مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

تقليص

عن الكاتب

تقليص

abubakr_3 مسلم اكتشف المزيد حول abubakr_3
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 7 (0 أعضاء و 7 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • abubakr_3
    مُشرِف

    • 15 يون, 2006
    • 849
    • موظف
    • مسلم

    #31
    رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

    شهادة المقوقس رئيس أقباط مصر لحاطب بن أبى بلتعة:
    قالوا لما كانت سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع من الحديبية بعث إلى الملوك فبعث حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس، فلما انتهى إلى الإسكندرية وجده في مجلس مشرف على البحر، فركب البحر، فلما حاذى مجلسه أشار بالكتاب بين إصبعيه، فلما رآه أمر به، فأوصل إليه، فلما قرأه قال: ما منعه إن كان نبيا أن يدعو علي فيسلط علي؟ فقال له حاطب: ما منع عيسى أن يدعو على من أراده بالسوء؟ قال: فوجم لها ثم قال: له أعد فأعاد ثم قال له حاطب إنه كان قبلك رجل زعم أنه الرب الأعلى فانتقم الله منه فاعتبر به، وإن لك دينا لن تدعه إلا إلى دين هو خير منه وهو الإسلام، وما بشارة موسى بعيسى إلا كبشارته بمحمد، ولسنا ننهاك عن دين عيسى، بل نأمرك به، فقرأ الكتاب فإذا فيه من محمد رسول الله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى فذكر مثل الكتاب إلى هرقل فلما فرغ أخذه فجعله في حق من عاج وختم عليه.
    ثم ساق من طريق أبان بن صالح قال أرسل المقوقس إلى حاطب فقال أسالك عن ثلاث. فقال: لا تسألني عن شيء إلا صدقتك. قال: إلام يدعو محمد؟ قلت: إلى أن يعبد الله وحده ويأمر بالصلاة خمس صلوات في اليوم والليلة ويأمر بصيام رمضان وحج البيت والوفاء بالعهد وينهى عن أكل الميتة والدم إلى أن قال صفه لي قال فوصفته فأوجزت. قال: قد بقيت أشياء لم تذكرها في عينيه حمرة قلما تفارقه وبين كتفيه خاتم النبوة يركب الحمار ويلبس الشملة ويجتزئ بالتمرات والكسر ولا يبالي من لاقى من عم ولا بن عم. قال: هذه صفته، وقد كنت أظن أن مخرجه بالشام، وهناك كانت تخرج الأنبياء من قبله، فأراه قد خرج في أرض العرب، في أرض جهد وبؤس، والقبط لا تطاوعني في اتباعه، وسيظهر على البلاد، وينزل أصحابه من بعده بساحتنا هذه، حتى يظهروا على ما ها هنا، وأنا لا أذكر للقبط من هذا حرفا، ولا أحب أن يعلم بمحادثتي إياك أحد، قال أبو القاسم وحدثنا هشام بن إسحاق وغيره، قال: ثم دعا كاتبا يكتب بالعربية فكتب: لمحمد بن عبد الله من المقوقس سلام أما بعد، فقد قرأت كتابك وذكر نحو ما ذكر لحاطب وزاد وقد أكرمت رسولك وأهديت إليك بغلة لتركبها وبجاريتين لهما مكان في القبط وبكسوة والسلام وقال أبو القاسم أيضا حدثنا هانئ بن المتوكل حدثنا بن لهيعة حدثني يزيد [الإصابة ج: 6 ص: 375]
    شهادة المقوقس وأساقفة مصر للمغيرة بن شعبة قبل إسلامه:
    قال المغير بن شُعبة فى خروجه إلى المقوقس مع بنى مالك، وإنهم لما دخلوا على المقوقس قال لهم: كيف خَلُصتُم إلىَّ من طَلَبَتِكُم [من طائفكم]، ومحمد وأصحابه بينى وبينكم؟
    قالوا: لَصِقنا بالبحر، وقد خفناه على ذلك.
    قال: كيف صنعتم فيما دعاكم إليه؟
    قالوا: ما تبعه منا رجل واحد.
    قال: لِمَ؟
    قالوا: جاءنا بدين مُحْدَث لا تدين به الآباء، ولا يدين به الملك، ونحن على ما كان عليه آباؤنا.
    قال: كيف صنع قومُه؟
    قالوا: اتبعه أحداثهم، وقد لاقاه من خالفه من قومه وغيرهم من العرب فى مواطن، مرة تكون عليهم الدَّبْرَة [الهزيمة]، ومرة تكون لهم.
    قال: ألا تخبروننى وتصدقوننى؟ إلى ماذا يدعو؟
    قالوا: يدعو إلى أن نعبد الله وحده لا شريك له، ونخلع ما كان يعبد الآباء، ويدعو إلى الصلاة والزكاة.
    قال: وما الصلاة و الزكاة؟ ألَهما وقتٌ يُعرَف وعدد ينتهى؟
    قالوا: يصلون فى اليوم والليلة خمس صلوات، كلها لمواقيت وعدد، سموه له، ويؤدون من كل مال بلغ عشرين مثقالاً، مثقالً، وكل إبل بلغت خمس، شاة، وأخبروه بصدقة الأموال كلها.
    قال: أفرأيتم إذا أخذها أين يضعها؟
    قالوا: يردها على فقرائهم، ويأمر بصلة الأرحام، ووفاء العهد، وتحريم الربا والزنا والخمر، ولا يأكل مما ذُبِحَ لغير الله تعالى.
    قال: هو نبى مُرسَلٌ إلى الناس كافة، ولو أصابَ القِبْطُ والرومُ تبعوه، وقد أمرهم بذلك عيسى ابن مريم، وهذا الذى تصفونه منه بُعِثَ به الأنبياء من قبله، وستكون له العاقبة حتى لا يُنازعه أحد، ويظهر دينه إلى منتهى الخفّ والحافر، ومنقطع البحور، ويوشك قومه يدافعونه بالرماح.
    قال: قلنا: لو دخل الناس كلهم معه ما دَخَلْنَا.
    قال: فأنْغَصَ رأسه [حركها فى تعجب] وقال: أنتم فى اللعب، ثم قال: كيف نسبه فى قومه؟
    قلنا: هو أوسطهم نسباَ.
    قال: كذلك المسيحُ والأنبياء عليهم السلام تُبعَثُ فى نسب قومها.
    قال: كيف صدقه فى حديثه؟
    قال: قلنا: ما يُسمَّى إلا الأمين من صدقه.
    قال: انظروا فى أمركم، أترونه يصدقُ فيما بينكم وبينه، ويكذب على الله!!
    قال: فمن تبعه؟
    قلنا: الأحداث.
    قال: هم ـ والمسيح ـ أتباعُ الأنبياء قبله، قال: فما فعلت يهود يثرب؟ فهم أهل التوراة.
    قلنا: خالفوه، فأوقع بهم فقتلهم وسباهم، وتفرقوا فى كل وجه.
    قال: هم حَسَدَة حسدوه، أما أنهم يعرفون من أمره مثلَ ما نعرف.
    قال المغيرة: فقمنا من عنده، وقد سمعنا كلاماً ذَلَّلَنا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وخَضَّعَنا، وقلنا: ملوك العجم يصدِّقونه ويخافونه فى بُعدِ أرحامهم منه، ونحن أقرباؤه وجيرانه لم ندخل معه!! قد جاءنا داعياً إلى منازلنا، فرجعنا إلى منازلنا، فأقمت بالأسكندرية لا أدَعُ كنيسة إلا دخلتُها، وسألت أساقفها من قبطها ورومها، عمَّا يجدون من صفة محمد صلى الله عليه وسلم، وكان أسقف من القبط هو رأس كنيسة أبى غنى [فى بعض النسخ: أبى غثيم]، كانوا يأتونه بمرضاهم فيدعو لهم، لم أر أحداً قط يصلى الصلوات الخمس أشد اجتهاداً منه، فقلت: أخبرنى: هل بقى أحد من الأنبياء؟
    قال: نعم، وهو آخر الأنبياء، ليس بينه وبين عيسى ابن مريم أحد، وهو نبى قد أمرنا عيسى باتباعه، وهو النبى الأمىّ العربى، اسمه أحمد، ليس بالطويل ولا بالقصير، فى عينيه حمرة، ليس بالأبيض ولا بالآدم، يُعفى شعره، ويلبس ما غلُظَ من الثياب، ويجتزىء بما لقى من الطعام، سيفه على عاتقه، ولا يبالى من لاقى، يباشرُ القتالَ بنفسه ومع أصحابه، يفدونه بأنفسهم، هم له أشد حبا من أولادهم وآبائهم، يخرجُ من أرض القَرَظ [وهو شجر السلم ـ يستعمل فى الدباغة ويؤخذ منه الصمغ ـ ومنه سمى “ذو سلم” وهو المكان الذى مرَّ به رسول الله حين هاجر من مكة إلى المدينة]، ومن حرم يأتى إلى حرم، يهاجر إلى أرض سباخٍ [أى أرض لم تُحرث] ونخل، يدين بدين إبراهيم عليه السلام.
    قال المغيرة بن شعبة: زدنى فى صفته.
    قال: يأتزر على وسطه، ويغسل أطرافه، ويُخَصُّ بما لم يُخَصُّ به الأنبياء قبله، كان النبى يُبعَثُ إلى قومه، ويُبعَثُ إلى الناس كافة، وجُعِلَت له الأرضُ مسجداً وطهوراً، أينما أدركته الصلاة تيمم وصلَّى، ومن كان قبله مشدَّداً عليهم لا يُصلُّون إلى فى الكنائس والبيع.
    قال المغيرة بن شعبة: فوعيت ذلك كله، من قوله وقول غيره، فرجعت إلى النبى صلى الله عليه وسلم، فأسلمتُ، وأخبرته بما قال الْمَلِِك وقالت الأساقفة الذين كنتُ أُسائلُهم، وأسمع منهم من رؤساء القِبط والروم، وأعجبَ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب أن يُسمعه أصحابه، فكنت أحدِّثهم ذلك فى اليومين والثلاثة. [دلائل النبوة للأصبهانى ج 1 ص 85-89 برقم 45]
    شهادة الحاكم الرومانى ببراءة يسوع من المِسِّيِّانية (آخر النبوة):
    قبضوا على يسوع (تبعاً لأقوال الأناجيل) وأسلموه للوالى بيلاطس بتهمة أنه المسيَّا، ملك اليهود، خاتم الرسل، وإمام المرسلين: (1فَقَامَ كُلُّ جُمْهُورِهِمْ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بِيلاَطُسَ 2وَابْتَدَأُوا يَشْتَكُونَ عَلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنَّنَا وَجَدْنَا هَذَا يُفْسِدُ الأُمَّةَ وَيَمْنَعُ أَنْ تُعْطَى جِزْيَةٌ لِقَيْصَرَ قَائِلاً: إِنَّهُ هُوَ مَسِيحٌ مَلِكٌ». 3فَسَأَلَهُ بِيلاَطُسُ: «أَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَأَجَابَهُ:«أَنْتَ تَقُولُ».) لوقا 23: 1-3
    وهى نفس إجابته عند متى: (11فَوَقَفَ يَسُوعُ أَمَامَ الْوَالِي. فَسَأَلَهُ الْوَالِي: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ تَقُولُ».) متى 27: 11
    وعند يوحنا كانت إجابته: (33ثُمَّ دَخَلَ بِيلاَطُسُ أَيْضاً إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَدَعَا يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ مَلِكُ الْيَهُودِ؟» 34أَجَابَهُ يَسُوعُ: «أَمِنْ ذَاتِكَ تَقُولُ هَذَا أَمْ آخَرُونَ قَالُوا لَكَ عَنِّي؟») يوحنا 18: 33-34
    أى رفض هذه التهمة مراراً وبأسلوب مختلف، الأمر الذى جعل بيلاطس يفكر فى إطلاق سراحه: (13فَدَعَا بِيلاَطُسُ رُؤَسَاءَ الْكَهَنَةِ وَالْعُظَمَاءَ وَالشَّعْبَ 14وَقَالَ لَهُمْ: «قَدْ قَدَّمْتُمْ إِلَيَّ هَذَا الإِنْسَانَ كَمَنْ يُفْسِدُ الشَّعْبَ. وَهَا أَنَا قَدْ فَحَصْتُ قُدَّامَكُمْ وَلَمْ أَجِدْ فِي هَذَا الإِنْسَانِ عِلَّةً مِمَّا تَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ.) لوقا 23: 13-14
    وهذه هى كانت شهادته الحقة أمام بيلاطس، التى أرضت الله كما قال بولس: (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ)تيموثاوس الأولى 6: 13-16
    فما هو الاعتراف الذى أقرَّ به عيسى عليه السلام أمام بيلاطس؟ إنه ليس هو المسيح (المسيَّا) ملك اليهود، الذى سيقضى على الإمبراطورية الرومانية.
    حتى إن بيلاطس لم يُسَمِّهِ أبداً ملك اليهود أو المسِّيِّا، بل أطلق عليه (الذى يُدعَى): (22قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «فَمَاذَا أَفْعَلُ بِيَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟») متى 27: 22، (17فَفِيمَا هُمْ مُجْتَمِعُونَ قَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُ: «مَنْ تُرِيدُونَ أَنْ أُطْلِقَ لَكُمْ؟ بَارَابَاسَ أَمْ يَسُوعَ الَّذِي يُدْعَى الْمَسِيحَ؟» 18لأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّهُمْ أَسْلَمُوهُ حَسَداً.) متى 27: 17-18
    شهادة سَلْمَان الفارسى:
    ويروي ابن إسحاق بسنده عن سلمان الفارسي قصة هجرته في البحث عن الحقيقة، عن الدين الحق، فقد كان سلمان مجوسياً من أهل أصبهان، مجتهداً في المجوسية يعمل مع أبيه على رعاية معبود الفرس - النار - حتى لا تخبو.
    خرج سلمان يوماً إلى ضيعة لأبيه، يقول: فمررت بكنيسة من كنائس النصارى، فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون ... فلما سمعت أصواتهم، دخلت عليهم أنظر ما يصنعون، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم، ورغِبت في أمرهم، وقلت: هذا والله خير من الذي نحن عليه، فوالله ما برِحتُهم حتى غربت الشمس .. ثم قلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام.
    وعلم أبو سلمان بالخبر فحبس سلمان بالقيد، وما كان للقيد أن يكبل سلمان عن رحلته، فهو مشتاق إلى الحق، فاستطاع سلمان الهرب من قيده إلى الشام، ليبدأ رحلته في البحث عن الحقيقة، تلك الرحلة التي نراها دليلاً من دلائل نبوته صلى الله عليه وسلم.
    يقول سلمان: فلما قدِمتُ الشام قلتُ: من أفضل أهل الدين علماً؟ قالوا: الأسقفُ في الكنيسة، فجئتُه فقلتُ له: إني قد رغبت في هذا الدين، وأحببت أن أكون معك، فأخدمك في كنيستك، وأتعلم منك، وأصلي معك، قال: ادخل، فدخلت معه.
    فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة، ويرغبهم بها، فإذا جمعوا إليه شيئاً منها اكتنـزه لنفسه، ولم يعطه المساكين، حتى جمع سبع قلال من ذهب وورق.
    فأبغضه سلمان، وكشف لهم حقيقته بعد موته، فوضعوا بدلاً منه آخر، يقول عنه سلمان: ما رأيت رجلاً يصلي أفضلَ منه ولا أزهدَ في الدنيا ولا أرغبَ في الآخرة ولا أدأبَ ليلاً ولا نهاراً منه، فأحببته حباً لم أحبه شيئاً قبله، فأقمت معه زماناً ثم حضرته الوفاة، فقلت له: يا فلان، إني قد كنت معك، وأحببتك حباً لم أحبه أحداً قبلك، وقد حضرك من أمر الله ما ترى، فإلى من توصي بي؟ وبم تأمرني؟
    فقال: أي بُنيَّ، والله ما أعلم أحداً على ما كنت عليه، ولقد هلك الناس وبدلوا وتركوا أكثر ما كانوا عليه إلا رجلاً بالموصل وهو فلان، وهو على ما كنت عليه.
    فلما مات الرجل وغُيِّب [أي دُفِن]، لحق سلمان بصاحب الموصل، فأقام عنده إلى حين وفاته، فأوصى الرجلُ سلمانَ أن يلحق برجل على التوحيد في نصيبين، فلزمه سلمان زمناً، فلما أدركه الموت أوصى الرجلُ سلمانَ باللحاق برجل على التوحيد في عمورية من أرض الروم قائلاً: "فإنه على مثل ما نحن عليه، فإن أحببت فأْتِه".
    فانطلق إليه سلمان ولزمه فلما أدركته الوفاة، قال له سلمان: إلى من توصي بي؟ وبم تأمرني؟ قال: "يا بني والله ما أعلمه أصبح اليوم أحد على مثل ما كنا عليه فآمرك أن تأتيه، ولكنه قد أظل زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم، يخرج بأرض العرب، مهاجرُه إلى أرض بين حرتين، بينهما نخل، به علامات لا تخفى: يأكل الهدية، ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل".
    ثم مر بسلمان تجار من قبيلة كلب، فقلت لهم: احملوني إلى أرض العرب، وأعطيكم بُقيراتي هذه وغُنيماتي هذه، فحملوه معهم، حتى إذا بلغوا وادي القرى يقول سلمان: فظلموني وباعوني لرجل يهودي، فكنت عنده، فرأيت النخل فرجوت أن يكون البلد الذي وصف لي صاحبي ولم يحق في نفسي.
    فبينما أنا عنده إذ قدم عليه ابن عم له من بني قريظة من المدينة، فابتاعني منه، فحملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلا أن رأيتُها فعرَفتُها بصفة صاحبي، فأقمت بها.
    وبُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقام بمكة ما أقام، لا أسمع له بذكر مع ما أنا فيه من شغل الرق، ثم هاجر إلى المدينة، فوالله إني لفي رأس عَذْقٍ لسيدي أعمل فيه بعض العمل وسيدي جالس تحتي؛ إذ أقبل ابنُ عمٍ له، حتى وقف عليه، فقال: يا فلان قاتل الله بني قَيْلة [وهو اسم جدة للأنصار يُنسبون إليها] والله إنهم الآن لمجتمعون معنا على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون أنه نبي.
    فلما سمعتُها أخذتني العُرَواء [أي الرِعدة] حتى ظننت أني ساقط على سيدي، فنزلت عن النخلة، فجعلتُ أقول لابن عمه ذلك: ما تقول؟ فغضب سيدي، فلكمني لكمة شديدة، ثم قال: مالك ولهذا؟ أقبِل على عملك! فقلت: لا شيء إنما أردت أن أستثبته عما قال.
    وقد كان عندي شيء جمعتُه، فلما أمسيت أخذتُه، ثم ذهبت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بقباء، فدخلت عليه، فقلت له: إنه قد بلغني أنك رجل صالح ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة، وهذا شيء كان عندي للصدقة، فرأيتكم أحق به من غيركم، فقرَّبتُه إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((كلوا)) وأمسك فلم يأكل، فقلت في نفسي: هذه واحدة.
    ثم انصرفتُ عنه فجمعتُ شيئاً، وتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ثم جئته به، فقلت: إني قد رأيتُك لا تأكلُ الصدقة، وهذه هدية أكرمتُك بها، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه فأكلوا معه، فقلت في نفسي: هاتان اثنتان.
    ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببقيع الغرقد قد تبع جنازة رجل من أصحابه، وهو جالس في أصحابه، فسلمت عليه، ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي، فلما رآني صلى الله عليه وسلم استدبرته عرَف أني أستثبت في شيء وصف لي، فألقى الرداء عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم فعرفته، فأكببت عليه أقبله وأبكي.
    فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تحوَّل)) فتحولتُ، فجلستُ بين يديه، فقصصتُ عليه حديثي .. فأعجبَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم وأحبَّ أن يسمع ذلك أصحابُه.[ ذكره ابن إسحاق في سيرته (1/65-66)]
    شهادة نصارى نجران واعترافهم بنبوة محمد:

    وها هم نصارى نجران يعترفون بنبوة محمد الرسول صلى الله عليه وسلم عندما رفضوا مباهلة [الملاعنة] رسول الله الرسول صلى الله عليه وسلم الذي امتثل لقوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) آل عمران: 61؛ فخرج إليهم رسول الله الرسول صلى الله عليه وسلم ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة، ودعاهم للمباهلة فقالوا: يا أبا القاسم، دَعْنَا ننظر في أمرنا، ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه. فانصرفوا عنه، ثم خَلَوْا بالعاقب، وكان ذا رأيهم، فقالوا: يا عبدَ المسيح، ماذا ترى؟ فقال: والله يا معشر النصارى لقد عرَفْتم أن محمدًا لنبيٌّ مرسل، ولقد جاءكم بالفَصْل من خَبَر صاحبكم [يقصد عيسى عليه السلام]، ولقد علمتم أنه ما لاعَن قومٌ نبيًّا قط فبقي كبيرهم، ولا نبت صَغيرهم، وإنه للاستئصال منكم إن فعلتم، فإن كنتم قد أبيتم إلا إلف دينكم، والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فوادعُوا الرجلَ ثم انْصَرِفُوا إلى بلادكم. [ابن هشام: السيرة النبوية 1/584]
    شهادة أبى جهل بصدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم:
    فقد سأل المِسْوَرُ بن مخرمة خاله أبا جهل عن حقيقة محمد صلى الله عليه وسلم، إذ قال: "يا خالي، هل كنتم تَتَّهِمُون محمدًا بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقال: يابن أختي، والله! لقد كان [محمد صلى الله عليه وسلم] فينا وهو شابٌّ يُدْعَى الأمين، فما جَرَّبْنَا عليه كذبًا قطُّ. قال: يا خال، فما لكم لا تَتَّبِعُونه؟ قال: يابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف، فأَطْعَمُوا وأَطْعَمْنَا، وسَقَوْا وسَقَيْنَا، وأجاروا وأجرنا، حتى إذا تجاثينا [أي جلسنا على الرُّكب للخصومة] على الرُّكَبِ كُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ، قالوا: مِنَّا نبي. فمتى نُدْرِكُ مثل هذه؟!
    وفى شهادة أخرى له: وقال: الأخنسُ بن شُريق يومَ بدر لأبي جهل: يا أبا الحكم، أَخْبِرْنِي عن محمد؛ أصادقٌ هو أم كاذب؟ فإنه ليس ها هنا من قريش أحدٌ غيري وغيرك يسمع كلامنا. فقال أبو جهل: ويحك! والله إن محمدًا لصادقٌ، وما كذب محمدٌ قطُّ، ولكن إذا ذهبتْ بنو قُصَيٍّ باللواء والحجابة والسقاية والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟" [ابن القيم: هداية الحيارى ص50، 51]
    شهادة قريش بصدق نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم:

    بل وقد اعترفت قريش بسائر بطونها بأنه صادق أمين، وهو أمر لا يستقيم لأيِّ أحد من الناس أن تجتمع القبيلة بكاملها على صدقه وأمانته، رغم الاختلافات الاجتماعية والنفسية بين أفرادها الكثيرين؛ ففي يوم من الأيام "خرج رسول الله الرسول صلى الله عليه وسلم حتَّى أتى الصَّفَا، فصَعِدَ عليه فهتف: "يَا صَبَاحَاهُ" فَلَمَّا اجتمعوا إليه قال: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟" قالوا: ما جَرَّبنا عليك كذبًا. قال: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ". فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك! مَا جَمَعْتَنَا إِلاَّ لِهَذَا؟ ..." [البخاري عن ابن عباس (4687)]
    إن قريشًا كلَّها قد شهدت واعترفت بصدق محمد صلى الله عليه وسلم، فلمَّا أخبرهم بحقيقة دعوته ورسالته، نَكَصُوا على أعقابهم؛ تقليدًا لآبائهم، وخوفًا على مناصبهم وتجارتهم وأموالهم، فكان هذا الموقف -وغيره من المواقف الكثيرة بين رسول الله الرسول صلى الله عليه وسلم وبين كفار قريش- دليلاً يحمل في طَيَّاته اعترافًا منهم بصدقه، ومن ثَمَّ صِدْق دعوته ونُبُوَّتِهِ.
    فما قاله ورقة بن نوفل قاله المقوقس أيضًا وقاله هرقل وقاله برنابا فى إنجيله، وقالته رسالة برنابا، وقال طرف منه إنجيل يهوذا الذى عثروا عليه منذ بضعة سنوات، وقاله أحبار اليهود، بل قاله يسوع نفسه. وكلهم كانوا ينتظرون النبى الخاتم، ولكن كان بعضهم يظن أنه سيخرج من الشام.
    وهناك العديد من الشهادات، التى يمكنك التعرف عليها مجمعة فى كتاب دلائل النبوة لأبى نعيم الأصبهانى، أو للبيهقى.
    شهادة الله تعالى له بالنبوة:
    وأنهى الشهادات بشهادة الله تعالى له: فقد رفض يسوع أن يشهد لنفسه، واعتبر شهادته لنفسه باطلة، وتمسك بشهادة الله تعالى له، فقال: (31«إِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي لَيْسَتْ حَقّاً. 32الَّذِي يَشْهَدُ لِي هُوَ آخَرُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ شَهَادَتَهُ الَّتِي يَشْهَدُهَا لِي هِيَ حَقٌّ.) يوحنا 5: 31-32
    وعلى ذلك لو طبقنا معيار يسوع فى الإستشهاد، فعلينا أن نصدق شهادة الله تعالى عن شهادات النفس والغير، وهو المعيار الذى ارتضيتموه لأنفسكم.
    شهادة القرآن، أى شهادة الله تعالى، فقد أقر يسوع أن شهادته غير مقبولة، ويشهد له آخر، الذى أرسله. وبنفس هذا المعيار الذى يرتضيه المسيحيون لأنفسهم نقول شهد القرآن فى آيات كثيرة بنبوة الرسول صلى الله عليه وسلم:
    (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الفتح :29
    ويقول الله تعالى: (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) الأحزاب: 40
    قال الله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَىٰ نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ۚ وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَىٰ وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ ۚ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا) النساء: 163
    وقال سبحانه: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ) يوسف: 3
    وقال جل وعلا: (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ ...) الشورى: 7
    وقال سبحانه وتعالى: (مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَىٰ) طه: 2
    وقال الخالق: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) الزمر: 2
    * * *
    هل السيدة خديجة وثنية وناقصة عقل ودين ولا يقبل لها شهادة؟
    أما ما قلته عن أمنا السيدة خديجة، من أنها (وثنية وناقصة عقل ودين) وبالتالى لا تقبل لها شهادة، فأنت متأثر بصورة كبيرة جدًا بتاريخكم مع المرأة وأقوال الكتاب الذى تقدسه، وأقوال من تسمونهم قديسين أو آباء، بالإضافة إلى قرارات مجامع الكنيسة، ولا أريد أن أتهمك أنك تتبع طريقة (رمتنى بدائها وانسلت)، ويكفيك أن تعلم (وأنا على يقين أنك تعلم، ولكنك تكذب وتضلل غيرك أسوة بما كان يفعله بولس، واتبعه زكريا بطرس، ليزداد مجد الرب (رومية 3: 7)) أنها كانت أول من أسلم من الناس بنبوته صلى الله عليه وسلم، وأول من عضدته فقط لإيمانها بأخلاقه، فقد قالت له عندما جاءها يرتجف من لقائه الأول بسيدنا جبريل: (كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق). كما أنها عضدته معنويًا وماديًا بمالها ومكانتها حتى ماتت.
    ثم اقرأ ما قاله الله عنها: عن أبي هريرة أنه قال: أتى جبريلٌ النبيَّ فقال: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلاَمَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ، لاَ صَخَبَ فِيهِ وَلاَ نَصَبَ). رواه البخارى
    واقرأ ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم عن كمالها:
    فعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (حَسْبُكَ مِنْ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ ابْنَةُ عِمْرَانَ وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ ابْنَةُ مُحَمَّدٍ وَآسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ) [جامع الترمذى].
    وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَفْضَلُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ) [مسند الإمام أحمد]
    وعَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مَرْيَمُ بنتُ عِمْرَانَ، وَآسِيَةُ بنتُ مُزَاحِمٍ، وَخَدِيجَةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ، وَفَاطِمَةُ بنتُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ السَّلامُ). [صحيح بن حبان (7109)]
    عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَلا أُبَشِّرُكَ، أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (سَيِّدَاتُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَرْبَعٌ: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَخَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَآسِيَةُ).
    إن السيدة خديجة من خيرة السيدات الكاملات فى الدنيا والآخرة.

    تعليق

    • abubakr_3
      مُشرِف

      • 15 يون, 2006
      • 849
      • موظف
      • مسلم

      #32
      رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

      مقارنة سريعة بين المرأة فى الإسلام والكتاب الذى يقدسه رشيد:
      اقرأ هذا وأخبرنا: هل رأيت فى حياتك دين يحترم المرأة ويقدرها مثل الإسلام؟
      رأى الإسلام فى الأنثى:
      وهنا أدعو كل مسلم ومسلمة ومسيحى ومسيحية أن يقرأ ما قدمه الإسلام للمرأة فى نقاط سريعة يسهل على القارىء تتبعها مؤيدة بآيات القرآن والأحاديث النبوية.
      فلم يكرم دين أو كتاب سماوى أو قانون وضعى المرأة كما كرمها الإسلام. فمن وقت أن أعلن الرب لملائكته أنه سيخلق فى الأرض بشراً ، جعلها خليفة لله ممثلة له على الأرض وشريكة للرجل فى استخلافها. لذلك رفع عنها الأغلال التى وضعتها الكتب الأخرى فى عنقها ، وكرمها إذ سفهها الناس وأصحاب الأديان الأخرى ، ورفعها إذ وضعها الناس والفلاسفة النصارى واليهود ، فكرمها بنتاً وأماً وزوجة وأختاً. ولك أن تتخيل أن الله جعل هدف كل العبَّاد والنسَّاك والزهَّاد تحت أقدام امرأة: فقد ربط الجنة بأسفل أقدام الأم ، امرأة.
      بل تفخر النساء على الرجال، وتشرأب أعناقهن إلى عنان السماء، ويقلن: لقد كرمنا الله تعالى فجعل الدنيا مؤنثة، والرجال يخدمونها، والذكور يعبِّدونها، ويعملون من أجلها، والأرض مؤنثة، ومنها خلق آدم، وخلقت البرية، وفيها كثرت الذرية، وأُمِروا بتعميرها، والحفاظ عليها، والقتال من أجل خلود شريعة الله عليها، كما أُمِرُوا بالسجود لله عليها، والسماء مؤنثة، وقد زينت بالكواكب، وحُلِّيَت بالنجوم، التى تهدى الرجال فى طريقهم إلى بر الأمان، والنفس مؤنثة، وهى قوام الأبدان، وملاك الحيوان، والحياة مؤنثة، ولولاها لم تتصرف الأجسام، ولا عرف الأنام، والجنة مؤنثة، وبها وعد المتقون، وفيها ينعم المرسلون والشهداء والصالحون.
      انظروا إلى تكريم الله للأب الذى أنجب بنتاً:
      عن عبد الله يعني ابن مسعود قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من كانت له ابنة فأدبها وأحسن أدبها وعلمها وأحسن تعليمها وأوسع عليها من نعم الله التي أوسع عليه كانت له منعة وسترا من النار) رواه الطبراني
      وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كن له ثلاث بنات فعالهن وآواهن وكفهن وجبت له الجنة قلنا وبنتين قال وبنتين قلنا وواحدة قال وواحدة) رواه الطبراني في الأوسط (مجمع الزوائد ج: 8 ص: 158)
      ولم تشمل هذه الرعاية والعناية بنات الرجل فقط، بل أكثر من ذلك فقد قرر الله أن الجنة مصير من أدب جاريته وأحسن إليها: (عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كانت له جارية فعالها فأحسن إليها ثم أعتقها وتزوجها كان له أجران) صحيح البخاري ج: 2 ص: 899
      فهذا شرف لم يعطه الله للأب الذى أنجب ولداً!! لقد أدخله الله مسابقة الفوز بالجنة! فقط لأنه أب لإبنة! فليفرح وليتفاخر الأب ذو البنات على الأب ذو البنين!
      تقول زيجريد هونكه: (إن الحلى التى يقدمها الأوروبى لحبيبته أو لزوجة صديقه أو رئيسه ، سواء أكانت ماساً أصلياً أو زجاجاً مصقولاً ، هى عادة استوردت من الشرق ، ويمارسها الناس كل يوم ، ولا يعرفون لها مصدراً).
      لقد ذكرت المرأة فى القرآن 24 مرة ، وهو نفس العدد الذى ذكر فيه الرجل. ولم تعد المرأة فى ظل الإسلام كما كانت عند الآخرين دنساً يجب التنزه عنه ، ولكن تسامى الإسلام بالمرأة إلى علياء السمو ، وجعل الزواج من نعمه سبحانه على عباده. فقد مدح الله فى كتابه الرسل السابقين لأنهم تزوجوا ، فقال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً) الرعد 38
      ومدح عز وجل أولياءه بأنهم يسألونه ذلك فى دعائهم ، فقال سبحانه: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا/ قُلْ مَا يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) الفرقان 74-77
      وجعل الله على المرأة واجبات كما أعطاها حقوقاً، وفرض على الرجل واجبات، مثل ما فرض عليه من حقوق ، لو أخذ كل منهما واجباته، وقام بها، وأعطى الآخر حقوقه ، لاستقام أمر الحياة الزوجية والمجتمع.
      فى الحقيقة لا يعرف الإسلام التفرقة بين الرجل والمرأة على أساس أفضلية أحدهما على الآخر، ولكن تبعاً لطبيعة كل منهما أو الواجبات المُناطة بهما. فقد ساوى الإسلام بينهما فى الإنسانية ، وفى الواجبات ، وفى الحقوق ، بل أولى المرأة اهتماماً ورعاية لم يشملها الكتاب المقدس ولا تاريخ الشعوب اليهودية أو النصرانية أو حتى الوثنية. ولا أى قانون وضعى أنصف المرأة ورفعها، بل جعلها تاجاً على رؤوس الرجال والمجتمع، كما فعل الإسلام.
      فقد جاءت رحمة الله المهداة إلى البشرية جمعاء،بصفات غيرت وجه التاريخ القبيح، لتخلق حياة لم تعهدها البشرية في حضاراتها أبداً .. وبذلك حرر الإسلام المرأة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى: فقد حررها فى كل الجوانب النفسية والجسدية والعقلية والأمنية والعلمية.
      وهناك الكثير والكثير من الأدلة والبراهين ، على أن الإسلام هو المحرر الحقيقي للمرأة من العبودية ، بل جعل حقوقها جزءاَ من كيان الدين نفسه وشطراً من الحقوق العامة للإنسان قبل أن يشرعها الإعلان العالمى لهذه الحقوق بأكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان. حيث شرعها الإسلام فى القرن السادس الميلادى بينما كان الإعلان العالمى فى عام 1948 (أى فى القرن العشرين).
      ولأن حقوق المرأة فى الإسلام ـ كما أشرت جزء من الحقوق العامة للإنسان فقد كفل الإسلام للمرأة من الحقوق ما أعطاها الحياة نفسها بكل شرف وعزة وإباء، وجعلها شريكة له فى كل أمور الحياة السياسية والإجتماعية، وراعى الناحية النفسية والأنثوية والجنسية لها. وحتى يُعلم هذا الأمر بصورة أو ضح ، سأبين حفظ حقوق المرأة في الإسلام وهي جنين في بطن أمها إلى أن تقابل ربها:
      1- حفظ الإسلام حق المرأة قبل أن تُخلق ،فجعلها الله خليفة فى الأرض، وأشركها فى التكليف مع آدم، فقال تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) البقرة 30
      2- حفظ الإسلام إنسانيتها وساواها بالرجل فى الأصل والنشأة: فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) الحجرات 13
      (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء) النساء 1
      وقال صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال)
      3- حفظها الإسلام بأن جعلها آية من آياته، تطالب الرجل والمرأة على السواء شكر الله عليها ، فقال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21
      4- حفظها الإسلام بأن جعلها هبة الله للبشرية، فقال تعالى: (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ) الشورى 49
      5- حفظها الإسلام بأن جعلها نعمة من نعم الله وقُربة من قرباته للبشرية، فقال تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا/أُوْلَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا/ خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا / قُلْ مَا يَعْبَؤُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا) الفرقان 74-77
      6- حفظ الإسلام كيانها فى المجتمع بأن اعتبرها مسئولة عن قيام الفضيلة والقضاء على الرذيلة فى الأرض، عن طريق الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، مثلها مثل الرجل. وبذلك حمَّلها مسئولية الدين والدعوة إليه ، وجعله أمانة فى عنقها وعنق الرجل: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) التوبة 71
      7- حفظ الإسلام الأنثى وجعل الإعتداء عليها من السفه بل اعتبره من الآثام وجعل البيت المسلم يبتهج لمقدمها: (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ /يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ) النحل 58-59
      (قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) الأنعام 140
      8- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل قتلها قتل للبشر جميعاً ، وهى تتساوى فى هذا مع الرجل ، فقد قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) المائدة 32
      9- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في بطن أمها، فإن طُلقت أمها وهي حامل بها، أوجب الإسلام على الأب أن ينفق على الأم فترة الحمل بها (وَإِنْ كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُن) الطلاق 6
      10- حفظ الإسلام حق المرأة بحيث لا يُقام على أمها الحد ، حتى لا تتأثر وهي في بطن أمها (ولما جاءت الغامدية وقالت يا رسول الله طهرني فقال لها: حتى تضعي ما في بطنك)
      11- حفظ الإسلام حق المرأة راضعة؛ فلما وضعت الغامدية ولدها، وطلبت إقامة الحد قال صلى الله عليه وسلم (اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه)
      12- حفظ الإسلام حق المرأة مُرضِعة ، فجعل لها أجراً ، وهو حق مشترك بين الراضعة والمرضعة (فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ) الطلاق 6
      13- حفظ الإسلام حق المرأة مولودة من حيث النفقة والكسوة (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوف) البقرة 233
      14- حفظ الإسلام حق المرأة طفلةً بأن جعل الأب يعق عنها مثل الذكر: وقد اختلف الفقهاء فى قدرها، فذهب جماعة إلى أنها شاتان عن الذكر، وشاة عن الأنثى.
      ورأى آخرون - ومنهم الإمام مالك - أنها شاة عن الذكر والأنثى، مستدلاً بحديث رواه ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً.
      15- حفظ الإسلام حق المرأة في فترة الحضانة التي تمتد إلى بضع سنين ، وأوجب على الزوج النفقة عليها في هذه الفترة لعموم أدلة النفقة على الأبناء.
      16- حفظ الإسلام حق المرأة في الحياة الهنيئة ، فنهى عن الرهبانية وامتدح الزواج: (وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) الحديد 27
      وقال رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا فإنى مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ، ولا تكونوا كرهبانية النصارى). أخرجه البيهقى
      واعتبر الزواج من أُسس الحياة الهنيئة: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الروم 21
      17- حفظ الإسلام حق المرأة في التمتع الجنسى بزوجها ووفَّى بمتطلباتها الجنسية معه: فببزوغ فجر الإسلام تبددت الأوهام التى كانت تعد الرابطة الزوجية دناءة بهيمية، ولم يقف الإسلام على ذلك ، بل تسامى بتلك الرابطة فوق طابع الشهوة إلى ممارسة سامية عالية ، فقد أرشد النبى صلى الله عليه وسلم الزوجين إلى استصحاب التسمية ، وحضَّ على ذلك لما فيها من الخير الكثير: عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتى أهله قال: "بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا"، فإنه إن يقدر بينهما ولد فى ذلك اليوم ، لم يضره الشيطان أبداً). متفق عليه
      ولم ير عيباً فى الزواج، وجماع الرجل لزوجته، بل علم المسلمين الطريقة المثلى للجماع ، فلا يقع الرجل على زوجته مثل الحيوانات ، ويستمتع هو دونها ، فأمر الرجل المسلم أن يُقدِّم لنفسه ويُهيِّىء زوجته ونفسه لهذا ، بل وأثاب عليه: (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) البقرة 223
      وعن أبى سعيد رضى الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل إذا نظر إلى امرأته ، ونظرت إليه ، نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة ، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من خلال أصابعهما"). صحَّحه السيوطى
      18- حفظ الإسلام حق المرأة في الميراث عموماً ، صغيرة كانت أو كبيرة قال الله تعالي (فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ)
      19- حفظها الإسلام نفسياً ومعنوياً وإجتماعياً بأن ساوى بينها وبين الرجل فى أغلب التكاليف: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ ا للّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا)النساء 36
      (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ * </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ* </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) العنكبوت 7-9
      (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ / وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)النحل 90-91
      (لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً / وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا/ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا/ رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا/ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا/ إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا/ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُورًا / وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا / إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا / وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا / وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً / وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا / وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً / وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُواْ بِالقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً / وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً / وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً/ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيٍّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا/ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا) الإسراء 22-40
      20- حفظ لإسلام المرأة بأن دافع عنها الله بنفسه وتوعد الذين يؤذونهن ، وهى تشترك فى ذلك مع الرجل: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) الأحزاب 58
      (إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ) البروج 10
      21- حفظ الإسلام حق المرأة بأن طلب إلى المؤمنين أدباً سامياً فى دخول البيوت للحفاظ على أعراض النساء وسمعتهن ، وبعداً بها عن مواطن الزلل والفتنة: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ/ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)النور27-28
      22- حفظ الإسلام المرأة بأن أمر رسوله أن يستغفر الله لها: (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ) محمَّد 19
      23- حفظ الإسلام أيضاً المشركات بأن منع قتلهن فى الحروب: عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: (وُجِدَت امرأة مقتولة فى بعض مغازى النبى صلى الله عليه وسلم فنهى عن قتل النساء والصبيان) [الشيخان وغيرهما]
      24- حفظ الإسلام المرأة وحرَّمَ وأدها صغيرة، وفرض حسن تربيتها وتعليمها: قال الله تعالى: (وإذا الموءودة سُئلت بأى ذنب قتلت)
      وقال صلى الله عليه وسلم: (من كانت له أنثى ، فلم يئدها ، ولم يهنها ، ولم يؤثر ولده عليها ، أدخله الله الجنة)
      25- حفظ الإسلام المرأة بأن اعتبرها من المكونات الأساسية لخيرات الدنيا والآخرة: قال صلى الله عليه وسلم: (أربع من أعطيهنَّ فقد أعطى خير الدنيا والآخرة: (قلباً شاكراً ، ولساناً ذاكراً ، وبدناً على البلاء صابراً ، وزوجة لا تبغيه خوفاً فى نفسها ولا ماله)
      26- حفظ الإسلام المرأة بأن جعلها خير ما فى الدنيا كلها: قال صلى الله عليه وسلم: (الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة).
      27- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل الجنة غاية حياة كل مؤمن تحت أقدامها ، فأى شرف هذا الذى نالته المرأة فى الإسلام؟ وقال صلى الله عليه وسلم: (الجنة تحت أقدام الأمهات) وهو ضعيف سنداً ، لكن يؤيد متنه الحديث الحسن الذى يليه.
      فقد روى أن رجلاً جاء إلى النبى صلى الله عليه وسلم فسأله النبى: (هل لك من أم)؟ قال: نعم. فقال صلى الله عليه وسلم: (الزمها ، فإن الجنة تحت أقدامها). ذكره الألبانى فى صحيح الجامع
      28- حفظ الإسلام المرأة بأن نزع عنها لعنة الخطيئة الأبدية التى وصمتها بها الأديان السابقة ، واعتبرها وزوجها قد أذنبا ثم منحهما التوبة والغفران ، فقال تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) البقرة 36 ، وقال: (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ) الأعراف 20
      وعندما أدان شخصاً بمفرده ، أدان آدم فقط ، فقال تعالى:(فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) طه 120
      29- حفظ الإسلام المرأة بأن جعل لها نصيباً فى الميراث ، بعد أن كات جزءاً منه فقال تعالى: (لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا) النساء 7
      فقرر نصيباً لها فى الميراث باعتبارها زوجة، وباعتبارها بنتاً، وباعتبارها أماً، وباعتبارها أختاً.
      (<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt">يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِن كُنَّ نِسَاء فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَا نَ لَهُ وَلَدٌ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَآؤُكُمْ وَأَبناؤُكُمْ لاَ تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيما حَكِيمًا * </span><span lang="AR-SA" style="font-family: &quot;Traditional Arabic&quot;"><o></o></span></div><div align="right"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt">وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلاَلَةً أَو امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوَاْ أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاء فِي الثُّلُثِ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَآ أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَآرٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) النساء 11-12
      30- حفظ الإسلام المرأة بأن وهبها جميع حقوقها المدنية: فلها الحق فى عقد العقود من بيع وشراء وإجازة وشركة وقرض ورهن وهبة وأن توكل غيرها ، وأن تتوكل عن غيرها فيما يملك.
      31- حفظ الإسلام المرأة بأن أزال عنها القصر الدائم، فأقر أهليتها الكاملة ، مانحاً إياها حق الولاية على مالها وشئونها.
      32- حفظ الإسلام المرأة بأن ذكرها الله تعالى فقط عندما تكلم عن العمل الصالح فقال تعالى بالعموم: (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا) غافر 40، أما فى الخير فقد جاء بالذكر والأنثى (وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40
      33- حفظ الإسلام حق المرأة في اختيار الزوج المناسب ، ولها أحقية القبول أو الرد إذا كانت ثيباً لقوله عليه الصلاة والسلام (لا تنكح الأيم حتى تستأمر) وقوله: (ليس للولى مع الثيِّب أمر)
      وفى الصحيحين: أن الخنساء بنت حزام قد زوَّجها أبوها وهى كارهة ، وكانت ثيباً! فأتت الرسول صلى الله عليه وسلم ، فردَّ نكاحها.
      34- حفظ الإسلام حق المرأة إذا كانت بكراً فلا تزوج إلا بإذنها لقوله عليه الصلاة والسلام (ولا تنكح البكر حتى تستأذن)
      وجاء فى السنن من حديث ابن عباس: أن جارية بكراً أتت النبى صلى الله عليه وسلم ، فذكرت أن أباها زوجها وهى كارهة. فخيرها النبى صلى الله عليه وسلم.
      وجاءت فتاة إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقالت: إن أبى زوجنى ابن أخى ليرفع بى خسيسته. قال الراوى: فجعل أمرها إليها.
      فقالت: قد أجزتُ ما صنع أبى! ولكن أردت أن أعلم النساء: أن ليس للآباء من الأمر شىء.
      35- حفظ الإسلام حق المرأة في صداقها ، وأوجب لها المهر (فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً) النساء 24
      36- حفظ الإسلام حق المرأة مختلعة، إذا بدَّ لها عدم الرغبة في زوجها أن تخالع مقابل الفداء لقوله عليه الصلاة والسلام (أقبل الحديقة وطلقها)
      37- حفظ الإسلام حق المرأة مطلقة: (وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ) البقرة 241
      38- حفظ الإسلام حق المرأة أرملة ، وجعل لها حقاً في تركة زوجها: قال الله تعالي (وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ) النساء 12
      39- حفظ الإسلام حق المرأة في الطلاق قبل الدخول ، وذلك في عدم العدة ، قال الله تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا) الأحزاب 49
      40- حفظ الإسلام حق المرأة يتيمة ، وجعل لها من المغانم نصيباً ، قال الله تعالي (وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى) الأنفال 41
      وجعل لها من بيت المال نصيباً قال الله تعالي (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين) الحشر 7
      وجعل لها في القسمة نصيباً (وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين فارزُقُوهُم مِنْهُ) النساء 8
      وجعل لها في النفقة نصيباً (قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى والمَسَاكِين) البقرة 215
      41- حفظ الإسلام حق المرأة في حياتها الاجتماعية، وحافظ على سلامة صدرها، ووحدة صفها مع أقاربها ، فحرم الجمع بينها وبين أختها ، وعمتها ، وخالتها ، كما في الآية ، والحديث المتواتر.
      42- حفظ الإسلام حق المرأة في صيانة عرضها ، فحرم النظر إليها (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) النور 30
      43- حفظ الإسلام حق المرأة في معاقبة من رماها بالفاحشة، من غير بينة بالجلد (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً) النور 4
      44- حفظ الإسلام حق المرأة في ردِّ زوجها الناشز إلى حدود الله عن طريق إدخال أحد الأهل أو ذوى الرأى للإصلاح بينهما: (وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلاَ جُنَاْحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا وَالصُّلْحُ خَيْرٌ.) النساء 128
      45- حفظ الإسلام حق المرأة إذا كانت أماً، أوجب لها الإحسان، والبر، وحذر من كلمة أف في حقها ، بل جعل دخول الجنة متوقفاً على رضاها.
      46- حفظ الإسلام حق المرأة في السكنى وساواها بزوجها: (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ) الطلاق 6
      47- حفظ الإسلام حق المرأة في صحتها فأسقط عنها الصيام أثناء الحمل والرضاعة
      48- حفظ الإسلام حق المرأة في الوصية ، فلها أن توصي لِما بعد موتها قال الله تعالي (مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ) النساء 12
      49- حفظ الإسلام حق المرأة في الإجارة: فقد أجارت أم هانىء رجلاً من المشركين فى بيتها، أراد على أن يقتله بناءً على أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم تكن تعرف أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد أباح دمه. فذهبت واشتكت ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال لها: (قد أجرنا مَن أجَرَتِ يا أم هانىء).
      50- حفظ الإسلام حق المرأة في الإستقلال السياسى بشخصيتها ، وتلمح هذا فى الزعامة النسائية التى قادتها هند بنت عتبة عندما رأست وفد النساء لمبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم.
      وإذا علمت أن التى روت هذا الحديث هى أميمة بنت رقيَّة ؛ لا يبعد أن تلمح على وجهها هى الأخرى دلائل: (سكرتيرة الحركة النسائية)
      فقال صلى الله عليه وسلم: (أبايعكن على أن لا تُشركن بالله شيئا)
      فقالت هند: وكيف نطمع أن يقبل منا ما لم يقبله فى الرجال؟
      فقال صلى الله عليه وسلم: (ولا تسرقن)
      فقالت هند: إن أبا سفيان رجل شحيح! إنى أصبت من ماله هناة ؛ فما أدرى: أتحل لى أم لا؟ فقال أبو سفيان ـ وكان حاضراً ـ: ما أصبت من شىء ـ فيما مضى ـ فهو لك حلال. فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ وعرفها ـ فقال لها: (وإنك لهند بنت عتبة!)
      قالت هند: نعم! فاعف عما سلف ـ يا نبى الله ـ عفا الله عنك.
      فقال صلى الله عليه وسلم: (ولا تزنين!)
      فقالت: أو تزنى الحرة؟
      فقال: (ولا تقتلن أولادكن)
      فقالت: ربيناهم صغاراً ، وقتلتهم كباراً. فأنت وهم أعلم! (تشير إلى مقتل ابنها حنظلة وقد قتل يوم بدر) فضحك عمر ـ وكان حاضراً ـ حتى استلقى على ظهره! وتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
      فقال: (ولا تأتين ببهتان!)
      فقالت: إن البهتان لأمر قبيح! وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق!
      فقال: (ولا تعصيننى فى معروف)
      فقالت: والله ما جلسنا مجلسنا هذا ، وفى أنفسنا أن نعصيك فى شىء.
      فانظر إلى هذه الظاهرة العظيمة: ظاهرة حرية المرأة فى نقاشها ، وحوارها للنبى صلى الله عليه وسلم! حرية لا يحلم بها الرجال عند أعظم ملوك الأرض ديمقراطية!!
      ولعلك فهمت من مبايعة النبى صلى الله عليه وسلم للنساء مبايعة مستقلة عن الرجل، أن الإسلام يعتبرهن مسئولات عن أنفسهن مسئولية خاصة مستقلة عن مسئولية الرجل!
      فقبل أن يعرف العالم كله ما يسمى بالحقوق السياسية سواء كانت للرجال أم للنساء كانت المرأة المسلمة تتمتع بهذا الحق وفى أعلى مستوياته ـ أعنى حقها فى مبايعة رئيس الدولة كما كان الرجال يبايعون الرسول صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة والالتزام بما يأمر به الشرع من الأحكام وهو ما يعرف باسم "البيعة".
      وقد روى فى الصحيحين أن النساء اجتمعن مرة ، وقلن للرسول صلى الله عليه وسلم: (غلبنا الرجال! فاجعل لنا يوماً من تلقاء نفسك. فوعدهن يوماً لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن)
      ولا تعوزك الآيات الصريحة التى تقرر للمرأة استقلالها التام عن الرجل تجاه الله: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) التحريم 10
      (وضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) التحريم 11
      فالمرأة فى القرآن امرأة صالحة لا يؤثر عليها صلاح الرجل أو فساده أو هى طالحة لا ينفعها فى الآخرة صلاح الرجل وتقواه أو طغيانه ؛ فهى ذات مسئولية مستقلة فيما يتعلق بشئونها أمام الله! الأمر الذى جعل الله أن يوجه اللوم لآدم وحواء على ذنبيهما.
      51- حفظ الإسلام لرأى المرأة وضمن لها الحق في تحاورها مع أعلى سلطة فى الدولة فى شأن زواجها وأولادها: (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (1)</span><span lang=AR-SA><o></o></span> </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2)</span><span lang=AR-SA><o></o></span> </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3)</span><span lang=AR-SA><o></o></span> </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)) المجادلة 1-4
      هذه الآيات الأربع نزلت فى حادثة بين أوس بن الصامت وزوجه خولة بنت ثعلبة. قال لها: أنت علىّ كظهر أمى.
      وما برحت حتى نزلت الآيات تشنع على المظاهرين من نسائهم ، وتبكتهم ، وتضع طريقاً للخلاص من الظهار ، وتبين أنه ليس طلاقاً ولا موجبا للفرقة.
      وانظر بعد ذلك كيف جعل القرآن مجادلة المرأة للرسول صلى الله عليه وسلم قرآناً يُتلى إلى يوم الدين ، وجعله تشريعاً عاماً خالداً.
      فآيات الظهار وأحكامه فى الشريعة الإسلامية ، وفى القرآن الكريم لأثر من آثار الفكر النسائى ، وصفحة إلهية خالدة تلمح فيها على مر العصور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة ، وأن الإسلام لا يراها مخلوقة تُقاد بفكر الرجل ورأيه ، وإنما لها رأيها. ولرأيها قيمة قيمته فى بناء المجتمع المسلم ، بل وفى التشريع الإسلامى.
      52- حفظ الإسلام حق المرأة فى مناقشة الحاكم ومراجعته فيما يخالف أوامر الله: وعلى هذا المبدأ ـ وهو مبدأ احترام رأى المرأة وأن لها حقها فى التفكير وإبداء الرأى ـ قبل عمر بن الخطاب نقدها إياه ـ وهو خليفة المسلمين ـ وهو يخطب الناس ويحذرهم التغالى فى المهور! ولم يلبث أن رجع عمر إلى رأيها ، وعاد على نفسه باللائمة!!
      53- جعل لها الحق فى المشاركة فى نصرة دين الله:
      فتركها تطبب المجاهدين وتسقيهم، وفرض عليها الجهاد بكل ما تملك وقت غزو الأعداء على الدولة المسلمة. وكان يقرع الرسول صلى الله عليه وسلم بين نسائه إذا أراد أن يغزو أو يحج. وكان صلى الله عليه وسلم يعطى المرأة من الغنائم. وكان يبيح قتل المرأة إذا كان لها فى قوة العدو رأى. وقد ذكر رجال الحديث أن جملة من لم يؤمنهم النبى صلى الله عليه وسلم يوم الفتح أربعة عشر ، منهم ستاً من النساء.
      وهذا اعتراف من الإسلام أن هناك من النساء من لها من قوة الرأى والقوة السياسية ما يجعلها تساوى عدة رجال!!
      54- حفظ الإسلام حق المرأة فى حفاظه على إنسانيتها وقت حيضها، فلم يجعلها تتسبب فى نجاسة كل ما تلمسه ، بل جعل زوجها يتمتع بها وتتمتع به ، دون الجماع.
      55- حفظ الإسلام حق المرأة فى احتفاظها باسمها الشخصى ولقب العائلة: فقد نادى الله مريم باسمها الشخصى فى القرآن، واسمها منسوباً إلى جذور عائلتها، وجعل اسمها قرآناً يُتلى ويُتعبَّد به، شأنها فى ذلك شأن الأنبياء، بل نادى نبيه وحبيبه عيسى عليه السلام بابن مريم، ولم يكتفى بقول عيسى فقط: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) آل عمران 42
      (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) البقرة 87
      (يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوك اِمْرَأَ سَوْء وَمَا كَانَتْ أُمّك بَغِيًّا) مريم 28
      (وَمَرْيَم اِبْنَة عِمْرَان الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجهَا) التحريم 12
      56- كرَّمَ الإسلام المرأة بأن سمَّى سورة باسم النساء الكبرى ، وسورة باسم النساء الصغرى (المشهورة بسورة الطلاق) ، وسورة باسم مريم .
      57- سجل القرآن للمرأة قوة فراستها: حيث لم تكن رأته غير مرة واحدة سقا لهما فيها ما شيتهما. وهذا القدر من الرؤية ليس من شأنه أن يمكن الإنسان من معرفة أسرار النفوس ودخائلها ، إلى إذا كان قد أوتى من قوة الفراسة ما أوتيته ابنة شعيب!
      (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ)القصص26
      58- سجل القرآن للمرأة حسن حيلتها: وكيف أنقذت بحسن هذه الحيلة طفلاً من بطش فرعون: (وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِن قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ) القصص 12
      59- سجل القرآن للمرأة ذكاءها وبعد نظرها: فقالت ملكة سبأ لمستشاريها: إن كان نبيا حقا لم تصادف هديتنا مكاناً فى قلبه ، ولم تَحُل بينه وبين تبليغ أمر ربه. وإن لم يكن ، فسوف يفرح بها ، ويعرض عن قتالنا!!
      (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) النمل 35
      وقد كان لها ما قدره بعد نظرها وعلمها بالأمم الأخرى ، وإلمامها بشىء من أديان وحضارات الشعوب الأخرى: (</span><span lang=AR-SA><o></o></span> </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ * </span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ) النمل 36-37
      60- سجل القرآن للمرأة حسن سياستها وتدبير ملكها على أساس الشورى ، وعدم الإستبداد بالرأى: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ * </span><span lang=AR-SA><o></o></span> </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span> </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span> </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * </span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span> </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ) النمل 29-34
      انظر إلى الآيات التى تصور حصافة رأى المرأة ، وسبرها لغور النفوس ، وتجد فى الوقت نفسه عدم الإغترار بما يبديه الأتباع والأشياع من إظهار الاعتداد بنفوسهم وقوتهم ، وعدم الإكتراث بغيرهم فى وقت الكلام.
      يصور كذلك عدم تبعيتها العمياء لما يقوله الرجال ، حتى ولو كانوا من كبار رجالات الدولة أو ذوى الرأى والمشورة ، فقد أظهرتها الآيات أنها كانت أكثر منهم عقلاً وحكمة وعلماً وفراسة وحسن تدبير لعظائم الأمور.
      61- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى الدماء: وقد يكون هذا من أهم مظاهر التسوية بين الذكر والأنثى فى الحقوق البشرية المشتركة بينهما: فقد قررت أن يقتل الرجل بالمرأة ، والمرأة بالرجل.
      (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) المائدة 45
      (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) البقرة 179
      62- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى اللعان: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span> </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span> </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * </span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ *</span><span lang=AR-SA><o></o></span> </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَيَدْرَؤُ عَنْهَاالْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ * </span><span lang=AR-SA><o></o></span> </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ) النور 4-9
      63- حفظ الإسلام حق المرأة بأن ساوى بينها وبين الرجل فى الشهادة: فهناك حالات لا تُقبل فيها إلا شهادة المرأة دون الرجل، وهى القضايا التى لم تجر العادة باطلاع الرجال على موضوعاتها، كالولادة والبكارة، وعيوب النساء فى المواضع الباطنة.
      وهناك شهادة الرجل وحده ، وهى القضايا التى تثير موضوعاتها عاطفة المرأة ، ولا تقوى على تحملها بما أودع فيها من عاطفة الرحمة والحياة ، وذلك كالحدود والقصاص.
      ومع ذلك فقد رأوا قبول شهاداتها فى الدماء ، إذا تعيَّنت طريقاً لثبوت الحق ، وذلك فيما إذا وقعت الجريمة فى مكان ليس به إلا النساء. ومن القضايا ما تقبل فيها شهاداتهما معاً ، وهى القضايا التى ليس موضوعها من أحد النوعين السابقين.
      64- حفظ الإسلام حق المرأة في جسدها بعد موتها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم (كسر عظم الميت ككسره حيا)
      65- حفظ الإسلام حق المرأة وهي في قبرها ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة لقوله صلى الله عليه وسلم (لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه فتخلص إلي جلده خير له من أن يجلس على قبر)
      66- حفظ الإسلام حق المرأة فى الحساب أمام رب العالمين ، وهذا يشترك فيه الرجل مع المرأة: وبذلك ساوى بينهما فى الثواب والعقاب فى الآخرة: (</span><span lang=AR-SA><o></o></span></div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) الأحزاب 35
      (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) النحل 97
      (مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ) غافر 40
      (وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا) النساء 124
      (فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ) آل عمران 195
      (وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)التوبة72
      (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) الفتح 5
      (</span><span lang=AR-SA><o></o></span></="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)الحديد12
      67- حفظ حق المرأة فى أن ربطها بالسعادة الأبدية فى الدنيا والآخرة:
      إن القرآن ربط بين السعادتين ، وجعل سعادة الدنيا وسيلة لسعادة الآخرة. (وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) الإسراء 72
      وجعل الجنة تحت أقدامها ، ودخولها يتوقف على رضاء الأم على أبنائها من الرجال والنساء. وجعل عقوبة عقوق الوالدين تُعجل فى الدنيا قبل الآخرة. وجعل الأم من أحق الناس بحسن صحابة المرء.
      فلم ينتقص الإسلام حق المرأة، أو يُهنْهَا، بل على النقيض من ذلك ، فقد رفع شأنها، وحسبنا أن نعرف أن الله خَلَّدَهُا فى كتابه الكريم، وجعل لها ثلاث سور من القرآن الكريم، وهما سورة النساء وسورة مريم، وسورة الطلاق، وليس هناك سورة باسم الرجال.
      بل من جميل صنع الله بالمرأة أن جعل الرجل يتعامل مع الأجناس الدنيا من الوجود، فإنه إما زارع يتعامل مع التربة والمواشى والحيوانات ، وإما صانع يتعامل مع المادة الصماء .. ولكن المرأة تتعامل مع أشرف شىء فى الوجود وهو الإنسان، والمرأة التى لا تريد الإقتناع بهذه المهمة تكون امرأة فاشلة.
      بل خلَّدَ القرآن امرأة فى سورة المجادلة، واحترم الإسلام رأيها، وجعلها مجادلة ومحاورة للرسول، وجمعها وإياه فى خطاب واحد (والله يسمع تحاوركما)المجادلة:1. وقرر رأيها ، وجعله تشريعاً عامًّا خالداً.. فكانت سورة المجادلة أثراً من آثار الفكر النسائى ، وصفحة إلهية خالدة نلمح فيها على مر الدهور صورة احترام الإسلام لرأى المرأة ، فالإسلام لا يرى المرأة مجرد زهرة ، ينعم الرجل بشم رائحتها ، وإنما هى مخلوق عاقل مفكر ، له رأى ، وللرأى قيمته ووزنه.
      وكان النبى صلى الله عليه وسلم يقول عن نفسه: (أنا ابن العواتك من قريش). والعواتك هنَّ نساء من قريش ، كانت كل منهن تُسمَّى عاتكة.
      وقال صلى الله عليه وسلم: (النساء شقائق الرجال) ، أى جزء أو شق منهم.
      وقال صلى الله عليه وسلم: (من سعى على ثلاث بنات فهو فى الجنة ، وكان له أجر المجاهدين صائماً قائماً.)
      وقال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لنسائه ، وأنا خيركم لنسائى).
      وحتى لا يشقُّ الرجال على نسائهم، فقد قال صلى الله عليه وسلم عنهن: (أنهن خُلِقنَ من ضلع أعوج، إذا حاولت أن تقيمه كسرته ، فسايسوهن تستمتعوا بهن).
      وعن أسماء بنت أبى بكر قالت: (قدمت على أمى وهى مشركة في عهد قريش ، إذ عاهدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومدتهم مع أبيها، فاستفتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت له: (يا رسول الله ، إن أمي قدمت علىّ وهي راغبة؟ أفأصلها؟ قال: (نعم، صليها).
      جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أمك). قال: ثم من؟ قال: (ثم أبوك).
      وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خَمسها ، وصامت شهرها ، وحفظت فرجها، وأطاعت زوجها ، قيل لها: ادخلى الجنة من أىِّ الأبواب شئت.)
      ويكفى النساء المسلمات شرفاً على الرجال أن أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم هى زوجته السيدة خديجة، وأول شهيدة فى الإسلام هى سُميَّة أم عمَّار بن ياسر، وأول من أؤتُمِنَ على حفظ كتاب الله بعد جمعه هى أم المؤمنين حفصة بنت عمر.
      وقال صلى الله عليه وسلم: (أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلُقاً ، وخياركم لنسائهم خلقاً)
      وقال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلى) حسن صحيح، أخرجه الترمذى والدارمى وابن ماجه
      عزيزى السيد رشيد: قارن هذا التكريم للمرأة بقول الكتاب الذى تقدسه وآراء آباء وفلاسفة المسيحية ، ثم أخبرنى: هل علمت كل هذا عن الإسلام وكتمته عن قرائك؟
      ثم أخبرنى: هل قرأت الكتاب الذى تقدسه وعلمت أن الرب لم يقدر إلا العاهرات للدور الجنسى اللعوب الذى بذلنه فى الحروب مع الأعداء؟

      تعليق

      • abubakr_3
        مُشرِف

        • 15 يون, 2006
        • 849
        • موظف
        • مسلم

        #33
        رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

        ما رأى يهوه/يسوع فى المرأة؟
        كانت المرأة مخلوقاً نجساً وسوف تظل فى تشريع يهوه/يسوع: فقد كانت فى فترة طمسها نجسة لا يقربها إنسان أو حيوان ، وكل من يلمسها أو تلمسه فهو نجس إلى المساء وعليه أن يستحم. وبذلك حرموها من المشاركة فى الحياة العامة، من مشاركة فى اجتماعات أو تدريس أو تطبيب أو بيع أو شراء أو حتى كأم تريد أن تحتضن ابنها أو ابنتها. فكل هذا محرم عليها طالما هى فى فترة طمثها أو نفاسها:
        (19«وَإِذَا كَانَتِ امْرَأَةٌ لَهَا سَيْلٌ وَكَانَ سَيْلُهَا دَماً فِي لَحْمِهَا فَسَبْعَةَ أَيَّامٍ تَكُونُ فِي طَمْثِهَا. وَكُلُّ مَنْ مَسَّهَا يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 20وَكُلُّ مَا تَضْطَجِعُ عَلَيْهِ فِي طَمْثِهَا يَكُونُ نَجِساً وَكُلُّ مَا تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. 21وَكُلُّ مَنْ مَسَّ فِرَاشَهَا يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 22وَكُلُّ مَنْ مَسَّ مَتَاعاً تَجْلِسُ عَلَيْهِ يَغْسِلُ ثِيَابَهُ وَيَسْتَحِمُّ بِمَاءٍ وَيَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 23وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ يَكُونُ نَجِساً إِلَى الْمَسَاءِ. 24وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِساً. .. .. .. .. .. 28وَإِذَا طَهُرَتْ مِنْ سَيْلِهَا تَحْسِبُ لِنَفْسِهَا سَبْعَةَ أَيَّامٍ ثُمَّ تَطْهُرُ. 29وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ تَأْخُذُ لِنَفْسِهَا يَمَامَتَيْنِ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ وَتَأْتِي بِهِمَا إِلَى الْكَاهِنِ إِلَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 30فَيَعْمَلُ الْكَاهِنُ الْوَاحِدَ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ وَالْآخَرَ مُحْرَقَةً وَيُكَفِّرُ عَنْهَا الْكَاهِنُ أَمَامَ الرَّبِّ مِنْ سَيْلِ نَجَاسَتِهَا.) لاويين 15: 19-30
        وبسبب نجاستها الفطرية حرموا عليها قراءة الكتاب المقدس أو الإمساك به: فقد (أصدر البرلمان الإنجليزى قراراً فى عصر هنرى الثامن [1509 – 1547] ملك إنجلترا يُحظِّر على المرأة أن تقرأ كتاب "العهد الجديد" أى الإنجيل ، لأنها تعتبر نجسة.)
        (ونص القانون المدنى الفرنسى (بعد الثورة الفرنسية) على أن القاصرين هم الصبى والمجنون والمرأة، حتى عُدِّلَ عام 1938 ، ولا تزال فيه بعض القيود على تصرفات المرأة المتزوجة.)
        وبالتالى لم يكن لها الحق فى امتلاك العقارات أو المنقولات ، ولم يكن لها الحق فى أن تفتح حساباً فى البنك باسمها ، وبعد أن سمحوا أن يكون لها حساب ، لم يكن لها الحق أن تسحب منه ، فعلى زوجها أن يأتى ليسحب لها نقودا من حسابها ، الأمر الذى لا يتم إلا مع الأولاد القُصَّر والمجانين.
        بل إنه إلى عهد قريب كانت المرأة إذا تزوجت فقدت اسم أبيها وعائلتها ، وحملت اسم عائلة زوجها ، وإذا مات زوجها أو انفصلت عنه ، وتزوجت بآخر حملت اسم عائلة الزوج الجديد ، وهكذا فقدت المرأة أخص خصوصياتها ، وهو اسمها.
        وفى عام 1567م صدر قرار من البرلمان الاسكوتلاندى بأن المرأة لا يجوز أن تُمنَح أى سلطة على أى شىء من الأشياء.
        و(ظلت النساء طبقاً للقانون الإنجليزى العام ـ حتى منتصف القرن التاسع عشر تقريباً ـ غير معدودات من "الأشخاص" أو "المواطنين" ، الذين اصطلح القانون على تسميتهم بهذا الاسم، لذلك لم يكن لهن حقوق شخصية، ولا حق فى الأموال التى يكتسبنها، ولا حق فى ملكية شىء حتى الملابس التى كنَّ يلبسنها.)
        لذلك: كان شائعاً فى بريطانيا حتى نهاية القرن العاشر قانون يعطى الزوج حق بيع زوجته وإعارتها بل وفى قتلها إذا أصيبت بمرض عضال"
        وكان (القانون الإنجليزى عام 1801 م وحتى عام 1805 قد حدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، وهذا كرم من القانون إذ اشترط موافقتها على أن تصبح عبدة ذليلة بعد أن كانت امرأة حرة.
        وقد حدث أن باع إنجليزى زوجته عام 1931 م بخمسمائة جنيه ، وقال محاميه فى الدفاع عنه: (إن القانون الإنجليزى عام 1801 م يحدد ثمن الزوجة بستة بنسات بشرط أن يتم البيع بموافقة الزوجة) ، فأجابت المحكمة بأن هذا القانون قد أُلغِىَ عام 1805 م بقانون يمنع بيع الزوجات أو التنازل عنهن ، وبعد المداولة حكمت المحكمة على بائع زوجته بالسجن عشرة سنوات.)
        (وجاء فى مجلة "حضارة الإسلام" السنة الثانية صفحة 1078: حدث العام الماضى أن باع إيطالى زوجته لآخر على أقساط ، فلما امتنع المشترى عن سداد الأقساط الأخيرة قتله الزوج البائع.)
        اقرأ ما فعله الرب مع هذه المرأة! (وَكَانَتِ امْرَأَةٌ جَالِسَةٌ فِي وَسَطِ الإِيفَةِ. 8فَقَالَ: [هَذِهِ هِيَ الشَّرُّ]. فَطَرَحَهَا إِلَى وَسَطِ الإِيفَةِ وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا)زكريا5: 8
        وقالت ترجمة الحياة عن المرأة إنها رمز الشر: (فَقَالَ لِي: «هَذِهِ هِيَ رَمْزُ الشَّرِّ»، وَأَلْقَى بِهَا إِلَى دَاخِلِ الْمِكْيَالِ، وَأَلْقَى الْغِطَاءَ الثَّقِيلَ عَلَى فُوَّهَتِهِ.)
        لاحظ أيضًا التحريف: فبدلا من أنه طرح ثقل الرصاص على فمها، عدلتها التراجم إلى فوهة المكيال. وذلك بخلاف ما قالته التراجم الأخرى، فقد وافقت الترجمة العربية المشتركة والكاثوليكية على أن ثقل الرصاص طرح على المرأة، واللفظ القادم للترجمة العربية المشتركة: (فقالَ: ((هذِهِ هيَ الشَّرُّ)). ثُمَ ألقاها في وسَطِ القُفَّةِ وألقى كُتلَةَ الرَّصاصِ في فَمِها.) وهذا اعتراف منهم أن هذه الجملة مشينة للمرأة فبدأوا يتلاعبون بها، تمهيدًا لحذفها أو لتغيير مفهومها.
        من البديهى أن ملاك الرب لا يتحرك بدافع من نفسه، بل هو رسول من عند الرب، ينفذ رغبة الرب ، ويبلغ رسالته. وهل بعد ذلك تبقى للمرأة كرامة إذا كان رب العزِّة سبها ووصفها بالشر نفسه؟ فماذا تنتظر من عباد الله المؤمنين أن يكون موقفهم حيال المرأة التى وصفها الرب وملاكه بالشر، كما وصفها الكتاب من بعد أنه سبب الخطية، وسبب خروج البشر من الجنة ، وسبب شقاء البشرية جمعاء ، وحليف الشيطان الأول ضد البشرية ، وسبب قتل الإله؟
        (كما خدعت الحيَّةُ حواءَ بمكرها) كورنثوس الثانية 11: 3
        (وآدم لم يُغْوَ لكنَّ المرأة أُغوِيَت فحصلت فى التعدى) تيموثاوس الأولى 2: 14
        (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
        (فَإِذاً كَمَا بِخَطِيَّةٍ وَاحِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ) رومية 5: 18
        (وَطَرَحَ ثِقْلَ الرَّصَاصِ عَلَى فَمِهَا) هكذا يعذِّب الرب المرأة ، فقط لأنها أنثى! يا لها من دعوة لاحترام المرأة ، ودورها فى الحياة!
        هل تعرف كم تسبب ذلك فى قتل النساء وتعذيبهن فى العالم الغربى الذى كان بعيداً عن الإسلام وتعاليمه؟ لقد نشرت ميدل ايست أون لاين ما مفاده: فقد قام متحف التاريخ الألمانى بعمل معرض لمعالجة موضوع ملاحقة الساحرات بهدف توضيح خلفيات تلك ‏الظاهرة الغريبة وإلقاء الضوء على ما كن يسمين بالساحرات وأسباب ملاحقتهن و‏قتلهن حرقا منذ 300 سنة، والتي راح ضحيتها ستون ألف فردا.
        ونبه بيرنجر إلى أنه من مدعاة الحزن حاليا التوقف على حصيلة ضحايا ‏‏الشعوذة في العصور الوسطى إذ أنه ذهب ضحية المحاكم البدائية وملاحقة الساحرات ‏والبطش بهن في أوروبا خلال 300 سنة الماضية أكثر من 1780 شخصا في ألمانيا و 60 ألف ‏ ‏شخصا في بقية البقاع الأوروبية مشيراً إلى أن قادة المحاكم الظالمة آنذاك كانوا من ‏ ‏ممثلي الكنائس الكاثوليكية وليس من الحقوقيين أو القضاة المدنيين.
        وعجز ممثلو الكنائس خلال محاكمة المتهمين بالسحر في القرون الوسطى عن تقديم ‏ ‏البراهين والأدلة الدامغة وما كان على الرعايا إلا أن يشجعوا ملاحقة الساحرات ‏والساحرين وإلا خضعوا لعقوبات شديدة الأمر الذي يفسر التمادي في ملاحقة الساحرات.
        ونسب إلى المؤرخ اللوكسيمبورجي ماري - باول يونجبلوت قوله بأن الصورة التي ‏ ‏تعلق في أذهاننا بخصوص ما كان رجال الدين يطلقونه على المفكرات وصاحبات التجديد ‏‏والتطور في العصور الوسطى هي صورة فعلية من حيث المظهر إذ أن تلك الصورة قد تكونت ‏ ‏بسبب التعذيب والعزلة التي كانت تفرض عليهن في غياهب السجون المظلمة. (كونا)
        أما بالنسبة لحرق المرأة فى الكتاب المقدس فقد أخذه أيضاً من الحضارات القديمة، ويجب أن تعلم أن عقوبة الحرق للمرأة ضعف مثيلتها عند الرجال: يوجد ثلاث حالات تُحرق فيها المرأة حية فى مقابل حالة واحدة عند الرجل: (9وَإِذَا تَدَنَّسَتِ ابْنَةُ كَاهِنٍ بِالزِّنَى فَقَدْ دَنَّسَتْ أَبَاهَا. بِالنَّارِ تُحْرَقُ.) لاويين 21: 9
        (14وَإِذَا اتَّخَذَ رَجُلٌ امْرَأَةً وَأُمَّهَا فَذَلِكَ رَذِيلَةٌ. بِالنَّارِ يُحْرِقُونَهُ وَإِيَّاهُمَا لِكَيْ لاَ يَكُونَ رَذِيلَةٌ بَيْنَكُمْ.) لاويين 20: 14
        وأيضاً عقوبة قطع اليد التى يعيبونها على الإسلام مع السارق غير المحتاج للنقود إلا للتربح فهى خاصة أيضاً بالمرأة فقط: (11«إِذَا تَخَاصَمَ رَجُلانِ رَجُلٌ وَأَخُوهُ وَتَقَدَّمَتِ امْرَأَةُ أَحَدِهِمَا لِتُخَلِّصَ رَجُلهَا مِنْ يَدِ ضَارِبِهِ وَمَدَّتْ يَدَهَا وَأَمْسَكَتْ بِعَوْرَتِهِ 12فَاقْطَعْ يَدَهَا وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ.) تثنية 25: 11-12
        وهو كذلك فى العهد القديم ، فمن حق الرجل أن يبيع ابنته لتصبح أمة (عبدة) ، ولا يُفعل هذا مع الرجل: (7وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ.) خروج 21: 7
        (10«إِذَا خَرَجْتَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِكَ وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ وَسَبَيْتَ مِنْهُمْ سَبْياً 11وَرَأَيْتَ فِي السَّبْيِ امْرَأَةً جَمِيلةَ الصُّورَةِ وَالتَصَقْتَ بِهَا وَاتَّخَذْتَهَا لكَ زَوْجَةً 12فَحِينَ تُدْخِلُهَا إِلى بَيْتِكَ تَحْلِقُ رَأْسَهَا وَتُقَلِّمُ أَظْفَارَهَا 13وَتَنْزِعُ ثِيَابَ سَبْيِهَا عَنْهَا وَتَقْعُدُ فِي بَيْتِكَ وَتَبْكِي أَبَاهَا وَأُمَّهَا شَهْراً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَدْخُلُ عَليْهَا وَتَتَزَوَّجُ بِهَا فَتَكُونُ لكَ زَوْجَةً. 14وَإِنْ لمْ تُسَرَّ بِهَا فَأَطْلِقْهَا لِنَفْسِهَا. لا تَبِعْهَا بَيْعاً بِفِضَّةٍ وَلا تَسْتَرِقَّهَا مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَذْللتَهَا.) تثنية 21: 10-14
        وهانت عليهم المرأة فجعلوا مهرها 100 غُلفة ذكر رجل ، أى قطعة لحم فاسدة سيتم رميها فى القمامة!! (25فَقَالَ شَاوُلُ: «هَكَذَا تَقُولُونَ لِدَاوُدَ: لَيْسَتْ مَسَرَّةُ الْمَلِكِ بِالْمَهْرِ, بَلْ بِمِئَةِ غُلْفَةٍ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ أَعْدَاءِ الْمَلِكِ». وَكَانَ شَاوُلُ يَتَفَكَّرُ أَنْ يُوقِعَ دَاوُدَ بِيَدِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ.) صموئيل الأول 18: 25
        ويقول توماس الإكوينى: (المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج)
        أعلن البابا (اينوسنسيوس الثامن) فى براءة (1484) أن الكائن البشرى والمرأة يبدوان نقيضين عنيدين".
        لقد كتب أودو الكانى فى القرن الثانى عشر: (إن معانقة امرأة تعنى معانقة كيس من الزبالة).
        وقال القديس ترتوليان: (إن المرأة مدخل الشيطان إلى نفس الإنسان ، ناقضة لنواميس الله ، مشوهة للرجل).
        وقال الفيلسوف نتشه: (إن المرأة إذا ارتقت أصبحت بقرة ـ وقلب المرأة عنده مكمن الشر، وهى لغز يصعب حله، ويُنصَحُ الرجل بألا ينسى السوط إذا ذهب إلى النساء).
        وأكيد تعلم يا سيد رشيد أنهم فى القرن السادس عقدوا مجمع مسكونى أى عالمى ليبحثوا إن كانت المرأة بها روح أم لا: ففى زمن شباب النبى محمد صلى الله عليه وسلم عقد الفرنسيون فى فرنسا عام 586 م (مجمع باكون) وبحثوا فيه: هل تُعد المرأة إنسانًا أم غير إنسان؟ وهل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هى روح حيوانية أم روح إنسانية؟ وإذا كانت روحًا إنسانيًا، فهل هى على مستوى روح الرجل أم أدنى منها؟ وأخيرًا: قرروا أنها إنسان، ولكنها خُلِقَت لخدمة الرجل فحسب.
        كما قرر مجمع آخر، أن المرأة حيوان نجس، يجب الابتعاد عنه، وأنه لاروح لها ولا خلود، ولاتُلقن مبادئ الدين لأنها لاتقبل عبادتها، ولاتدخل الجنة، والملكوت، ولكن يجب عليها الخدمة والعبادة، وأن يكمم فمها كالبعير، أو كالكلب العقور، لمنعها من الضحك ومن الكلام لأنها أحبولة الشيطان".
        يقول توما الإكوينى: (إن المرأة خاضعة للرجل لضعف طبيعتها الجسمية والعقلية معاً. والرجل مبدأ المرأة ومنتهاها، كما أن الله مبدأ كل شىء ومنتهاه. وقد فُرِضَ الخضوع على المرأة عملاً بقانون الطبيعة، أما العبد فليس كذلك.)
        وقد ظلت المرأة فى نظر القساوسة ورجال الدين كما كانت عند القديس يوحنا فم الذهب: شراً لا بد منه، وإغواءً طبيعياً، وكارثة مرغوباً فيها، وخطراً منزلياً، وفتنة مهلكة، وشراً عليه طِلاء، وهى أداة الشيطان المحببة التى يقود بها الرجال إلى الجحيم.) (الفيلسوف المسيحى والمرأة ص 144)
        لذا هنا نجد العالم المسيحي المشهور إيكويناس يعتبر المرأة أرذل من العبد بدليل أن عبودية العبد ليست فطرية بينما المرأة مأمورة فطرياً من قبل الأب والابن والزوج Thomas Acquinas : "Summa Theologica" , XXXIX,3(انظر).
        وأما المفسر المسيحي المعروف يوحنا فم الذهب ( John Chrysostom ) فهو يعتبر المرأة ((خطراً أسرياً وسيئة مصورة))
        Will Durant: The Story of Civilization ... The Age of Faith New York, 1950, p.325
        ومن نتائج هذه الأفكار عن المرأة أن أغلب النصارى الأوائل لم يبالوا، رغم كونهم متزوجين ، بأداء الحقوق الزوجية واعتبروا هذا الأمر غير ضروري بل غير مناسب
        Hans Leitzmann: The Beginnings of the Christian Church ( London, 1955 ), p.135
        لذا نجد أنه بعد أن يصبح المسيحي أسقفاً يكون من حسناته أن يعتزل المرأة وألا يقترب من امرأته إن كان متزوجا وقبل أن يصبح أسقفا.
        W.E.H. Leeky: A History of European Morals ( London, 1911), vol.2 p.329(
        ثم نجد هنا القوانين المضحكة نتيجة لهذه الأمور السابقة ، فمثلا إذا أراد الأسقف أن يلتقى بزوجته لمشورة أسرية وجب عليه أن يفعل ذلك في مكان فسيح وبحضور شهود. وأمر البابا هيلدبراند (Hildebrand) المسيحين ألا يستمعوا إلى الأساقفة المتزوجين ولا يطيعوهم.
        W.E.H. Leeky: A History of European Morals (London, 1911), vol.2 p.332
        وكانت هذه القوانين قيدا ظالما للرجال والأساقفة ، فلجأوا إلى الحيل الملتوية لإشباع الرغبات ، إلا أن هذه القوانين قد تركت آثارا سيئة عميقة على النساء (فاحتقرن أزواجهن وأُكرهن على الخروج ، وظهر عدد كبير - بسبب هذا الفصل بين الرجل وزوجته - من الجرائم والمصائب)
        H.C.Lea:An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy, 1884, p.277
        وتعدى بابا آخر - وهو أوربان الثاني (Uraban II) حيث أجاز جميع الحدود في سبيل تنفيذ هذه القوانين غير الفطرية حيث (أجاز للحكام أن يسترقوا نساء أولئك الأساقفة الذين رفضوا أن يتركوا زوجاتهن)
        H.C.Lea: An Historical Sketch of Sacredotal Celibacy, 1884, p.333
        فكان نتيجة هذا أن ساء وضع المرأة في القرون الوسطى وحتى زمن قريب ، فلم يكن لها قيمة ولا احترام في المجتمعات المسيحية. وكان من حق الزوج القانوني ، حتى النصف الأول من القرن التاسع عشر ، أن يبيع زوجته كما تباع الحيوانات
        Cady Stanton: History of Women's Suffrage, vol.3, p.290 (quoted in Rationalist Encyclopaedia by J.McCabe, London, 1950 , p. 625
        هل تعلم أن نجاسة المرأة تتضاعف عند الرب عند إنجابها إبنة؟ يقول الكتاب (المقدس): (1وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: 2«قُلْ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: إِذَا حَبِلَتِ امْرَأَةٌ وَوَلَدَتْ ذَكَراً تَكُونُ نَجِسَةً سَبْعَةَ أَيَّامٍ. كَمَا فِي أَيَّامِ طَمْثِ عِلَّتِهَا تَكُونُ نَجِسَةً. 3وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ يُخْتَنُ لَحْمُ غُرْلَتِهِ. 4ثُمَّ تُقِيمُ ثَلاَثَةً وَثَلاَثِينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا. كُلَّ شَيْءٍ مُقَدَّسٍ لاَ تَمَسَّ وَإِلَى الْمَقْدِسِ لاَ تَجِئْ حَتَّى تَكْمُلَ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا. 5وَإِنْ وَلَدَتْ أُنْثَى تَكُونُ نَجِسَةً أُسْبُوعَيْنِ كَمَا فِي طَمْثِهَا. ثُمَّ تُقِيمُ سِتَّةً وَسِتِّينَ يَوْماً فِي دَمِ تَطْهِيرِهَا)لاويين 12: 1-5
        وأكتفى مؤقتًا بهذا القدر من تحقيركم للمرأة. أما عن قولك إن النساء ناقصات عقل ودين، فأقول لك، وأعلم أنك ستتجاهل كل ما يكتب أو يقال، فأنت لا تهمك حقيقة، بل يهمك فقط التطاول على الإسلام، ولو بالكذب أو الجهل. أسأل الله لك الهداية!
        قال ((فيليب ربّابورت)) ((Philip Rappaport)): ((ربّما، لم تكن هناك حقبة في تاريخ البشر، كانت فيها مكانة المرأة أكثر سفولاً وانحطاطًا منها في بداية النصرانيّة. وبحسب مقولات آباء الكنيسة؛ كانت المرأة كائنًا نجسًا، وهي المغوية التي جلبت الخطيئة إلى العالم، والتي من الحسن والمقدس الابتعاد عنها.))!!
        Philip Rappaport، Looking Forward: A Treatise on the Status of Woman and the Origin and Growth of the Family and the State، p.48
        شهادة المرأة بين الإسلام وكتابك الذى تقدسه:
        أما عن شهادة المرأة بين الإسلام وكتابك يا سيد رشيد، فيكفى أن تعلم أن شهادة المرأة غلبت فى بعض الأحايين شهادة الرجل فى الإسلام كما في مسألة اللعان؛ قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلاَّ أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِين وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ وَيَدْرَأ عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِين وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِين} (النور: (6-9)) فقول المرأة في تبرئة نفسها من الزنى يغلب شهادة زوجها في اتهامه لها!!!
        والغريب .. العجيب .. المحزن .. المؤسف .. أن نقرأ في الكتاب المقدس خلاف ما جاء في القرآن الكريم؛ إذ يخبرنا سفر العدد 5/11-31 أنّ المرأة التي يتهمها زوجها بالزنى، لا تنفعها شهادتها لنفسها، بل شهادتها لا تساوي شيئًا، وإنّما هي كلام يذهب مع الريح؛ إذ المرأة لا يؤخذ قولها لنفسها، وإنّما تؤخذ المرأة إلى الكاهن ليجعلها تشرب ماءً ملوثًا بتراب، فإذا أحسّت بوجع في بطنها بعد شرب هذا الماء المملوء ميكروبات (وربّما فيروسات)، وأحدث ذلك أثرًا على بنيتها بضمور فخذيها؛ فهي زانية .. خبيثة .. تستحق الموت رجمًا!!
        إنّه حكم مريع .. مفزع .. مرعب؛ لأنّه يؤدي إلى قتل كلّ امرأة يتّهمها زوجها بالزنى؛ ففعل الماء الملوّث يؤدّي في الأغلب إلى آلام البطن، ومن آثار هذا الألم وحزن المرأة بسبب الفضيحة والخوف من القتل رجمًا، أن تضعف بنيتها .. والمآل واحد؛ هو الهلاك تحت حذف الحجارة!!
        لم تعرف النصرانيّة أنّ للمرأة عقلًا مميزًا بصيرًا؛ فالمرأة عند آباء الكنيسة لا تمثّل سوى الرغبة الشهوانية الحامية والميل الحاد إلى الشرور؛ وقد احتكر الرجل بذلك العقل. وفي هذا السياق تقول ((باربرا ج. ماك هافيي)): ((عُرِّف النساء تقليديًا بأنهن الجسد, في حين عُرِف العقل أساسا على أنّه ذكوري. وكانت النتيجة هي ربط الأنثى بالجسد, والعالم المادي, والرغبة في إرضاء الشهوات الجسديّة؛ وبالتالي فقد عُرِّفت بما هو شرّ.))
        Barbara J. MacHaffie, Her Story: Women in Christian Tradition, p. 22
        كان قديس الكنيسة وأعظم لاهوتييها ((أوغسطين)) يُعلّم أنّ المرأة قد خلقت أضعف من الرجل من ناحيتي العقل والروح؛ وهو أمر ثابت في الدنيا والآخرة (!!)؛ حتى إنّ الرجل في جنّة عدن هو الذي يحكم ويُعلّم!! (المصدر السابق ص23) .. فانظر إلى سلبها العقل الواعي في الحياة الدنيا والآخرة!!
        كما نقرأ أيضًا في سفر التثنية 22/13-21 أنّ الرجل إذا تزوّج فتاة، ثمّ اتهمها بلا بيّنة أنّها لم تكن عذراء عندما دخل عليها؛ فإن شهادتها لنفسها لا تساوي (فلسًا)، وإنّما على أبويها أن يثبتا أنّ ابنتهما كانت عذراء(!!)، فإن عجزا؛ فإنّ البنت ترجم عند باب بيت أبيها على يد رجال المدينة! (سامى العامرى، المرأة .. بين إشراقات الإسلام وافتراءات المنصرين)
        فشهادة المرأة لبراءتها .. لا قيمة لها .. فإلى الله المشتكى!!!!
        إن المتتبع للنص القرآنى يجد أن الإسلام يقبل شهادة المرأة، ولا يعتبرها بنصف شهادة الرجل فى كل الموضوعات أو التخصصات، ولكن الآية التى لم يعرفها السيد رشيد فى سياقها تتكلم عن إشهاد المرأة فى عقد الدين فقط، وليس عن شهادتها فى القضاء، وذلك حتى تذكر احداههما الأخرى لتتيقن من الشهادة:
        يقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئًا فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهًا أَوْ ضَعِيفًا أَوْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلَّا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلَا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلَا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) البقرة: 282
        لقد فرّقت الشريعة بين طرق حفظ الحقوق وطرق إثباتها أمام القضاء، فطرق الإثبات أمام القضاء أوسع من طرق حفظ الحقوق التي أرشدت إليها الشريعة، فقد تحفظ الحقوق بما لا يحكم به الحاكم مما يعلم صاحب الحق أنه يحفظ به حقه، وقد يحكم الحاكم بما لا يحفظ به صاحب الحق حقه ولا خطر على باله، فالآية الكريمة إنما ترشد أصحاب الحقوق إلى أقوم الطرق التي يحفظون بها حقوقهم، ولم يتجه الخطاب فيها إلى الحكام، ولا ألزمتهم ألاّ يحكموا إلا بذلك، فالآية إذن كما يقول ابن القيم في ((التحمّل والوثيقة التي يحفظ بها صاحب المال حقه، لا في طرق الحكم وما يحكم به الحاكم، فإن هذا شيء وهذا شيء، فذكر - سبحانه - ما يحفظ به الحقوق من الشهود، ولم يذكر أن الحكام لا يحكمون إلا بذلك)). [د. صلاح الصاوي, تساؤلات الأمريكان حول الإسلام (نسخة الكترونية)]
        وليس في آية سورة البقرة أدنى إشارة إلى أنّ المرأة تساوي نصف رجل فهمًا أو قدرًا؛ إذ الآية نفسها تنصّ على العلّة في التمييز؛ وهي الذاكرة والنسيان .. لا الكرامة والاعتبار الإنساني ..!
        تعدّ شهادة المرأة على النصف من شهادة الرجل عند التحمّل والاستيثاق, أمّا عند الحكم أمام القضاء فإنّ الأمر في ذلك واسع؛ فقد يقضي القاضي بشهادة رجل وامرأتين, أو بشهادة امرأتين, أو بشهادة امرأة واحدة إذا احتفّ بها من القرائن ما اطمأنّت إليه نفس القاضي, وغلب على ظنّه أنّ الحقّ معها.
        إن دعوى الطعن في شهادة المرأة أمام القاضي هو إثبات أنّ الإسلام لا يعتدّ بعقل المرأة وقولها.. وهذه الدعوى منتقضة من جهة أنّ الإسلام يقبل قول المرأة في ما هو أعظم من الشهادة على الأموال؛ وهو رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهو أمر مقدّس وعظيم الشأن لتعلّقه بعقائد الناس وأمور الحلال والحرام .. ولم تكن الأنوثة سببًا لردّ الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛يقول الإمام ((الشوكاني)): ((لم ينقل عن أحد من العلماء بأنه رد خبر امرأة لكونها امرأة. فكم من سنّة قد تلقتها الأمة بالقبول من امرأة واحدة من الصحابة وهذا لا ينكره من له أدنى نصيب من علم السنة.)) [الشوكاني, نيل الأوطار, 6/321]
        ويضيف الإمام ((الذهبي)) شهادة تاريخيّة عظيمة لموقف علماء الإسلام من نقل المرأة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم, بقوله: ((وما عَلِمْتُ من النساء من اتهمت ولا من تركوها))! [الذهبي, ميزان الاعتدال, 4/604]
        إنّ ممّا يؤسف له أن تأتي التهمة من القمّص النصراني .. رغم أنّنا نعلم أنّ المرأة لم تكن تقبل شهادتها في المحاكم الغربية المدنية والدينية إلى آخر القرن التاسع عشر، وقد كان ذلك بإيحاء الكتاب المقدّس وأقوال آباء الكنيسة المقودين بروح القدس!!
        Matilda Gage, Woman, Church and State, p.142
        وقد قالت ((فرنسيس سونيي)) ((Frances Swiney)) [وهى كاتبة وناشطة نسوية من أعلام القرنين التاسع عشر والعشرين. من مؤلفاتها] في بحثها المعنون بـ ((الكنيسة والنساء)) ((The Church and Women)): ((لقد قرّرت السلطات الكنسيّة بصورة نهائية, بعد الكثير من البحث في كلمات الوحي, أنّ المرأة لم تخلق على صورة الله [مثل الرجل], واختُزلت في نفيها ضمن دائرة ضيّقة من النشاط المنزلي. ليس بإمكانها أن تكون شاهدة في المحكمة, ولا يمكن أن تقبل كلمتها تحت القسم (...)
        وانتقد ((لكي)) ((Lecky)) [وهو مؤرخ إيرلندي شهير (1838م-1903م)] القانون الكنسي, مؤكّدًا أنّه : ((عامل النساء دائمًا بظلم واحتقار)).
        ويعتبر ((تشارلز كنغزلي)) ((Charles Kingsley)) [(1819م-1875م) مؤرّخ وروائي إنجليزي. عرف بأفكاره الجديدة التي حاول من خلالها إصلاح الواقع] أكثر صراحة في إظهار موقفه؛ فقد قال إنّ ((هذا العالم لن يصبح مكانًا صالحًا للنساء؛ حتّى تُزال آخر بقيّة من القانون الكنسي من على وجه الأرض.)) بتصرف يسير من:
        The Westminster Review, V/158, July to December 1902, p.445
        وكان قد جاء في القانون الكنسي, والمسمّى ((Gratian Decretum)) [وهى مجموعة قوانين كنسيّة جمعت وكتبت في القرن الثاني عشر, وبقيت تحمل صفة إلزامية حتى تم تعديلها سنة 1917م. ومصادر هذا القانون هي: الكتاب المقدس, وكتابات آباء الكنيسة, والقرارات البابوية, وأعمال المجامع الكنسيّة, والقانون الروماني]: ((سلطة المرأة معدومة؛ لتكن في كلّ أمرها خاضعة لسلطان الرجل... ليس بإمكانها أن تعلّم, أو أن تكون شاهدة, ولا أن تعطي ضمانًا, ولا أن تجلس للقضاء.))
        Jackson J. Spielvogel, Western Civilization: A Brief History, p.158
        ولا تقبل إلى اليوم, شهادة المرأة اليهوديّة في فلسطين المحتلّة في المحاكم الدينيّة اليهوديّة، كما قال ليزلى هازلتون.
        Lesley Hazleton, Israeli Women The Reality Behind the Myths, p.41
        وقد كانت كذلك في المجتمع اليهودي المبكّر, استلهامًا من نصّ التوراة وروحها؛
        Swidler, Women in Judaism: the Status of Women in Formative Judaism, p. 115
        أمّا الدليل النصيّ؛ فهو جمعُ علماء اليهود بين نصّ العدد 11/24-26 ونصّ تثنية 19/15-17, وهو ما يسمّى في الهرمونيطيقا التلموديّة: ((גזירה שוה)) [وهي القاعدة التفسيريّة الثانية عند ((هلّيل)) والربّي ((إسماعيل)), وهي القاعدة السابعة عند ((إليعازر الجليلي))] أي تفسير كلمة أو حكم إذا ورد في موضع ما بنفس المعنى الذي ورد به في موضع آخر؛ فقد قال الأحبار: ((الرجلان (تثنية 19/17)): هذا لا يمكن أن يعني إلاّ: ((رجلان)) ... قد يظنّ الواحد أنّ المرأة مؤهّلة لتكون شاهدة, [لكنّ الأسفار] تقول ((اثنان)) هنا (تثنية 19/17) و((اثنان)) في موضع آخر (العدد 11/26): كما أنّ ((اثنان)) هناك تشير إلى رجلين لا امرأتين, فـ((اثنان)) هنا تشير إلى الرجال لا النساء.)) (Sifre Deuteronomy 190, parallel Y. Yoma 6/1, 43b-c) .. وأمّا روح التوراة, فهو التأكيد على دونيّة المرأة وخفّة عقلها وفساد قلبها!!!
        Judith Z. Abrams, The Women of the Talmud, pp. 112-113
        وقد جاء في التلمود: ((قَسَم الشهادة ينطبق على الرجال لا النساء ... كيف نعرف (أنّه لا يجوز أن يكون الشهود نساءً)؟ لأنّ الأحبار قد قالوا في تعليمهم إنّ نصّ: ويقف الرجلان (تثنية 19/17), يشير إلى الشهود.)) ((שבועת העדות נוהגת באנשים ולא בנשים... מנהני מילי דת"ר ועמדו שני האנשים בעדים הכתוב מדבר)) (Shevuoth 30a)
        وتذكر الموسوعة اليهودية ((The Oxford Dictionary of the Jewish Religion)) في أمر من لا يُقبلون كشهود في المحاكم: ((التشريع التقليدي يمنع التالين من الشهادة (مع بعض الاستثناءات): النساء, والعبيد, والأقارب, والقاصرين, والمجانين, والصم, والعمي. (ابن ميمون, Hilkhot ‘Eduyyot, 9. 1)))
        The Oxford Dictionary of the Jewish Religion, p.726
        وكان المؤرخ اليهودي ((يوسيفوس)) قد قال في حديثه عن الشريعة اليهوديّة في باب الشهود: ((لا تقبل شهادة النساء بسبب طيشهن وتهوّر جنسهن, ولا تقبل شهادة العبيد بسبب وضاعة أرواحهم.))
        Flavius Josephus, Jewish Antiquities, p.158
        واعترفت الكاتبة اليهوديّة ((جوديث ز. أبرامز)) ((Judith Z. Abrams)) بأثر هذا الحكم على المرأة اليهوديّة؛ فقد قالت: ((في الحياة اليهوديّة, لازالت النساء عاجزات أن يكنّ شاهدات في الكثير من الأحيان.))
        Judith Z. Abrams, The Women of the Talmud, p. 122
        الثاني عشر: كيف رضي السيد رشيد لنفسه أن يخالف الكنيسة الأولى؛ فقد كتب ((أمبروزياستر)) [اسم أطلقه الناقد ((إيرازموس)) على مؤلّف تعليق شهير على رسائل بولس يعود إلى القرن الرابع ميلاديًا, وقد كان هذا التعليق ينسب إلى قديس الكنيسة ((أمبروز))] في القرن الرابع ميلاديًا: ((ليس بإمكان المرأة أن تعلّم أو أن تكون شاهدة في المحكمة ...)) (تم نقل الجزء أعلاه الخاص بشهادة المرأة من: سامى العامرى، المرأة .. بين إشراقات الإسلام وافتراءات المنصرين، بتصرف يسير).
        Ambrosiaster, On 1 corinthians 14, 34 (Quoted by, Ali Shehata, Heather El Khiyari .., Demystifying Islam: Your Guide to the Most Misunderstood Religion of the 21st Century, p.210)
        هل من الممكن يا سيد رشيد أن ترمى أقوال الكنيسة الأولى عرض الحائط؛ لمجرّد رغبتك فى تشويه الإسلام ورفض نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!! أم أنك تجهل تاريخ المسيحية وتاريخ تكوين العقيدة بها، كما تجهل التاريخ الإسلامى، وكل ما لديك أنهم قالوا لك هذا وذاك؟ أم تظن أن تأثير الإسلام الإيجابى فى العالم وقوانين حقوق الإنسان وخاصة فيما يتعلق بالمرأة يجعلك تنسى التاريخ العقائدى للكنيسة والكتاب الذى تقدسه؟
        وبهذا أكون قد أثبت شهادات الأشخاص للرسول صلى الله عليه وسلم، كما أثبت صحة شهادة الحبر العلامة ورقة بن نوفل الذى اتهمته بالهرطقة دون سند لديك لذلك، إلا لأنه يُخالف عقيدتك الحالية، وأثبت صحة شهادة أمنا السيدة خديجة رضى الله عنها. ونفيت عدم قبول شهادة الكافر بالحق، وأن الإسلام فى الحكم فى قضية ما يبحث عن الحق، ولا يهمه إلا أمانة قائله وعدله.
        أما عن قولك إن ورقة بن نوقل هو صاحب قصة الوحى، أى أنه هو أول من ادعى هذه القصة، وأول من اخترعها، فأقول لك هذه طريقتك للتشكيك فى نبوته صلى الله عليه وسلم، فلو كان كاذبًا ما كان الله تعالى تركه، وحفظه، وعصمه! ولا يضره أن ورقة بن نوفل هو أول من تعرف على نبوته من روايته لنزول الوحى عليه.
        وماذا ستقول فى كل الأحبار والقسوس الذى شهدوا بنبوته، سواء آمنوا به أم رفضوا الإيمان به؟
        وماذا ستقول فى استمرار نزول الوحى عليه لمدة 23 سنة، حتى بعد موت ورقة بن نوفل؟
        وماذا ستقول فى القرآن المعجز الذى تحدى به أساطين اللغة العربية وأقروا بعجزهم أمامه، وأنه يعلو ولا يُعلى عليه، وما هو بكلام البشر؟ أسأل الله لك الهداية!
        * * *
        �ص�T�8 �����X� بل وجه سهامه السامة نحوهم ووصفهم بأنهم دجالون ماكرون: (5لأَنِّي أَحْسِبُ أَنِّي لَمْ أَنْقُصْ شَيْئاً عَنْ فَائِقِي الرُّسُلِ. ... 13لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ هُمْ رُسُلٌ كَذَبَةٌ، فَعَلَةٌ مَاكِرُونَ، مُغَيِّرُونَ شَكْلَهُمْ إِلَى شِبْهِ رُسُلِ الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 11: 5 و13
        بل رمى سمعان (كبير التلاميذ) وبرنابا بالنفاق: (11وَلَكِنْ لَمَّا أَتَى بُطْرُسُ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ قَاوَمْتُهُ مُواجَهَةً، لأَنَّهُ كَانَ مَلُوماً. 12لأَنَّهُ قَبْلَمَا أَتَى قَوْمٌ مِنْ عِنْدِ يَعْقُوبَ كَانَ يَأْكُلُ مَعَ الأُمَمِ، وَلَكِنْ لَمَّا أَتَوْا كَانَ يُؤَخِّرُ وَيُفْرِزُ نَفْسَهُ، خَائِفاً مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنَ الْخِتَانِ. 13وَرَاءَى مَعَهُ بَاقِي الْيَهُودِ أَيْضاً، حَتَّى إِنَّ بَرْنَابَا أَيْضاً انْقَادَ إِلَى رِيَائِهِمْ!) غلاطية 2: 11-13
        ولكى يُحافظ بولس على دعوته دون مقاومة، اتبع الخطوات الآتية، وهى خطوات تكميلية لما سبق:
        كل من يُخالط تلاميذ يسوع أو يقبل تعاليمهم أو حتى تعاليم التوراة فهو ملعون، فلا تعاليم على الأرض صحيحة إلا تعاليمه، حتى لو كانت هذه التعاليم نازلة من السماء: (8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا». 9كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضاً: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 8-9
        وأمرهم بتجنب كل من لا يحمل علمه هو: (6ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا.) تسالونيك الثانية 3: 6
        وأن لا يتعاملون معه: (14وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُطِيعُ كَلاَمَنَا بِالرِّسَالَةِ، فَسِمُوا هَذَا وَلاَ تُخَالِطُوهُ لِكَيْ يَخْجَلَ،) تسالونيك الثانية 3: 14
        بل أمرهم كذلك بالابتعاد عنهم: (17وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ خِلاَفاً لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ. 18لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ وَبِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ.) رومية 16-17
        بل إن التعاليم التى بثها بولس فى الرسائل المنسوبة إليه لتؤكد أنه لم يوح إليه! ارجع فى ذلك إلى كتاب: (بولس يقول: دمروا المسيح وأبيدوا أهله)
        فماذا يعنى لك أن يسب إنسان ما يسوع أو تلاميذه؟
        ماذا يعنى لك أن يسب إنسان ما موسى عليه السلام؟
        ماذا يعنى لك أن يلغى إنسان ما تعاليم يسوع، ويستبدلها بتعاليمه هو؟
        وإلى هنا نكون قد أثبتنا أنه لم يتلق بولس شهادة ربانية تفيد أنه كان يوحى إليه، بل أثبتنا أنه كان ضدًا لتعاليم يسوع وأدانه التلاميذ، إلا أن دعوته فى إفساد تعاليم يسوع وموسى والأنبياء هى التى انتصرت. وعلى الرغم من ذلك لم يبحث السيد رشيد عن شهادات ربانية تفيد أن هؤلاء أوحى إليهم، وعلى الرغم من ذلك تقبلوا أعمالهم واعتبروها جزءًا من الكتاب المقدس.
        * * *

        تعليق

        • abubakr_3
          مُشرِف

          • 15 يون, 2006
          • 849
          • موظف
          • مسلم

          #34
          رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

          لكننى لم أنته من الرد بعد، فقد ذكرت شهادة هارون لموسى، واعتبرت هذا توثيق لنبوة موسى. فهل إيمان الآخرين من أتباع موسى وشهادتهم له لا تعتد بها؟ أم إنه ليس لديك السند بالأسماء بالمواقع الجغرافية لتثبت صحة ما تقول؟ أم إنك تعلم أن بنى إسرائيل لهم تاريخ مخزى فى الكفر والوثنية، يجعلك تحجم عن الاستشهاد بأحدهم؟
          وأكرر مرة أخرى تعليقى على شهادة هارون لموسى، طالما أنك تكررها:
          أنت تعلم أن كتابك يتهم هارون أنه كافر، ضال مضلل. فقد صنع لبنى إسرائيل العجد الذهبى الذى عبدوه، وراح ضحية عمله هذا 3000 من بنى إسرائيل فى ليلة واحدة: (21وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ هَذَا الشَّعْبُ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيْهِ خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟» 22فَقَالَ هَارُونُ: «لاَ يَحْمَ غَضَبُ سَيِّدِي! أَنْتَ تَعْرِفُ الشَّعْبَ أَنَّهُ شِرِّيرٌ. 23فَقَالُوا لِيَ: اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا. لأَنَّ هَذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ. 24فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ لَهُ ذَهَبٌ فَلْيَنْزِعْهُ وَيُعْطِنِي. فَطَرَحْتُهُ فِي النَّارِ فَخَرَجَ هَذَا الْعِجْلُ». 25وَلَمَّا رَأَى مُوسَى الشَّعْبَ أَنَّهُ مُعَرًّى (لأَنَّ هَارُونَ كَانَ قَدْ عَرَّاهُ لِلْهُزْءِ بَيْنَ مُقَاوِمِيهِ) 26وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ!» فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. 27فَقَالَ لَهُمْ: «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخِْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ». 28فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ.) خروج 32: 21-28
          وأنه وموسى لم يقدسا الرب: (12فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ هَذِهِ الجَمَاعَةَ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا».) العدد 20: 13
          وأنهما خانا الرب فى وسط بنى إسرائيل: (48وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى فِي نَفْسِ ذَلِكَ اليَوْمِ: 49«اِصْعَدْ إِلى جَبَلِ عَبَارِيمَ هَذَا جَبَلِ نَبُو الذِي فِي أَرْضِ مُوآبَ الذِي قُبَالةَ أَرِيحَا وَانْظُرْ أَرْضَ كَنْعَانَ التِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيل مُلكاً 50وَمُتْ فِي الجَبَلِ الذِي تَصْعَدُ إِليْهِ وَانْضَمَّ إِلى قَوْمِكَ كَمَا مَاتَ هَارُونُ أَخُوكَ فِي جَبَلِ هُورٍ وَضُمَّ إِلى قَوْمِهِ. 51لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ إِذْ لمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل.) تثنية 32: 48-51
          وقدِّم هارون تيسًا لإرضاء الشيطان بأمر الرب: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
          فهل قبلت شهادة كافر أغضب الرب ويحاربه على إنسان آخر لم يقدس الرب وخانه؟ هل هذا عقلك وعلمك فى قبول شهادة على نبوة إنسان؟ أعتقد أن هذا وحده كفيل أن أنهى كلامى لك! ولكننى سأستمر وأسأل الله لك الهداية!
          وقبلت كتب موسى على الرغم من قول الرب إنه لم يقدسه!! فكيف هذا؟
          وقبلتم ثلاثة أسفار فى كتابك الذى تقدسه تُنسب إلى سليمان، الذى قال فيه الرب لديكم إنه كافر، تركه وعبد الأوثان وبنى مذابح لعبادتها! فكيف هذا؟ ألم تكفك شهادة الرب كشهادة لألغاء هذه الأسفار؟
          (3وَكَانَتْ لَهُ سَبْعُ مِئَةٍ مِنَ النِّسَاءِ السَّيِّدَاتِ، وَثَلاَثُ مِئَةٍ مِنَ السَّرَارِيِّ. فَأَمَالَتْ نِسَاؤُهُ قَلْبَهُ. 4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبَعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ. 8وَهَكَذَا فَعَلَ لِجَمِيعِ نِسَائِهِ الْغَرِيبَاتِ اللَّوَاتِي كُنَّ يُوقِدْنَ وَيَذْبَحْنَ لِآلِهَتِهِنَّ. 9فَغَضِبَ الرَّبُّ عَلَى سُلَيْمَانَ لأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ، 10وَأَوْصَاهُ فِي هَذَا الأَمْرِ أَنْ لاَ يَتَّبِعَ آلِهَةً أُخْرَى. فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ الرَّبُّ.) ملوك الأول 11: 3-10
          والغريب أنك تقبلت شهادة الكافر، وتركت شهادة الآب وشهادة يسوع الذى شهدا أن الناموس حق، وأن تعاليمه صالحة، وأمر بقتل من يترك نقطة واحدة من هذا الناموس:
          قال يسوع: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-19
          (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
          وقال سفر الأمثال: («لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلاَمِي. احْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا. 5اِقْتَنِ الْحِكْمَةَ. اقْتَنِ الْفَهْمَ. لاَ تَنْسَ وَلاَ تُعْرِضْ عَنْ كَلِمَاتِ فَمِي.) أمثال 4: 4-5
          وقال: (2لأَنِّي أُعْطِيكُمْ تَعْلِيماً صَالِحاً فَلاَ تَتْرُكُوا شَرِيعَتِي.) أمثال 4: 2
          وقال: (20يَا ابْنِي أَصْغِ إِلَى كَلاَمِي. أَمِلْ أُذْنَكَ إِلَى أَقْوَالِي. 21لاَ تَبْرَحْ عَنْ عَيْنَيْكَ. احْفَظْهَا فِي وَسَطِ قَلْبِكَ. 22لأَنَّهَا هِيَ حَيَاةٌ لِلَّذِينَ يَجِدُونَهَا وَدَوَاءٌ لِكُلِّ الْجَسَدِ.) الأمثال 4: 20-22
          وقال (30اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ. قَوْلُ الرَّبِّ نَقِيٌّ. تُرْسٌ هُوَ لِجَمِيعِ الْمُحْتَمِينَ بِهِ. 31لأَنَّهُ مَنْ هُوَ إِلَهٌ غَيْرُ الرَّبِّ! وَمَنْ هُوَ صَخْرَةٌ سِوَى إِلَهِنَا!) مزمور 18: 30-31
          وقال: (7نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيماً. 8وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. 9خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا. 10أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ الْكَثِيرِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ.) مزمور 19: 7-10
          (... هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ: مَلْعُونٌ الإِنْسَانُ الَّذِي لاَ يَسْمَعُ كَلاَمَ هَذَا الْعَهْدِ 4الَّذِي أَمَرْتُ بِهِ آبَاءَكُمْ يَوْمَ أَخْرَجْتُهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ ...) إرمياء 11: 3-4
          ولعنه أيضًا فقال: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
          وأعلن الرب غضبه على من يعرض عن شريعته التى أنزلها على موسى، واتبعها كل الأنبياء، فقال: (12بَلْ جَعَلُوا قَلْبَهُمْ مَاساً لِئَلاَّ يَسْمَعُوا الشَّرِيعَةَ وَالْكَلاَمَ الَّذِي أَرْسَلَهُ رَبُّ الْجُنُودِ بِرُوحِهِ عَنْ يَدِ الأَنْبِيَاءِ الأَوَّلِينَ. فَجَاءَ غَضَبٌ عَظِيمٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّ الْجُنُودِ.) زكريا 7: 12
          (28مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ.) عبرانيين 10: 28
          فتركتم كل هذا، وقبلتم شهادة بولس الذى قام بإلغاء شهادة الرب، وشهادة يسوع، وألغى الناموس واتهمه أنه لم يصلح شيئًا:
          (10لأَنَّ جَمِيعَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَعْمَالِ النَّامُوسِ هُمْ تَحْتَ لَعْنَةٍ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ لاَ يَثْبُتُ فِي جَمِيعِ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي كِتَابِ النَّامُوسِ لِيَعْمَلَ بِهِ». 11وَلَكِنْ أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَتَبَرَّرُ بِالنَّامُوسِ عِنْدَ اللهِ فَظَاهِرٌ، لأَنَّ «الْبَارَّ بِالإِيمَانِ يَحْيَا». 12وَلَكِنَّ النَّامُوسَ لَيْسَ مِنَ الإِيمَانِ، بَلِ «الإِنْسَانُ الَّذِي يَفْعَلُهَا سَيَحْيَا بِهَا». 13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ». 14لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ، .. .. .. 19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 10-21
          (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
          (7فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ ذَلِكَ الأَوَّلُ بِلاَ عَيْبٍ لَمَا طُلِبَ مَوْضِعٌ لِثَانٍ.) عبرانيين 8: 7
          (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ.) رومية 3: 20
          (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
          (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
          (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
          وذلك على الرغم من علمكم أنه نشر تعاليمه بالكذب: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
          وأن التلاميذ أدانوه على هذه التعاليم الباطلة:
          (17وَلَمَّا وَصَلْنَا إِلَى أُورُشَلِيمَ قَبِلَنَا الإِخْوَةُ بِفَرَحٍ. 18وَفِي الْغَدِ دَخَلَ بُولُسُ مَعَنَا إِلَى يَعْقُوبَ وَحَضَرَ جَمِيعُ الْمَشَايِخِ. 19فَبَعْدَ مَا سَلَّمَ عَلَيْهِمْ طَفِقَ يُحَدِّثُهُمْ شَيْئاً فَشَيْئاً بِكُلِّ مَا فَعَلَهُ اللهُ بَيْنَ الْأُمَمِ بِوَاسِطَةِ خِدْمَتِهِ. 20فَلَمَّا سَمِعُوا كَانُوا يُمَجِّدُونَ الرَّبَّ. وَقَالُوا لَهُ: «أَنْتَ تَرَى أَيُّهَا الأَخُ كَمْ يُوجَدُ رَبْوَةً مِنَ الْيَهُودِ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُمْ جَمِيعاً غَيُورُونَ لِلنَّامُوسِ. 21وَقَدْ أُخْبِرُوا عَنْكَ أَنَّكَ تُعَلِّمُ جَمِيعَ الْيَهُودِ الَّذِينَ بَيْنَ الْأُمَمِ الاِرْتِدَادَ عَنْ مُوسَى قَائِلاً أَنْ لاَ يَخْتِنُوا أَوْلاَدَهُمْ وَلاَ يَسْلُكُوا حَسَبَ الْعَوَائِدِ. 22فَإِذاً مَاذَا يَكُونُ؟ لاَ بُدَّ عَلَى كُلِّ حَالٍ أَنْ يَجْتَمِعَ الْجُمْهُورُ لأَنَّهُمْ سَيَسْمَعُونَ أَنَّكَ قَدْ جِئْتَ. 23فَافْعَلْ هَذَا الَّذِي نَقُولُ لَكَ: عِنْدَنَا أَرْبَعَةُ رِجَالٍ عَلَيْهِمْ نَذْرٌ. 24خُذْ هَؤُلاَءِ وَتَطهَّرْ مَعَهُمْ وَأَنْفِقْ عَلَيْهِمْ لِيَحْلِقُوا رُؤُوسَهُمْ فَيَعْلَمَ الْجَمِيعُ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ مِمَّا أُخْبِرُوا عَنْكَ بَلْ تَسْلُكُ أَنْتَ أَيْضاً حَافِظاً لِلنَّامُوسِ. 25وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْأُمَمِ فَأَرْسَلْنَا نَحْنُ إِلَيْهِمْ وَحَكَمْنَا أَنْ لاَ يَحْفَظُوا شَيْئاً مِثْلَ ذَلِكَ سِوَى أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مِمَّا ذُبِحَ لِلأَصْنَامِ وَمِنَ الدَّمِ وَالْمَخْنُوقِ وَالزِّنَا».26حِينَئِذٍ أَخَذَ بُولُسُ الرِّجَالَ فِي الْغَدِ وَتَطَهَّرَ مَعَهُمْ وَدَخَلَ الْهَيْكَلَ مُخْبِراً بِكَمَالِ أَيَّامِ التَّطْهِيرِ إِلَى أَنْ يُقَرَّبَ عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمُ الْقُرْبَانُ) أعمال الرسل 21: 17-26
          إلا أن تعاليمه هى التى نجحت وظلت التعاليم الرسمية!! وفشلت تعاليم الرب فى الاستمرار! ونجح آباؤكم فى جعل بولس هو المعبود الأصلى لكم، فهو المشرع الرئيسى لكم، وسرت تعاليمه على تعاليم الرب ويسوع.
          هل تعلم لماذا؟ لأن الشيطان الذى نجح فى إدخال اسمه كإله هذا الدهر، وسيد هذا العالم، ورئيس سلطان الهواء فى الكتاب الذى تقدسه، ونجح فى أن يستعبد نبى الله أن يقدم له تيسًا، وجعل الأمر بذلك على لسان الرب، ونجح فى إذلال الرب سواء بالقبض عليه وحبسه أربعين يومًا فى الصحراء، أو بإحراجه وسحب صفة العلم منه، فأظهر جهله هو وجنوده فى رسم خطة لإغواء أخاب. هذا الشيطان نجح فى تغيير اسم شاول إلى بولس، وهى مشتقة من كلمة ديابولس (Diabolos) التى تعنى إبليس.
          http://en.wikipedia.org/wiki/Devil
          وكيف قبلتم أساس عقيدتكم من إمبراطور وثنى أجبركم على اعتناق أفكار محددة اختلف فيها أساقفتكم وتحاربوا من أجلها، بل غير الإمبراطور قسطنطين رأيه مرة أخرى وأعاد آريوس إلى كرسى البابوية فى الأسكندرية، ولكنه قتل فى الطريق، ويُشك أن أثناسيوس وراء قتله.
          فما هى حكايتك عزيزى رشيد؟ هل لا تقبل إلا فكر الكفار وعقيدتهم وشهادتهم؟
          وتقبل شهادة يسوع، على الرغم من عدم سريان شهادته لنفسه، وأن الشاهد له هو الآخر، ويقصد به الآب؟ إلا أنك تجد أن الرب تركه يُهان، ويُعذَّب ويُصلب ويموت ميتة الملاعين أى المطرودين من رحمة الله، ولم يسعفه أو ينقذه من براثن هذا العذاب، وذلك لأن الرب توعد فقط بالدفاع عن المؤمنين وحمايتهم. فهل نعد هذا رأى الرب فى يسوع بأنه كان نبيًا كاذبًا؟
          ألم يتوعد الرب الذى يدعى النبوة بالقتل؟
          (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) التثنية 18: 20،
          وفى الترجمة العربية المشتركة جاءت الترجمة أوضح ومشابهة لترجمة التوراة السامرية والكاثوليكية: (وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ) التثنية 18: 20
          ألم يخبرنا الرب أن من يدع النبوة يفضح كذبه ويظهره فى عدم تحقق نبوءاته؟
          (21وَإِنْ قُلتَ فِي قَلبِكَ: كَيْفَ نَعْرِفُ الكَلامَ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ؟ 22فَمَا تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ بِاسْمِ الرَّبِّ وَلمْ يَحْدُثْ وَلمْ يَصِرْ فَهُوَ الكَلامُ الذِي لمْ يَتَكَلمْ بِهِ الرَّبُّ بَل بِطُغْيَانٍ تَكَلمَ بِهِ النَّبِيُّ فَلا تَخَفْ مِنْهُ) التثنية 18: 21-22
          ألم يخبركم يسوع بنبوءة عودته سريعًا ولم يعد للآن؟ ألا يثبت هذا أنه مدع للنبوة فتركه الرب تحت أيدى اليهود ليقتلوه لهذا السبب؟
          (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
          (28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ) متى 16: 28
          فهل دفاع الله عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وعصمته هو تعاليمه والقرآن الذى أوحى إليه، وتوعد الله تعالى فيه بحفظه، وشهاداته له، ناهيك عن المعجزات التى شهدها مئات من الصحابة وغيرهم، أكرر: هل كل هذا ليس بدليل عندك على نبوة الرسول صلى الله عليه وسلم؟ وهل تعتبر شهادة الرب الذى دعا للوثنية، والذبح لعزازيل، ولم ينتق إلا شرار الناس ليوحى إليهم ويتخذهم أنبياء وقدوة لخلقه، شهادة يوثق فيها؟ أعتقد أنه يجب أن تعيد التفكير فى هذا كله مرة أخرى!!
          كذلك حكَّمَ دينك الرجل الكافر فى المؤمنة وبالتالى فى الأسرة، فقد قال بطرس: (1كَذَلِكُنَّ أَيَّتُهَا النِّسَاءُ كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِرِجَالِكُنَّ، حَتَّى وَإِنْ كَانَ الْبَعْضُ لاَ يُطِيعُونَ الْكَلِمَةَ، يُرْبَحُونَ بِسِيرَةِ النِّسَاءِ بِدُونِ كَلِمَةٍ، 2 مُلاَحِظِينَ سِيرَتَكُنَّ الطَّاهِرَةَ بِخَوْفٍ.) بطرس الأولى 3: 1-2
          النساء ناقصات عقل ودين:
          وهل حَكَّمْتَ الإسلام والقرآن أم دينك فى موضوع النساء ناقصات دين وعقل (بمعنى فكر وذكاء كما فهمت ويفهم غيرك)؟
          فلو حَكَّمْتَ الإسلام، فها هى الآيات بينات على سوء فهمك، وأنها مثل الرجل، والتفاضل بينهما فى الإيمان والتصرف والقدرة، التى خلقوا بها، وأنها امرأة كاملة، تجُبُّ شهادتها فى بعض المواضيع والمواقف شهادة الرجل، وتتساوى شهادتها بشهادته فى باقى المواضيع، وتقابل شهادتها نصف شهادة الرجل فى عملية الإشهاد على الدين.
          ولو حَكَّمْتَ دينك لكانت ملكة على تاج نساء اليهود والنصارى، لأن المرأة الكتابية ليس لها شهادة، ولا يعتد بكيانها من الأساس. إن الدين الذى يؤمن بكون المرأة حيوان، يجب أن يُضرب، وأنها المسؤولة عن كل شرور الدنيا، وكانت أشد من الشيطان تأثرًا على آدم، فأقنعته بمخالفة أمر الرب، وتسببت فى إخراجه من الجنة، فهو ليس بدين إلهى يقره الرب أو يرضاه!
          أما فهمك بأن المرأة ناقصة عقل ودين نقصان المذمة فهذا ليس بصحيح، فنقصان دينها هو أمر إلهى بعدم الصلاة والصوم فى أوقات محددة، وهو أمر تُثاب إن امتنعت، وتعاقب إن خالفته. أما عن نقصان العقل، فهو نقصان الحزم والشدة مقارنه بما نجدهما عند الرجال، والتى تتميز أنوثة المرأة بنقصانهما، لأنه لازمة من لوازم الأنوثة، وتشين أنوثتها إذا وجدا عندها. أى إن كلام الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء يوم العيد قصد به إقرار واقع فى صورة دعابة. ولنا عودة إن شاء الله لهذا الموضوع مرة أخرى.
          * * *
          معجزات النبى صلى الله عليه وسلم:
          يدَّعى رشيد أن الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له معجزات، ودليله على ذلك أنها لم تُذكر فى القرآن. ويرى أنها أضيفت فيما بعد، وقت تدوين الأحاديث، وهذا يجعلها إضافة لاحقة، لا علاقة لها بالحقيقة.
          فى الحقيقة صدمت لقولك هذا! وهذا وحده كفيل بأن يجعل أى مثقف مسيحى يغلق التلفاز أو جهاز الكمبيوتر فى وجهك، لأنك على الأقل تظهر جهلا ما بعده جهل بعلم الحديث، أو تفقد مصداقيتك فى قول الحق أو البحث عنه أو إظهاره للناس. ولن أنسى أن أذكرك أنك تتبع بولس فى هذا الكذب، الذى يراه من أجل إزدياد مجد الرب، فالرب عندكما إله مهزأ، تافه، غير مقنع، لا يزداد مجده إلا بالكذب!!
          أولا إن المعجزات التى قام بها يسوع، فهى تثبت نبوته، وتنفى ألوهيته. فلا يليق بإله أن يقوم بمعجزة، حيث سيكون هذا استعراض رخيص منه لقوته غير المحدودة، فهو على كل شىء قدير، وهو خالق السبب والمسبب له، فما حاجته لمعجزة؟
          وعلى ذلك فإن المعجزات التى قام بها كل الأنبياء هى لإثبات نبوتهم لله تعالى وأن تعاليمهم هى من عند الله، ليسهل على العقلاء أن يستجيبوا له ويطيعوه. وهذه المعجزات لا تثبت ألوهية فاعلها بأى حال من الأحوال إلا فى عقولكم واستنتاجاتكم!!
          ثم هل فعل يسوع معجزة بقدرته؟ لا.
          والدليل على ذلك أقواله:
          ألم يقل: يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. كَمَا أَسْمَعُ أَدِينُ وَدَيْنُونَتِي عَادِلَةٌ لأَنِّي لاَ أَطْلُبُ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الآبِ الَّذِي أَرْسَلَنِي.)
          ألم يقل: لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ.)
          ألم يقل: متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ...)
          ألم يقل: يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
          ألم يقل: يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي ...)
          هل فعل يسوع معجزة ما ليثبت ألوهية ما؟ لا.
          لقد فعل المعجزات ليؤمن أتباعه أنه نبى مرسل من قبل الله تعالى فيؤمنوا بنبوته:
          ألم يقل: (36وَأَمَّا شأَنَا فَلِي شَهَادَةٌ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا لأَنَّ الأَعْمَالَ الَّتِي أَعْطَانِي الآبُ لِأُكَمِّلَهَا هَذِهِ الأَعْمَالُ بِعَيْنِهَا الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا هِيَ تَشْهَدُ لِي أَنَّ الآبَ قَدْ أَرْسَلَنِي.) يوحنا 5: 36
          ألم يقل إنه مرسل من عند الله ورفع عينيه إلى السماء داعيًا الله تعالى أن يحقق له هذه المعجزة ليؤمن من يراه أنه رسول الله: (41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ: «أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».) يوحنا 11: 41-42
          لذلك إن من سيتخذه إلهًا، ويعمل أى شىء باسمه، ولو حتى الخير والصالحات، سيتبرأ منه فى الآخرة، ويتركه لعذاب الله: لوقا 7: 22-23 (22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
          لوقا 7: 21 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.)
          ولو كانت المعجزات تثبت ألوهية فاعلها، لكنتم قد ألهتم كل أنبياء بنى إسرائيل والتلاميذ. بل إن يسوع همَّش معجزاته، وأقر أن تلاميذه والمؤمنين يمكنهم القيام بمعجزات أكبر وأعظم مما عمله هو: (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا ....) يوحنا 14: 12
          ويُشك من الأساس أن يسوع قام بمعجزة ما، فقد قال يسوع نفسه: (11فَخَرَجَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَابْتَدَأُوا يُحَاوِرُونَهُ طَالِبِينَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِكَيْ يُجَرِّبُوهُ. 12فَتَنَهَّدَ بِرُوحِهِ وَقَالَ: «لِمَاذَا يَطْلُبُ هَذَا الْجِيلُ آيَةً؟ اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَنْ يُعْطَى هَذَا الْجِيلُ آيَةً!») مرقس 8: 11-12
          بل إن المعجزة ليست دليلاً على أن فاعلها إلهٌ أو حتى نبى: متى 24: 24، (24لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ وَيُعْطُونَ آيَاتٍ عَظِيمَةً وَعَجَائِبَ حَتَّى يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضاً.) ومرقس 13: 22
          لأنه معنى ذلك أن الألوهية هذه يصلها أى إنسان يؤمن به ثم يعمل نفس معجزاته. الأمر الذى لم يحدث مع قسيس أو أسقف أو بابا من باباوات الكنيسة، وبالتالى فهو ينفى عنهم كلهم الإيمان الحقيقى بيسوع، الذى يؤدى إلى الخلود فى الجنة، وهو التوحيد الخالص: يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
          هل فهم معاصروه أو تلاميذه من هذه المعجزات أنه إله أو يدعى الألوهية؟ لا.
          فقد أقرت الجموع أن يسوع رسول لله تعالى: متى 21: 10-11 (10وَلَمَّا دَخَلَ أُورُشَلِيمَ ارْتَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا قَائِلَةً: «مَنْ هَذَا؟» 11فَقَالَتِ الْجُمُوعُ: «هَذَا يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنْ نَاصِرَةِ الْجَلِيلِ».)
          وأقر أعداؤه أنه رسول لله تعالى: يوحنا 3: 1-2 (1كَانَ إِنْسَانٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ رَئِيسٌ لِلْيَهُودِ. 2هَذَا جَاءَ إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ نَعْلَمُ أَنَّكَ قَدْ أَتَيْتَ مِنَ اللَّهِ مُعَلِّماً لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَعْمَلَ هَذِهِ الآيَاتِ الَّتِي أَنْتَ تَعْمَلُ إِنْ لَمْ يَكُنِ اللَّهُ مَعَهُ».)
          وأقر من رأوا معجزاته أو شفاهم بإذن الله أنه رسول لله تعالى: يوحنا 6: 14 (14فَلَمَّا رَأَى النَّاسُ الآيَةَ الَّتِي صَنَعَهَا يَسُوعُ قَالُوا: «إِنَّ هَذَا هُوَ بِالْحَقِيقَةِ النَّبِيُّ الآتِي إِلَى الْعَالَمِ!»)
          يوحنا 9: 17 (17قَالُوا أَيْضاً لِلأَعْمَى: «مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ: «إِنَّهُ نَبِيٌّ».)
          يوحنا 3: 19 (19قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَرَى أَنَّكَ نَبِيٌّ!)
          وأقر بطرس أنه رسول لله تعالى: وقال بطرس فى أعمال الرسل 2: 22 (22«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هَذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا أَنْتُمْ أَيْضاً تَعْلَمُونَ.)
          وقال اثنان آخران كانا يتجها لقرية عمواس عندما سألهما يسوع عما يتطارحانه من كلام إنه رسول لله: لوقا 24: 19 (... فَقَالاَ: «الْمُخْتَصَّةُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيِّ الَّذِي كَانَ إِنْسَاناً نَبِيّاً مُقْتَدِراً فِي الْفِعْلِ وَالْقَوْلِ أَمَامَ اللهِ وَجَمِيعِ الشَّعْبِ.)
          وأقر التلاميذ أن يسوع عبد الله ورسوله: أعمال الرسل 3: 13 (13إِنَّ إِلهَ إِبراهيمَ وإِسحقَ ويَعْقوب، إِلهَ آبائِنا، قد مَجَّدَ عَبدَه يسوع الَّذي أَسلَمتُموه أَنتمُ وأَنكَرتُموه أَمامَ بيلاطُس، ....) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
          فقد أقر بولس أن يسوع عبد خاضع لله تعالى: كورنثوس الأولى 15: 28 (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.) فكيف يكون هو الله وهو عبد خاضع له يوم الحساب؟
          ناهيك عن تكلمك عن معجزات قام بها موسى عليه السلام أثبتت نبوته، وتناسيت أن ما قاله الكتاب الذى تقدسه باسم الرب على موسى، ينفى عنه النبوة والقداسة:
          اقرأ: الرب يعترف أن موسى وهارون لم يؤمنا به، ولم يقدساه: (12فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ هَذِهِ الجَمَاعَةَ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا».) العدد 20: 13
          وادعى أن الرب أمره بسرقة حلى المصريين عند خروجهم من مصر: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
          اقرأ: موسى وهارون خانا الرب: (48وَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى فِي نَفْسِ ذَلِكَ اليَوْمِ: 49«اِصْعَدْ إِلى جَبَلِ عَبَارِيمَ هَذَا جَبَلِ نَبُو الذِي فِي أَرْضِ مُوآبَ الذِي قُبَالةَ أَرِيحَا وَانْظُرْ أَرْضَ كَنْعَانَ التِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيل مُلكاً 50وَمُتْ فِي الجَبَلِ الذِي تَصْعَدُ إِليْهِ وَانْضَمَّ إِلى قَوْمِكَ كَمَا مَاتَ هَارُونُ أَخُوكَ فِي جَبَلِ هُورٍ وَضُمَّ إِلى قَوْمِهِ. 51لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ إِذْ لمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل.) تثنية 32: 48-51
          بل لم ينفذ موسى فى كتابكم تعاليم الرب الخاصة بعهده مع إبراهيم ونسله، أى الخاصة بالختان، حتى نزل الرب ليقتل ابنه، فعلمت صفورة زوجته (ولا تسألنى كيف عرفت بنزول الرب) فأذت قطعة من الحجر وقطعت غرلة ابنها، فعاد الرب صفر اليدين: (24وَحَدَثَ فِي الطَّرِيقِ فِي الْمَنْزِلِ أَنَّ الرَّبَّ الْتَقَاهُ وَطَلَبَ أَنْ يَقْتُلَهُ. 25فَأَخَذَتْ صَفُّورَةُ صَوَّانَةً وَقَطَعَتْ غُرْلَةَ ابْنِهَا وَمَسَّتْ رِجْلَيْهِ. فَقَالَتْ: «إِنَّكَ عَرِيسُ دَمٍ لِي». 26فَانْفَكَّ عَنْهُ. حِينَئِذٍ قَالَتْ: «عَرِيسُ دَمٍ مِنْ أَجْلِ الْخِتَانِ».) خروج 4: 24-26
          وعلى هذا فالمثل الذى ضربته بمعجزات موسى ويسوع لن يؤتى ثماره.
          والمشكلة لديك لتصدق الأعداد الهائلة من المعجزات التى قام بها الرسول صلى الله عليه وسلم أن السنة جمعت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم. فى حين أنك تدعى أن أسفار كتابك الذى تقدسه كتبت فى عصر النبى الذى ينسب إليه السفر.
          فى الحقيقة لم أتوقع منك الكذب فى هذه النقطة، ولن يكون ردى عليك شخصيًا، ولكننى سأترك علماءكم ولاهوتيكم يردون عليك:
          يقول العالم الدكتور بارت إيرمان فى المحاضرة التاسعة من سلسلة محاضرات «يسوع التاريخى»: (ولكن المشكله التى تقابل المؤرخ أن مؤلفى هذه الكتب لم يكونوا أشخاصا مستقلين يسجلون الأحداث، بل كانوا أتباعًا من أتباع يسوع، رغبوا أن يقولوا شيئا ما بخصوصه، .... ولم يكن أيا منهم شاهد عيان، بل كانوا يتكلمون بلغة تختلف عن لغة من يحكون قصتهم،وعاشوا فى بلاد غير التى عاش فيها من يحكون قصتهم. ولا بد أن أشير إلى أنه حتى لو افترضنا جدلا أن هؤلاء كانوا شهود عيان، فسيظل من الواجب علينا أن نفحص شهاداتهم بدقه، لأنهم كانوا يتكلمون بحسب الظروف والمواقف والناس الذين يخاطبونهم ..... ولكن فى واقع الأمر هم لم يكونوا شهود عيان. إن لوقا ويوحنا يخبرانا أنهما استقيا معلوماتهما من مصادر أقدم مكتوبه ، كان لكل منها وجهة نظرها الخاصه أيضًا.)
          فعن قانون العهد الجديد يقول المدخل لطبعة الآباء اليسوعيين ص8: «إنّ كلمة "قانون" اليونانيّة، مثل كلمة "قاعدة" العربيّة، قابلةً لمعنى مجازي يراد به قاعدة للسلوك أو قاعدة للإيمان. وقد استعملت هنا للدلالة على جدول رسمي للأسفار التي تعدّها الكنيسة ملزمة للحياة والإيمان. ولم تندرج هذه الكلمة بهذا المعنى في الأدب المسيحي إلاّ منذ القرن الرابع».
          “وقد يسأل المرء نفسه ما الذى دعا المسيحيين الأولين إلى أن يفكّروا في تكوين مجموعةٍ جديدة لأسفار مقدّسة، ثمّ في تحقيق تلك المجموعة، لتكمّل المجموعة التي يُقال لها الشريعة والأنبياء. ويمكن إيجاز هذا التطوّر على هذا الوجه:
          كانت السلطة العليا في أمور الدين تتمثّل عند مسيحيي الجيل الأوّل في مرجعين، أوّلهما العهد القديم، وكان الكتبة المسيحيّون الأوّلون يستشهدون بجميع أجزائه على وجه التقريب استشهادهم بوحي الله. وأمّا المرجع الآخر الذى نما نمواً سريعاً فقد أجمعوا على تسميته "الربّ".”
          إذن الكتاب الذى يسمونه العهد الجديد هو فكرة من اختراع الكنيسة رأت أنها فى حاجة إلى سند ترتكن إليه فى قراراتها وفى سلطاتها. حيث كان نصارى القرون الأولى يعتمدون على العهد القديم فقط. ثم ظهر مرجع آخر ونما نمواً سريعاً واعتمدوا عليه بجانب كتب العهد القديم المعترف بها وقتها ، وعددها 22 سفراً.
          وسترى بعد قليل أن الكنيسة هى صاحبة الرأى الأول والأخير فى الإعتراف بكون بعض هذه الكتب قانونية وموحى بها من الله ، ورفض البعض الآخر. فبعض الكتب التى رفضتها الكنيسة وحاربت وجودها فى متن الكتاب المقدس فى وقت من الأوقات عادت قيادات أخرى للكنيسة وقبلتها فى وقت آخر!!
          وعن المقياس الذى تستعمله الكنيسة لمعرفة الصحيح من التقاليد يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه المترجم (فى علم اللاهوت) نقلاً عن دلائل التحريف ج1 ص35: “لا يوجد مقياس لمعرفة صحيح التقاليد من خاطئها .. فقد دخل فى الأزمنة الغابرة فى الكنيسة كثير من التقاليد التى تمسكوا بها. ثم تبين أنها كاذبة فرفضوها.”

          تعليق

          • abubakr_3
            مُشرِف

            • 15 يون, 2006
            • 849
            • موظف
            • مسلم

            #35
            رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

            إنجيل يسوع الحقيقى ورأى علماء الكتاب المقدس فى نصوصه:
            لكن أين هو إنجيل يسوع الذى كان يمسكه بيديه، ويقول لأبشر بهذا الإنجيل؟
            يقول القس عبد المسيح بسيط أبو الخير فى كتابه(الوحى الإلهى وإستحالة تحريف الكتاب المقدس) ص97-98: إن القديس اكليمندس الرومانى(30-100م) الذى كان أسقفاً لروما وأحد تلاميذ ومساعدى القديس بولس قد “أشار فى رسالته التى أرسلها إلى كورنثوس ، والتى كتبها حوالى سنة 96م ، إلى تسليم السيد المسيح الإنجيل للرسل ومنحه السلطان الرسولى لهم فقال "تسلم الرسل الإنجيل لنا من الرب يسوع المسيح ، ويسوع المسيح أرسل من الله....”.
            وأين هو الآن؟ لقد أضاعوه أو حرقوه، أو أخفوه حتى لا يتمسك أحد بتعاليم تخالف تعاليم الكنيسة البولسية.
            يقول المدخل إلى الكتاب المقدس (إلى العهد الجديد) طبعة الآباء اليسوعيين ص (ث): إن هذه الكتب التى يحتويها الكتاب المقدس “تمتد على أكثر من عشرة قرون وتُنسب إلى عشرات من المؤلِّفين المختلفين. بعضها وضع بالعبرية (مع بعض المقاطع بالآرامية) وبعضها الآخر باليونانية .. .. .. صدرت جميع هذه الكتب عن أناس مقتنعين بأن الله دعاهم لتكوين شعب يحتل مكانًا فى التاريخ بتشريعه ومبادئه فى الحياة الفردية والجماعية”.
            ويقول فى ص (خ): إن “أسفار الكتاب المقدس هى عمل مؤلفين ومحرِّرين عُرفوا بأنهم لسان حال الله فى وسط شعبهم. ظلَّ عدد كبير منهم مجهولاً ، لكنهم على كل حال ، لم يكونوا منفردين ، لأن الشعب كان يساندهم .. .. .. وقبل أن تتّخذ كتبهم صيغتها النهائية ، انتشرت زمنًا طويلاً بين الشعب وهى تحمل آثار ردود فعل القرّاء ، فى شكل تنقيحات وتعليقات وحتى فى شكل إعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هامّ أو قليل الأهمية. لا بل أحدثُ الأسفار ما هى أحيانًا إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة.”
            وهذا النص اعتراف صريح من (المدخل إلى الكتاب المقدس) أن عدداً كبيراً من مؤلفى هذا الكتاب ظل مجهولاً. فكيف تدعون أنه وصل إليكم بسند؟ أما بالنسبة للمتن فيؤكد المدخل أنه تعرض لتنقيحات وتعليقات وإعادة صياغة لبعض النصوص، بل إن أحدث النصوص (ما هى أحيانًا إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة). أى لا يوجد النص نفسه. أى لا متن ولا سند فى بعض أسفار هذا الكتاب سواء قل عددها أو كثر!! ومع ذلك لم ينسوا كتابة “الكتاب المقدس” على غلاف الكتاب!
            فمَن الذى كتب المخطوطة السينائية أكمل مخطوطة للكتاب؟ لا نعرف.
            فمَن الذى كتب المخطوطة الفاتيكانية؟ لا نعرف.
            فمَن الذى كتب المخطوطة السكندرية؟ لا نعرف.
            ومَن الذى كتب المخطوطة الموراتورية؟ غير معروف.
            ومَن الذى كتب الرسالة إلى العبرانيين؟ لا نعرف.
            ومَن الذى كتب إنجيل يوحنا؟فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بأيدينا، أصدره بعض تلاميذ المؤلِّف فأضافوا عليه فصل 21، ولا شك أنهم أضافوا أيضًا بعض التعليق (مثل 4/2 (وربما 4/1) و4/44 و7،39 و11/2 و19/35). أمَّا رواية المرأة الزانية (7/53-8/11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول ، فأُدخلت فى زمن لاحق. (وهى مع ذلك جزء من "قانون" الكتاب المقدس”!!! (راجع المدخل إلى الإنجيل كما رواه يوحنا من الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين ص286)
            لكن مَن الذى كتبه على وجه اليقين؟ لا نعرف، ولكن “التقاليد الكنسية تُسمِّيه يوحنا منذ القرن الثانى وتوحِّد بينه وبين أحد ابنى زبدى.”
            ومن الذى كتب رؤيا يوحنا؟ يقول المدخل إليه فى الكتاب المذكور أعلاه ص796: “لا يأتينا سفر رؤيا يوحنا بشىء من الإيضاح عن كاتبه. لقد أطلق على نفسه اسم يوحنا ولقب نبى (1/1 و4 و9 و22/8-9)، ولم يذكر قط أنه أحد الاثنى عشر.” وليس هناك إجماع فى التقليد القديم على أن كاتبه هو التلميذ يوحنا.
            أما دائرة المعارف البريطانية فكانت أكثر وضوحاً وصراحة فى اعترافاتها، فقالت عن إنجيل يوحنا: (أما إنجيل يوحنا فإنه لا مرية ولا شك كتاب مزور، أراد صاحبه مضادة اثنين من الحواريين بعضها لبعض، وهما القديسان يوحنا بن زبدى الصياد ومتى، وقد ادعى الكاتب المزوَّر فى متن الكتاب أنه هو الحوارى الذى يحبه يسوع، فأخذت الكنيسة هذه الجملة على علاَّتها، وجزمت بأن الكاتب هو يوحنا الحوارى .. .. .. مع أن صاحبه غير يوحنا الحوارى يقيناً، ولا يخرج هذا الكتاب عن كونه مثل بعض كتب التوراة التى لا رابط بينها وبين من نسبت إليه، وإنا لنشفق على الذين يبذلون أقصى جهدهم ليربطوا ـ ولو بأوهى رابطة ـ ذلك الرجل الفلسفى .. الذى ألف هذا الكتاب فى الجيل الثانى بالحوارى يوحنا الصياد الجليلى، وأن أعمالهم تضيع عليهم سُدى لخبطهم على غير هدى).
            وقد لا يعلم إلا قليلون أن يوحنا الصياد كان أميًّا، لا يقرأ ولا يكتب، مثل بطرس، ويستحيل أن يخرج كتاب غنوصى فلسفى رفيع اللغة من تحت يديه: (13فَلَمَّا رَأَوْا مُجَاهَرَةَ بُطْرُسَ وَيُوحَنَّا وَوَجَدُوا أَنَّهُمَا إِنْسَانَانِ عَدِيمَا الْعِلْمِ وَعَامِّيَّانِ تَعَجَّبُوا. فَعَرَفُوهُمَا أَنَّهُمَا كَانَا مَعَ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 4: 13
            ويقول المدخل إلى الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين فى الصفحات 7 إلى 12: “يظهر العهد الجديد بمظهر مجموعة مؤلّفة من سبعة وعشرين سفراً مختلفة الحجم وُضعت كلّها باليونانيّة. ولم تجرِ العادة أن يُطلق على هذه المجموعة عبارة العهد الجديد إلاّ في آواخر القرن الثاني. فقد نالت الكتابات التي تؤلّفه رويداً رويداً منزلةً رفيعة حتى أصبحَ لها من الشأن في استعمالها ما لنصوص العهد القديم التي عدّها المسيحيون زمناً طويلاً كتابهم المقدّس الأوحد وسمّوها "الشريعة والأنبياء"، وفقاً للاصطلاح اليهودي في تلك الأيّام.”
            ومن الذى كتب رسالة بطرس الثانية؟ غير معروف أيضاً ففى المرجع السابق ص753 يقول: “لا يزال الرأى القائل بأن كاتب الرسالة هو سمعان بطرس موضوعًا للنقاش يثير كثيراً من المتاعب. فلا يُحسن من جهة أن يُجعل شأن كبير للإشارات التى أخبر فيها الكاتب عن حياته والتى قال فيها إنه الرسول بطرس، فإنها تعود إلى الفن الأدبى المعروف "بالوصايا". وهناك من جهة أخرى فروق كثيرة فى الإنشاء بين الرسالتين. فإنهما تختلفان فى 599 كلمة، وليس فيها سوى 100 كلمة مشتركة، وأن المسائل التى تتناول الحياة بعد الموت ليست هى هى فى الرسالتين.”
            ويقول فى الفقرة التى تليها: “لا يبدو أن الكاتب ينتمى إلى الجيل المسيحى الأول. .. ..، يسوغ اقتراح نحو سنة 125 تاريخًا لإنشاء الرسالة، وهو تاريخ ينفى عنها نسبتها المباشرة إلى بطرس.”
            فالعلماء إذن يشكون فى نسبتها إلى بطرس، على الرغم من الإشارات المكتوبة داخل متن النص، التى تحاول إيهام القارىء بهذا. وهذا يعنى أنهم لا يصدقون المتن، ويكذبون السند، ويرفضون الكاتب. فماذا تبقى لهم؟ ومع ذلك فهو عندهم سفر مقدس!! وأكتفى بما ذكرته ، لكن هناك الكثير والكثير!!
            وفى ص18 من كتاب (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) يقول الدكتور القس منيس عبد النور مؤكداً على صحة الكتاب المقدس: “كتب إيرونيموس (جيروم) الذى ترجم التوراة إلى اللاتينية جدولاً بأسماء كتب العهد الجديد، وهي ذات الكتب الموجودة عندنا”.
            عزيزى الدكتور أنت تستشهد بما كتبه جيروم فى ترجمته للتوراة. وبالتأكيد أنت تعلم أن جيروم قام بترجمته بتكليف من البابا داماسوس بابا روما آنذاك، حيث حرف اليهود كتابهم العبرانى ليكون مختلفًا عن النسخة السبعينية، وحتى ينزلقون فى مأزق أثناء نقاشهم ومحاوراتهم مع النصارى، الذين كانوا يقيمون الحجة عليهم من كتابهم.
            وعن هذه الفضيحة يقول الراهب القس ويصا الأنطونى فى كتابه (كتابنا المقدس) ص128 ، نقلاً عن دلائل تحريف الكتاب المقدس ج4 ص34-35: “فسافر جيروم إلى فلسطين.. لمعرفته بوجود الاختلافات بين النصوص العبرية وبين السبعينية "اليونانية" سنة 383م، وقامت بينه وبين أحبار اليهود هناك تحاورات ومناقشات حول رفضهم الاعتراف بالأسفار والترجمة اليونانية التى بدون أصل عبرى. ـ وذلك لوجود الاختلاف الواضح الكبير بين العبرانية واليونانية ـ ربما بسبب جهلهم بالمراحل التاريخية التى عبرت بها الأسفار اليهودية التى بين أيديهم، أو ربما تعمداً منهم لتشكيكه فيما بين أيدى المسيحيين من أسفار يونانية .. فقد كان لدى آباء الكنيسة منذ القرن الثانى شكوك ـ شكوك دفعتهم لاتهام اليهود بإخفاء الحقائق والأسفار الإلهية. وبدأ جيروم عمله محتفظاً بترتيب الأسفار كما هو فى الترجمة السبعينية .. لكنه استبدل نصها الذى كان صححه أوريجانوس فى العمود الخامس من الهكسابلا. وترجم بدلاً منه النص العبرى الموجود لدى أحبار اليهود فى فلسطين. أما ما لم يجده عندهم، فقد ترجمه من العمود الخامس من الهكسابلا، ووضع له علامات ، ذاكراً أنه أخذها عن الترجمة السبعينية. ويذكر جيروم أيضاً أنه ترجم سفر طوبيا (هكذا دعاه فى الفولجاتا) من أصل أرامى غير موجود حالياً. ورغم تحفظات القديس جيروم تجاه الأسفار التى لم يعثر لها على أصل عبرى لدى أحبار اليهود هناك ، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية قبلت ترجمته. وأعطتها اسم (الفولجاتا) جاعلة الأسفار كلها على مستوى واحد من القانونية مستنداً فى ذلك إلى قرارات مجمع قرطاجنة المحلى سنة 397م ومن قبله مجمع هيبو ، الذى حضره القديس أغسطاينوس سنة 393م دون تمييز ضد هذه الأسفار جميعها. لذلك قرر مجمع ترنت الكاثوليكى سنة 1546م أن كل من لا يعترف بجميع الكتب الموجودة فى الفولجاتا يعتبر محروماً”.
            وبذلك احتوت الفولجاتا على الكتب الأبوكريفا، التى حذفوها هم أنفسهم فيما بعد فى النسخة الدولية.
            فلماذا لم تخبر قراءك ومستمعيك أن جيروم هذا رقَّع ترجمته، مستبدلاً ترجمة أوريجانوس بالنص العبرى، ومرقعاً إياه بالسبعينية، ليخرج الكتاب المسمَّى بالفولجاتا؟
            ولماذا لم تتقبَّل كلام جيروم عن إنجيل متى ، حيث قال: إن متى كتب إنجيله بالعبرانية ، وأن أصل هذا الإنجيل فُقد؟
            ولم تُفهم قراءك أن النسخة السبعينية ظلت هى النسخة المعتمدة حتى مجمع ترنت فى القرن 16، وكانت النسخة العبرية فى عِداد الكتب المزورة، ثم انقلب الحال بتحديد رجال الكنيسة فى هذا المجمع، أن النسخة العبرية هى كلام الله. وكل الترجمات العربية للعهد القديم مُترجمة عن أصل عبرى وهو المعروف باسم النص الماسُّورى. وبهذا أصبحت النسخة المزورة كلام الله، والنسخة المعترف بها لمدة 15 قرن، من الكتب المزورة.
            ويقول (يوسابيوس 9: 5 ص408) عن التحريف بموافقة الإمبراطور، وكيف فُرض قسراً على الشعب: “وإذ زوروا سفراً عن أعمال بيلاطس ومخلصنا، مليئاً بكل أنواع التجديف على المسيح، أرسلوه بموافقة الإمبراطور، إلى كل أرجاء الإمبراطورية الخاضعة له، مع أوامر كتابية تأمر بأنه يجب تعليقه علناً أمام أنظار الجميع فى كل مكان، فى الريف والمدن، وأن المدرسين يجب أن يعلموه لتلاميذهم، بدلاً من دروسهم العادية، وأنه يجب دراسته وحفظه عن ظهر قلب”.
            بل قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: «أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.» (يوسابيوس 6: 25)
            وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: “قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور”. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
            فهل أخبرت مستمعيك بالتحريف الذى قام به الأسقف المصرى فى المخطوطات المسمَّاة: ب“النص المصرى المنقَّح”؟ وهذا ما ذكرته مجلة مرقس فى (العهد القديم كما عرفته كنيسة الإسكندرية) ص53 ، فتقول عن هذا النص المقدس المنقَّح: “فى الوقت الذى كانت تُجرى فيه عملية نساخة الهكسابلا "النص السداسى" فى قيصرية فلسطين ، قامت أيضاً فى مصر عملية موازية لتنقيح نص السبعينية من الأخطاء المتراكمة من النسَّاخ عبر خمسة قرون. والذى قام بهذا العمل هو الأسقف المصرى "حزقيوس" الذى استشهد سنة 311م”.
            فإذا كانت الترجمة السبعينية موحاة إلى مترجميها، وهى تُعد عند آبائكم من وحى الله، بعد ما رفضوا كتاب الله العبرانى اللغة الذى طالما تمسك به أباؤهم وأجدادهم، فلماذا جاءت فيها أخطاء؟ وكيف؟ وهل كان الأسقف المصرى هو أيضاً موحى إليه من عند الرب ليُصحح الأخطاء التى لم يتداركها الرب فى الطبعات السابقة لهذه النسخة المنقحة؟ ألستم بذلك ترفعون قدر هذا الأسقف فوق قدر الرب الذى أخطأ؟ فكأن الأسقف هو المدرس الذى يُصحِّح أخطاء الرب التلميذ، الذى ترك مترجمى السبعينية يُخطئون فيها!!
            وفى ص 79 من كتاب (فكرة عامة عن الكتاب المقدس) الصادر عن مجلة مرقس يقول الكتاب عن التحريف بالزيادة الذى أصاب الكتاب المقدس بعهديه: “وكما حدث فى الإسكندرية فى القرون الثلاثة الأخيرة قبل المسيح أن أُلحقت بعض كتب الأبوكريفا إلى كتاب العهد القديم المترجم لليونانية، ثم وجدت طريقها فى النهاية إلى المخطوطات، فقد حدث ما يشبه ذلك أيضًا بالنسبة لأسفار العهد الجديد. فإنه أثناء فترة تكوين قانون العهد الجديد، كانت هناك بعض الكتب: مثل الراعى لهرماس، ورسائل كليمندس الرومانى،ورسالة برنابا وغيرها، قد أخذت لوقت ما وضع الملحق أو الحاشية الإضافية بالنسبة للكتب المعترف بها.”
            يقول المدخل إلى العهد الجديد الطبعة اليسوعية تحت عنوان (قانون العهد الجديد) ص8: “وكان يُطلق هذا الاسم على كلّ من التعليم الذى ألقاه يسوع (1قور 9/ 14) وسلطة ذلك الذى قام من بين الأموات وتكلّم بلسان الرّسل (2قور 10/ 8 و 18). وكان لهذين المرجعين قيمة القياس في أمور الدين، ولكنّ العهد القديم كان يتألّف وحده من نصوص مكتوبة. وأمّا أقوال الربّ وما كانَ يبشّر به الرسل، فقد تناقلتها ألسنة الحفاظ مدّةً طويلة ولم يشعر المسيحيّون الأوّلون إلاّ بعد وفاة آخر الرسل بضرورة كل من تدوين أهم ما علّمه الرسل وتولّي حفظ ما كتبوه. وما كان بدّ من أن تُثار ذات يومٍ مسألة المكانة العائدة لهذه المؤلّفات الجديدة، وإن حظىَ فى أوّل الأمر التقليد الشفهى بمكانةٍ أفضل كثيراً مما كان للوثائق المكتوبة.”
            إذن ما علاقة الوحى هنا بما شعر به المسيحيون الأولون؟ وما علاقة الوحى بما تدعيه الكنيسة من أن هذه هى تعاليم الرسل؟
            ففى صفحة 11 يقول المرجع السابق: “إن الأسفار التى اعتُرف بأنها قانونية أصبحت بناءً على ذلك نصوصًا مقدّسة وحصلت منذ دخولها فى القانون بنوع من الحصانة ساعد فى وصولها إلى عهد الطباعة وهى فى حالة حسنة.”
            وتحت عنوان “نص العهد الجديد” يقول مدخل الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين إلى العهد الجديد ص13: “وليس فى هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه، بل هى كلها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التى خطتها يد المؤلف نفسه أو أملاها إملاءً.”
            ويقول أيضاً ص12: “إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية، ولكن عددها كثير جداً على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو أو الألفاظ أو ترتيب الكلام، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها.”
            ويبرهن مدخل الكتاب المقدس ص13 وجود هذه الأخطاء قائلاً: “واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.”
            ويواصل مدخل الكتاب المقدس (ص13) رده على القس صموئيل مشرقى قائلاً: “يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.”
            ويواصل (ص13) قائلاً: “ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.”
            يقول “هنري تشادفيك” فى كتابه (“الكنيسة في العالم القديم” لعام 1972 ص42) يعتقد معظم المؤمنين بالكتاب المقدس في سذاجة أن الكتاب المقدس كان في هذه الصورة دائماً منذ البدء كما هي الآن بين أيديهم، فهم يعتقدون أن الكتاب المقدس كان يحتوى على كل هذه الأجزاء التي يحتويها الكتاب الذى بأيديهم الآن. فهم لا يعرفون - وغالباً لا يريدون أن يعرفوا (حتى لا يساورهم الشك) - أنه لم يكن لدى النصارى الأوائل أى كتاب آخر غير العهد القديم لمدة طويلة تصل إلى (200) سنة تقريباً. ومن الأساسيات الأولية معرفة أن النصوص الأولية وكل الأناجيل بعد ذلك قد كتبت أيضاً "كمؤلفات شعبية تنشرح لها النفس" (نستل / دوبشوش صفحة10) كما كان يبعد عن أذهان مؤلفى النصوص الأولية الوثائق التاريخية وقواعد النصرانية، فلم يفكر إنسان آنذاك في القانون، ولم يبدأ التفكير بحرص فى إعتبار الكتب التي حازت التقدير من العهد الجديد كتباً مقدسة وموحى بها قبل عام (200) تقريباً (بويمر صفحة (10) ومابعدها).
            وهذا ما تؤكده مجلة مرقس فهى تقول فى كتاب “فكرة عامة عن الكتاب المقدس” إصدار دير القديس مقار ص71: “إذن فقد بدأت أسفار العهد الجديد باعتبارها رسائل خاصة بكل كنيسة، ثم تناقلتها الكنائس فيما بينها فتكونت منها مجموعات غير كاملة، وذلك قبل أن تتجمع فى النهاية لدى كل كنيسة المجموعة الكاملة لكل الأسفار المعترف بها، إذ أن هذا الوضع النهائى استغرق زماناً طويلاً للوصول إليه، حتى أنه لم يتم إلا فى أواخر القرن الثالث الميلادى.”
            وأن قانون العهد القديم في زمن النصارى الأوائل لم يكن قد تم الإنتهاء منه (ف. ميلد نبرجر: "نصف الحقيقة أو الكتاب الكامل"، 1976 ص27)
            وأن كتب العهد الجديد لم تتكون إلا ببطىء شديد، ولم يفكر إنسان لمدة طويلة أن كتب العهد الجديد هذه سوف تعتبر كتباً مقدسة.
            وأنه بمرور الوقت أصبح من المعتاد قراءة هذه الكتب أمام الأمة ، ومع ذلك لم يفكر أحد أيضاً أن يساويها بالكتب المقدسة للعهد القديم، ولم تتولد هذه الفكرة إلا بعد تحارب الإتجاهات المختلفة للمسيحية، وأصبحت الحاجة ماسة إلى أن يستند المرء إلى شيء ملزم، وأنه فى حوالى عام (200) بعد الميلاد بدأ اعتبار هذه الكتب بصورة بطيئة كتباً مقدسة.
            وأنه بعد ذلك بفترة زمنية تقرب من (200) سنة أخرى نشأ خلاف حول اختيار أى من الكتب من بين العديد منها الذى يمكن قراءته أمام الأمة واعتبارها مقدسة، ويمكن ضمها لقانون الكتاب المقدس بالعهد الجديد، حيث اختار البعض كتباً معينة واختلف آخرون معهم.
            أما بالنسبة إلى رسالة يعقوب، ورسالة يهوذا، والرسالة الثانية لبطرس، والرسالة الثانية والثالثة ليوحنا، والرسالة إلى العبرانيين ورؤيا يوحنا اللاهوتى كانت غير قانونية ومشكوك فيها ومردودة حتى عام 363 م [بل فى عام 508 أُجرى تعديل على قانون الكتاب المقدس فى سوريا (فكرة عامة عن الكتاب المقدس ص78)]، أى لم يُسلِّم مجمع نيقية بها. ثم قُبِلَت الرسائل الست فى مجمع لوديسيا سنة 364م، وبقى كتاب رؤيا يوحنا مشكوكاً فيه ومردوداً فى هذا المجمع أيضاً إلى أن قُبِلَ فى مجمع قرطاجنة عام 397 م. (إظهار الحق ج1 ص165).
            وكذلك كان كتاب الراعى لهرماس الذى أقر بصحته وقبله إيريناوس أسقف ليون بين عامى 180-189 م. (فكرة عامة عن الكتاب المقدس ص72، وأيضاً يوسابيوس 5: 8)، وهو ضمن أقدم نسخة كاملة للكتاب المقدس، والتى عثر عليها فى دير سانت كاترين، ومعها رسالة برنابا. ومع ذلك فهما ليسا ضمن صفحات الكتاب المقدس.
            ومن المعلوم، كما بين علماء الكتاب المقدس من قبل، أن أسفار الكتاب الذى تقدسه لم تجمع وقت وجود أى نبى نسبت له هذه الأسفار. وتم جمع هذه الأسفار فى أزمنة سحيقة تطول أو تقصر تبعًا للنبى نفسه ووقت ظهوره. ومر جمع أسفار كتابك بسلسلة من عدم اتفاق آباء القرون الأولى على الأسفار المقدسة من غيرها، إلى أن قرروا ما أنتم عليه اليوم:
            فيؤمن الكاثوليك بعدد 46 سفرًا فى العهد القديم، و27 سفرًا فى الجديد.
            ويؤمن البروتستانت بعدد 39 سفرًا فى العهد القديم، و27 سفرًا فى الجديد.
            ويؤمن الأرثوذكس بعدد 49 سفرًا فى العهد القديم، فهم يؤمنون بأسفار عزرا الأول والمكابيين الثالث والرابع. ويؤمنون بـ 27 سفرًا فى الجديد.
            ويؤمن السريان بعدد 46 سفرًا فى العهد القديم، و22 سفرًا فى الجديد. فهم لا يؤمنون بقدسية الرسالة الثانية لبطرس، ولا بالرسالة الثانية والثالثة ليوحنا، ولا برسالة يهوذا ، ولا بسفر الرؤيا.
            ويؤمن الأثيوبيون الأرثوذكس بعدد 46 سفرًا فى العهد القديم، و35/38 سفرًا فى الجديد.
            وعلى ذلك فإن الكتاب المقدس كاملاً للمسيحيين الكاثوليك يحتوى على 73 سفرًا، وللأرثوذكس 76 سفرًا، وللبروتستانت 66 سفرًا ، وللأثيوبيين بين 81 و84 سفرًا، ويصل كتاب المسيحيين السريان إلى 68 سفرًا.
            فلو طبقنا معيارك: جمعت الأحاديث بعد وفاة النبى، وليس فى عصره، وبناء عليه حكمت أنت أن المعجزات أضيفت ولم تحدث، خاصة أنها لم تذكر فى القرآن. وعلى ذلك فأنت ترى أن كل ما كتب وجمع من أحاديث يجب أن تُفقد الثقة فيه.
            وأقول لك إن أسفار كتابك الذى تقدسه لم تكتب وقت وجود نبى من الأنبياء الذين تنسب إليهم هذه الكتب، وعلى ذلك يجب أن تفقد الثقة فيها!
            وأقول لك إن الأناجيل بدأت فى القرن الثانى تكتسب صفة القداسة، وكان المسيحيون ويسوع نفسه تابعين للعهد القديم وكتبه وتعاليمه. فلم يؤت يسوع ولم يتكلم أو يعلم بتعاليم تُخالف تعاليم موسى أو الأنبياء: (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
            وأقول لك إن أناجيل القرن الرابع والخامس تختلف عن أناجيلكم الحالية، بل تختلف مخطوطات النسخ القديمة نفسها مع بعضها البعض، الأمر الذى يشير إلى أنه تبدلت مرات ومرات، وحدث لها إضافات وحذف، يجعلك أنت والعقلاء ترفضونها جملة وتفصيلا.
            هذا وتُظهر المخطوطة السينائية العديد من أيدى المصححين ، يصل عددهم إلى عشر مصححين. منهم المصححون الأساسيون ، ومنهم مصححون آخرون يرجع تاريخهم إلى القرن السابع. ويؤكد الدكتور روبرت كيل تسلر فى كتابه (حقيقة الكتاب المقدس تحت مجهر علماء اللاهوت) أن تشيندورف قال: إنها تحتوى على الأقل على 16000 تصحيحاً ترجع على الأقل إلى سبعة مصححين أو معالجين للنص (راجع أيضًا Realenzyklopنdie)، بل قد وجد أن بعض المواقع قد تم كشطها ثلاث مرات وكتب عليها للمرة الرابعة (راجع أيضًا " Synopse لهوك ليتسمان Huck-Lutzmann " صفحة ( 11 ) لعام 1950 ).
            هذا وتتفق المخطوطة السينائية مع الفاتيكانية فى إسقاط عدة فقرات من العهد الجديد مثل نهاية الصلاة الربانية (متى 6: 13) ونهاية إنجيل مرقس الفقرات (16: 9-20)، وفقرات أخرى عديدة.
            وعلى الجانب الآخر تختلف السينائية عن الفاتيكانية حيث تذكر العرق المشوب بالدم (لوقا 22: 43-44)، وكلامه على الصليب ”أبى اغفر لهم ...“ (لوقا 23: 34)، وهاتان الفقرتان ينتميان إلى القراءة الغربية. وهذه القراءة توجد على الأخص فى إنجيل يوحنا. إلا أن أسلوب أعمال الرسل والرسائل يتناغم مع المخطوطة السكندرية والفاتيكانية على الرغم من وجود اختلافات بينهم.
            هل تعلم أن المجلد السينائى كان يحتوى على أسفار مقدسة لا تعترف بها الكنيسة حاليًا كجزء من قانون الكتاب المقدس، مثل: الراعى لهرماس، ورسالة برنابا؟
            هل تعلم أن كتاب الراعي لهرماس كان جزءًا من الكتاب المقدس عند بعض آباء الكنيسة القدماء، وكانت له أهمية كبيرة في القرنين الثاني والثالث؟
            هل تعلم أن إرينايوس وترتليان استشهدا به كسفر مقدس وكان من ضمن العهد الجديد في المخطوطة السينائية ووضع بين سفر أعمال الرسل وسفر أعمال بولس في قائمة مخطوطة كلارومونتانوس؟
            فقد كان إيريناوس أسقف ليون (120-202م) يؤمن بكتاب الراعى لهرماس ضمن أسفار الرب الموحى بها ، وكان ترتليان (145-220م) والقديس أكليمندس السكندرى (150-215م) يؤمنان برسالة برنابا ضمن أسفار الرب الموحى بها. الأمر الذى يدل على أن الكنيسة لم تتبع التقليد الذى تتغنى به ، إلا فيما تقره عقائدها التى انتقتها من بين عقائد هؤلاء الآباء.
            هل تعلم أن المخطوطة السكندرية كانت تحتوى على رسالة أكليمندس الأولى والثانية، وهى غير موجودة فى الكتاب الذى بين يديك الآن؟ لقد حذفوهما.
            هل تعلم أن المخطوطة الفاتيكانية لا تحتوى على الرسالة إلى العبرانيين, والرسالة الاولى والثانية لتيموثاوس, والرسالة إلى تيطس, والرسالة إلى فليمون, وسفر رؤيا يوحنا الاهوتى؟ أى ستة أسفار!!!
            هل تعلم أن المخطوطة السكندرية تحوى فى سفر المزامير على (151) مزمور وليس (150) مزمور كما فى النسخة التى بين يديك الآن؟
            هل تعلم أن قصة المرأة الزانية (يوحنا 8: 1-11) لا توجد فى أقدم مخطوطات الكتاب الذى تقدسه؟ فهى لا توجد فى البردية 66، وهى أقدم بردية لإنجيل يوحنا، وكذلك غير موجودة فى البردية 75، وغير موجودة فى المخطوطة الفاتيكانية، ولا فى المخطوطة السينائية، ولا فى مخطوطة واشنجطون، التى ترجع للقرن الخامس.
            ويقول هامش الترجمة العربية المشتركة: (لا نجد يوحنا 7/53-8/11. فى المخطوطات القديمة وفى الترجمات السريانية واللاتينية. بعض المخطوطات تجعل هذا المقطع فى نهاية الإنجيل).
            وقال الكتاب المقدس الترجمة الكاثوليكية فى مدخلها إلى إنجيل يوحنا: (لابد من الإضافة ان العمل يبدوا مع كل ذلك ناقصاً , فبعض اللحمات غير محكمة وتبدوا بعض الفقرات غير متصلة بسياق الكلام (3/13 – 21 , 3/31-36 , 1/15 ) يجرى كل شىء وكأن الكاتب لم يشعر قط بأنه وصل إلى النهاية . وفى ذلك تعديل لما فى الفقرات من كل الترتيب فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بين أيدينا أصدره بعض تلاميذ الكاتب فأضافوا عليه الإصحاح 21 ولا شك أنهم أضافوا أيضاً بعض التعليق مثل (4/2) وربما (4/1 , 4/44 ) (7/39 ) (11/2) (19/35) أما رواية المرأة الزانية ( 7/53 ) إلى ( 8/11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول فأدخلت فى زمن لاحق ...)
            ونقلا عن: http://www.geocities.com/fdocc3/in-my-name.htm
            ”لم يكن من الصعب فى القرن الرابع أن يدمر النُسَّاخ بعد قرارات مجمع نيقية المخطوطات الحقيقية، ويحتفظوا بالأخرى المحرفة، التى حذفوا فيها ”باسمى“، وأضافوا بدلاً منها ”باسم الآب والابن والروح القدس“، وذلك منذ أن أصبحت الألوهية تنسحب تدريجيًا على الطبيعة الثالوثية فى بيئتهم السياسية المشوبة بالدين. (والملحق رقم (5) يبين أنه فى عام 1520م حرفت أيدى الكاثوليك مخطوطة لتقنع إرازموس بنص رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 ، وذلك بإضافتها فى ”النص المستلم“ فى طبعته الثالثة، وبذلك أُدانت نسخة الملك جيمس KJV بالتحريف بسبب احتوائها على هذا النص. فإذا كان تحريف رسالة يوحنا الأولى 5: 7-8 حقيقة واقعة، فلماذا لا نساعد كل إنسان لكى يرى تحريفًا مشابهًا، تم فيه النيل من نص متى 28: 19، أو أى كتابات أخرى غير دينية، مثل هذا التحريف الذى حدث مبكرًا ، قبل أن تقوم الكنيسة الكاثوليكية بتحريفها هذا. (فهى على الأقل كانت محاولة بيِّنة من أنصار أثناسيوس، كما نرى هذا فى رسائل إجناتيوس Ignatius المحرفة، وفى التحريف الذى أصاب الديداكى [تعاليم الرسل]، غير المعروف كاتبها، وبشأن الكثير من الوثائق الأخرى (ملحق (3).) وبفضل الله ونعمته فقط تبقت لنا لنرى الحق بشأن النص الذى أورده متى فى 28: 19 ، وذلك فى الكتابات الأصلية لأوريجانوس ويوسابيوس وجوستين وأفراهات وهرماس وآخرون لم يُكتشفوا بعد.“
            ”إن العرف السائد كان تحريف النصوص الإنجيلية ، وتحريف كتابات الكتَّاب المسيحيين الأول ، وذلك تحت السلطة الكاملة للبابا وكل رجال الدين الكاثوليك فى هذا الوقت (والحاليين أيضًا).ويُمكننا أن نرى ذلك فى الكلمات التى سطرتها أيدى المحرفين أنفسهم أمثال روفينوس Rufinus (الذى يتباهى فى ختام نسخته الخاصة بتعليق أوريجانوس على "رسالة إلى رومية" فإنه قد عانى من مشاكل عديدة ليملأ الفراغات التى كانت بكتابات أوريجانوس)،
            وكذلك عند جيروم الذى كتب فى مقدمته للأناجيل الأربعة لنسخته المعروفة باسم الفولجاتا للعهد الجديد: (هل يوجد إنسان، سواء كان متعلمًا أم غير متعلم، يرغب ... اطلق علىَّ شخصًا محرِّفًا أو مجدِّفًا بسبب وقاحتى وجرأتى فى إضافة أى شىء للكتب القديمة ... التى تمكننى من أن أحمل العار، وأحتل المركز الأول فى هذا الخزى. أليس هذا أمرك الذى أعطيته لى أيها البابا؟ [داماسوس 383م]) ،
            ومثال أيضًا للتحريف الذى قام به جيروم، هو ما قام به بأمر البابا داماسوس فى ترجمته للفولجاتا ، فقد قام باستبدال النص الذى ترجمه أوريجانوس بعد أن صححه فى العمود الخامس من الهكسابلا، وترجم بدلاً منه النص العبرى الموجود لدى يهود فلسطين. أما ما لم يجده عند اليهود فقد ترجمه من العمود الخامس من الهكسابلا, وهذه الترجمة اللاتينية ظل معترفًا بها من الكاثوليك حتى أن مجمع ترنت الكاثوليكى قد أصدر قرارًا عام 1546م بحرمان كل من لا يعترف بجميع الكتب الموجودة فى الفولجاتا. ويرفض هذه الترجمة الطوائف الإنجيلية وبعض طوائف الأرثوذكس والانجليكان.
            ويقول أستاذ اللاهوت هورن فى الجزء الرابع من تفسيره ص463: ”وقعت التحريفات والإضافات الكثيرة فى هذه الترجمة اللاتينية الشعبية من القرن الخامس إلى القرن الخامس عشر“.
            ويقول ص467: ”ولا بد أن لا يغيب عن ذهنكم أبدًا أنه لا توجد ترجمة من التراجم لم تُحرَّف مثل اللاتينية الشعبية ... نسخوها دون أدنى مبالاة ، فأدخلوا فيها فقرات بعض كتاب من العهد الجديد فى كتاب آخر، وكذلك أدخلوا تعليقات الهوامش فى المتن“.
            وقد اعترف علماء المسيحيين أنفسهم بهذا التحريف ، فالقس ويصا الأنطوانى يقول عن ترجمة أكيلا ص115 نقلا عن (العهد القديم كما عرفته كنيسة الأسكندرية) ص48: لقد آمن أكيلا على أيدى المسيحيين ، ”ولكنه تمسَّك بعلم "التنجيم" الذى تعلمه فى وثنيته فرفضوه. ولكى ينتقم منهم انضم إلى اليهود واختتن؛ فأوكلوا له عمل ترجمة يونانية تحل محل السبعينية التى تمد المسيحيين بالبراهين ضد اليهود“. أى عمل ترجمة مفبركة لصالح اليهود، لتخدم مصالحهم فى مناظراتهم مع المسيحيين!!
            أما بالنسبة لترجمة سيماخوس، التى قامت على ترجمة أكيلا عام 218م، كما يقول القس ويصا الأنطوانى، فيقول المصدر السابق ص49: ”وتقول الدراسات الحديثة إنه اعتمد فى ترجمته هذه على ما قام به يهود فلسطين من تعديل وتنقيح للسبعينية“.
            فقد قام يهود فلسطين إذن بالتلاعب فى الترجمة السبعينية، والتراجم الأخرى، التى تمنوا أن تقوم مقام السبعينية. وعلى هذا الأساس يجب أن تُرفض كل ترجمة كانت مغرضة وتم التحريف فيها.
            كما أن الدراسات أثبتت وجود نحو ستة آلاف اختلاف بين التوراة السامرية (الخمسة أسفار الأولى) والتوراة العبرانية. ويرجع الكثير منها إلى اختلافات العقائد والمقدسات بين الطائفتين، مثال لذلك تثنية 27: 4 والجبل المقدس، هل هو عيبال أم جرزيم.
            وكذلك Basil باسيل الكبير القيصرى، (الذى كتب فى مؤلفهTreatise De Spiritus Sancto الفصل 28 ... فحصت بشك ... لقد تغيرت بالفعل ... حقيقة التلاعب بهذه [الأوراق] ... هذه التى اقتبستها أنا [Basil] بتفصيل تام ...) وكذلك بواسطة آخرين يعتبرهم البعض قديسين لدى الكنيسة الكاثوليكية (ملحق 3)“.
            ونؤيد كلام هذا الموقع العلمى للكتاب المقدس بنصوص من العهد الجديد تُثبت أن التحريف كان قائمًا على قدم وساق من اللحظات الأولى بعد رفع عيسى عليه السلام، إن لم تكن هذه المحاولات الآثمة للفهم الخاطىء لتعاليم عيسى عليه السلام قد تمت فى وجوده نفسه، وحاربها فى حياته، ومنها اخفائهم اسم الله، وعدم رغبتهم أن يستعمله ويعرفه كل الناس، ومنها فهمهم الخاطىء للسبت وأنه لا يجوز فعل الخيرات فيه، وفهمهم الخاطىء بعدم أكل التلاميذ من خبز الصدقات، وفهمهم الخاطىء أن المسّيِّا سيأتى من نسل داود. وقد استفضت فى النقطة الأخيرة فى كتابى (عيسى ليس المسيح الذى تفسيره المسِّيِّا).
            فقد اتهم يسوع نفسه اليهود بالتحريف ، فقال: (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
            وحذرهم من تعاليم الفريسيين والصدوقيين: (6وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «انْظُرُوا وَتَحَرَّزُوا مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّينَ») متى 6: 6-12 أى من تَعالِيمِهم. أليس هذا إقرار من عيسى عليه السلام بقيام الفريسيين والصدوقيين بتحريف تعاليم الكتاب، والتمسك بالتقاليد؟ أليس هذا هو نفس ما قاله عيسى عليه السلام للفريسيين والصدوقيين: (6فَأَجَابَ: «حَسَناً تَنَبَّأَ إِشَعْيَاءُ عَنْكُمْ أَنْتُمُ الْمُرَائِينَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: هَذَا الشَّعْبُ يُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً 7وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. 8لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: .. .. .. 9ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: «حَسَناً! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ. .. .. .. 13مُبْطِلِينَ كَلاَمَ اللَّهِ بِتَقْلِيدِكُمُ الَّذِي سَلَّمْتُمُوهُ. وَأُمُوراً كَثِيرَةً مِثْلَ هَذِهِ تَفْعَلُونَ»)مرقس7: 7-13
            وها هو لوقا يكتب لصديقه ثاوفيلس ليعلمه أنه لديه التعاليم الصحيحة التى عليه أن يتبع صحتها ليفرزها عن التعاليم الباطلة التى يتناقلها الناس: (1إِذْ كَانَ كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا 2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الَّذِينَ كَانُوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ 3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أَيُّهَا الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ 4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَمِ الَّذِي عُلِّمْتَ بِهِ.) لوقا 1: 1-4
            ويقول بولس فى رسالته إلى أهل غلاطية: (6إِنِّي أَتَعَجَّبُ أَنَّكُمْ تَنْتَقِلُونَ هَكَذَا سَرِيعاً عَنِ الَّذِي دَعَاكُمْ بِنِعْمَةِ الْمَسِيحِ إِلَى إِنْجِيلٍ آخَرَ. 7لَيْسَ هُوَ آخَرَ، غَيْرَ أَنَّهُ يُوجَدُ قَوْمٌ يُزْعِجُونَكُمْ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُحَوِّلُوا إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ. 8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 6-8
            ويقول أيضًا: (17لأَنَّنَا لَسْنَا كَالْكَثِيرِينَ غَاشِّينَ كَلِمَةَ اللهِ، لَكِنْ كَمَا مِنْ إِخْلاَصٍ، بَلْ كَمَا مِنَ اللهِ نَتَكَلَّمُ أَمَامَ اللهِ فِي الْمَسِيحِ.) كورنثوس الثانية 2: 17
            بل أقر بولس نفسه أنه سار على درب الكذب، ليربح أى إنسان لدينه وإنجيله: (فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرّاً مِنَ الْجَمِيعِ اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ. 20فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ - مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ لِلَّهِ بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ - لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ. 22صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَالٍ قَوْماً. 23وَهَذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ لأَكُونَ شَرِيكاً فِيهِ) كورنثوس الأولى 9: 19-23
            وأقر مرة أخرى أنه كذب ليكسب أتباع لدينه: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
            لكن ما حقيقة كل هذا الطرح الذى قرأناه فيما يسمونه مخطوطات الكتاب المقدس؟
            اقرأ: خصائص النص السينائى والفاتيكانى:
            يقول (ويل كينى) إن معظم الفروق التى تجاوزت الـ 5000 فرقًا تجدها فى العهد الجديد بين نسخة الملك جيمس للكتاب المقدس من جهة، ومن جهة أخرى بين الطبعات الحديثة للكتاب المقدس مثل NASB (الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة) للكتاب المقدس، وNIV (الترجمة العالمية الحديثة) وRSV (الترجمة القياسية المنقحة) و(طبعة كتاب الحياة) وطبعات أخرى أيضًا، أكرر مرة أخرى إن معظم الفروق الناتجة بين التراجم المختلفة ينتج عن الإختلافات الجوهرية بين هاتين المخطوطتين السينائية والفاتيكانية، والتى يُرجح أن تاريخهما يرجع إلى القرن الرابع الميلادى.
            والقارىء فى علم مخطوطات الكتاب المقدس يعلم أن المجلد السينائى يُرمز له بالحرف Aleph ، ويُرمز للمجلد الفاتيكانى بالحرف B .
            وقد قارن (دين جون وليام بورجون) المخطوطات السينائية والفاتيكانية فى كتابه (النسخة المنقحة) الذى صدر عام 1881 ، وذكر به قائمة تحتوى على حقائق مؤكدة لم ينكرها أحد من العلماء عن هاتين المخطوطتين.
            فيذكر السيد بورجون فى صفحة رقم 11 أنه من غرائب القول أن نذكر أن المخطوطتين الفاتيكانية والسينائية فى العشرين سنة الماضية قد احتلتا السيادة فى خيال علماء نقد النصوص، والتى يمكنها أن تكون خرافة، لا أساس لها من الواقع أو الصحة. ولا يهم أنه تم اكتشاف أنهما يختلفان جذريًا ليس فقط بنسبة 99% عن النص الماسورى، ولكنهما يختلفان أيضًا عن بعضهما البعض.
            ففى العهد الجديد، ونخص بالذكر الأناجيل بمفردها قد حذفت المخطوطة الفاتيكانية على الأقل 2877 كلمة، وأضافت 536، واستبدلت 935 كلمة بأخرى، وقامت بنقل مواضع 2098 كلمة، وحورت معنى 1132 كلمة، أى تم التحريف فى 7578 كلمة، وهو مجموع ما سبق!!
            أما بالنسبة للسينائية فقد حذفت 3455 كلمة، وأضافت 839 كلمة، واستبدلت 1114 كلمة، ونقلت 2299 كلمة عن مواضعها، وحورت معنى 1265 كلمة، أى تم التحريف فى 8972 كلمة، وهو مجموع ما سبق!!
            مع الأخذ فى الاعتبار أن الحذف أو الاضافة أو الاستبدال أو تحوير المعنى أو تغيير موضع الكلمة لم يستهدف نفس الكلمات فى كلتا النسختين. وأنه من الأسهل أن تجد جملتين متناقضتين عن أن تبحث عن جملتين تتفقان تمامًا مع بعضهما البعض.
            وفى صفحة 319 يقول فى ملاحظاته: ”إن الأناجيل الأربعة فقط للمجلد الفاتيكانى تحتوى على 589 قراءة مختلفة خاصة بها ، مؤثرة بذلك فى معنى 858 كلمة. بينما تجد فى السينائية 1460 قراءة مختلفة تؤثر فى معانى 2640 كلمة“.
            إن الغرض من هذه الدراسة وعرض البعض من الأمثلة العديدة هو إظهار مدى اختلاف أقدم مخطوطتين للكتاب للعهد الجديد وتضاربهما. فهما يختلفان عن النص اليونانى التقليدى، الذى تتبناه نسخة الملك جيمس، التى صدرت عام 1611، فقد حُذفت آلاف الكلمات من نص الملك جيمس، بناء على التنقيح الذى تم استنادًا على هاتين المخطوطتين: السينائية والفاتيكانية. أما النسخ الحديثة فهى لا تتبع نموذجًا عقليًّا أو منطقيًّا، فقد ضمَّنوا قراءات محددة من احدى النسخ واستثنوا غيرها.
            -line �9gt�0Y0~J ctly'>كل من يُخالط تلاميذ يسوع أو يقبل تعاليمهم أو حتى تعاليم التوراة فهو ملعون، فلا تعاليم على الأرض صحيحة إلا تعاليمه، حتى لو كانت هذه التعاليم نازلة من السماء: (8وَلَكِنْ إِنْ بَشَّرْنَاكُمْ نَحْنُ أَوْ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ بِغَيْرِ مَا بَشَّرْنَاكُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا». 9كَمَا سَبَقْنَا فَقُلْنَا أَقُولُ الآنَ أَيْضاً: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُبَشِّرُكُمْ بِغَيْرِ مَا قَبِلْتُمْ، فَلْيَكُنْ «أَنَاثِيمَا».) غلاطية 1: 8-9
            وأمرهم بتجنب كل من لا يحمل علمه هو: (6ثُمَّ نُوصِيكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، بِاسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنْ تَتَجَنَّبُوا كُلَّ أَخٍ يَسْلُكُ بِلاَ تَرْتِيبٍ، وَلَيْسَ حَسَبَ التَّعْلِيمِ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَّا.) تسالونيك الثانية 3: 6
            وأن لا يتعاملون معه: (14وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُطِيعُ كَلاَمَنَا بِالرِّسَالَةِ، فَسِمُوا هَذَا وَلاَ تُخَالِطُوهُ لِكَيْ يَخْجَلَ،) تسالونيك الثانية 3: 14
            بل أمرهم كذلك بالابتعاد عنهم: (17وَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تُلاَحِظُوا الَّذِينَ يَصْنَعُونَ الشِّقَاقَاتِ وَالْعَثَرَاتِ خِلاَفاً لِلتَّعْلِيمِ الَّذِي تَعَلَّمْتُمُوهُ وَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ. 18لأَنَّ مِثْلَ هَؤُلاَءِ لاَ يَخْدِمُونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ بَلْ بُطُونَهُمْ وَبِالْكَلاَمِ الطَّيِّبِ وَالأَقْوَالِ الْحَسَنَةِ يَخْدَعُونَ قُلُوبَ السُّلَمَاءِ.) رومية 16-17
            بل إن التعاليم التى بثها بولس فى الرسائل المنسوبة إليه لتؤكد أنه لم يوح إليه! ارجع فى ذلك إلى كتاب: (بولس يقول: دمروا المسيح وأبيدوا أهله)
            فماذا يعنى لك أن يسب إنسان ما يسوع أو تلاميذه؟
            ماذا يعنى لك أن يسب إنسان ما موسى عليه السلام؟
            ماذا يعنى لك أن يلغى إنسان ما تعاليم يسوع، ويستبدلها بتعاليمه هو؟
            وإلى هنا نكون قد أثبتنا أنه لم يتلق بولس شهادة ربانية تفيد أنه كان يوحى إليه، بل أثبتنا أنه كان ضدًا لتعاليم يسوع وأدانه التلاميذ، إلا أن دعوته فى إفساد تعاليم يسوع وموسى والأنبياء هى التى انتصرت. وعلى الرغم من ذلك لم يبحث السيد رشيد عن شهادات ربانية تفيد أن هؤلاء أوحى إليهم، وعلى الرغم من ذلك تقبلوا أعمالهم واعتبروها جزءًا من الكتاب المقدس.
            * * *

            تعليق

            • abubakr_3
              مُشرِف

              • 15 يون, 2006
              • 849
              • موظف
              • مسلم

              #36
              رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

              نصوص مقدسة ناقصة من المخطوطة السينائية:
              وتحت عنوان فقرات مخرَّبة أو محذوفة يقول (ويل كيمى):
              إن المجلد السينائى يحذف تمامًا الجُمل الآتية، بينما يتضمنها المجلد الفاتيكانى: فقد حُذفت منها (متى 24: 35) والتى تقول: (35اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.).
              وحُذف من السينائية أيضًا: (لوقا 10: 32) (32وَكَذَلِكَ لاَوِيٌّ أَيْضاً إِذْ صَارَ عِنْدَ الْمَكَانِ جَاءَ وَنَظَرَ وَجَازَ مُقَابِلَهُ.)
              وحُذف من السينائية أيضًا: (لوقا 17: 35) (35تَكُونُ اثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ مَعاً فَتُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى.)
              وحُذف من السينائية أيضًا: (يوحنا 9: 38) (38فَقَالَ: «أُومِنُ يَا سَيِّدُ». وَسَجَدَ لَهُ.)
              وحُذف من السينائية أيضًا: (يوحنا 16: 15) (15كُلُّ مَا لِلآبِ هُوَ لِي. لِهَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.)
              وحُذف من السينائية أيضًا: (يوحنا 21: 25) (25وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً وَاحِدَةً فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالَمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ الْمَكْتُوبَةَ. آمِينَ.)
              وحُذف من السينائية أيضًا: (كورنثوس الأولى 13: 2) التى تقول: (2وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلَسْتُ شَيْئاً.).
              وإذا كان الرب قال: (18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 18، فهذا كفيل بإسقاط ما يدَّعونه من أن هذه المخطوطات أوحيت إلى ناسخيها. وإذا كانوا يؤمنون أن كلام الرب لا تزول منه نقطة واحدة ، فمعنى ذلك أن هذه المخطوطة التى زال منها عدة فقرات ليست من كلام الرب، وإلا لاتهمنا الرب أنه لم يتمكن من الحفاظ على كلامه ، كما فشل فى الحفاظ على ملابسه وقت الصلب، بل فشل فى الحفاظ على كرامته أو حياته!!

              نصوص مقدسة ناقصة من المخطوطة الفاتيكانية:
              أما المجلد الفاتيكانى فيحذف الجُمل الآتية ، لأنها عنده غير مقدسة ، ولم يوح بها الرب، بينما يتضمنها المجلد السينائى، لأن الرب أوحى بها لدى كاتبيها: فقد حُذف منها:
              فقد حُذف من الفاتيكانية: (متى 12: 47) (47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجاً طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ».)
              وحُذف من الفاتيكانية أيضًا: (لوقا 23: 17) (17وَكَانَ مُضْطَرّاً أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ كُلَّ عِيدٍ وَاحِداً)
              وهذا النص الأخير حذفته أيضًا غير الفاتيكانية النسخة الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة NASB والعالمية الحديثة NIV ، بينما يتضمنها النص السينائى وأغلبية النصوص اليونانية، لضرورته لتأكيد عقيدة التناول وتبريرها كتابيًّا“.
              كما تحذف الفاتيكانية أيضًا من أصول كتاب الرب (لوقا 23: 34) (34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ».)، بينما يذكرها المجلد السينائى، النسخة الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة NASB والعالمية الحديثة NIV.
              وتتفق الفاتيكانية والسينائية فى حذف الجُمل الآتية:
              متى 17: 21 (21وَأَمَّا هَذَا الْجِنْسُ فَلاَ يَخْرُجُ إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ.) بل إن وضع هذا النص فى متن بعض الأناجيل الحالية ليٌشين التلاميذ ، وبالتالى يقدح فى علمهم ، وما تناقله التقليد عنهم. فإذا كان هذا الجنس النجس من الشياطين لا يخرج إلا بالصلاة والصوم ، وفشل التلاميذ فى إخراجه ، فهذا دليل على عأنهم لم يكونوا من المصلين أو الصائمين. الأمر الذى يخرجهم من دائرة الإيمان إلى دائرة الكفر أو العصيان أو الاثنين معًا.
              متى 18: 11 (11لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.)، وفى الحقيقة لو أخذنا أن ابن الإنسان هنا تُشير يسوع ، فإنه بصفته الآب ضحَّى بنفسه بصفته الابن ليتمكن من غفران خطيئة البشرية التى لم يقترفها أحد منها، وترك الفاعل الأساسى. وما هذا إلا انتحار وخلاص من نفسه. والإنتحار يأس وهروب من حل المشكلة، وليس خلاص منها.
              كما أن هذا لا يُخلص المشكلة ، وليس بحل سليم لجريمة ما. إذ حلَّ الجريمة بجريمة أخرى، ولا يفعل ذلك إلا إنسان غبى أو قاصر التفكير، أو قليل الحيلة. وكل هذا ينفى عن الرب صفة الألوهية، لمصلحة الشيطان!!
              وهل بعد أن انتحر الرب (من أجل أكل اثنين من شجرة حرمت عليهما) زالت الجريمة وعمَّ السلام على الأرض؟ لا. فالجريمة مازالت موجودة ، ومازال الملايين يعصون الله تعالى. يعلم الرب ذلك وقال إن بنى آدم خطَّاء، (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) أخبار الأيام الثانى 6: 36؛ فلماذا يقتل ابنه أو ينتحر ليغفر للبشر جريمة لم يقترفونها وألصقها هو بهم؟
              متى 23: 27 (وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ.)
              مرقس 7: 16 (16إِنْ كَانَ لأَحَدٍ أُذْنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.)
              مرقس 9: 44 و46 (44حَيْثُ دُودُهُمْ لاَ يَمُوتُ وَالنَّارُ لاَ تُطْفَأُ.)
              مرقس 11: 26 (26وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا أَنْتُمْ لاَ يَغْفِرْ أَبُوكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ أَيْضاً زَلاَّتِكُمْ».)
              مرقس 15: 28 (28فَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ».)
              لوقا 9: 55-56 (55فَالْتَفَتَ وَانْتَهَرَهُمَا وَقَالَ: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا! 56لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ بَلْ لِيُخَلِّصَ». فَمَضَوْا إِلَى قَرْيَةٍ أُخْرَى.)
              لوقا 17: 36 (36يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ فَيُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ».)
              لوقا 23: 17 (17وَكَانَ مُضْطَرّاً أَنْ يُطْلِقَ لَهُمْ كُلَّ عِيدٍ وَاحِداً)
              يوحنا 5: 4 (4لأَنَّ ملاَكاً كَانَ يَنْزِلُ أَحْيَاناً فِي الْبِرْكَةِ وَيُحَرِّكُ الْمَاءَ. فَمَنْ نَزَلَ أَوَّلاً بَعْدَ تَحْرِيكِ الْمَاءِ كَانَ يَبْرَأُ مِنْ أَيِّ مَرَضٍ اعْتَرَاهُ.)
              والغريب أنك تجد كل هذه الفقرات المحذوفة فى أغلب النصوص اليونانية المتبقية لدينا اليوم.
              ومن الجدير بالذكر أن النسخة الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة NASB طبعة عام 1972 قد حذفتها، إلا أنها أرجعتها مرة أخرى فى طبعة عام 1977. ثم حذفتها ومازالت غير موجودة فى طبعاتها الحديثة!
              وعلى ذلك على المسيحى أن يشترى كل طبعة من الكتاب المقدس حتى يعلم آخر تطورات الحذف والزيادة، وحتى لا يعتقد أن الذى حذفته الكنيسة من الكتاب المقدس مازال مقدسًا!!
              فهل من مُبرر لذلك إلا أن كتاب الرب يتعرض لأهواء علماء النصوص ومن وراءهم؟
              وهل من منطق غير أن هذه النصوص من تأليف أناس لم يوح إليهم؟
              وهل من الإيمان أن يشك المرء فى قدرة الرب على القيام بعمل لا تشوبه شائبة، ولا يُحتمل معه الخطأ ولو بأقل نسبة ممكنة، أو اتهام الرب بالإهمال أو ترك كتابه لُعبة فى أيدى الناس؟
              أمثلة عن اختلاف مخطوطات الكتاب المقدس:
              وهذه أمثلة على بُعد هذه المخطوطات عن وحى الرب أو حمايته لها:
              المثال الأول: متى 6: 13 (.... لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ.)
              من المعروف أن صلاة يسوع تنتهى بهذا القول، إلا أنك تجده موجود فى 990 مخطوطة، وحُذف فى عشر مخطوطات فقط! أى إن وجوده يُمثل الأغلبية بنسبة 99% من ألف مخطوطة. فأى إنسان هذا المسوق بروح الشيطان قد حذف نصًا يُمثل الأغلبية؟
              ومع ذلك فإن عدم وجوده فى هذا القدر البسيط من المخطوطات ليدل على عدم تعهُّد الرب بحفظ هذه المخطوطات، وأنَّ تكوين الكتاب الذى يقدسونه يخضع لقرار كبار رجال الكنيسة!!
              فقد ذكرت فى الديداكى (150م) والدياتسرون (170م) أى 200 سنة قبل السينائية والفاتيكانية، وذكرت أيضًا فى النسخ القديمة الآتية: النسخة اللاتينية القديمة (200م)، والبشيطا السريانية (250م) والهرقليانية Harclean والكيورونية Curetonian والفلسطينية والقبطية والغوطية والأرمينية والأثيوبية.
              وعلى الرغم من ذلك فقد حذفتها النسخة السينائية والنسخة الفاتيكانية، والنسخة العالمية الحديثة وترجمة الآباء اليسوعيين والترجمة العربية المشتركة، بينما تذكرها النسخة الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة بين قوسين.
              فما هو معيار الرب فى انتقاء نصوص كتابه من بين هذه المخطوطات؟
              وما هو معيار علماء الكتاب المقدس الذى حددوه لإنتقاء النصوص التى يعتبرونها مقدسة ومن وحى الرب؟
              وأى النسخ هى الأصح والتى أوحى بها الرب؟
              فإذا كانت النسخة السينائية أو الفاتيكانية هى من وحى الرب فما مصير من آمن بالنسخة القبطية أو الأرمينية أو غيرها من النسخ على أنها وحى الرب؟
              وإذا كانت النسخ الأقدم هى التى أوحى بها الرب فما مصير من يؤمن حاليًا من المسيحيين بالترجمات التى تعتمد على هاتين المخطوطتين؟
              وإذا كان هذا الاختلاف فقط فى صلاة الرب، فأى حفظ هذا الذى أولاه الرب لكتابه ولكلامه؟
              ومازلت أكرر هذا السؤال: هل الرب الذى لم يتمكن من الحفاظ على حياته، وكان يصرخ متضجرًا من إلهه، يائسًا منه ، معاتبًا له ، صائحًا: (لما تركتنى؟) قادر على حفظ كتابه؟
              وهل الإله الذى أسره الشيطان أربعين يومًا فى الصحراء قادر على حماية كتابه من الشيطان وأعوانه؟
              وهل الإله الذى اقترعوا على ملابسه قادر على أن يحفظ كلامه أو كتابه؟ وها نحن قد رأينا أمثلة على تخاذل الإله فى حفظ ما يسمونه كتابه!!
              المثال الثانى: متى 6: 2-3 (2فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُصَوِّتْ قُدَّامَكَ بِالْبُوقِ كَمَا يَفْعَلُ الْمُرَاؤُونَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي الأَزِقَّةِ لِكَيْ يُمَجَّدُوا مِنَ النَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ! 3وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَنَعْتَ صَدَقَةً فَلاَ تُعَرِّفْ شِمَالَكَ مَا تَفْعَلُ يَمِينُكَ)
              تحذف الفاتيكانية والسينائية معظم الجملة الثانية، وكل الجملة الثالثة، إلا أن النسخة الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة تذكر هذه الكلمات دون أدنى إشارة مرجعية تشير إلى ذلك، وكذلك تفعل الترجمة العربية المشتركة وترجمة الآباء اليسوعيين. بينما ذكرت النسخة الدولية الحديثة فى الهامش السفلى للصفحة أن هذه الكلمات ”غير موجودة فى بعض المخطوطات القديمة“. بينما أبقت عليهما الترجمة اليسوعية والترجمة العربية المشتركة.
              المثال الثالث: متى 17: 20 (20فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ.)
              فهناك خطأ مازال متداولا فى النسخة الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة والنسخة الدولية الحديثة، وجاء هذا الخطأ نتيجة لما ذكرته النسخة السينائية والنسخة الفاتيكانية. فعندما لم يتمكن التلاميذ من إخراج الشياطين سألوا يسوع عن سبب ذلك فأخبرهم قائلاً: (لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ) متى 17: 20
              فهذا الموقف يصورهم أنهم لا إيمان لهم مطلقًا،وقد أوضح ذلك بأن نفى عنهم وجود (مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ) من الإيمان. ومع ذلك فإن كل من النسخة السينائية والفاتيكانية يذكران كلمة (لقلة إيمانكم) بدلا من (لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ)، وهكذا تقول النسخة الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة والنسخة الدولية الحديثة ونسخة الآباء اليسوعيين والترجمة العربية المشتركة.
              فإذا كان إيمانهم قليل جدًا ، فقد كان يمكنهم القيام بهذا العمل، لأن يسوع يخبرهم أنهم يحتاجون فقط لما مقداره (مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ) من الإيمان ليقوموا بهذه الأعمال، وبالطبع فإن القليل الذى ذكرته التراجم الحديثة كان يكفيهم لهذا العمل، لأنه أكثر بأى حال من الأحوال من مثقال ذرة. وعلى ذلك جعلت التراجم الحديثة التى سايرت النسخة السينائية والفاتيكانية كلام يسوع هزؤ لا قيمة له. والأقرب للصواب أنهم لم يتمكنوا من القيام بهذه الأعمال لعدم إيمانهم بالمرة!!
              ووافقت الترجمة اليسوعية والترجمة العربية المشتركة على تغيير لفظة (لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ) إلى (لِقلِّةِ إِيمَانِكُمْ)، وبالتالى أوقعت نفسها هذه الطبعة فى تناقض: فكيف يكون لهم إيمان قليل، وهو ينفى بعدها حتى وجود ما مقداره حبة الخردل؟
              المثال الرابع: متى 27: 49 (49وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَقَالُوا: «اتْرُكْ. لِنَرَى هَلْ يَأْتِي إِيلِيَّا يُخَلِّصُهُ»)
              وهنا يوجد خطأ كبير وقعتا فيه المخطوطتان السينائية والفاتيكانية وذلك بأن ذكرا أنه (وتقدم واحد آخر وطعنه بحربة فى جنبه، وللوقت خرج ماء ودم).
              وقد تجنب هذا الخطأ الطبعات الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة والنسخة الدولية الحديثة والنسخة القياسية المراجعة والترجمة العربية المشتركة وترجمة الآباء اليسوعيين. إلا أن النسخة القياسية المراجعة تذكره فى هامش الصفحة السفلى قائلة: (بعض المخطوطات القديمة تضيف: وتقدم واحد آخر وطعنه بحربة فى جنبه، وللوقت خرج ماء ودم)
              فقراءة السينائية والفاتيكانية تؤكدان أن هناك رجل يقتل الرب، فضلا عن الرب قد سلم روحه من تلقاء نفسه إلى يد أبيه طواعية. فهذه القراءة تؤكد أن يسوع قد مات مقتولا فى نفس هذه اللحظة، إلا أننا نرى من الفقرات التالية ومن الأناجيل الأخرى أنه مازال حيًّا يواصل الحديث قائلاً: (46وَنَادَى يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «يَا أَبَتَاهُ فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي». وَلَمَّا قَالَ هَذَا أَسْلَمَ الرُّوحَ.)
              وقائلاً: (30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوعُ الْخَلَّ قَالَ: «قَدْ أُكْمِلَ». وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) يوحنا 19: 30، فإلى هنا نرى أن يسوع قد أسلم روحه طواعية إلى بارئها.
              إلا أننا نواصل القراءة فى يوحنا 19: 34 (34لَكِنَّ وَاحِداً مِنَ الْعَسْكَرِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَةٍ وَلِلْوَقْتِ خَرَجَ دَمٌ وَمَاءٌ.).
              فمن الواضح أن أحد الكتَّاب المُهملين أخذ هذه القراءة من إنجيل يوحنا ووضعها فى إنجيل متى 27: 49، حيث لا قيمة لها فى هذا الموضع. وهى بصفة عامة غير موجودة فى طبعة الفاندايك ، ولا اليسوعية ، ولا العربية المشتركة.
              والآن فإن هذه القراءة وجدت فى أقدم وأفضل مخطوطتين ، والتى بنيا عليهما معظم التراجم الحديثة.
              المثال الخامس: مرقس 1: 2 (2كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ.)
              وتقوله ترجمة الآباء اليسوعيين والترجمة العربية المشتركة أنه مكتوب فى سفر أشعياء وليس فى الأنبياء كما تقول ترجمة الفاندايك: (2كُتِبَ في سِفرِ النَّبِيِّ أَشَعيا: ((هاءنذا أُرسِلُ رَسولي قُدَّامَكَ لِيُعِدَّ طَريقَكَ.)
              ونسخة الملك جيمس تقول: (كما هو مكتوب فى الأنبياء: إنى أرسل رسولى أمام وجهك ليمهد الطريق أمامك ...) ولدينا هنا نبيان مختلفان أحدهما النبى ملاخى ، والآخر هو النبى إشعياء. وهذا هو السبب الذى جعلهما يكتبانها (الأنبياء) على الجمع، وهذه هى قراءة معظم النصوص اليونانية. فقد وجدت فى نسخ كثيرة قديمة، واستشهد بها إيريناوس وترتليان، اللذان يرجع تاريخ وجودهما إلى عام 150 قبل أن ترى المخطوطة السينائية أو الفاتيكانية النور.
              إلا أن النسخة الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة والنسخة الدولية الحديثة تذكران هذه الفقرة دائما على أن النبوءة جاءت من أشعياء كما تقولها الترجمة اليسوعية والترجمة العربية المشتركة، على الرغم من أن جزء من هذا الاستشهاد قد جاء من أشعياء والجزء الآخر جاء من ملاخى.
              وهذا الخطأ الذى وقعت فيه التراجم الحديثة منشأه المخطوتان السينائية الفاتيكانية. فهاتان المخطوتان تستبدلان كلمة (الأنبياء) بكلمة (أشعياء) ويحذفان (أمام وجهك).
              وتنفرد السينائية بحذف عبارة (ابن الله) من الفقرة الأولى، وتُبقى عليها الفاتيكانية. على الرغم من أن ترجمة الآباء اليسوعيين تقول فى شأنها بعد أن وضعتها من متن النص: ”«ابن الله» لا يرد هذا اللقب فى جميع المخطوطات. لكنه يعبر على كل حال عن فكر مرقس. مع أن الله كشفه (1/11 و9/7) والشياطين أذاعوه (3/11 و5/7)، لا بدَّ أن يبقى مكتومًا. لكن يسوع قبله فى أثناء محاكمته 14/61-62)، وقد ورد على لسان رجل وثنى بعد موت يسوع 15/39).“
              وقال هامش الترجمة العربية المشتركة: ”لا نجد فى بعض المخطوطات عبارة ابن الله“.
              فعلى الرغم من أن هذا اللقب لا يرد فى جميع المخطوطات، وأن هذا يعبر عن فكر مرقس، وأن الشياطين هم الذين أذاعوه وورد على لسان رجل وثنى إلا أنه جزء من الكتاب المقدس ، وضعوه على لسان الرب ، وأصبح جزءًا من كلامه!!
              وإذا أمعنا التفكير فى إذاعة الشياطين له: (41وَكَانَتْ شَيَاطِينُ أَيْضاً تَخْرُجُ مِنْ كَثِيرِينَ وَهِيَ تَصْرُخُ وَتَقُولُ: «أَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ!» فَانْتَهَرَهُمْ وَلَمْ يَدَعْهُمْ يَتَكَلَّمُونَ لأَنَّهُمْ عَرَفُوهُ أَنَّهُ الْمَسِيحُ.) لوقا 4: 41 ، وتدبرنا هل تفعل الشياطين الخير أو تقول الحق؟ بالطبع لا.
              فإن كان الحق أن يسوع هو ابن الله ، فلماذا أراد أن يكتم الحق عن الناس؟ فالشياطين إذن كانوا أبر وأحكم منه!!
              وإن كان يسوع هو ابن الله بالحق ، فإن المخطوطات التى تعولون عليها قد حُرفت بحذف هذه اللفظة منها ، وجاء هذا مصداقًا لما طلبه يسوع من الشياطين. وعلى ذلك فإن النسَّاخ الذين حذفوا هذه العبارة من المطيعين ليسوع!!
              وإن عدم وجود لفظة (ابن الله) فى جميع المخطوطات ليدل على أنه حُرِّف الكتاب الذى تقدسونه بإضافتها إليه، والقول بما نهى يسوع الشياطين عنه!!
              وإن كان الشياطين قد أرادوا بذلك إضلال الناس ، فقد ضللتم وقلتم بقولهم وتمسكتم بما نهاهم يسوع عنه!!
              المثال السادس: مرقس 6: 22 (22دَخَلَتِ ابْنَةُ هِيرُودِيَّا وَرَقَصَتْ فَسَرَّتْ هِيرُودُسَ وَالْمُتَّكِئِينَ مَعَهُ. فَقَالَ الْمَلِكُ لِلصَّبِيَّةِ: «مَهْمَا أَرَدْتِ اطْلُبِي مِنِّي فَأُعْطِيَكِ».)
              فالمتتبع للنص يجد أن الذى دخل على هيرودس هى ابنة هيروديا وهى التى تزوجها، وقتل بسببها يوحنا المعمدان. وتابعتها فى ذلك الترجمة العربية المشتركة وترجمة الآباء اليسوعيين. إلا أن الترجمة الأخيرة ذكرت فى هامش الصفحة ”قراءة مختلفة: «ابنته هيروديّا»“، وقريبا من ذلك ذكر هامش الترجمة العربية المشتركة.
              إلا أن النسخة السينائية والفاتيكانية يذكران أن التى دخلت عليه هى (ابنته هيروديا). أى جعلا هيروديا ابنة هيرودس.
              المثال السابع: تقول ترجمة الفاندايك: لوقا 1: 26 (26وَفِي الشَّهْرِ السَّادِسِ أُرْسِلَ جِبْرَائِيلُ الْمَلاَكُ مِنَ اللهِ إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ الْجَلِيلِ اسْمُهَا نَاصِرَةُ)
              ووافقتها الترجمة اليسوعية والترجمة العربية المشتركة على هذه الترجمة. إلا أن النسخة السينائية تذكرها (مدينة من مدن اليهودية، اسمها الناصرة)، وهذا خطأ جغرافى واضح ، جعل الترجمة العربية المشتركة وترجمة الآباء اليسوعيين يحجمون عنه. وهو خطأ جغرافى واحد من العديد من الأخطاء التى تؤكد أن هذه الأناجيل لم يكتبها إنسان يعرف فلسطين. فالناصرة توجد حاليا فى الجليل ، وليست فى اليهودية كما قالت النسخة السينائية. يؤخذ أيضًا فى الاعتبار أن الناصرة لم تكن مدينة ولكنها كانت قرية.
              لكن هل كانت هناك قرية أو مدينة بهذا الاسم وقت يسوع؟
              يقول متى: (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) متى 2: 23 ، ولا وجود لمثل هذه النبوءة فى العهد القديم ولا فى كتب الأنبياء كلها. فهل كانت موجود طبقًا لكلام يسوع وحُذفت؟ فإن كان الوضع كذلك لقلنا: إن الرب لم يتمكن من الحفاظ على كلامه، بل تدخلت يد الشيطان لتُثبت كذب نبوءة يسوع!! وإن لم تكن موجودة من الأصل، فقد كذب يسوع أو كتبة الأناجيل، وما جاز لنا القول بتحريف كتاب الرب، حيث تكون هذه الكتب لا علاقة لها بالرب من الأساس!!
              ويقول هامش ترجمة Einheitsübersetzung : (لا وجود لمثل هذه النبوءة فى العهد القديم أو الجديد)
              فقال فيها التفسير التطبيقى للكتاب المقدس ص 1871: (لا يسجل العهد القديم بصورة محددة هذه العبارة ”سيدعى ناصرياً“، ومع هذا فكثير من العلماء يعتقدون أن متى كان يشير إلى نبوة غير مدونة فى الكتاب.) وعلى هذا الأمر يرد Barnes فى تعليقه على هذا النص من موقع e-Sword أن هذا الكلام غير مقنع.
              وتقول الترجمة اليسوعية ص 40: (يصعب علينا أن نعرف بدقة ما هو النص الذى يستند إليه متى ، فاللفظ المستعمل لا يدل على أحد سكان الناصرة ولا على أحد أعضاء شيعة الناصريين ، بل يرى متى فيه لفظاً يُعادل لفظ الجليل (26/96). ويجوز أن نفهم هنا: “الذى فى الناصرة” (21/11) ، وراجع يو 1/45 ورسل 10/38). ولربما أراد متى أن يشير به إلى “قدوس الله” المثالى ، إلى “النذير” (قض 13/5 ، وراجع 16/17 ومر 1/24).
              وتقول الترجمة العربية المشتركة ص 6: (ناصرياً: نسبة إلى الناصرة. بهذا الاسم لقب يسوع (21: 11) والمسيحيون الأولون (اع 24: 5).
              أما بالنسبة لعلم الآثار فهو لا يعترف بوجود مثل هذه القرية الإنجيلية فى زمن بعثة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام. فهى لم تُذكر قط فى العهد القديم، على الرغم من أن سفر يشوع 19: 10-16 قد ذكر اثنتى عشرة مدينة، وستة قرى من نصيب سبط زوبولون،ومع ذلك فلم يعرف شيئاً عن الناصرة، وليس لها وجود فى كتابات الربانيين.
              كما لم تظهر فى كتابات من كتبوا عن تاريخ وجغرافيا فلسطين حتى القرن الرابع الميلادى. فلم يذكرها كل من فيلو الفيلسوف اليهودى السكندرى ، كما لم يعرف عنها شيئًا المؤرخ اليهودى يوسيفوس، فتجده يذكر الكثير عن الجليل (900 ميلاً مربعًا)، إلا أنه لا يعرف شيئًا عن هذه المدينة. فقد ذكر 45 مدينة وقرية فى الجليل من المدن والقرى الهامة وغير الهامة فى كتابيه ”الحروب اليهودية“ و”تاريخ اليهود“. كذلك تجده يذكر قرية يافا الواقعة جنوب الناصرة على بعد ميل واحد من الجنوب الغربى، والتى عاش هو نفسه فيها.
              وجدير بالذكر أن هذين المؤرخين عاصرا زمن عيسى عليه السلام.
              كما لا نجد لها وجود فى كل رسائل بولس، وباقى كتب العهد الجديد التى كتبت قبل زمن تدوين الأناجيل.
              ولم يعرف التلمود عنها شيئًا، على الرغم من أنه ذكر 63 مدينة فى الجليل. كذلك لم يظهر اسمها فى أدب الربانيين. فتجد أن رسائل الربانى Sollys قد ذكرت يسوع 221 مرة ، ولم تذكر الناصرة مرة واحدة.
              كذلك لم يعرفها أحد من المؤرخين القدماء أو الجغرافيين، ولم يرد ذكرها إلا ابتداءً من القرن الرابع الميلادى.
              كذلك تقول المواقع المذكورة أدناه إن مدينة الناصرة تقع على الشاطىء الغربى لبحيرة طبرية. بينما كان يعيش عيسى عليه السلام فى مدينة أخرى شرق بحيرة طبرية. ونلمس ذلك على سبيل المثال من قول متى: (34فَلَمَّا عَبَرُوا جَاءُوا إِلَى أَرْضِ جَنِّيسَارَتَ) متى 14: 34 ومثله (مرقس 6: 53). ومعلوم أن جنيسارت تقع غربى البحيرة ، وهذا معناه أن بلدته تقع شرق البحيرة. حيث مرتفعات الجولان.
              يقول لوقا: (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ .. .. .. .. 14وَرَجَعَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلَى الْجَلِيلِ وَخَرَجَ خَبَرٌ عَنْهُ فِي جَمِيعِ الْكُورَةِ الْمُحِيطَةِ.) لوقا 4: 1 ، 14.
              ومعنى هذا أنه كان يسكن بالقرب من شاطىء بحيرة طبرية.
              إضافة إلى ذلك حاول القوم قذفه من أعلى أحد الجبال هناك: (28فَامْتَلَأَ غَضَباً جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ حِينَ سَمِعُوا هَذَا 29فَقَامُوا وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْمَدِينَةِ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى حَافَّةَِ الْجَبَلِ الَّذِي كَانَتْ مَدِينَتُهُمْ مَبْنِيَّةً عَلَيْهِ حَتَّى يَطْرَحُوهُ إِلَى أَسْفَلُ. 30أَمَّا هُوَ فَجَازَ فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى.) لوقا 4: 28-30
              وهاتان العلامتان لاتتوفران فى مدينة الناصرة (كما يقول العميد مهندس جمال الدين شرقاوى)، إذ أن المسافة بينها وبين شاطىء البحيرة لا تقل عن مسيرة يومين صعوداً وهبوطاً للمرتفعات، التى يجتازها القادم من الناصرة إلى البحيرة. كما أن الأناجيل تذكر لنا صراحة أن المسيح عليه السلام بعد تعميده على يد المعمدان عاد إلى الجليل وسكن فى بلدة كفر ناحوم (متى 4: 13؛ مرقس 2: 1؛ 9: 33) وفى (متى 9: 1) يُذكر أن اسم بلدة يسوع هى كفر ناحوم قريبة من شاطىء البحيرة ، وتقع فى منطقة جبلية أيضاً ، ولكنها غربى البحيرة أيضاً.
              وعندما نرجع لأصل الكلمة اليونانية نجدها (ن ص ر)، وهى بذلك تشير إلى اسم مكان (الناصرة) وقد أثبتنا عدم وجود مثل هذا المكان زمن حياة عيسى عليه السلام إلى بداية القرن الرابع ، أو تشير إلى نصرة التلاميذ ومناصرتهم له ، وهذا لم يحدث ، فقد تخلوا عنه فى كل مواقفه الجادة، فلم ينصروه حينما حاول اليهود رميه من أعلى الجبل، وتخلوا عنه وقت القبض عليه، أو تشير إلى نصرة المدينة وشعبها له، وهذا أيضاً لم يحدث ، فلم يدخلها بعد رسالته إلا مرة واحدة (تبعاً لأقوال الأناجيل) ، وأرادوا قتله فيها رمياً من أعلى الجبل (لوقا4: 28-30) أو تشير إلى اسم دين ، فيكون بذلك يسوع النصرانى. وهو فى هذه الحالة شخص آخر من أتباع النصرانية وليس عيسى ابن مريم نبى الله ورسوله مؤسس النصرانية(؟).
              وعلى ذلك فقد كان تلاميذ عيسى عليه السلام من النصارى التى ترجمت بالناصريين أى نسبة إلى مدينة الناصرة (أعمال الرسل 24: 5) على الرغم من أنه ولم يكن أحد منهم من مدينة تُدعى الناصرة. هذا وتشهد وثائق التاريخ أن يسوع كان يُعرف باسم يسوع النصرانى وليس الناصرى.
              راجع تعليق قاموس ISBE على كلمة (Nazirite) وكلمة (Nazarene) وكلمة (Nazareth)
              راجع أيضاً: http://www.jesusneverexisted.com/nazareth.html
              راجع أيضاً كتب ع.م. جمال الدين شرقاوى (يسوع النصرانى مسيح بولس) و(قضايا جديدة فى المسيحية والإسلام ج2 ص7-17)
              المثال الثامن: تقول ترجمة الفاندايك: لوقا 10: 1 (1وَبَعْدَ ذَلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ.)
              وخالفتاه الترجمة العربية المشتركة وترجمة الآباء اليسوعيين وذكرتاه (اثنين وسبعين)، وقد وافقتها النسخة الفاتيكانية، التى تذكرها أيضًا (72)، ووافقتها الترجمة الدولية الحديثة، وخالفا السبعينية التى تخالف هنا الفاتيكانية، فتذكرها (70)، ووافقتها الترجمة الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة.
              وقد قالت ترجمة الآباء اليسوعيين فى هامشها تعليقًا على هذا التخبُّط: ”فى كثير من المخطوطات، «سبعين» (وفى الآية 17 أيضًا). لا شك أن القرائن تدلنا على عدد الأمم الوثنية، كما يجده الدين اليهودى فى تك 10، بحسب النص العبرى(70) أو النص اليونانى (72). ويتبع لوقا النص الأخير، علمًا بأن الرسالة إلى الوثنيين لن تبدأ إلا بعد الفصح والعنصرة (24/47 ورسل 1/8) لكنه يريد هنا أن يرسم صورة مسبقة رَمزيّة لتلك الرسالة.“
              فى الحقيقة إنها كارثة يعبر عنها اختلاف المخطوطات، فالذى تجده فى العبرية 70 يُزاد عليها فى اليونانية وتصبح 72 ، وينتقى لوقا ما يحلو له ، ثم ينتقى المترجمون أيضًا ما يروق لهم ليثبتوه فى تراجمهم. ويُفلسفها الشراح بأن لوقا أراد الرمزية، ونسوا أن هذا ينبغى أن يكون وحى الرب، فلو أراد الرب الرمزية لذكرها 72، ولو ذكرها 70 لأخطأ الرب فى مراده، أو لحرف المترجمون والنساخ كتاب الرب!! فمن فيهم المخطىء: الرب أم لوقا أم النسَّاخ أم الكل؟
              المثال التاسع: تقول ترجمة الفاندايك: يوحنا 7: 8-10 (8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9قَالَ لَهُمْ هَذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.) ووافقتها الترجمة العربية المشتركة والآباء اليسوعيين.
              لقد قرر يسوع ألا يصعد إلى العيد، إلا أنه صعد بالفعل بعد أن صعد اخوته. فالمخطوطة السينائية ونسخة الملك جيمس تذكران أنه صعد إلى العيد، وأكدت ذلك النسخة العالمية الحديثة والمخطوطة الفاتيكانية والنسخة الأمريكية الحديثة القياسية المنقحة. وبذلك فقد جعلوا يسوع كاذبًا.
              ونرى فى الفقرات الثلاثة هذه أن كلمة ”هذا“ فى قوله ”هذا العيد“ قد حُذفت فى الفاتيكانية ، وأبقت عليها السينائية والأمريكية الحديثة القياسية المنقحة والعالمية الحديثة. وهناك خلاف آخر وهو أن الفاتيكانية والأمريكية الحديثة القياسية المنقحة تذكران كلمة ”لهم“ ، بينما أسقطتها السبعينية والعالمية الحديثة.
              وكذلك ذكرت الفاتيكانية والأمريكية الحديثة القياسية المنقحة كلمة ”كأنه“ ، بينما أسقطتها السبعينية والعالمية الحديثة. كذلك فعلت الترجمة العربية المشتركة وترجمة الآباء اليسوعيين فقالت اليسوعية: (10ولَمَّا صَعِدَ إِخوَتُه إِلى العيد، صَعِدَ هو أَيضاً خُفيَةً لا عَلانِيَةً)
              المثال العاشر: تقول ترجمة الفاندايك: يوحنا 17: 15 (15لَسْتُ أَسْأَلُ أَنْ تَأْخُذَهُمْ مِنَ الْعَالَمِ بَلْ أَنْ تَحْفَظَهُمْ مِنَ الشِّرِّيرِ.)، واتفقت معها الترجمة العربية المشتركة وترجمة الآباء اليسوعيين. إلا أن المخطوطة الفاتيكانية تذكرها بقولها (لا أسألك أن تأخذهم من الشرير)!! ولك أن تتخيل الفرق بين المعنيين. فالأول يدعوا الله لهم بالحفظ من الشيطان ، والفاتيكانية تسأله أن يتركهم للشيطان!!
              المثال الحادى عشر: تقول ترجمة الفاندايك: كورنثوس الأولى 13: 3 (3وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئاً.)
              وتقول ترجمة الآباء اليسوعيين: (3ولَو فَرَّقتُ جَميعَ أَموالي لإِِطعامِ المَساكين، ولَو أَسلَمتُ جَسَدي لِيُحرَق, ولَم تَكُنْ لِيَ المَحبَّة، فما يُجْديني ذلكَ نَفْعًا.)
              وتقول الترجمة العربية المشتركة: (3ولَو فَرَّقتُ جَميعَ أَموالي وسلمتُ جسدى حتى أفتخر ، ولا محبَّة عندى ، فلا ينفعنى شىء)
              والفرق واضح فى الترجمات العربية المختلفة ولا يحتاج لتعليق. إلا أن السينائية والفاتيكانية تذكرانها (أعطى جسدى لكى أفتخر) موافقة بذلك الترجمة العربية المشتركة فقط.
              المثال الثانى عشر: تقول ترجمة الفاندايك: كورنثوس الأولى 13: 5 (5وَلاَ تُقَبِّحُ وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا وَلاَ تَحْتَدُّ وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ)
              وتقول ترجمة الآباء اليسوعيين: (5ولا تَفعَلُ ما لَيسَ بِشَريف ولا تَسْعى إِلى مَنفَعَتِها، ولا تَحنَقُ ولا تُبالي بِالسُّوء،)
              وتقول الترجمة العربية المشتركة: (5المحبة لا تُسىء التصرف، ولا تطلب منفعتها، ولا تحتد، ولا تظن السوء.)
              وهناك فرق فى الترجمة العربية بين ألا تظن السوء أى لا يخرج الظن السىء منك، وبين ألا تبالى بالسوء الموجود بالفعل والذى اقترفه الآخرون بك أو بغيرك!!
              هذا وتقولها النسخة السينائة (المحبة هى ألا تطلب منفعتها)، بينما تنفرد الفاتيكانية بقولها: (المحبة هى أن تطلب ما ليس لها)، وبذلك تكون الفاتيكانية قد قلبت المعنى رأسًا على عقب، وأرادت النقيض تمامًا.
              المثال الثالث عشر: تقول ترجمة الفاندايك: كورنثوس الأولى 15: 51 (51هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا وَلَكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ)
              وتقول الترجمة اليسوعية: (51 وأَنِّي أَقولُ لَكم سِرًّا: إِنَّنا لا نَموتُ جَميعًا، بل نَتَبدَّلُ جَميعًا،)
              وتقول الترجمة العربية المشتركة: (واسمعوا هذا السر: لا نموت كلنا، بل نتغير كلنا)
              وتقول السينائية هذا السر بالنقيض تمامًا ، فتقول: (سنرقد كلنا ، لكن لن يتغر الكل)
              فما هى المخطوطة الواحدة التى التزموا بالترجمة منها؟ أليس عملية الإنتقاء من المخطوطات المختلفة التى يقومون بها لدليل على أنهم لا يوافقون على المحتوى الكامل لكل مخطوطة ولا يقرون بالموجود به إلا بعد الإنتقاء والتغيير والإنتقال من مخطوطة لأخرى، حتى يجدوا ضالتهم؟ أليس هذا امتداد لما كان يفعله النسَّاخ المحرفون؟
              المثال الرابع عشر: تقول ترجمة الفاندايك: كورنثوس الأولى 15: 54-55 (54وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: «ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ». 55أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟)
              ترجمة الآباء اليسوعيين: (54 ومتَى لَبِسَ هذا الكائِنُ الفاسِدُ ما لَيسَ بِفاسِد، ولَبِسَ الخُلودَ هذا الكائِنُ الفاني، حينَئذٍ يَتِمُّ قَولُ الكِتاب: ((قدِ ابتَلَعَ النَّصْرُ المَوت)) فأَينَ يا مَوتُ نَصْرُكَ؟ وأَينَ يا مَوتُ شَوكَتُكَ؟)
              وتقول الترجمة العربية المشتركة: (54ومتَى لَبِسَ هذا المائت ما لا يموت، ولَبِسَ هذا الفانى ما لا يفنى، تِمَّ قَولُ الكِتاب: «الموت ابتلعه النصر». فأَينَ نصركَ يا مَوتُ؟ وأَينَ يا مَوتُ شَوكَتُكَ؟) والنسخة السينائية تؤكد هذه التراجم، إلا أن المخطوطة الفاتيكانية بها قراءة مختلفة تقول: (يُبتلع الموت فى الجدال. أين شوكتك يا موت؟ أين جدالك يا شجاعة؟)

              تعليق

              • abubakr_3
                مُشرِف

                • 15 يون, 2006
                • 849
                • موظف
                • مسلم

                #37
                رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                المثال الخامس عشر: تقول ترجمة الفاندايك: تسالونيك الأولى 2: 7 (7بَلْ كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسَطِكُمْ كَمَا تُرَبِّي الْمُرْضِعَةُ أَوْلاَدَهَا)
                وتقول النسخة اليسوعية: (7مع أَنَّه كانَ مِن حَقِّنا أَن نَفرِضَ أَنفُسَنا لأَنَّنا رُسُلُ المسيح. لكِن لَطَفْنا بِكُم كما تَحتَضِنُ المُرضِعُ أَولادَهما.)
                وتقول النسخة العربية المشتركة: (7مع أنه كان لنا حق عليكم لأننا رسل المسيح، ولكننا حنونا عليكم حنو الأم على أولادها)
                ويُلاحظ الفرق بين هذه التراجم الثلاثة ، فلم تذكر الفاندايك «رسل المسيح» أو «لنا حق عليكم» ، والمشبه به عند الفاندايك واليسوعية هى «المرضعة»، بينما كانت فى الترجمة المشتركة هى «الأم». إضافة إلى قول الفاندايك «تُربِّى»، وقالتها اليسوعية «تحتضن» ، وقالتها المشتركة «حنو».
                وبالطبع فإن كلمة الأم غير المرضعة، ولو تغاضينا عن هذه الكلمة لوجود وجه شبه وهو الحنان ، فلن نتغاضى عن كلمة «رسل المسيح»، التى لا تعرفها ترجمة الفاندايك. فما هو اللفظ الذى تلفظ به الرب وأوحاه لمن كتب هذه المخطوطات؟
                إلا أن السينائية والفاتيكانية قد اتفقتا على نص آخر وهو: (ولكننا أطفال بينكم)، وهذا مغاير تمامًا للمفهوم الذى كتب فى التراجم الثلاثة السابقة. فهم هنا ليسوا برسل المسيح ، ولكنهم كأطفال. وبدلا من أن يكونوا هم الأمهات الحنونة التى تحنوا على أطفالها، كانوا هو الأطفال ، التى تحنوا عليهم أمهاتم. فالمعنى قد تغير 180 درجة.
                المثال السادس عشر: تقول ترجمة الفاندايك: بطرس الثانية 3: 10 (10وَلَكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا.)
                وتقول الترجمة اليسوعية: (10سيَأتي يَومُ الرَّبِّ كما يأتي السَّارِق، فتَزولُ السَّمَواتُ في ذلِكَ اليَومِ بدَوِيٍّ قاصِف وتَنحَلُّ العَناصِرُ مُضطَرِمةً وتُحاكًمُ الأَرضُ وما فيها مِنَ الأَعْمال.)
                وتقول الترجمة المشتركة: (10وَلَكِنْ يوم الرب سيجىء مثلما يجىءُ السارقُ، فتَزُولُ السَّمَاوَاتُ فى ذلك اليوم بدوىِّ صاعقٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ بالنَّار، وتُحاكم الأَرْضُ والأعْمَالُ الَّتِي فِيهَا.)
                وبداية فإن الاختلاف ظاهر بين الفاندايك والترجمة المشتركة من ناحية التى تجعل العناصر تتحلل محترقة ، وبين اليسوعية من ناحية أخرى التى تجعلها تنحلُّ مضطرمة. ثم بين الفاندايك التى تجعل الأرض تحترق بمجىء رب المحبة ، وبين الترجمتين الأخيرتين التى تجعل يوم مجىء الرب هو يوم الحساب للأرض وما عليها، مفنِّدة بذلك قول بولس الذى يجعل الإيمان بيسوع وإياه مصلوبا هو سبب الخلود فى الجنة، لاغيا بذلك الأعمال الصالحة ، التى كان يسوع دائم التأكيد عليها هم ورسله من بعده.
                يقول بولس: (16إِذْ نَعْلَمُ أَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ، بَلْ بِإِيمَانِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، آمَنَّا نَحْنُ أَيْضاً بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِنَتَبَرَّرَ بِإِيمَانِ يَسُوعَ لاَ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ. لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ لاَ يَتَبَرَّرُ جَسَدٌ مَا.) غلاطية 2: 16
                (5وَأَمَّا الَّذِي لاَ يَعْمَلُ وَلَكِنْ يُؤْمِنُ بِالَّذِي يُبَرِّرُ الْفَاجِرَ فَإِيمَانُهُ يُحْسَبُ لَهُ بِرّاً.) رومية 4: 5
                (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
                (20لأَنَّهُ بِأَعْمَالِ النَّامُوسِ كُلُّ ذِي جَسَدٍ لاَ يَتَبَرَّرُ أَمَامَهُ. لأَنَّ بِالنَّامُوسِ مَعْرِفَةَ الْخَطِيَّةِ. 21وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ ظَهَرَ بِرُّ اللهِ بِدُونِ النَّامُوسِ مَشْهُوداً لَهُ مِنَ النَّامُوسِ وَالأَنْبِيَاءِ.) رومية 3: 20-21
                بينما يقول الرب: (26مَلعُونٌ مَنْ لا يُقِيمُ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ لِيَعْمَل بِهَا. وَيَقُولُ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ».) تثنية 27: 26
                وقال: (30اَللهُ طَرِيقُهُ كَامِلٌ. قَوْلُ الرَّبِّ نَقِيٌّ. تُرْسٌ هُوَ لِجَمِيعِ الْمُحْتَمِينَ بِهِ.) مزمور 18: 30
                وقال: (7نَامُوسُ الرَّبِّ كَامِلٌ يَرُدُّ النَّفْسَ. شَهَادَاتُ الرَّبِّ صَادِقَةٌ تُصَيِّرُ الْجَاهِلَ حَكِيماً. 8وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. 9خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا. 10أَشْهَى مِنَ الذَّهَبِ وَالإِبْرِيزِ الْكَثِيرِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَقَطْرِ الشِّهَادِ.) مزمور 19: 7-10
                بينما يقول يسوع: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. 19فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هَذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هَكَذَا يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ فَهَذَا يُدْعَى عَظِيماً فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ.) متى 5: 17-19
                (12فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ افْعَلُوا هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ لأَنَّ هَذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ.) متى 7: 12
                بل هاجم الكتبة والفريسيين دفاعاً عن الناموس، فقال: (23وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُعَشِّرُونَ النَّعْنَعَ وَالشِّبِثَّ وَالْكَمُّونَ وَتَرَكْتُمْ أَثْقَلَ النَّامُوسِ: الْحَقَّ وَالرَّحْمَةَ وَالإِيمَانَ.) متى 23: 23
                ويقول رئيس التلاميذ يعقوب: (10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.) يعقوب 2: 10-11
                وفى الوقت الذى اتفقت فيه ترجمة الفاندايك أن الرض وما عليها سوف تحترق يمجىء الرب، تقول فيه النسخة السينائية والفاتيكانية أنه بمجىء الرب سوف (يُعثر على الأعمال التى عليها)!!
                المثال السابع عشر: ويجب أن ننوه أن المجلد الفاتيكانى ينقصه كتاب رؤيا يوحنا كاملا، وكذلك رسالة تيموثاوس الأولى والثانية، وثيطس ومن منتصف الإصحاح التاسع لسفر العبرانيين إلى نهايته. ومع ذلك نجد قراءات غريبة فى رسالة رؤيا يوحنا فى المخطوطة السينائية.
                تقول ترجمة الفاندايك: الرؤيا 4: 8 (8وَالأَرْبَعَةُ الْحَيَوَانَاتُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا سِتَّةُ أَجْنِحَةٍ حَوْلَهَا وَمِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوَّةٌ عُيُوناً، وَلاَ تَزَالُ نَهَاراً وَلَيْلاً قَائِلَةً: «قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، الرَّبُّ الْإِلَهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي كَانَ وَالْكَائِنُ وَالَّذِي يَأْتِي».)
                وتقول الترجمة اليسوعية: (ولِكُلٍّ مِنَ الأَحْياءِ الأَربَعَةِ سِتَّةُ أَجنِحَةٍ رُصِّعَت ِالعُيونِ مِن حَولِها ومِن داخِلِها، وهي لا تَنفَكُّ تَقولُ نَهارًا ولَيلاً: ((قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوس الرَّبُّ الإِلهُ القَدير الَّذي كاَنَ وهو كائِنٌ وسيَأتي)).
                وتقول الترجمة العربية المشتركة: (ولِكُلٍّ كَائن حَى من هذه الكائنات الحية الأربعة سِتَّةُ أَجنِحَةٍ مُرصِّعَة بِالعُيونِ مِن حَولِها ومِن داخِلِها، وهي لا تَنقطع عن التسبيح لَيل نهارَ: ((قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوس الرَّبُّ الإِلهُ القَدير كاَنَ وكائِنٌ ويَأتي)).
                ولكن المخطوطة السينائية تقول: (قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوس قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوس قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ قُدُّوس الرَّبُّ الإِلهُ القَدير ...)
                المثال الثامن عشر: تقول ترجمة الفاندايك: الرؤيا 7: 4 و14: 3 (4وَسَمِعْتُ عَدَدَ الْمَخْتُومِينَ مِئَةً وَأَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً، مَخْتُومِينَ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ)
                وتقول الترجمة اليسوعية إنهم أيضًا 144000 من أسباط بنى إسرائيل.
                وتقول الترجمة العربية المشتركة إنهم أيضًا 144000 من أسباط بنى إسرائيل.
                إلا أن المخطوطة السينائية تؤكد أنهم فقط 140000 فى الرؤيا 7: 4، بينما فى الرؤيا 14: 3 (141000)
                المثال التاسع عشر: تقول ترجمة الفاندايك: الرؤيا 10: 1 (1ثُمَّ رَأَيْتُ مَلاَكاً آخَرَ قَوِيّاً نَازِلاً مِنَ السَّمَاءِ، مُتَسَرْبِلاً بِسَحَابَةٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ قَوْسُ قُزَحَ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ، وَرِجْلاَهُ كَعَمُودَيْ نَارٍ)
                وتقول الترجمة اليسوعية: (1ورَأَيتُ مَلاكًا آخَرَ قَويًّا هابِطًا مِنَ السَّماء، مُلتَحِفًا بِغَمامة، وعلى رَأسِه هالَة، ووَجهُه كالشَّمسِ ورِجْلاه كَعَمودَينِ مِن نار،)
                وتقول الترجمة العربية المشتركة: (1ورَأَيتُ مَلاكًا آخَرَ جَبَّارًا يَنزلُ مِنَ السَّماء، لابسًا سحابةً، وعلى رَأسِه قَوْسُ قُزَحَ، ووَجهُه كالشَّمسِ ورِجْلاه كَعَمودَينِ مِن نار)
                وإذا ما غضضنا الطرف عن السحابة والغمامة وإذا كان متسربلا بالسحابة أو لابسا سحابة، وقلنا إن هذه ركاكة فى الترجمة. لكننا لن نغض الطرف عن الذى كان يعتلى هذا الملاك الذى نزل من السماء فهل هى هالة أم قوس قزح؟
                وإذا علمت أن المجلد السينائى يذكر أن الذى كان على رأسه هو شعر، أفلا يثبت هذا تحريف المخطوطات؟
                المثال العشرين: تقول ترجمة الفاندايك: الرؤيا 21: 4 (4وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ».)
                وتقول الترجمة اليسوعية: (4 وسيَمسَحُ كُلَّ دَمعَةٍ مِن عُيونِهم. ولِلمَوتِ لن يَبْقى وُجودٌ بَعدَ الآن، ولا لِلحُزنِ ولا لِلصُّراخِ ولا لِلأَلَمِ لن يَبْقى وُجودٌ بَعدَ الآَن، لأَنَّ العالَمَ القَديمَ قد زال)
                وتقول الترجمة العربية المشتركة: (4يَمسَحُ كُلَّ دَمعَةٍ تسيل مِن عُيونِهم. لا يبقى مَوتِ ولا حُزنِ ولا صراخِ ولا وجع، لأَنَّ الأشياء القَديمَة زالت)
                وبغض النظر عن أن الذى مضى وزال هى الأمور أو الأشياء القديمة، فإن الترجمة اليسوعية تذكر أن العالم القديم قد زال، فهل هى نبوءة عن زوال العهد القديم والخلاص من اليهود، وقدوم أرض جديدة وسماء جديدة، وقرب خروج المسِّيِّا بعهده الجديد والأخير؟
                على كل حال ليس هذا موضوعنا، حيث نعالج خصائص نص أقدم مخطوطتين كاملتين، فالمجلد السينائى يذكر هنا أن الذى سيزول هو «الخروف»!!!
                وهنا أتوقف وأتساءل: كيف سيمسح الرب (الخروف تبعا لرؤيا يوحنا 17: 14) دموع الناس، ثم يزول هو نفسه؟ أليس الرب إلهًا سرمديًا؟
                المثال الواحد والعشرين: تقول ترجمة الفاندايك: الرؤيا 21: 5 (5وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيداً». وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ، فَإِنَّ هَذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ».)
                وتقول الترجمة اليسوعية: (5 وقالَ الجالِسُ على العَرْش: (( هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا )) وقال: (( أُكتُبْ: هذا الكَلامُ صِدقٌ وحَقّ )).)
                وتقول الترجمة العربية المشتركة: (5 وقالَ الجالِسُ على العَرْش: (( هاءَنَذا أَجعَلُ كُلَّ شَيءٍ جَديدًا!)) ثم قال لى: (( أُكتُبْ: هذا الكَلامُ صِدقٌ وحَقّ )).)
                ففى الوقت الذى يقول الرب بنفسه إنه سيجدد كل شىء، يقول فى السينائية إنه (سيجعل كل شىء فارغًا)
                استعنت فى هذا المقال إلى حد كبير بكل ما كُتب فى المقال بالموقع الآتى:
                http://ecclesia.org/truth/vaticanus.html
                وما هو هذا النص الذى بين يديك فى طبعة فاندايك؟ إنه النص المسمى بالنص المستلم، والذى اعتمد فيه إيرازموس ست أو ثمان مخطوطات يدوية فقط، ترجع إلى ما بين القرنين الحادى عشر والخامس عشر!! وكان إيرازموس على علم بقيمتهم المتدنية، ولم تشمل مخطوطة منهم العهد القديم بأكلمه. فبالنسبة للأناجيل كانت هناك مخطوطتان، وبالنسبة لسفر الرؤيا مخطوطة واحدة فقط.
                ولك أن تتخيل أنهم حتى القرن الخامس عشر كانوا يكتبون ما يسمونه مخطوطات، ويعتبرونها من أصول الكتاب الذى يقدسونه. ولكى تتأكد من مصداقية النساخ راجع أخلاقيات رجال الكنيسة من القساوسة والرهبان والأسقفة، بل والباباوات أنفسهم، لتتأكد من أن سوء الأخلاق والكذب والزنى والشذوذ الجنسى، والاعتداء على الراهبات، والاعتداءات الجنسية على الأطفال وغيرهم، لا يصدر إلا عن أناس لا يثق فيهم أحد لنسخ أو الاحتفاظ بمخطوطة من مخطوطات الكتاب الذى تقدسه!!
                فهل مازلت تنتقد جمع الأحاديث التى تمت فى القرن الأول الهجرى من أناس عرف عنهم الحفظ، لأنهم كانوا أميون؟ ألم تتعلم فى المدرسة أنهم كانوا يحفظون الأشعار والمعلقات عن ظهر قلب؟ ألم تعلم أنهم إذا سمعوا شعرًا يُتلى عليهم عرفوا من قائله؟
                إن الذى وصلنا من مخطوطات العهد الجديد كان باللغة اليونانية، ولم يصلنا من أصول لها باللغة الأرامية، لغة عيسى عليه السلام، وتلاميذه. وحتى اليونانية التى يُعزى كتابتها للتلاميذ قد فُقدت، وما لدينا هى فقط منسوخات المنسوخات.
                فلا توجد لديك مخطوطة عن كتاب عرف من كاتبها، أو من ناسخها وما دينه وما أخلاقه، وهل كان من الكاذبين أم من غيرهم، ولا من كلفه بالنقل، ولا من حرف فى المخطوطات! ومع كل هذا تعتقد أن المخطوطات محفوظة من التحريف، وهذا هو النهج العلمى لديك فى الحصول على مخطوطات ومراجع لا يرقى إليها الشك!
                وعندما انتشرت المسيحية نسخوا ما لديهم من مخطوطات مرات تلوها مرات. وظهرت أخطاء النسَّخ بمرور الوقت، فهناك أخطاء عفوية: وذلك بأن أخطأ القارىء فى حروف كلمة أو انتقل من سطر إلى سطر، أو أخطاء سماعية. وهناك أيضًا أخطاء متعمدة، وذلك بأن يدخل الناسخ رأيه الذى تؤيده طائفته التى ينتمى إليها، أو ينقل ما بهامشها إلى متن النص نفسه وهكذا. ومع كثرة النسخ ازدادت الأخطاء وتزايدت أكثر وأكثر، حتى إن علماء المخطوطات اليوم ليختلفون فى عدد الأخطاء التى تحتويها هذه المخطوطات. فمنهم من يقول إنها تحتوى على خمسين ألف، ومنهم من يقول مائة ألف، ومنهم من قال مائة وخمسين ألفًا، ومنهم من أوصلها إلى 250000 (ربع مليون) خطأ فى الكتاب المقدس، وهو الدكتور روبرت كيل تسلر فى جريدة Tagesanzeiger اليومية السويسرية الصادرة بتاريخ 18/2/1972.
                وبعد اكتشاف الطباعة تم طباعة الكتاب المقدس بأعداد كبيرة، فأصدر إيرازموس أول طبعة عام 1516 للعهد الجديد باليونانية، وعُرفت هذه الطبعة فيما بعد باسم "النص المستلم".
                وبمرور الوقت اكتُشفَ الكثير من المخطوطات اليدوية، وتبيَّن أن هذا النص الذى يُطلق عليه النص المستلم يختلف اختلافًا كبيرًا عن الكثير من المخطوطات اليدوية القديمة.
                يا رشيد إن الخطأ الذى تقوم به هو أنك ليس لديك معيار واحد تقيس به كل الأمور. ولكن يتغير لديك المعيار ليتسع لعقيدتك وفكرك، لكنه يضيق جدًا ليرفض الآخرين.
                هل تعلم المعيار الذى اتخذه الإمام البخارى وغيره ليجمعوا الأحاديث من من سمعوها عن أصحاب رسول الله أو التابعين؟
                احتاج علماء جمع الأحاديث، المحدثون، إلى أدوات للتدقيق، ما مر بها كتاب من قبل، ولا حتى كتابك الذى تقدسه، فقد اشترطوا معرفة راوى الحديث، وهل هو ثقة، وهل كان من الصحابة، أو التابعين أو تابعى التابعين، لذلك تشمل الأحاديث فى بدايتها على سلسلة عنعنة الحديث، وهذا هو ما نسميه بالسند.
                ثم قاموا بعمل ترجمة لكل راو، أى تتبعوا معلومات عنه، تاريخ مولده، والبلاد التى عاش فيها، والأماكن التى سافر إليها، وموعد تلك السفريات والعودة منها، بل وأسماء من إلتقى بهم فى بلده ومن سمع أو تعلم منهم أو تعلم على أيديهم، كما تشمل ترجمته أيضًا على أخلاقه، وعلمه، ومدى ضبطه وحفظه للأحاديث التى سمعها، إلى وفاته.
                ثم قاموا بعمل كتب أخرى تتناول الجرح والتعديل، حيث يتم فيها فلترة كل ما سبق مِن معلومات: لتكوين التقييم المناسب لكل شخص مِن رواة الآحاديث .. فإذا كان فيه ما يجرح في روايته (كاعتياد الكذب أوالنسيان أو التدليس المتعمد أو غير المتعمد والمقبول وغير المقبول في إسقاط ذكر بعض الرواة من السند أو الوهم والاختلاط .... إلخ فيذكره علماء الجرح والتعديل (بدقة وأمانة في كتبهم) وهو نوع من أنواع الشهادة التي يجوز فيها الغيبة.
                وإذا كان مشهودًا له بعدالة روايته كاستقامة أخلاقه أو علمه الغزير أو قوة ذاكرته وشدة ضبطه لما يسمع فلا يتغير في ذاكرته بمرور الوقت ..... إلخ، ذكر ذلك أيضًا علماء الجرح والتعديل في كتبهم.
                وبالطبع كل عالم كان يختلف عن الآخر حسب سعة اطلاعه وسفره وبلده وزمانه ..
                ومن هنا فدقة حكم كل عالم على رواة الأحاديث: كانت تتناسب مع سعة ما اطلع عليه من تراجم الرواة وجرحهم وتعديلهم وما وصله عنهم من كتب الآخرين وتراجمهم ..
                وهذا أحد أسباب اختلاف بعض العلماء في قبول أو رفض رواية أحد الرواة.. حيث يكون أحدهم قد اطلع على شيء من حاله قد غاب عن الآخر.
                هذا ويُشترط فى الحديث الصحيح خمسة شروط، وهي: اتصال السند، وعدالة الرواة، وضبطهم، وعدم الشذوذ والعلة، وقد شرح العلماء هذه الشروط وبينوا المقصود منها.
                شروط صحة الحديث:
                ويشرح الشيخ محمد حسن عبد الغفار شروط صحة الحديث فيقول:
                الشرط الأول: اتصال السند
                ونقول: اتصال السند معناه: إسناده للنبي صلى الله عليه وسلم، يعني: ينسب للنبي صلى الله عليه وسلم فيكون هذا شرطاً في الحديث الصحيح، وعليه فالشرط الأول: أن يرفع للنبي صلى الله عليه وسلم، أي: أن يكون مرفوعاً ومنسوباً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
                وقولنا: اتصال السند يخرج بذلك المنقطع، وهو ما انقطع من أحد طبقات السند راو واحد. وخرج المعضل وهو ما سقط من أحد طبقات السند راويان على التتابع أو التوالي. وخرج أيضاً المعلق، وهو أن يسقط رجال من أول السند. وخرج المرسل وهو ما سقط فيه رجال من مؤخرة السند. فالاتصال معناه: رواية التلميذ مباشرة عن الشيخ سماعاً بالأذن، أو وجادة، أو كتابة، يقرأ عليه الحديث أو هو يقرأ على المحدث، والمقصود أن اتصال السند لا يكون إلا من التلميذ الذي يروي سماعاً من شيخه. فمثلاً: مالك يقول: حدثني نافع، ونافع يقول: حدثني ابن عمر.مثال آخر: حماد بن زيد يقول: حدثني ثابت البناني حدثني أنس. فمثلاً: إذا جاء بقية فقال: عن فلان، وهو لا يصل إليه مباشرة، قلنا له: لا نقبل حديثك؛ لأنه إن لم يكن الانقطاع حتمياً فهناك احتمال انقطاع؛ لأنك أسقطت الواسطة بينك وبين شيخك، والعلماء قد اشترطوا شرطاً وثيقاً لصحة الحديث، وهو اتصال السند كما سنبين عملياً.
                الشرط الثاني: عدالة الراوي
                الثاني: رواية العدل، والعدالة: ملكة تكون في المرء باعثة له على ملازمة التقوى والمروءة. وهذه المسألة فيها نظر وإن كان أكثر المحدثين عليها؛ لأن التزام هذا الشرط في تعريف العدالة يجعلك لا تجد محدثاً بحال من الأحوال، فلسنا بملائكة فلنا الهنات، ولنا الزلات، ولنا السقطات، وأيضًا المحدثون لهم ذلك، وما من محدث إلا وتجده يهم مرة وتخدش مروءته مرة. فالمسألة أن الحكم على الإنسان يكون على الغالب، وما أروع ما قاله الذهبي: إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، فنحن ننظر إلى الغالب فنقول: هي ملكة في الإنسان تحمله على التقوى والمروءة، وهم قالوا: تحمله على ملازمة التقوى والمروءة. فأسقطنا الملازمة؛ لأننا نقول: يمكن أن تحدث منه هنات، لكن الغالب هو الذي يحكمنا بأن نقول: هذا عدل، والتقوى عند علمائنا: العمل على طاعة الله بنور من الله -يعني: ببصيرة وعلم-، يرجو ثواب الله، ويبتعد عن معصية الله بنور من الله يخاف عقاب الله، وهذا مجمل ما يقال في التقوى. فالتقوى البعد عن المعاصي، واختلف العلماء في إطلاق التقوى على فاعل الصغائر، فبعض الشافعية يرون أن الذي ينظر إلى المرأة الأجنبية فاسق، فقد قال ابن حجر الهيتمي: من نظر إلى المرأة الأجنبية وكرر النظر فهو من الفساق، بمعنى: أسقط عدالته بالنظر، وهذا الكلام مقلق ومؤلم ومفزع؛ لأن به يكون أغلب الناس غير عدول. والصحيح الراجح: أن كتاب ربنا وسنة نبينا تضبط لنا العدالة قال الله تعالى: (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) [النساء: 31] وعليه فالصغائر لا يمكن أن تسقط العدالة. وقال الله تعالى: (الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ) [النجم:32] قال أبو هريرة: القُبلة من اللمم، واللمس أقوى في المعصية من الرؤية ومن النظر، والنظرة من اللمم. فالصحيح الراجح أن هذه من الصغائر وليست من الكبائر ولا تسقط العدالة بها، وهناك ضابط ضبطه ابن عباس لنا أيضاً فقال: لا كبيرة مع الاستغفار،وهذا يدل على أن التقي إن وقع في الكبيرة فتاب توبة نصوحًا رجع إلى السلطة مرة ثانية ولا يتهم بالفسق. فقال: لا كبيرة مع الاستغفار،ولا صغيرة مع الإصرار، كأن نرى رجلاً ينظر إلى امرأة أجنبية عنه ونقول له: حرام عليك، اصرف بصرك، فيصرف بصره ثم يرجع ثانيًا، وينظر ثم يصرف، وينظر ويصر على النظر للأجنبيات، فهذا يفسق بذلك، وهذا من الفساق وإن كان بائعاً، أو مدرسًا، أو شيخًا، فإذا أصر على أي معصية صغيرة فهو من الفساق، فلا كبيرة مع الاستغفار، ولا صغيرة مع الإصرار.
                أما المروءات فهناك ضوابط عامة وضوابط عرفية لها، فالضوابط العامة للمروءات كأن يحمل المرء نفسه على ألا يهتك عرضه عند أحد، ويحمل نفسه على الحياء والاستحياء، ويحمل نفسه على الأدب مع الكبار، ويحمل نفسه على الخلق الحسن مع الآخرين، فهذه من المروءات التي هي ضوابط عامة في الكل.
                وهناك ضوابط خاصة يحكمها العرف، مثل الضوابط في القديم والضوابط في عصرنا، فمثلاً: الآن في بلد الإمارات إذا رأى الرائي طلبة العلم بغير غطاء الرأس قال: هؤلاء ليسوا بطلبة علم، فهؤلاء مخدوشو المروءة عندنا، ففي عرفهم أن المرء إذا خرج بشعره أصبح رجلاً مخدوش المروءة، وهذا العرف كان سائداً في عصر الأولين الأخيار، فعندما دخل ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه على نافع وهو يصلي بغير غطاء الرأس، فقال له: أتخرج في الأسواق هكذا؟ قال: لا، قال: الله أحق أن تستحي منه، وهذا يدل على أنه كان خادشًا من خوادش المروءة عندهم. وقول ابن عمر معناه: أحق أن تكون كامل المروءة عند الله من غيرك، وهذا الذي نقوله لإخواننا، فإذا كان لك قسط من الليل فلا تقم بسروالك وردائك الذي ترتديه عند نومك، ولا بمنظرك الذي لا يعلم به إلا الله جل في علاه فتقف وتقول: أنا أناجي ربي الذي يراني على حالتي. فهذا لا ينبغي، بل كن مؤدباً مع ربك، واجعل قميصاً خاصاً بقيامك، واجعل طيباً معيناً تتطيب به أمام ربك مروءةً منك عندما تقف أمام الله جل في علاه، وأقول للذي يصلي بالرداء الداخلي -أي: الحمالات-: لا تصح صلاتك وإن قال به الحنابلة؛ لأنه لابد أن تكون لك زينة عندما تقف أمام ربك جل في علاه مروءة منك أمام الله.
                ومن المروءات أيضاً: ألا يأكل المرء في الشارع إلا ما ظهر في العرف أنه لا يخدش المروءة. فمثلاً لو أن معي لباً فلا بأس أن آكله إذا علمت أن ذلك لا يخدش مروءتي عند الناس. وقد قال الألباني نفسه: العرف بين الناس الآن أن الأكل في الشارع ليس فيه ثمة شيء إلا إذا ظهر أمام الناس في العرف أن هذا من الأمور التي تخدش المروءة، فإن كان عند الناس أنه من خدش المروءات وينظرون إليك نظرة النكارة، فلا يجوز لك أن تفعل ذلك؛ لأنها تسقط مروءتك ولا يؤخذ منك الحديث بذلك. وخلاصة الأمر أن الشرط الثاني: العدالة، والعدالة تجمع بين المروءة وبين التقى.
                الشرط الثالث: ضبط الرواة
                والضبط معناه: أن يعي المحدث الحديث الذي سمعه من شيخه ويتقنه ويضبطه حتى إذا طلب منه استدعاء هذا الحديث يرويه كما هو ولا يسقط منه حرفاً، إلا من يقول بالمعنى، وإذا قال بالمعنى فهذا صحيح؛ لأن فحول أهل العلم قالوا به. والغرض أنه لا يدخل عليه غيره ولا يسقط معناه، فإن أتى ووفى بمعناه صحت روايته. وهذا الضابط يستقى من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها)، فهذه دليل على الضبط، ولذلك كان ابن عمر إذا سمع راوياً يزيد واواً في الحديث يقول: ليست في الحديث؛ لأن ابن عمر هو الذي رفع راية عدم جواز رواية الحديث بالمعنى. يعني: لما سمع في الرواية زيادة (و) يقول: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فقد كان يضبط اللفظ بذاته.
                أنواع الضبط
                والضبط ضبطان: ضبط صدر وضبط كتابة. أما ضبط الصدر فهو استيعاب الحديث في الصدر بحيث إذا أراد المرء أن يأتي به أتى به على تمامه، وقد قالوا: حدثنا الزهري فلما راجعناه بعد سنين بالحديث حدث به كما حدث به في أول مرة ما أسقط منه حرفاً واحداً. وكان الذهبي يقول عن شيخ الإسلام ابن تيمية: كانت الكتب الستة والمسند أمام عينيه، فإذا جلس يتكلم عن المسألة ينتزع الدليل انتزاعًا، ويستدعي ما يريده من الأحاديث في الكتب الستة والمسند، ابن تيمية فهذا ضبط الصدر.
                وقد قال علماؤنا: ما العلم إلا ما دخل به صاحبه الحمام، فلو كان المرء حافظاً لمسائل الأم ودخل الحمام نقول: دخل الحمام والأم في صدره؛ وهذا كانوا يحتاجون إليه قبل التدوين؛ لأن العالم الذي لا يحفظ علمه ليس بضابط، ولن تكون ميزته كميزة الأولين، وقد قيل للشيخ الألباني: رجل يحفظ الكتب الستة والكتب التسعة وغيرها، فقال: ضعه على الرف جانب البخاري فليس الحبر الذي يحفظ كذا، أو يسرد علينا كذا فإنه لن يأتي بغير الأحاديث المكتوبة، لكن أين علمه؟ وأين قلمه؟ ولذلك نحن نقول: كثير من المؤلفين اليوم ظل لرأس، إما جمع أو ترتيب -أو في لغة الكمبيوتر: قص ولصق- لكن أين قلمه؟ وأين تحريره للمسألة؟ وأين ترجيحه؟ وأين قلمه الفقهي أو الحديثي؟ وأين كلامه في الرواة، وهل هذا يحتج به أو لا يحتج به؟ وأين توجيهه وفهمه لكلام العلماء؟ فالعلم ليس بالحفظ فقط، بل هو حفظ وعلم، فكان الحفظ وضبط الصدر مرموقاً جداً قبل التدوين، وبعد التدوين هو يبين علم الرجل وفحولة الرجل.
                الضبط الثاني: ضبط الكتاب: وهو أن يكون التلميذ من أهل الكتابة، فيحضر درس الحديث عند المحدثين ويكتب كل حديث يمليه الشيخ، أو يكتب كل حديث قرئ على الشيخ. لكن لا بد من قيود في ضبط الكتاب، وهي أن هذا الكتاب الذي كتبه التلميذ لابد أن يبين لنا أنه قد نقله من أصل معتمد آخر، يعني: من نسخة الشيخ، حتى يضبط الكتاب الذي كتبه لينسبه لهذا الشيخ. فمثلاً: مالك هو الذي تبنى مذهب القراءة على الشيخ وليست قراءة الشيخ على التلاميذ، وكان يرى أن القراءة على الشيخ أضبط وأفضل؛ لأن التلميذ لو قرأ ووهم يمكن للشيخ أن يصحح له، لكن لو أن الشيخ هو الذي يملي على التلميذ، فالتلميذ ليس عنده علم فلا يستطيع أن يقول للشيخ: أنت وهمت في كذا.وهذا يعتريه ما يعتريه، فيمكن أن يكون الشيخ جالساً والذي يقرأ مثلاً أجش الصوت، فينام الشيخ ويقع الإبهام، ويقول الطالب: قرأت على الشيخ هذا الحديث، فيعتريه ما يعتريه.فالمقصود أن مالكاً كان يقرأ عليه التلميذ، فقرأ على مالك وبجانبه الرجل الذي في المؤخرة يكتب، وبعد أن كتب جاءنا فعقد جلسة التحديث فقال: أحدثكم الآن عن شيخي مالك، قلنا: تحدثنا سماعاً أم قراءة عليه؟ قال: قراءة عليه، فقال: حدثني مالك يقرأ عليه وأنا أكتب، فقلنا له: أنت تكتب ؟ قال: نعم، قلنا: لا نأخذ منك حديثاً، قال: لم؟ فهذا ضبط الكتاب وأنتم خالفتم أهل المصطلح، قلنا: لا نأخذ منه حديثاً لأنه جلس في المؤخرة، قال: ولم؟ قلنا: لأنه قد حدثت واقعة مع الإمام مالك بسبب ذلك، فقد كان يجلس مالك مجلس التحديث وطلاب العلم الذين يهتمون ويجدون يجلسون بجانب الشيخ أو أمامه ولا يجلسون في المؤخرة، وكان يعرف في مجالس التحديث في القرون الأولى أن الذي يجلس في المؤخرة صاحب النوم أو الرجل المهمل.
                فكان هناك رجل جالس في المؤخرة، وكان دأب علمائنا أن يختبروا طلبة العلم، فكان مالك يقرأ عليهم الحديث ثم يختبرهم في مسألة فإذا قاموا وأجابوا فقال: أخطأتم، فجاء الرجل من المؤخرة وقال: الإجابة كذا يا شيخ! قال مالك: يا بني! قد أصبت وأخطئوا. ثم تلا عليهم أحاديث أخرى فسألهم سؤالاً ثانياً فأجابوا فأخطئوا، فقال الذي في المؤخرة: الإجابة كذا يا شيخ! فقال: يا بني! قد أصبت وأخطئوا، وامتلأ دهشة، لأن الذي في المؤخرة هو الذي يجيب! فسأل السؤال الثالث فأجابوا فأخطئوا، فجاء صاحب المؤخرة فقال له الإجابة سديدة وصحيحة، قال: يا بني! ليس هذا مقامك، فأنت لا تستحق أن تكون في المؤخرة، تعال فاجلس هنا، فأجلسه في المقدمة أمام عينيه، وهو يتلو الأحاديث فأراد أن يختبره مرة ثانية، فاختبرهم بسؤال، فقاموا يجيبون قال: لا، أجب أنت، فأجاب إجابة خاطئة وأجابوا إجابة صواباً، فقال: يمكن ترتيب المكان هو الذي عمل في الرجل هذا.
                سأله سؤالاً ثانياً فلم يجد إلا إجابة خاطئة فقال له: يا بني! ما حالك؟ وما بالك؟ أسألك وأنت في المؤخرة فتجيب وهنا لا تجيب، فقال: الصراحة يا شيخ! ما كنت أنا المجيب، المجيب هذا الرجل الذي في المؤخرة، وكان الشافعي يجلس بجانبه فيلقنه فيجيب الرجل الإجابة السديدة. فلما رأى مالك أن الشافعي هو الذي يجيب قام من على كرسيه قيام الشيخ لتلميذه الذي علمه وقال له: أنت المؤهل الآن وتتصدر، فقام يضرب مثلاً لكل شيخ علم تلميذاً ألا يخفض حقه وألا يبخس حقه ويصغره؛ لأن بخس الحقوق يدخل في قول الله تعالى: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ [المطففين:1]. وأيضاً هو مخالف لقول عائشة رضي الله عنها: (أمرنا أن ننزل الناس منازلهم). فقام مالك فعانق الشافعي وأخذه وأبى عليه إلا أن يجلس مجلسه، فأجلسه مجلسه وجلس يطرح عليه الأحاديث. فلما ذكرناه بالواقعة، قال: نعم، لست بضابط لكتابه، فلم يقرأ عليه، لكن جاء الآخر يقرأ الكتاب فقلنا له: ضبطتها من النسخة الأصلية؟ قال: نعم، ضبطتها من نسخة أخرى معتمدة؟ قال: نعم، قلنا له: تجلس في المقدمة أم في المؤخرة، قال: أنا صاحب المقدمة، قلنا: إذاً نسمع منك، فأنت ضابط ضبط كتاب. إذاً الضبط ضبط ضبطان: ضبط صدر، وضبط كتاب.
                ما يعرف به ضبط الراوي
                كان علماؤنا يعرفون ضبط الراوي بأمور ثلاثة:
                الأمر الأول: الاختبار بالقلب، أي: بقلب الأسانيد والمتون، وقصة البخاري وإن تكلم العلماء في سندها مشهورة جداً، وأنهم قلبوا له الأسانيد والمتون فضبطها ورد كل متن إلى إسناده وقد ذكرناها. وكذا قصة أحمد بن منصور الرمادي فقد كان مع أحمد بن حنبل ويحيى بن معين بعد أن رجعوا من الرحلة إلى عبد الرزاق وسمعوا منه، فقال لهم يحيى بن معين: إني أشتهي الاختبار. قال أحمد: إلى من؟ قال: لـأبي نعيم قال: لا تفعل، إن الرجل ثقة أمين، قال: والله إني فاعل، ودق الباب عليه، فلما نظر أبو نعيم إلى أحمد بن حنبل فتح، ولو رأى يحيى بن معين وحده لصك الباب في وجهه، فقد كان شديداً مع يحيى بن معين. ثم قال لهم: اجلسوا عند الدكان، والدكان المرتبة أو أشبه ما يكون بها، فجلسوا على المرتبة أو الكراسي حتى خرج إليهم. وقبل أن يخرج قام يحيى بن معين، فأخرج أحاديث أبي نعيم وكتب على رأس كل عشرة أحاديث من أحاديثه حديثاً ليس من أحاديثه، ثم قال: أأملي عليك؟ فقال: اقرأ وكان يقرأ عليه، فأخذ يحيى بن معين يقرأ، وأحمد بن حنبل يسمع، وأبو نعيم الفضل بن دكين يسمع ويقر أن هذه أحاديثه، فلما وصل إلى الحديث المدسوس قال لـيحيى بن معين: قف واضرب على هذا، فليس من حديثي. فأتاه بالثانية فوقف عند الحديث المدسوس وقال له: اضرب على هذا فليس من حديثي. ثم جاء في الثالث فقال يحيى في نفسه: فطن الرجل، وقام أبو نعيم فنظر إليه فقال: هذا ليس من حديثي، وعلم أن المسألة فيها ريب. فقال: هات الأحاديث، فنظر فيها فوجد هذه الأحاديث المدسوسة، فأخذ الورقة ونظر إلى أحمد فقال: أما أنت فأنت أورع من أن تفعل ذلك، وقال للرمادي: أنت أضعف وأضأل من أن تفعل ذلك؛ لأنه كان تلميذ أبي نعيم. ثم نظر إلى يحيى بن معين فرفسه في بطنه برجله فأسقطه على الأرض وقال: أنت أجرأ على هذا.فلما خرجوا وأغلق الباب عليهم، قال أحمد: أما نصحتك وقلت لك: إن الرجل ثقة أمين؟ فقال يحيى بن معين: والله! إن رفسته عندي بألف حديث أو قال: خير من كذا وكذا.
                وفي رواية أخرى دخل عليه فقبله بين عينيه، قال: هكذا يكون المحدث، يعني: هكذا نحفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بمثلك، فإذاً بالقلب وبالاختبار كانوا يعرفون ضبط الراوي.
                الأمر الثاني: بالمذاكرة، فقد كانوا يتذاكرون فيأتي المحدث إلى المحدث فيذاكره، ويمكن أن تحدث الآن كأن يأتي رجل إلى آخر فيتكلم في مسألة فقهية لينظر في الرجل أيعرفها أو لا يعرفها، أو يأتي له بما يعرفه هو في مسألة مصطلح مثلاً، فيتذاكرون حتى يظهر الراجح من المرجوح والمتقن من غيره.
                فالمذاكرة كانت دأب الصالحين، فقد كان يفعلها البخاري، وكان يفعلها أبو زرعة، وأحمد، بل وسفيان الثوري ذهب إلى المدينة ودخل على عبد الرحمن بن مهدي فقال سفيان الثوري لـابن مهدي: ائتني برجل للمذاكرة. وهو ما أراد عبد الرحمن فهو يعرف قوته بل قال: أنا أريد أن أثبت الحفظ عندي، فأتني برجل للمذاكرة، فأتى له برجل من الفحولة بمكان، ومن الحفظ بمكان، ومن القوة بمكان حتى كان أحمد بن حنبل يطأطئ رأسه أمامه، وهو يحيى بن سعيد القطان فارس الميدان. فقام سفيان يذاكر أحاديث الزهري وغيره مع القطان إلى أن انبثق الفجر. فدخل ابن مهدي على سفيان فقال: كيف وجدت الرجل؟ فتمعر وجه سفيان وغضب غضباً شديداً وقال له: طلبت منك أن تأتيني برجل للمذاكرة وقد أتيتني بشيطان، ويقصد بشيطان أي: شيطان الحفظ فلا تفوته شاردة بحال من الأحوال. وهذا من قمة التوثيق لـيحيى بن سعيد القطان، وكانت المذاكرة تأخذ شغاف القلوب، فيعرف الضبط بالمذاكرة كما عرف عند علمائنا.
                الأمر الثالث: التلقين، وهو إدخال حديث للرجل ليس بحديثه، وهذه حدثت أيضاً من العلماء، وأشهر المصريين الذي حدث معه ذلك هو عبد الله بن لهيعة فقد اختلفوا فيه؛ لتثبته بالتلقين، فـابن لهيعة كان ضابطاً حسناً وهذا الذي غر الشيخ أحمد شاكر ليوثق ابن لهيعة، فـابن لهيعة كان ضابطاً حقاً لكتابه وكان ثقة، لكنه اتهم بالتدليس وقد غفل عن هذا كثير من علماء الجرح والتعديل، فهو متهم بالتدليس. والمقصود أنه لما احترقت عليه الكتب، كانوا يدخلون عليه الأحاديث فيتلقنها، فلما عاتبوه قال: وماذا أفعل؟ يأتوني بالكتاب ويقولون: هذه أحاديثك، فأحدث بها على أنها أحاديثي، فإن صحت هذه الرواية فهذا تلقين فاحش لـابن لهيعة يسقط ضبطه. وأيضاً ممن أدخلوا عليه ثابت البناني فقد أدخل عليه حماد بن سلمة بعض الأحاديث، وقال: أدخلت على ثابت فوجدته صلداً لا يمكن أن يدخل عليه شيء، قال: ثم دخلت على أبان بن أبي عياش فأدخلت عليه فلقنه فتلقن. وهذا كما قلت: المحدث إذا لقنوه فتلقن، فهذه دلالة أنه ليس بضابط لأحاديثه، لكن إذا انتبه وقال: هذا حديثي وهذا ليس بحديثي، كما قال الزهري: لو رأيت المحدث يتمسك بالخطأ فاعلم أنه حافظ وأنه متقن. وهذه المقولة تدلنا على أن طالب العلم لابد أن تكون لديه الشخصية المستقلة المهذبة التي تجعله يعتز بعلمه ويتمسك به إذا كان معه دليل، قائلاً: لو قام الناس في الدنيا بأسرها علي ووجدت أن العلم الذي أقول به قال الله وقال الرسول، فلن أنحاز ولن أحيد عنه بحال من الأحوال. ولذلك قال الزهري: إن رأيت المحدث يتمسك بما قال ويعض عليه بالنواجذ وسواء كان خطأً أو صواباً فاعلم أنه من الإتقان بمكان، أما الذي يتلقن فكلمة تذهب به وكلمة تأتي به وتراه متغيراً في أي وقت، فهذا ليس طالباً للعلم ولا متقناً.
                الشرط الرابع: عدم الشذوذ
                وللشذوذ تعريفات كثيرة جداً ومفصلة، والصحيح الراجح هو تعريف الشافعي بأنه: مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه وأكبر وأتقن وأحفظ منه.مثال ذلك: اختلف شعبة مع سفيان الثوري في اسم راو، فقال العلماء: خذوا من الثوري فهو أضبط من شعبة في الرجال. فهذا أمير المؤمنين في الحديث، وهذا أمير المؤمنين في الحديث، لكن لما اختلفا رجحنا كفة الثوري ؛ لأنه كان أضبط في الرجال من شعبة فمخالفة شعبة للثوري تعتبر شذوذاً. وضرب له بعض العلماء في علم الحديث حديثين، الحديث الأول: (أن الله جل وعلا قبض قبضة بيمينه فقال: هؤلاء للجنة ولا أبالي، وقبض بيده الأخرى وقال: إلى النار ولا أبالي)، وهذا في صحيح البخاري فقال: (بيده الأخرى) أما في صحيح مسلم صرح فقال: (وقبض بيده الشمال)، عن الأخرى باسمها الشمال أو بوصفها أنها شمال. فهذه عند المحققين من المحدثين كـالبيهقي من المتقدمين وغيره شاذة، والصحيح الراجح لو رجعت للحديث لرأيت أن الراوي فيها ضعيف، فهو غير ثقة، يعني: غير مقبول، لكن هو قال بالشذوذ لأن الحديث في البخاري ومسلم فلجلالة قدر البخاري ومسلم، قال: إنها شاذة، والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (كلتا يدي ربي يمين)، وكل رواية ذكر فيها شمال فهي ليست صحيحة وهي شاذة مخالفة، وكما قال الخطابي: فإن الشمال توهم بالنقص وهي مخالفة لرواية الثقات الأثبات.
                ويضربون أيضاً مثلاً في ذلك بحديث مسلم أيضاً أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (سبعون ألفاً يدخلون الجنة)، وقال في وصفهم: (لا يتطيرون ولا يكتوون ولا يسترقون)، وفي رواية: (لا يرقون)، فقال شيخ الإسلام ابن تيمية بالشذوذ في هذا. فقوله: (لا يرقون) شاذة؛ لشذوذ في المتن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم رقى وجبريل رقى فلا يصح أن يقال: إنها تصح من الحديث. ومثلوا لذلك أيضاً بتحريك الإصبع في التشهد.والمقصود أن الشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه إما في الضبط وإما في العدد.أما في العدد فحديث الإشارة هو أهم ما يضرب مثلاً لذلك؛ لأنه خالف تسعة، والمجلس واحد، فلا يصح أن نقول: هذه المخالفة ليست شذوذًا.
                الشروط الخامس: انتفاء العلة
                الشرط الأخير: انتفاء العلة. والعلة في اللغة: المرض، يقال: رجل عليل أي: مريض، فلا يستطيع أن يسير أو يقف على قدميه ونفس الأمر في الحديث. فالحديث الذي فيه علة لا يستطيع أن يتصدر أمام الناس. والعلة في الحديث هي شيء غامض خفي يضعف به الحديث مع أن ظاهره الصحة.وبهذا التعريف يخرج قول كثير من أهل العلم الذين يقولون: هذا الحديث فيه علة، وعلته مثلاً مجالد بن سعيد، أو علته ابن لهيعة ؛ لأن هذا ضعف ظاهر، ونحن نقول: العلة هي سبب خفي غامض كما قال ابن مهدي وغيره العلة شيء ينقدح في قلب المحدث، ويقولون: هذا الحديث لا يشبه حديث الأعمش، وهذا الحديث ليس من حديث الزهري، فقد علموا السلاسل وعرفوا من يحدث عنه، فيعرفون أشبه ما يكون بحديث الأعمش، وأشبه ما يكون بحديث أنس، وأشبه ما يكون بحديث نافع، فصيارفة الحديث من التبحر الشديد يعرفونها ولا يذكرون لك سبباً.
                ولذلك قالوا: هذا العلم إلى الجنون أقرب منه إلى العلم؛ لأنهم يقولون: هذا حديث ضعيف، فلما سألوا أبا زرعة كيف نعرف أن هذا هو الحق؟ قال: تسألني، فأقول لك هذا الحديث فيه علة، ثم تذهب لابن مهدي فتسأله فيقول لك: هذا الحديث فيه علة، ثم تذهب لأحمد فتسأله فيقول: هذا الحديث فيه علة، وتذهب ليحيى بن سعيد القطان فتسأله فيقول هذا الحديث فيه علة، فتتفق كلمة الفحول من أساطين هذا العلم على العلة فتعلم أن هذا الأمر من الله جل وعلا قد قذفه في قلوب هؤلاء الذين انبروا وانفردوا بهذا العلم. إذاً: العلة شيء غامض في الحديث يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر الصحة.
                والعلة تنقسم إلى قسمين: علة قادحة، وعلة غير قادحة.أما العلة الغير قادحة فهي التي لا تؤثر على صحة الحديث. مثال ذلك في السند: أن يأتي الحديث فيرويه الراوي عن عمرو بن دينار عن جابر مثلاً والحديث عن عبد الله بن دينار لا عن عمرو بن دينار كحديث: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الولاء وهبته). فالحديث ليس عن عمرو بن دينار، بل هو عن عبد الله بن دينار فنقول: هذا الحديث فيه علة، وهي أن المحدث أبدل الراوي بغيره. أو يكون الحديث عن سفيان الثوري، فأتى به عن سفيان بن عيينة، فنقول: هذا الحديث فيه علة، فقد أبدل الثوري بـابن عيينة، لكن هذه العلة علة غير قادحة؛ لأن الإبدال كان في الثقة، ونحن اشترطنا أن يكون الراوي ثقة وهو ثقة هنا.فلو أن عبد الله بن دينار ثقة وعمرو بن دينار ثقة فنأخذ بالحديث ويكون الحديث صحيحاً لكن فيه علة وهي إبدال الراوي بغيره.
                وثمرة هذه العلة أن يجعلنا نقول: إن هذا الراوي فيه وهم، فهو يهم قليلاً وربما أخطأ.ومثالها في المتن: أن يقول في حديث جمل جابر بأنه باعه في المدينة، فنقول: لا، بل باعه وهو يسير، أو يقول: باعه بأوقية أو بدراهم، فنقول: هذا الخلاف ليس علة قادحة في الحديث. لأن مضمون الحديث أن جابراً باع، والنبي صلى الله عليه وسلم اشترى، فأصل الحديث موجود، فلا تكون علة قادحة في الحديث، والعلة الغير قادحة لا تؤثر على صحة الحديث متناً ولا إسناداً، والعلة القادحة تؤثر على الحديث متناً وإسناداً وهذا له باب واسع ليس هذا محل التفصيل فيه.

                تعليق

                • abubakr_3
                  مُشرِف

                  • 15 يون, 2006
                  • 849
                  • موظف
                  • مسلم

                  #38
                  رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                  تدريبات عملية في تصحيح الأحاديث
                  نأتي إلى التدريب العملي ونضرب مثلاً على ذلك: روى البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير قال: حدثنا مسدد، حدثنا معتمر -وهو المعتمر بن سليمان بن طرخان - قال: سمعت أبي -يعني: سليمان بن طرخان - قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه يقول: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر).
                  فانظر عملياً لهذا الحديث ودعك الآن أنه من البخاري، وكأننا لا نعرف شيئاً عن البخاري ونريد أن نكشف عن هذا الحديث، -ومجنون في عقله من يذهب يبحث عن أحاديث البخاري، ولا يكون ذلك إلا للفحول الذين انتقدوا الأحرف اليسيرة التي يمكن أن ينظر فيها متكلم-. فـالبخاري روى الحديث هنا عن مسدد، فنحن نريد أن نقول في النهاية: هذا الحديث حديث صحيح، وكيف نقول: إنه حديث صحيح؟ قلنا: أولاً: لابد من اتصال السند، واتصال السند معناه أن يصرح التلميذ أنه سمع الحديث من شيخه. وننظر هنا، فـالبخاري جبل الحفظ أمير المؤمنين في الحديث ومفخرة كل محدث يقول: حدثنا مسدد، فهذا ليس فيه انقطاع؛ لأن قول الراوي حدثنا يعني: أنه حدثه وسمعه بأذنه. إذاً البخاري قال: حدثنا مسدد، فنقول: الراوي الأول قد سمع من الثاني. ومسدد بن مسرهد قال: حدثنا معتمر بن سليمان.فنقول: سمع مسدد من معتمر واتصل السند إلى هنا.ونأتي إلى الثالث وهو معتمر بن سليمان يقول: سمعت أبي.فإذاً يكون سماعاً لا شك فيه، إذاً: الاتصال بين معتمر وأبيه قد وجد. ثم نأتي إلى سليمان، وسليمان قال: سمعت أنس بن مالك، وأنس بن مالك يحدث عن رسول الله.إذاً سليمان سمع من أنس فاتصل الإسناد إلى أنس ويبقى لنا أن نبحث عن أنس، وهنا نقول: إذا قال أنس (قال) أو (عن) أو (أن) فكلها عندنا بمنزلة (حدثنا) لأنه إن قال أحد الألفاظ السابقة فقد قالها عن غيره من الصحابة، والصاحب سمع من النبي صلى الله عليه وسلم.
                  فالقاعدة هي أنك إن كنت تبحث لتصحح أو تضعف، فلا تبحث في الصحابي عن أي شيء؛ لا اتصال السند ولا عدالة الراوي، فكل هذا متوفر فيه.
                  وإلى هنا نقول: اتصال السند قد توفر، وبقي لنا شرط آخر وهو عدالة الراوي. وبإيجاز ننظر: فـالبخاري قد تكلم بعض العلماء فيه، لكن الكلام فيه لا يفيد ولا يؤثر، فـالبخاري جبل الحفظ وأمير المؤمنين في الحديث ثقة ثبت.ومسدد روى له البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي .
                  فمسدد ثقة ثبت. ومعتمر من الثقات الأثبات، وأبوه سليمان بن طرخان ثقة ثبت، وأنس بن مالك ثقة ثبت ثبت. وقول العلماء: ثقة، تساوي عدالة زائد ضبط، فمن قال فيه العلماء ثقة فقد عدلوه وشهدوا له بالضبط. وبهذا انتهينا من العدالة والضبط. ويبقى لنا عدم الشذوذ فنقول: هذا الحديث ليس عندنا أي حديث يخالفه، فليس هناك ثقة خالفه، فيكون الحديث بهذا قد توفر فيه عدم الشذوذ. ثم ننظر في شرط عدم العلة، فنقول: الحديث رواه البخاري فإذاً هو غير معلول، فأي حديث فيه البخاري فليست فيه علة، فـالبخاري قد جاوز القنطرة. وعليه فقد توفرت الشروط الخمسة وصح الحديث من حيث الإسناد.
                  تدريبات عملية في معرفة سند بعض أسفار الكتاب المقدس:
                  فهل تعلم أنت يا رشيد من مترجم إنجيل متى؟ وهل من المنطق أن يقبل إنجيل مرقس مع أنه ليس من التلاميذ، بل كان مترجمًا لبطرس، ويرفض إنجيل بطرس؟ من الذى كتب الرسالة إلى العبرانيين؟ أنت تعلم وكنيستك تعلم أيضًا أنه ليس بولس.
                  وعن الرسالة إلى العبرانيين قال أُوريجن: إن بعض الناس “قالوا: إن هذه الرسالة كتبها كليمنت أسقف روما 91-96م ، وبعضهم قالوا: ترجمها لوقا.” (إظهار الحق ج1 ص162-163)
                  ويقول أوريجانوس نقلا عن تاريخ الكنيسة ليوسابيوس القيصرى (6: 25؛ ص275): (إن كل من يستطيع تمييز الفرق بين الألفاظ اللغوية يدرك أن أسلوب الرسالة إلى العبرانيين ليس عاميًا كلغة الرسول الذى اعترف عن نفسه بأنه عامى فى الكلام [كورنثوس الثانية 11: 6] أى فى التعبير، بل تعبيراتها يونانية أكثر دقة وفصاحة.) وواصل قائلاً فى الصفحة التى تليها: (أما من كتب الرسالة يقيناً فالله يعلم. يقول بعض من سبقونا إن اكليمنضس أسقف روما كتب الرسالة، والآخرون إن كاتبها هو لوقا مؤلف الإنجيل وسفر الأعمال)
                  وكلمة عامى التى يفضلونها فى الترجمة ليست ترجمة صحيحة، فالأصل أنها أمىّ غير متعلم، وذلك كما جاءت فى قاموس Strong نقلا عن موقع Blue Letter Bible، فهو يقول شارحًا كلمة عامى:
                  in the NT, an unlearned, illiterate, man as opposed to the learned and educated: one who is unskilled in any art
                  وتعنى (فى العهد الجديد: غير المتعلم، الأمى، عكس المتعلم والمثقف، وتعنى الإنسان غير الماهر فى أى شىء.) وهذا هو بولس الذى رشحوه ليكون من القديسين وتُقرأ رسائله على العلماء والمثقفين، ليتعلموا منها.
                  لذلك ذكرتها الترجمة البولسية قائلة: (فإِنِّي، وإِن كنتُ أُمِّيًّا في الكلامِ، لَستُ كذلكَ في العِلْمِ، وقد أَظْهَرْنا لكم ((ذلكَ)) على كلِّ وَجهٍ، وفي كلِّ شَيْء.)
                  وفى الترجمة العربية المشتركة: (فإنْ أعوَزَتني الفَصاحَةُ، فلا تُعوِزُني المَعرِفَةُ. وهذا ما أظهَرناهُ لكُم جميعًا في كُلِّ شيءٍ.)
                  وفى كتاب الحياة: (فَمَعَ أَنِّي أَتَكَلَّمُ كَلاَمَ الْعَامَّةِ غَيْرَ الْفَصِيحِ، فَلاَ تَنْقُصُنِي الْمَعْرِفَةُ. وَإِنَّمَا أَظْهَرْنَا لَكُمْ ذَلِكَ فِي كُلِّ شَيْءٍ أَمَامَ الْجَمِيعِ.)
                  وقالت الترجمة الكاثوليكية اليسوعية: (وإِنِّي، وإِن كُنتُ جاهِلاً في البَلاغة، فلَستُ جاهِلاً في المَعرِفَة، وفي كُلِّ شَيءٍ أَظهَرْنا لَكم ذلِكَ أَمامَ جَميعِ النَّاس.)
                  ويؤكد يوسابيوس (6: 20 ص270) على عدم معرفة كاتب الرسالة إلى العبرانيين يقينًا فيقول عن محاورة بين بروكلوس، الذى كان يناضل عن البدعة الفريجية، وبين كابوس – وهو من جهابذة العلماء – وقد تمت هذه المناظرة أو المحاورة فى عهد رفيرينوس الذى كان أسقفًا لروما من (198 إلى 217): (فى هذه المحاورة يكبح جماح خصومه بسبب تهورهم وجرأتهم على إبراز أسفار جديدة. ويذكر فقط ثلاث عشرة رسالة للرسول المبارك, غير حاسب رسالة العبرانيين مع الرسائل الأخرى. وإلى يومنا هذا لا يزال بين أهل روما من لا يعتبرون هذه الرسالة ضمن كتابات الرسول).
                  ومن الذين رفضوا نسبتها إلى بولس أيضا هيبوليتس الروماني (150-237م) في وثيقته الموراتورية (170م). فقد خلت من هذه الرسالة أيضا في لائحة أسفار العهد الجديد القانونية. وأيضا العلامة ترتليان القرطاجي (145-220م). (راجع: الموسوعة المسيحية العربية "موقع البشارة" _ لائحة قانونية بالأسفار)
                  وأكد الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين هذا فى مدخله إلى العبرانيين ص686: “لا شك أن الأدلة التى تنقض صحة نسبة الرسالة إلى بولس هى كثيرة. ذلك بأن الأسلوب العام للرسالة إلى العبرانيين لا يوافق البتة طبع الرسول بولس. .. .. .. أمَّا الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح ، فلا سبيل إلى طلبه.”
                  كما أنكرها ترتليانوس عام 200م ، ونسبها لبرنابا، أى لا يُعرف مصدرها على وجه اليقين، أى مجهولة الهوية. كما أنكرها أيضاً أرينس أسقف نيس عام 178م وفى سنة 212م عدَّ كيس برسبتر الروم 13 رسالة فقط لبولس ، ولم يُعدّ هذه الرسالة منهم. كذلك لم يذكرها سائى برن أسقف قرطاجة عام 248. (السابق ص163)
                  ويقول المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين ص684: “مصدر هذا المؤلَّف موضع اسئلة متشعبة أثارت، منذ العصور الأولى، مجادلات وشكوكاً أُوقظت بعدئذ فى عهد الإصلاح: من أين أتت هذه الرسالة؟ أتُمكن إناطتها باسم الرسول بولس أم لا؟ لماذا لا تُشبه إلا قليلاً جداً رسائل بولس الكبيرة؟ إلى من وجِّهت وما الذى دعا إليها؟ أتُراها رسالة حقاً؟ يجب البحث من كثب فى هذه المسائل قبل إحصاء سريع لكنوز هذا المؤلَّف الجذَّاب”.
                  وفى ص684 و685 يقول: ”ففى كنائس الشرق عُدَّت الرسالة إلى العبرانيين دائماً أبداً رسالة بولس. إلا أن هذا التقليد على متانته لم يخل دون أن يلحظوا الفروق بين الرسالة إلى العبرانيين وسائر رسائل بولس. أراد أقليمنضس الإسكندرى أن يوضح سبب هذه الخصائص، فوصفها بأنها تكييف يونانى لنص أنشأه بولس بالعبرية (راجع اوسابيوس، التاريخ الكنسى). ورأى فى إنشائه إنشاء لوقا. وبعد قليل، أشار أوريجينس على نحو واضح إلى هذا الفرق ، فقال إن الأفكار تليق بالرسول ، ولكن من البيِّن أن التأليف ليس تأليفه: إن الرسالة إلى العبرانيين هى عمل بعض تلاميذ بولس عبّر تعبيرًا أمينًا، ولكن على نحو خاص به، عن تعليم معلمه. مَن كان ذلك التلميذ؟ اعترف أوريجينس أنه لا يعرفه (اوسابيوس ، التاريخ الكنسى). .. .. .. واتخذ أتباع آريوس ممّا ورد فى 2/3 [فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا] دليلاً ليؤكدوا أن الكلمة خليقة ، فنجم عن ذلك أن الرسالة لم تُقرأ فى الكنائس فى آخر القرن الرابع“.
                  وفى ص685-286 تقول: (ولاحظ هيرونيمس من عنده أن الرومانيين لم ينسبوا الرسالة الى القديس بولس ولم يكن هو بنفسه يولى مسألة صاحب الرسالة سوى أهمية ثانوية ... وفي عصر النهضة كتب لوثر رسالة يشرح فيها نص لرسول بولس ... ولاحظ أن جملة كالتي وردت في عب 2/3 وفيها جعل الكاتب نفسه في عداد الذين تقبلوا افنجيل على يد التلاميذ هي حجة قوية على أن الرسالة ليست لبولس ... ومع ذلك فقد رأى لوثر في عب 13/19 برهانا يؤيد نسبة الرسالة إلى بولس ... ولما قدم لوثر ترجمته للعهد الجديثد بعد بضع سنوات حدد موقفه فقال ان الرسالة ليست من عمل بولس ولا من عمل أي رسول آخر ...ولكنه رأى أن هناك عدة فقرات عسيرة فالراسالة تنكر أنه يمكن للذين سقطوا في الخطيئة بعد العماد "التعميد " أن يتوبوا , ولذلك عرض لوثر الرأي أن الرسالة إلى العبرانيين مؤلَّف خليط .. أما كالفين لم يعدها "أي الرسالة " من عمل بولس ... وفي القرن 17 م كان يشبه الإجماع على أن السرالة لبولس ثم رجح الرأي المضاد لذلك ... في أول القرن 20م حظرت اللجنة الكتابية الرومانية على الكاثوليك إنكار أن الرسالة هي في أصلها لبولس وقبلت في الوقت نفسه قول القائل بأن الذي أنشأها هو غير بولس).
                  وقد أورد الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه شبهات وهمية حول الكتاب المقدس اعتراض الآخرين على هذه الرسالة، ولم يُقدم ردًا عليها غير اعتراف ضمنى بالموافقة على أنها ليست من كتابات بولس: (كاتب رسالة العبرانيين هو أكليمندس أسقف روما، وترجمها لوقا الإنجيلي من العبرية إلى اليونانية، وأنكرها إيريناوس أسقف ليون 178م، ورفضها هيبولتيوس 220م كرسالة الرسول بولس، ولم يقبلها نومانوس أسقف روما 251م، ونسبها ترتليان أسقف قرطاجنة عام 200م إلى برنابا، وقال غايس (الذي كان يُظن أنه أسقف روما عام 212م) إن رسائل بولس الرسول 13 ليس منها هذه الرسالة، ولم يستشهد بها كبريان أسقف قرطاجنة 248م. وهذا يعني أنها ليست من الوحي.)
                  (وللرد نقول: لا يهمُّ كثيراً من كتب الرسالة، لكن يهمنا أن نعرف أنها وحي الله لأحد رسله الذين نحترمهم كلهم ولا نفرِّق بين أحد منهم. غير أن أغلب المفسرين يقولون إن كاتب هذه الرسالة هو الرسول بولس. .......)
                  وها هو أحد أقطاب الرد على الشبهات الموجهة للكتاب الذى يقدسونه لا يرى أدنى مشكلة فى أن كاتب السفر غير معروف، ولكنه فى النهاية متين السند!! ولا يهمه أن آباء الكنيسة فى القرون الأولى رفضوه، وأقروا بعدم نسبته لبولس، لكن ما يهمه أن المفسرين ينسبونه إليه. والأنكى من ذلك أنه فى نهاية رده يُشير إلى كثرة الأدلة الداخلية التى تؤكد صحة نسبته لبولس، على الرغم من اعتراف بولس أنه كان عاميًا فى اللغة، وأن الرسالة تبعًا لاعترافات العلماء كتبت بأسلوب أدبى رفيع المستوى!
                  ولاحظ لوثر على هذا النص الذى ورد فى 2: 3 أن فيه: ”جعل الكاتب نفسه فى عداد الذين تقبلوا الإنجيل عن يد التلاميذ، [لذلك فهى عنده] حجة قوية جداً على أن الرسالة ليست لبولس [ويقول النص: (3فَكَيْفَ نَنْجُو نَحْنُ إِنْ أَهْمَلْنَا خَلاَصاً هَذَا مِقْدَارُهُ، قَدِ ابْتَدَأَ الرَّبُّ بِالتَّكَلُّمِ بِهِ، ثُمَّ تَثَبَّتَ لَنَا مِنَ الَّذِينَ سَمِعُوا،) عبرانيين 2: 3]. فإن ما قاله فى رسالته إلى أهل غلاطية يختلف تماماً عَمَّا فى هذه الرسالة. [تقول الرسالة إلى غلاطية 1: 11-17 (11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الإِنْجِيلَ الَّذِي بَشَّرْتُ بِهِ، أَنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ. 12لأَنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ. بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. .... 15وَلَكِنْ لَمَّا سَرَّ اللهَ الَّذِي أَفْرَزَنِي مِنْ بَطْنِ أُمِّي، وَدَعَانِي بِنِعْمَتِهِ 16أَنْ يُعْلِنَ ابْنَهُ فِيَّ لِأُبَشِّرَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، لِلْوَقْتِ لَمْ أَسْتَشِرْ لَحْماً وَدَماً 17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضاً إِلَى دِمَشْقَ.)]“ ويختلف أيضًا مع أقواله: (10حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ. وَلَكِنْ فَلْيَنْظُرْ كُلُّ وَاحِدٍ كَيْفَ يَبْنِي عَلَيْهِ.) كورنثوس الأولى 3: 10-11 ، (20وَلَكِنْ كُنْتُ مُحْتَرِصاً أَنْ أُبَشِّرَ هَكَذَا: لَيْسَ حَيْثُ سُمِّيَ الْمَسِيحُ لِئَلاَّ أَبْنِيَ عَلَى أَسَاسٍ لِآخَرَ.) رومية 15: 20، إلا أنه يرى أن ما جاء فى 13: 19 لبرهان ”يؤيد صحة نسبة الرسالة إلى بولس“.
                  وهذا تخبط فى الفهم ، فكان يجب على الروح القدس الإسراع بالنزول ليحل هذه المشكلة، وإلا رفض الناس هذا السفر. والغريب أن آية واحدة تتحكم فى مصير هذا السفر، ضاربين عرض الحائط بالخلاف العقائدى واللغوى بين أسلوب بولس وعقيدته فى رسائله التى تُخالف ما جاء فى هذه الرسالة!!
                  “ولمّا قدم [لوثر] ترجمته للعهد الجديد بعد بضع سنوات ، حدَّدَ موقفه فقال إن الرسالة ليست من عمل بولس ولا من عمل أى رسول آخر. ومع ذلك أُعجب كثيراً بحسن استعمال الكاتب المجهول للأسفار المقدسة”.
                  ولكن تجب الإشارة إلى أن المجمع التريدنتينى أبى أن يلفظ رأيه صراحة فى مسألة صحة نسب الرسالة إلى بولس. .. .. .. ولما قامت المناقشة فى أوائل القرن العشرين ، حظرت اللجنة الكتابية الرومانية على الكاثوليك إنكار أن الرسالة هى فى أصلها لبولس، وقبلت فى الوقت نفسه القول القائل بأن الذى أنشأها هو غير بولس. إن المفسرين الكاثوليك فى العصر الحديث يفهمون النسبة إلى بولس بالمعنى الواسع: فإن واحداً من أكثرهم علماً يرى أنَّ أبلُّس هو الذى ألَّفَ الرسالة بعد استشهاد بولس. ........ فللمرء أن يعتقد أن الرسالة من إنشاء واحد من أصحاب بولس. أما الإهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح، فلا سبيل إلى طلبه. فإن التقليد القديم تردد منذ ذلك الزمن بين بضعة افتراضات ، فاقترح أسماء لوقا أو اقليمنضس الرومانى أو برنابا. ولكن ليس لأى نسبة من هذه النسب ما يؤيدها تأييداً كافياً. لذلك بحث المفسرون فى عصرنا عن نسب أخرى. لا شك أن أقربها إلى القبول هى التى تعود إلى لوثر وتقترح أبُلُّس. فأصله يهودى وتربيته هلّينية تلقاها فى الاسكندرية، ومعرفته للكتب وشهرته بالفصاحة (رسل 18/24-28 و1 قور 3/6) ميزات توافق موافقة تامة كاتب الرسالة إلى العبرانيين.” (ص686 و687 من المدخل إلى رسالة إلى العبرانيين)
                  ويقول موقع الكتاب المقدس الترجمة المشتركة على النت تحت عنوان: (مَن كتب عبرانيين وإلى من كُتبت؟): “عاش الكاتب في محيط أحسّ بتأثيرات عديدة: تشّرب من كتابات فيلون الفيلسوف اليهودي العائش في الإسكندرية. لهذا رأى بعض الشّرّاح أن أبلُّوس (رج أع 18: 24- 28) هو الذي كتب عب: أصله يهودي. عرف الأسفار المقدسة. إشتهر بالفصاحة والطلاقة، تربّى تربية يونانية في الإسكندرية. كل هذه نقاط مشتركة بين أبلوس وكاتب الرسالة إلى العبرانيين.”
                  http://www.paulfeghali.org/text.php?id=644
                  وصرَّحَ يوسى بيس فى الباب الثالث من الكتاب الثالث من تاريخه قائلاً: “إن الرسالة الأولى لبطرس صادقة إلا أن الرسالة الثانية له ما كانت داخلة فى الكتب المقدسة فى زمان من الأزمنة لكن كانت تُقرأ، ورسائل بولس أربع عشر إلا أن بعض الناس أخرج الرسالة العبرانية”. (إظهار الحق ج1 ص162)
                  وقبل أن ننهى مسألة الخلاف على معرفة كاتب هذا السفر، يجب أن ننوه أن بولس لم يكتب إلا بضعة أسطر فقط، وذلك باعتراف آباء الكنيسة الأول: فقد قال يوسابيوس عن بولس ورسائله الأربعة عشر ناقلاً عن أوريجانوس: “أما ذاك الذى جعل كفئاً لأن يكون خادم عهد جديد، لا الحرف بل الروح، أى بولس، الذى أكمل التبشير بالإنجيل من أورشليم وما حولها إلى الليريكون، فإنه لم يكتب إلى كل الكنائس التى علمها ، ولم يرسل سوى أسطر قليلة لتلك التى كتب إليها.” (يوسابيوس 6: 25)
                  وأكد نفس الكلام المؤرخ يوسى بيس فى الباب الخامس والعشرين من الكتاب السادس من تاريخه: “قال أُريجن فى المجلد الخامس من شرح إنجيل يوحنا: إن بولس ما كتب شيئاً إلى جميع الكنائس، والذى كتبه إلى بعضها فسطران أو أربعة سطور”. ومعنى ذلك أنَّ أُريجن يؤكد أن هذه الرسائل المنسوبة لبولس ما كتبها بولس، ولكن كتبها آخر ونسبها إليه. (إظهار الحق ج1 ص164)
                  بل إنه لم يكتب شيئًا على الإطلاق، لأنه كان أميًا لا يقرأ ولا يكتب، وهذا ما أثبتناه من اعترافه هو نفسه فى كورنثوس الثانية 11: 6.
                  ولكنك يا سيد رشيد مازلت تصر (بناء على معيارك غير المفهوم كقارىء أو باحث مثقف) على أنها من مؤلفات بولس، وأنها جزء من الكتاب المقدس!
                  وعلى ذلك فإن إنكارك للأحاديث النبوية وصحتها قد جانبت فيه الصواب، كما جانبت الصواب فى الحكم على أسفار كتابك بالقداسة، وأنها من وحى الرب. وكنت قد أظهرت لك العديد من التضارب فى عقائد هذا الكتاب، ولن أتوقف، لعل الله تعالى يهديك للحق.
                  وأثبت لك أنك جانبت الصحة فى الحكم على كتب تم جمعها بعد عدة قرون، وتنسب لنبى مات قبل جمعها بعدة قرون، وتصدق ما فيها من معجزات. وكتب أخرى ذكرت معجزات لم يقم عليها دليل بالمرة، مثل ما حكاه متى عن خروج أجسام القديسين من مقابرهم فور موت يسوع:
                  من هم هؤلاء القديسون؟ إنهم بالطبع من اليهود؟ إذن لم يكن ليسوع دين جديد، وبالتالى يسقط العهد الجديد بأكمله، وتسقط المسيحية، حيث تؤكد هذه المعجزة بذكر كلمة القديسين، أن أصحاب الحق هم المتتبعين لكتب موسى والأنبياء، كما قال يسوع (متى 5: 17-18).
                  وما هو الدليل على خروجهم، فلم يحكيها مؤرخ من المؤرخين المعاصرين؟
                  وكيف مشوا عرايا بين الناس ولم يلقوا اعتراضًا من رجال أو نساء يتوجهم الحياء والأخلاق؟ وكيف تركهم اليهود؟ وكيف تركتهم القيادة السياسية أو العسكرية؟
                  إن سوء الظن الذى تتمتع به والكراهية للإسلام التى تتنفسها،يا رشيد، قد تسبب فيه المكتوب فى كتابك. فشكك وتحليلك العلمى لحادثة خروج القديسين من قبورهم، وتعارضها مع قول الكتاب نفسه، من أن يسوع سيكون أول الراقدين من الأموات، لا يجعلك تتعامل مع كل الكتب المقدسة بنفس المعيار الذى استقر فى أعماقك تجاه من تسمونه الكتاب المقدس: (20وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ.) كورنثوس الأولى 15: 20
                  وإن عدم ثقتك التامة فى أى نبى من أنبياء كتابك، سواء فى أخلاقه أو فى دينه، ناهيك عن فقدانكم الثقة فى أخلاق وسلوك رجال الكنيسة،لإتجار البعض فى المخدرات، ولشذوذ البعض جنسيًا، ولاتهام البعض بسرقة أموال الكنيسة، ولاعتداء البعض جنسيًا على الأطفال أو حتى الكبار، جعلك لا تثق فى كل شخصى ينتمى لأى اتجاه دينى، حتى لو كان نبيًا.
                  فأنت تشترط وجود المعجزة فى القرآن لتؤمن بها، فهل آمنت بالقرآن نفسه وهو معجزة المعجزات؟
                  وما رأيك فى فشل يسوع فى أناجيلك من القيام بمعجزة واحدة فى وقت من الأوقات: (5وَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَصْنَعَ هُنَاكَ وَلاَ قُوَّةً وَاحِدَةً غَيْرَ أَنَّهُ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى مَرْضَى قَلِيلِينَ فَشَفَاهُمْ.) مرقس 6: 5
                  وما رأيك فى فشل يسوع الجزئى فى إجراء معجزة إشفاء الأعمى من أول مرة؟ (22وَجَاءَ إِلَى بَيْتِ صَيْدَا فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ أَعْمَى وَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَلْمِسَهُ 23فَأَخَذَ بِيَدِ الأَعْمَى وَأَخْرَجَهُ إِلَى خَارِجِ الْقَرْيَةِ وَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِ وَسَأَلَهُ هَلْ أَبْصَرَ شَيْئاً؟ 24فَتَطَلَّعَ وَقَالَ: «أُبْصِرُ النَّاسَ كَأَشْجَارٍ يَمْشُونَ». 25ثُمَّ وَضَعَ يَدَيْهِ أَيْضاً عَلَى عَيْنَيْهِ وَجَعَلَهُ يَتَطَلَّعُ. فَعَادَ صَحِيحاً وَأَبْصَرَ كُلَّ إِنْسَانٍ جَلِيّاً. 26فَأَرْسَلَهُ إِلَى بَيْتِهِ قَائِلاً: «لاَ تَدْخُلِ الْقَرْيَةَ وَلاَ تَقُلْ لأَحَدٍ فِي الْقَرْيَةِ») مرقس 8: 22-26
                  فهل ما قرأته أعلاه دليل على ألوهية هذا الشخص الذى لا تتم معه المعجزة إلا بعد محاولة فاشلة أو نصف ناجحة؟
                  أليس قول يسوع إنه لا يفعل شيئًا من نفسه، وأن ما يقوم به هو بروح الله أو بقدرته، لدليل على صدق القرآن الكريم الذى أخبر أن عيسى عليه السلام كان يقوم بالمعجزة بإذن الله؟
                  يوحنا 5: 30 (30أَنَا لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَفْعَلَ مِنْ نَفْسِي شَيْئاً. ...)
                  لوقا 11: 20 (20وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ...)
                  متى 12: 28 (28وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ ...)
                  يوحنا 5: 20 (20لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الاِبْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ ...)
                  يوحنا 8: 28 (وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي ...)
                  أليس هذا تصديق لقول الله تعالى: (وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (49) وَمُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (50) إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (51)) آل عمران 49-51
                  ألا تدل أحاديثه وتنبؤه بالغيب وصدقه المطلق وصدق أحاديثه التى وصلت إلينا، وعلى أنه قام بمعجزات لتدعيم نبوته، والتسهيل على الناس أن يؤمنوا به على أنه رسول من عند الله؟
                  من معجزات النبى صلى الله عليه وسلم
                  أما بالنسبة لمعجزات النبى صلى الله عليه وسلم، فهى كثيرة جدًا، ولها شهود عيان كثيرون. منها:
                  1- القرآن الكريم المعجزة الخالدة الباقية
                  2- انشقاق القمر ليله البدر حتى افترق فرقتين كما قال تعالى: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ) القمر: 1 (وهى مذكورة فى القرآن الكريم)
                  3- أن الله زوى ـ أي جمع ـ له الأرض كلها فضم بعضها لبعض حتى رأها وشاهد مغاربها ومشارقها قال تعالى: وإن مُلك أمته سيبلغ مازوى له منها.
                  4- حنين الجذع إليه لما فارقه إلى المنبر وصار يخطب على المنبر بعد ما كان يخطب عليه ولم يسكن حتى اتى إليه فضمه وأعتنقه فسكت.
                  5- نبع الماء من بين أصابعه، وتوضأ منه 300 صحابى (رواه البخاري)
                  6- تسبيح الحصى بين أصابعه. رواه أبن عسكر من حديث أبي داود وغيره.
                  7- تسبيح الطعام حين وضع عنده _ أي بين يديه فنطق كما في البخاري عن أبن مسعود.
                  8- تسليم الحجر والشجر عليه بالنطق .رواه أبو نعيم في دلائل النبوة.
                  9- تكليم ذراع الشاة المسموم له، فأخبره أنه مسموم. رواه البخاري.
                  10- أن البعير شكا إليه الجهد أن صاحبه يجيعه ويتعبه .رواه أبو داود.
                  11- شهاد الذئب له بالنبوة .رواه الطبراني وابو نعيم.
                  12- أنه جاء مرة إلى قضاء حاجته ولم يجد شيئا يستتر به سوى جذع نخلة صغيرة وأخرى بعيدة عنها. ثم أمر كلا منها فأتتا إليه فسترتاه حتى قضا حاجته ثم أمر كلا منهما بالمضي إلى مكانها .راواه الأمام أحمد والطبراني.
                  13- أنه قربت منه ست من الأبل لينحرها فصارت كل واحده تقترب منه ليبدأ بها. رواه أبو داود والنسائي.
                  14- أن عين قتادة بن النعمان الأنصاري سقطت يوم أحد فردها فكانت المردودة أحد (أقوى) من العين الصحيحة. رواه الحاكم وغيره من عدة طرق.
                  15- أن عين أبي طالب رضي الله عنه برأت من الرمد حين تفل فيها. متفق عليه.
                  16- أن عبد الله بن عتيك الأنصاري أصيبت رجله حين نزل من درج إلى رافع أبن أبي الحقيق لما قتله فمسحها بيده الشريفة فبرأت. رواه البخاري.
                  17- أن أُبي بن خلف كان يلقي المصطفى فيقول إن عندي قعودا أعلفه كل يوم أقتلك عليه فيقول بل أنا أقتلك إن شاء الله فطعنه يوم أحد في عنقه فخدشه غير كثير، فقال: قتلني محمد فقالوا :ليس بك بأس قال: إنه قال: أنا أقتلك فلو بصق علي ليقتلني فمات.
                  18- أنه أخبر أمية بن خلف أنه يقتله فقتل كافرا يوم بدر. رواه البخاري.
                  19- أنه عد لأصحابه في بدر مصارع الكفار فقال:هذا مصرع فلان غدا ويضع يده على الأرض، فكان كما وعد .وما تجاوز احد منهم موضوع يده. رواه أبو داود.
                  20- أنه أخبر عن طوائف من أمته أنهم سيركبون وسط البحر أي يغزون في البحر كالملوك على الأسرة ومنهم أم حرام بنت ملحان فكان كما أخبر. رواه البخاري.
                  21- أنه قال في الحسن بن علي أن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين فكان كما قال .فإنه لما توفى أبوه بايعه أربعون ألفا على الموت فتنازل عن الخلافة لمعاوية حقنا لدماء المسلمين. رواه البخاري.
                  22- أنه أخبر في شأن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ أنه ستصيبه بلوى شديده يريد قتله فكان كما قال. رواه البخاري.
                  23- أنه أخبر في المدينة بمقتل الأسود العنسي في صنعاء اليمن في الليلة التي قتل فيها، فجاء الخبر بما أخبر به. ذكره ابن اسحاق وغيره.
                  24- أنه أخبر بقتل كسرى كذلك في ليلة مقتله الخبر كما ذكر.
                  25- أخبر عن الشيماء بنت الحارث السعدية أخت رسول الله من الرضاع أنها قد رفعت في خمار أسود على بغلة شهباء فكان كذلك. رواه أبو نعيم.
                  26- أنه دعا أن يُعز الإسلام باحى العمرين: عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام (أبى جهل) فأصابت دعوته عمر فأصبح مسلما فعز بإسلامه كل من أضحى مسلما
                  27- أنه دعا لعلي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ بذهاب الحر والبرد عنه فكان علي لايجد حرا ولا بردا، رواه البيهقي.
                  28- أنه دعا لابن عباس بفقه الدين وعلم التأويل فصار بحراً زخاراً واسع العلم.
                  29- أنه دعا لثابت بن قيس بن شماس بأنه يعيش سعيدا ويقتل شهيدا فكان كذلك.
                  30- أنه دعا لأنس بن مالك بكثرة المال والولد وبطول العمر فعاش نحو المائة سنة وكان ولده من صلبه مائة وعشرين ولدا ذكرا، وكان له نخل يحمل في كل سنة حملين
                  31- أنه قال في رجل ادّعى (منافق) الإسلام وغزا معه وأكثر قتال الكفار مع المسلمين أنه من أهـل النار فصدق الله تعالى مقتله، فأنه أصابته جراحه فقتل نفسه بيده عمدًا. متفق عليه
                  32- كان بينه وبين عتيبة بن أبي لهب أذى فدعا عليه بأن يسلط الله عليه كلبا من كلابه فقتله الأسد. رواه ابو نعيم وغيره.
                  33- أنه لما شكا إليه شاك قحوط المطر ـ أي حبسه وانقطاعه وهو فوق المنبر في خطبة الجمعة فرفع يديه إلى الله تعالى ودعا. وما في السماء قطعة من السحاب فطلعت سحابة حتى توسطت السماء فاتسعت فأمطرت فقال: اللهم حوالينا ولا علينا فاقلعت وانقطعت. متفق عليه
                  34- أنه أمر عمر الفاروق ـ رضي الله عنه ـ أن يزود أربع مائة راكب أتوا إليه من تمر كان عنده فزودهم منه والتمر كان مقدراه كالفصيل الرابض فزودهم جميعا وكأنه ما مسه أحد. رواه أحمد وغيره.
                  35- أنه أطعم الألف الذين كانوا معه في غزوة الخندق من صاع شعير ودون صاع وبهيمة ـوهي ولد الضأن فأكلوا وشربوا وأنصرفوا وبقي بعد انصرافهم عن الطعام أكثر مما كان من الطعام. متفق عليه.
                  36- أنه أطعم أهل الخندق أيضا من تمر يسير أتت به إليه جارية. رواه ابو نعيم
                  37- أنه أطعم جماعة من أقراص شعير قليلة بحيث جعلها أنس تحت ابطه لقلتها فأكل منها ثمانون رجلا وشبعوا كلهم وهو كما أتى لهم كأنه لم يمسه أحد كما جاء في الصحيحين عن أنس.
                  38- أنه أطعم الجيش حتى وصلوا إلى حد الشبع من مزود ـ وهو وعاء التمر ـ ورد مابقى فيه لصاحبه أبي هريرة .ودعا له بالبركة فأكل منه في حياته إلى حين قتل عثمان ـ رضي الله عنه.
                  39- أنه حين تزوج بزينب بنت جحش أطعم خلقا كثيراً من طعام قدم إليه في قصعه ثم رفع الطعام من بينهم وقد شبعوا وهو كما وضع أو أكثر. كما رواه أبو نعيم.
                  40- أنه في غزوة حنين رمى الكفار بقبضة من تراب وقال:شاهت الوجوه فامتلأت أعينهم ترابا كلهم وهزموا عن أخرهم. رواه مسلم وغيره.
                  41- أنه لما اجتمعت صناديد قريش في دار الندوة وأجمعوا على قتله وجاءوا إلى بابه ينتظرون خروجه فيضربونه بالسيوف ضربة رجل واحد، خرج صلى الله عليه وسلم عليهم ووضع التراب على رأس كل واحد منهم.
                  42- معجزة الأسراء والمعراج من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.
                  43- أن النبى سقي أهل الصفة جميعاً وهم نحو سبعين رجلاً من قدح واحد من حليب. (رواه البخارى)
                  44- ببركة النبي صلى الله عليه وسلم يشرب ألف وأربعمائة من بئر لا ماء فيه (رواه البخارى)
                  45- ثمانون رجلاً يتوضئون من إناء واحد (رواه البخارى)
                  46- مسح على رجل عبد الله بن عتيك المكسورة فبرأت (رواه البخارى)
                  47- مُعجزة شفاء الضرير بدعائه (رواه الوادعى فى الشفاعة)
                  48- لحم الشاة فى فمه يخبره أنها ذبحت بدون إذن صاحبها. (صحيح أبى داود للألبانى (3332))
                  49- الجمل يسجد للنبي صلى الله عليه وسلم (مجمع الزوائد، الهيثمى، 9/7)
                  50- الشاة التي لا تدر اللبن , تدر وتنجب غنم كثير ببركة مسحه على ضرعها (البداية والنهايى لابن كثير 3/ 189)
                  وهناك الكثير والكثير من معجزاته، يمكنك الرجوع إليها فى (دلائل النبوة).
                  * * *
                  غ 4- المحتويات الدعوية
                  وهذه النقطة هى النقطة الأولى التى يسترشد بها مباشرة من الكتاب الذى يقدسه، فقد قال يسوع: (15«اِحْتَرِزُوا مِنَ الأَنْبِيَاءِ الْكَذَبَةِ الَّذِينَ يَأْتُونَكُمْ بِثِيَابِ الْحُمْلاَنِ وَلَكِنَّهُمْ مِنْ دَاخِلٍ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ! 16مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِيناً؟ 17هَكَذَا كُلُّ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تَصْنَعُ أَثْمَاراً جَيِّدَةً وَأَمَّا الشَّجَرَةُ الرَّدِيَّةُ فَتَصْنَعُ أَثْمَاراً رَدِيَّةً 18لاَ تَقْدِرُ شَجَرَةٌ جَيِّدَةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً رَدِيَّةً وَلاَ شَجَرَةٌ رَدِيَّةٌ أَنْ تَصْنَعَ أَثْمَاراً جَيِّدَةً. 19كُلُّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي النَّارِ. 20فَإِذاً مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ) متى 7: 15-20
                  وعلى الرغم من أنه يتكلم عن ثمار الدعوة، أى محتويات كتاب هذا النبى، ومدى طيب تعاليمه. أى لا يأمر بشر ولا بمعصية أو منكر، ولا ينهى عن معروف.
                  وعلى ذلك إن القول الذى نسب ليسوع بكره الوالدين والأسرة وكره النفس لتكون تلميذًا له، وضعه أعداؤه ليقولوا لأتباعه: إن هذا الرجل لا يمكن أن يكون نبيًا، لأن محتويات دعوته باطلة. وهذا كفيل برد الأسفار التى تنسبونها إليه.
                  (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25
                  وهل من الثمار الجيدة فى أى كتاب أن يسب كاتبه الرب، ويصفه بأن لديه جهالة وضعف؟
                  (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
                  إن كاتب هذا الكلام يعطى إشارة لمن يريد أن يتبعه أن هذا ليس بكتاب إلهى، إنه يسب الرب! فهل الإله الذى تعبده مهزَّا لدرجة أن يصف نفسه بالجهالة والضعف؟ إن كاتبه عدو يسوع دون أدنى شك!
                  ما رأيك فى كتاب يأمرك بمحبة عدوك وعدم مقاومة الشر؟ هل تعرف أن أول عدو لك فى هذه الحياة هو الشيطان؟ وكيف لا أقضى على الشر؟ أليس كاتب هذا الكلام يريد أن ينتشر الشر ويبقى على الأرض دون مقاومة؟
                  (39... لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ. .... 44... أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ 45لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ. 46لأَنَّهُ إِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ فَأَيُّ أَجْرٍ لَكُمْ؟ أَلَيْسَ الْعَشَّارُونَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ ذَلِكَ؟) متى 5: 39-46
                  أليس الكفر شر؟ أليس الإرهاب شر؟
                  أليس القتل شر؟ أليست السرقة شر؟
                  أليس الزنى شر؟ أليس بغض الوالدين والأسرة والنفس شر؟
                  أليست الرشوة شر؟ أليس الكذب شر؟
                  فهل يريد أن تظل هذه الشرور على الأرض؟ أيدافع الرب عن الشيطان وأعماله وييسر لها النجاح والتقدم؟
                  ومن الثمار الخبيثة التى تقرأها يا سيد رشيد، ونسبها كاتبو هذا الكتاب ليسوع أنه طالب الرجال أن يخصوا أنفسهم: (11فَقَالَ لَهُمْ: «لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هَذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم 12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 11-12
                  فهل تؤمن مثلى أن كاتب هذا النص من أعداء يسوع الذى أراد أن يظهر هذا الرجل بمظهر المخالف لكتب موسى والأنبياء؟ ألا تدرك أن عدو يسوع يريد أن يتحقق هذا فى أتباعه ليقل عددهم، وبالتالى يفنيهم؟ إنها مثل تحديد النسل الذى ترفضه الكنيسة وتحاربه، ولا يطبقونه إلا بين المسلمين!
                  من الثمار الخبثة لكتابك يا سيد رشيد أن تأتى بنصوص تقول عنها إنها تشهد بألوهية يسوع أو حتى نبوته، فى الوقت الذى توجد به نصوص أخرى تلعنه:
                  (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                  أتلعنون ما تعبدون يا رشيد؟ أتعبدون ما تلعنون؟
                  وفى الوقت الذى جاء يسوع بثمرة عظيمة وهى أنه لم يلغى أصل الدين، لا التوحيد، ولا ربوبية الله، ولا العقائد أو التعاليم السليمة التى أمر الله بها بنى إسرائيل، فقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
                  إلا أنه نسب لبولس أنه اعتبر الناموس لعنة (غلاطية 3: 13)، وأنه غير قادر أن يحيى، وأنه تسبب فى تكثير الخطية، لذلك أبطلها الله من أجل ضعفها وعدم نفعها:
                  (19فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ .. .. .. لأَنَّهُ لَوْ أُعْطِيَ نَامُوسٌ قَادِرٌ أَنْ يُحْيِيَ، لَكَانَ بِالْحَقِيقَةِ الْبِرُّ بِالنَّامُوسِ.) غلاطية 3: 19-21
                  (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
                  وعلَّمَ أتباعه الإرتداد عن تعاليم الناموس والأنبياء: (18فَإِنَّهُ يَصِيرُ إِبْطَالُ الْوَصِيَّةِ السَّابِقَةِ مِنْ أَجْلِ ضُعْفِهَا وَعَدَمِ نَفْعِهَا، 19إِذِ النَّامُوسُ لَمْ يُكَمِّلْ شَيْئاً.) عبرانيين 7: 18-19
                  (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
                  وبالتالى فإن عدو يسوع أزاحه من سلسلة الأنبياء الذين يعضد كل منهم من سبقه من الأنبياء، الذين يستقون تعاليمهم من مشكاة واحدة. فأظهر يسوع أنه ليس من هذه السلسلة، ولا علاقة له بأنبياء بنى إسرائيل.
                  نسبت قصة ليسوع فى إنجيل يوحنا أنه رفض إدانة الزانية رغم وجود الشهود عليها، وأمسكوها فى وضع الزنى، إلا أن يسوع قال لهم من كان منكم بلا خطية فيرمها أولا بحجر:
                  (أَمَّا يَسُوعُ فَمَضَى إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ. 2ثُمَّ حَضَرَ أَيْضاً إِلَى الْهَيْكَلِ فِي الصُّبْحِ وَجَاءَ إِلَيْهِ جَمِيعُ الشَّعْبِ فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُمْ. 3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» ..... وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!» ..... 10فَلَمَّا انْتَصَبَ يَسُوعُ وَلَمْ يَنْظُرْ أَحَداً سِوَى الْمَرْأَةِ قَالَ لَهَا: «يَا امْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟» 11فَقَالَتْ: «لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ». فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً».) يوحنا 8: 1-11
                  هل تعلم أن قصة المرأة الزانية (يوحنا 8: 1-11) لا توجد فى أقدم مخطوطات الكتاب الذى تقدسه؟ فهى لا توجد فى البردية 66، وهى أقدم بردية لإنجيل يوحنا، وكذلك غير موجودة فى البردية 75، وغير موجودة فى المخطوطة الفاتيكانية، ولا فى المخطوطة السينائية، ولا فى مخطوطة واشنجطون، التى ترجع للقرن الخامس.
                  هل تعلم أنهم يمهدون لحذفها من الكتاب؟ هل تعلم أنهم وضعوها بين قوسين معكوفين، أى يعتبرونها ليس من متن الكتاب، ولا من كلام الرب؟ هل تعلم أنهم مهدوا لذلك بالفعل فعلقوا فى هامش الصفحة أن هذا الجزء لا يوجد فى أقدم المخطوطات؟ يقول هامش الترجمة العربية المشتركة: (لا نجد يوحنا 7/53-8/11. فى المخطوطات القديمة وفى الترجمات السريانية واللاتينية. بعض المخطوطات تجعل هذا المقطع فى نهاية الإنجيل)
                  فما علاقة هذا بالناموس وكتاب موسى وكتب الأنبياء؟ ما علاقة هذا بشرع الرب؟ ألم يقل الرب إن بنى آدم خطَّاء؟
                  فقال: (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) أخبار الأيام الثانى 6: 36
                  فهل أعطاها بهذا القول تصريحًا للإستمرار فى الرذيلة؟ هل أمر بالرذيلة بكل أنواعها وعدم حساب المرء عليها؟
                  * * *
                  وفى الحقيقة كنت أنتظر منك أن تتكلم فى المثل العليا التى تملأ القرآن والأحاديث النبوية. كنت أنتظرك تتكلم عن العبادات وأخلاقيات من صيام وصلاة وزكاة وبر والديْن والطهارة والميراث والصّدق والحلم والأناة والرّفق والتواضع والحياء والوفاء بالوعد والوقار والرحمة والعدل والشّجاعة والصّبر والألفة والقناعة والعفّة والإحسان والسّماحة والأمانة والشكر على المعروف وكظم الغيظ، وصلة الرّحم وإغاثة الملهوف والإحسان إلى الجار وحفظ مال اليتيم ورعايته والرحمة بالصغير واحترام الكبير والرّفق بالخدم والحيوانات وإماطة الأذى عن الطريق والكلمة الطيبة والعفو والصّفح عند المقدرة ونصيحة المسلم لأخيه المسلم وقضاء حوائج المسلمين وإنظار المعسر والإيثار والمواساة والتعزية والتبسّم في وجوه الناس وإغاثة الملهوف وعيادة المريض ونصرة المظلوم والهديّة بين الأصحاب وإكرام الضّيف ومعاشرة الزوجة بالمعروف والإنفاق عليها وعلى الأولاد وإفشاء السّلام والاستئذان قبل الدخول إلى البيوت حتى لا يرى الإنسان عورات أصحاب البيت، وذكر الله الدائم فى كل حين.
                  كنت أنتظر أن تعلن أن الإسلام يحرس كل فضيلة ويمنع كل رذيلة. ولكنك لم تفعل وأتيت ببعض ما لم تفهمه واعتبرته مأخذًا على الإسلام.
                  ومرة أخرى ستجدونه لا يتكلم على الشريعة نفسها، وهى المحتويات الدعوية، ولكنه يريد أن ينال من الرسول صلى الله عليه وسلم.
                  فبدأ بقوله: هل احترم محمد شرائعه؟:
                  1- جمع النبى صلى الله عليه وسلم بين 9 زوجات، بينما ينص القرآن على أن يكون أقصى عدد للجمع بين الزوجات هو 4 زوجات.
                  2- أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم للثقلين الإنس والجن. وأعتبره بذلك أصبح أخا للشيطان.
                  3- نام النبى صلى الله عليه وسلم، وقام للصلاة دون أن يتوضأ
                  4- تهكم رشيد على خاتم النبوة، واعتبره أكذوبة
                  5- يقول النبى (وجعل رزقى تحت ظل رمحى)

                  تعليق

                  • abubakr_3
                    مُشرِف

                    • 15 يون, 2006
                    • 849
                    • موظف
                    • مسلم

                    #39
                    رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                    خصائص اختص الله بها نبيه
                    أولا عليك أن تعلم أن النبى صلى الله عليه وسلم كانت له خصائص خصه الله تعالى بها دون سائر البشر، منها اختصاصه صلى الله عليه وسلم:
                    1- بجوازِ الوِصالِ في الصَّومِ
                    2- بأنَّ الشَّيطانَ لا يتمثَّلُ به، وأنَّ مَنْ رآهُ في المنامِ فقدْ رآهُ حَقَّاً
                    3- بأنَّ عينَهُ تنامُ ولا ينامُ قَلبُهُ
                    4- بالجمعِ بين أكثرِ من أربعِ نِسوةٍ
                    5- بأنَّ الكذبَ عليه ليسَ كالكذبِ على غيرِهِ
                    6- بوجوبِ محبتِهِ
                    7- بإسلامِ قرينِهِ
                    8- بأنَّهُ يَرَى مِنْ وراءِ ظَهْرِهِ كما يَرَى مِنْ أَمَامِهِ
                    9- بأنَّهُ يسمعُ ما لا يسمعُهُ النَّاسُ
                    10- بتخييرِهِ قبلَ قبضِهِ بينَ الدُّنيا والآخرةِ
                    11- بأنَّ الأرضَ لا تأكلُ جسدَهُ الشَّريفَ
                    12- بعرضُ صلاةِ أمتِهِ عليه في قبرِهِ
                    13- بطيبِ عَرَقِهِ, ولِيْنِ مَسِّهِ
                    14- بأنَّهُ يُدْفنُ في المكانِ الذي قُبِضَ فيهِ
                    15- بأنَّ الله تعالى عَصَمَهُ من النَّاسِ
                    16- بأنَّ مَنِ استهانَ بهِ كَفَرَ
                    17- بأنَّهُ لا يُوْرَثُ ,وما تركَهُ صدقةٌ
                    18- بإخراجِ حظِّ الشَّيطانِ منه
                    19- بأنَّ الصَّدقةَ مُحرَّمةٌ عليهِ وعلى آلِهِ
                    20- بأنَّهُ لا يجوزُ التزوجُ بنسائِهِ بعدَ موتِهِ
                    ومازال هناك خصائص أخرى اختص الله بها رسوله صلى الله عليه وسلم، تكريمًا، وإظهارًا لنبوته وتفوقه البشرى على كل البشر.
                    فجمعه لتسع زوجات مرة واحدة، وأن زوجاته لا يتزوجن من بعده حتى لو طلقهن، لأنهن أمهات المؤمنين، من الخصائص التى اختصه الله بها. لذلك كانت أيضًا من خصائصه القدرة الجنسية العالية التى تمكنه من أن يجامعهن كلهن فى ليلة واحدة.
                    وعليك أن تعلم أنك تؤمن فى كتابك بخصوصيات للأنبياء، تُخالف تعاليم الرب، وتوجب القتل أو الرجم لمقترفها، إلا أنها لم تلغ نبوته، ولم تشككوا فيها. فأين المعيار الثابت الذى تقيس به الأمور. ومن هذه المعايير:
                    1- أين الشاهدان على أن مريم حملت من الروح القدس؟ كيف برأت نفسها أمام مجمع اليهود؟
                    2- أين شهود يوسف النجار على الحلم الذى حلمه ببراءة العذراء؟
                    3- ولد يسوع بعضو ذكرى، مثل باقى الرجال، فلماذا لم يتزوج؟ لأنه حالة خاصة، فقد كان منذورًا لعبادة الله تعالى، وتدريس الشريعة، وتعليم اليهود دينهم.
                    4- قام بطرس، وهو الذى سماه يسوع شيطانًا، وبولس، الذى حارب تعاليم موسى وعيسى عليهما السلام، بمعجزات، ولم نسمع أن يعقوب رئيس التلاميذ قام بمعجزات. فهل يتولى الكافر والمعثرة لإرادة الرب والزانى النبوة ويختصه الرب بمعجزات؟
                    5- قبل يسوع أن تدلكه المرأة الخاطئة بزيت الناردين كثير الثمن، وفضل نفسه على الفقراء، مدعيًا أنه ليس معهم فى كل وقت، مثل الفقراء.
                    6- أهان أمه واخوته، وتحث الشريعة على أن الذى يهين أباه أو أمه يُرجم.
                    7- أهين يسوع وبصقوا فى وجهه ولم يمنع هذا عنه الألوهية.
                    8- صلب يسوع ومات ميتة الملاعين مصلوبًا ومعلقًا على جذع شجرة، ولم يمنع هذا منه الألوهية فى نظركم، على الرغم من أن الله حى لا يموت.
                    9- أحياه الله تعالى من موته، ومع ذلك تساوونه بالله.
                    10- تدعون أن الآب والابن والروح القدس إله واحد، لا ينفصلون طرفة عين، وبموت يسوع، كان لابد أن يكون الثلاثة قد ماتوا، وعلى ذلك فإن الذى أحياهم إله رابع، تتغافلون عنه، ولا تذكروه.
                    11- على الرغم من قولكم إن الآب والابن والروح القدس إله واحد، لا ينفصلون طرفة عين، تدعون أنهم كانوا ينفصلون وقت النوم والتبرز والمعاناة على الصليب والموت، وكل المواقف التى تظهر الضعف البشرى.
                    12- جاء يسوع/يهوه من نسل زناة، ومع ذلك لم يقدح هذا فى ربوبيته.
                    13- ومن الخصوصيات أن النبى يعقوب ضرب الرب وأذله، وأجبره أن يباركه ويعطيه النبوة، وقد كان.
                    14- كذلك اشترى يعقوب النبوة من أخيه عيسو بطبق عدس، وهكذا يُجبر الرب على إعطاء النبوة لمن يدفع أو يبتز.
                    15- نصب يعقوب على أبيه بالتعاون مع أمه، وادعى أنه عيسو، فباركه، وأعطاه النبوة، وأُجبر الرب على هذه النبوة، وأوحى إلى رجل نصاب وكذاب.
                    16- زنى لوط بابنتيه وأنجب من الاثنتين، ولم يسأله الرب عن مصدر هذه الأجنة، ولم يسأل هو نفسه ابنتيه، وكان أحدهما جد يسوع الإله فى نظرك.
                    17- باع إبراهيم زوجته سارة لفرعون، من أجل أن يبقيه حيًا، وينال من هذه الدياثة أغنام وماشية، ولم يقدح هذا فى نبوته.
                    18- زنى يهوذا بزوجة ابنه وأنجب منها فارص وزارح، ولم يقدح هذا فى نبوته، بل جاء من فارص هذا يسوع، الإله عندكم.
                    19- زنى داود بامرأة أوريا، وحبلت منه، وتخلص من زوجها وبعض الجنود معه، ليطمس جريمة الزنى. ولم يقدح هذا فى نبوته، بل هى من خصائص نبوته.
                    20- عن طريق عملية نصب وكذب بين أم سليمان وناثان، تولى سليمان النبوة. ولم يقدح هذا فى نبوته (ملوك الأول 1: 11-31).
                    21- أقسم الرب أن لا يجلس على عرش داود رجل من نسله، وجاء يسوع من نسل داود: (20[هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: إِنْ نَقَضْتُمْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ وَعَهْدِي مَعَ اللَّيْلِ حَتَّى لاَ يَكُونَ نَهَارٌ وَلاَ لَيْلٌ فِي وَقْتِهِمَا 21فَإِنَّ عَهْدِي أَيْضاً مَعَ دَاوُدَ عَبْدِي يُنْقَضُ فَلاَ يَكُونُ لَهُ ابْنٌ مَالِكاً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَمَعَ اللاَّوِيِّينَ الْكَهَنَةِ خَادِمِيَّ.) إرميا 33: 21
                    22- موسى وهارون خانا الرب ولم يقدساه، بل صنع هارون العجل وأضل بنى إسرائيل، وقتل منهم 3000 شخص فى ليلة واحدة، ولم يقدح هذا فى نبوته، بل كان من نسل هارون الكهنة، ولم يقدح هذا فى ألوهية يسوع ولا نبوته، إذ جاء تابعًا لناموس موسى وكتب الأنبياء. (51لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادِشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ إِذْ لمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيل.) تثنية 32: 51
                    (12فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَارُونَ: «مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي أَمَامَ أَعْيُنِ بَنِي إِسْرَائِيل لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ هَذِهِ الجَمَاعَةَ إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا».) العدد 20: 13
                    23- تعاون الرب مع الشيطان لإغواء عبديه أخاب (ملوك الأول 22: 19-22) وأيوب (أيوب 2: 6-12)، ولم يقدح هذا فى ألوهيته.
                    24- أعطى الرب فرائض غير صالحة لا يحيون بها، ومع ذلك لم يقدح هذا فى ألوهيته. (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا) حزقيال 20: 25
                    25- أمر الرب هارون أن يقدم للشيطان تيسًا مشابهًا للتيس الذى سيقدمه للرب، ولم يقدح هذا فى ألوهيته وعزته وقدره: (لاويين 16: 5-10)
                    26- سمى الكتاب الذى تقدسه الشيطان بـ"إله هذا الدهر" (2 كو 4: 4)، و"رئيس سلطان الهواء" (أف 2: 2)، و"رئيس هذا العالم" (يو 12: 31؛ 16: 11)، ولم يقدح هذا فى ألوهية يسوع/يهوه ولا فى قداسة هذا الكتاب، ولا فى عزة الإله وقدرته.
                    27- على الرغم من قول يسوع/يهوه إن الإنسان يولد كجحش الفرا، ولا مزية له على البهيمة، فضل أن لا يغفر لآدم وحواء من السماء زلتيهما، وفضل أم يوصف بهذه الصفات، التى تحط من عزته وعظمته، ولم يقدح هذا فى ألوهيته.
                    (وَكَجَحْشِ الْفَرَا يُولَدُ الإِنْسَانُ.) أيوب 11: 12
                    (19لأَنَّ مَا يَحْدُثُ لِبَنِي الْبَشَرِ يَحْدُثُ لِلْبَهِيمَةِ وَحَادِثَةٌ وَاحِدَةٌ لَهُمْ. مَوْتُ هَذَا كَمَوْتِ ذَاكَ وَنَسَمَةٌ وَاحِدَةٌ لِلْكُلِّ. فَلَيْسَ لِلإِنْسَانِ مَزِيَّةٌ عَلَى الْبَهِيمَةِ لأَنَّ كِلَيْهِمَا بَاطِلٌ. 20يَذْهَبُ كِلاَهُمَا إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ. كَانَ كِلاَهُمَا مِنَ التُّرَابِ وَإِلَى التُّرَابِ يَعُودُ كِلاَهُمَا.) الجامعة 3: 19-20
                    28- أقسم الرب أن لا يأتى من نسل يهوياقيم من يجلس على عرش داود، وجاء يسوع من نسل يهوياقيم: (30لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنْ يَهُويَاقِيمَ مَلِكِ يَهُوذَا: لاَ يَكُونُ لَهُ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَتَكُونُ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً لِلْحَرِّ نَهَاراً وَلِلْبَرْدِ لَيْلاً.) إرميا 36: 30 لذلك حذف متى يهوياقيم.
                    متى 1: 11-12 (11وَيُوشِيَّا وَلَدَ يَكُنْيَا وَإِخْوَتَهُ عِنْدَ سَبْيِ بَابِلَ. 12وَبَعْدَ سَبْيِ بَابِلَ يَكُنْيَا وَلَدَ شَأَلْتِئِيلَ. وَشَأَلْتِئِيلُ وَلَدَ زَرُبَّابِلَ.)
                    ويقول أخبار الأيام الأول 3: 15-17 (15وَبَنُو يُوشِيَّا: الْبِكْرُ يُوحَانَانُ, الثَّانِي يَهُويَاقِيمُ, الثَّالِثُ صِدْقِيَّا, الرَّابِعُ شَلُّومُ. 16وَابْنَا يَهُويَاقِيمَ: يَكُنْيَا وَصِدْقِيَّا. 17وَابْنَا يَكُنْيَا: أَسِّيرُ وَشَأَلْتِئِيلُ ابْنُهُ)
                    وعلى ذلك فإن يوشيا ولد يهوياقيم، ويهوياقيم ولد يكنيا. وهذا هو النسب الذى حافظ عليه اليهود فى كتبهم. فلماذا أخفى كاتب إنجيل متى اسم يهوياقيم من سلسلة النسب؟ خصوصية ليسوع/يهوه الذى أقسم أن لا يجلس على عرش داود ملك من يهوياقيم!
                    29- حرم الرب أيضًا الجلوس على عرش داود مرة أخرى لنسل يكنيا: (30هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: [اكْتُبُوا هَذَا الرَّجُلَ عَقِيماً رَجُلاً لاَ يَنْجَحُ فِي أَيَّامِهِ لأَنَّهُ لاَ يَنْجَحُ مِنْ نَسْلِهِ أَحَدٌ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَحَاكِماً بَعْدُ فِي يَهُوذَا].) إرمياء 22: 30
                    لذلك قام لوقا بإلغاء اسم يكنيا من نسبه، ليخفى بها لعنة الله تعالى عليه، وليُظهر يسوع بأنه صاحب الحق فى وراثة عرش داود، لذلك نسب شألتئيل إلى نيرى وليس ليكنيا كما جاءت فى (أخبار الأيام الأول 3: 17).
                    وبما أن يسوع جاء من نسل يكنيا بن يهوياقيم، فعلى ذلك يكون يسوع مستبعدًا من وراثة عرش داود، وليس هو المسِّيِّا، وليس هو النبى الخاتم، الذى تكلمت عنه كل بشارات العهد القديم. ولكن خصوصية ليسوع جعلوه يجلس على عرش داود، ويكون المسِّيِّا ظلمًا وتحريفًا!!
                    ولو استمريت على هذا المنوال سيتكشف لك أنه لا يوجد فى كتابك الذى تقدسه أى معيار للنبوة أو الألوهية.
                    * * *
                    أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين
                    إن الرسول صلى الله عليه وسلم أرسل للثقلين الإنس والجن، والجن ليسوا شياطين فقط، فأنت تخلط مفهوم الجان، ولكنهم جنس خلق من مارج من نار، منهم الصالحون ومنهم دون ذلك: فمنهم اليهود والنصارى والمسلمون والكافرون.
                    وها هم جزء من الجان الذى أسلم بسماعه القرآن، وتخلى عما تنادى به المسيحية من اتخاذ الرب صاحبة وولدا: (قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3) وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (5)) الجن 1-5
                    (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا (14) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا (15)) الجن: 14-15
                    ومن المعلوم أنهم أسبق البشر إلى الأرض والحياة فيها، وكان يأتيهم رسل منهم، إلى أن أرسل الله تعالى موسى وأرسل معه التوراة: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130)) الأنعام: 130
                    فلو نتكلم عن عقيدتهم فمنهم المؤمن ومنهم الكافر، وهم مكلفون بالعبادة والإيمان بالله واتباعه، وعمل الصالحات، وتجنب الموبقات والشرور. فالكافر منهم ومن بنى آدم نسميه شيطان، فهناك شياطين الإنس وشياطين الجن. أما عن مكوناتهم فهم خلقوا من مارج من نار.
                    أما أن تعتبر الشيطان أخًا للنبى صلى الله عليه وسلم، فهو تعبير سافل منك، لا يصدر إلا من إنسان امتلأ قلبه بالحقد والغل والكره للنبى صلوات الله وسلامه عليه، وتعبير خطأ أيضًا؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يُرسل إلى اخوته، بل أرسل إلى العالمين، فمن آمن منهم به وبدعوته واتبعها، فهو اخٌ أو أختٌُ له ولنا فى الإسلام، حتى لو كان من الجان المؤمن، ومن رفض دعوته، فهو كافر.
                    فالأخوة فى الدين فى المفهوم الإسلامى لا تكون إلا بين اثنين مسلمين سواء كانوا من الإنس أو الجن. والأخوة أو التعاون على الخير لا تتم بين نبى وشيطان، ولا بين الإله والشيطان يا رشيد إلا فى كتابك الذى تقدسه.
                    والغريب أنك ترمينا بدائك كالمعتاد، ن تسمى فأنت تسقط على الإسلام مفهومك أنت الشخصى، الذى قد يكون مستمدًا من تعاليم كتابك. وبدلا من أن تتهكم يا رشيد وتقول بأخوة النبى والشيطان، كان عليك أن تبرر تعاون الرب مع الشيطان على إضلال البشر، فأعطاهم فرائض غير صالحة:
                    (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضًا فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـامًا لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال 20: 25
                    ومعاونة الشيطان له، واجتماعه مع جند السماء، كما لو كان أحدهم:
                    (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22
                    وتسخينه للرب أن يتركه يضل عبده أيوب:
                    (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضًَا فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّانًا يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12
                    وأمره لنبيه هارون أن يذبح تيسًا للشيطان مماثلا للتيس الذى سيقدمه للرب:
                    (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
                    وتسميته فى الكتاب الذى يحمل اسمه إله هذا الدهر، ورئيس هذا العالم ورئيس سلطان الهواء:
                    (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
                    (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
                    (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
                    (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
                    بل أمر يسوع فى كتابك أن نحب أعداءنا، وهو يعلم أن الشيطان هو العدو الأول لنا، فماذا يريد هذا الإله الذى يأمر بحب الشيطان، وعدم مقاومة الشر، ولا ننسى أن الشيطان هو الشر نفسه، فمن أسمائه الشرير، ويشترى خاطره، ويقدم له الذبائح، ويسميه فى كتابه إلهًا للعالم، ورئيسًا له: (...لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً.) متى 5: 39
                    (...أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 44
                    وأرجو أن تلاحظ يا رشيد أن أوامر يسوع هنا زائدة، فقد أيَّفوها، وحذفوا منها بعض الكلمات، لأن يد الشيطان، إله هذا الدهر ورئيس هذا العلم، ورئيس سلطان الهواء، أضافت بضعة كلمات فى كتاب الرب شريكه فى الحكم والألوهية:
                    (أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم) الترجمة الكاثوليكية
                    (أمَّا أنا فأقولُ لكُم: أحِبُّوا أَعداءَكُم، وصَلُّوا لأجلِ الّذينَ يضْطَهِدونكُم) الترجمة العربية المشتركة بين الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت
                    أليس من حق الشيطان تبعًا لنصوص كتابك أن يُطلق عليه أخًا للإله ومنقذًا له؟
                    وهذه نصوص مقدسة لديك لا لبس فيها، فكيف يترك الرب عبده أيوب فريسة فى يد الشيطان ليتلاعب به؟ لماذا لم يحفظه حفظًا لدعوته ورسالته؟
                    وهل يمكننا أن نقول بتآخى إبليس والرب فى كتابكم بناء على النصوص أعلاه؟
                    * * *
                    عدم توضؤ الرسول صلى الله عليه وسلم للصلاة
                    أما بالنسبة للوضوء، فالنوم فى حد ذاته لا يوجب الوضوء، فقد كان الصحابة ينامون جالسين فى انتظار الصلاة، ولا يقومون للوضوء عند وجوب الصلاة.
                    ومن خصائصه أيضًا أنه إذا نام لا يتوضأ للصلاة، لأنه لا ينام قلبه، وتنام عيناه فقط. لذلك كانت رؤياه حق ووحى.
                    عن أبي سَلَمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشةَ-رَضيَ اللهُ عنهُا-: كيف كانت صلاة رسول الله -صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- في رمضان؟ قالت: ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يُصلِّي أربعَ ركعات فلا تسألْ عن حُسنهن وطولهن. ثم يُصلِّي ثلاثاً. فقلتُ: يا رسولَ الله تنامُ قبل أن تُوتر؟ قال:" تنامُ عيني ولا ينام قلبي".
                    البُخاريّ – الفتح (6/670) رقم (3569) كتاب المناقب. باب كان النَّبيّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - تنام عينه ولا ينام قلبه.
                    وقد استغرق مرة فى النوم عن صلاة الصبح حتى ارتفعت الشمس، وذلك لأن القلب إنما يدرك الحسيات المتعلقة به، كالحدث والألم ونحوهما ولا يدرك ما يتعلق بالعين لأنها نائمة والقلب يقظان.
                    وفي رواية أنس بن مالك: (والنَّبيُّ - صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ - نائمةٌ عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياءُ تنام أعينُهم ولا تنام قلوبُهم) البُخاريّ – الفتح (6/670) رقم (3570) كتاب الغسل – باب إذا جامع ثم عاد, ومَن دار على نسائه في غسلٍ واحدٍ.
                    * * *
                    خاتم النبوة
                    يقول إشعياء: (6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. 7لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا.) إشعياء 9: 6-7
                    وفضَّل المترجم أن يترجمها (على كتفه) بدلاً من (بين ظهرانيه) كما جاء فى شرح ترجمة الملك جيمس بشرح strong تحت رقم 7926، وفى أصلها العبرانى shek-em'
                    وهذا ما حرص اليهود والنصارى على معرفته ورؤيته من الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد عرفه الراهب بحيرا أثناء خروج الرسول صلى الله عليه وسلم فى تجارة للشام مع عمه أبى طالب. فبمجرد أن رآه الراهب بحيرا قال لأبي طالب، والله ما ينبغي لأبيه أن يكون حيا. قال: نعم هو ابن أخي، ومات أبوه قبل أن يولد وماتت أمه. فقال له: أرني أنظر إليه، فأخذ بحيرى يتفحص محمد فرآى خاتم النبوة أسفل من غضروف كتفه مثل التفاحة ثم قال لأبي طالب: والله إن هذا لهو نبي آخر الزمان الذي نراه ونعلمه في كتبنا، إرجع به، لا تذهب به إلى الشام أخشى أن يقتله اليهود، وهذه حقيقة ثابتة في سنة أو سيرة النبي بالأسانيد الصحيحة التي نقلت إلينا.
                    أخرج ابن سعد (1/ 162): أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ وَغَيْرِهِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: سَكَنَ يَهُودِيٌّ بِمَكَّةَ يَبِيعُ بِهَا تِجَارَاتٍ فَلَمَّا كَانَ لَيْلَةُ وُلِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم قَالَ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قُرَيْشٍ: هَلْ كَانَ فِيكُمْ مِنْ مَوْلُودٍ هَذِهِ اللَّيْلَةَ؟ قَالُوا: لَا نَعْلَمُهُ قَالَ: أَخْطَأْتُ وَاللَّهِ حَيْثُ كُنْتُ أَكْرَهُ، انْظُرُوا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ وَأَحْصُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ وُلِدَ اللَّيْلَةَ نَبِيُّ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَحْمَدُ الْآخِرُ، فَإِنْ أَخْطَأَكُمْ فَبِفِلَسْطِينَ بِهِ شَامَةٌ بَيْنَ كَتِفَيْهِ سَوْدَاءُ صَفْرَاءُ، فِيهَا شَعَرَاتٌ مُتَوَاتِرَاتٌ، فَتَصَدَّعَ الْقَوْمُ مِنْ مَجَالِسِهِمْ وَهُمْ يَعْجَبُونَ مِنْ حَدِيثِهِ، فَلَمَّا صَارُوا فِي مَنَازِلِهِمْ ذَكَرُوا لِأَهَالِيهِمْ، فَقِيلَ لِبَعْضِهِمْ: وُلِدَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّاهُ مُحَمَّدًا، فَالْتَقَوْا بَعْدُ مِنْ يَوْمِهِمْ فَأَتَوْا الْيَهُودِيَّ فِي مَنْزِلِهِ، فَقَالُوا: أَعَلِمْتَ أَنَّهُ وُلِدَ فِينَا مَوْلُودٌ، قَالَ: أَبْعَدُ خَبَرِي أَمْ قَبْلَهُ قَالُوا: قَبْلَهُ، وَاسْمُهُ أَحْمَدُ قَالَ: فَاذْهَبُوا بِنَا إِلَيْهِ، خَرَجُوا مَعَهُ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى أُمِّهِ، فَأَخْرَجَتْهُ إِلَيْهِمْ، فَرَأَى الشَّامَةَ فِي ظَهْرِهِ فَغُشِيَ عَلَى الْيَهُودِيِّ ثُمَّ أَفَاقَ، فَقَالُوا: وَيْلَكَ مَا لَكَ؟ قَالَ: ذَهَبَتِ النُّبُوَّةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَخَرَجَ الْكِتَابُ مِنْ أَيْدِيهِمْ، وَهَذَا مَكْتُوبٌ يَقْتُلُهُمْ وَيَبُزُّ أَخْبَارَهُمْ، فَازَتِ الْعَرَبُ بِالنِّبُوَّةِ أَفَرَحْتُمْ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ؟ أَمَا وَاللَّهِ لَيَسْطَوَنَّ بِكُمْ سَطْوَةً يَخْرُجُ نَبَؤُهَا مِنَ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ)
                    بل كانوا يعرفون وقت ولادته:
                    ففي دلائل النبوة لأبي نعيم بسنده عن حسان بن ثابت أنه قال: والله إني لغلام يفعة إبن ثمان سنين أو سبع، أعقل ما سمعت، إذ سمعت يهوديا يصرخ على أطمة يثرب: يا معشر اليهود، حتى اجتمعوا إليه، فقالوا له: ويلك ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به. (دلائل النبوة لأبي نعيم 1 / 75)
                    وفي الطبقات الكبرى لابن سعد بسنده عن ابن عباس قال: كانت يهود قريظة والنضير وفدك وخيبر يجدون صفة النبي عندهم قبيل أن يبعث، وأن دار هجرته بالمدينة، فلما ولد رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قالت أحبار اليهود:ولد أحمد الليلة، هذا الكوكب قد طلع، فلما تنبى قالوا: قد تنبى أحمد، قد طلع الكوكب الذي يطلع، كانوا يعرفون ذلك ويقرون به ويصفونه إلا الحسد والبغي. (ج 1/ 159-160)
                    وعلى ذلك فهم كانوا يعرفون الرسول صلى الله عليه وسلم بصفاته وشكله، كما يعرفون أبناءهم، فمنهم من سلَّم لله وأسلم، ومنهم من عاند على الرغم من معرفته الحق، ومن هذه العلامات الشامة التى بين ظهرانيه أو خاتم النبوة. أما عدم إيمانك بها فمرجعه إلى قلة علمك أو عنادك للحق، أو ظنك أنه يمكنك أن تهدم هذا الدين بهذه الطريقة!
                    (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) الأنفال: 36
                    * * *
                    وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي:
                    أما النقطة الأخيرة وهى قولك: عن النبى (وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلّ رُمْحِي)
                    لقد علمت من قبل أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعش وسط الناس كملك من ناحية الثراء أو مظاهر العظمة المادية. بل كان زاهدًا فى الدنيا ومظاهرها، لا يُتبعها نفسه، ولا يَجمعها، بل قد يبيت جائعا، ويبيت أهله جياع، وهو الذي لو شاء أن تُحمَل إليه كنوز الدنيا؛ لَكَان له ذلك.
                    ولَمَّا خُيِّر النبي صلى الله عليه وسلم بَيْن أن يَكُون عَبْدًا نَبِيًّا وبَيْن أن يكون مَلِكا نبيًا، الْتَفَتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير، فأشار جبريل بيده أن تواضع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أكون عَبْدًا نَبِيًّا. قال: فما أكل بعد تلك الكلمة طَعاما مُتّكِئا. كما عند النسائي في الكبرى. وقال الذهبي:هذا حديث حسن غريب.
                    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: آكل كَمَا يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد .
                    قال العجلوني : رواه ابن سعد بسند حسن ، وأبو يعلى عن عائشة.
                    وقالت عائشة رضي الله عنها: إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلالِ ثُمَّ الْهِلالِ، ثَلاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَارٌ. فقيل لها: مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الأَسْوَدَانِ: التَّمْرُ وَالْمَاءُ. رواه البخاري ومسلم .
                    ثم ما العيب أن يكرس إنسان ما نفسه وعمره وكل إمكانياته لنصرة الحق، وتنفيذ ملكوت الله أى تطبيق شرع الله على الأرض؟
                    ألا يعيش فى كل بلدان العالم ضباط وجنود فرغوا أنفسهم للدفاع عن أوطانهم؟ ألا تدفع لهم الدولة مرتبات، وتعطيهم مميزات لا يأخذها غيرهم؟
                    ألا تعلم أنهم مهما دفعوا له فلن يساوى هذا شيئًا أمام ما يدفعه هو من بذل نفسه والتضحية بحياته وحياة أسرته فى أى وقت فى سبيل الوطن؟
                    فهل يعاب عليهم بعد ذلك أنهم بذلوا أنفسهم رخيصة وتركوا وطنهم وتغربوا وتم سرقتهم من أجل رفع راية الحق عالية خفاقة؟ هل يعاب عليهم أن يجازيهم الله عز وجل بغنيمة مثلما تجعل الدول المرتبات للجند المدافعون عن أوطانهم؟
                    إن مصادر الرزق من القتال لإعلاء كلمة التوحيد ينحصر فى الغنيمة والفىء. وقد ذكرت لك من قبل أن أنبياءك أكلوا الغنيمة وأجبروا المنهزم على دفع الجزية، وحدث كل هذا بأمر الرب، بل كان يدفعها يسوع الإله لديك مقهرًا للرومان:
                    فها هو موسى يأخذ الغنائم، كما أخذها أبو الأنبياء إبراهيم عليهما السلام:
                    (10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِتُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا لِلصُّلحِ 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلى الصُّلحِ وَفَتَحَتْ لكَ فَكُلُّ الشَّعْبِ المَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لكَ. 12وَإِنْ لمْ تُسَالِمْكَ بَل عَمِلتْ مَعَكَ حَرْباً فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي المَدِينَةِ كُلُّ غَنِيمَتِهَا فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ التِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ) تثنية 20: 10-14
                    وفى حرب بنى إسرائيل على مديان: (9وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيل نِسَاءَ مِدْيَانَ وَأَطْفَالهُمْ وَنَهَبُوا جَمِيعَ بَهَائِمِهِمْ وَجَمِيعَ مَوَاشِيهِمْ وَكُل أَمْلاكِهِمْ. 10وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ مُدُنِهِمْ بِمَسَاكِنِهِمْ وَجَمِيعَ حُصُونِهِمْ بِالنَّارِ.) العدد 31: 9-10
                    وكذلك أخذ يشوع الغنيمة بأمر الرب: (14وَكُلُّ غَنِيمَةِ تِلْكَ الْمُدُنِ وَالْبَهَائِمَ نَهَبَهَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لأَنْفُسِهِمْ. وَأَمَّا الرِّجَالُ فَضَرَبُوهُمْ جَمِيعاً بِحَدِّ السَّيْفِ حَتَّى أَبَادُوهُمْ. لَمْ يُبْقُوا نَسَمَةً. 15كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ مُوسَى عَبْدَهُ هَكَذَا أَمَرَ مُوسَى يَشُوعَ, وَهَكَذَا فَعَلَ يَشُوعُ. لَمْ يُهْمِلْ شَيْئاً مِنْ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ الرَّبُّ مُوسَى.) يشوع 11: 14-15
                    وأكل داود غنيمة أعدائه: (20وَأَخَذَ دَاوُدُ الْغَنَمَ وَالْبَقَرَ. سَاقُوهَا أَمَامَ تِلْكَ الْمَاشِيَةِ وَقَالُوا: «هَذِهِ غَنِيمَةُ دَاوُدَ».) صموئيل الأول 30: 20
                    إن من يدافع عن الحق ليس بمجرم!
                    إن من لا يجبر الناس على اتباع دين محدد ليس بمجرم!
                    إن من يأخذ من الغنائم سهمًا من الخمس أى حوالى 4% من الغنيمة، ويردها على فقرائهم ليس بمجرم! بل زاهد فى الدنيا ومتاعها، وإن الزاهد فى كل متاع الدنيا ليس بمجرم!
                    وفى السلسة الصحيحة برقم 439 عن ابنِ عباسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - :أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دخل عليه عمر وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال: يا نبي الله! لو اتخذت فراشاً أوثر من هذا؟ فقال: "ما لي وللدنيا؟! ما مثلي ومثل الدنيا؛ إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها".
                    إن الذى يعلم الناس أن يزهدوا فى الحياة ومتاعها من مال ونساء ليس بمجرم!
                    فقد كان صلى الله عليه وسلم يُحَدِّثُ أصحابه ويحثهم على الزهد، وذلك فى البخارى برقم 1372عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ فَقَالَ: "إِنِّي مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا".
                    وقرن صلى الله عليه وسلم في التحذير بين فتنة الدنيا وفتنة النساء، وذلك فى صحيحِ مسلم برقم 4925 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ".
                    إن الطالب لرزق الله تعالى فى الآخرة لهو المؤمن!
                    قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّهُ لَيْسَ لِي مِنْ هَذَا الْفَيْءِ شَيْءٌ، إِلَّا الْخُمُسَ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكُمْ)
                    أي إن نصيبه من الخمس الذي كان حقاً له من الغنائم لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يأخذه لنفسه ، بل كان يتصدق به على المسلمين .
                    وعن عَائِشَة رضي الله عَنْهَا قالت: (مَا شَبِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ تِبَاعًا مِنْ خُبْزِ بُرٍّ حَتَّى مَضَى لِسَبِيلِهِ)
                    وعن ابن عباس قال: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَبِيتُ اللَّيَالِي الْمُتَتَابِعَةَ طَاوِيًا، وَأَهْلُهُ لاَ يَجِدُونَ عَشَاءً، وَكَانَ أَكْثَرُ خُبْزِهِمْ خُبْزَ الشَّعِيرِ)
                    عَنْ عَائِشَةَ - رضي اللهُ عنها – قَالَتْ: (تُوُفِّىَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِىٍّ بِثَلاَثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ) البخاري (2700)
                    عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ قال: (مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ مَوْتِهِ دِرْهَمًا وَلَا دِينَارًا وَلَا عَبْدًا وَلَا أَمَةً وَلَا شَيْئًا إِلَّا بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلَاحَهُ وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً) البخاري (2534)
                    وعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قَالَتْ: (تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا فِي بَيْتِي مِنْ شَيْءٍ يَأْكُلُهُ ذُو كَبِدٍ إِلَّا شَطْرُ شَعِيرٍ فِي رَفٍّ لِي فَأَكَلْتُ مِنْهُ حَتَّى طَالَ عَلَيَّ فَكِلْتُهُ فَفَنِيَ). البخاري (2866)
                    وثبت في صحيح البخاري (1376) عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ حَتَّى نَفِدَ مَا عِنْدَهُ ثُمَّ قَالَ: "مَا يَكُونُ عندي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ وَمَا أُعْطِىَ أَحَدٌ عَطَاءً هُوَ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ".
                    أليست كل هذه أدلة أن النبى صلى الله عليه وسلم ما كان بدعًا من الرسل، وكان زاهدًا فى الدنيا، ولم تكن هى مبلغ علمه، ولا أكبر همه، ولا تنس أن أهل مكة عرضوا عليه الملك عليهم وأن يجمعوا له أموالا حتى يكون أغنى من فيهم، وخيروه أن يزوجوه أجمل النساء التى يشير إليها بالبنان، فرفض إلا الحق، إلا التوحيد، إلا الإنتصار لله.
                    ولا تنسى أنه لا توجد حرب بين المسلمين وغيرهم دون دعوة للإسلام أولا، فإن قبلوها عصموا دماءهم وأموالهم. إذن لا حرب ولا غنيمة. فكيف يعيش النبى إذن لو فهمنا أنه يعيش على غنائم الحرب؟
                    ما هو أكبر مكسب مادى (من ناحية الطعام وأنواعه ولذته والزوجات والحور العين) ومعنوى للرسول صلى الله عليه وسلم ولأى مؤمن؟ إنه دخول الجنة، التى تُعجل بدخولها الشهادة. لذلك أشار النبى صلى الله عليه وسلم فى حديث آخر أن (الْجَنَّةُ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ) فَنُسِبَ الرِّزْقُ إِلَى ظِلّ الرُّمْح أى الرَّايَةُ التى تحمل كلمة التوحيد، وَنُسِبَتْ الْجَنَّة إِلَى ظِلِّ السَّيْفِ لِأَنَّ الشَّهَادَةَ تَقَعُ بِهِ غَالِبًا وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْفِ يَكْثُرُ ظُهُورُهُ بِكَثْرَة حَرَكَة السَّيْفِ فِي يَدِ الْمُقَاتِلِ؛ وَلِأَنَّ ظِلّ السَّيْف لَا يَظْهَرُ إِلَّا بَعْدَ الضَّرْبِ بِهِ لِأَنَّهُ قَبْلَ ذَلِكَ يَكُونُ مَغْمُودًا مُعَلَّقًا، فلا يظهر له ظل.
                    وبالتالي فإن الحديثَ يبيّن أن المجاهد في سبيل الله الذي يدفع العدوان، أو ينصر المستضعفين، أو يعلي كلمة التوحيد، ويصبح شهيدًا بسبب جهاده ويصير رزقه الجنة، أجمل ما يمكن أن يأكله أو يشربه أو يلبسه أو ينعم به ماديًا ومعنويًا.
                    وبهذا ينتهى الرد على النقاط الخمس التى ذكرها رشيد للتدليل على النبوة، وقد رأينا أن معظم المعايير التى يستخدمها فى نفى النبوة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، هى دليل على نبوته، أو سوء فهم رشيد، أو كذبه وتدليسه. وفى نفس الوقت عندما استخدمت نفس المعيار الذى يقيس به، نفى هذا النبوة والألوهية عن يسوع نفسه!
                    وأخيرًا إن من يعرف الحق ولا يذعن له فهو مجرم، خسر نفسه، وخسر آخرته!
                    (26لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟) متى 16: 26
                    * * *

                    تعليق

                    • abubakr_3
                      مُشرِف

                      • 15 يون, 2006
                      • 849
                      • موظف
                      • مسلم

                      #40
                      رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                      باقى شروط النبوة:
                      كنا قد تكلمنا فى الصفحات السابقة عن شروط النبوة الأربعة التى يعرفها السيد رشيد، ولم يذكر باقى الشروط لحاجة فى نفسه، ونواصل الآن ذكر باقى شروط النبوة:
                      غ 5- أن يعرف اسم هذا الإله الذى يدعوا إليه:
                      فلا يمكن أن يأتى نبى ويدعو إلى إله لا يعرف اسمه ولا يذكره لأتباعه، ولا يعرف إلا أن اسمه (الأب) الذى يصرون على نطقه (الآب)، على الرغم من أن كل الترجمات الأجنبية لهذه الكلمة تكتبها (الأب)، لكن بلغاتهم. لكن ما هو اسم الأب؟ لا يعرفون. لقد حذفها اليهود مرة أخرى من الكتب التى نسبوها ليسوع، وذلك بعد أن قال يسوع لله تعالى إنه علمهم اسمه الأعظم، وذكرهم به:
                      (6«أَنَا أَظْهَرْتُ اسْمَكَ لِلنَّاسِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ. ...) يوحنا 17: 6
                      (26وَعَرَّفْتُهُمُ اسْمَكَ وَسَأُعَرِّفُهُمْ لِيَكُونَ فِيهِمُ الْحُبُّ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي بِهِ وَأَكُونَ أَنَا فِيهِمْ) يوحنا 17: 26
                      أما بالنسبة لكتاب الله الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فقد ذكر اسم الله 1566 مرة، وتعهد الله تعالى أن يحفظه، حتى يعلم الناس فى كل العصور اسم الله وتعاليمه لهم:
                      (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)) طه: 11-14
                      (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَٰنَ ۖ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ)الإسراء: 110
                      (قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ ...) البقرة: 139
                      (إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۗ هَٰذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) آل عمران: 51
                      (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ) البقرة: 67
                      (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة: 75
                      (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۖ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۖ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ) المائدة: 72
                      (مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ ۚ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ۖ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنْتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) المائدة: 117
                      غ 6- لابد من وجود تشريع معه يتبعه المرسل إليهم
                      ولأننا نتكلم عن النبى محمد صلى الله عليه وسلم، خاتم رسل الله، فلابد من وجود تشريع معه نافع للناس فى كل زمان ومكان. مع الأخذ فى الاعتبار أن العهد الجديد (عهد النعمة) لا يوجد به تشريع، ولا يأخذون كل تشريعاتهم من العهد القديم، لأنه عهد النقمة، ولا يلزمهم، إلا النبوءات فيه التى يعتقدون أنها تشير إلى يسوع.
                      ومعروف أن التشريع الإسلامى فى القرآن والسنة لم يترك شيئًا إلا وتناوله، ويقيس العلماء على النصوص الظاهرة الصحيحة ما تركه الله لنا.
                      غ 7- أن يكون أساس دعوته توحيد الله تعالى
                      وتخليص الرسالات السابقة من الوثنية التى اختلطت بها على مر العصور. ولا يعرف العهد الجديد إلا التثليث، واعتبار الثلاثة آلهة إله واحد، ويسمون هذا التثليث توحيد.
                      ونؤكد على أقوال يسوع على التوحيد، وننفى ما نسب إليه من وجود ثلاثة آلهة، ويعترضون على كونهم ثلاثة آلهة، فيسمونها أقانيم، ويسمون كل أقنوم إله كامل، ثم ينفون مع ذلك أنهم ثلاثة آلهة. فالآب إله، والابن إله، والروح القدس إله، ثم ينفون أنهم ثلاثة آلهة، فيقولون، ولكنهم ليسوا (على الجمع) ثلاثة آلهة. ويسمونها وحدة الله الجامعة، أى التى جمعت الثلاثة وجعلتهم إله واحد. فهل يمكنهم أن يقولوا (باسم الله الواحد الأحد، الذى ليس له والد ولا ولد)؟ لا. هل يمكنهم أن يعتبروا الآب هو الابن هو الروح القدس، وهى ظهورات ثلاثة مختلفة؟ لا. لقد نهى الأنبا شنودة عن ذلك، لأن هذا يلغى التثليث. وهل يمكنهم إلغاء كلمة التثليث طالما أنهم إله واحد؟ لا. لأن أساس عقيدتهم تقوم على إيمانهم بثلاثة آلهة.
                      يوحنا 17: 3 (3وَهَذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلَهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ.)
                      متى 7: 21-23 (21«لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 22كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ 23فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!)
                      يقول يسوع: (..وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ...) يوحنا 8: 40
                      أما ما نسب إليه من تعميد الناس باسم الآب والابن والروح القدس، فهو من التحريفات التى أُضيفت للنصوص فى القرن الرابع بعد مجمع نيقية ليتطابق كتاب الرب مع ما أقره قسطنطين الوثنى، الذى كان يترأس هذا المجمع.
                      أما التوحيد الذى نقصده فهو الاعتقاد بأن الله -جل وعلا- واحد في مُلكه وخلقه وتدبيره لا شريك له، لا ابن ولا روح قدس، وَأنه هوَ وحده المُستحق للعبادة فلا تُصرف لغيره وأنه لا مثيل له ولا شبيه في صفاته وأسمائه.
                      والقرآن يؤكد وجود حقيقة واحدة ومطلقة تسمو على العالم؛ فريدة ومستقلة وغير قابلة للتجزئة, وهو مستقل عن الخلق بأكمله. والله، وفقا للإسلام، هو الأول والآخر والظاهر والباطن، ليس محدودا بزمان أو بمكان، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، وهو الله الواسع الكبير المتعال، ليس كمثله شىء، وهو محيط بجميع خلقه, وهو اللطيف الخبير بيده الخير وهو على كل شىء قدير.
                      يشكل التوحيد درة العقد فى عقيدة المسلم. فالمسلم يؤمن أن مجمل التعاليم الإسلامية تقوم على مبدأ التوحيد. فالجزء الأول من الشهادة هو إعلان الإيمان بوحدانية الله. أما إسناد الألوهية لكيان مخلوق يعرف باسم الشرك، وهو الذنب الوحيد الذى لا يغفره الله.
                      وتوحيد الله لا يتحقق إلا إذا قام على التصديق بأن الله هو الربّ والإله الخالق، المستحق للعبادة، الذي لا شريك له ولا مثيل. لقد أكد كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - على حقيقة التوحيد في صيغ متعددة. فمن ذلك قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَد * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ الإخلاص: 1-4
                      وقوله تعالى: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾ البقرة: 163
                      وقوله عز وجل: ﴿لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ المائدة: 73
                      وقال سبحانه: ﴿رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ مريم: 65
                      وقال تبارك وتعالى: ﴿وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا﴾ النساء: 36
                      وقال سبحانه: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾ فاطر: 3
                      وأفرد الله نفسه بالملك فقال: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ الملك: 1
                      وقال تبارك وتعالى: ﴿أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ الأعراف: 54
                      وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس قال: "لَمَّا بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: "إِنَّكَ تَقْدُمُ عَلَى قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيه أَنْ يُوَحِّدُوا اللَّهَ تَعَالَى". (البخارى (1458))
                      وفي صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنه عَن النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: "بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: عَلَى أَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَالْحَجِّ". (مسلم (19)).
                      فمن تدعونه فى صلواتكم؟ بل لمن تصلون؟ هل تصلون ليسوع؟ كيف وهو كان يصلى لله تعالى ربه؟ ألا تتبركون بمريم وتسمونها أم النور ومنكم من يسجد لها أو يقف متضرعًا أمام صورتها أو تمثالها ويوجه الأدعية لها؟
                      غ 8- أن يرد غيبة واتهامات ظالمة قيلت عن اخوانه من الأنبياء السابقين: (12«إِنَّ لِي أُمُوراً كَثِيرَةً أَيْضاً لأَقُولَ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَحْتَمِلُوا الآنَ. 13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. 14ذَاكَ يُمَجِّدُنِي لأَنَّهُ يَأْخُذُ مِمَّا لِي وَيُخْبِرُكُمْ.) يوحنا 16: 12-14
                      وقد رد الرسول صلى الله عليه وسلم غيبة الأنبياء السابقين، وعلى رأسهم عيسى ابن مريم عليه السلام، وإبراهيم ولوط وموسى وداود، بل رد غيبة مريم عليها السلام.
                      فقال الله تعالى عن إبراهيم إنه يساوى أمة كاملة من المؤمنين فى إيمانه وإخلاصه لله تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) النحل: 120
                      (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا) مريم: 51
                      (وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا ۖ وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَىٰ كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ) النمل: 15
                      (يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِنْ مَحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ) سبأ: 13
                      (اصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص: 17
                      (وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ ۚ نِعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ) ص: 30
                      (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا (18) قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا (20) قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا (21) فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا (22) فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا (23) فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا (26) فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (36() مريم: 16-36
                      وشهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكمال فقال: "كَمَلَ مِنْ الرِّجَالِ كَثِيرٌ وَلَمْ يَكْمُلْ مِنْ النِّسَاءِ إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَإِنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ" رواه البخاري
                      ودافع عن عيسى عليه السلام بأن كفَّر من قال إنه إله من ثلاثة آلهة: (لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) المائدة: 17
                      وقال تعالى: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ) المائدة: 72
                      وقال تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَلاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً) النساء: 171
                      وبيَّن قول عيسى عليه السلام وهو يقف للحساب أمام الله تعالى مصداقًا لقول كاتب الرسالة الأولى إلى كورنثوس 15: 28: (28وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ فَحِينَئِذٍ الِابْنُ نَفْسُهُ أَيْضاً سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ.)
                      وقال: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) المائدة: 116
                      وبيَّن المولى جل وعلا لنا عداوة بني إسرائيل للأنبياء وحقدهم الدفين عليهم وكيف أنهم عصوهم وكذبوهم بل وسعوا في قتل بعضهم، وعلى ذلك كل صور الأنبياء المشوهة فهى منهم، كما قال تعالى: (أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ) البقرة: 87
                      ومدح الله تعالى فى الأنبياء الذين جاءوا من ذرية آدم، ونوح وإبراهيم وإسرائيل: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ) مريم: 58
                      ويقول الله تبارك وتعالى عنهم: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الأنبياء: 73
                      (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) الأنعام: 90
                      بل جعل الإيمان بالرسل السابقين فرضًا واجبًا على كل مسلم، وذلك لحسن إيمانهم، وتقواهم لله تعالى، وجميل أخلاقهم: قال تعالى: (وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) النساء: 136
                      وقال تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} البقرة: 285
                      وبعد أن مدح الله الأنبياء وأخلاقهم، وجعلهم الله تعالى قدوة لنا ولقومهم فى الأخلاق والإيمان والعمل الصالح، مدح الرسول صلى الله عليه وسلم أخلاقهم بإشارة بديهية عن طريق وصفه للمؤمن أمثالهم، فقال: (من أعطى حظه من الرفق فقد أعطى حظه من الخير ، ومن حرم حظه من الرفق فقد حرم حظه من الخير ، أثقل شيء في ميزان المؤمن يوم القيامة حسن الخلق ، وإن الله ليبغض الفاحش البذيء) رواه البخاري عن أبى الدرداء رضى الله عنه
                      غ 9- أن يكون صادقًا أمينًا، يبلغ كل ما يوحى إليه:
                      (13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ.) يوحنا 16: 13
                      ويُنسب إلى يسوع الكذب فى كتبكم، فقد كذب على اخوته، وأعلمهم أنه لن يصعد إلى العيد، وبمجرد صعودهم صعد هو: (8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9قَالَ لَهُمْ هَذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.) يوحنا 7: 8-10
                      كما كذب وتوقع نهاية العالم قبل أن يموت كل الموجودين: (متى 16: 26-27)
                      وادعى أنه منذ هذه اللحظة التى كان يحادثهم فيها أنهم سيرون ابن الإنسان جالسًا على يمين القوة، ولم ير أحد هذا ولا يمكنه أن يرى ذلك: (متى 26: 64)
                      كما ادعى لحظة تكلمه بهذه الجملة أنهم سيبصرون ابن الإنسان قادمًا على سحب السماء، ولم يأت للآن: (متى 24: 29-30)
                      وادعى أن من يحفظ كلامه فلن يرى الموت: (يوحنا 8: 51). فهل لم حفظها أحد تلاميذه؟ فهل لم يحفظها أب من آبائهم؟
                      وادعى أن تلاميذه ومن يمثلونهم من الآباء ورجال الدين المؤمنين أنهم لو شربوا شيئًا مميتًا فلن يضرهم، ولو وضعوا أيديهم على أى مريض فسوف يبرأ: (16مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ. 17وَهَذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنِينَ: يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِي وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ جَدِيدَةٍ. 18يَحْمِلُونَ حَيَّاتٍ وَإِنْ شَرِبُوا شَيْئاً مُمِيتاً لاَ يَضُرُّهُمْ وَيَضَعُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَى الْمَرْضَى فَيَبْرَأُونَ».) مرقس 16: 16-18
                      فلماذا يموت آباؤكم وأمهاتك وأبناؤكم وبناتكم؟ لماذا مات آباء كنيستكم وآباء الكنائس الأخرى؟ ألا تحتاج لتفكير ومراجعة حساباتك يا رشيد؟
                      وقال الله تعالى فى رسوله الأمين إنه بلغ كل ما يريده الله تعالى من عبيده، وأنه كان أمينًا على الوحى، فلم ينطق عن الهوى، وأكمل الله تعالى به رسالته إلينا: (قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ) الأنعام: 50
                      (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ) النجم: 3-4
                      (... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ..) المائدة: 3
                      غ 10- يخبر بأمور مستقبلية صادقة
                      ويحقق الله تعالى نبوءاته هذه فى حياته تأييدًا له ولدعوته، وبعد مماته استمرارًا لتأييده وتصديق دعوته:
                      (13وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ رُوحُ الْحَقِّ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ.) يوحنا 16: 13-14
                      وقد أخبر يسوع تلاميذه أنه سيعود مرة أخرى قبل أن يكملوا التبشر فى مدن إسرائيل، ولم تتحقق النبوءة: (23وَمَتَى طَرَدُوكُمْ فِي هَذِهِ الْمَدِينَةِ فَاهْرُبُوا إِلَى الأُخْرَى. فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ لاَ تُكَمِّلُونَ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ حَتَّى يَأْتِيَ ابْنُ الإِنْسَانِ.) متى 10: 23
                      وقال يسوع لرئيس الكهنة ومن معه إنهم من الآن سيرون ابن الإنسان جالسًا على يمين القوة وآتيًا على السحاب، ولم ير أحد منهم لليوم هذا، فلم تتحقق النبوءة: (64قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنْتَ قُلْتَ! وَأَيْضاً أَقُولُ لَكُمْ: مِنَ الآنَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ وَآتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ».) متى 26: 64
                      بنهاية العالم قبل أن يموت كل الموجودين: (27فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ. 28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ هَهُنَا قَوْماً لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً فِي مَلَكُوتِهِ».) متى 16: 26-27، فهل يوجد إنسان حى على وجه الأرض عمره فاق الـ 1400 سنة، وسيعيش إلى يوم القيامة ليرى ما وعد به يسوع؟
                      وقبل عودة ابن الإنسان ستظلم الشمس، ولن ينير القمر، وستسقط نجوم السماء، وستتزعزع قوات السماء. فهل حدث هذا قبل موت آخر معاصر ليسوع، وهو الموعد المحدد ليروا ابن الإنسان، كما قال يسوع فى النبوءة السابقة (متى 16: 27): (29«وَلِلْوَقْتِ بَعْدَ ضِيقِ تِلْكَ الأَيَّامِ تُظْلِمُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لاَ يُعْطِي ضَوْءَهُ وَالنُّجُومُ تَسْقُطُ مِنَ السَّمَاءِ وَقُوَّاتُ السَّمَاوَاتِ تَتَزَعْزَعُ. 30وَحِينَئِذٍ تَظْهَرُ عَلاَمَةُ ابْنِ الإِنْسَانِ فِي السَّمَاءِ. وَحِينَئِذٍ تَنُوحُ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ وَيُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ آتِياً عَلَى سَحَابِ السَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَمَجْدٍ كَثِيرٍ.) متى 24: 29-30
                      وتوقع انتهاء الموت واختفاءه لكل من يسمع كلامه ويطيعه: (51اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ».) يوحنا 8: 51 ومات عدد لا يحصى من آباء الكنيسة الأول، وباباواتها وأساقفها ومن دونهم. فهل كل هؤلاء لم يحفظوا كلام يسوع؟
                      ووعد بأن من يؤمن به يعمل أعظم من المعجزات التى عملها، ولم نسمع عن أى منهم أحيا الموتى: (12اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضاً وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي.) يوحنا 14: 12، فهل لم يؤمن أحد قط بيسوع؟ فليجرب السيد رشيد ويحيى الأنبا شنودة لنرى مقدار صحة نبوة يسوع وما أخبركم به!
                      وهذا يسقط نبوة يسوع، فعدم تحقق نبوءاته تظهره بمظهر النبى الكاذب، والكاذب ليس بنبى وجزاؤه القتل: (20وَأَمَّا النَّبِيُّ الذِي يُطْغِي فَيَتَكَلمُ بِاسْمِي كَلاماً لمْ أُوصِهِ أَنْ يَتَكَلمَ بِهِ أَوِ الذِي يَتَكَلمُ بِاسْمِ آلِهَةٍ أُخْرَى فَيَمُوتُ ذَلِكَ النَّبِيُّ.) تثنية 18: 20
                      وفى الترجمة المشتركة: (وأيُّ نبيٍّ تكلَّمَ باَسْمي كلامًا زائدًا لم آمُرْهُ بهِ، أو تكلَّمَ باَسْمِ آلهةٍ أُخرى، فجزاؤُهُ القَتْلُ.) تثنية 18: 20
                      وفى الترجمة اليسوعية: (ولكن أَيُّ نَبِيٍّ اعتَدَّ بنَفْسِه فقالَ بِاَسْمي قَولاً لم آمُرْه أَن يَقولَه، أَو تكَلَّمَ بِاَسمِ آِلهَةٍ أُخْرى، فليَقتَلْ ذلك النَّبِيّ.) تثنية 18: 20
                      فهل لهذا قتله اليهود؟
                      وكنا قد ذكرنا من قبل العديد من تنبؤ الرسول صلى الله عليه وسلم بالغيب، فارجع إليه فهذه من أدلة صدق نبوته، تحت عنوان (من الغيوب التي تنبأ بها) ص75.
                      غ 11- أن يحسن الأدب فى الكلام على الأنبياء السابقين!
                      وهذا لم يحدث إذ سماهم كلهم لصوص وسراق: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                      وادعى أن أبى الأنبياء إبراهيم لم يقل الحق الذى سمعه من الله، أى أسقط نبوته: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) يوحنا 8: 40
                      يقول الدكتور راغب السرجانى فى (رسول الله والرسل السابقين) بتصرف منى:
                      عَلَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم أُمَّتَهُ أنَّ رسل الله وأنبياءه السابقين كالبناء العملاق الجميل والقائم على التكامل والتعاون؛ لأداء مهمَّة واحدة، وهي توحيد الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ومن ثَمَّ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا، فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ إِلاَّ مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ وَيَعْجَبُونَ لَهُ، وَيَقُولُونَ: هَلاَّ وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ. قَالَ: فَأَنَا اللَّبِنَةُ، وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ). رواه البخارى عن أبى هريرة، برقم (3342)
                      فقد علم الناس أن هذا البيت المبنى الجميل المنظر والتكوين قد سبقه غيره إليه، وكانت وظيفته هو أن أكمل بناء ما تبقى منه،وجمَّل ما يراه الناس من عيب أو نقصان، وهو هذه اللبنة الناقصة فقط. بمعنى أنه نسب لنفسه القليل، ونسب إليهم البناء والتجميل، وهذا من أدبه صلى الله عليه وسلم مع اخوانه من الأنبياء.
                      بل من جمال أدبه صلى الله عليه وسلم أنه أمر أمته ألاَّ تُفاضل بين الأنبياء؛ حتى لا تُنسب نقيصة لنبى منهم، أو يوصف نبى بالكمال على حساب نبى آخر. فقال: (لا تُخَيِّرُونِي مِنْ بَيْنِ الأَنْبِيَاء) رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري برقم (6519)
                      وعندما حدث خلاف بين مسلم ويهودي حول المفاضلة بين الأنبياء غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لصالح اليهودي وليس لصالح المسلم!
                      فقد روى أبو هريرة رضى الله عنه فقال: بينما يهوديٌّ يعرض سلعته أُعطي بها شيئًا كرهه، فقال: لا، والَّذي اصطفى موسى على البَشَرِ. فسمعه رَجُلٌ من الأنصار فقام فلَطَمَ وجهه، وقال: تقول: والَّذي اصطفى موسى على البشر. والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم بين أَظْهُرِنَا؟! فذهب إليه فقال: أبا القاسم، إنَّ لي ذمَّةً وعهدًا، فما بال فلانٍ لطم وجهي؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "لِمَ لَطَمْتَ وَجْهَهُ؟". فَذَكَرَهُ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم حتى رئي في وجهه، ثم قال: "لا تُفَضِّلُوا بَيْنَ أَنْبِيَاءِ اللَّهِ؛ فَإِنَّهُ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَيَصْعَقُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ بُعِثَ، فَإِذَا مُوسَى آخِذٌ بِالْعَرْشِ، فَلا أَدْرِي أَحُوسِبَ بِصَعْقَتِهِ يَوْمَ الطُّورِ أَمْ بُعِثَ قَبْلِي؟ وَلا أَقُولُ إِنَّ أَحَدًا أَفْضَلُ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى" رواه البخارى برقم (3233).
                      إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتحرَّج أن يذكر مثل هذه الحقائق، وبخاصَّة في هذا الموقف الذي فيه خلاف بين مسلم ويهودي؛ لقد تناسى رسول الله صلى الله عليه وسلم تمامًا قصَّة هذا النزاع، وتذكَّر أخاه في النُّبُوَّة موسى بن عمران عليه السلام، فانبرى مدافعًا عنه رافعًا من شأنه؛ إيمانًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الإسلام لا يفرِّق بينهم -عليهم السلام- ولا نكون مبالغين إذا قلنا: إنَّ الإسلام يُوجِب علينا أن نحبَّ الأنبياء السابقين، أكثر من حُبِّ أتباعهم لهم؛ لأن هذا الحُبَّ ركن من أركان الإيمان بالله في العقيدة الإسلاميَّة السمحة.
                      وقال الله تعالى: (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} البقرة: 285
                      وامتدحهم الله تعالى فى كتابه فقال: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِياًّ) مريم: 58
                      وقال تبارك وتعالى عنهم: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) الأنبياء: 73
                      ووصفهم الله تعالى بالهدى: (أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) الأنعام: 90
                      بل جعل الإيمان بالرسل السابقين فرضًا واجبًا على كل مسلم، وذلك لحسن إيمانهم، وتقواهم لله تعالى، وجميل أخلاقهم: قال تعالى: (وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) النساء: 136
                      لذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعَلِّم أُمَّته تعظيم الأنبياء، بل ويخصُّ بالذِّكْر الزعماء الكبار للديانتين اليهودية والنصرانية، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما عَلِم صلى الله عليه وسلم بأنَّ اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ احتفالاً بانقاذ الله I لموسى عليه السلام وبني إسرائيل من عدوِّهم: "أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ". فصامه وأمر بصيامه. رواه البخاري عن عبد الله بن عباس (1900)
                      كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عيسى عليه السلام: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضًا: "الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ مِنْ عَلاَّتٍ، وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى، وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ". رواه البخاري عن أبي هريرة (3259)
                      هكذا كان ينظر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى أنبياء الله؛ فشتَّان بين نظرة مستمدَّة من قيم الإسلام الأصيلة وغيرها من النظرات المحرَّفة القاصرة. واليهود يعلمون ذلك، لذلك عندما نُسب ليسوع أنه قال: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                      وقال: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) يوحنا 8: 40، فكاتب هذا الكلام من أعداء يسوع، وأراد بما كتبه أن يسقط نبوته فى عيون بنى إسرائيل، والعقلاء من أى قوم.
                      هذه هي مكانة هؤلاء الأنبياء الكرام في عين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحتى عندما كان يتمنَّى صلى الله عليه وسلم من نبي فعلاً غير الذي فعل، كان يُقَدِّم أمنيَّته بالدعاء له؛ فتجده -مثلاً- عندما يتمنَّى أن لو كان موسى عليه السلام قد صبر في رحلته مع الخضر يقول: "يَرْحَمُ اللَّهُ مُوسَى، لَوَدِدْنَا لَوْ صَبَرَ حَتَّى يُقَصَّ عَلَيْنَا مِنْ أَمْرِهِمَا" البخاري عن أبي بن كعب (2380)
                      بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتجاوز الأنبياء السابقين ليمدح أتباعهم والذين ساروا على نهجهم وثبتوا على دينهم؛ فها هو ذا يمدح الراهب النصراني في قصَّة أصحاب الأخدود، ويمدح الأعمى من بني إسرائيل الذي شكر نعمة الله تعالى، ويمدح جريجًا ويذكر قصَّته للصحابة ولنا، وهو من عُبَّاد بني إسرائيل، وهكذا.. وإنَّ حَصْر مثل ذلك صعب جدًّا؛ لوفرته في كتب السُّنَّة النبويِّة.
                      وأكثر من ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب من الصحابة أن يتَّخذوا الثابِتِينَ من السابقين من أصحاب الديانات الأخرى قدوةً ونبراسًا للهدى!
                      وانظر إلى هذا الموقف الذي يَضْرِب فيه المَثَلَ بأَتْبَاع دينٍ آخر؛ قال خبَّاب بن الأرتِّ: شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسِّدٌ بردةً له في ظلِّ الكعبة؛ قلنا له: ألا تستنصر لنا؟ ألا تدعو اللهَ لنا؟ قال صلى الله عليه وسلم: "كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ، فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ، وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلاَّ اللهَ أَوِ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ" رواه البخاري (6544)
                      هذه هي نظرة رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنبياء ولأتباعهم، وهو أمر ثابت في منهج حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم من أول بعثته، فهم لَبِنَات في صرح هائل ضخم، ولا معنى لتصارع اللَّبِنَات في البناء الواحد، إنما هو التكامل والتعاون لأداء مهمَّة واحدة، وهي توحيد الله ربِّ العالمين.
                      ومن ثَمَّ فإننا لا نكتفي بمجرَّد الاعتراف والإيمان بمن سبقنا من الرسل، وإنما نُوَقِّرهم جميعًا، ونجلهم، ونرفع قدرهم فوق عامة البشر، وكيف لا وقد اصطفاهم ربنا على خلقه، وجعلهم قدوة للعالمين!
                      (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ (45) إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (47) وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ ۖ وَكُلٌّ مِّنَ الْأَخْيَارِ(48)) ص: 45-48
                      (وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) البقرة: 130
                      (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ)آل عمران 33
                      (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ) آل عمران: 42
                      غ 12- أن يؤمن بكل الأنبياء والرسل السابقين وكتبهم:
                      وأن يصدق دعوتهم وكتبهم التى أنزلها الله تعالى معهم. وعلى الرغم من أن سوع أكد قولا وعملا أنه يتبع الناموس والأنبياء، فقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
                      إلا أن كتبة الأناجيل من أعداء يسوع، كتبوا فى نفس هذا الإصحاح تغيير يسوع لخمس ثوابت إيمانية وإلهية فى كتب موسى والأنبياء: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-22
                      (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 31-32
                      (33«أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ 35وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.) متى 5: 33-37
                      (38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.) متى 5: 38-41
                      (43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 43-44
                      ألم أقل لك إن أعداء يسوع هم من كتبوا هذه الأناجيل؟
                      إلا أنه سبهم كلهم واعتبرهم لصوص وسراق، فلماذا اصطفاهم إذًا لرسالته؟ (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                      ناهيك عما قالوه فى أبى الأنبياء إبراهيم وزوجته سارة، وما قالوه فى يعقوب ويهوذا ولوط، وموسى وهارون وداود وسليمان، فقد ذكرته من قبل.
                      كما قال الرب عن أنبياء بنى إسرائيل:
                      (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) إرمياء 23: 30
                      (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
                      (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                      (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3
                      غ 12- أن يؤمن بكل الأنبياء والرسل السابقين وكتبهم:
                      وأن يصدق دعوتهم وكتبهم التى أنزلها الله تعالى معهم. وعلى الرغم من أن سوع أكد قولا وعملا أنه يتبع الناموس والأنبياء، فقال: (17«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ.) متى 5: 17-18
                      إلا أن كتبة الأناجيل من أعداء يسوع، كتبوا فى نفس هذا الإصحاح تغيير يسوع لخمس ثوابت إيمانية وإلهية فى كتب موسى والأنبياء: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-22
                      (31«وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَقٍ32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.) متى 5: 31-32
                      (33«أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ 35وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. 36وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.) متى 5: 33-37
                      (38«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ. 42مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْتَرِضَ مِنْكَ فَلاَ تَرُدَّهُ.) متى 5: 38-41
                      (43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ) متى 5: 43-44
                      ألم أقل لك إن أعداء يسوع هم من كتبوا هذه الأناجيل؟
                      إلا أنه سبهم كلهم واعتبرهم لصوص وسراق، فلماذا اصطفاهم إذًا لرسالته؟ (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                      ناهيك عما قالوه فى أبى الأنبياء إبراهيم وزوجته سارة، وما قالوه فى يعقوب ويهوذا ولوط، وموسى وهارون وداود وسليمان، فقد ذكرته من قبل.
                      كما قال الرب عن أنبياء يهوذا
                      (30لِذَلِكَ هَئَنَذَا عَلَى الأَنْبِيَاءِ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَسْرقُونَ كَلِمَتِي بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ) إرمياء 23: 30
                      (32هَئَنَذَا عَلَى الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِأَحْلاَمٍ كَاذِبَةٍ يَقُولُ الرَّبُّ الَّذِينَ يَقُصُّونَهَا وَيُضِلُّونَ شَعْبِي بِأَكَاذِيبِهِمْ وَمُفَاخَرَاتِهِمْ وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ وَلاَ أَمَرْتُهُمْ. فَلَمْ يُفِيدُوا هَذَا الشَّعْبَ فَائِدَةً يَقُولُ الرَّبُّ].) إرمياء 23: 32
                      (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                      (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3
                      (7أَلَمْ تَرُوا رُؤْيَا بَاطِلَةً، وَتَكَلَّمْتُمْ بِعِرَافَةٍ كَـاذِبَةٍ، قَائِلِينَ: وَحْيُ الرَّبِّ وَأَنَا لَمْ أَتَكَلَّمْ؟) حزقيال 13: 7
                      (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِباً، قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
                      (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12
                      (16هَكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ) إرمياء 23: 16
                      ألا يقدح هذا فى ألوهيته المزعومة؟
                      وإذا كان الرب بعلمه الأزلى علم أنهم سيكونون لصوص وسراق، وكفار، وعابدى أوثان، ولن يتبعوا شريعته، ومع ذلك سماهم أنبياء، فأين هو المعيار الكتابى عند الأستاذ رشيد فى التدليل على صدق النبى؟ وهل لذلك لجأ إلى معايير اعتبرها المعايير العقلية التى غفل الرب عنها، ولم يعتد بها؟
                      وقال عنه الرسول بولس الموحى إليه من يسوع: (56أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ) كورنثوس الأولى 15: 56
                      (20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ.) رومية 5: 20
                      (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ.) غلاطية 5: 4
                      (2هَا أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2، {مع أن المسيح تم ختانه}
                      (21لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ.) غلاطية 2: 21
                      وادعى أن إبراهيم لم يبلغ ما سمعه من الرب: (40وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ.) يوحنا 8: 40
                      وذكرت لك فى النقطتين السابقتين علاقة القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالأنبياء السابقين والكتب السابقة التى أنزلها الله تعالى على أنبيائه، وقلنا إنها علاقة تكامل بناء، فلا بد للمسلم أن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولن أكرر ما قلت، ولكننى أذكرك فقط بالآية التى تأمر المسلم بالإيمان بكل رسل الله وكتبه السابقين دون تفرقة بين أحد منهم:
                      (آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} البقرة: 285
                      * * *

                      تعليق

                      • abubakr_3
                        مُشرِف

                        • 15 يون, 2006
                        • 849
                        • موظف
                        • مسلم

                        #41
                        رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                        غ 13- أن تشمل دعوته كل مناحى الحياة
                        خاصة إن كنا نتكلم عن خاتم رسل الله. ولا يشمل الكتاب المنسوب إلى يسوع أية تشريعات تخص الناس، ولا يمكن أن ينفع البشرية على مر العصور، لذلك تجد تشريعات تستجد من حين لآخر، تقوم بها آباء الكنيسة، أو يخضعوا لحكم البلد التى يعيشون فيها.
                        بل إن بعض التشريعات التى نسبت ليسوع ليس لها غرض إلا مخالفة الناموس والأنبياء، وإظهار يسوع بمظهر سىء، لا يتناسب مع صفات نبى،وبالتالى تقليل أتباعه، إما بالإخصاء، الذى نسب ليسوع أنه طالب به المتقين من أتباعه، وإما عدم الزواج مرة أخرى للمطلق والمطلقة، وإما مخالفة الناموس وتعاليمه، سواء من ختان أو حتى عدم القول بتوارث الخطيئة الأزلية. وهذا ينفى النبوة عنه.
                        غ 14- أن لا يأمر بمنكر تعارف عليه العقل والعلم أو يسكت عنه:
                        ومثالنا هنا المرأة الزانية التى جاءه بها اليهود وهم شهود عليها فى واقعة الزنى: (3وَقَدَّمَ إِلَيْهِ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ امْرَأَةً أُمْسِكَتْ فِي زِناً. وَلَمَّا أَقَامُوهَا فِي الْوَسَطِ 4قَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ هَذِهِ الْمَرْأَةُ أُمْسِكَتْ وَهِيَ تَزْنِي فِي ذَاتِ الْفِعْلِ 5وَمُوسَى فِي النَّامُوسِ أَوْصَانَا أَنَّ مِثْلَ هَذِهِ تُرْجَمُ. فَمَاذَا تَقُولُ أَنْتَ؟» 6قَالُوا هَذَا لِيُجَرِّبُوهُ لِكَيْ يَكُونَ لَهُمْ مَا يَشْتَكُونَ بِهِ عَلَيْهِ. وَأَمَّا يَسُوعُ فَانْحَنَى إِلَى أَسْفَلُ وَكَانَ يَكْتُبُ بِإِصْبِعِهِ عَلَى الأَرْضِ. 7وَلَمَّا اسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ انْتَصَبَ وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!») يوحنا 8: 3-7
                        فمن منا بلا خطية؟ لا يوجد، فبنى آدم خطاء: (20لأَنَّهُ لاَ إِنْسَانٌ صِدِّيقٌ فِي الأَرْضِ يَعْمَلُ صَلاَحاً وَلاَ يُخْطِئُ.) الجامعة 7: 20، وعلى ذلك قام بإلغاء كل العقوبات على أى جريمة، فأين التشريع؟ وأين عدم مخالفته للناموس والأنبياء؟ وأين تمسكه بكتب الناموس والأنبياء؟ وهل لذلك حذفت هذه الفقرة (يوحنا 7: 53- 8: 11) من الطبعات الحديثة للكتاب المقدس؟ مثل الترجمة العربية المشتركة بين الأرثوذكس والبروتستانت والكاثوليك، فقد وضعتها داخل النص بين قوسين معكوفين، دليل على عدم انتمائها للكتاب المقدس، وعلقت فى هامش الصفحة 155 قائلة: (لا نجد 7: 53 – 8: 11 فى المخطوطات القديمة وفى الترجمات السريانية واللاتينية. بعض المخطوطات تجعل هذا المقطع فى نهاية الإنجيل).
                        كذلك أمره باستحسان أن يخصى الرجال أنفسهم، بما فيه من حرمان من متع الحياة الزوجية، وحرمان فى الآخرة من الملكوت: (12لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هَكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ».) متى 19: 12
                        (1«لا يَدْخُل مَخْصِيٌّ بِالرَّضِّ أَوْ مَجْبُوبٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. 2لا يَدْخُلِ ابْنُ زِنىً فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ. حَتَّى الجِيلِ العَاشِرِ لا يَدْخُل مِنْهُ أَحَدٌ فِي جَمَاعَةِ الرَّبِّ.) تثنية 23: 2
                        فعلى من يتبع الكتاب المقدس أن يذبح كل بكر من البهائم مقربة للرب، وبكر الحمار الذى لا يُفدى بشاه، تُكسر عنقه. وهكذا يكون الرب إله محبة ورحمة بالحيوان: (12أَنَّكَ تُقَدِّمُ لِلرَّبِّ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ وَكُلَّ بِكْرٍ مِنْ نِتَاجِ الْبَهَائِمِ الَّتِي تَكُونُ لَكَ. الذُّكُورُ لِلرَّبِّ. 13وَلَكِنَّ كُلَّ بِكْرِ حِمَارٍ تَفْدِيهِ بِشَاةٍ. وَإِنْ لَمْ تَفْدِهِ فَتَكْسِرُ عُنُقَهُ. وَكُلُّ بِكْرِ إِنْسَانٍ مِنْ أَوْلاَدِكَ تَفْدِيهِ.) الخروج 13: 12-13
                        ولا تقف التقدمة على الحيوانات فقط، بل يأمر الرب بتقديم ابنك البكر أيضًا: (لاَ تُؤَخِّرْ تَقْدِيمَ بَاكُورَةِ مَحْصُولِ بَيْدَرِكَ وَمَعْصَرَتِكَ، وَأَعْطِنِي أَبْكَارَ بَنِيكَ) الخروج 22:29
                        ولا تظن أن الأبكار سيكونون فى خدمة الرب، كما أمر الرب فى اللاويين، لكنه أمرهم بتقديم أبناءهم البكر كمحرقة لإرضاء الرب، وهى من الأوامر الفاسدة التى تعمَّد الرب اعطائها لهم، كعقوبة منه لهم ليبيدهم: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا 26وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ لأُبِيدَهُمْ، حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.) حزقيال 20: 25-26
                        ولم يكتف الرب بأوامره المبيدة للبشر، بل أمر بما هو أفظع من ذلك، فقد أمر بنى إسرائيل بذبح أطفالهم وأكلهم فى الحصار: (53فَتَأْكُلُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ لحْمَ بَنِيكَ وَبَنَاتِكَ الذِينَ أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ. 54الرَّجُلُ المُتَنَعِّمُ فِيكَ وَالمُتَرَفِّهُ جِدّاً تَبْخَلُ عَيْنُهُ عَلى أَخِيهِ وَامْرَأَةِ حِضْنِهِ وَبَقِيَّةِ أَوْلادِهِ الذِينَ يُبْقِيهِمْ 55بِأَنْ يُعْطِيَ أَحَدَهُمْ مِنْ لحْمِ بَنِيهِ الذِي يَأْكُلُهُ لأَنَّهُ لمْ يُبْقَ لهُ شَيْءٌ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ فِي جَمِيعِ أَبْوَابِكَ. 56وَالمَرْأَةُ المُتَنَعِّمَةُ فِيكَ وَالمُتَرَفِّهَةُ التِي لمْ تُجَرِّبْ أَنْ تَضَعَ أَسْفَل قَدَمِهَا عَلى الأَرْضِ لِلتَّنَعُّمِ وَالتَّرَفُّهِ تَبْخَلُ عَيْنُهَا عَلى رَجُلِ حِضْنِهَا وَعَلى ابْنِهَا وَابْنَتِهَا 57بِمَشِيمَتِهَا الخَارِجَةِ مِنْ بَيْنِ رِجْليْهَا وَبِأَوْلادِهَا الذِينَ تَلِدُهُمْ لأَنَّهَا تَأْكُلُهُمْ سِرّاً فِي عَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ فِي الحِصَارِ وَالضِّيقَةِ التِي يُضَايِقُكَ بِهَا عَدُوُّكَ فِي أَبْوَابِكَ. 58إِنْ لمْ تَحْرِصْ لِتَعْمَل بِجَمِيعِ كَلِمَاتِ هَذَا النَّامُوسِ المَكْتُوبَةِ فِي هَذَا السِّفْرِ لِتَهَابَ هَذَا الاِسْمَ الجَلِيل المَرْهُوبَ الرَّبَّ إِلهَكَ) تثنية 28: 53-58
                        وبالتالى لو كان هذا الكلام قد قاله يسوع لنفى عنه النبوة والتأليه.
                        غ 15- أن لا ينهى عن معروف تعارف عليه الدين والعقل والعلم
                        فقد منع يسوع رجلا أن يذهب ليدفن أباه: (21وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: «يَا سَيِّدُ ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي». 22فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اتْبَعْنِي وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ».) متى 8: 21
                        وطالب أتباعه ببغض آبائهم وأمهاتهم وزوجاتهم وذريتهم: (25وَكَانَ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ فَالْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25
                        ومن المتعارف عليه أن يأتى النبى بالبشر، ويدعو الناس إلى نبذ السلاح والعنف فى غير الحروب المفروضة على البلد، فكيف يعقل أن يكون سبب مجئ يسوع هو القتل والتفريق بين الناس؟ (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَماً بَلْ سَيْفاً. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا) متى 10: 34-40
                        (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَاراً عَلَى الأَرْضِ … 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَماً عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَاماً. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53
                        (13حَتَّى إِنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَطْلُبُ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ يُقْتَلُ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.) أخبار الثانى 15: 13
                        وهو نفس القول الذى نسبه لوقا ليسوع: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 17: 29
                        وأمر يهوه/يسوع بقتل الأطفال والشيوخ والنساء، والإبادة الجماعية، والتصفيات العرقية: ([اعْبُرُوا فِي الْمَدِينَةِ وَرَاءَهُ وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفِقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا. 6اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ. اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي».فَـابْتَدَأُوا بِـالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ. 7وَقَالَ لَهُمْ: [نَجِّسُوا الْبَيْتَ،وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى.اخْرُجُوا».فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ)حزقيال9: 5-7
                        (16وَأَمَّا مُدُنُ هَؤُلاءِ الشُّعُوبِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيباً فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا 17بَل تُحَرِّمُهَا تَحْرِيماً: الحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالكَنْعَانِيِّينَ وَالفِرِزِّيِّينَ وَالحِوِّيِّينَ وَاليَبُوسِيِّينَ كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ 18لِكَيْ لا يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ التِي عَمِلُوا لآِلِهَتِهِمْ فَتُخْطِئُوا إِلى الرَّبِّ إِلهِكُمْ) تثنية 20: 16- 18
                        (16فَلِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَمُدُّ يَدِي عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَأَسْتَأْصِلُ الْكَرِيتِيِّينَ وَأُهْلِكُ بَقِيَّةَ سَاحِلِ الْبَحْرِ. 17وَأُجْرِي عَلَيْهِمْ نَقْمَاتٍ عَظِيمَةً بِتَأْدِيبِ سَخَطٍ فَيَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ، إِذْ أَجْعَلُ نَقْمَتِي عَلَيْهِمْ) حزقيال 25: 16-17
                        (21وَحَرَّمُوا كُلَّ مَا فِي الْمَدِينَةِ مِنْ رَجُلٍ وَامْرَأَةٍ، مِنْ طِفْلٍ وَشَيْخٍ - حَتَّى الْبَقَرَ وَالْغَنَمَ وَالْحَمِيرَ بِحَدِّ السَّيْفِ.) يشوع 6: 21
                        (40فَضَرَبَ يَشُوعُ كُلَّ أَرْضِ الْجَبَلِ وَالْجَنُوبِ وَالسَّهْلِ وَالسُّفُوحِ وَكُلَّ مُلُوكِهَا. لَمْ يُبْقِ شَارِداً، بَلْ حَرَّمَ كُلَّ نَسَمَةٍ كَمَا أَمَرَ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ.) يشوع 10: 40
                        (13لِذَلِكَ أُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَتَتَزَعْزَعُ الأَرْضُ مِنْ مَكَانِهَا فِي سَخَطِ رَبِّ الْجُنُودِ وَفِي يَوْمِ حُمُوِّ غَضَبِهِ. 14وَيَكُونُونَ كَظَبْيٍ طَرِيدٍ وَكَغَنَمٍ بِلاَ مَنْ يَجْمَعُهَا. يَلْتَفِتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى شَعْبِهِ وَيَهْرُبُونَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى أَرْضِهِ. 15كُلُّ مَنْ وُجِدَ يُطْعَنُ وَكُلُّ مَنِ انْحَاشَ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ. 16وَتُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ أَمَامَ عُيُونِهِمْ وَتُنْهَبُ بُيُوتُهُمْ وَتُفْضَحُ نِسَاؤُهُمْ. 17هَئَنَذَا أُهَيِّجُ عَلَيْهِمِ الْمَادِيِّينَ الَّذِينَ لاَ يَعْتَدُّونَ بِالْفِضَّةِ وَلاَ يُسَرُّونَ بِالذَّهَبِ 18فَتُحَطِّمُ الْقِسِيُّ الْفِتْيَانَ ولاَ يَرْحَمُونَ ثَمَرَةَ الْبَطْنِ. لاَ تُشْفِقُ عُيُونُهُمْ عَلَى الأَوْلاَدِ)أشعياء 13: 13-18
                        (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
                        (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا.بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                        بل كانت أوامر يهوه/يسوع تقضى بالتمثيل بالجثث وتدمير البيئة:
                        (24وَأَحْرَقُوا الْمَدِينَةَ بِالنَّارِ مَعَ كُلِّ مَا بِهَا. إِنَّمَا الْفِضَّةُ وَالذَّهَبُ وَآنِيَةُ النُّحَاسِ وَالْحَدِيدِ جَعَلُوهَا فِي خِزَانَةِ بَيْتِ الرَّبِّ.) يشوع 6: 24
                        (15فَضَرْباً تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلكَ المَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 16تَجْمَعُ كُل أَمْتِعَتِهَا إِلى وَسَطِ سَاحَتِهَا وَتُحْرِقُ بِالنَّارِ المَدِينَةَ وَكُل أَمْتِعَتِهَا كَامِلةً لِلرَّبِّ إِلهِكَ فَتَكُونُ تَلاًّ إِلى الأَبَدِ لا تُبْنَى بَعْدُ.) تثنية 13: 15-16
                        (19فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ الْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِالْحِجَارَةِ].) ملوك الثانى 3: 19
                        (26وَضَرَبَهُمْ يَشُوعُ بَعْدَ ذَلِكَ وَقَتَلَهُمْ وَعَلَّقَهُمْ عَلَى خَمْسِ خَشَبٍ، وَبَقُوا مُعَلَّقِينَ عَلَى الْخَشَبِ حَتَّى الْمَسَاءِ.) يشوع 10: 26
                        (46هَذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ. وَأُعْطِي جُثَثَ جَيْشِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ هَذَا الْيَوْمَ لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَحَيَوَانَاتِ الأَرْضِ، فَتَعْلَمُ كُلُّ الأَرْضِ أَنَّهُ يُوجَدُ إِلَهٌ لإِسْرَائِيلَ.) صموئيل الأول 17: 46
                        (51فَرَكَضَ دَاوُدُ وَوَقَفَ عَلَى الْفِلِسْطِينِيِّ وَأَخَذَ سَيْفَهُ وَاخْتَرَطَهُ مِنْ غِمْدِهِ وَقَتَلَهُ وَقَطَعَ بِهِ رَأْسَهُ. فَلَمَّا رَأَى الْفِلِسْطِينِيُّونَ أَنَّ جَبَّارَهُمْ قَدْ مَاتَ هَرَبُوا.) صموئيل الأول 17: 51
                        (12وَأَمَرَ دَاوُدُ الْغِلْمَانَ فَقَتَلُوهُمَا، وَقَطَعُوا أَيْدِيَهُمَا وَأَرْجُلَهُمَا وَعَلَّقُوهُمَا عَلَى الْبِرْكَةِ فِي حَبْرُونَ.) صموئيل الثانى 4: 12
                        (4فَقَال الرَّبُّ لِمُوسَى: «خُذْ جَمِيعَ رُؤُوسِ الشَّعْبِ وَعَلِّقْهُمْ لِلرَّبِّ مُقَابِل الشَّمْسِ فَيَرْتَدَّ حُمُوُّ غَضَبِ الرَّبِّ عَنْ إِسْرَائِيل».) العدد 25: 4
                        (3وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهَكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.) أخبار الأيام الأول 20: 3
                        وعلى النقيض من ذلك نجد الإسلام متمثلا فى أوامر الرسول صلى الله عليه وسلم يمنع قتل النساء غير المحاربات، ويحرم قتل الأطفال، وحرق الأشجار، إلا إذا اتُخذت حصون، وأمر بعدم قتل حيوان أو ذبحه إلا للطعام.
                        قارن ما قرأت بقول القرآن وأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأفعاله!
                        (<span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt">وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ* <u1></u1></span><span lang="AR-SA"><o></o></span></div><div align="right"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt">وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ * <u1></u1></span><span lang="AR-SA"><o></o></span></div><div align="right"><span lang="AR-SA" style="font-size: 18.0pt">فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) البقرة 190-193
                        (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) الأنفال 38
                        (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ * </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) الأنفال 60-61
                        (إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) التوبة 4
                        (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُواْ لَكُمْ فَاسْتَقِيمُواْ لَهُمْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) التوبة 6-7
                        (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ * </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللّهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ * </div><div align="right"></="direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size:18.0pt;font-family:"Traditional Arabic"'>إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ</span>) النحل 125-128
                        (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) المؤمنون 96
                        (وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصِّلت 34
                        (وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُواْ وَاصْفَحُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) البقرة 109
                        (<span lang="AR-SA">وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصّلوةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَوةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ * <o></o></span></div><div align="right"><span lang="AR-SA">فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) المائدة 12-13
                        (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) الشورى 40
                        (</span><span lang=AR-SA><o></o></span></="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>قُل لِّلَّذِينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُون أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِما كَانُوا يَكْسِبُونَ * </="text-align: right; direction: rtl; unicode-bidi: embed; margin-right: 18.0pt"><span lang=AR-SA style='font-size: 18.0pt'>مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ) الجاثية 14-15
                        (وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ) يونس 99
                        (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا) الانسان 8
                        (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ) البقرة 208
                        (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُواْ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا) النساء 94
                        (فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْاْ إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً) النساء 90
                        قارن كل ما قرأته فى القرآن بقول إله المحبة لديك فى كتابك لتعرف أى الأديان انتشر بالسيف، وإجبار الناس على اعتناقه: (13حَتَّى إِنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَطْلُبُ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ يُقْتَلُ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ.) أخبار الثانى 15: 13
                        (وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.) أستير8: 17
                        وقول يسوع: (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 17: 29
                        اقرأ تطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهذه الأوامر الربانية:
                        كان النبى محمد صلى الله عليه وسلم يوصى الجيش قبل أن يتحرك بقوله: “انطلقوا باسم الله .. وعلى بركة رسوله .. لا تقتلوا شيخاً فانياً، ولا طفلاً صغيراً ولا امرأة، وألا تغلوا، وأحسنوا إن الله يحب المحسنين، .. إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور ..
                        وعندما هُزِمَ المسلمون فى غزوة أحد خرج الرسول صلى الله عليه وسلم من المعركة جريحًا، وقد كسرت رباعيته، وشج وجهه، ودخلت حلقتان من حلقات المغفر فى وجنتيه، فقال له بعض من أصحابه: لو دعوت عليهم يا رسول الله، فقال لهم: “إنى لم أُبعَث لعانًا، ولكنى بعثت داعية ورحمة .. اللهم اهد قومى فإنهم لا يعلمون”.
                        وفى نفس هذه المعركة قتل عم الرسول صلى الله عليه وسلم أسد الله حمزة بيد رجل يُدعى وحشى، بتحريض من هند زوج أبى سفيان، ولما خرَّ أسد الله حمزة أخذت هند تفتش عن قلب حمزة حتى احتزته، ثم مضغته مبالغة فى التشفى والانتقام ..
                        ولما أسلمت هند وأسلم وحشى لم يزد الرسول على أنه استغفر لهند، وقبِلَ إسلام وحشى وقال له: إن استطعت أن تعيش بعيدًا عنا فافعل. هذا كل ما كان من معلم الإنسانية الخير مع قاتل عمه ومع ماضغة قلبه!!!
                        ورأى فى أحد حروبه امرأة من الأعداء مقتولة، فغضب وأنكر وقال: ألم أنهكم عن قتل النساء؟ ما كانت هذه لتُقتل.
                        ولما فتح مكة ودخلها الرسول ظافراً على رأس عشرة آلاف من أبطاله وجنوده، واستسلمت قريش، ووقفت تحت قدميه أمام الكعبة، تنتظر حكم الرسول عليها بعد أن قاومته 21 سنة ... ما زاد صلى الله عليه وسلم على أن قال: يا معشر قريش. ماذا تظنون أنى فاعل بكم؟ قالوا خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، فقال اليوم أقول لكم ما قال أخى يوسف من قبل: لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.
                        اذهبوا فأنتم الطلقاء.
                        هذا هو محمد الرسول معلم الإنسانية الخير، لا القائد السفاح الذى يسعى لمجده وسلطانه فتسكره نشوة النصر.
                        وهذا وغيره هو الذى جعل روَّاد الغرب يمدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم وما أوحى إليه من ربه:
                        فقد قال: الأديب العالمى (ليف تولستوي (1828-1910)) الذي يعد أدبه من أمتع ما كتب في التراث الإنساني قاطبة عن النفس البشرية: يكفي محمداً فخراً أنّه خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.
                        وقال (الدكتور شبرك النمساوي): إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته.
                        وقال توماس كارليل: إن القرآن هو الكتاب الذي يقال عنه (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
                        وقال أيضًا: إنما محمد شهاب قد أضاء العالم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
                        وقال فارس الخورى: إن محمدا أعظم عظماء العالم، والدين الذي جاء به أكمل الأديان.
                        وقال كارل ماركس: جدير بكل ذي عقل أن يعترف بنبوته وأنه رسول من السماء إلى الأرض.
                        وقال الشاعر الفرنسى لامارتين: أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود.
                        وقال أيضًا: أي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد، وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ، لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق.
                        وقال عالم اللاهوت السويسرى هانس كونج: محمد نبي حقيقي بمعنى الكلمة، ولا يمكننا بعد إنكار أن محمدا هو المرشد القائد إلى طريق النجاة.
                        ومن وصايا أبى بكر الصديق رضى الله عنه لقائد جيشه: “لا تخونوا ولا تغلوا ولا تمثلوا ولا تقتلوا طفلاً صغيراً ولا شيخاً كبيراً ولا تقطعوا نخلاً ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكلة وسوف تمرون على قوم فرغوا أنفسهم فى الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له” وفى هذه الوصايا نهى صريح عن التمثيل بجثة أو تخريب للبيئة أو تدمير كل ما هو نافع للحياة.
                        وكذلك كان تصرف أمير المؤمنين علىُّ بن أبى طالب فقد كان يعطى الفرصة لإيضاح الأمر لدى الخصم والناس، وتقديم البينة على ذلك، فقد كان يدعوا خصمه إلى حكم الإسلام واستنفاذ كافة حججه بمناقشة مستفيضة حتى يعطيه فرصًا إضافية للرجوع عن الحرب).
                        كما في معركة صفين حيث قال رضى الله عنه: (والله ما دفعت الحرب يوماً إلا وأنا أطمع أن تلحق بي طائفة، فتهتدي بي وتعشوا إلى ضوئي..).
                        ومنها عدم البدء بالقتال فكان علىُِ رضى الله عنه يقول: (لا تبدأوهم بقتال)، فكان(ع) يتمسك بذلك من أجل تلافي سفك الدماء وإعطاء الفرصة للخصم للتراجع عن مواقفه في الحرب، فقد أوصى(ع) إلى بعض قادته بقوله: (ولا تدن من القوم دنو من يريد أن ينشب الحرب).
                        نعم لقد كان رسول الله (ص) وأهل بيته وخلفاؤه حقاً يعطون أكثر مما يأخذون فكانوا الأساس في تطبيق الشريعة السمحاء بوجهها الأبيض الناصع، وذلك ما أخذت منه القوانين الدولية بعض مقرراتها وأنظمتها، ولكنها اليوم تحارب الإسلام وتعتبره نظامًا إرهابيًا متخلفًا رغم ما يرونه أمام أعينهم وما عرفوه عن طريق مستشرقيهم وغيرهم، من كون الشريعة الإسلامية والقانون الإسلامي هو النظام والسبيل الوحيد الذي يضمن لبني البشر العيش بطمأنينة وسلام ولا غير..
                        ولما فتح عمرو بن العاص بيت المقدس وأصر أسقفها أن يحضر الخليفة عمر بن الخطاب بنفسه ليتسلم مفاتيح المدينة بعد أن فرَّ جيش الرومان هارباً .. ذهب عمر استجابة لرغبة هذا الأسقف (سيفرنيوص) وذهب لزيارته فى كنيسة القيامة – ولم يقتله ولم يبقر بطنه ولم يراهن على دلق أحشائه بضربة سيف واحدة ولم يأكل لحوم أجسادهم وكما فعل الصليبيون فى الممالك السورية وكما فعل الصرب فى مسلمى البوسنة والهرسك، ولم يحرم المدينة ويقتل كل من فيها من إنسان أو حيوان كما يأمر الكتاب المقدس أتباعه، وعندما حان وقت صلاة الظهر، خرج عمر من الكنيسة وصلى خارجها حتى لا يتوهم المسلمون فيما بعد بصلاته فى الكنيسة حقاً يؤدى إلى طرد المسيحيين منها.
                        ولما فتحت جيوشنا المدن السورية أبرموا معهم معاهدات الدفاع عنهم فى نظير أن يدفع الذمى الجزية وله ما للمسلمين وعليه ما عليهم، فلما اجتمع الروم لقتال المسلمين، اجتمع المسلمون وخرجت الجيوش الإسلامية من المدن السورية للقاء العدو، وجمع خالد بن الوليد أهل حمص وأبو عبيدة أهل دمشق وغيرهما من القادة أهل المدن الأخرى وقالوا لهم: إنا كنا قد أخذنا منكم أموالاً على إن نحميكم وندافع عنكم، ونحن الآن خارجون عنكم لا نملك حمايتكم، فهذه أموالكم نردها إليكم .. .. فقال أهل المدن: ردكم الله ونصركم. والله لو كانوا مكانكم لما دفعوا إلينا شيئاً أخذوه، بل كانوا يأخذون معهم كل شىء يستطيعون حمله ..
                        هل سمعتم بجيش منتصر يخرج من البلد الذى فتحه، لأن القائد المسلم لم يعطيهم مهلة الثلاثة أيام؟
                        إليكم أغرب حادثة فى تاريخ البشرية .. ..
                        لما ولى الخلافة عمر بن عبد العزيز، وفدَ إليه قوم من أهل سمرقند، فرفعوا إليه أن قتيبة قائد الجيش الإسلامى فيها دخل مدينتهم وأسكنها المسلمين غدراً بغير حق. فكتب عمر إلى عامله هناك أن ينصب لهم قاضياً ينظر فيما ذكروا، فإن قضى بإخراج المسلمين من سمرقند خرجوا.!
                        فنصب لهم الوالى “جميع بن حاضر الباجى” قاضياً ينظر شكواهم، فحكم القاضى وهو مسلم بإخراج المسلمين .. على أن ينذرهم قائد الجيش الإسلامى بعد ذلك، وينابذهم وفقاً لمبادىء الحرب الإسلامية، حتى يكون أهل سمرقند على استعداد لقتال المسلمين فلا يؤخذوا بغتة.
                        فلما رأى أهل سمرقند ما لا مثيل له فى التاريخ من عدالة تنفذها الدولة على جيشها وقائدها .. قالوا: هذه أمة لا تحارب، وإنما حكمها رحمة ونعمة، فرضوا ببقاء الجيش الإسلامى، وأقروا المسلمين أن يقيموا بين أظهرهم.
                        هل رأيتم فى تاريخ الدنيا كلها جيشاً يفتح مدينة، فيشتكى المغلوبون للدولة المنتصرة، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر ويأمر بإخراجه، ولا يدخلها بعد ذلك إلا بإقرار أهلها؟!
                        أرأيتم فى التاريخ القديم والحديث حرباً يتقيد أصحابها بمبادىء الأخلاق والحق كما تقيد به جيش المسلمين؟
                        إنى لا أعلم فى الدنيا كلها موقفاً مثل هذا لأمة من أمم الأرض ..
                        وهل تعرفون ماذا فعل المسلمون حين استردوا بيت المقدس على يد صلاح الدين؟
                        كان فى القدس حينما استعادها صلاح الدين من الصليبيين مائة ألف صليبى، منهم ستون ألف راجلاً وفارساً، إضافة إلى من تبعهم من النساء والأطفال، فأبقى صلاح الدين على حياتهم، واستوصى بهم خيراً، وقرر فقهاؤه بضرب فدية عادلة، وعجز بعضهم عن دفع الفدية، فأدى الملك العادل أخو صلاح الدين فدية عن ألف صليبى، واقتدى به صلاح الدين نفسه فأعفى كثيرين من الفدية، وأغضى عن جواهر الصليبيين وذهبهم وفضتهم، وعامل نساءهم معاملة كريمة، وسهل السبيل لخروج ملكتين بما معهما من جواهر وأموال وخدم، ورخص للبطريرك الأكبر أن يسير آمناً بأموال البيع والجوامع التى كان نهبها الصليبيون فى غزوهم. وعندما اعترض المسلمون على صلاح الدين بأن هذا البطريرك يقوى بما أخذ على حرب المسلمين ثانية، قال: لا أغدر به.
                        ولما عقد الصلح بين المسلمين والصليبيين دخل خلق عظيم منهم إلى القدس فأكرمهم صلاح الدين وقدم لهم الأطعمة وباسطهم. وبذلك ألقى صلاح الدين على الصليبيين درساً فى مكارم الأخلاق وسماحة الإسلام.
                        وقد اعترف المؤرخ جوستاف لوبون بتسامح صلاح الدين وعدله وعطفه، فقال:وتم طرد الصليبيين من القدس على يد السلطان صلاح الدين الأيوبى، ولم يشأ صلاح الدين أن يفعل فى الصليبيين مثل ما فعله الأولون من ضروب التوحش فيبيد النصارى على بكرة أبيهم، فقد اكتفى بفرض جزية طفيفة عليهم مانعاً سلب شىء منهم.
                        وأشار المؤرخ (أيوركا) بما لقيه الصليبيون من حسن معاملة صلاح الدين لهم يوم فتح القدس، فقال: لقد أظهر الجند المسلمون الذين رافقوا المطرودين من أهل الصليب شفقة مؤثرة، ولا سيما على النساء والأطفال. ولا يوجد دليل على ذلك أكبر من تهديد صلاح الدين لأصحاب السفن من رعايا الجمهوريات الإيطالية لنقل هؤلاء البائسين من الصليبيين.
                        ولما علم صلاح الدين بمرض خصمه ريتشارد قلب الأسد، وبأنه فى حاجة إلى بعض الفاكهة والثلج، فبعث إليه صلاح الدين بحاجته، وأرفقها بالدواء والشراب، ولم يكد ريتشارد يشفى من مرضه حتى عاد مرة أخرى إلى قتال صلاح الدين ..!!!
                        ويتعجب القس (أودوا الدويلى) – أحد رهبان القديس دينيس والذى كان يشغل وظيفة قسيس خاص للويس السابع وصحبه فى الحملة الصليبية الثانية ـ من تعصب وجفاء وقسوة قلب الصليبيين بين أنفسهم، فقال: “بينما كان الصليبيون يحاولون شق طريقهم براً عن طريق آسيا الصغرى إلى بيت المقدس، منوا بهزيمة فادحة على أيدى الترك فى ممرات فريجيا الجبلية عام 1148، وبلغوا مدينة أتاليا الساحلية بشق الأنفس، وهنا تمكَّنَ جميع الذين استطاعوا أن يرضوا المطالب الفادحة التى كان يفرضها عليهم تجار الإغريق من الإبحار إلى أنطاكية، بينما خلفوا وراءهم المرضى والجرحى وعامة الحجاج تحت رحمة الخونة من حلفائهم الإغريق، الذين أخذوا مبلغ خمسمائة مارك من لويس شريطة أن يمدوا الحجيج بقوة من الحرس، وأن يعنوا بالمرضى حتى يصبحوا من القوة بحيث يمكن إرسالهم ليلحقوا بزملائهم.
                        ولكن لم يكد الجيش يغادر المكان حتى أخبر الإغريق الترك بموقف الحجيج الأعزل، وراقبوا فى صمت ما أصاب هؤلاء التعساء من المجاعة والمرض وسهام العدو التى جرت عليهم الدمار والخراب وهم فى طريقهم إلى معسكرهم.
                        ولما وصل الترك المعسكر الذى يتجمع فيه هؤلاء الصليبيين وهجموا عليه، وحاولت جماعة منهم تبلغ ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف أن تلوذ بالفرار بدافع اليأس، ولكن الترك هجموا عليهم ومزقوهم شرَّ ممزق.
                        أما الضعفاء والمرضى فقد لاقوا أفضل معاملة إنسانية، فقد واسوا المرضى، وأغاثوا الفقير والجائع الذى أشرف على الهلاك، وبذلوا لهم العطاء فى كرم وسخاء، حتى إن بعضهم اشترى النقود الفرنسية التى ابتزها الإغريق من الحجاج بالقوة أو بالخداع، ووزعوها بسخاء بين المعوزين منهم، فكان البون شاسعاً بين المعاملة الرحيمة التى لقيها الحجاج من الكفار (يعنى المسلمين) وبين ما عانوه من قسوة إخوانهم المسيحيين من الإغريق الذين فرضوا عليهم السخرة وضربوهم ولبتزوا منهم ما ترك لهم من متاع قليل .. حتى إن كثير منهم دخلوا فى دين منقذيهم بمحض إرادتهم.”
                        وفى ذلك يقول المؤرخ: “لقد جفوا إخوانهم فى الدين الذين كانوا قساة عليهم، ووجدوا الأمان بين الكفار (المسلمين) الذين كانوا رحماء عليهم! ولقد بلغنا أن أكثر من ثلاثة آلاف قد اعتنقوا الإسلام، بعد أن تقهقروا إلى صفوف الأتراك، آه، إنها لرحمة أقسى من الغدر .. لقد منحوهم الخبز ولكنهم سلبوهم عقيدتهم، ولو أن من المؤكد أنهم لم يُكرِهوا أحداً من بينهم على نبذ دينه، وإنما اكتفوا بما قدموا لهم من مساعدة .. ومن رحمة افتقدوها عند إخوانهم فى العقيدة ..!!
                        من الأمثلة الأخرى على صدق هذا الكلام ما يحكيه أحد المشاركين فى هذه الحرب لحفيدته: لقد تعرضت الكتيبة الأسترالية النيوزيلاندية “أنذاك” فى الحرب العالمية الأولى لمأساة رهيبة سقط بسببها ألوف القتلى والجرحى، وكان الجنود المسلمين يجودون بأطعمتهم ودوائهم لعلاج المصابين فى هذه المعركة .. حتى الأتراك الذين تصفهم الكتب والمراجع بالفظاظة والقسوة .. كانوا أكثر رحمة من البريطانيين الذين تخلوا عن الجنود الأستراليين والنيوزيلانديين فى هذه المحنة.
                        هل تعرف أن الوحوش لا تفترس إلا فى حالة الضرورة .. أما أن يكون ذلك على أيدى بشر .. ومن رجال دين يُفتَرَض فيهم الرحمة والعدل .. ومن بابوات وكهنة ينتسبون إلى المسيح عيسى ابن مريم (عليه السلام) فهذا يكاد لايصدقه عقل!!!
                        إن جوهر المشكلة عند اليهود والنصارى هو النصوص والكتب التى يعدونها مقدسة ويطبقون ما فيها من وحشية وقسوة، ألم يذكر الكتاب المقدس هذه النصوص لهؤلاء الأنبياء الذين أرسلهم الله هدى وبشرى ورحمة لنقتدى بهم؟
                        الكتاب المقدس
                        نبي الرحمة
                        اقتلوا للهلاك
                        انطلقوا باسم الله
                        اقتلوا الشيخ
                        لا تقتلوا شيخا فانيا
                        اقتلوا كل امرأة
                        لا تقتلوا امرأة
                        اقتلوا طفلا ورضيعا
                        لا تقتلوا طفلا ولا صغيرا
                        نجسوا البيت
                        لا تغلوا
                        لا تشفق اعينكم
                        اصلحوا
                        لا تعفوا
                        احسنوا
                        عيني لا تشفق ولا اعفو
                        إن الله يحب المحسنين
                        فَلا تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَا
                        اذهبوا فأنتم الطلقاء
                        وَضَرَبُوا كُلَّ نَفْسٍ بِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. حَرَّمُوهُمْ. وَلَمْ تَبْقَ نَسَمَةٌ
                        اذهبوا فأنتم الطلقاء
                        وإن جنحوا للسلم، فاجنح لهم
                        وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرَِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ
                        لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين
                        9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ
                        لا تقتلوا طفلاً صغيراً، لا تنزعوا طفلاً من حُضن أمه
                        فأيهما تريد أن تتبع يا رشيد؟ أجب بعد أن تجنب موضوع المصلحة الشخصية!
                        * * *

                        تعليق

                        • abubakr_3
                          مُشرِف

                          • 15 يون, 2006
                          • 849
                          • موظف
                          • مسلم

                          #42
                          رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                          غ 16- أن يُرَغِّب الناس فى اتباع شرع الله تعالى، ويخوفهم عقابه فى الآخرة بالحكمة والموعظة الحسنة
                          فهل من دلائل نبوة يسوع أنه خالف الناموس ولم يحكم على الزانية، على الرغم من وجود شهود الإثبات عليها، واتبع الشيطان أربعين يومًا ذليلا له فى البرية؟
                          لقد أهان أمه أمام الناس فى عرس قانا: (3وَلَمَّا فَرَغَتِ الْخَمْرُ قَالَتْ أُمُّ يَسُوعَ لَهُ: «لَيْسَ لَهُمْ خَمْرٌ». 4قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «مَا لِي وَلَكِ يَا امْرَأَةُ! لَمْ تَأْتِ سَاعَتِي بَعْدُ».) يوحنا 2: 3-4
                          وانتهرها أمام مريديه: (31فَجَاءَتْ حِينَئِذٍ إِخْوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفُوا خَارِجاً وَأَرْسَلُوا إِلَيْهِ يَدْعُونَهُ. 32وَكَانَ الْجَمْعُ جَالِساً حَوْلَهُ فَقَالُوا لَهُ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ خَارِجاً يَطْلُبُونَكَ». 33فَأَجَابَهُمْ: «مَنْ أُمِّي وَإِخْوَتِي؟» 34ثُمَّ نَظَرَ حَوْلَهُ إِلَى الْجَالِسِينَ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي 35لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللَّهِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) مرقس 3: 31-35
                          وهذا إقرار من يسوع أن أمه وأخوته كانوا من أعدائه، ولم يتبعوا تعاليمه، وهو ما أعلنه يوحنا منفردًا بين كتاب الأناجيل: (5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.) يوحنا 7: 5 أى فشل حتى فى هدايتهم، فقاطعهم، لذلك لا تجد رسالة من باقى الرسائل تتكلم عن أم يسوع أو اخوته.
                          وهل من دلائل نبوته أنه خالف الناموس وطالب أتباعه ببغض أمهاتهم وآبائهم، واخوتهم، وزوجاتهم، وأبنائهم وبناتهم؟ وذلك على الرغم من أن الناموس يطالب بالبر بالوالدين، وإحسان معاملتهما.
                          فهل خالف ناموس البر والرحمة وتعاليمه انتقامًا من أمه واخوته، وجعلها سنة تُحتذى بين أتباعه والمؤمنين بتعاليمه، قائلا: (26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضاً فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.) لوقا 14: 25؟ أم خالف الناموس لينفى عن نفسه النبوة؟ أم خالف الناموس لأنه ثبت أنه إله فاشل ولم يؤثر فى أقرب الأقربين إليه، فانتقم من كل الناس: الأم تبغض ذريتها، وهم يبغضونها، والزوج يبغض زوجته وذريته واخوته ووالديه، والذرية تبغض بعضها البعض ووالديهم وأزواجهم وأخوتهم؟
                          وهل من دلائل نبوته أنه خالف الناموس والعقل واختار يهوذا الاسخريوطى لص وكافر وشيطان ضحى بنبيه من أجل 30 من الفضة؟
                          وهل من دلائل نبوته أنه خالف الناموس وطالب أتباعه بإخصاء أنفسهم؟
                          * * *
                          غ 17- أن يحسن الأدب فى الكلام عن الله تعالى وصفاته ومعه
                          ماذا تقول فى كتاب يصف الرب ذليلا، مضروبًا، مقهورًا من عبده، ويرجوه الرب أن يتركه؟ (22ثُمَّ قَامَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ وَأَخَذَ امْرَأَتَيْهِ وَجَارِيَتَيْهِ وَأَوْلاَدَهُ الأَحَدَ عَشَرَ وَعَبَرَ مَخَاضَةَ يَبُّوقَ. 23أَخَذَهُمْ وَأَجَازَهُمُ الْوَادِيَ وَأَجَازَ مَا كَانَ لَهُ. 24فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ. 30فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي».) تكوين 32: 22-30
                          ماذا تقول فى عقيدة تصف الرب بالظلم ينادى بها نبى، فى الوقت الذى يصف الرب فيها نفسه بالعدل؟ هل قائلها يُعد نبيًا؟ (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-12
                          وبولس يرى عكس ما نادى به الرب، فيؤكد أن الخطيئة الأزلية متوارثة، وبالتالى فإن الرب يفعل السوء ويعوِّج القضاء: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ) رومية 5: 12
                          ماذا تقول فى كتاب يصف الرب بالجهل والضعف؟
                          (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
                          وماذا تقول فى كتاب يصف إلهه بأنه ينام ويسكر؟ (65فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الْخَمْرِ.) مزامير 78: 65
                          وماذا تقول فى إله جعلوه يأمر بالسوء والفحشاء والمنكر؟
                          (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا)حزقيال20 : 25
                          وماذا تقول فى إله جعلوه يستهين بأمر الزنا، فلم يحاسب المرأة الزانية، على الرغم من وجود شهود الإثبات على جريمتها، كما أمر نبيه أن يتخذ امرأة زنى: (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».) هوشع 1: 2
                          وماذا تقول فى إله جعلوه يأمر بالسكر: (كُلُوا أَيُّهَا الأَصْحَابُ. اشْرَبُوا وَاسْكَرُوا أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ.) نشيد الإنشاد 5: 1
                          وماذا تقول فى إله جعلوه يأمر بسرقة حلى المصريين: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ».) خروج 3: 21-22
                          وماذا تقول فى إله وصفوه بأنه إله مُخرِّب: (12وَفِي الْغَدِ لَمَّا خَرَجُوا مِنْ بَيْتِ عَنْيَا جَاعَ 13فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ مِنْ بَعِيدٍ عَلَيْهَا وَرَقٌ وَجَاءَ لَعَلَّهُ يَجِدُ فِيهَا شَيْئاً. فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهَا لَمْ يَجِدْ شَيْئاً إلاَّ وَرَقاً لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ وَقْتَ التِّينِ. 14فَقَالَ يَسُوعُ لَهَا: «لاَ يَأْكُلْ أَحَدٌ مِنْكِ ثَمَراً بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَسْمَعُونَ.) مرقس 11: 12-14
                          ماذا تقول فى كتاب يدعى نبيه جهل الرب أو عبطه؟
                          فها هو إشعياء يصف الرب بأنه ينزل من عرشه ليقف على ترع مصر يصفر للذباب والنحل، وطبعًا تعلمون أن الذباب ليس له جهاز سمعى، ولن أسألكم عن الحكمة من نزول الرب ليصفر للذباب! (18وَيَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ أَنَّ الرَّبَّ يَصْفِرُ لِلذُّبَابِ الَّذِي فِي أَقْصَى تُرَعِ مِصْرَ وَلِلنَّحْلِ الَّذِي فِي أَرْضِ أَشُّورَ) إشعياء 7: 18
                          وماذا تقول فى إله وصفوه بالعنصرية: (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
                          تثنية 14: 21 (21«لا تَأْكُلُوا جُثَّةً مَا. تُعْطِيهَا لِلغَرِيبِ الذِي فِي أَبْوَابِكَ فَيَأْكُلُهَا أَوْ يَبِيعُهَا لأَجْنَبِيٍّ لأَنَّكَ شَعْبٌ مُقَدَّسٌ لِلرَّبِّ إِلهِكَ.)
                          فهل أحسن أنبياء هذا الكتاب عند كلامهم عن الرب؟ لا، وعلى الرغم من ذلك يؤمن السيد رشيد أنهم أنبياء عظام، وكلامهم موحى به من عند الرب!
                          * * *
                          غ 18- أن تتصف رسالته بكل معانى الكمال، فلا يوجد فيها إسفاف، ولا أخطاء
                          وهذا لا ينطبق على رسالة يسوع، فقد ذكرنا من قبل التضارب الموجود بها فى موضوع الناموس. ففى الوقت الذى يؤكد فيه يسوع أهمية الناموس، وأنه شخصيًا يتبع ناموس موسى وكتب الأنبياء، نراه قد أوحى إلى رسوله بولس بعكس ما عمله هو أو صرح به.
                          وفى الوقت الذى اختتن فيه هو والمعمدان من قبله، قام بولس بإلغاء الختان:
                          فها هو الكتاب يشير إلى اختتان يوحنا المعمدان: (59وَفِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ جَاءُوا لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ وَسَمَّوْهُ بِاسْمِ أَبِيهِ زَكَرِيَّا. 60فَقَالَتْ أُمُّهُ: «لاَ بَلْ يُسَمَّى يُوحَنَّا».) لوقا 1: 59-60
                          فها هو الكتاب يشير إلى اختتان يسوع: (21وَلَمَّا تَمَّتْ ثَمَانِيَةُ أَيَّامٍ لِيَخْتِنُوا الصَّبِيَّ سُمِّيَ يَسُوعَ كَمَا تَسَمَّى مِنَ الْمَلاَكِ قَبْلَ أَنْ حُبِلَ بِهِ فِي الْبَطْنِ.) لوقا 2: 21
                          إلا أن بولس الرسول له رأى آخر: (أَنَا بُولُسُ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ إِنِ اخْتَتَنْتُمْ لاَ يَنْفَعُكُمُ الْمَسِيحُ شَيْئاً!) غلاطية 5: 2
                          (4قَدْ تَبَطَّلْتُمْ عَنِ الْمَسِيحِ أَيُّهَا الَّذِينَ تَتَبَرَّرُونَ بِالنَّامُوسِ. سَقَطْتُمْ مِنَ النِّعْمَةِ. 5فَإِنَّنَا بِالرُّوحِ مِنَ الإِيمَانِ نَتَوَقَّعُ رَجَاءَ بِرٍّ. 6لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.) غلاطية 5: 4-6
                          وذلك على الرغم من أن الختان هو العهد الذى أقامه الرب مع إبراهيم فيه، وفى نسله إلى الأبد، ويُقتل من لا يختتن: (9وَقَالَ اللهُ لإِبْرَاهِيمَ: «وَأَمَّا أَنْتَ فَتَحْفَظُ عَهْدِي أَنْتَ وَنَسْلُكَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أَجْيَالِهِمْ. 10هَذَا هُوَ عَهْدِي الَّذِي تَحْفَظُونَهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَبَيْنَ نَسْلِكَ مِنْ بَعْدِكَ: يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ 11فَتُخْتَنُونَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِكُمْ فَيَكُونُ عَلاَمَةَ عَهْدٍ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ. 12اِبْنَ ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ يُخْتَنُ مِنْكُمْ كُلُّ ذَكَرٍ فِي أَجْيَالِكُمْ: وَلِيدُ الْبَيْتِ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّةٍ مِنْ كُلِّ ابْنِ غَرِيبٍ لَيْسَ مِنْ نَسْلِكَ. 13يُخْتَنُ خِتَاناً وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْداً أَبَدِيّاً. 14وَأَمَّا الذَّكَرُ الأَغْلَفُ الَّذِي لاَ يُخْتَنُ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ فَتُقْطَعُ تِلْكَ النَّفْسُ مِنْ شَعْبِهَا. إِنَّهُ قَدْ نَكَثَ عَهْدِي».) تكوين 17: 9-14
                          فهل صفات بولس الذى أوصلكم إلى غضب الله بإلغاء الناموس، والختان، وإقرار عقيدة فاسدة وثنية نهى الرب عنها، وهى توارث الخطيئة الأزلية، من الممكن أن تكون دلائل نبوة رسول من عند الله تؤمنون به؟
                          وفى الوقت الذى يقول فيه الرب: (16«لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ.) التثنية 24 : 16
                          ويقول أيضًا: (4وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ الرَّبُّ: [لاَ تَمُوتُ الآبَاءُ لأَجْلِ الْبَنِينَ وَلاَ الْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ الآبَاءِ بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ].) أخبار الأيام الثانى 25: 4
                          ويقول أيضًا: (19[وَأَنْتُمْ تَقُولُونَ: لِمَاذَا لاَ يَحْملُ الاِبْنُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ؟ أَمَّا الاِبْنُ فَقَدْ فَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً. حَفِظَ جَمِيعَ فَرَائِضِي وَعَمِلَ بِهَا فَحَيَاةً يَحْيَا. 20اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. الاِبْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الاِبْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ. 21فَإِذَا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَاهُ الَّتِي فَعَلَهَا وَحَفِظَ كُلَّ فَرَائِضِي وَفَعَلَ حَقّاً وَعَدْلاً فَحَيَاةً يَحْيَا. لاَ يَمُوتُ. 22كُلُّ مَعَاصِيهِ الَّتِي فَعَلَهَا لاَ تُذْكَرُ عَلَيْهِ. فِي بِرِّهِ الَّذِي عَمِلَ يَحْيَا. 23هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟) حزقيال 18: 19-23
                          ويقول أيضًا: (حَاشَا لِلَّهِ مِنَ الشَّرِّ وَلِلْقَدِيرِ مِنَ الظُّلْمِ. 11لأَنَّهُ يُجَازِي الإِنْسَانَ عَلَى فِعْلِهِ وَيُنِيلُ الرَّجُلَ كَطَرِيقِهِ. 12فَحَقّاً إِنَّ اللهَ لاَ يَفْعَلُ سُوءاً وَالْقَدِيرَ لاَ يُعَوِّجُ الْقَضَاءَ.) أيوب 34: 10-12
                          والذى يقول فيه يسوع: (... وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ.) متى 16: 27
                          يقول فيه بولس: (بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ وَهَكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ.) رومية 5: 12
                          وناقض نفسه فى غلاطية فقال: (4وَلَكِنْ لِيَمْتَحِنْ كُلُّ وَاحِدٍ عَمَلَهُ، وَحِينَئِذٍ يَكُونُ لَهُ الْفَخْرُ مِنْ جِهَةِ نَفْسِهِ فَقَطْ، لاَ مِنْ جِهَةِ غَيْرِهِ. 5لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ سَيَحْمِلُ حِمْلَ نَفْسِهِ.) غلاطية 6: 4-5
                          ولا يتصف ما يسمونه بالعهد القديم بمعانى الكمال، فيوجد فيه إسفاف، وأخطاء دينية وعقائدية وعلمية وحسابية ورقمية وتاريخية وجغرافية.
                          ذكرنا من الأخطاء الدينية والعقائدية والتى تتعلق بالناموس، وعقيدة توارث الخطيئة الأصلية، والختان. وذكرنا أيضًا صفير الرب للذباب على ترع مصر، ويؤكد العلم أن الذباب ليس له جهاز سمعى. وبالنسبة لباقى الأخطاء فنعيز السيد رشيد إلى موسوعة أخطاء الكتاب المقدس، والتى نشرت بعنوان (البهريز فى الكلام اللى يغيظ) للأستاذ علاء أبو بكر.
                          ثم اقرأ ما ارتضاه الرب أن يُنشر فى كتابه: يبلغ النبى هوشع قول الرب قائلاً: (1اِسْمَعُوا قَوْلَ الرَّبِّ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ: .... 5فَتَتَعَثَّرُ فِي النَّهَارِ وَيَتَعَثَّرُ أَيْضاً النَّبِيُّ مَعَكَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَا أَخْرِبُ أُمَّكَ.)هوشع 4: 5
                          ويسب النبى شاول يوناثان قائلا: (30فَحَمِيَ غَضَبُ شَاوُلَ عَلَى يُونَاثَانَ وَقَالَ لَهُ: "يَا ابْنَ الْمُتَعَوِّجَةِ الْمُتَمَرِّدَةِ، أَمَا عَلِمْتُ أَنَّكَ قَدِ اخْتَرْتَ ابْنَ يَسَّى لِخِزْيِكَ وَخِزْيِ عَوْرَةِ أُمِّكَ؟) صموئيل الأول 20: 30 فكيف ارتضى الرب أن يكتب هذا الإسفاف فى كتابه؟ وأشكر المترجم أنه راعى الذوق والأدب فى ترجمة (عَوْرَةِ أُمِّكَ)!!
                          وكرد فعل يقول طانيوس حاموش (عن الأفعى اليهودية فى معاقل الإسلام للأستاذ عبد الله التل): (إن إله التوراة هو صنم يسوق شعباً للموت. فماذا تعلمنا التوراة؟ من إبراهيم تجارة الرقيق! ومن إسحاق العنصرية! ومن داود الزنا! ومن سليمان البذخ! إذا كان هؤلاء هم الأنبياء، فأستحلفك بالله من هم الأعداء؟)
                          وإذا كانت هذه هى أوامر الرب فقل لى بالله عليك: كيف ستكون إذن أوامر الشيطان؟ وإذا كان هذا هو الرب، فماذا سيكون الشيطان؟ وإذا كان هذا هو الكتاب المقدس، فماذا سيكون كتاب الشيطان نفسه؟ وإذا كان هؤلاء هم الأنبياء، فمن هم مدعو النبوة؟ وما المعيار الحقيقى للنبوة؟ هل يمكننا فعلا أن نكتفى بما ذكره السيد رشيد؟
                          يقول الشاعر والفيلسوف الألمانى الشهير جوته (1749–1832) عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (ولقد بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم)
                          ويقول جوستاف لوبون فى كتابه (حضارة العرب) ص115: (إذا ماقيست قيمة الرجال بجليل أعمالهم كان محمد (صلى الله عليه وسلم) من أعظم من عرفهم التاريخ، وقد أخذ علماء الغرب ينصفون محمداً (صلى الله عليه وسلم) مع أن التعصّب أعمى بصائر مؤرخين كثيرين عن الإعتراف بفضله).
                          وقال كارل ماركس: (جدير بكل ذي عقل أن يعترف بنبوته وأنه رسول من السماء إلى الأرض. .. هذا النبي افتتح برسالته عصرا للعلم والنور والمعرفة، حري أن تدون أقواله وأفعاله بطريقة علمية خاصة، وبما أن هذه التعاليم التي قام بها هي وحي فقد كان عليه أن يمحو ما كان متراكما من الرسالات السابقة من التبديل والتحوير).
                          وقالت جواهرلال نهرو (1889-1964) أول رئيس وزراء للهند بعد استقلالها: (فاقت أخلاق نبي الإسلام كل الحدود، ونحن نعتبره قدوة لكل مصلح يود أن يسير بالعالم إلى سلام حقيقي).
                          وقال توماس كارليل (1795-1881) فى كتابه "الأبطال": (يزعم المتعصبون أن محمداً لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية ومفاخر الجاه والسلطان. كلا وأيم الله! لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير ابن القفار والفلوات، المتورِّد المُقْلتين، العظيم النفس المملوء رحمةً وخيراً وحناناً وبراً وحكمةً وحجى وإربةً ونهى، أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، وكيف لا وتلك نفس صافية ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين).
                          وقال: (والله إني لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنٌّع).
                          وقال: (إنما محمد شهاب قد أضاء العالم ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء).
                          وأكتفى بما قاله المستشرقون الغربيون والمؤرخون المنصفون فى الرسول صلى الله عليه وسلم وفى رسالته.
                          * * *
                          غ 19- صدق النبى قبل البعثة وبعدها
                          ولا يُعرف شيء عن يسوع قبل البعثة، وبالتالى لم يمهد الرب لرسالته ونبوته! اللهم إلا إذا اعترفوا بما جاء فى القرآن والكتب التى لا تعترف بها الكنيسة من أنه تكلم فى المهد، وأنقذ سمعة أمه وتوقيع عقوبة الموت حرقًا عليها: (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33) ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) مَا كَانَ لِلَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ (36)) سورة مريم
                          وقد وصفه يسوع بأنه عين الحق نفسها: (15«إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ 16وَأَنَا أَطْلُبُ مِنَ الآبِ فَيُعْطِيكُمْ مُعَزِّياً آخَرَ لِيَمْكُثَ مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ 17رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الْعَالَمُ أَنْ يَقْبَلَهُ لأَنَّهُ لاَ يَرَاهُ وَلاَ يَعْرِفُهُ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَعْرِفُونَهُ لأَنَّهُ مَاكِثٌ مَعَكُمْ وَيَكُونُ فِيكُمْ) يوحنا 14: 15-17
                          وهى تعبر بالطبع عن شخص آخر، معزى آخر، نبى آخر مثل يسوع، يستطيع العالم أن يراه، وتمكث شريعته للأبد، وهو معروف لبنى إسرائيل؛ لأن كل الأنبياء تكلمت عنه، وأوضحت صفاته وعالمه.
                          ووصفه سفر (الرؤيا 3: 14) بأنه الصادق الأمين، وهذه كانت سمعته، وصفته منذ الصغر مع الأقرباء والغرباء، مع الأحباب والأعداء، فى حالة الجد والهزل.
                          أما عن صدق الرسول صلى الله عليه وسلم فقد ثبت فى حديثه عن الغائب والمستقبل والعلم، وسوف بعض نماذج منها:
                          صدق رسول الله قبل البعثة وبعدها:
                          كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً قدوة في صفة الصدق؛ فقَبْل بعثته لُقِّب من قِبَل قريش بالصادق الأمين ؛ فقد كانوا يستودعون رسول الله صلى الله عليه وسلم حوائجهم، ويأتمنونه على أشيائهم وأسرارهم، وحينما بُعِث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأظهر له بنو جلدته وعشيرته العداوة والبغض والكره والحرب؛ ظلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على حُسْنِ خُلُقه، وظهر ذلك في ردِّ الأمانات إلى قوم جعلوا أنفسهم أعدى أعدائه. (ابن كثير: البداية والنهاية 3/218، 219)
                          وعندما هاجر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من اضطهاد المشركين، ومحاولة قتله، ترك عليًا رضى الله عنه ينام فى فراشه، تمويهًا، حتى يتم له الهرب، وحتى يتمكن من رد أماناتهم وودائعهم، التى استمروا فى استوداعها لديه لثقتهم فى صدقه وأمانته.
                          اعتراف قريش بصدق رسول الله:
                          لذلك عندما أمره الله تعالى أن ينذر عشيرته الأقربين: "خرج رسول الله حتَّى أتى الصَّفَا، فصَعِدَ عليه فهتف: "يَا صَبَاحَاهُ"... فَلَمَّا اجتمعوا إليه قال: "أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلاً تَخْرُجُ مِنْ سَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟" قالوا: ما جَرَّبنا عليك كذبًا. قال: "فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ". فقال أبو لهبٍ: تبًّا لك! مَا جَمَعْتَنَا إِلاَّ لِهَذَا؟. ( البخاري عن عبد الله بن عباس: كتاب التفسير (4492))
                          إن قريشًا كلَّها قد شهدت واعترفت بصدق محمد ، فلمَّا أخبرهم بحقيقة دعوته ورسالته، نَكَصُوا على أعقابهم؛ تقليدًا لآبائهم، وخوفًا على مناصبهم وتجارتهم وأموالهم، فكان هذا الموقف -وغيره من المواقف الكثيرة بين رسول الله وبين كفار قريش- دليلاً يحمل في طَيَّاته اعترافًا منهم بصدقه، ومن ثَمَّ صِدْق دعوته ونُبُوَّتِهِ.
                          شهادة أبي سفيان بن حرب على صدق رسول الله أمام هرقل:
                          فقد روى عبد الله بن عباس أن أبا سفيان بن حرب قد أخبره "أن هرقل أرسل إليه في ركبٍ من قريش، وكانوا تُجَّارًا بالشام في المدَّة [مدة الصلح بالحديبية. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/34] التي كان رسول الله مادَّ [أي جعل بينه وبينه مدة صلح] فيها أبا سفيان وكفار قريش، فأَتَوْهُ وهم بإيلياء، فدعاهم في مجلسه وحوله عظماء الروم، ثم دعاهم ودعا بترجمانه، فقال: "أيُّكُمْ أقرب نسبًا بهذا الرجل الذي يزعم أنه نبي؟ فقال أبو سفيان: فقلتُ: أنا أقربهم نسبًا. فقال: أدنوه منِّي،وقَرِّبُوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره [لئلاَّ يستحيوا أن يواجهوه بالتكذيب إن كذب. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/35]. ثم قال لترجمانه: قُلْ لهم: إني سائل عن هذا الرجل، فإن كَذَبَنِي فكَذِّبوه. فوالله! لولا الحياء من أن يَأْثِرُوا عليَّ كذبًا لَكَذَبْتُ عنه [أي: ينقلوا عليَّ الكذب. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/35]
                          ثم كان أوَّل ما سألني عنه أن قال: كيف نسبُه فيكم؟ قلتُ: هو فينا ذو نسب. قال: فهل قال هذا القول منكم أحد قطُّ قبله؟ قلتُ: لا. قال: فهل كان من آبائه من مَلِكٍ؟ قلتُ: لا. قال: فأشراف الناس يَتَّبِعُونَهُ أم ضعفاؤهم؟ فقلتُ: بل ضعفاؤهم. قال: أيزيدون أم ينقصون؟ قلتُ: بل يزيدون. قال: فهل يرتدُّ أحد منهم سَخْطَةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ قلتُ: لا. قال: فهل كنتم تَتَّهِمُونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قلتُ: لا. قال: فهل يَغْدِر؟ قلتُ: لا، ونحنُ منه في مدَّة لا ندري ما هو فاعل فيها. قال: ولم تُمْكِنِّي كلمة أُدْخِلُ فيها شيئًا غير هذه الكلمة [أي: أنتقصه به. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/35]. قال: فهل قَاتَلْتُمُوهُ؟ قلتُ: نعم. قال: فكيف كان قتالكم إيَّاه؟ قلتُ: الحرب بيننا وبينه سجال [انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/36]؛ ينال مِنَّا وننال منه. قال: ماذا يأمركم؟ قلتُ: يقول: اعبدوا الله وحده، ولا تُشركوا به شيئًا، واتركوا ما يقول آباؤكم، ويأمرنا بالصلاة والصدق والعفاف والصلة.
                          فقال للترجمان: قُلْ له: سألتُكَ عن نَسبه فذكرتَ أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تُبْعَث في نسب من قومها، وسألتُكَ: هل قال أحد منكم هذا القول؟ فذكرت أن لا، فقلتُ: لو كان أحدٌ قال هذا القول قبله لقلتُ: رجلٌ يَتَأَسَّى بقول قيل قبله، وسألتُكَ: هل كان من آبائه من مَلِك؟ فذكرتَ أن لا، قلتُ: فلو كان من آبائه مِنْ مَلِكٍ قلتُ: رجل يطلب مُلْكَ أبيه. وسألتُكَ: هل كنتم تَتَّهِمُونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فذكرتَ أن لا؛ فقد أعرِفُ أنه لم يكن ليذرَ الكذب على الناس ويكذب على الله. وسألتُكَ: أشرافُ الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟ فذكرتَ أن ضعفاءهم اتبعوه، وهم أتباع الرسُل، وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟ فذكرتَ أنهم يزيدون، وكذلك أمر الإيمان حتى يتمَّ، وسألتُكَ: أَيَرْتَدُّ أحد سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فذكرتَ أن لا، وكذلك الإيمان حين تُخَالِط بشاشته القلوب [يعني انشراح الصدور. انظر: ابن حجر العسقلاني: فتح الباري 1/37]، وسألتُكَ: هل يَغْدِر؟ فذكرتَ أن لا، وكذلك الرُّسل لا تغدر، وسألتُكَ: بما يأمركم؟ فذكرتَ أنه يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف، فإن كان ما تقول حقًّا فسيملك موضع قَدَمَيَّ هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج لم أكن أظنُّ أنه منكم، فلو أنِّي أعلم أَنِّي أَخْلُصُ [أي: أصل. انظر: ابن حجر: فتح الباري 1/37] إليه لَتَجَشَّمْتُ [أي: تَكَلَّفْتُ الوصول إليه. انظر: ابن حجر: فتح الباري 1/37] لقاءه، ولو كنت عنده لغَسَلْتُ عَنْ قَدَمِهِ [مبالغة في العبودية له والخدمة. انظر: ابن حجر: فتح الباري 1/37]..." [البخاري: كتاب بدء الوحي، باب كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله (7)]
                          وفي هذا دليلٌ واضحٌ على صدق نُبُوَّة محمد ، فكلُّ ما أخبر به أبو سفيان واقعٌ قد رآه بعينه، وعايشه بعقله وجوارحه.
                          شهادة أبي جهل عدو الله ورسوله على صدق الرسول:
                          وهذ شهادة من أكثر أعداء رسول الله كُرْهًا له، وحَنَقًا عليه، وسعيًا لقتله ومحوه من بين ظهرانيهم.. إنه أبو جهل الذي بلغت عداوته لرسول الله الذروة؛ فهو الذي أَصَرَّ على إشعال نيران الحرب بين الكافرين والمسلمين في غزوة بدر، وَجَرَّه كِبْرُه وجبروته لحتفه ومصرعه.
                          لقد شهد هذا العدُوُّ لرسول الله بالصدق والنُّبُوَّة؛ فقد سأل المِسْوَرُ بن مخرمة خاله أبا جهل عن حقيقة محمد ، إذ قال: "يا خالي، هل كنتم تَتَّهِمُون محمدًا بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقال: يابن أختي، والله! لقد كان محمد فينا وهو شابٌّ يُدْعَى الأمين، فما جَرَّبْنَا عليه كذبًا قطُّ. قال: يا خال، فما لكم لا تَتَّبِعُونه؟ قال: يابن أختي، تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف، فأَطْعَمُوا وأَطْعَمْنَا، وسَقَوْا وسَقَيْنَا، وأجاروا وأجرنا، حتى إذا تجاثينا [أي جلسنا للخصومة] على الرُّكَبِ كُنَّا كَفَرَسَيْ رِهَانٍ [أى متساويين في الفضل]، قالوا: مِنَّا نبي. فمتى نُدْرِكُ مثل هذه؟!
                          وقال: الأخنسُ بن شُريق يومَ بدر لأبي جهل: يا أبا الحكم، أَخْبِرْنِي عن محمد؛ أصادقٌ هو أم كاذب؟ فإنه ليس ها هنا من قريش أحدٌ غيري وغيرك يسمع كلامنا. فقال أبو جهل: ويحك! والله إن محمدًا لصادقٌ، وما كذب محمدٌ قطُّ، ولكن إذا ذهبتْ بنو قُصَيٍّ باللواء والحجابة والسقاية والنبوة، فماذا يكون لسائر قريش؟" [ابن القيم: هداية الحيارى ص50، 51]
                          إن الاعترافين السَّابقين لأبي جهل -وهو العدُوُّ الأوَّل للدعوة الإسلامية- لدليلٌ واضح على صدق نُبُوَّة محمد؛ فأبو جهل لا يُنازِع محمدًا اعتقادًا منه بأنه كاذب أو مُدَّعٍ، بل يُنازعه لأجل عصبية زائفة، تجعل الاعتراف بمحمد ونُبُوَّتِه أمرًا بالغ الصعوبة والتعقيد؛ إذ الاعتراف بنُبُوَّته سيجعل كفَّة بني هاشم راجحةً قويةً على سائر بطون قريش، وهو الأمر الذي يرفضه أبو جهل رفضًا قاطعًا.
                          أما تعاليمه، وما جاء فى القرآن بشأن الصدق فهو كثير، وسوف نذكره فى حينه.
                          شهادة الوليد بن المغيرة أشعر شعراء العرب:
                          ثبت في مستدرك الحاكم بسندٍ صحيح على شرط البخاري وأقره عليه الذهبي والحديث رواه البيهقي في دلائل النبوة ورواه الإمام ابن جرير وابن مردويه في تفسيره، والحديث صحيح من رواية عبد الله بن عباس قال [جاء الوليد بن المغيرة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسمع منه القرآن فلما عاد إلى قومه قال أبو جهل إن الوليد قد جاءكم بوجهٍ غير الوجه الذي ذهب به فسألوه عما سمع فقال لهم: والله لقد سمعت كلاماً ما هو بالشعر ولا هو بالسحر ولا هو بالكهانة فأنا من أخبركم بذلك، والله إن له لحلاوة، وعليه لطلاوة: [وهي البهجة والنور والسرور] وإنه لمثمر أعلاه، ومغدق أسفله، وإنه يحطم ما تحته، ويعلو ولا يعلى عليه، وما هو من كلام البشر.
                          فقال أبو جهل: إنك أتيت محمداً لتصيب من طعامه قال لقد علمت قريش أنني من أغناهم. قال له أبو جهل: لن يقنع قومك منك حتى تقول في هذا القرآن شيئاً يرضون به عنك، ثم فكر فقال هذا سحر يأثره محمد عن من سبقه فأنزل الله فيه صدر سورة المدثر:ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا (12)وَبَنِينَ شُهُودًا (13)وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (22) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (23) فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ (24) إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ (25) سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (26) وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ (27) لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ (28) لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ (29) عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ (30)
                          اعترف زعماء اليهود بصدق رسول الله:
                          كما اعترف زعماء اليهود بصدق نبوة محمد ، وهذا ما تقصه أم المؤمنين صفية بِنْتِ حُيَيّ بْنِ أَخْطَبَ زعيم يهود بني قريظة فتقول: "كنت أحبّ ولد أبي إليه وإلى عمِّي أبي ياسر، لم ألقهما قط مع ولدٍ لهما إلاَّ أخذاني دونه. قالت: فلما قَدِمَ رسول الله المدينة، ونزل قُبَاء في بني عمرو بن عوفٍ، غدا عليه أبي، حيي بن أخطب، وعمِّي أبو ياسر بن أخطب، مُغَلّسَيْنِ [أى فى ظلام آخر الليل]. قالت: فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس. قالت: فأتيا كالّين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى. قالت: فَهَشِشْتُ إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفتَ إليَّ واحدٌ منهما، مع ما بهما من الغمِّ. قالت: وسمعت عمِّي أبا ياسر وهو يقول لأبي حيي بن أخطب: أهو هو [يقصد بذلك رسول الله]؟ قال: نعم والله! قال: أَتَعْرِفُهُ وَتُثْبِتُهُ؟ قال: نعم. قال: فما في نفسك منه؟ قال: عداوته والله ما بقيتُ" [ابن هشام: السيرة النبوية 1/517]
                          كما شهد بصدقه أكثر الناس عداء له وهو النضر بن الحارث الذي قام خطيبًا في سادة قريش قائلاً لهم: "يا معشر قريشٍ، إنه والله قد نَزَلَ بكم أمرٌ ما أَتَيْتُم له بحيلة بَعْدُ، قد كان محمدٌ فيكم غلامًا حدثًا [أى شاب صغير السن]، أرضاكم فيكم، وأصدقكم حديثًا، وأعظمكم أمانةً، حتى إذا رأيتم في صُدْغَيْهِ الشيب وجاءكم بما جاءكم به، قلتم: ساحر. لا والله ما هو بساحر؛ لقد رأينا السَّحَرَة ونَفْثَهُم وعقدهم، وقلتم: كاهن. لا والله ما هو بكاهن؛ قد رأينا الكهنة وتَخَالجُهم، وسمعنا سجعهم، وقلتم: شاعر. لا والله ما هو بشاعر؛ قد رأينا الشعر، وسمعنا أصنافه كلها؛ هزجه ورجزه، وقلتم: مجنون. لا والله ما هو بمجنون... فانظروا في شأنكم فإنه والله لقد نزل بكم أمرٌ عظيمٌ" [ابن هشام: السيرة النبوية 1/299، 300].
                          اعترف نصارى نجران بصدق رسول الله:
                          وما أجمل أن نختم مقالنا هذا باعتراف نصارى نجران بنبوة محمد عندما رفضوا مباهلة [الملاعنة] رسول الله الذي امتثل لقوله تعالى: {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} [آل عمران: 61]؛ فخرج إليهم رسول الله ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة، ودعاهم للمباهلة فقالوا: يا أبا القاسم، دَعْنَا ننظر في أمرنا، ثم نأتيك بما نريد أن نفعل فيما دعوتنا إليه. فانصرفوا عنه، ثم خَلَوْا بالعاقب، وكان ذا رأيهم، فقالوا: يا عبدَ المسيح، ماذا ترى؟ فقال: والله يا معشر النصارى لقد عرَفْتم أن محمدًا لنبيٌّ مرسل، ولقد جاءكم بالفَصْل من خَبَر صاحبكم [يقصد عيسى]، ولقد علمتم أنه ما لاعَن قومٌ نبيًّا قط فبقي كبيرهم، ولا نبت صَغيرهم، وإنه للاستئصال منكم إن فعلتم، فإن كنتم قد أبيتم إلا إلف دينكم، والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فوادعُوا الرجلَ ثم انْصَرِفُوا إلى بلادكم [ابن هشام: السيرة النبوية 1/584]
                          صدق رسول الله في الفكاهة:

                          لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مُتَّصِفًا بهذه الصفة في كل أفعاله وأقواله؛ حتى في وقت المرح والفكاهة التي يظنُّ البعض أن الكذب فيها مباح، فعن أنس بن مالك أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستحمله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّا حَامِلُوكَ عَلَى وَلَدِ نَاقَةٍ". قال: يا رسول الله، ما أصنع بولد ناقة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وَهَلْ تَلِدُ الإِبِلَ إِلاَّ النُّوقُ؟ [أبو داود: كتاب الأدب، باب ما جاء في المزاح (4998)، وأحمد (13844)]! فكانت هذه الفكاهة من النبي صلى الله عليه وسلم مع رجل من عامَّة المسلمين من باب تقارب النفوس، وزيادة المحبة، ولكنه صلى الله عليه وسلم لم يستعمل فيها إلاَّ الصدق.
                          صدق رسول الله في الحرب:

                          وكذلك كان حال رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت الحرب، الذي أجاز فيها النبي صلى الله عليه وسلم الكذب على الأعداء اتِّقاء لشرِّهم ودفعًا لضررهم [ما يباح من الكذب، انظر: النووي: رياض الصالحين ص565، 566]، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقل أيضًا إلاَّ صدقًا، ولننظر إلى موقفه قُبيل غزوة بدر، التي خرجت فيها قريش لتستأصل المسلمين، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر الصديق رضى الله عنه؛ ليتعرَّفَا أخبار قريش فوقفا على شيخٍ من العرب، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قريشٍ، وعن محمدٍ وأصحابه، وما بلغه عنهم، فقال الشيخ: لا أخبركما حتى تخبراني ممن أنتما؟
                          فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذَا أَخْبَرْتنَا أَخْبَرْنَاكَ". قال: أذاك بذاك؟ قال: "نَعَمْ". قال الشيخ: فإنه بلغني أن محمدًا وأصحابه خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان صدق الذي أخبرني، فهم اليوم بمكان كذا وكذا -للمكان الذي به رسول الله صلى الله عليه وسلم - وبلغني أن قريشًا خرجوا يوم كذا وكذا، فإن كان الذي أخبرني صدقني فهم اليوم بمكان كذا وكذا. للمكان الذي فيه قريشٌ. فلمَّا فرغ من خبره قال: ممن أنتما؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نَحْنُ مِنْ مَاءٍ". ثم انصرف عنه، قال يقول الشيخ: ما من ماءٍ؛ أمن ماء العراق؟ [ابن كثير: السيرة النبوية 2/396، وابن هشام: السيرة النبوية 1/615]
                          شهادة أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان:

                          ومن أَجَلِّ المواقف التي جاءت في كتب السيرة، التي تشهدُ احترام وتوقير أمهات المؤمنين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ذلك الموقف العجيب الذي حدث بين أُمِّ المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان، ووالدها أبي سفيان بن حرب زعيم قريش، وأحد ساداتها، وكان ما زال على كفره، ولم يُسْلِمْ بَعْدُ.
                          فحينما نقضت قريش عهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أبرمته في الحُديبية، وانقضَّتْ على قبيلة خزاعة، فقتلتْ وسَبَتْ، خافت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فأرسلوا أبا سفيان إلى المدينة مُسرعًا؛ ليُجَدِّد العهد بين الفريقين، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفض طلب التجديد وعزم على فتح مكة. وموطن الشاهد هنا هو ذلك الحوار العجيب بين الابنة وأبيها، فعندما قدم أبو سفيان إلى المدينة، ذهب لزيارة ابنته بعد فراق طويل، وأعوام عديدة مَرَّت على رحيلها؛ بدايةً من هجرتها إلى الحبشة فرارًا بدينها، ونهاية بقدومها إلى المدينة، فدخل على ابنته أُمِّ حبيبة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلمَّا ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طَوَتْهُ عنه، فقال: يا بنيَّة، ما أدري أرغبتْ بي عن هذا الفراش، أم رغبت به عنِّي؟ قالت: بل هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مشركٌ... فقال: والله لقد أصابك بعدي شَرٌّ [ابن القيم: زاد المعاد 3/350].
                          إن هذا الموقف من أم المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنها- يعكس التربية الإسلامية لهذه الزوجة الصالحة؛ فهي تعلم تمام العلم أن محمدًا نبيٌّ صادقٌ، وأن أباها مشرك يعبد ما لا يضرُّ ولا ينفع، فأرادتْ بهذا الفعل أن تُوقِظَهُ من غفلته التي يحيا فيها أعوامًا عديدة، فطوت الفراش -وهو انعكاسٌ عما يجيش في صدرها من مقارنة محسومة لصالح زوجها الصادق محمد صلى الله عليه وسلم - ولم تكن أبدًا لصالح أبيها المشرك الذي طالما ناصب العداء لمحمد صلى الله عليه وسلم وصحبه!
                          شهادة أم المؤمنين صفية بنت حيى بن أخطب:

                          ومن أعظم الشهادات على صدقه صلى الله عليه وسلم شهادة أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب زعيم يهود بني قريظة، الذي أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لغدره وخيانته للعهد الذي تمَّ بينه وبين المسلمين؛ فها هي ذي –رضي الله عنها- تُحَدِّثُنَا عن خُلُقِهِ فتقول: "ما رأيتُ أحدًا قط أحسن خُلُقًا من رسول الله، لقد رأيته ركب بي في خيبر، وأنا على عجز ناقته ليلاً، فجعلتُ أنعس فتضرب رأسي مؤخرة الرَّحل، فيمسني بيده ويقول: يا هذه، مهلاً" [أبو يعلى: المسند 13/29، 31].
                          ثم ها هي ذي تتمنَّى أن تُضَحِّيَ بنفسها فداءً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تتألم عِوَضًا عنه؛ فعن زيد بن أسلم رضى الله عنه أنه قال: "اجتمع نساؤه صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه، فقالت صفية -رضي الله عنها-: إني والله يا نبي الله لوددتُ أن الذي بك بي... فقال النبي صلى الله عليه وسلم معلقًا على كلامها: "وَاللهِ! إِنَّهَا لَصَادِقَةٌ" [عبد الرزاق: المصنف 11/431]
                          بهذه الكلمات الرقيقة عَبَّرَتْ أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب عن مشاعرها تجاه النبي صلى الله عليه وسلم في وقتٍ لا تحتاج فيه إلى مداهنته، أو اتقاء شرِّه، ولكنها مشاعر امرأة آمنت بأنه نبي مرسل؛ ولذلك خاطبته بهذه الصفة قائلة: يا نبي الله. ومن عظمة الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يشهد على صدق مشاعرها نحوه بعدما تغامز بها بعض أزواجه صلى الله عليه وسلم.
                          وكذلك عاشت كل زوجاته صلى الله عليه وسلم في كنفه؛ مؤمنات قانتات، عابدات لله ربِّ العالمين،كما تَعَلَّمْنَ من محمد صلى الله عليه وسلم الرسول قبل أن يكون الزوج.
                          شهادة قادة الفكر فى الغرب على صدق رسول الله

                          وكانت نتيجة الدراسة المتعمقة لقارىء جيد، ومحلل رائع للأحداث والمأثور من الكلام والقصص، وتفنيد الأسانيد، وسمو فى الفكر، وبُعدًا عن التعصب أن يصل إلى نتيجة مفادها أنه صلى الله عليه وسلم أصدق القائلين:
                          شهادة توماس كارليل:
                          لسنا نعدُّ محمدًا قطُّ رجلاً كاذبًا متصنِّعًا، يتذرَّع بالحيل والوسائل إلى بُغيةٍ، أو يطمع إلى درجة مُلك، أو سلطان، أو غير ذلك من الحقائر والصغائر، وما الرسالة التي أدَّاها إلاَّ حقٌّ صراح، وما كلمته إلاَّ صوت صادق صادر من العالم المجهول، كلا، ما محمد بالكاذب ولا الملفِّقُ، وإنما هو قطعة من الحياة قد تَفَطَّر عنها قلب الطبيعة، فإذا هي شهاب قد أضاء العالم أجمع" [توماس كارليل: الأبطال ص58-60]
                          هكذا كانت حياته صلى الله عليه وسلم حياة يملؤها الصدق في كل شيء، وهذا ما دعا كارليل إلى أن يقول: "... هل رأيتم قط أن رجلاً كاذبًا يستطيع أن يوجد دِينًا عجبًا؟ إنه لا يقدر أن يبني بيتًا من الطوب! فهو إذا لم يكن عليمًا بخصائص الجير والجصِّ والتراب وما شاكل ذلك، فما ذلك الذي يبنيه ببيت؛ وإنما هو تلٌّ من الأنقاض وكثيب من أخلاط الموادِّ، وليس جديرًا أن يبقى على دعائمه اثني عشر قرنًا يسكنه مائتا مليون من الأنفس [كان ذلك وقت كتابة كارليل لكتابه]، ولكنه جدير أن تنهار أركانه فينهدم فكأنه لم يكن، وإني لأعلم أن على المرء أن يسير في جميع أموره طبق قوانين الطبيعة وإلا أبت أن تجيب طلبته. كذبٌ ما يذيعه أولئك الكفار، وإن زخرفوه حتى تخيَّلُوه حقًّا... ومحنةٌ أن ينخدع الناسُ شعوبًا وأممًا بهذه الأضاليل [كارليل: الأبطال ص43]
                          شهادة المستشرق الإنجليزي الكبير وليم موير (1819-1905)

                          ويقول المستشرق الإنجليزي الكبير وليم موير: "امتاز محمد بوضوح كلامه، ويسر دينه، وأنه أتم من الأعمال ما أدهش الألباب، لم يشهد التاريخ مصلحًا أيقظ النفوس، وأحيا الأخلاق الحسنة، ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل محمد" [وليم موير: حياة محمد ص31]
                          "ومهما يكن هناك من أمر فإن محمدًا أسمى من أن ينتهي إليه الواصف، وخبيرٌ به مَنْ أمعن النظر في تاريخه المجيد، وذلك التاريخ الذي ترك محمدًا في طليعة الرسل ومفكري العالم" [وليم موير: حياة محمد ص20]
                          شهادة عالم الاجتماع غوستاف لوبون (1841-1931)

                          يقول عالم الاجتماع غوستاف لوبون: "إنني لا أدعو إلى بدعة مُحْدَثة، ولا إلى ضلالة مستهجَنَة، بل إلى دين عربي قد أوحاه الله إلى نَبِيِّه محمد، فكان أمينًا على بثِّ دعوته بين قبائل تلهَّتْ بعبادة الأحجار والأصنام، وتلذَّذَتْ بتُرَّهَات الجاهلية، فجمع صفوفهم بعد أن كانت مبعثرة، ووحَّدَ كلمتهم بعد أن كانت متفرِّقَة، وَوَجَّهَ أنظارهم لعبادة الخالق، فكان خير البرية على الإطلاق حُبًّا ونسبًا وزعامة وَنُبُوَّة، هذا هو محمد الذي اعتنق شريعته أربعمائة مليون مسلم، منتشرين في أنحاء المعمورة، يُرَتِّلُونَ قرآنًا عربيًّا مبينًا".
                          ويقول غوستاف لوبون في موضع آخر: "فرسول كهذا جدير باتِّبَاع رسالته، والمبادرة إلى اعتناق دعوته؛ إذ إنها دعوة شريفة، قِوَامُهَا معرفة الخالق، والحضُّ على الخير، والردع عن المنكر، بل كل ما جاء فيها يرمي إلى الصلاح والإصلاح، والصلاح أنشودة المؤمن، وهو الذي أدعو إليه جميع النصارى"حضارة العرب ص67

                          تعليق

                          • abubakr_3
                            مُشرِف

                            • 15 يون, 2006
                            • 849
                            • موظف
                            • مسلم

                            #43
                            رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                            شهادة الشاعر الفرنسي ألفونس دو لامارتين (1869-1790)

                            فممن أنصف رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME~1/INFINI~1/LOCALS~1/Temp/msohtml1/01/clip_image001.jpg[/IMG] الشاعر الفرنسي لامارتين؛ حيث يقول: "أترون أن محمدًا كان صاحب خداع وتدليس، وصاحب باطل وكذب؟! كلا، بعدما وعينا تاريخه، ودرسنا حياته، فإنَّ الخداع والتدليس والباطل والإفك.. كل تلك الصفات هي ألصق بمن وصف محمدًا بها" [لامارتين: السفر إلى الشرق ص84]
                            وهناك شهادات كثير جدًا، مثل شهادات زوجاته، وأصحابه، والمزيد من شهادات الأعداء وغيرها. كلها تنطق بصدقه وصدق دعوته.
                            ونخلص من هذا أن شهادة الأعداء والمفكرين والعلماء والباحثين، وهنا شهادات زوجاته وأصحابه، لتؤيد أنه صلى الله عليه وسلم كان من أصدق الناس فى السر والعلن، فى الظاهر والباطن.
                            لقد تعمَّد يسوع الكذب على اخوته، حتى لا يصعد معهم للاحتفال بالعيد، وبعد صعودهم صعد هو: (2وَكَانَ عِيدُ الْيَهُودِ عِيدُ الْمَظَالِّ قَرِيباً 3فَقَالَ لَهُ إِخْوَتُهُ: «انْتَقِلْ مِنْ هُنَا وَاذْهَبْ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ لِكَيْ يَرَى تلاَمِيذُكَ أَيْضاً أَعْمَالَكَ الَّتِي تَعْمَلُ 4لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْمَلُ شَيْئاً فِي الْخَفَاءِ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ علاَنِيَةً. إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ هَذِهِ الأَشْيَاءَ فَأَظْهِرْ نَفْسَكَ لِلْعَالَمِ». 5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ. 6فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «إِنَّ وَقْتِي لَمْ يَحْضُرْ بَعْدُ وَأَمَّا وَقْتُكُمْ فَفِي كُلِّ حِينٍ حَاضِرٌ. 7لاَ يَقْدِرُ الْعَالَمُ أَنْ يُبْغِضَكُمْ وَلَكِنَّهُ يُبْغِضُنِي أَنَا لأَنِّي أَشْهَدُ عَلَيْهِ أَنَّ أَعْمَالَهُ شِرِّيرَةٌ. 8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9قَالَ لَهُمْ هَذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.) يوحنا 7: 2-10
                            ناهيك عن نبؤاته الكاذبة التى لم تتحقق، وقد أشرت إليها من قبل.
                            وبالتالى تنتفى النبوة عن يسوع، وتثبت على خاتم رسل الله وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم.
                            * * *
                            غ 20- يتمتع بشخصية وصفات القائد الناجح:
                            لابد أن يتمتع النبى بالشخصية والصفات التى تتجسد فيها كل صفات القائد الناجح سياسيًا وعسكريًا ودينيًا لأمته، من الصدق وقت اللين والشدة، فى اللعب والجد، مع الأعداء والأتباع، ومن الحزم واللين، من الرحمة، والذكاء، من حسن القيادة وسرعة البديهة، ومقدرته على حل المشاكل، من كونه المثل الأعلى فى الخلق، والرحمة بالإنسان والحيوان والبيئة، والشجاعة،وحسن اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب.
                            هل تنطبق كل هذه الصفات على يسوع؟ لا. بل تنطبق على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
                            هل كان يسوع قائدًا؟ لا. لقد كان يدفع الجزية لقيصر.ولم يكن له أدنى نشاط سياسى أو عسكرى. ولم يؤثر عنه أدنى شيء عن صدقه وقت الجد والهزل، ولا نقرأ شيئًا عن سرعة بديهته أو ذكائه. كان مدمرًا للبيئة، وكان يهرب من اليهود ويخاف الظهور أمامهم، بل أذلوه، حتى إن بعضهم بصق فى وجهه:
                            (53فَمِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَشَاوَرُوا لِيَقْتُلُوهُ. 54فَلَمْ يَكُنْ يَسُوعُ أَيْضاً يَمْشِي بَيْنَ الْيَهُودِ علاَنِيَةً ...) يوحنا 11: 53-54
                            وأمسكوه وأهانوه وضربوه: (67حِينَئِذٍ بَصَقُوا فِي وَجْهِهِ وَلَكَمُوهُ وَآخَرُونَ لَطَمُوهُ.) متى 26: 67
                            (28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ) متى 27: 28-31
                            ووقت الجد هرب تلاميذه تركوه: (حِينَئِذٍ تَرَكَهُ التَّلاَمِيذُ كُلُّهُمْ وَهَرَبُوا) متى 26: 56
                            بل نقرأ عنه أنه دمر البيئة بالسماح للشياطين بالدخول فى الخنازير، فرمت الخنازير نفسها فى الماء، ملوثة إياه، حارمة البشر من أكلها (11وَكَانَ هُنَاكَ عِنْدَ الْجِبَالِ قَطِيعٌ كَبِيرٌ مِنَ الْخَنَازِيرِ يَرْعَى 12فَطَلَبَ إِلَيْهِ كُلُّ الشَّيَاطِينِ قَائِلِينَ: «أَرْسِلْنَا إِلَى الْخَنَازِيرِ لِنَدْخُلَ فِيهَا». 13فَأَذِنَ لَهُمْ يَسُوعُ لِلْوَقْتِ. فَخَرَجَتِ الأَرْوَاحُ النَّجِسَةُ وَدَخَلَتْ فِي الْخَنَازِيرِ فَانْدَفَعَ الْقَطِيعُ مِنْ عَلَى الْجُرْفِ إِلَى الْبَحْرِ - وَكَانَ نَحْوَ أَلْفَيْنِ فَاخْتَنَقَ فِي الْبَحْرِ.) مرقس 5: 11-13
                            كما دمر شجرة التين وجعلها يابسة (19فَنَظَرَ شَجَرَةَ تِينٍ عَلَى الطَّرِيقِ وَجَاءَ إِلَيْهَا فَلَمْ يَجِدْ فِيهَا شَيْئاً إِلاَّ وَرَقاً فَقَطْ. فَقَالَ لَهَا: «لاَ يَكُنْ مِنْكِ ثَمَرٌ بَعْدُ إِلَى الأَبَدِ». فَيَبِسَتِ التِّينَةُ فِي الْحَالِ.) متى 21: 19)، ولم يأت منها ثمر، مما يؤثر على البيئة من حرمانها من زيادة الأُكسجين نهارًا، ولو بقدر بسيط لا يُذكر، من حرمان الطيور والإنسان من الأكل من ثمارها، وحرمان الحيوانات والإنسان والطيور من ظلها.
                            بل أمر بكسر عنق دابة تكفيرًا عن قاتل مجهول: (1«إِذَا وُجِدَ قَتِيلٌ فِي الأَرْضِ التِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَمْتَلِكَهَا وَاقِعاً فِي الحَقْلِ لا يُعْلمُ مَنْ قَتَلهُ 2يَخْرُجُ شُيُوخُكَ وَقُضَاتُكَ وَيَقِيسُونَ إِلى المُدُنِ التِي حَوْل القَتِيلِ. 3فَالمَدِينَةُ القُرْبَى مِنَ القَتِيلِ يَأْخُذُ شُيُوخُ تِلكَ المَدِينَةِ عِجْلةً مِنَ البَقَرِ لمْ يُحْرَثْ عَليْهَا لمْ تَجُرَّ بِالنِّيرِ. 4وَيَنْحَدِرُ شُيُوخُ تِلكَ المَدِينَةِ بِالعِجْلةِ إِلى وَادٍ دَائِمِ السَّيَلانِ لمْ يُحْرَثْ فِيهِ وَلمْ يُزْرَعْ وَيَكْسِرُونَ عُنُقَ العِجْلةِ فِي الوَادِي. .... 7وَيَقُولُونَ: أَيْدِينَا لمْ تَسْفِكْ هَذَا الدَّمَ وَأَعْيُنُنَا لمْ تُبْصِرْ. 8اِغْفِرْ لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيل الذِي فَدَيْتَ يَا رَبُّ وَلا تَجْعَل دَمَ بَرِيءٍ فِي وَسَطِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيل. فَيُغْفَرُ لهُمُ الدَّمُ. 9فَتَنْزِعُ الدَّمَ البَرِيءَ مِنْ وَسَطِكَ إِذَا عَمِلتَ الصَّالِحَ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ.) تثنية 21: 1-9
                            وهذا يتطابق مع الهدف من مجيئه: (34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لِأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا. 35فَإِنِّي جِئْتُ لِأُفَرِّقَ الإِنْسَانَ ضِدَّ أَبِيهِ وَالاِبْنَةَ ضِدَّ أُمِّهَا وَالْكَنَّةَ ضِدَّ حَمَاتِهَا.) متى 10: 34-40
                            وأكَّد يسوع/يهوه إله المحبة تعاليم كره الوالدين والأهل أجمعين بقوله: (وَقَالَ لَهُمْ: 26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا.) لوقا 14: 25-26
                            ثم اقرأ قول يسوع/يهوه فى السيف الذى جاء ليلقيه على الأرض بدلا من السلام: (.. .. يَقُولُ الرَّبُّ: السَّيْفَ لِلْقَتْلِ .. ...) إرمياء 15: 3
                            ويقول: (10مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ.) إرمياء 48: 10
                            ويؤكد محبته للبشرية فيقول: (49«جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ 51أَتَظُنُّونَ أَنِّي جِئْتُ لأُعْطِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ؟ كَلاَّ أَقُولُ لَكُمْ! بَلِ انْقِسَامًا. 52لأَنَّهُ يَكُونُ مِنَ الآنَ خَمْسَةٌ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ مُنْقَسِمِينَ: ثَلاَثَةٌ عَلَى اثْنَيْنِ وَاثْنَانِ عَلَى ثَلاَثَةٍ. 53يَنْقَسِمُ الأَبُ عَلَى الاِبْنِ وَالاِبْنُ عَلَى الأَبِ وَالأُمُّ عَلَى الْبِنْتِ وَالْبِنْتُ عَلَى الأُمِّ وَالْحَمَاةُ عَلَى كَنَّتِهَا وَالْكَنَّةُ عَلَى حَمَاتِهَا».) لوقا 12: 49-53
                            (27أَمَّا أَعْدَائِي أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي».) لوقا 19: 27
                            ولم يشهد له أقرب أقربائه بالنبوة، فقد كذبت أمه واخوته بدعوته: (5لأَنَّ إِخْوَتَهُ أَيْضاً لَمْ يَكُونُوا يُؤْمِنُونَ بِهِ.) يوحنا 7: 5
                            فتنكَّر لها أمام الناس؛ لأنها لم تكن تؤمن برسالته، واعتبر أن كل من يؤمن بدعوته هى أمه واخوته عوضًا عن أسرته الحقيقية التى لم تؤمن به: (46وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُ الْجُمُوعَ إِذَا أُمُّهُ وَإِخْوَتُهُ قَدْ وَقَفُوا خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوهُ. 47فَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «هُوَذَا أُمُّكَ وَإِخْوَتُكَ وَاقِفُونَ خَارِجًا طَالِبِينَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ». 48فَأَجَابَهُ: «مَنْ هِيَ أُمِّي وَمَنْ هُمْ إِخْوَتِي؟» 49ثُمَّ مَدَّ يَدَهُ نَحْوَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ: «هَا أُمِّي وَإِخْوَتِي. 50لأَنَّ مَنْ يَصْنَعُ مَشِيئَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ أَخِي وَأُخْتِي وَأُمِّي».) متى 12: 46-50
                            كما كذب على اخوته، وقال لهم: (8اِصْعَدُوا أَنْتُمْ إِلَى هَذَا الْعِيدِ. أَنَا لَسْتُ أَصْعَدُ بَعْدُ إِلَى هَذَا الْعِيدِ لأَنَّ وَقْتِي لَمْ يُكْمَلْ بَعْدُ». 9قَالَ لَهُمْ هَذَا وَمَكَثَ فِي الْجَلِيلِ. 10وَلَمَّا كَانَ إِخْوَتُهُ قَدْ صَعِدُوا حِينَئِذٍ صَعِدَ هُوَ أَيْضاً إِلَى الْعِيدِ لاَ ظَاهِراً بَلْ كَأَنَّهُ فِي الْخَفَاءِ.) يوحنا 7: 8-10
                            لكن هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قائد ناجح؟ بلا أدنى شك، وإلا كيف قضى على الوثنية فى شبه الجزيرة العربية؟ كيف كوَّن أمة تزعمت العالم علميًا واجتماعيًا وخلقيًا وتربويًا وعسكريًا لمدة ألف سنة؟
                            * * *
                            غ 21- أن يكون هو الإمام والقاضى والقائد بين أتباعه
                            كان الرسول صلى الله عليه وسلم الإمام والقائد والقاضى بين أفراد أمته بعضهم البعض، وبين الأمة وأى أمة أو قبيلة أخرى، فاتفاقات الصلح والهدنة كانت بيديه، وقرارت الحرب كانت فى يديه، فكان نعم القائد، ونعم القاضى، ونعم الإمام.
                            بينما لم يتمتع يسوع بأى من هذه الصفات، فلم يكن قاضيًا، وهذا باعترافه: (13وَقَالَ لَهُ وَاحِدٌ مِنَ الْجَمْعِ: «يَا مُعَلِّمُ قُلْ لأَخِي أَنْ يُقَاسِمَنِي الْمِيرَاثَ». 14فَقَالَ لَهُ: «يَا إِنْسَانُ مَنْ أَقَامَنِي عَلَيْكُمَا قَاضِياً أَوْ مُقَسِّماً؟» 15وَقَالَ لَهُمُ: «انْظُرُوا وَتَحَفَّظُوا مِنَ الطَّمَعِ فَإِنَّهُ مَتَى كَانَ لأَحَدٍ كَثِيرٌ فَلَيْسَتْ حَيَاتُهُ مِنْ أَمْوَالِهِ».) لوقا 12: 13-15
                            ولم يرتضى أن يكون ملكًا يومًا من الأيام، لأنه علمهم أن ابن الإنسان، المسِّيِّا، المعزى، البيركليت، إلياء، المسيح الرئيس،هو زعيمهم، وهو قائدهم ومعلمهم: (15وَأَمَّا يَسُوعُ فَإِذْ عَلِمَ أَنَّهُمْ مُزْمِعُونَ أَنْ يَأْتُوا وَيَخْتَطِفُوهُ لِيَجْعَلُوهُ مَلِكاً انْصَرَفَ أَيْضاً إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ.) يوحنا 6: 19
                            بل كان يدفع الجزية لقيصر صاغرًا: (فَقَالَ لَهُمْ: «أَعْطُوا إِذاً مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلَّهِ لِلَّهِ».) متى 22: 21
                            ولم يعطل يومًا من الأيام عملية جباية الجزية: (24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: «أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟» 25قَالَ: «بَلَى». فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأَجَانِبِ؟» 26قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «مِنَ الأَجَانِبِ». قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. 27وَلَكِنْ لِئَلَّا نُعْثِرَهُمُ اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَوَّلاً خُذْهَا وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ».) متى 17: 24-27
                            وإلى الآن لم نر علامة من علامات النبوة إلا وقد تطابقت تمام الانطباق على محمد صلى الله عليه وسلم، ومعظمها لا تنطبق على يسوع، بل تنفى عنه النبوة.
                            * * *
                            غ 22- أن يكون لديه ثقة تامة لا تتزعزع فى نصر الله له:
                            3ففى الموقف الأول: لمّا ذهب هو وصاحبه أبو بكر الصديق في طريق الهجرة وأدركهما سُراقة بن مالك على فرس، كانت أقدام فرسه تسيخ تأييداً من الله لنبيه وكفاً للأذى عنه.. ولما عجزسراقة عن اقتحام أسوار القدرة الإلهية، غلبت الفطرة على الوثنية؛ فما كان منه إلا أن أظهر نداء الفطرة.. نداء الحق... إنه دين الإسلام، ثم وعده الرسول- صلى الله عليه وسلم- في قوله: ((كيف بك إذا لبست سواري كسرى (لقد قالها وهو مُطارد، قبل أن يتمكن من النصر فى أى معركة!!) وسُراقة وراءه في الظرف الحرج، والكفار يتربصون به يطلبون دمه - صلى الله عليه و سلم- وقد وضعوا الجائزة العظيمة لمن يأتي به حياً أو ميتاً، ثم يقول: (كيف بك إذا لبست سواري كسرى) إنه أمر غريب وبعيد عن الذهن البشري العادي!! إنه شيء بعيد للغاية لا يُمكن أن يفكر فيه ضعيف الإيمان أبداً في تلك اللحظة.
                            فما أعظم ثقته - صلى الله عليه وسلم- بخضوع الآفاق لمنهجه الحق في موقفه مع سراقة بن مالك الذي خرج مطاردًا له، وقد أوشك أن يدركه، لولا أن ساخت أقدام فرسه في الرمال مرة بعد مرة، وهنا ينادي سراقة طالبًا الأمان من رسول الله-صلى الله عليه وسلم- فيعطيه ما طلب، ويزيده وعدًا بالفوز بسواري كسرى، عندما تَفتح إيوانَه كتائبُ التوحيد في أمد ليس ببعيد. وقد أطال الله فى عُمر سراقة، وهى نبوءة لم يكن لمحمد صلى الله عليه وسلم ليغامر بها، لولا أنه رسول الله حقًا، وقد أبلغه الله تعالى هذا الوعد الذى قاله لسراقة. فلما فتح سعد بن أبي وقاص المدائن في زمن خلافة عمر بن الخطاب، أرسل سواري كسرى وتاجه ضمن الغنائم إلى الخليفة فتحقق لسراقة وعد النبي له حيث ألبسه عمر سواري كسرى.
                            3وفى الموقف الثانى: وها هو حبيبنا وقدوتنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع صاحبه في الغار، وقد أطبقت عليهما جحافل الحنق المحموم، وهما أعزلان، ولا مهرب لهما ولا حيلة، وهنا يهمس الصديق -رضي الله عنه- متحسرًا مشفقًا (يا رسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا). فتنبعث نبرات الثقة من القلب الموقن بمعية الله، (يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا) وعندئذ تتجلى قدرة ذي العزة والجبروت فيرد قوى الشر والبغي هذه بأوهى الأسباب، بخيوط العنكبوب، ويسجل القرآن هذا الموقف بقوله تعالى: ﴿إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (التوبة:40)
                            3والموقف الثالث: ونلحظ هذه الثقة كذلك في موقف آخر حين كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أثناء غزوة غطفان، مستلقيًا في ظل شجرة، في سلام وسكينة، فجاء رجل يُدعى غورث بن الحارث ظهر فجأة ممتشقًا سيفه وملوحًا به يريد قتله-صلى الله عليه وسلم- فقال: من يمنعك مني؟! قال: الله عز وجل. فسقط السيف من يده، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: من يمنعك مني؟ قال: كن خير آخذ. قال: أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال: لا، ولكن أعاهدك على أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قوم يقاتلونك , فخلى سبيله فأتى قومه فقال: جئتكم من عند خير الناس. رواه البخاري ومسلم وأحمد واللفظ له.
                            3والموقف الرابع فى صلح الحديبية: وبهذا الصلح دخلت قبيلة خزاعة في عهد المسلمين ودخلت قبيلة بني بكر في عهد المشركين، وقبل أن يوقع الرسول - صلى الله عليه وسلم - على كتاب الصلح إذا بأبي جندل بن سهيل بن عمرو يأتي مسلمًا، فلما رآه أبوه سهيل؛ قام إليه فضرب وجهه، وأخذ بثيابه، ثم قال: يا محمد، قد لجت القضية (أي حسمت) بيني وبينك قبل أن يأتي هذا. قال: صدقت.
                            فأخذ سهيل يجر ابنه ليرده إلى قريش، وجعل أبو جندل يصرخ بأعلى صوته: يا معشر المسلمين، أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - : (يا أبا جندل، اصبر واحتسب، فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجًا ومخرجًا، إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحًا وأعطيناهم على ذلك، وأعطونا عهد الله، وإنا لا نغدر بهم) _ [ابن إسحاق] وغضب المسلمون من هذا الصلح، فقد بَدَت الشروط في أعينهم ظالمة، فقال لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - : (أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره، ولن يُضَيِّعني) [البخاري].
                            3والموقف الخامس: فحين أغارت قريش على المسلمين في المدينة في غزوة الأحزاب فحاصروا المسلمين واشتد الكرب حتى غمز المنافقون المسلمين، وطعنوا في وعد رسول الله بالتمكين فقالوا: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر وأحدنا لا يأمن أن يقضي حاجته، لكن المؤمنين كان لهم موقف آخر سطره القرآن وأشاد به، فقال الله عز وجل: (وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) الأحزاب: 22
                            وكان النبي في هذا الوقت العصيب يبشرهم بأمر عظيم! قال البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول الله، فجاء وأخذ المعول فقال: (بسم الله، ثم ضرب ضربة، وقال: الله كبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر إلى قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال: الله كبر، أعطيت فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الآن، ثم ضرب الثالثة فقال: بسم الله فقطع بقية الحجر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر صنعاء من مكاني).
                            نقارن ثقة الرسول صلى الله عليه وسلم بالله، بما أبداه يسوع من فقدان الثقة بإلهه: لقد علم يسوع أنه سيقتل، وذهب إلى ضيعة جثيمانى، وهناك اشتد فى العبادة والدعاء والسجود لله تضرعًا داعيًا إياه أن ينقذه من كأس الموت هذا: (36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي فَقَالَ لِلتَّلاَمِيذِ: «اجْلِسُوا هَهُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ». 37ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ. 38فَقَالَ لَهُمْ: «نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. امْكُثُوا هَهُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي». 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». 40ثُمَّ جَاءَ إِلَى التَّلاَمِيذِ فَوَجَدَهُمْ نِيَاماً فَقَالَ لِبُطْرُسَ: «أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ 41اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلَّا تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ. أَمَّا الرُّوحُ فَنَشِيطٌ وَأَمَّا الْجَسَدُ فَضَعِيفٌ». 42فَمَضَى أَيْضاً ثَانِيَةً وَصَلَّى قَائِلاً: «يَا أَبَتَاهُ إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ».) متى 26: 36-42
                            ثم انظر إلى صرخة اليأس والقنوط من رحمة الله، وعدم تقبل دعائه، لقد عاتب يسوع ربه سائلا إياه: (46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي إِيلِي لَمَا شَبَقْتَنِي» (أَيْ: إِلَهِي إِلَهِي لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟)) متى 27: 47
                            وعلى الرغم من أن عدم استجابة الرب لدعاء يسوع يقدح فى نبوته، وفى حب الله له، كما قال فى المزامير: (2أَقُولُ لِلرَّبِّ: [مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلَهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ]. 3لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. 4بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. ............ 9لأَنَّكَ قُلْتَ: [أَنْتَ يَا رَبُّ مَلْجَإِي]. جَعَلْتَ الْعَلِيَّ مَسْكَنَكَ 10لاَ يُلاَقِيكَ شَرٌّ وَلاَ تَدْنُو ضَرْبَةٌ مِنْ خَيْمَتِكَ. 11لأَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ فِي كُلِّ طُرْقِكَ. 12عَلَى الأَيْدِي يَحْمِلُونَكَ لِئَلاَّ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ. 13عَلَى الأَسَدِ وَالصِّلِّ تَطَأُ. الشِّبْلَ وَالثُّعْبَانَ تَدُوسُ. 14لأَنَّهُ تَعَلَّقَ بِي أُنَجِّيهِ. أُرَفِّعُهُ لأَنَّهُ عَرَفَ اسْمِي. 15يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبُ لَهُ. مَعَهُ أَنَا فِي الضِّيقِ. أُنْقِذُهُ وَأُمَجِّدُهُ. 16مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ وَأُرِيهِ خَلاَصِي) مزامير 91: 2-16
                            إلا أننى سأكون أمينًا، وأذكر نص الرسالة إلى العبرانيين، والذى يقول إن الله استجاب لدعاء يسوع، وأنقذه من الموت، وهذا النص لا يتكلم أحد به، لأنه يهدم العقيدة المسيحية القائمة على الصلب والفداء: (7الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،) عبرانيين 5: 7
                            كذلك النص الآخر الذى يُظهر مدى ثقة يسوع بنصر الله له، وأنه لن يقبض عليه اليهود ولن يعذبوه أو يقتلوه: (32سَمِعَ الْفَرِّيسِيُّونَ الْجَمْعَ يَتَنَاجَوْنَ بِهَذَا مِنْ نَحْوِهِ فَأَرْسَلَ الْفَرِّيسِيُّونَ وَرُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ خُدَّاماً لِيُمْسِكُوهُ. 33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».) يوحنا 7: 32-34
                            والنص الثالث الذى يخبرهم بنصر الله له، ورفعه إلى السماء دون أن يلقى ذل أو هوان أو موت، وأن الذىسيُصلب هو شخص آخر، يظنون أنه يسوع، ويموتون على هذه الخطية، وهذا الظن: (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» .... «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. 24فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ». ... «أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ. 26إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ». ... «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. 29وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ».) يوحنا 8: 21-29
                            وإذا كنت تؤمن أن يسوع كان من الصديقين، القريبين من الرب، فكيف يُخلف الرب وعده، ويتركه يُصلب؟ (15عَيْنَا الرَّبِّ نَحْوَ الصِّدِّيقِينَ وَأُذُنَاهُ إِلَى صُرَاخِهِمْ. 16وَجْهُ الرَّبِّ ضِدُّ عَامِلِي الشَّرِّ لِيَقْطَعَ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ. 17أُولَئِكَ صَرَخُوا وَالرَّبُّ سَمِعَ وَمِنْ كُلِّ شَدَائِدِهِمْ أَنْقَذَهُمْ. 18قَرِيبٌ هُوَ الرَّبُّ مِنَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ. 19كَثِيرَةٌ هِيَ بَلاَيَا الصِّدِّيقِ وَمِنْ جَمِيعِهَا يُنَجِّيهِ الرَّبُّ. 20يَحْفَظُ جَمِيعَ عِظَامِهِ. وَاحِدٌ مِنْهَا لاَ يَنْكَسِرُ. 21الشَّرُّ يُمِيتُ الشِّرِّيرَ وَمُبْغِضُو الصِّدِّيقِ يُعَاقَبُونَ. 22الرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ وَكُلُّ مَنِ اتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ) مزامير 34: 15-22
                            وأنت الآن عزيزى المسيحى بين ثلاثة اختيارات:
                            1- إمَّا أن يكون يسوع رجل شرير، فتركه الرب يُصلب ولم ينقذه، وعلى ذلك فإن يسوع ليس بإله. وغير جدير بالعبادة. فعليك تركه والبحث عن رب آخر غيره صادق فى وعوده.
                            2- وإمَّا أن يكون قد أنقذه ولم يقع الصلب. ويكون الصلب عند المؤمنين به جهالة. وبالتالى فكتابك محرف، وأنت فى ضلال الوثنية التى تؤمن أن الإله نزل وتجسد، وصلب مضحيًا بنفسه من أجل أن يغفر للبشرية خطيئة حواء. وعليك أن تترك هذا الدين وهذا الكتاب وتبحث عن الحق.
                            3- وإمَّا أن يكون الرب كاذبًا، فعليك تركه وترك كتابه، وابحث لك عن رب غيره.
                            * * *
                            غ 23- أن يكون أمينًا فى نقل كل ما يُوحى إليه، حتى لو كان عتاب له، أو عدم موافقة لرأيه
                            فقد عاتب الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم فى عدة مواضع عتاب الحبيب لحبيبه، وهو من دواع فخر النبى صلى الله عليه وسلم، فقد قال: (أدبنى ربى فأحسن تأديبى):
                            1- (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا * إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) سورة الكهف 23-24
                            وكان سبب ذلك أَنَّ الْكُفَّارَ سَأَلُوا النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنِ الرُّوحِ، وَعن أَصْحَابِ الْكَهْفِ، وعن َذِي الْقَرْنَيْنِ، فَقَالَ لَهُمْ: سَأُخْبِرُكُمْ غَدًا، وَلَمْ يَقُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، فَعَاتَبَهُ رَبُّهُ بِعَدَمِ تَفْوِيضِ الْأَمْرِ إِلَيْهِ، وَعَدَمِ تَعْلِيقِهِ بِمَشِيئَتِهِ - جَلَّ وَعَلَا - فَتَأَخَّرَ عَنْهُ الْوَحْيُ, ثُمَّ عَلَّمَهُ اللَّهُ فِي الْآيَةِ الْأَدَبَ مَعَهُ، فِي قَوْلِهِ: (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ) ثُمَّ قَالَ لِنَبِيِّهِ: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ) يَعْنِي إِنْ قُلْتَ سَأَفْعَلُ كَذَا غَدًا، ثُمَّ نَسِيتَ أَنْ تَقُولَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ تَذَكَّرْتَ بَعْدَ ذَلِكَ، فَاذْكُرْ رَبَّكَ، أَيْ قُلْ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ، أَيْ لِتَتَدَارَكَ بِذَلِكَ الْأَدَبَ مَعَ اللَّهِ الَّذِي فَاتَكَ عِنْدَ وَقْتِهِ، بِسَبَبِ النِّسْيَانِ، وَتَخْرُجَ مِنْ عُهْدَةِ النَّهْيِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ. الشنقيطي: أضواء البيان 7/266.
                            2- كذلك عاتبه الله تعالى حينما أذن لبعض المنافقين بالتخلف عن غزوة تبوك، فعاتبه ربه بقوله: (عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ) سورة التوبة 43.
                            3- وكذالك عاتبه الله عتابًا شديدًا حينما قال له: (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ). سورة التحريم 1-2.
                            قيل السبب أنه كان صلى الله عليه وسلم يشرب عسل المغافيرعند زينب بنت جحش، فتواطأت عائشة وحفصة أن تقولا له إذا دخل عليهما إنا نجد منك ريح مغافير فحرم النبي صلى الله عليه وسلم العسل على نفسه فأنزل الله هذه الآيات. تفسير ابن كثير 8/161, تفسير القرطبي 10/312, فتح القدير للشوكاني 5/348 البخاري (5431).
                            وقال الواحدي: قال المفسرون: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت حفصة فزارت أباها، فلما رجعت أبصرت مارية في بيتها مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم تدخل حتى خرجت مارية ثم دخلت، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في وجه حفصة الغيرة والكآبة قال لها: لا تخبري عائشة ولك علي أن لا أقربها أبداً، فأخبرت حفصة عائشة وكانت متصافيتين، فغضبت عائشة ولم تزل بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى حلف أن لا يقرب مارية، فأنزل الله هذه السورة.
                            فلو كان القرآن قد حرف أو بدل – وحاشاه –، أو كان محمد صلى الله عليه وسلم يدعى النبوة، لما بقيت فيه هذه الآيات البينات الناصعات, وما كان ادعاها من الأساس. الأمر الذى يؤكد نبوته وصدق إيمانه، وأمانته القصوى فى التبليغ.
                            4- اقرأ العتاب الشديد للرسول صلى الله عليه وسلم على حكمه على رجل يهودى بريء، ورطه أحد المسلمين السارقين لدرع، قال الله تعالى لرسوله: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا * وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا * يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا * هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا * وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء 105-113
                            قال ابنُ عبَّاس: نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَار يُقالُ لَهُ طُعْمَةُ بْنُ أبَيْرِق؛ سَرَقَ دِرْعاً مِنْ جَارٍ لَهُ يقالُ لَهُ: قتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ، وَكَانَتِ الدِّرْعِ فِي غِرَارَةٍ وَجِرَابٍ فِيْهِ دَقِيْقٌ، فَانْتَثَرَ الدَّقِيْقُ مِنَ الْمَكَانِ الَّّذِي سَرَقَهُ إلَى بَاب مَنْزِلِهِ، فَفُطِنَ بهِ أنَّهُ هُوَ السَّارِقُ؛ فَمَضَى بالدِّرْعِ إلَى يَهُودِيٍّ يُقَالُ لَهُ زَيْدُ بْنُ السَّمِينِ فَأَوْدَعَهُ إيَّاهَا، فَالْتُمِسَتِ الدَّرْعُ عِنْدَ طُعْمَةَ فَلَمْ تُوجَدْ عِنْدَهُ، فَحَلَفَ لَهُمْ مَا أخَذهَا وَلاَ لَهُ عِلْمٌ، فَقَالَ أصْحَابُ الدِّرْعِ: لَقَدْ أدْلَجَ عَلَيْنَا وَأخَذهَا، وَطَلَبْنَا أثَرَهُ حَتَّى دَخَلْنَا دَارَهُ، وَلَقِيْنَا الدَّقِيْقَ مُنْتَثِراً، فَلَمَّا حَلَفَ تَرَكُوهُ وَاتَّبَعُواْ أثَرَ الدَّقِيْقِ حَتَّى انْتَهَوا إلَى مَنْزِلِ الْيَهُودِيِّ وَطَلَبُوهُ، فَقَالَ : دَفَعَهَا إلَيَّ طُعْمَةُ بْنُ أبَيْرِق، وَشَهِدَ لَهُ نَاسٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى ذلِكَ، فَقَالَ قَوْمُ طُعْمَةَ : انْطَلِقُواْ إلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنُكَلِّمُهُ فِي صَاحِبنَا نُعذُرُهُ وَنَتَجَاوَزُ عَنْهُ، فَإنَّ صَاحِبَنَا بَرِيْءٌ مَعْذُورٌ. فَأَتَواْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانُواْ أهْلَ لِسَانٍ وَبَيَانٍ، فَسَأَلُوهُ أنْ يَعْذُرَهُ عِنْدَ النَّاسِ؛ فَهَمَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يَعْذُرَهُ وَيُعَاقِبَ الْيَهُودِيَّ، فَأَنْزَلَ اللهُ هَذِهِ الآيَةَ. انظر: تفسير الطبري 9/182, تفسير الرازي 5/369, تفسير ابن كثير 2/405.
                            5- وعاتبه أيضًا فى رجل فقير أعمى، جاءه يريد تعلم الإسلام، وقت انشغال الرسول صلى الله عليه وسلم فى دعوة كبراء قريش: (عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى * أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى * وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى * كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ) سورة عبس 1-12
                            فهذه الحادثة نزلت في عبد الله بن أم مكتوم الأعمى الفقير؛ الذي أعرض عنه الرسول عليه الصلاة والسلام لانشغاله مع كبراء قريش، لعلهم يسلمون ويسلم معهم من يتبعهم، وهذا الفعل لم يقصد به النبي صلى الله عليه وسلم أي انحياز طبقي بين الغني أو الفقير، ولكنه ظن أن بإسلام كبراء قريش، يسلم معهم من يتبعهم من قبائلهم، وسوف يكون هذا مؤثرا في الدعوة أكثر من إسلام الرجل البسيط، وهذا العتاب من حب الله تعالى لرسوله ولطفه به، لأنه يعلم أنه لم يعرض عن الأعمى تكبرا، وإنما حرصه الشديد على إسلام صناديد قريش وزعمائها ما هو إلا عزة للإسلام والمسلمين.
                            فلو كان النبي صلى الله عليه وسلم غير أمين على الوحي – وحاشاه – لأخفي هذه الآيات التي فيها لوم شديد له.
                            هل من الممكن أن يخطىء الرب ولو خطأ واحدًا؟
                            لا يمكننا أن نتكلم عن وحى أنزله الله تعالى على يسوع، لأنهم لا يؤمنون بوحى أنزله الله على يسوع، بل يؤمنون بوحى بثه الروح القدس فى روع الكتبة، وكل منهم كتب بأسلوبه، وتبعًا لفهمه. لذلك كان من الموضوعى أن نتكلم عن صدق وحى ارتضاه يسوع بعد أن أنزله فى الكتاب الذى يرتضيه. ونسوق عدة أمثلة بسيطة من العهد القديم، وما يسمونه بالعهد الجديد:
                            1- لقد خلق الله الشمس والقمر فى اليوم الرابع لفصل الليل عن النهار ولإنارة الأرض (تكوين 1: 14). فكيف جاء الليل والنهار إلى اليوم الرابع دون وجود شمس وقمر؟
                            2- يقول الكتاب: (1فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. 3وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ» فَكَانَ نُورٌ. 4وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. 5وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً.)
                            فمن أين جاءت هذه الأنوار ولم يكن الله قد خلق الشمس بعد؟
                            3- (فمات موسى هناك..ودفنه الرب هناك. ولم يعرف انسان قبره إلى اليوم. وكان موسى ابن مئة وعشرين سنة حين مات.) تثنية 34: 5
                            فهل كتب موسى سفر التثنية بعد وفاته؟ وهل عرف أين دفنوه قبل أن يموت؟ وهل تأكد بعد مرور سنوات من وفاته أنه لم يعرف أحد قبره إلى الآن؟ أليس هذا دليل عند كل العقلاء أن الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم قد كتبها موسى؟ ألا يدل قول النص السابق (ولم يعرف انسان قبره إلى اليوم.) أن هذه النصوص كتبت فيما بعد بزمن ، يسمح للكاتب أن يقول كلمة (إلى اليوم
                            4- (11وَقَالَ اللهُ: «لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً وَشَجَراً ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَراً كَجِنْسِهِ بِزْرُهُ فِيهِ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 12فَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ عُشْباً وَبَقْلاً يُبْزِرُ بِزْراً كَجِنْسِهِ وَشَجَراً يَعْمَلُ ثَمَراً بِزْرُهُ فِيهِ كَجِنْسِهِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 13وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً ثَالِثاً.) تكوين 1: 11-13
                            فكيف أنبت الله النبات قبل خلق الشمس؟ أكيد لم يعرف الكاتب أهمية الشمس فى البناء الضوئى.
                            فالعلم الحديث اليوم ينتقد ظهور النباتات فى نفس الوقت الذى ظهر فيه الإنسان على الأرض. فقد ظهر الإنسان على الأرض بعد وقت طويل جداً من وجود النباتات عليها. مع العلم بأننا لا نعرف على وجه اليقين كم من مئات الملايين من السنين كانت قد مضت بين ظهور الحدثين.
                            5- متى خلق الله الإنسان؟ هل خلقه فى اليوم الخامس كما فى (تكوين 1: 24-26) أم خلقه بعد اليوم السابع كما فى (تكوين 2: 1-7)؟
                            (23وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً خَامِساً. 24وَقَالَ اللهُ: «لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا». وَكَانَ كَذَلِكَ. 25فَعَمِلَ اللهُ وُحُوشَ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا وَالْبَهَائِمَ كَأَجْنَاسِهَا وَجَمِيعَ دَبَّابَاتِ الأَرْضِ كَأَجْنَاسِهَا. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. 26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.) تكوين 1: 24-26
                            (1فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. 2وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. 3وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقاً. ... 5كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ لأَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ. 6ثُمَّ كَانَ ضَبَابٌ يَطْلَعُ مِنَ الأَرْضِ وَيَسْقِي كُلَّ وَجْهِ الأَرْضِ. 7وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ تُرَاباً مِنَ الأَرْضِ وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْساً حَيَّةً.) تكوين 2: 1- 7
                            6- متى خلق الله الشجر؟ وما احتياج الشجر للمطر طالما الأرض كانت مغمورة بالماء؟
                            فى اليوم الخامس: (وَقَالَ اللهُ: «إِنِّي قَدْ أَعْطَيْتُكُمْ كُلَّ بَقْلٍ يُبْزِرُ بِزْراً عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ وَكُلَّ شَجَرٍ فِيهِ ثَمَرُ شَجَرٍ يُبْزِرُ بِزْراً لَكُمْ يَكُونُ طَعَاماً.) تكوين 1: 29
                            بعد اليوم السابع: (5كُلُّ شَجَرِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ فِي الأَرْضِ وَكُلُّ عُشْبِ الْبَرِّيَّةِ لَمْ يَنْبُتْ بَعْدُ لأَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ لَمْ يَكُنْ قَدْ أَمْطَرَ عَلَى الأَرْضِ وَلاَ كَانَ إِنْسَانٌ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ.) تكوين 2: 5
                            7- هل سمعتم أن الغنم تتوحم؟
                            (37فَأَخَذَ يَعْقُوبُ لِنَفْسِهِ قُضْبَاناً خُضْراً مِنْ لُبْنَى وَلَوْزٍ وَدُلْبٍ وَقَشَّرَ فِيهَا خُطُوطاً بِيضاً كَاشِطاً عَنِ الْبَيَاضِ الَّذِي عَلَى الْقُضْبَانِ. 38وَأَوْقَفَ الْقُضْبَانَ الَّتِي قَشَّرَهَا فِي الأَجْرَانِ فِي مَسَاقِي الْمَاءِ حَيْثُ كَانَتِ الْغَنَمُ تَجِيءُ لِتَشْرَبَ تُجَاهَ الْغَنَمِ لِتَتَوَحَّمَ عِنْدَ مَجِيئِهَا لِتَشْرَبَ. 39فَتَوَحَّمَتِ الْغَنَمُ عِنْدَ الْقُضْبَانِ وَوَلَدَتِ الْغَنَمُ مُخَطَّطَاتٍ وَرُقْطاً وَبُلْقاً.) تكوين 30: 37-39
                            هل يمكنك أيها السيد رشيد أن تقف وسط أناس ذوى علم، وتقرأ عليهم هذا النص، الذى يحكى عن توحم الغنم؟
                            لن تستطيع. وهذا لأن إيمانك يعتبر هذا الكلام هراء! ولن تسلم من تهكم السامعين عليك! فهل هذا يعنى علمياً إلا أن هذا الكتاب ليس كلام الله؟
                            8- يقول سفر التكوين: (9فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟» 10فَقَالَ: «مَاذَا فَعَلْتَ؟ صَوْتُ دَمِ أَخِيكَ صَارِخٌ إِلَيَّ مِنَ الأَرْضِ. 11فَالْآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ! 12مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهاً وَهَارِباً تَكُونُ فِي الأَرْضِ». 13فَقَالَ قَايِينُ لِلرَّبِّ: «ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ. 14إِنَّكَ قَدْ طَرَدْتَنِي الْيَوْمَ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ وَمِنْ وَجْهِكَ أَخْتَفِي وَأَكُونُ تَائِهاً وَهَارِباً فِي الأَرْضِ فَيَكُونُ كُلُّ مَنْ وَجَدَنِي يَقْتُلُنِي». 15فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «لِذَلِكَ كُلُّ مَنْ قَتَلَ قَايِينَ فَسَبْعَةَ أَضْعَافٍ يُنْتَقَمُ مِنْهُ». وَجَعَلَ الرَّبُّ لِقَايِينَ عَلاَمَةً لِكَيْ لاَ يَقْتُلَهُ كُلُّ مَنْ وَجَدَهُ. 16فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ.) تكوين 4: 9-16
                            مِن مَن خاف قايين؟ أن يقتله أحد يلاقيه؟ كيف ولم يُخلَق غيره هو وأخته ووالديه؟ ومما يزيدنى دهشة هو أن الرب عاقبه وطرده من رحمته ، ثم فرض حماية مشددة عليه لحمايته. فكيف يكون هذا عقاباً؟ يحميه الرب بالرغم من أن منطق الرب: (23وَإِنْ حَصَلَتْ أَذِيَّةٌ تُعْطِي نَفْساً بِنَفْسٍ 24وَعَيْناً بِعَيْنٍ وَسِنّاً بِسِنٍّ وَيَداً بِيَدٍ وَرِجْلاً بِرِجْلٍ 25وَكَيّاً بِكَيٍّ وَجُرْحاً بِجُرْحٍ وَرَضّاً بِرَضٍّ.) خروج 21: 23-24
                            والذى يحيرنى هو أن الرب جعل له علامة لكى لا يقتله أحد. أولاً لمن العلامة ولم يُخلق غيرهم؟ والعلامة لابد أن تكون واضحة، وظاهرة، فلو افترضنا وجود مخلوقات أخرى، لسألوا عن سبب هذه العلامة، ولو أخبرهم لحاول واحد فى المائة أن ينبذه أو يقتله، وفى هذه الحالة تكون العلامة ليس لحمايته، بل للقضاء عليه.
                            ثم كيف تكون علامة لكى لا يُقتل؟ وما هى شكلها؟ هل كان مكتوب عليها لا تقتل صاحب هذه العلامة؟ وهل كان أحد وقتها يعرف الكتابة والقراءة؟ هل تتخيل أن الإنسان يضع علامة مميزة لبيت معين دون كل بيوت المنطقة لكى لا يُسرَق؟ ولو افترضنا إمكانية حدوث هذا ، لكان لزاماً علينا أن نعتقد أن الرب الذى ميَّزَ منزلاً معيناً دون الباقين ، سمح أو قرر بسرقة باقى المنازل! بمعنى أن الرب منع كل الناس (غير الموجودين) من قتل قايين ، وسمح بقتل باقى البشر! وهذا يتنافى مع العدل الإلهى والرحمة الربانية.
                            ولو افترضنا أنّ المخلوقات الأخرى هى الأجيال التى سينجبها قايين، ففى هذه الحالة لو قال لهم عن سبب هذه العلامة، لخرجت أجيال تُشبه أباها فى القتل والبطش وسفك الدماء. ولو كذب عليها، لما ندمَ على عمله هذا وقال للرب (ذَنْبِي أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يُحْتَمَلَ).
                            النقطة الأخيرة قول الكتاب: (16فَخَرَجَ قَايِينُ مِنْ لَدُنِ الرَّبِّ وَسَكَنَ فِي أَرْضِ نُودٍ شَرْقِيَّ عَدْنٍ.) تكوين 4: 16 ، فكيف خرج من لدن الرب؟ هل الرب غير موجود فى عدن؟ أم هل كان يسكن الرب معهم فغادر كهفه هارباً منه؟
                            أما رد قايين على الرب: (9فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟» فَقَالَ: «لاَ أَعْلَمُ! أَحَارِسٌ أَنَا لأَخِي؟») ، يعكس منتهى سوء الأدب من عبد لربه، واستهتاره به، فلماذ لم يعلق الكتاب المقدس على سوء الأدب هذا، ليتعلم أتباع هذا الكتاب أن سوء الأدب مع الرب يُعاقب عليه العبد. وإلا فأين القدوة هنا؟ وما الغرض من ذكر هذه القصة دون تبيان عاقبة المذنب؟
                            والأغرب أن قايين لا يعرف قدرة الرب وعلمه بما يحدث على الأرض، فظن قايين أن الرب لا يعرف أنه قتل أخاه، وبالتالى حاول أن يضلله،وقال له إنه لا يعرف مكانه.
                            9- يقول الدكتور القس منيس عبد النور فى كتابه (شبهات وهمية حول الكتاب المقدس) تحت عنوان (كتب الأبوكريفا): (5)) في أسفار الأبوكريفا أخطاء تاريخية، منها أن نبو بلاسر دمَّر نينوى (طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذنصر، وقال إن سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن الثامن ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م، وقت شلمنأصر. وقال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1:18) مع أن والد سنحاريب هو سرجون. وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 أن عظام يوسف بن يعقوب «افتُقدت، وبعد موته تنبأت«.)

                            تعليق

                            • abubakr_3
                              مُشرِف

                              • 15 يون, 2006
                              • 849
                              • موظف
                              • مسلم

                              #44
                              رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                              10- ماذا ستفعل أيها المسيحى الفاضل المربى لو اقترح عليك ابنك أن يضحى بشرف أمه (زوجتك) من أجل البحث عن عمل، أو القبول فى وظيفة ما؟
                              أعتقد أن أقل ما ستفعله أنك ستطرده إلى الشارع بعد أن تكيل له من كل أنواع السب والضرب. أليس كذلك؟ فأنت رجل شريف ومحترم، ولست ديوثاً.
                              لكن ماذا سيكون رد فعلك لو علمت أن ابنك يتمسك بتعاليم الكتاب المقدس فى ذلك؟ سيقول لك: ألم يفعل ذلك أبو الأنبياء إبراهيم؟ هل تريد أن تكون أفضل من أبى الأنبياء يا أبى؟ إن الكتاب المقدس يحكى ذلك، ونقدسه!!
                              اقرأ يا أبى: نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويضحى بشرفه وشرف زوجته سارة خوفاً على نفسه من القتل ولتحقيق مكاسب دنيوية، ويأمر زوجته بالكذب: (11وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ.12فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ:هَذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوُا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدّاً. 15وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ 16فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْراً بِسَبَبِهَا وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ.) تكوين 12: 11-16
                              اقرأ يا أبى: نبى الله إبراهيم لا يخشى الله ويقبل التضحية بشرفه وشرف زوجته سارة، ولم يتعلم من الدرس الذى أخذه من حكايته مع فرعون: (1وَانْتَقَلَ إِبْرَاهِيمُ مِنْ هُنَاكَ إِلَى أَرْضِ الْجَنُوبِ وَسَكَنَ بَيْنَ قَادِشَ وَشُورَ وَتَغَرَّبَ فِي جَرَارَ. 2وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَنْ سَارَةَ امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي». فَأَرْسَلَ أَبِيمَالِكُ مَلِكُ جَرَارَ وَأَخَذَ سَارَةَ. 3فَجَاءَ اللهُ إِلَى أَبِيمَالِكَ فِي حُلْمِ اللَّيْلِ وَقَالَ لَهُ: «هَا أَنْتَ مَيِّتٌ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَخَذْتَهَا فَإِنَّهَا مُتَزَوِّجَةٌ بِبَعْلٍ». 4وَلَكِنْ لَمْ يَكُنْ أَبِيمَالِكُ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيْهَا. فَقَالَ: «يَا سَيِّدُ أَأُمَّةً بَارَّةً تَقْتُلُ؟ 5أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي إِنَّهَا أُخْتِي وَهِيَ أَيْضاً نَفْسُهَا قَالَتْ هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هَذَا». 6فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هَذَا. وَأَنَا أَيْضاً أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا. 7فَالْآنَ رُدَّ امْرَأَةَ الرَّجُلِ فَإِنَّهُ نَبِيٌّ فَيُصَلِّيَ لأَجْلِكَ فَتَحْيَا. وَإِنْ كُنْتَ لَسْتَ تَرُدُّهَا فَاعْلَمْ أَنَّكَ مَوْتاً تَمُوتُ أَنْتَ وَكُلُّ مَنْ لَكَ». 8فَبَكَّرَ أَبِيمَالِكُ فِي الْغَدِ وَدَعَا جَمِيعَ عَبِيدِهِ وَتَكَلَّمَ بِكُلِّ هَذَا الْكَلاَمِ فِي مَسَامِعِهِمْ. فَخَافَ الرِّجَالُ جِدّاً. 9ثُمَّ دَعَا أَبِيمَالِكُ إِبْرَاهِيمَ وَقَالَ لَهُ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِنَا وَبِمَاذَا أَخْطَأْتُ إِلَيْكَ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيَّ وَعَلَى مَمْلَكَتِي خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟ أَعْمَالاً لاَ تُعْمَلُ عَمِلْتَ بِي!». 10 وَقَالَ أَبِيمَالِكُ لإِبْرَاهِيمَ: «مَاذَا رَأَيْتَ حَتَّى عَمِلْتَ هَذَا الشَّيْءَ؟» 11فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «إِنِّي قُلْتُ: لَيْسَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ خَوْفُ اللهِ الْبَتَّةَ فَيَقْتُلُونَنِي لأَجْلِ امْرَأَتِي. 12وَبِالْحَقِيقَةِ أَيْضاً هِيَ أُخْتِي ابْنَةُ أَبِي غَيْرَ أَنَّهَا لَيْسَتِ ابْنَةَ أُمِّي فَصَارَتْ لِي زَوْجَةً.) تكوين 20: 1-12
                              ما رأيك يا أبى؟ فلم يكتفِ بعمل ذلك مرة واحدة، بل حاول تكرارها مرة أخرى مع أبيمالك، إلا أن الرب نفسه حفظها له. ولكن عندما يعمل عقل ابنك الذكى ويسألك: فلماذا لم ينقذ الرب زوجة إبراهيم أول مرة من فرعون؟ هل رضى الرب بهذا التعريص؟ كيف يرضى الرب أن يكون نبيه ديوثاً؟ ألا يضرب الرب بذلك مثلاً للأخلاق التى يريدنا عليها؟ إذن أنا لم أخطىء يا أبى.
                              والأغرب من ذلك يا أبى أن الرب لم ينتقد فعل إبراهيم بل امتدحه، ورضى به، لذلك حكاه فى كتابه المقدس ، ليقتدى به عباده. (وَبَارَكَ الرَّبُّ إِبْرَاهِيمَ فِي كُلِّ شَيْءٍ.) تكوين 24: 1
                              ولم ينتقد أبيمالك فى شروعه فى الزنى من زوجة نبى، فوافقه الرب قائلا: (5أَلَمْ يَقُلْ هُوَ لِي إِنَّهَا أُخْتِي وَهِيَ أَيْضاً نَفْسُهَا قَالَتْ هُوَ أَخِي؟ بِسَلاَمَةِ قَلْبِي وَنَقَاوَةِ يَدَيَّ فَعَلْتُ هَذَا». 6فَقَالَ لَهُ اللهُ فِي الْحُلْمِ: «أَنَا أَيْضاً عَلِمْتُ أَنَّكَ بِسَلاَمَةِ قَلْبِكَ فَعَلْتَ هَذَا. وَأَنَا أَيْضاً أَمْسَكْتُكَ عَنْ أَنْ تُخْطِئَ إِلَيَّ لِذَلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا.) تكوين 20: 5-6
                              وحكى يسوع أنه فى الجنة مع الأبرار، المتقين، الأخيار: (27فَقَالَ: أَسْأَلُكَ إِذاً يَا أَبَتِ أَنْ تُرْسِلَهُ إِلَى بَيْتِ أَبِي 28لأَنَّ لِي خَمْسَةَ إِخْوَةٍ حَتَّى يَشْهَدَ لَهُمْ لِكَيْلاَ يَأْتُوا هُمْ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِ الْعَذَابِ هَذَا. 29قَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ: عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ. لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ. 30فَقَالَ: لاَ يَا أَبِي إِبْرَاهِيمَ. بَلْ إِذَا مَضَى إِلَيْهِمْ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يَتُوبُونَ. 31فَقَالَ لَهُ: إِنْ كَانُوا لاَ يَسْمَعُونَ مِنْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَلاَ إِنْ قَامَ وَاحِدٌ مِنَ الأَمْوَاتِ يُصَدِّقُونَ».) لوقا 16: 19-31 وإلا ماذا تقول أنت يا أبى فيما علمته؟
                              11- ماذا ستفعل لو قال لك ابنك: يا أبى أختى حامل منى؟ أستحلفك يا أبى ألا تضربنا، فلم نفعل إلا ما علمنا إياه الرب فى كتابه. فأنت تعلم يا أبى أن الأنبياء هم قدوة البشر على الأرض، ومصطفين الله لخلقه من البشر الذين يرسلهم الله إليهم، فإذا كان هذا تصرف نبى الله إبراهيم، فلا تعقدها وبارك زواجنا:
                              اقرأ يا أبى: لقد تزوج نبى الله إبراهيم من أخته: تزوج نبى الله إبراهيم عليه السلام من سارة وهى أخته من أبيه (تكوين 20: 12)
                              أعلم أنك ستقول له: كان هذا فى قديم الزمان يا أحمق، ولكن الله حرمها فى سفر اللاويين 18: 9 (9عَوْرَةَ أُخْتِكَ بِنْتِ أَبِيكَ أَوْ بِنْتِ أُمِّكَ الْمَوْلُودَةِ فِي الْبَيْتِ أَوِ الْمَوْلُودَةِ خَارِجاً لاَ تَكْشِفْ عَوْرَتَهَا.). وحينئذ يقفز ابنك واقفاً ويقول: لقد ضللتنى يا أبى، وعلمتنى أنه لا يوجد ناسخ ومنسوخ فى الكتاب، ففعلت ما فعلت.
                              12- وأكيد أنك ستسأله كيف فعلتماها؟ وأين ونحن دائما بجواركما؟ فسيقول لك ابنك: هذا أمر علينا يسير، لقد قمنا بنفس التمثيلية التى قام بها أبناء نبى الله داود. اقرأها يا أبى: (1وَجَرَى بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ لأَبْشَالُومَ بْنِ دَاوُدَ أُخْتٌ جَمِيلَةٌ اسْمُهَا ثَامَارُ، فَأَحَبَّهَا أَمْنُونُ بْنُ دَاوُدَ. 2وَأُحْصِرَ أَمْنُونُ لِلسُّقْمِ مِنْ أَجْلِ ثَامَارَ أُخْتِهِ لأَنَّهَا كَانَتْ عَذْرَاءَ، وَعَسُرَ فِي عَيْنَيْ أَمْنُونَ أَنْ يَفْعَلَ لَهَا شَيْئاً. 3وَكَانَ لأَمْنُونَ صَاحِبٌ اسْمُهُ يُونَادَابُ بْنُ شَمْعَى أَخِي دَاوُدَ. وَكَانَ يُونَادَابُ رَجُلاً حَكِيماً جِدّاً. 4فَقَالَ لَهُ: «لِمَاذَا يَا ابْنَ الْمَلِكِ أَنْتَ ضَعِيفٌ هَكَذَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَى صَبَاحٍ؟ أَمَا تُخْبِرُنِي؟» فَقَالَ لَهُ أَمْنُونُ: «إِنِّي أُحِبُّ ثَامَارَ أُخْتَ أَبْشَالُومَ أَخِي». 5فَقَالَ يُونَادَابُ: «اضْطَجِعْ عَلَى سَرِيرِكَ وَتَمَارَضْ. وَإِذَا جَاءَ أَبُوكَ لِيَرَاكَ فَقُلْ لَهُ: دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتُطْعِمَنِي خُبْزاً وَتَعْمَلَ أَمَامِي الطَّعَامَ لأَرَى فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 6فَاضْطَجَعَ أَمْنُونُ وَتَمَارَضَ، فَجَاءَ الْمَلِكُ لِيَرَاهُ. فَقَالَ أَمْنُونُ لِلْمَلِكِ: «دَعْ ثَامَارَ أُخْتِي فَتَأْتِيَ وَتَصْنَعَ أَمَامِي كَعْكَتَيْنِ فَآكُلَ مِنْ يَدِهَا». 7فَأَرْسَلَ دَاوُدُ إِلَى ثَامَارَ إِلَى الْبَيْتِ قَائِلاً: «اذْهَبِي إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيكِ وَاعْمَلِي لَهُ طَعَاماً». 8فَذَهَبَتْ ثَامَارُ إِلَى بَيْتِ أَمْنُونَ أَخِيهَا وَهُوَ مُضْطَجِعٌ. وَأَخَذَتِ الْعَجِينَ وَعَجَنَتْ وَعَمِلَتْ كَعْكاً أَمَامَهُ وَخَبَزَتِ الْكَعْكَ 9وَأَخَذَتِ الْمِقْلاَةَ وَسَكَبَتْ أَمَامَهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ. وَقَالَ أَمْنُونُ: «أَخْرِجُوا كُلَّ إِنْسَانٍ عَنِّي». فَخَرَجَ كُلُّ إِنْسَانٍ عَنْهُ. 10ثُمَّ قَالَ أَمْنُونُ لِثَامَارَ: «اِيتِي بِالطَّعَامِ إِلَى الْمَخْدَعِ فَآكُلَ مِنْ يَدِكِ». فَأَخَذَتْ ثَامَارُ الْكَعْكَ الَّذِي عَمِلَتْهُ وَأَتَتْ بِهِ أَمْنُونَ أَخَاهَا إِلَى الْمَخْدَعِ. 11وَقَدَّمَتْ لَهُ لِيَأْكُلَ، فَأَمْسَكَهَا وَقَالَ لَهَا: «تَعَالَيِ اضْطَجِعِي مَعِي يَا أُخْتِي». 12فَقَالَتْ لَهُ: «لاَ يَا أَخِي، لاَ تُذِلَّنِي لأَنَّهُ لاَ يُفْعَلُ هَكَذَا فِي إِسْرَائِيلَ. لاَ تَعْمَلْ هَذِهِ الْقَبَاحَةَ. 13أَمَّا أَنَا فَأَيْنَ أَذْهَبُ بِعَارِي، وَأَمَّا أَنْتَ فَتَكُونُ كَوَاحِدٍ مِنَ السُّفَهَاءِ فِي إِسْرَائِيلَ! وَالآنَ كَلِّمِ الْمَلِكَ لأَنَّهُ لاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ». 14فَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْمَعَ لِصَوْتِهَا، بَلْ تَمَكَّنَ مِنْهَا وَقَهَرَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا.) صموئيل الثانى 13: 1-15
                              ثم تلتفت إلى ابنتك وتسألها: لماذا لم تصرخى وتستغيثين بنا؟ ستقول لك: يا أبى: قرأت فى سفر نشيد الإنشاد، وطابت لى نفسى أن أفعل ما فعلته القديسات اللاتى ضرب لنا الكتاب المقدس مثلاً بهن.
                              حفظك الله صديقى النصرانى أنت وأسرتك وبنيك وبناتك، لكننى أردت أن أضع بين يديك ما تؤدى إليه التعاليم الفاسدة من دمار للأسرة والمجتمع. وهذا من جملة ما يجعلنا نكفر بهذا الكتاب الذى تسميه أنت مقدساً.
                              ففكِّر عزيزى النصرانى: ماذا ستفعل لو وضعت فى مثل هذه الظروف؟ فكِّر: ما هى نتيجة هذه التعاليم إلا إفساد الأسرة والمجتمع واستمطار لعنات الله؟ فكِّر: هل يمكنك أن تقترف هذه الجريمة التى تُعد وصمة على جبين مرتكبها؟ لا. فأنا أول من يبرأك منها. وهل من الممكن أن يكون عبداً لله أفضل من نبى الله ومصطفاه؟ لا. إذاً لم يفعل هذا إبراهيم ، بل هذا من التحريف وتشويه القدوة فى كتابك. (نقلا عن موسوعة أخطاء الكتاب المقدس المسماة: البهريز فى الكلام اللى يغيظ، ج1-4)
                              ومن العهد الجديد:
                              1- أين استقبل يسوع المجنون أو المجنونين؟
                              فى كورة الجرجسيين: (28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ خَارِجَانِ مِنَ الْقُبُورِ هَائِجَانِ جِدَّاً حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ.) متى 8 : 28
                              فى كورة الجدريين: (1وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ. 2وَلَمَّا خَرَجَ مِنَ السَّفِينَةِ لِلْوَقْتِ اسْتَقْبَلَهُ مِنَ الْقُبُورِ إِنْسَانٌ بِهِ رُوحٌ نَجِسٌ.) مرقس 5: 1-2
                              تقول دائرة المعارف الكتابية مادة (جرجسيون): ”و هم أهل جرجسة او جرازا، وإليهم تنسب كورة الجرجسيين (مت 8: 28) التي عبر إليها الرب يسوع وهناك استقبله مجنونان خارج القبور.و يذكر مرقس ولوقا الكورة بأسم كورة الجدريين (مرقس 5: 1، لو 8: 26). فمتى يذكر لليهود العالمين ببلاد المنطقة جيداً اسم القرية التى حدثت فيها المعجزة، أما مرقس ولوقا اللذان كتبا للأمم فقد اكتفيا بذكر اسم الكورة التى تقع بها القرية (ارجع إلي "جدرة" في هذا المجلد).“
                              ولنا هنا وقفات: فكاتبو دائرة المعارف الكتابية يعتبرون القارىء غبيًا، أو ساذجًا لن يبحث بعد كلامهم. فعلى الرغم من أن النص يُسمِّى كلا المكانين (كورة) إلا أنه يحاول أن يجعل (جدرة) هى الكورة و(جرجسة) هى القرية.
                              ومن ناحية أخرى اعتادوا على برهنة الاختلافات الموجودة بين كاتبى الأناجيل بفبركة عجيبة. فتقول: إن متى كتبها هكذا، لأنه كان يكتب للعبرانيين الذين يعرفون المنطقة جيدًا، بينما كتبها مرقس ولوقا بصورة مغايرة لأنهما كتبا للأمم. كما لو كان متى أراد أن يكون أمينًا، لأن اليهود سيكذبونه لو أخطأ، أما مرقس ولوقا فقد دلسا لجهل الأمم بجغرافية فلسطين، وعدم تحريهم الدقة فيما يقولانه. فما علاقة الوحى بهذا الكلام؟ وهل لا يعلم كاتبو دائرة المعارف هذه أن متى اعتمد فى 88% من إنجيله على كتابات مرقس؟ إذن لماذا لا تُصارحون قراءكم بأن متى صحح ما وقع فيه مرقس من أخطاء، لأن مرقس لا يعرف جغرافية فلسطين؟
                              والأغرب من ذلك أن الترجمة العربية المشتركة وكتاب الحياة وترجمة الآباء اليسوعيين قد غيروا فى متن النص المقدس الذى يحفظه الرب من التغيير والتبديل والتلاعب من كورة (الجرجسيين) التى صححها متى لمرقس إلى كورة (الجدريين) التى رفضها متى اليهودى واعتبرها خطأ من مرقس!! كما غيروا فى نصوص (مرقس 5: 1 ولوقا 8: 26) كلمة الجدريين إلى كلمة الجرجسيين. أى قاموا بإبدالهما مع ما ذكر فى نص متى لطبعة فاندايك.
                              متى 8: 28 (وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ إِلَى كُورَةِ الْجِرْجَسِيِّينَ) ترجمة الفاندايك
                              متى 8: 28 (ولَمَّا بَلَغَ الشَّاطِئَ الآخَرَ في ناحِيَةِ الجَدَرِيِّين) الترجمة اليسوعية
                              متى 8: 28 (ولمَّا أَفضى الى العِبْرِ، في أَرْضِ الجَدَرِيِّينَ،) الترجمة البولسية
                              متى 8: 28 (ولمَّا وصَلَ يَسوعُ إلى الشَّاطئِ المُقابِلِ في ناحيةِ الجدريـِّينَ) الترجمة العربية المشتركة
                              متى 8: 28 (وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ، فِي بَلْدَةِ الْجَدَرِيِّينَ،) ترجمة كتاب الحياة
                              وبالنسبة لنص مرقس 5: 1، ولوقا 8: 26:
                              مرقس 5: 1 (1وَجَاءُوا إِلَى عَبْرِ الْبَحْرِ إِلَى كُورَةِ الْجَدَرِيِّينَ.) ترجمة الفاندايك
                              مرقس 5: 1 (ووَصلوا إِلى الشَّاطِئِ الآخَرِ مِنَ البَحرِ إِلى ناحِيَةِ الجَراسِيِّين) الترجمة اليسوعية
                              مرقس 5: 1 (وأَفْضَوا إِلى عِبْرِ البَحْرِ، إِلى أَرْضِ الجِراسيِّين) الترجمة البولسية
                              مرقس 5: 1 (ووَصَلوا إلى الشّـاطئِ الآخَرِ مِنْ بحرِ الجليلِ، في ناحِيَةِ الجَراسيّـينَ) الترجمة العربية المشتركة
                              مرقس 5: 1 (ثُمَّ وَصَلُوا إِلَى الضَّفَّةِ الْمُقَابِلَةِ مِنَ الْبُحَيْرَةِ، إِلَى بَلْدَةِ الْجِرَاسِيِّينَ) ترجمة كتاب الحياة
                              والسبب فى هذا التغيير العجيب واضح جدًا. فإنهم يقولون إن كاتب إنجيل متَّى هو متى اللاوى الذى من فلسطين وأحد التلاميذ. ولأن وجود اسم قرية الجرجسيين عند متى لتدل على أن كاتبها لا يعلم شيئًا عن فلسطين وجغرافيتها ، لأن قرية جرجسة كما يقول هامش ترجمة الآباء اليسوعيين ص140: ”بعيدة عن البحيرة وأبعد من أن تصلح للمدينة الوارد ذكرها فى الآية“ مرقس 5: 14 حيث دخلت الشياطين فى الخنازير فرمت نفسها من الجرف إلى البحر وماتت. وهذا الخطأ يفضح أن كاتب هذا الإنجيل غير متَّى أحد التلاميذ. لذلك نسبوا الخطأ الجغرافى لمرقس ولوقا، وصححوا المكان عند متَّى!!
                              ويحدد مفسرو إنجيل متى (التفسير الحديث) ص174 أن قرية جرجسة تبعد عن البحيرة 50 كيلومترًا. ”والجدريين ربما تكون الكلمة الأصلية فى إنجيل متى“. أى إن المفسرين لا يثقون تمامًا أن ما كتب عند متى هو من وحى الله. وهذا ما اعترفوا فى هامش هذه الصفحة فقالوا: ”إن كلمة جرجسيين أُدخلت غالبًا بواسطة أوريجانوس لأنه لا جدرا ولا المدينة الرومانية جراسا كانتا على شاطىء البحيرة“.
                              وأهنىء الكاتب على شجاعته الأدبية ومصارحته لقرائه واحترامه لعقولهم. إذن فقد أخطأ متى، وأخطأ مرقس، وأخطأ لوقا، وأخطأ أوريجانوس. الأمر الذى ينفى عن كتبة الأناجيل وجود الروح القدس عندهم، وينفى وجوده أيضًا عند أوريجانوس، ويُثبت أنه كان عند آباء الكنيسة السطوة والجرأة على التغيير فى كتاب الله، أو إنهم لم يعتبروا هذه الكتب ملهمة من الله لكاتبيها!!
                              ويقول التفسير الحديث لإنجيل لوقا ص159-160: ”"كورة الجدريين"، وهى تمثل لنا مشكلة، أن جرجسة تبعد أربعين ميلاً جنوب شرقى البحيرة [أى حوالى 64.374 كيلومترات]، ويسميها متى البشير كورة الجدريين [هذا يُخالف ما جاء فى متى عند فاندايك، حيث أتت جرجسيين]، لكن جدرة تبعد ستة أميال [أى 9.656 كم] وتفصلها منحدرات اليرموك. والبشائر الثلاثة المتشابهة بها هذه الاختلافات، بل وبها أيضًا اختلاف ثالث "كورة الجرجسيين". ويفضل العلامة أوريجون هذا الإسم الأخير، وهو يرى أن الاسمين الآخرين يشيران إلى أماكن بعيدة جدًا. ويعتقد أن الاختلاف فى نطق الاسم راجع إلى أن الكتبة لم يكونوا يعرفون بلدة "جرجسة" الصغيرة ولذلك أبدلوها بأسماء يعرفونها“.
                              ألا يدل هذا دلالة واضحة على جهل الكتاب؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على تصرفهم من تلقاء أنفسهم فى متن النصوص التى ينقلونها؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على أنهم لم يُوحى إليهم؟ ألا يدل هذا دلالة واضحة على اعتراف أحد آباء الكنيسة وهو أوريجانوس بعدم قدسية هذا الكتاب؟ الأمر الذى يشير إلى أن متى ولوقا ومرقس لم يكن لديهم علم بجغرافية فلسطين، ولم يكونوا من تلاميذ يسوع.
                              ويكفى أن نذكر ما قالته مقدمة الكتاب المقدس الكاثوليكى اليسوعى عن مؤلف إنجيل لوقا، فقالت ص185: «وغالبًا ما تبيَّن للنقَّاد عدم معرفته لجغرافية فلسطين ولكثير من عادات هذا البلد.».
                              2- ومن أخطاء لوقا الجغرافية قوله إن يسوع كان يكرز فى اليهودية، وليس فى مجامع الجليل كما أجمعت الأناجيل الأخرى، وكما يتضح من لوقا 5: 1، حيث تقع بحسرة جنيسارت على الجليل وليس فى اليهودية، إلا أن غير الأمناء قد غيروا كلمة (اليهودية) التى جاءت عند لوقا بكلمة (الجليل) فى تراجمة الفاندايك التى تعتدُّ بها الكنيسة الأرثوذكسية المصرية: (44فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِ الْجَلِيلِ.) لوقا 4: 44 (ترجمة الفاندايك عام 1989)
                              لوقا 4: 44 (ومَضى يُـبَشِّرُ في مجامعِ اليهوديَّةِ.) الترجمة العربية المشتركة
                              لوقا 4: 44 (وأَخَذَ يُبَشِّرُ في مَجامِعِ اليَهودِيَّة.) الترجمة الكاثوليكية اليسوعية
                              لوقا 4: 44 (وكانَ يَطوفُ، مُبشِّرًا في مَجامعِ اليَهوديَّة.) الترجمة البولسية
                              لوقا 4: 44 (وَمَضَى يُبَشِّرُ فِي مَجَامِعِ الْيَهُودِيَّةِ.) ترجمة كتاب الحياة
                              وهذا ليس خطأ ترجمة، لأن هذا اسم علم، كما أنها جاءت (اليهودية) فى المخطوطة السينائية، والمجلد السينائى، وهما من أقدم مخطوطات الكتاب المقدس، ويرجعان إلى القرن الرابع، كما يقولون.
                              (23وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ.) متى 4: 23
                              (39فَكَانَ يَكْرِزُ فِي مَجَامِعِهِمْ فِي كُلِّ الْجَلِيلِ وَيُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ.) مرقس 1: 39
                              والأغرب من ذلك أن الأب متى المسكين اعترف بهذا الخطأ دون أن يلفت الأنظار، فقد غيرها من تلقاء نفسه فى تفسيره لإنجيل لوقا ص220. إلا أنه علق بعد شرحه لهذه الجملة قائلا: (لاحظ أن المسيح لم يكن قد انحدر إلى اليهودية بعد.) وذلك على الرغم من أن نسخة الأرثوذكس المعتمدة تذكرها اليهودية!!
                              ونسأله فلماذا ذكر لوقا إن يسوع ذهب إلى اليهودية وأخذ يكرز هناك؟ لقد صحح الأب متى المسكين ما أخطأ فيه الرب، كما فعلت الترجمات الأخرى!!
                              وإذا نظرت إلى خريطة الكتاب المقدس لوجدت أن المسافة بين الجليل التى تقع فى شمال فلسطين واليهودية التى تقع فى جنوبها حوالى 150 كم، الأمر الذى جعل مؤلفى التفسير الحديث للكتاب المقدس يقولون ص111 من تفسير إنجيل لوقا: (وثمة صعوبة بالنسبة لمجامع اليهودية، لأنه لم يرد ذكر فى أى مكان آخر فى الأناجيل المتشابهة عن جولة تبشيرية كهذه، أى فى «مجامع الجليل» والأصوب ما جاء فى ترجمات أخرى «مجامع اليهودية».). وقد يكون كتبة هذا الإنجيل، الذيم يكرهون يسوع ويعادونه أرادوا أن يكون يسوع جليلى، لأنهم يؤمنون أنه لا يأتى شيء صالح من الجليل، ولن يأتى نبى من الجليل، وبذلك ينفون عنه الصلاح والنبوة:
                              (46فَقَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» قَالَ لَهُ فِيلُبُّسُ: «تَعَالَ وَانْظُرْ».) يوحنا 1: 46
                              (41آخَرُونَ قَالُوا: «هَذَا هُوَ الْمَسِيحُ». وَآخَرُونَ قَالُوا: «أَلَعَلَّ الْمَسِيحَ مِنَ الْجَلِيلِ يَأْتِي؟) يوحنا 7: 41
                              (52أَجَابُوا: «أَلَعَلَّكَ أَنْتَ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ؟ فَتِّشْ وَانْظُرْ! إِنَّهُ لَمْ يَقُمْ نَبِيٌّ مِنَ الْجَلِيلِ».) يوحنا 7: 52
                              وبذلك لم يكن لوقا يعرف موقع اليهودية، وبعدها عن الجليل، لذلك بعدما قال إن يسوع كان يكرز فى مجامع اليهودية نجده فى الإصحاح الخامس يجتمع الناس حول يسوع على بحيرة جنيسارت الواقعة فى الجليل، فكيف له أن يكون فى الجليل وهو يكرز فى اليهودية؟ (1وَإِذْ كَانَ الْجَمْعُ يَزْدَحِمُ عَلَيْهِ لِيَسْمَعَ كَلِمَةَ اللهِ كَانَ وَاقِفاً عِنْدَ بُحَيْرَةِ جَنِّيسَارَتَ) لوقا 5: 1
                              3- ما عدد الأشخاص الذين أرسلهم يسوع إلى المدينة التى كان ينوى الذهاب إليها؟
                              70 شخصاً: (1وَبَعْدَ ذَلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ.) لوقا 10: 1 (فاندايك)
                              72 شخصاً: فى الترجمة اليسوعية، والمشتركة، وكتاب الحياة، والكاثوليكية (لبولس وسيم) ، والكاثوليكية اليسوعية (لأغناطيوس زياده).
                              4- يقول متى 2: 23 (23وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ: «إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيّاً».) ولا توجد إشارة أو نبوءة فى كتب الأنبياء تشير إلى ذلك! بل لم تبن مدينة الناصرة إلا فى القرن الرابع، ولا وجود لها قبل ذلك.
                              5- هل تعتقدون أن رداء بولس كان يشغل الرب لدرجة أنه أوحى به فى كتابه؟
                              (11لُوقَا وَحْدَهُ مَعِي. خُذْ مَرْقُسَ وَأَحْضِرْهُ مَعَكَ لأَنَّهُ نَافِعٌ لِي لِلْخِدْمَةِ. 12أَمَّا تِيخِيكُسُ فَقَدْ أَرْسَلْتُهُ إِلَى أَفَسُسَ. 13اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضاً وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ. 14إِسْكَنْدَرُ النَّحَّاسُ أَظْهَرَ لِي شُرُوراً كَثِيرَةً. لِيُجَازِهِ الرَّبُّ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.) ثيموثاوس الثانية 4: 11-14
                              6- يقول بولس: (7فَإِنَّهُ إِنْ كَانَ صِدْقُ اللهِ قَدِ ازْدَادَ بِكَذِبِي لِمَجْدِهِ فَلِمَاذَا أُدَانُ أَنَا بَعْدُ كَخَاطِئٍ؟) رومية 3: 7
                              انظر كيف يتطاول على ذات الله العليا!
                              فهل صدق الله ومجده يحتاج إلى كذب بولس؟
                              وهل مجد الرب لا يزداد إلا بالكذب؟
                              هل هذا رأى الروح القدس فى الآب؟
                              هل يحترم الروح القدس بهذا الكلام الرب؟
                              هل عجز الرب عن نشر كلمته بالفضيلة والصدق؟
                              وما حكمة الإله أن يوحى إلى كذاب بنشر رسالته وتعاليمه؟
                              ألا يخشى ذلك الإله من تفشى الكذب بين شعبه؟
                              وكيف أثق فى هذا الإله الذى يرتكن إلى كاذب ومخادع لنشر رسالته؟
                              وهل سيحاسبنا الرب على الكذب فى الدنيا يوم الحساب؟
                              ألم يكذب هو (سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيرا) بإعانته هذا الكاذب والوحى إليه؟
                              وكيف يأمر بما لا يفعله هو؟ أليست هذه حجة عليه؟ أليس هذا من الظلم؟ ألم يقل فى الناموس (لا تكذب)؟ فلماذا يعين الكاذب ويوحى إليه؟؟؟
                              7- عرفنا من يوحنا أنَّ بطرس ويوحنا قد أتيا إلى المقبرة مع مريم ولم يُصدِّقوا قيامته ، وقد علَّلَ يوحنا دهشتهم هذه بقوله: (9لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ.) يوحنا 20: 9
                              فكيف لم يعرف التلميذ الذى كان يُحبه الكتاب؟ وكيف سيتولون لواء الدعوة من بعده وهم يجهلون الكتاب؟ وماذا سيُعلِّمونَ غيرهم وهم بهذا الجهل؟ وحتى لو كانوا يجهلون الكتاب: ألم يخبرهم هو من قبل؟ وإذا كانوا لم يفهموا نقطة ما من صلب العقيدة، فما الذى أدراكم أن هناك نقاط أخرى لم يفهموها؟ وما الذى يؤكد لكم أنهم فهموا منه ما قصده فعلاً من تعاليمه ولم يحيدوا عن فهم الحقيقة؟
                              ثم أين هو الكتاب الذى يقول بموت الإله وقيامته؟ أين هو النص الذى يرتكنون إليه فى موت نبى وإحياء الله له فيما يسمونه العهد القديم؟
                              أليس هذا بطرس الذى أراد يسوع بناء كنيسته عليه وأعطاه مفاتيح ملكوت السماوات؟ (17فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «طُوبَى لَكَ يَا سِمْعَانُ بْنَ يُونَا إِنَّ لَحْماً وَدَماً لَمْ يُعْلِنْ لَكَ لَكِنَّ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. 18وَأَنَا أَقُولُ لَكَ أَيْضاً: أَنْتَ بُطْرُسُ وَعَلَى هَذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْنِي كَنِيسَتِي وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا. 19وَأُعْطِيكَ مَفَاتِيحَ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ فَكُلُّ مَا تَرْبِطُهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَرْبُوطاً فِي السَّمَاوَاتِ. وَكُلُّ مَا تَحُلُّهُ عَلَى الأَرْضِ يَكُونُ مَحْلُولاً فِي السَّمَاوَاتِ».) متى 16: 17-19
                              8- ولماذا جاء زوَّار المقبرة إليها ولم ينتظروا الموعد الذى أخبرهم عنه يسوع أنه سيقابلهم فيه؟
                              اتفق مرقس ولوقا على أن الزائرين أتوا بحنوط ، وانفردَ مرقس بقوله (ليدهنه):
                              فهل يُدلِّك اليهود جثث موتاهم بعد ثلاثة أيام من الوفاة؟
                              وهل يدلك النساء الرجال؟
                              وهل يُحنِّط اليهود جُثث موتاهم بعد الموت بثلاثة أيام؟
                              وهل كانت جُثته تحتاج إلى تحنيط وهو على وشك القيام من الأموات؟
                              ألا يدل ذلك على عدم سماعهم بقيامته منه؟

                              ومن هو المُدلَّك بالطيب: هل هو أقنوم الإله الميت، أم أقنوم ابنه أم الروح القدس؟
                              وهل لا يستطيع الإله الإحتفاظ بجثته دون تعفُّن لمدة ثلاثة أيام؟

                              وهل لا يستطيع الإله أن يجعل جسده متميزاً عن جسد البشر، فيجعله يفوح بالطّيّب من الروائح دون الحاجة إلى دهن جُثمانه بالأطياب؟
                              فنحن نعلم أنه فى مدة ثلاثة ساعات يبدأ التيبس الرّمىّ، وبعد ثلاثة أيام يصبح الجسد مُختمراً داخلياً وتتعطَّل خلايا الجسد وتتوقف وتتعفن وتتحلل. فإذا دلَّكَ إنسان ما جثة متعفنة فإنها تتساقط إلى جزيئات، والدليل على ذلك هو قول مرثا أخت الميت الذى أحياه يسوع باذن الله: («يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ».) يوحنا 11: 39
                              ولو افترضنا أنه كان حيَّاً (وهو ما لم تُصرِّح به الأناجيل) فلماذا أتينَ بعد ليلتين ويوم ليعتنوا به وتركوه كل هذه المدة فى ظلام القبر بمفرده؟
                              9- ماذا شاهد الزوار عند زيارتهم للقبر؟
                              شاباً عند مرقس: (5وَلَمَّا دَخَلْنَ الْقَبْرَ رَأَيْنَ شَابّاً جَالِساً عَنِ الْيَمِينِ لاَبِساً حُلَّةً بَيْضَاءَ فَانْدَهَشْنَ.) مرقس 16: 5
                              ملاكاً عند متى: (2وَإِذَا زَلْزَلَةٌ عَظِيمَةٌ حَدَثَتْ لأَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ وَجَاءَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنِ الْبَابِ وَجَلَسَ عَلَيْهِ.) متى 28: 2
                              رجلين عند لوقا: (3فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ الرَّبِّ يَسُوعَ. 4وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذَلِكَ إِذَا رَجُلاَنِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ.) لوقا 24: 304
                              ملاكين عند يوحنا: (11أَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ وَاقِفَةً عِنْدَ الْقَبْرِ خَارِجاً تَبْكِي. وَفِيمَا هِيَ تَبْكِي انْحَنَتْ إِلَى الْقَبْرِ 12فَنَظَرَتْ ملاَكَيْنِ بِثِيَابٍ بِيضٍ جَالِسَيْنِ وَاحِداً عِنْدَ الرَّأْسِ وَالآخَرَ عِنْدَ الرِّجْلَيْنِ حَيْثُ كَانَ جَسَدُ يَسُوعَ مَوْضُوعاً.) يوحنا 20: 11-12
                              فهل هذا كلام الله العليم بكل شىء؟ هل هذه أخطاء من الله أو من وحيه؟ لقد أخطأ الكل فى العدد وفى شخصية من دحرج الحجر.
                              10- هل ظهر يسوع بالروح أم بالروح والجسد؟
                              بالروح فقط، حيث دخل إلى التلاميذ والأبواب مُغلَّقة: (19وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسَطِ وَقَالَ لَهُمْ: «سلاَمٌ لَكُمْ»)يوحنا 20: 19
                              بالروح والجسد، حيث إنه أكل معهم بعد قيامته المزعومة: (41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ وَمُتَعَجِّبُونَ قَالَ لَهُمْ: «أَعِنْدَكُمْ هَهُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءاً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ وَشَيْئاً مِنْ شَهْدِ عَسَلٍ. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.) لوقا 24: 41-42
                              11- ولطالما أنه ظهر بالروح، وكانت عنده المقدرة على الدخول والخروج من الأبواب المُغلقة، فلماذا نزل ملاك الرب ليدحرج الحجر ويُحرِج إلهه ويُظهِر ضعفه؟
                              12- هل لمست مريم ومن معها يسوع بعد قيامته؟
                              نعم: (9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.) متى 28: 9
                              لا : (16قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ!» فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي» الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ. 17قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «لاَ تَلْمِسِينِي لأَنِّي لَمْ أَصْعَدْ بَعْدُ إِلَى أَبِي. وَلَكِنِ اذْهَبِي إِلَى إِخْوَتِي وَقُولِي لَهُمْ: إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهِكُمْ».) يوحنا 20: 16-17
                              13- كم مرة ظهر للتلاميذ؟

                              مرقس: مرة واحدة (مرقس 16: 14)
                              متى: مرة واحدة (متى 28: 16)
                              لوقا: مرة واحدة (لوقا 24: 36)
                              يوحنَّا: ثلاث مرات (يوحنا 20: 19 و 20: 26 و 21: 1)
                              14- أين ظهر للتلاميذ؟

                              مرقس: فى الجليل (مرقس 16: 7)
                              متى: فى الجليل (متى 28: 10)
                              لوقا: فى أورشليم (لوقا 24: 33-36)
                              يوحنَّا: فى أورشليم (يوحنا 20: 19 و20: 26) وعند بحيرة طبرية (يوحنا 21: 1)
                              15- لقد أخبر الملك النساء فى متى أن يسوع سبقهم عقب قيامته إلى الجليل، ولا يرونه إلا هناك، وبذلك أمر مريم ورفيقتها أن يُبلِّغا التلاميذ: (5فَقَالَ الْمَلاَكُ لِلْمَرْأَتَيْنِ: «لاَ تَخَافَا أَنْتُمَا فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكُمَا تَطْلُبَانِ يَسُوعَ الْمَصْلُوبَ. 6لَيْسَ هُوَ هَهُنَا لأَنَّهُ قَامَ كَمَا قَالَ. هَلُمَّا انْظُرَا الْمَوْضِعَ الَّذِي كَانَ الرَّبُّ مُضْطَجِعاً فِيهِ. 7وَاذْهَبَا سَرِيعاً قُولاَ لِتَلاَمِيذِهِ إِنَّهُ قَدْ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ. هَا هُوَ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ. هَا أَنَا قَدْ قُلْتُ لَكُمَا».) متى 28: 5-6
                              فكيف ينقض الرب كلامه ويُظهر ملاكه فى صورة الجاهل الكاذب؟ لقد لاقاهما يسوع قبل ذهابه إلى الجليل: (9وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: «سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ.) متى 28: 9
                              16- متى صعد إلى السماء؟

                              يوم نشوره عند متى ومرقس ولوقا فى الإنجيل المنسوب إليه: (فى أيام الفصح بالقرب من بيت عنيا)
                              بعد 40 يوماً (وكان آنذاك على جبل الزيتون) (أعمال الرسل 1: 3)
                              بعد اليوم التاسع من نشوره عند يوحنا

                              قبل القبض عليه: (39لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي مِنَ الآنَ حَتَّى تَقُولُوا: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!».) متى 23: 39
                              (33فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا مَعَكُمْ زَمَاناً يَسِيراً بَعْدُ ثُمَّ أَمْضِي إِلَى الَّذِي أَرْسَلَنِي. 34سَتَطْلُبُونَنِي وَلاَ تَجِدُونَنِي وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا».) يوحنا 7: 33-34
                              (21قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً: «أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا» .. .. .. .. 23فَقَالَ لَهُمْ: «أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ) يوحنا 8: 21، 23
                              17- من الذى أخبرَ مريم أن تُخبر التلاميذ بقيامته؟
                              مرقس : الرجل الشاب (مرقس 16: 7)
                              متى : الملاك (متى 28: 7)
                              لوقا : يُفهم هذا من تذكير الملكين لهنَّ (لوقا 24: 5-9) هذا إذا كانت مريم إحداهنّ.
                              يوحنا : عيسى نفسه (يوحنا 20: 17)
                              18- ماذا كانت آخر وصاياه لهم؟
                              مرقس: (اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها) 16: 15
                              متى: (19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ. 20وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ) متى 28: 19-20
                              لوقا: (فأقيموا فى أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالى) لوقا 24: 49
                              أعمال الرسل: (وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم أن لا يبرحوا من أورشليم، بل ينتظروا موعد الآب) أعمال الرسل 1: 4
                              يوحنا: لم تُذكر وصايا خصَّ بها يسوع تلاميذه قبل صعوده للسماء.
                              فلك أن تتخيل أن آخر وصاياه قد اختلفوا فيها ولم يتفقوا مطلقاً حتى على صيغة التثليث التى هى صُلب العقيدة عندهم!! مع الأخذ فى الاعتبار أن نهاية إنجيل مرقس قد فقدت، وأن الأعداد من 9-20 وضعت بيد أخرى غير يد مرقس، وهذا واضح فى التفسير الحديث للكتاب المقدس، وفى تفسير وليم باركلى، وفى تفسير مرقس للأب متى المسكين، كما أن صيغة التثليث هذه يرفضها علماء المسيحية فى الغرب، ويقولون إنها غريبة على لسان يسوع، كما لم يعرفها التلاميذ أنفسهم، فقد عمَّد بولس وبطرس على اسم يسوع، بل أمر بطرس فى يوم الخمسين من آمنوا بيسوع أن يتعمدوا على اسمه: (38فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.) أعمال الرسل 2: 38
                              بل قبل أن يحل الروح القدس على التلاميذ، كانوا معمَّدين على اسم يسوع: (16لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ قَدْ حَلَّ بَعْدُ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ - غَيْرَ أَنَّهُمْ كَانُوا مُعْتَمِدِينَ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ.) أعمال الرسل 8: 16
                              وبعد أن انسكبت الروح الروح القدس على الأمميين، أمرهم بطرس أن يعمَّدوا على اسم يسوع: (48وَأَمَرَ أَنْ يَعْتَمِدُوا بِاسْمِ الرَّبِّ. حِينَئِذٍ سَأَلُوهُ أَنْ يَمْكُثَ أَيَّاماً) أعمال الرسل 10: 48
                              فهل نسى بطرس صيغة التثليث عند مرقس، والتى يدعون أن يسوع أخبر بها التلاميذ؟ أم كفر بطرس وغيَّرَها من تلقاء نفسه؟ أم كان يعتبر يسوع هو الآب والابن والروح القدس، أى اعتبرهم أقنومًا واحدًا، أو لم يكن يؤمن بثالوث من الأساس؟ أم أهمل بطرس عمدًا أقنوم الآب، وأقنوم الروح القدس، وعمَّد الناس على أقنوم يسوع فقط؟
                              ولم يعرف هذه الصيغة المثلثة بولس أيضًا. راجع (كورنثوس الأولى 1: 13)، و(غلاطية 3: 27)
                              فى الحقيقة لم يعرف هذه الصيغة أحد قبل مجمع نيقية، ولم يعرفها أثناسيوس (260-340)، وإلا لاستشهد بها فى مناظرته مع أريوس، وذكرها يوسابيوس القيصرى فى القرن الرابع مختلفة عما هى الآن فى مرقس، فقد قال: (فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم باسمى) (تاريخ الكنيسة، يوسابيوس القيصرى: ك3: 5، صفحة 100)
                              وبذلك يثبت أن هذا الكلام ليس بوحى من الأساس، ولا يمكننا إثبات أمانة النقل، حيث ثبت إعادة التأليف، والتنقيح مرات ومرات، حتى يصعب معه العثور على النص الأصلى. وذلك مصداقًا لما قالته الترجمة الكاثوليكية للكتاب المقدس فى مدخلها:
                              ففى سفر التكوين يقول المدخل إلى سفر التكوين تحت عنوان (مصادره) ص66: “لم يتردد مؤلِّفو الكتاب المقدس، وهم يروون بداية العالم والبشرية، أن يستقوا معلوماتهم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة من تقاليد الشرق الأدنى القديم، ولا سيما من تقاليد ما بين النهرين ومصر والمنطقة الفينيقية الكنعانية. فالاكتشافات الأثرية منذ نحو قرن تدل على وجود كثير من الأمور المشتركة بين الصفحات الأولى من سفر التكوين وبين بعض النصوص الغنائية والحِكَميَّة والليترجية الخاصة بسومر وبابل وطيبة وأوغاريت.”
                              أعتقد يا سيد رشيد أنك تحتاج إلى إعادة قراءة التوضيح السابق لدخل سفر التكوين فى الترجمة الكاثوليكية للكتاب الذى تقدسه من جديد! إنه يخبرك أنها سرقات من تقاليد الشرق الأدنى القديم الوثنى فى ذلك الوقت قام بها مؤلفون مجهولون، ونسبوها للرب!
                              وفى ص68 يقول فى هامشه عن الرواية الأولى لخلق العالم: “تُنسب هذه الرواية إلى المصدر "الكهنوتى" ... ... والنص يستند إلى علم لا يزال فى عهد الطفولة. فلا حاجة إلى التفنُّن فى إقامة التوافق بين هذه الصور وعلومنا العصرية.”
                              أعتقد أن الكاتب لو قصد أن هذا العلم الذى كان “لا يزال فى عهد الطفولة” هو علم الله فهو كافر! ولا يصح أن يُؤخذ عنه دين أو عقيدة أو تفسير. أما إذا كان يقصد تأريخ وتقييم هذه الرواية فى ضوء العلم الحديث فهو ينفى انتساب هذا الكتاب لله!!
                              وفى ص71 يقول فى هامشه عن الفقرة 10 إلى 14: “هى توسُّع، ولعل المؤلِّف اليَهْوى هو الذى أدخلها هنا معتمداً مبادىء قديمة عن شكل الأرض.”
                              فهل تفهم معنى كلمة (توسُّع) وكلمة (أدخلها) عزيزى القارىء؟ أى إن هذا النص غير موحى إليه، لقد لعبت فيه أيدى الكُتَّاب ومعتقداتهم الشخصية التى قتلوا من أجلها الأنبياء. وهل يُمكننا أن نقول بعد ذلك أن هذا السفر أوحاه الرب، إلا إذا كان هناك إله طفل ذو علم طفولى؟
                              ويقول ص77 عن الإصحاح السادس (بنو الله وبنات الناس) “يعود المؤلِّف إلى أسطورة شعبية عن جبابرة (فى العبرية "نفيليم") يُقال إنهم ولدوا من زواج بين كائنات بشرية وكائنات سماوية. وهو لا يبدى رأيه فى قيمة هذا الاعتقاد ويُخفى وجهه الأسطورى، فيقتصر على التذكير بهذا الجنس الوقح من الجبابرة، كمثل للفساد المتزايد الذى سوف يُسبب الطوفان”.
                              معنى أن المؤلف (لجأ) إلى أسطورة شعبية، أن هذا الكتاب من تصنيف إنسان وليس الله، وأنه لم يضطر إلى اللجوء لها، إلا جهل منه بحقيقة الأمور أو بناء على نقص أو تضارب معلومات متوفرة لديه. وأعتقد أنكم تؤمنون معى أنه لا يوجد على الأرض أو فى السماء ما يُجبر الخالق على شىء أو يُلجأه إلى علم عبيده؟!! فهذا دليل على أن المؤلف ليس الله!!
                              ويُأكِّد المدخل إلى سفر نشيد الأناشيد بالكتاب المقدس للآباء اليسوعيين، على أن ذلك لا علاقة لسليمان به فى ص1378: “ولكن من الواضح أن مؤلفها ليس سليمان. لقد نُسب نشيد الأناشيد إلى سُليمان، كما نُسبَ إليه سفر الأمثال وسفر الجامعة وسفر الحكمة”.
                              ويقول فى الجامعة 4: 7: “ثم التفتُ فرأيت جميع المظالم التى تُرتكب تحت الشمس، وإذا بدموع المظلومين، ولا مُعزِّى لهم، وفى أيدى ظالميهم قُدرة ولا مُعزِّى لهم، فهنَّأت الأموات الذين ماتوا، ولا الأحياء الذين لا يزالون أحياء. وخير منهم جميعاً من لم يوجد حتى الآن، لأنه لم ير العمل الشرير الذى يُعمَل تحت الشمس”.
                              وهذا لم يحدث فى عصر سليمان. لقد كان نبى الله سليمان حاكماً عادلاً، ويُستبعد هذا الظلم أن يكون قد حدث فى عصره، فقد أتى إليه حكماء ورؤساء من كل أنحاء العالم ليتعلموا على يديه الحكمة. الأمر الذى يؤكد أن كاتبه ليس سليمان، ولا يحكى عما حدث فى ملكه. كما أن الكتاب كله ملىء بالحزن والتشاؤم، ومثل هذه النظرة لا نتوقعها من رجل فى عصر سليمان، ولا من أحد معاصريه، حيث ملأ سليمان الأرض التى كان يحكمها عدلاً، فلماذا التباكى؟ وأين هذا الظلم؟
                              إذن فهذا الرجل الذى ينقل السفر كلامه غير معروف. ومستحيل أن ينقل نبى الله سليمان أقوال لشخص مجهول أو حتى معلوم ويُدخلها فى وحى الله. فالله لا يحتاج لمساعد فى تكوين كتابه، أو فى بث حكمه. وهذا ما حدا بالمدخل لسفر الجامعة أن يقول: “إن هذا الكتاب غير متجانس، وهذا ما يجعل مطالعته عسيرة”.(ص1360)
                              وجعل مقدمة الترجمة الكاثوليكية لدار المشرق تقول: “إن سفر الجامعة لهو فى الحقيقة أشد أسفار الكتاب المقدس غموضاً وأجدرها فى تضليل القارىء السطحى”.
                              وتجرأت مقدمة الترجمة الكاثوليكية لدار المشرق، فقالت: “يبتدىء الغموض بشخص المؤلف نفسه الذى يدّعى فى الفصل الأول نفسه أنه ابن لداود وملك فى أورشليم. فيبدو لنا وكأن له كل حكمة سليمان وغناه المضروب بهما المثل. وكان يجب أن لا تغش هذه التسمية الوهمية أحداً لأن المؤلف يتكنّى فى ذات الوقت باسم آخر أى "الجامعة". وفى نهاية السفر خلاصة كتبتها يد ثانية تضعه بين "الحكماء"، دون ريب أمثال الذين سيدعون فى زمن الإنجيل معلمى إسرائيل. ثم إن كلمة الجامعة ليست اسم علم حقيقى بل تعنى شخص المؤلف من خلال وظيفته، وهى دون ريب وظيفة معيّنة فى الجماعة”.
                              وهذا يعنى أن الكاتب كذَّاب، غشَّاش، مُخادع. فعجباً لكم! كيف تعتبرون كلامه من وحى الله؟

                              تعليق

                              • abubakr_3
                                مُشرِف

                                • 15 يون, 2006
                                • 849
                                • موظف
                                • مسلم

                                #45
                                رد: مناظرة مع السيد رشيد حول نبوة محمد صلى الله عليه وسلم

                                ويقول مدخل الكتاب المقدس، العهد الجديد فى ص (خ): إن “أسفار الكتاب المقدس هى عمل مؤلفين ومحرِّرين عُرفوا بأنهم لسان حال الله فى وسط شعبهم. ظلَّ عدد كبير منهم مجهولاً، لكنهم على كل حال، لم يكونوا منفردين، لأن الشعب كان يساندهم .. .. .. وقبل أن تتّخذ كتبهم صيغتها النهائية، انتشرت زمنًا طويلاً بين الشعب وهى تحمل آثار ردود فعل القرّاء، فى شكل تنقيحات وتعليقات وحتى فى شكل إعادة صيغة بعض النصوص إلى حد هامّ أو قليل الأهمية. لا بل أحدثُ الأسفار ما هى أحيانًا إلا تفسير وتحديث لكتب قديمة.”
                                ومَن الذى كتب إنجيل يوحنا؟فمن الراجح أن الإنجيل كما هو بأيدينا، أصدره بعض تلاميذ المؤلِّف فأضافوا عليه فصل 21، ولا شك أنهم أضافوا أيضًا بعض التعليق (مثل 4/2 (وربما 4/1) و4/44 و7،39 و11/2 و19/35). أمَّا رواية المرأة الزانية (7/53-8/11) فهناك إجماع على أنها من مرجع مجهول، فأُدخلت فى زمن لاحق. (وهى مع ذلك جزء من "قانون" الكتاب المقدس”!!! (راجع المدخل إلى الإنجيل كما رواه يوحنا من الكتاب المقدس للآباء اليسوعيين ص286)
                                لكن مَن الذى كتبه على وجه اليقين؟ لا نعرف، ولكن “التقاليد الكنسية تُسمِّيه يوحنا منذ القرن الثانى وتوحِّد بينه وبين أحد ابنى زبدى.”
                                وتحت عنوان “نص العهد الجديد” يقول مدخل الكتاب المقدس طبعة الآباء اليسوعيين إلى العهد الجديد ص13: “وليس فى هذه المخطوطات كتاب واحد بخط المؤلف نفسه، بل هى كلها نسخ أو نسخ النسخ للكتب التى خطتها يد المؤلف نفسه أو أملاها إملاءً.”
                                ويقول أيضاً ص12: “إن نسخ العهد الجديد التى وصلت إلينا ليست كلها واحدة بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية، ولكن عددها كثير جداً على كل حال. هناك طائفة من الفوارق لا تتناول سوى بعض قواعد الصرف والنحو أو الألفاظ أو ترتيب الكلام، ولكن هناك فوارق أخرى بين المخطوطات تتناول معنى فقرات برمتها.”
                                ويبرهن مدخل الكتاب المقدس ص13 وجود هذه الأخطاء قائلاً: “واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير. فإن نص العهد الجديد قد نسخ ثم نسخ طوال قرون كثيرة بيد نسَّاخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء التى تحول دون أن تتصف أية نسخة كانت، مهما بُذِلَ من الجهد بالموافقة التامة للمثال الذى أُخذت عنه.”
                                ويواصل مدخل الكتاب المقدس (ص13) رده على القس صموئيل مشرقى قائلاً: “يُضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً، عن حُسن نية، أن يصوِّبوا ما جاء فى مثالهم وبدا لهم أنه يحتوى أخطاء واضحة أو قلّة دقة فى التعبير اللاهوتى. وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأً.”
                                ويواصل (ص13) قائلاً: “ثم يمكن أن يُضاف إلى ذلك كله أن استعمال كثير من الفقرات من العهد الجديد فى أثناء إقامة شعائر العبادة أدّى أحياناً كثيرة إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت عليه التلاوة بصوت عالٍ.”
                                ويواصل المدخل إلى العهد الجديد بالكتاب المقدس للآباء اليسوعيين (ص13) قائلاً: “ومن الواضح أن ما أدخله النسَّاخ من التبديل على مر القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر، فكان النص الذى وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل ظهرت فى عدد كبير من القراءات. والمثال الأعلى الذى يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يُمحِّص هذه الوثائق لكى يقيم نصَّاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يُرجى فى حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه”.
                                * * *
                                غ 24- عدم تضارب عقيدته أو تعاليمه مع بعضها البعض
                                وقد أثبتنا تضارب عقائد الكتاب مع بعضها البعض، فتارة يكون هناك توارث للخطيئة الأزلية، وتارة تحرمها نصوص صريحة.وتارة نقرأ أهمية الناموس وضرورته للإنسان، ونقرأ تارة أخرى أنه لم يصلح شيء، وأنه زيد بسبب التعدى، وتم إلغائه على يد وحى يسوع إلى بولس. والأهم من ذلك عقيدة التثليث، التى لا يعرفها الناموس أو كتب الأنبياء، ولا وجود الصور والشموع ولا التبرك بمن يسمونهم قديسين.
                                وفى الوقت الذى نقرأ فيه نصوص جميلة تحرم الزنى، بل وتأمر المرء بقلع عينه أو قطع يده إن لم يستطع التحكم فى نفسه والابتعاد عنه: (27«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَزْنِ. 28وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. 29فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ. 30وَإِنْ كَانَتْ يَدُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ.) متى 5: 27-30
                                لم يحاسب المرأة التى شهد عليها مجموعة من اليهود بالزنى، كما لو كانت جريمة الزنى ليست بجريمة ذات حسبان، بل قال عبارة تعنى إسقاط العقوبة عن كل جريمة، فقد قال لهم: (مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ!) يوحنا 8: 7
                                بل أمر الرب هوشع أن يتخذ لنفسه امرأة زنى، ويزنى ليحصل على ذرية من هذا الزنى: (2أَوَّّلَ مَا كَلَّمَ الرَّبُّ هُوشَعَ قَالَ الرَّبُّ لِهُوشَعَ: «اذْهَبْ خُذْ لِنَفْسِكَ امْرَأَةَ زِنًى وَأَوْلاَدَ زِنًى لأَنَّ الأَرْضَ قَدْ زَنَتْ زِنًى تَارِكَةً الرَّبَّ!».) هوشع 1: 2
                                وفى الوقت الذى ينهى فيه عن اتباع الشيطان، والأعمال الشيطانية يمجد هو نفسه الشيطان. فتارة يأمر الرب هارون بتقديم ذبيحة مماثلة لذبيحته نفسه:
                                اقرأ: هارون يقدِّم تيسًا لإرضاء الشيطان بأمر الرب: (5وَمِنْ جَمَاعَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَأْخُذُ تَيْسَيْنِ مِنَ الْمَعْزِ لِذَبِيحَةِ خَطِيَّةٍ وَكَبْشاً وَاحِداً لِمُحْرَقَةٍ. 6وَيُقَرِّبُ هَارُونُ ثَوْرَ الْخَطِيَّةِ الَّذِي لَهُ وَيُكَفِّرُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَنْ بَيْتِهِ. 7وَيَأْخُذُ التَّيْسَيْنِ وَيُوقِفُهُمَا أَمَامَ الرَّبِّ لَدَى بَابِ خَيْمَةِ الاجْتِمَاعِ. 8وَيُلْقِي هَارُونُ عَلَى التَّيْسَيْنِ قُرْعَتَيْنِ: قُرْعَةً لِلرَّبِّ وَقُرْعَةً لِعَزَازِيلَ. 9وَيُقَرِّبُ هَارُونُ التَّيْسَ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِلرَّبِّ وَيَعْمَلُهُ ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ. 10وَأَمَّا التَّيْسُ الَّذِي خَرَجَتْ عَلَيْهِ الْقُرْعَةُ لِعَزَازِيلَ فَيُوقَفُ حَيّاً أَمَامَ الرَّبِّ لِيُكَفِّرَ عَنْهُ لِيُرْسِلَهُ إِلَى عَزَازِيلَ إِلَى الْبَرِّيَّةِ.) لاويين 16: 5-10
                                وتارة يدخل الشيطان اجتماع الرب مع كل جنود السماء دون معارضة من الحراسة أو الجند أنفسهم، ولا حتى الرب اعترض على اقتحامه مكان الاجتماع، كما لو كان هذا هو المعتاد، والذى ينبغى أن يكون، وأنقذ الرب من ضعف قدرته، وقلة حيلته هو الوجنود، وقدم له الحل المناسب لإغواء أخاب:
                                اقرأ: رب الأرباب يتفق مع الشيطان للإنتقام من نبيه: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!
                                وفى الوقت الذى تركه سليمان وعبد الأوثان، يمدحه الرب ويتكلم عن حكمته، كما لو كانت عبادة الأوثان من الحكمة: (4وَكَانَ فِي زَمَانِ شَيْخُوخَةِ سُلَيْمَانَ أَنَّ نِسَاءَهُ أَمَلْنَ قَلْبَهُ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ كَامِلاً مَعَ الرَّبِّ إِلَهِهِ كَقَلْبِ دَاوُدَ أَبِيهِ. 5فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَرَاءَ عَشْتُورَثَ إِلَهَةِ الصَّيْدُونِيِّينَ وَمَلْكُومَ رِجْسِ الْعَمُّونِيِّينَ. 6وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَلَمْ يَتْبعِ الرَّبَّ تَمَاماً كَدَاوُدَ أَبِيهِ. 7حِينَئِذٍ بَنَى سُلَيْمَانُ مُرْتَفَعَةً لِكَمُوشَ رِجْسِ الْمُوآبِيِّينَ عَلَى الْجَبَلِ الَّذِي تُجَاهَ أُورُشَلِيمَ، وَلِمُولَكَ رِجْسِ بَنِي عَمُّونَ.) الملوك الأول 11: 4-7
                                (42مَلِكَةُ التَّيْمَنِ سَتَقُومُ فِي الدِّينِ مَعَ هَذَا الْجِيلِ وَتَدِينُهُ لأَنَّهَا أَتَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَانَ هَهُنَا!) متى 12: 42
                                وفى الوقت الذى نتكلم فيه عن قدرة الله تعالى وعزته، نرى فى كتابكم أن الرب تجسد، وصار إنسان، ثم اختطف الشيطان الرب، وأسره فى الصحراء 40 يومًا، ولم يتركه إلا بعد أن استنفذ كل تجربة معه:
                                (1أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئاً مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ 2أَرْبَعِينَ يَوْماً يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ. وَلَمْ يَأْكُلْ شَيْئاً فِي تِلْكَ الأَيَّامِ. وَلَمَّا تَمَّتْ جَاعَ أَخِيراً. 3وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَقُلْ لِهَذَا الْحَجَرِ أَنْ يَصِيرَ خُبْزاً». 4فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «مَكْتُوبٌ أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ». 5ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَلٍ عَالٍ وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. 6وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هَذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. 7فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». 8فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلَهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ». 9ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ وَقَالَ لَهُ: «إِنْ كُنْتَ ابْنَ اللهِ فَاطْرَحْ نَفْسَكَ مِنْ هُنَا إِلَى أَسْفَلَ 10لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلاَئِكَتَهُ بِكَ لِكَيْ يَحْفَظُوكَ 11وَأَنَّهُمْ عَلَى أَيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لاَ تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ». 12فَأَجَابَ يَسُوعُ: «إِنَّهُ قِيلَ: لاَ تُجَرِّبِ الرَّبَّ إِلَهَكَ». 13وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ.) لوقا 4: 1-13
                                وفى الوقت الذى يلعن فيه الرب والبشر هذا الشيطان ومن يعاونه أو يتبعه، نرى الرب نفسه يسمى الشيطان إله هذا العالم وسيد هذا الدهر، ورئيس سلطان الهواء:
                                (4الَّذِينَ فِيهِمْ إِلَهُ هَذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.) كورنثوس الثانية 4: 4
                                (31اَلآنَ دَيْنُونَةُ هَذَا الْعَالَمِ. اَلآنَ يُطْرَحُ رَئِيسُ هَذَا الْعَالَمِ خَارِجاً.) يوحنا 12: 31؛ 14: 3؛ 16: 11
                                (11وَأَمَّا عَلَى دَيْنُونَةٍ فَلأَنَّ رَئِيسَ هَذَا الْعَالَمِ قَدْ دِينَ.) يوحنا 16: 11
                                (2الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ،) أفسس 2: 2
                                فمن كتب هذه النصوص بالضبط على هوى الشيطان وإرضاءً له؟
                                وفى الوقت الذى نقرأ فيه هذه النصوص الجميلة، نجد يسوع لم يعاتب أحد من الأنبياء السابقين الذى اتهمهم الكتاب بالزنى، والذى جاء هو من نسلهم، وهذا يشهد على الكتاب بالتحريف، وإلا لأدان يسوع هؤلاء الأنبياء، واكتفى باتهامهم بأنهم كانوا لصوصًا وسراقًا: (8جَمِيعُ الَّذِينَ أَتَوْا قَبْلِي هُمْ سُرَّاقٌ وَلُصُوصٌ وَلَكِنَّ الْخِرَافَ لَمْ تَسْمَعْ لَهُمْ.) يوحنا 10: 8
                                وفى الوقت الذى ينتقد فيه من سبقه ويتهمهم بالسرقة، يأمر الرب نفسه موسى بسرقة المصريين أثناء خروجهم، ويرسم له خطة السرقة، ويساعدهم الرب نفسه بجعل عقول المصريين تتقبل هذه الحجة، التى يحتجون بها لسرقتهم.
                                فلماذا لم يستخدم الرب هذه الإمكانية الجبارة ليؤمن أهل مصر به دون حاجة إلى ضرباته لهم أو سرقتهم؟
                                ولا أفهم كيف لم يستخدم الرب هذه الإمكانية التى تعدِّل عقول الناس وضمائرهم ونفوسهم ليؤمن به سكان المدن التى أمر الرب بإبادتها وقتل كل كائن حى بها، دون أن يقتلهم الرب، ويأمر بقتل أطفالهم ونسائهم؟
                                ولا أعلم كيف لم يعدل عقول الذين كفروا به من اخوة يسوع ليؤمنوا به؟ وكيف لم يعدل عقل يهوذا الاسخريوطى ليتقى الله ولا يسلم معلمه إلى اليهود؟ فأين أحبوا أعداءكم؟ أم لا يتحرك الرب ويستخدم قوته ونفوذه إلا فى سرقة المصريين؟:
                                اقرأ: الرب يأمر موسى أن يأمر بنى إسرائيل بسرقة ذهب المصريين عند خروجهم من مصر: (21وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهَذَا الشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِينَ. 22بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتَسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ) خروج 3: 21-22
                                (35وَفَعَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. طَلَبُوا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَاباً. 36وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُِيُونِ الْمِصْرِيِّينَ حَتَّى أَعَارُوهُمْ. فَسَلَبُوا الْمِصْرِيِّينَ.) خروج 12: 35-36
                                كما بارك يعقوب فى سرقته النبوة من أخيه عيسو (تكوين الإصحاح 27)، وبارك سليمان فى تآمر ناثان أخيه مع أمه لسرقة النبوة من أبيه داود لصالح سليمان (ملوك الأول 1: 11-31).
                                ويعتبر أن الكلام البطَّال الذى يخرج من الفم هو الذى ينجس قائله: (11لَيْسَ مَا يَدْخُلُ الْفَمَ يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ بَلْ مَا يَخْرُجُ مِنَ الْفَمِ هَذَا يُنَجِّسُ الإِنْسَانَ».) متى 15: 11
                                فى الوقت الذى اتهم هو فيه الأنبياء بالسرقة دون أن يأتى بالإثبات، وسبَّ فيه الكهنة: (13«لَكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلاَ تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلاَ تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ! ..... 16وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْقَادَةُ الْعُمْيَانُ .... 17أَيُّهَا الْجُهَّالُ وَالْعُمْيَانُ ........ 25وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ وَهُمَا مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوآنِ اخْتِطَافاً وَدَعَارَةً! 26أَيُّهَا الْفَرِّيسِيُّ الأَعْمَى .... 27وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُوراً مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً وَهِيَ مِنْ دَاخِلٍ مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. 28هَكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَاراً وَلَكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِلٍ مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْماً! ... 31فَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنَّكُمْ أَبْنَاءُ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءِ. 32فَامْلَأُوا أَنْتُمْ مِكْيَالَ آبَائِكُمْ. 33أَيُّهَا الْحَيَّاتُ أَوْلاَدَ الأَفَاعِي كَيْفَ تَهْرُبُونَ مِنْ دَيْنُونَةِ جَهَنَّمَ؟) متى 23: 13-33
                                بينما يقول فى موضع آخر: (21«قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ: لاَ تَقْتُلْ وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ. 22وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.) متى 5: 21-22
                                واعتبر يعقوب الرجل الكامل هو من لا يغتاب ولا ينم ولا يسب: (إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْثُرُ فِي الْكَلاَمِ فَذَاكَ رَجُلٌ كَامِلٌ، قَادِرٌ أَنْ يُلْجِمَ كُلَّ الْجَسَدِ أَيْضاً) يعقوب 3: 2
                                فهل كان الرب كاملا مثلما أراد تعليم عبيده؟ لا، فقد أمر الرب نفسه بسب داود: (10فَقَالَ الْمَلِكُ: «مَا لِي وَلَكُمْ يَا بَنِي صَرُويَةَ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ: سُبَّ دَاوُدَ. وَمَنْ يَقُولُ: لِمَاذَا تَفْعَلُ هَكَذَا؟» 11وَقَالَ دَاوُدُ لأَبِيشَايَ وَلِجَمِيعِ عَبِيدِهِ: «هُوَذَا ابْنِي الَّذِي خَرَجَ مِنْ أَحْشَائِي يَطْلُبُ نَفْسِي، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآنَ بِنْيَامِينِيٌّ؟ دَعُوهُ يَسُبَّ لأَنَّ الرَّبَّ قَالَ لَهُ.) صموئيل الثانى 16: 10-11
                                لذلك ليس بغريب أن لا يثق الرب بعبيده، ولا يأتمن ملائكته، كما قال أيوب: (18هُوَذَا عَبِيدُهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَإِلَى مَلاَئِكَتِهِ يَنْسِبُ حَمَاقَةً.) أيّوب4: 18
                                وهكذا يغتاب الرب رسله الذين أرسلهم، فى الوقت الذى ينهى عن قول أى كلمة باطلة على الغير: (إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَاباً يَوْمَ الدِّينِ.) متى 12: 36
                                وهكذا لا تثق فيه رسله أيضًا؛ وذلك لما قرأوه من أن روح رديئة من عند الرب تملكت شاول وتسببت فى هلاكه: (14وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ. 15فَقَالَ عَبِيدُ شَاوُلَ لَهُ: «هُوَذَا رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ يَبْغَتُكَ.) صموئيل الأول 16: 14-15
                                (23وَأَرْسَلَ الرَّبُّ رُوحاً رَدِيئَاً بَيْنَ أَبِيمَالِكَ وَأَهْلِ شَكِيمَ، فَغَدَرَ أَهْلُ شَكِيمَ بِأَبِيمَالِكَ.) القضاة 9: 23
                                وقال بولس بما أوحاه إليه يسوع: (إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا! 32اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ) رومية 8: 31-33
                                واشتكى نبى الله أيوب من سوء معاملة الرب له، واضهاده إياه: (6فَاعْلَمُوا إِذاً أَنَّ اللهَ قَدْ عَوَّجَنِي وَلَفَّ عَلَيَّ أُحْبُولَتَهُ. 7هَا إِنِّي أَصْرُخُ ظُلْماً فَلاَ أُسْتَجَابُ. أَدْعُو وَلَيْسَ حُكْمٌ. 8قَدْ حَوَّطَ طَرِيقِي فَلاَ أَعْبُرُ وَعَلَى سُبُلِي جَعَلَ ظَلاَماً. 9أَزَالَ عَنِّي كَرَامَتِي وَنَزَعَ تَاجَ رَأْسِي. 10هَدَمَنِي مِنْ كُلِّ جِهَةٍ فَذَهَبْتُ وَقَلَعَ مِثْلَ شَجَرَةٍ رَجَائِي 11وَأَضْرَمَ عَلَيَّ غَضَبَهُ وَحَسِبَنِي كَأَعْدَائِهِ.) أيّوب 19: 6-11
                                وكرر شكواه قائلا: (12مِنَ الْوَجَعِ أُنَاسٌ يَئِنُّونَ وَنَفْسُ الْجَرْحَى تَسْتَغِيثُ وَاللهُ لاَ يَنْتَبِهُ إِلَى الظُّلْمِ.) أيوب 24: 12
                                ويغربل الرب إله المحبة الأمم بغربال السوء: (27هُوَذَا اسْمُ الرَّبِّ يَأْتِي مِنْ بَعِيدٍ. غَضَبُهُ مُشْتَعِلٌ وَالْحَرِيقُ عَظِيمٌ. شَفَتَاهُ مُمْتَلِئَتَانِ سَخَطاً وَلِسَانُهُ كَنَارٍ آكِلَةٍ 28وَنَفْخَتُهُ كَنَهْرٍ غَامِرٍ يَبْلُغُ إِلَى الرَّقَبَةِ. لِغَرْبَلَةِ الأُمَمِ بِغُرْبَالِ السُّوءِ وَعَلَى فُكُوكِ الشُّعُوبِ رَسَنٌ مُضِلٌّ.) أشعياء 30: 27-28
                                ووضع يده فى يد الشيطان للإنتقام من نبيه أخاب: (19وَقَالَ: [فَاسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ الرَّبِّ: قَدْ رَأَيْتُ الرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ، وَكُلُّ جُنْدِ السَّمَاءِ وُقُوفٌ لَدَيْهِ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 20فَقَالَ الرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هَذَا هَكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هَكَذَا. 21ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَسَأَلَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هَكَذَا.) ملوك الأول 22: 19-22!
                                واتفق رب الأرباب مع الشيطان لإغواء عبده البار أيوب: (6وَكَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَنَّهُ جَاءَ بَنُو اللهِ لِيَمْثُلُوا أَمَامَ الرَّبِّ وَجَاءَ الشَّيْطَانُ أَيْضَاً فِي وَسَطِهِمْ. 7فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [مِنْ أَيْنَ جِئْتَ؟] فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [مِنْ الْجَوَلاَنِ فِي الأَرْضِ وَمِنَ التَّمَشِّي فِيهَا]. 8فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِّ]. 9فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: [هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ]. 12فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: [هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ]. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ.) أيوب 2: 6-12
                                بل وصفوه بصفات الشيطان، فقالوا: (19يَذْهَبُ بِالْكَهَنَةِ أَسْرَى وَيَقْلِبُ الأَقْوِيَاءَ. 20يَقْطَعُ كَلاَمَ الأُمَنَاءِ وَيَنْزِعُ ذَوْقَ الشُّيُوخِ. 21يُلْقِي هَوَاناً عَلَى الشُّرَفَاءِ وَيُرْخِي مِنْطَقَةَ الأَشِدَّاءِ. 22يَكْشِفُ الْعَمَائِقَ مِنَ الظَّلاَمِ وَيُخْرِجُ ظِلَّ الْمَوْتِ إِلَى النُّورِ. 23يُكَثِّرُ الأُمَمَ ثُمَّ يُبِيدُهَا. يُوَسِّعُ لِلأُمَمِ ثُمَّ يُشَتِّتُها. 24يَنْزِعُ عُقُولَ رُؤَسَاءِ شَعْبِ الأَرْضِ وَيُضِلُّهُمْ فِي تِيهٍ بِلاَ طَرِيقٍ. 25يَتَلَمَّسُونَ فِي الظَّلاَمِ وَلَيْسَ نُورٌ وَيُرَنِّحُهُمْ مِثْلَ السَّكْرَانِ) أيّوب 12: 19-25
                                بل نسبوا إليه اضطهاد أنبيائه: (20إِلَيْكَ أَصْرُخُ فَمَا تَسْتَجِيبُ لِي. أَقُومُ فَمَا تَنْتَبِهُ إِلَيَّ. 21تَحَوَّلْتَ إِلَى جَافٍ مِنْ نَحْوِي. بِقُدْرَةِ يَدِكَ تَضْطَهِدُنِي) أيّوب 30: 20-21
                                ونسبوا إليه سب كل أنبيائه وكهنته: (33وَإِذَا سَأَلَكَ هَذَا الشَّعْبُ أَوْ نَبِيٌّ أَوْ كَاهِنٌ: [مَا وَحْيُ الرَّبِّ؟] فَقُلْ لَهُمْ: [أَيُّ وَحْيٍ؟ إِنِّي أَرْفُضُكُمْ - هُوَ قَوْلُ الرَّبِّ. 34فَالنَّبِيُّ أَوِ الْكَاهِنُ أَوِ الشَّعْبُ الَّذِي يَقُولُ: وَحْيُ الرَّبِّ - أُعَاقِبُ ذَلِكَ الرَّجُلَ وَبَيْتَهُ.) إرمياء 23: 33-34
                                (31اَلأَنْبِيَاءُ يَتَنَبَّأُونَ بِالْكَذِبِ وَالْكَهَنَةُ تَحْكُمُ عَلَى أَيْدِيهِمْ وَشَعْبِي هَكَذَا أَحَبَّ.) إرمياء 5: 31
                                (11وَأَقَمْتُ مِنْ بَنِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَمِنْ فِتْيَانِكُمْ نَذِيرِينَ. أَلَيْسَ هَكَذَا يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ يَقُولُ الرَّبُّ؟ 12لَكِنَّكُمْ سَقَيْتُمُ النَّذِيرِينَ خَمْراً وَأَوْصَيْتُمُ الأَنْبِيَاءَ قَائِلِينَ: لاَ تَتَنَبَّأُوا.) عاموس 2: 11-12
                                (لاَ تَغِشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ الَّذِينَ فِي وَسَطِكُمْ وَعَرَّافُوكُمْ وَلاَ تَسْمَعُوا لأَحْلاَمِكُمُ الَّتِي تَتَحَلَّمُونَهَا. 9لأَنَّهُمْ إِنَّمَا يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ بِاسْمِي بِالْكَذِبِ. أَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ.) إرمياء 29: 8-9
                                (3هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: وَيْلٌ لِلأَنْبِيَاءِ الْحَمْقَى الذَّاهِبِينَ وَرَاءَ رُوحِهِمْ وَلَمْ يَرُوا شَيْئاً. 4أَنْبِيَاؤُكَ يَا إِسْرَائِيلُ صَارُوا كَـالثَّعَالِبِ فِي الْخِرَبِ.) حزقيال 13: 3
                                (26كَهَنَتُهَا خَالَفُوا شَرِيعَتِي وَنَجَّسُوا أَقْدَاسِي. لَمْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ الْمُقَدَّسِ وَالْمُحَلَّلِ، وَلَمْ يَعْلَمُوا الْفَرْقَ بَيْنَ النَّجِسِ وَالطَّاهِرِ، وَحَجَبُوا عُيُونَهُمْ عَنْ سُبُوتِي فَتَدَنَّسْتُ فِي وَسَطِهِمْ. 27رُؤَسَاؤُهَا فِي وَسَطِهَا كَذِئَابٍ خَاطِفَةٍ خَطْفاً لِسَفْكِ الدَّمِ، لإِهْلاَكِ النُّفُوسِ لاِكْتِسَابِ كَسْبٍ. 28وَأَنْبِيَاؤُهَا قَدْ طَيَّنُوا لَهُمْ بِـالطُّفَالِ، رَائِينَ بَاطِلاً وَعَارِفِينَ لَهُمْ كَذِباً، قَائِلِينَ: هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ وَالرَّبُّ لَمْ يَتَكَلَّمْ!) حزقيال 22: 26-28
                                (6فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللَّهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِكُمْ! 7يَا مُرَاؤُونَ! حَسَناً تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً: 8يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً. 9وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ».) متى 15: 6-9
                                ونسبوا إليه الجهل والضعف: (25لأَنَّ جَهَالَةَ اللهِ أَحْكَمُ مِنَ النَّاسِ! وَضَعْفَ اللهِ أَقْوَى مِنَ النَّاسِ!) كورنثوس الأولى 1: 25
                                وفى الوقت الذى ينبغى أن يكون الرب فيه إله للعالمين، يحب الناس كلهم، المخطى والبار، يأمر الرب باختطاف بنات شيلوه واغتصابهن: (20واوصوا بني بنيامين قائلين امضوا واكمنوا في الكروم. 21وانظروا فإذا خرجت بنات شيلوه ليدرن في الرقص فاخرجوا أنتم من الكروم واخطفوا لأنفسكم كل واحد امرأته من بنات شيلوه واذهبوا إلى أرض بنيامين.) قضاة 21: 20-21
                                وكرر هذه الجريمة بنفسه، إذ تجسَّد من امرأة مخطوبة لعبد من عباده: (لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ)متى 1: 18
                                ويأمر بالإبادة الجماعية لأعدائه، فلا يرحم الطفل ولا المرأة ولا المسنين، ولا حتى الحيوانات: (3فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلاً وَامْرَأَةً, طِفْلاً وَرَضِيعاً, بَقَراً وَغَنَماً, جَمَلاً وَحِمَاراً» ...) صموئيل الأول 15: 3
                                ولا يرحم الأجنة فى بطون أمهاتهم: (8يَا بِنْتَ بَابِلَ الْمُخْرَبَةَ طُوبَى لِمَنْ يُجَازِيكِ جَزَاءَكِ الَّذِي جَازَيْتِنَا! 9طُوبَى لِمَنْ يُمْسِكُ أَطْفَالَكِ وَيَضْرِبُ بِهِمُ الصَّخْرَةَ!) مزامير 137: 8-9
                                (16تُجَازَى السَّامِرَةُ لأَنَّهَا قَدْ تَمَرَّدَتْ عَلَى إِلَهِهَا. بِـالسَّيْفِ يَسْقُطُونَ. تُحَطَّمُ أَطْفَالُهُمْ وَالْحَوَامِلُ تُشَقُّ) هوشع 13: 16
                                ويُحِثُّ على الإستعمار وأكل الربا والعنصرية: (19«لا تُقْرِضْ أَخَاكَ بِرِباً رِبَا فِضَّةٍ أَوْ رِبَا طَعَامٍ أَوْ رِبَا شَيْءٍ مَا مِمَّا يُقْرَضُ بِرِباً 20لِلأَجْنَبِيِّ تُقْرِضُ بِرِباً وَلكِنْ لأَخِيكَ لا تُقْرِضْ بِرِباً لِيُبَارِكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ فِي كُلِّ مَا تَمْتَدُّ إِليْهِ يَدُكَ فِي الأَرْضِ التِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِليْهَا لِتَمْتَلِكَهَا.) تثنية 23: 19-20
                                بل ويعطى عبيده المصطفين تعاليم ضالة، بدلا من أن يكون هاديًا لهم، حتى جعلهم يقدمون أبناءهم البكر محرقة له: (25وَأَعْطَيْتُهُمْ أَيْضاً فَرَائِضَ غَيْرَ صَالِحَةٍ وَأَحْكَـاماً لاَ يَحْيُونَ بِهَا 26وَنَجَّسْتُهُمْ بِعَطَايَاهُمْ إِذْ أَجَازُوا فِي النَّارِ كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ لأُبِيدَهُمْ, حَتَّى يَعْلَمُوا أَنِّي أَنَا الرَّبُّ.) حزقيال 24: 25-26
                                ويقبل المكره على دينه، والداخل فيه خوفًا دون إيمان حقيقى، وذلك لأن الرب فى عرفهم يهودى متعصب: (16وَكَانَ لِلْيَهُودِ نُورٌ وَفَرَحٌ وَبَهْجَةٌ وَكَرَامَةٌ. 17وَفِي كُلِّ بِلاَدٍ وَمَدِينَةٍ كُلِّ مَكَانٍ وَصَلَ إِلَيْهِ كَلاَمُ الْمَلِكِ وَأَمْرُهُ كَانَ فَرَحٌ وَبَهْجَةٌ عِنْدَ الْيَهُودِ وَوَلاَئِمُ وَيَوْمٌ طَيِّبٌ. وَكَثِيرُونَ مِنْ شُعُوبِ الأَرْضِ تَهَوَّدُوا لأَنَّ رُعْبَ الْيَهُودِ وَقَعَ عَلَيْهِمْ.) أستير 8: 11-17
                                وفى الوقت الذى يصفون الإله بأنه عزيز لا يُقهر، قوى لا يُغلب، يؤمنون أنه غًلب، وقُهر، بل مات ميتة الملاعين من أجلهم: (13أُوصِيكَ أَمَامَ اللهِ الَّذِي يُحْيِي الْكُلَّ وَالْمَسِيحِ يَسُوعَ الَّذِي شَهِدَ لَدَى بِيلاَطُسَ الْبُنْطِيِّ بِالاِعْتِرَافِ الْحَسَنِ: 14أَنْ تَحْفَظَ الْوَصِيَّةَ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ لَوْمٍ إِلَى ظُهُورِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، 15الَّذِي سَيُبَيِّنُهُ فِي أَوْقَاتِهِ الْمُبَارَكُ الْعَزِيزُ الْوَحِيدُ، مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ، 16الَّذِي وَحْدَهُ لَهُ عَدَمُ الْمَوْتِ، سَاكِناً فِي نُورٍ لاَ يُدْنَى مِنْهُ، الَّذِي لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَاهُ، الَّذِي لَهُ الْكَرَامَةُ وَالْقُدْرَةُ الأَبَدِيَّةُ. آمِينَ.) تيموثاوس الأولى 6: 13-16
                                نجدهم جعلوه يُهان، ويبصق فى وجهه ويموت: (27فَأَخَذَ عَسْكَرُ الْوَالِي يَسُوعَ إِلَى دَارِ الْوِلاَيَةِ وَجَمَعُوا عَلَيْهِ كُلَّ الْكَتِيبَةِ 28فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيَّاً 29وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» 30وَبَصَقُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. 31وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ.) متى 27: 27-31
                                (50فَصَرَخَ يَسُوعُ أَيْضاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.) متى 27: 45-50
                                ثم لعنوه تخلصًا من ذنوبهم: (13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».) غلاطية 3: 13
                                وفى الوقت الذى يصف فيه الكتاب الرب بأنه لا تسعه السماوات، نراه قد وسعه رحم أمه، ثم كفن وقبر: و(27لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، …) ملوك الأول 8: 27
                                (58فَهَذَا تَقَدَّمَ إِلَى بِيلاَطُسَ وَطَلَبَ جَسَدَ يَسُوعَ. فَأَمَرَ بِيلاَطُسُ حِينَئِذٍ أَنْ يُعْطَى الْجَسَدُ. 59فَأَخَذَ يُوسُفُ الْجَسَدَ وَلَفَّهُ بِكَتَّانٍ نَقِيٍّ 60وَوَضَعَهُ فِي قَبْرِهِ الْجَدِيدِ) متى 27: 58-60
                                ولا يوجد تعارض أو تضارب بين تعاليم الله تعالى فى كتابه، الذى تعهَّد بحفظه، وتعاليم رسوله صلى الله عليه وسلم، أو تعاليم الله وتطبيق الرسول صلى الله عليه وسلم. وإن كان هناك تقصير فهو من المسلمين، سواء فى الفهم أو التطبيق.
                                * * *
                                غ 25- الإلتزام التام للنبى بتعاليم الله على نفسه وأسرته وأصدقائه، وأتباعه
                                يقول الله تعالى: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ﴾ الأحزاب: 30
                                وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ، فَقَالُوا: مَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالُوا: وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ، فَقَالَ: أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ؟ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ، فَقَالَ: إنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ، وَاَيْمُ اللَّهِ: لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا.)
                                وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن بطَّأ به عملُه، لم يسرعْ به نَسبُه) [ذَكَره الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة، برقم (163) (1/240)، وفي صحيح الترغيب والترهيب، باب الترغيب في الحياء، وما جاء في فضله والترهيب من الفحش والبذاء، برقم (2963) (3/79)].
                                ويؤكِّده قوله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة بنت محمد اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا، يا صفية عمة رسول الله اعملي فإني لا أغني عنك من الله شيئا، يا عباس عم رسول الله اعمل فإني لا أغني عنك من الله شيئا، لا يأتيني الناس يوم القيامة بأعمالهم وتأتوني بأنسابكم، واعلموا أنه لن يدخل أحدكم الجنة بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل) [رواه مسلم عن عائشة]
                                وقد أقام رسول الله الحد على ثلاثة من الصحابة ممن قالوا في حادثة الإفك: روى أبو داوود وحسنه الالبانى عن محمد بن إسحاق (فأمر برجلين وامرأة ممن تكلم بالفاحشة حسان بن ثابت ومسطح بن أثاثة قال النفيلي ويقولون المرأة حمنة بنت جحش - أخت أم المؤمنين زينب بنت جحش).
                                ومن المعلوم لكل من قرأ القرآن سموه بخلق المسلم، ونهيه عن كل ما يشين إنسانية المرء من حسد، وحقد، وكذب، وكسل، وتغييب العقل، وزنى، وسرقة، وفجور، وتعصب، وكره للآخرين، وعقوق الوالدين، وعدم نصرة الله تعالى ودينه، وعدم الوقوف مع الحق، وغيره من سوء الخلق.
                                ومن المعلوم بالضرورة عصمة كل أنبياء الله من الوقوع فى الكبائر، أو عدم اتباع شرع الله، أو التهاون فيه، أو نسيان شيء منه. وقد كانت أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم تجسدًا لأخلاق القرآن، أى كانت تطبقًا عمليًا لأخلاق القرآن.
                                ويقول الدكتور راغب السرجانى فى مقاله (عظمة أخلاق رسول الله)
                                تسمو أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم سموًّا لا يدانيه سموٌّ، فكان بحقٍّ إنسانًا بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ وظلال، فالله I يصطفى لنبوَّتِه ورسالاته خير البشر، وأكملهم عقلاً، وأقواهم نفسًا، وأنورهم قلبًا، وأقدرهم على تحمُّل المسئولية؛ لأنهم -صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا- قدوة لبني البشر، ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان المنارة التي يهتدي بها السائرون في ظلمات الجهل، فكانت أخلاقه قمَّة سامية، ومعاملاته نبعًا صافيًا.
                                وإن المتأمِّل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدها نبعًا سخيًّا، ومصدرًا ثريًّا لكل أنواع العظمة الإنسانيَّة، وكيف لا يكون كذلك وقد اصطفاه الله على بني آدم، وختم به أنبياءه ورسله، فكانت حياته أنصع حياة عرفتها الإنسانيَّة منذ نشأتها، فاستحقَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفَ الله تبارك وتعالى له بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم: 4
                                وكان كمال أخلاقه دليلاً على نبوَّته صلى الله عليه وسلم ؛ لذلك آمن الكثير بنُبُوَّته بعد أن شاهدوا هذه الأخلاق بأعينهم، أو قرءوا عنها بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي أخلاق عملية ظهرت في أروع صورها في كل باب من أبواب الأخلاق المعروفة.
                                عظمة أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم
                                لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أُسوة حسنة، ومثالاً يُحتذى به في كل شيء، فكانت أخلاقه مثالاً للفرد والجماعة، ودليلاً أكيدًا على نُبُوَّته صلى الله عليه وسلم ؛ فقد استطاع بالمنهج الربَّاني الذي أُوحي إليه أن يبني أُمَّة من لا شيء، وأن يُقيم حضارة استحال على الزمان أن يجود بمثلها، هذه الحضارة بُنِيَتْ دعائمها على الأخلاق؛ لذلك قال صلى الله عليه وسلم [إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِمَ مَكَارَمَ الأَخْلاَقِ]. ذكره الحاكم عن أبي هريرة (4221).
                                ويكفى رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم شرفًا أن الله I قد شهد له بعظمة الأخلاق فقال تعالى: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) القلم: 4، وهذه الشهادة الكبرى من الله جل وعلا في حقِّ نَبِيِّه صلى الله عليه وسلم دليل على أن أخلاقه صلى الله عليه وسلم كانت عظيمة منذ خلقه الله؛ولذلك اشتهر بين قومه بالصادق الأمين،ولم يجرؤ أحد منهم
                                على وصفه بالكذب أو الخيانة، بل افتروا وسائل أخرى لصدِّ الناس عنه؛ كالجنون والسحر.. وغير ذلك، ولم يكن وصف الله تعالى لنبيِّه محمد صلى الله عليه وسلم بعظمة الأخلاق وصفًا لحاله صلى الله عليه وسلم فقط، بل إشارة منه I إلى أن الأخلاق الحسنة ممَّا لا تجامع الجنون أو السحر أو غير ذلك ممن افتروه على رسول الله r، وأنه كلمَّا كان الإنسان أحسن خُلُقًا كان أبعد ما يكون عن الجنون. [انظر: شهاب الدين الألوسي: روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني 29/25. بتصرف]

                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                مغلق: علوم الاجنة
                                بواسطة Momen Abedi
                                ابتدأ بواسطة Momen Abedi, 12 ديس, 2021, 07:30 ص
                                ردود 5
                                168 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                                ابتدأ بواسطة ARISTA talis, 1 ديس, 2021, 08:18 م
                                ردود 9
                                352 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة طالب علم مصري
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 13 يول, 2021, 12:17 ص
                                ردود 5
                                428 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 20 ماي, 2021, 11:43 م
                                رد 1
                                303 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                ابتدأ بواسطة Mohamed Karm, 15 ماي, 2021, 02:16 ص
                                ردود 0
                                206 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة Mohamed Karm
                                بواسطة Mohamed Karm
                                يعمل...