بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واما بعد :
هذا الموضوع تابع لـ دورات تدريبية اسلامية بسيطة
نبدأ بــ
تفريغ لمحتوى كتاب التوحيد للصف الاول الثانوي (تعليم عام - تحفيظ القرآن الكريم )
( الفصل الدراسي الاول )
الوحدة الاولى ( مقدمات في عقيدة اهل السنة والجماعة )
- الدرس الاول -
العقيدة واهميتها
العقيدة لغة : مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء بإحكام وقوة , يقال : اعتقدت كذا أي : عقدت عليه القلب , والعقيدة : ما يدين به الإنسان .
العقيدة شرعاً : هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر , والإيمان بالقدر خيره وشره وما يتبع ذلك من الغيبيات وثوابت الدين وأحكامه القطعية - علمية كانت أو عملية - التي يجب الإيمان بها .
/
إثرائية:
اطلق كثير من السلف على العقيدة الصحيحة أسماء عديدة فمنها : السنة وقد ألف بعض السلف مؤلفات كثيرة تحت هذا الاسم مثل : كتاب السنة للامام احمد بن حنبل . كتاب السنة لابن ابي عاصم . الشريعة وقد ألف الآجري كتاباَ في العقيدة سماه : الشريعة . التوحيد وقدألف بعض السلف عدة مؤلفات تحت هذا الاسم مثل : كتاب التوحيد لابن خزيمة وكتاب التوحيد للشيخ محمد عبد الوهاب الفقه الاكبر وقد الف الامام ابو حنيفة رسالة في العقيدة سماها الفقه الاكبر
/
أهمية العقيدة :
1 ) العقيدة لصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين كله .
2 ) سلامة العقيدة شرط لقبول الأعمال عند الله فلا تصح الأعمال إلا بسلامة العقيدة كما قال تعالى { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
3) العقيدة السليمة هي أساس الإيمان الذي يكون به الأمن والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة كما قال تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }
وقال سبحانه { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }
وقال تعالى : { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ }
4) سلامة العقيدة هي الضمان من إحباط العمل والخسارة والهلاك يوم القيامة , قال تعالى : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
5) ان العقيدة هي أصل دعوة الرسل جميعاً , فأول ما يدعو الرسل أقوامهم إليه : عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه ,
كما قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }
وكل رسول أول ما يخاطب قومه يقول لهم :
{ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }
قالها نوح وهود وصالح وشعيب , وسائر الأنبياء عليهم السلام , وقد بقي النبي ﷺ في مكة بعد البعثة ثلاثة عشر عاماً يدعو الناس إلى التوحيد وإصلاح العقيدة , لأنها الأساس الذي يقوم عليه بناء الدين وتحصل به السعادة في الدنيا والآخرة , ولما كان اهتمام الرسل صلوات الله وسلامه عليهم بإصلاح العقيدة أولاً , سار العلماء والمصلحون في كل زمان على نهج الأنبياء والمرسلين , فكانوا يبدؤون بالدعوة إلى التوحيد وإصلاح العقيدة , ثم يتجهون بعد ذلك في دعوتهم إلى الاهتمام ببقية أمور الدين ومصالح العباد الأخرى .
مصادر العقيدة الصحيحة ومنهج السلف في الاستدلال عليها :
مصادر العقيدة الصحيحة :
تستمد العقيدة الصحيحة من القرآن الكريم وما صح عن رسول ﷺ لأن العقيدة توقيفية : أي لا تثبت إلا بدليل من القرآن أو السنة ولا مجال فيها للرأي والاجتهاد , ومن ثم فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الوحي , ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقي العقيدة مقصوراً على : الكتاب والسنة فما دل عليه الكتاب والسنة آمنوا به , واعتقدوه وعملوا به , وما نفاه الكتاب والسنة نفوه وردوه .
منهج السلف في الاستدلال بالقرآن والسنة على العقيدة الصحيحة :
يتلخص منهج السلف في الاستدلال بالقرآن والسنة على العقيدة بما يلي :
1) تفسير القرآن بالقرآن .
2) تفسير القرآن بالسنة .
3) تفسير القرآن والسنة بلغة العرب .
4) اعتماد فهم السلف الصالح
5) تجنب التأويل الباطل وتحريف النصوص الشرعية .
6) تقديم أدلة الكتاب والسنة على العقل عند توهم التعارض .
ولهذا اتفق السلف على أصول الدين ولم يحصل بينهم اختلاف في الاعتقاد , بل كانت عقيدتهم واحدة , وكانت جماعتهم واحدة , لأن الله تكفل لمن تمسك بكتابه وسنة رسوله ﷺ باجتماع الكلمة , والصواب في الرأي واتحاد المنهج , قال تعالى : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
و قال تعالى : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }
/
إثرائية :
قال ابن ابي العز الحنفي رحمه الله :
فإنه لما كان علم أصول الدين أشرف العلوم، إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع، ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين: ” الفقه الأكبر ” وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة، لأنه لا حياة للقلوب، ولا نعيم ولا طمأنينة، إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها، بأسمائه وصفاته وأفعاله , إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها إلى آخرها ثم يتبع ذلك أصلان عظيمان :
أحدهما : تعريف الطريق الموصل إليه وهي شرعيته المتضمنة لأمره ونهيه .
الثاني : تعريف السالكين ما لهم بعد الوصول إليه من النعيم المقيم.
انظر شرح العقيدة الطحاوية ص65
لابن أبي العز الحنفي .
**
مصطلحات :
السلف
هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم ونهج طريقهم من أئمة الدين من اخل القرون الثلاثة المفضلة .
التأويل الباطل
صرف اللفظ عن ظاهره دون دليل صحيح .
التحريف
تفسيرالألفاظ بالمعاني الباطلة كتحريف معنى الاستواء إلى الاستيلاء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واما بعد :
هذا الموضوع تابع لـ دورات تدريبية اسلامية بسيطة
نبدأ بــ
تفريغ لمحتوى كتاب التوحيد للصف الاول الثانوي (تعليم عام - تحفيظ القرآن الكريم )
( الفصل الدراسي الاول )
الوحدة الاولى ( مقدمات في عقيدة اهل السنة والجماعة )
- الدرس الاول -
العقيدة واهميتها
العقيدة لغة : مأخوذة من العقد وهو ربط الشيء بإحكام وقوة , يقال : اعتقدت كذا أي : عقدت عليه القلب , والعقيدة : ما يدين به الإنسان .
العقيدة شرعاً : هي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر , والإيمان بالقدر خيره وشره وما يتبع ذلك من الغيبيات وثوابت الدين وأحكامه القطعية - علمية كانت أو عملية - التي يجب الإيمان بها .
/
إثرائية:
اطلق كثير من السلف على العقيدة الصحيحة أسماء عديدة فمنها : السنة وقد ألف بعض السلف مؤلفات كثيرة تحت هذا الاسم مثل : كتاب السنة للامام احمد بن حنبل . كتاب السنة لابن ابي عاصم . الشريعة وقد ألف الآجري كتاباَ في العقيدة سماه : الشريعة . التوحيد وقدألف بعض السلف عدة مؤلفات تحت هذا الاسم مثل : كتاب التوحيد لابن خزيمة وكتاب التوحيد للشيخ محمد عبد الوهاب الفقه الاكبر وقد الف الامام ابو حنيفة رسالة في العقيدة سماها الفقه الاكبر
/
أهمية العقيدة :
1 ) العقيدة لصحيحة هي الأساس الذي يقوم عليه الدين كله .
2 ) سلامة العقيدة شرط لقبول الأعمال عند الله فلا تصح الأعمال إلا بسلامة العقيدة كما قال تعالى { فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا }
3) العقيدة السليمة هي أساس الإيمان الذي يكون به الأمن والسعادة والفلاح في الدنيا والآخرة كما قال تعالى { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ }
وقال سبحانه { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ }
وقال تعالى : { وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ }
4) سلامة العقيدة هي الضمان من إحباط العمل والخسارة والهلاك يوم القيامة , قال تعالى : { وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
5) ان العقيدة هي أصل دعوة الرسل جميعاً , فأول ما يدعو الرسل أقوامهم إليه : عبادة الله وحده وترك عبادة ما سواه ,
كما قال تعالى : { وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }
وكل رسول أول ما يخاطب قومه يقول لهم :
{ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ }
قالها نوح وهود وصالح وشعيب , وسائر الأنبياء عليهم السلام , وقد بقي النبي ﷺ في مكة بعد البعثة ثلاثة عشر عاماً يدعو الناس إلى التوحيد وإصلاح العقيدة , لأنها الأساس الذي يقوم عليه بناء الدين وتحصل به السعادة في الدنيا والآخرة , ولما كان اهتمام الرسل صلوات الله وسلامه عليهم بإصلاح العقيدة أولاً , سار العلماء والمصلحون في كل زمان على نهج الأنبياء والمرسلين , فكانوا يبدؤون بالدعوة إلى التوحيد وإصلاح العقيدة , ثم يتجهون بعد ذلك في دعوتهم إلى الاهتمام ببقية أمور الدين ومصالح العباد الأخرى .
مصادر العقيدة الصحيحة ومنهج السلف في الاستدلال عليها :
مصادر العقيدة الصحيحة :
تستمد العقيدة الصحيحة من القرآن الكريم وما صح عن رسول ﷺ لأن العقيدة توقيفية : أي لا تثبت إلا بدليل من القرآن أو السنة ولا مجال فيها للرأي والاجتهاد , ومن ثم فإن مصادرها مقصورة على ما جاء في الوحي , ولهذا كان منهج السلف الصالح ومن تبعهم في تلقي العقيدة مقصوراً على : الكتاب والسنة فما دل عليه الكتاب والسنة آمنوا به , واعتقدوه وعملوا به , وما نفاه الكتاب والسنة نفوه وردوه .
منهج السلف في الاستدلال بالقرآن والسنة على العقيدة الصحيحة :
يتلخص منهج السلف في الاستدلال بالقرآن والسنة على العقيدة بما يلي :
1) تفسير القرآن بالقرآن .
2) تفسير القرآن بالسنة .
3) تفسير القرآن والسنة بلغة العرب .
4) اعتماد فهم السلف الصالح
5) تجنب التأويل الباطل وتحريف النصوص الشرعية .
6) تقديم أدلة الكتاب والسنة على العقل عند توهم التعارض .
ولهذا اتفق السلف على أصول الدين ولم يحصل بينهم اختلاف في الاعتقاد , بل كانت عقيدتهم واحدة , وكانت جماعتهم واحدة , لأن الله تكفل لمن تمسك بكتابه وسنة رسوله ﷺ باجتماع الكلمة , والصواب في الرأي واتحاد المنهج , قال تعالى : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }
و قال تعالى : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى }
/
إثرائية :
قال ابن ابي العز الحنفي رحمه الله :
فإنه لما كان علم أصول الدين أشرف العلوم، إذ شرف العلم بشرف المعلوم، وهو الفقه الأكبر بالنسبة إلى فقه الفروع، ولهذا سمى الإمام أبو حنيفة رحمة الله عليه ما قاله وجمعه في أوراق من أصول الدين: ” الفقه الأكبر ” وحاجة العباد إليه فوق كل حاجة، وضرورتهم إليه فوق كل ضرورة، لأنه لا حياة للقلوب، ولا نعيم ولا طمأنينة، إلا بأن تعرف ربها ومعبودها وفاطرها، بأسمائه وصفاته وأفعاله , إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها إلى آخرها ثم يتبع ذلك أصلان عظيمان :
أحدهما : تعريف الطريق الموصل إليه وهي شرعيته المتضمنة لأمره ونهيه .
الثاني : تعريف السالكين ما لهم بعد الوصول إليه من النعيم المقيم.
انظر شرح العقيدة الطحاوية ص65
لابن أبي العز الحنفي .
**
مصطلحات :
السلف
هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم ونهج طريقهم من أئمة الدين من اخل القرون الثلاثة المفضلة .
التأويل الباطل
صرف اللفظ عن ظاهره دون دليل صحيح .
التحريف
تفسيرالألفاظ بالمعاني الباطلة كتحريف معنى الاستواء إلى الاستيلاء .
تعليق