب الرجل ولده وصديقه ، ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء ، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء بل لا يستحق المحبة والخضوع التام إلا الله (5).
الـمـحـــبـة
أصل الأعمال كلها هو المحبة فالإنسان لا يعمل إلا لما يحب إما لجلب منفعة، أو لدفع مضرة، فإذا عمل شيئاً فلأنه يحبه إما لذاته كالطعام أو لأنه يوصل إلى المحبوب كالدواء.
وعبادة الله مبنية على المحبة بل هي حقيقية العـبادة ؛ إذ لو تعبد المرء الله تعالى بدون محبة صارت عبادته له قشـراً لا روح فيها ، فإذا كان الإنسـان في قلـبه محـبة الله وللوصول إلى جنته ؛ فسوف يسلك الطريق الموصل إلى ذلك.
أنــواع الــمـحــبـة :
والمحبة على أنواع أربعة هي :
1) محبة الله تعالى : وهي محبة التأله أي : التعبد الذي يوجب التذلل والتعظيم.
2) محبة ما يحبه الله من الأعمال والأقوال والأشخاص : وهي مما يتقرب به إلى الله .
3) المحبة الشركية : وهي محبة غير الله كحب الله وهي محبة العبادة المتضمنة للتقديس والتذلل والتعظيم لغير الله وهذه المحبة شرك أكبر.
قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ (6) أي : يحبون هذه الأنداد كمحبة الله فيجعلونها شركـاء لله في المحبة، وقـال تعالى حاكياً عـن المشركين : تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (7) .
4) المحبة الطبيعية : وهي التي فطر الله الناس عليها، كمحبة الوالد لولده والولد لوالده والتلميذ لمعلمـه والزوج لزوجـته ومحـبة الطعام ، والشـراب. وهذه المحبة من المباح ، إلا إذا اقتـرن بها التأله والتعبد صارت عبادة.
ولابـد أن تكون محبة الله ومحبة ما يحبه الله مقـدمـة على المحبوبات الأخرى ، قـال تعـالى : قُلْ إنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاَللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (8) . وهذا الوعيد في الآية ليس لمجرد حب هذه الأشياء لأنه مما جبل عليه الإنسان وإنما توعد سبحانه من قدم محبتها على محبة الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ومحبة ما يحبه الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ، فلابد من إيثار ما أحبه الله وأراده من عبده على ما يحبه العبد ويريده.
عــلامات مـحـبة الله :
محبة الله تعالى لها علامات تدل عليها :
1) تقديم ما يحبه الله ورسوله من الأعمال على ما تحبه نفسه من الشهوات والملذات والأموال والأولاد والأوطان قال صلي الله عليه وسلم : « ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسولُه أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقْذَفَ في النار » (9).
2) اتبـاع الرسول فيما جاء به فيفعل ما أمر به ويترك ما نهـى عنه، قال تعـالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (10) .
3) الذلة والخضوع والرحمة للمؤمنين و العزة على الكافرين من غير ظلم ولا عدوان.
4) الجهاد في سبيل الله بالنفس واليد والمال واللسان لإعلاء دين الله ورد كيد أعدائه.
5) عدم الخوف من لوم اللائمين فيما يعملونه حباً لله.
ودليل هذه العلامات قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (11) .
الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى
الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى كثيرة منها :
أولاً : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه.
الثاني : التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.
الثالث : دوام ذكـر الله على كل حال باللـسان والقلب.
الرابع : إيثار ما يحبه الله على ما يحبه العبد عند تزاحم المحبتين.
الخامس : التأمل في أسماء الله وصفاته وما تدل عليه من الكمال والجلال، وما لها من الآثار الحميدة.
السادس : التأمل فـي نعم الله الظاهـرة والباطنة ومشاهـدة بـره وإحسانـه وإنعامه على عباده.
السابع : انكسار القلب بين يدي الله وافتقاره إليه.
الثامن : التعبد الله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر بالتهجد وتلاوة القرآن في هذا الوقت والدعاء، وختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
التاسع : مجالسة أهل الخير والصلاح المحبين الله عز وجل والاستفادة من كلامهم.
العاشر : الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله من الشواغل.
مصطلحات
الزندقة : هي كلمة أعجمية تعني النفاق والخروج من الدين.
المرجئة : هم الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان.
الحرورية : وصف للخوارج الأولين الذين قاتلهم علي والصحابة رضي الله عنهم نسبة إلى حروراء مكان قرب الكوفة وقد عـرف عنـهم الغلـو وتكـفير مرتكب الكبيرة والخروج على الأئمة.
إثـرائية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن، إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبـه، وبذلك يحصـل له الفرح والسرور، وهذا لا يحصل له إلا بإعانة اللّه له لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا اللّه فهو دائمًا مفتقر إلى حقيقة إياك نعبد وإياك نستعين، فإنه لو أعين على حصول ما يحبه ولم يحصل له عبادته للّه بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصودة وهو المحبوب له بالقصد الأول وكل ما سواه إنما يحبه لأجله لا يحب شيئًا لذاته إلا اللّه متى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق حقيقة لا إله إلا اللّه ولا حقق التوحيد والعبودية والمحبة وكان فيه من النقص والعيب بل من الألم والحسرة والعذاب بحسب ذلك.
العبودية ص 29 باختصار.
_______________________________
(1) لا بد من الإشارة إلى تلازم المحبة مع الذل وقد مر ذكر العبادة وأن معناها التذلل والخضوع
(2) سورة الأنبياء الآية : 90.
(3) سورة المائدة الآية : 54.
(4) انظر رسالة العبودية ص37.
(5) انظر رسالة العبودية ص6.
(6) سورة البقرة الآية : 165.
(7) سورة الشعراء الآيات : 97 ، 98.
(8) سورة التوبة الآية : 24.
(9) أخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان برقم 16، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان برقم 43 1/14.
(10) سورة آل عمران الآية : 31.
(11) سورة المائدة الآية : 54.
- الفصل الدراسي الثاني -
الدرس الاول
أركــان العبـوديـة الصحيحة
العبادة تقوم علـى ثلاثـة أركان هي :
الحب (1) والخـوف والرجاء ، ولا بد في العـبادة من اجتماع هذه الأمـور ، قال تعالى في وصف عـباده المرسلـين إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا ۖ وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (2) وقال تعالى في وصف عباده المؤمنين : يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (3) وقال بعض السلف : من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالحب والخوف والرجاء فهو مؤمن موحد(4)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فدين الله عبادته وطاعته والخضوع له، والعبادة أصل معـناها الـذل أيضاً : يقال طـريق معبد إذا كان مذللاً قد وطئته الأقدام، لكن العبادة المأمور بها تتضمن معنى الذل ومعنى الحب، فهي تتضمن غاية الذل للّه تعالى بغاية الحب له، ومن خضع لإنسان مع بغضه له لا يكون عابداً له، ولو أحب شيئاً ولم يخضع له لم يكن عابداً له كما يحب الرجل ولده وصديقه ، ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل يجب أن يكون الله أحب إلى العبد من كل شيء ، وأن يكون الله أعظم عنده من كل شيء بل لا يستحق المحبة والخضوع التام إلا الله (5).
الـمـحـــبـة
أصل الأعمال كلها هو المحبة فالإنسان لا يعمل إلا لما يحب إما لجلب منفعة، أو لدفع مضرة، فإذا عمل شيئاً فلأنه يحبه إما لذاته كالطعام أو لأنه يوصل إلى المحبوب كالدواء.
وعبادة الله مبنية على المحبة بل هي حقيقية العـبادة ؛ إذ لو تعبد المرء الله تعالى بدون محبة صارت عبادته له قشـراً لا روح فيها ، فإذا كان الإنسـان في قلـبه محـبة الله وللوصول إلى جنته ؛ فسوف يسلك الطريق الموصل إلى ذلك.
أنــواع الــمـحــبـة :
والمحبة على أنواع أربعة هي :
1) محبة الله تعالى : وهي محبة التأله أي : التعبد الذي يوجب التذلل والتعظيم.
2) محبة ما يحبه الله من الأعمال والأقوال والأشخاص : وهي مما يتقرب به إلى الله .
3) المحبة الشركية : وهي محبة غير الله كحب الله وهي محبة العبادة المتضمنة للتقديس والتذلل والتعظيم لغير الله وهذه المحبة شرك أكبر.
قال تعالى: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ (6) أي : يحبون هذه الأنداد كمحبة الله فيجعلونها شركـاء لله في المحبة، وقـال تعالى حاكياً عـن المشركين : تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (7) .
4) المحبة الطبيعية : وهي التي فطر الله الناس عليها، كمحبة الوالد لولده والولد لوالده والتلميذ لمعلمـه والزوج لزوجـته ومحـبة الطعام ، والشـراب. وهذه المحبة من المباح ، إلا إذا اقتـرن بها التأله والتعبد صارت عبادة.
ولابـد أن تكون محبة الله ومحبة ما يحبه الله مقـدمـة على المحبوبات الأخرى ، قـال تعـالى : قُلْ إنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاَللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (8) . وهذا الوعيد في الآية ليس لمجرد حب هذه الأشياء لأنه مما جبل عليه الإنسان وإنما توعد سبحانه من قدم محبتها على محبة الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ومحبة ما يحبه الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ، فلابد من إيثار ما أحبه الله وأراده من عبده على ما يحبه العبد ويريده.
عــلامات مـحـبة الله :
محبة الله تعالى لها علامات تدل عليها :
1) تقديم ما يحبه الله ورسوله من الأعمال على ما تحبه نفسه من الشهوات والملذات والأموال والأولاد والأوطان قال صلي الله عليه وسلم : « ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان من كان الله ورسولُه أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُقْذَفَ في النار » (9).
2) اتبـاع الرسول فيما جاء به فيفعل ما أمر به ويترك ما نهـى عنه، قال تعـالى : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (10) .
3) الذلة والخضوع والرحمة للمؤمنين و العزة على الكافرين من غير ظلم ولا عدوان.
4) الجهاد في سبيل الله بالنفس واليد والمال واللسان لإعلاء دين الله ورد كيد أعدائه.
5) عدم الخوف من لوم اللائمين فيما يعملونه حباً لله.
ودليل هذه العلامات قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (11) .
الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى
الأسباب الجالبة لمحبة الله تعالى كثيرة منها :
أولاً : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه.
الثاني : التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض.
الثالث : دوام ذكـر الله على كل حال باللـسان والقلب.
الرابع : إيثار ما يحبه الله على ما يحبه العبد عند تزاحم المحبتين.
الخامس : التأمل في أسماء الله وصفاته وما تدل عليه من الكمال والجلال، وما لها من الآثار الحميدة.
السادس : التأمل فـي نعم الله الظاهـرة والباطنة ومشاهـدة بـره وإحسانـه وإنعامه على عباده.
السابع : انكسار القلب بين يدي الله وافتقاره إليه.
الثامن : التعبد الله وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الآخر بالتهجد وتلاوة القرآن في هذا الوقت والدعاء، وختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
التاسع : مجالسة أهل الخير والصلاح المحبين الله عز وجل والاستفادة من كلامهم.
العاشر : الابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله من الشواغل.
مصطلحات
الزندقة : هي كلمة أعجمية تعني النفاق والخروج من الدين.
المرجئة : هم الذين يخرجون العمل عن مسمى الإيمان.
الحرورية : وصف للخوارج الأولين الذين قاتلهم علي والصحابة رضي الله عنهم نسبة إلى حروراء مكان قرب الكوفة وقد عـرف عنـهم الغلـو وتكـفير مرتكب الكبيرة والخروج على الأئمة.
إثـرائية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
فالقلب لا يصلح ولا يفلح ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن، إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبـه، وبذلك يحصـل له الفرح والسرور، وهذا لا يحصل له إلا بإعانة اللّه له لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا اللّه فهو دائمًا مفتقر إلى حقيقة إياك نعبد وإياك نستعين، فإنه لو أعين على حصول ما يحبه ولم يحصل له عبادته للّه بحيث يكون هو غاية مراده ونهاية مقصودة وهو المحبوب له بالقصد الأول وكل ما سواه إنما يحبه لأجله لا يحب شيئًا لذاته إلا اللّه متى لم يحصل له هذا لم يكن قد حقق حقيقة لا إله إلا اللّه ولا حقق التوحيد والعبودية والمحبة وكان فيه من النقص والعيب بل من الألم والحسرة والعذاب بحسب ذلك.
العبودية ص 29 باختصار.
_______________________________
(1) لا بد من الإشارة إلى تلازم المحبة مع الذل وقد مر ذكر العبادة وأن معناها التذلل والخضوع
(2) سورة الأنبياء الآية : 90.
(3) سورة المائدة الآية : 54.
(4) انظر رسالة العبودية ص37.
(5) انظر رسالة العبودية ص6.
(6) سورة البقرة الآية : 165.
(7) سورة الشعراء الآيات : 97 ، 98.
(8) سورة التوبة الآية : 24.
(9) أخرجه البخاري كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان برقم 16، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان خصال من اتصف بهن وجد حلاوة الإيمان برقم 43 1/14.
(10) سورة آل عمران الآية : 31.
(11) سورة المائدة الآية : 54.
تعليق