رد: نصرانيات خفيفة
محمود داود
المطوية الأولى : هل المسيح خالق ؟!
يقولون أن المسيح هو الله لأنه خلق طيرًا , وماذا عن تبارك الله أحسن الخالقين؟
تعالوا نقرأ الأية أولاً , فالآية تقول (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ ) آل عمران 49 , وإليكم عدة ملاحظات:
*الآية تصرح أن المسيح رسول الله إلى بني إسرائيل وليس إله إلى بني إسرائيل .
*الآية تصرح أن هذه المعجزة من الله (قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) فكيف يكون هو الله ويأتي بمعجزة من الله؟
هل خلق المسيح طيرا بالفعل ؟
الإجابة ( لا ) المسيح لم يخلق طيرا, بل الأية تقول (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) هل لاحظت كلمة (كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ)! أي إنه يفعل كما يفعل النَّحَّات , فإنه ينحت من الطين على هيئة طير , ويمكن لأي شخص أن يفعل ذلك.
ولكن المسيح نفخ في هيئة الطير فيكون طيرا , إذن هو الله ؟
ليس صحيحا , فالآية تقول (فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ ) , أي إنه ينفح فيه فيكون طيرًا بإذن الله , وليس بإذن المسيح نفسه , فكيف يكون هو الله ويقول فأنفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله ؟ , ببساطة: لو ربنا أذنَ لي أن أنفخ في هذه الورقة فتتحول إلى طير وتطير, فما الإشكال إذا كان الأمر متعلق بإذن الله وليس بإذني ولا بإرادتي ؟
فما معنى كلمة خلق ؟
الخلق في اللغة معناه ( التقدير أو الإبداع – المعجم الوسيط) , فالخَلق نوعان:
النوع الأول وهو الخلق الإبداعي:
فنجد مثلاً هذه الآية(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ –البقرة117), أي أن الله أبدع السموات والأرض .
النوع الثاني وهو الخلق التقديري:
أي التحويل من صورة لإخرى, مثلما يفعل النجار ويحول الشجرة إلى كرسي ومكتب .
كيف نفرق بين الخلق الإبداعي والتقديري؟ ,وما النوع الذي خلق به المسيح؟
الفرق في ثلاث نقاط وهم:
الخلق الإبداعي: لا نستطيع أن نفعل مثله , يكون خلق على غير مثال سابق , يكون خلق من عدم
فلا نستطيع أن نخلق مثل السموات والأرض , السموات والأرض على غير مثال سابق, ومخلوقين من عدم ,, وإن قالوا أن الله خلق سيدنا آدم من طين , فنقول: أن الله خلق الأرض أولاً من عدم , ثم خلق منها آدم , فالخلق أصبح من عدم .
الخلق التقديري: نستطيع أن نفعل مثله , يكون على مثال سابق , يكون خلق من مادة اخرى مخلوقة
تعالوا الآن نطبق هذه النقاط لنعرف ما هو النوع الذي خلق به المسيح وهو (خلق من الطين كهيئة الطير)
هل نستطيع أن نخلق من الطين كهيئة الطير؟ نعم , هل المسيح خلق على مثال سابق؟نعم فالطيور موجودة من قبل المسيح , هل المسيح خلق من مادة اخرى مخلوقة؟ نعم فهو خلق من طين والطين مخلوق من قبل ,, إذن النوع الذي خلق به المسيح هو خلق تقديري , وليس خلق إبداعي .
هل تُطلق كلمة خلق على الأشياء المصنوعة ؟وهل لم تستخدم كلمة خلق مع أحد غير المسيح؟
*فهناك آية في القرآن الكريم تقول(إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكا – العنكبوت 17ً) فمعنى تخلقون إفكا أي: تقولون كذبا , أو تصنعون كذبا , فهنا كلمة ( تخلقون ) استخدمت لتدل على الصنع , فهل الكذب مخلوق ؟
*و يوجد حديث في صحيح البخاري يقول (إنَّ أصحابَ هذه الصورِ يُعذَّبون يومَ القيامةِ، ويقال لهم : أحيوا ما خلقتُم) ,فالله يقول لأصحاب الصور أحيوا ما خلقتم , فقيل على الصور انها مخلوقة , وهنا استُخدمت كلمة خلق مع غير المسيح , فالمصورين أيضًا يخلقون صورهم كما نص الحديث .
وماذا عن آية(فتبارك الله أحسن الخالقين)فهل هناك خالقين غير الله؟
كما أوضحنا من قبل أن هناك نوعين من الخلق وهما( خلق إبداعي , خلق تقديري) فالخلق الإبداعي من عدم وعلى غير مثال سابق ولا نستطيع أن نخلق مثله , أما الخلق التقديري: لا يكون من عدم بل من مادة مخلوقة اخرى ونستطيع أن نأتي بمثله ويكون على مثال سابق موجود من قبل .
أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ: أي أتقن الصانعين. يقال لمن صنع شيئاً خَلَقه؛ ومنه قول الشاعر: (ولأنت تَفرِي ما خلقتَ وبعضُ القوم يخلٌقُ ثم لا يَفرِي) فهذا المراد ها هنا أن بني آدم قد يصورون ويقدرون ويصنعون الشيء فالله خير المصورين والمقدرين , فالنجار يصنع ويقدر من الخشب كرسي , والمسيح يصنع ويقدر من الطين كهيئة الطير وكذلك النحات , فقد يقال على النجار في اللغة: انه خلق من الشجر كرسي ومكتب , وقد يقال على النحات في اللغة: إنه يخلق من الطين كهيئة الحيوانات , فهذا ما نُص عليه في معجم لسان العرب و الصحاح في اللغة والقاموس المحيط , فالله هو الوحيد الخالق البديع الذي يخلق من عدم ويخلق على غير مثال سابق ولا نستطيع أن نخلق مثله , أما غيره فقد يخلق خلقًا تقديريًا ويكونُ خلقًا بمعنى الصنع ونستطيع أن نصنع مثله ولا يكون من عدم ويكون على مثال سابق موجود من قبل .
ماذا عن أن المسيح يُحيي الموتى ويشفي المرضى؟
فالآية تقول(وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ-آل عمران49)
فكما أوضحنا سابقًا أن الآية في أولها تقول(وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) أي إنه يؤكد على انه رسول وأتى بهذه المعجزات من عند الله , والآية واضحة تمامًا وتقول ( بإذن الله ) ولو إذنَ الله لأي شخص أن يفعل هذا سيفعل بكل تأكيد , بالإضافة إلى أن المسيح لم يتميز بهذه المعجزات دون غيره , فنجد أيضًا في القران أن سيدنا موسى أقام ميتا وذلك عندما ضرب الميت بجزء من بقرة بني إسرائيل (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة : 73) فهل سيدنا موسى أصبح إله؟ وكذلك سيدنا إبراهيم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة : 260) فبالرغم من أن الطيركان مقطوعًا إلى أجزاء ومبعثراعلى رؤوس الجبال إلا أن سيدنا إبراهيم دعا الطير فأتوه سعيًا , فهل أصبح سيدنا إبراهيم إله ؟
ونجد أيضًا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشفي المرضى في مواضع كثيرة وسنكتفي بذكر واحد فقط , وذلك في حديث بصحيح البخاري (رأيتُ أثرَ ضَربةٍ في ساقِ سَلَمَةَ، فقُلْت : يا أبا مُسلمٍ، ما هذه الضَّرْبَةُ ؟ فقال : هذه ضربةٌ أصابتني يومَ خَيبرَ، فقال الناسُ : أُصيبَ سَلَمَةُ، فأتيتُ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنَفَثَ فيهِ ثلاثَ نَفَثاتٍ، فما اشْتَكَيْتُها حتى الساعةِ) , فهل أصبح مُحمد النبي عليه الصلاة والسلام إله؟
ولماذا لم يأذن الله لغير المسيح بهذه المعجزات ؟
قد يميز الله كل نبي و رسول بمعجزات خاصة به , فهل تم وضع المسيح في النار كما وُضع إبراهيم(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) ؟ هل كان للمسيح مُلك مثل مُلك سيدنا سليمان (وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي) ؟ هل المسيح شق البحر كما شقه سيدنا موسى؟ هل المسيح كان يفهم كلام الطير مثل سيدنا سليمان (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ)؟ هل كان للمسيح جنود من الجن والإنس كما لسيدنا سليمان (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)؟ هل كان للمسيح أن تسبح معه الجبال والطير ولآن له الحديد كما لسيدنا داود(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) ؟ بالطـــبع ((لا)) , فكما قلنا ميز الله كل نبي ورسول بمعجزة وهذا لا يقدح في أي منهما .
لماذا معجزات المسيح كانت خلق الطير والشفاء وإحياء الموتى بإذن الله؟
يشترط في معجزات كل نبي ورسول أن تكون مناسبة للقوم الذي بُعث فيهم , فمثلاً: لو اكتشفت اكتشافا طبيا جديدا, وعرضته على عالم في الفيزياء , فلن يصدقني عالم الفيزياء ..لماذا؟ لأنه أصلاً لا يفهم في علم الطب وسيشكك فيما توصلت إليه وربما يقول: قد يكون هناك أحد الأطباء سبقك بهذا الاكتشاف أو قد يكون اكتشافك غير مؤثر .. لماذا يقول ذلك؟ لأن عالم الفيزياء لا يفهم في الطب ,, لذلك لابد وأن تكون ا لمعجزة مناسبة للقوم الذي بُعث فيهم كل رسول حتى يفهموها ويعلموا إنها بالفعل معجزة إلهية.
فنجد في قاموس الكتاب المقدس صفحة 572-573 يقول(ونرى نتيجة القوانين الصحية في عدم إصابة بني إسرائيل بكثير من الأمراض الوافدة. فقد كان بين اليهود قوابل وأطباء وجراحون. وفي أيام الملوك كثر عدد الأطباء ( 2 أخبار 16: 12 وار 8: 22 ). وهكذا في أيام المسيح ( مر 5: 26 ) وكان في الهيكل طبيب خاص وفي كل مقاطعة طبيب وجراح. واشتهر سليمان الحكيم بفن الطب وفي مؤلفاته عدة إشارات طبية)
فكان الطب مشتهرًا في أيام المسيح , لذلك كانت معجزاته متعلقة بالطب مثل(شفاء الأمراض بإذن الله , إحياء الموتى بإذن الله,يخلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله) حتى تكون مناسبة للقوم الذين بُعث فيهم .
وبهذا يتبين ان إحياء الموتى والخلق ما هي إلا آيات أيد الله بها رسوله المسيح عليه السلام ،كما أيد كل رسله بآيات تثبت صدق دعوتهم وليس كما يزعم النصارى ان ذلك دليل على ألوهيته
محمود داود
المطوية الأولى : هل المسيح خالق ؟!
يقولون أن المسيح هو الله لأنه خلق طيرًا , وماذا عن تبارك الله أحسن الخالقين؟
تعالوا نقرأ الأية أولاً , فالآية تقول (وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ ) آل عمران 49 , وإليكم عدة ملاحظات:
*الآية تصرح أن المسيح رسول الله إلى بني إسرائيل وليس إله إلى بني إسرائيل .
*الآية تصرح أن هذه المعجزة من الله (قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) فكيف يكون هو الله ويأتي بمعجزة من الله؟
هل خلق المسيح طيرا بالفعل ؟
الإجابة ( لا ) المسيح لم يخلق طيرا, بل الأية تقول (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) هل لاحظت كلمة (كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ)! أي إنه يفعل كما يفعل النَّحَّات , فإنه ينحت من الطين على هيئة طير , ويمكن لأي شخص أن يفعل ذلك.
ولكن المسيح نفخ في هيئة الطير فيكون طيرا , إذن هو الله ؟
ليس صحيحا , فالآية تقول (فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ ) , أي إنه ينفح فيه فيكون طيرًا بإذن الله , وليس بإذن المسيح نفسه , فكيف يكون هو الله ويقول فأنفخ فيه فيكون طيرًا بإذن الله ؟ , ببساطة: لو ربنا أذنَ لي أن أنفخ في هذه الورقة فتتحول إلى طير وتطير, فما الإشكال إذا كان الأمر متعلق بإذن الله وليس بإذني ولا بإرادتي ؟
فما معنى كلمة خلق ؟
الخلق في اللغة معناه ( التقدير أو الإبداع – المعجم الوسيط) , فالخَلق نوعان:
النوع الأول وهو الخلق الإبداعي:
فنجد مثلاً هذه الآية(بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ –البقرة117), أي أن الله أبدع السموات والأرض .
النوع الثاني وهو الخلق التقديري:
أي التحويل من صورة لإخرى, مثلما يفعل النجار ويحول الشجرة إلى كرسي ومكتب .
كيف نفرق بين الخلق الإبداعي والتقديري؟ ,وما النوع الذي خلق به المسيح؟
الفرق في ثلاث نقاط وهم:
الخلق الإبداعي: لا نستطيع أن نفعل مثله , يكون خلق على غير مثال سابق , يكون خلق من عدم
فلا نستطيع أن نخلق مثل السموات والأرض , السموات والأرض على غير مثال سابق, ومخلوقين من عدم ,, وإن قالوا أن الله خلق سيدنا آدم من طين , فنقول: أن الله خلق الأرض أولاً من عدم , ثم خلق منها آدم , فالخلق أصبح من عدم .
الخلق التقديري: نستطيع أن نفعل مثله , يكون على مثال سابق , يكون خلق من مادة اخرى مخلوقة
تعالوا الآن نطبق هذه النقاط لنعرف ما هو النوع الذي خلق به المسيح وهو (خلق من الطين كهيئة الطير)
هل نستطيع أن نخلق من الطين كهيئة الطير؟ نعم , هل المسيح خلق على مثال سابق؟نعم فالطيور موجودة من قبل المسيح , هل المسيح خلق من مادة اخرى مخلوقة؟ نعم فهو خلق من طين والطين مخلوق من قبل ,, إذن النوع الذي خلق به المسيح هو خلق تقديري , وليس خلق إبداعي .
هل تُطلق كلمة خلق على الأشياء المصنوعة ؟وهل لم تستخدم كلمة خلق مع أحد غير المسيح؟
*فهناك آية في القرآن الكريم تقول(إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكا – العنكبوت 17ً) فمعنى تخلقون إفكا أي: تقولون كذبا , أو تصنعون كذبا , فهنا كلمة ( تخلقون ) استخدمت لتدل على الصنع , فهل الكذب مخلوق ؟
*و يوجد حديث في صحيح البخاري يقول (إنَّ أصحابَ هذه الصورِ يُعذَّبون يومَ القيامةِ، ويقال لهم : أحيوا ما خلقتُم) ,فالله يقول لأصحاب الصور أحيوا ما خلقتم , فقيل على الصور انها مخلوقة , وهنا استُخدمت كلمة خلق مع غير المسيح , فالمصورين أيضًا يخلقون صورهم كما نص الحديث .
وماذا عن آية(فتبارك الله أحسن الخالقين)فهل هناك خالقين غير الله؟
كما أوضحنا من قبل أن هناك نوعين من الخلق وهما( خلق إبداعي , خلق تقديري) فالخلق الإبداعي من عدم وعلى غير مثال سابق ولا نستطيع أن نخلق مثله , أما الخلق التقديري: لا يكون من عدم بل من مادة مخلوقة اخرى ونستطيع أن نأتي بمثله ويكون على مثال سابق موجود من قبل .
أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ: أي أتقن الصانعين. يقال لمن صنع شيئاً خَلَقه؛ ومنه قول الشاعر: (ولأنت تَفرِي ما خلقتَ وبعضُ القوم يخلٌقُ ثم لا يَفرِي) فهذا المراد ها هنا أن بني آدم قد يصورون ويقدرون ويصنعون الشيء فالله خير المصورين والمقدرين , فالنجار يصنع ويقدر من الخشب كرسي , والمسيح يصنع ويقدر من الطين كهيئة الطير وكذلك النحات , فقد يقال على النجار في اللغة: انه خلق من الشجر كرسي ومكتب , وقد يقال على النحات في اللغة: إنه يخلق من الطين كهيئة الحيوانات , فهذا ما نُص عليه في معجم لسان العرب و الصحاح في اللغة والقاموس المحيط , فالله هو الوحيد الخالق البديع الذي يخلق من عدم ويخلق على غير مثال سابق ولا نستطيع أن نخلق مثله , أما غيره فقد يخلق خلقًا تقديريًا ويكونُ خلقًا بمعنى الصنع ونستطيع أن نصنع مثله ولا يكون من عدم ويكون على مثال سابق موجود من قبل .
ماذا عن أن المسيح يُحيي الموتى ويشفي المرضى؟
فالآية تقول(وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ-آل عمران49)
فكما أوضحنا سابقًا أن الآية في أولها تقول(وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ) أي إنه يؤكد على انه رسول وأتى بهذه المعجزات من عند الله , والآية واضحة تمامًا وتقول ( بإذن الله ) ولو إذنَ الله لأي شخص أن يفعل هذا سيفعل بكل تأكيد , بالإضافة إلى أن المسيح لم يتميز بهذه المعجزات دون غيره , فنجد أيضًا في القران أن سيدنا موسى أقام ميتا وذلك عندما ضرب الميت بجزء من بقرة بني إسرائيل (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [البقرة : 73) فهل سيدنا موسى أصبح إله؟ وكذلك سيدنا إبراهيم (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة : 260) فبالرغم من أن الطيركان مقطوعًا إلى أجزاء ومبعثراعلى رؤوس الجبال إلا أن سيدنا إبراهيم دعا الطير فأتوه سعيًا , فهل أصبح سيدنا إبراهيم إله ؟
ونجد أيضًا أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم يشفي المرضى في مواضع كثيرة وسنكتفي بذكر واحد فقط , وذلك في حديث بصحيح البخاري (رأيتُ أثرَ ضَربةٍ في ساقِ سَلَمَةَ، فقُلْت : يا أبا مُسلمٍ، ما هذه الضَّرْبَةُ ؟ فقال : هذه ضربةٌ أصابتني يومَ خَيبرَ، فقال الناسُ : أُصيبَ سَلَمَةُ، فأتيتُ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فنَفَثَ فيهِ ثلاثَ نَفَثاتٍ، فما اشْتَكَيْتُها حتى الساعةِ) , فهل أصبح مُحمد النبي عليه الصلاة والسلام إله؟
ولماذا لم يأذن الله لغير المسيح بهذه المعجزات ؟
قد يميز الله كل نبي و رسول بمعجزات خاصة به , فهل تم وضع المسيح في النار كما وُضع إبراهيم(قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ) ؟ هل كان للمسيح مُلك مثل مُلك سيدنا سليمان (وَهَبْ لِي مُلْكاً لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي) ؟ هل المسيح شق البحر كما شقه سيدنا موسى؟ هل المسيح كان يفهم كلام الطير مثل سيدنا سليمان (وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنطِقَ الطَّيْرِ)؟ هل كان للمسيح جنود من الجن والإنس كما لسيدنا سليمان (وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)؟ هل كان للمسيح أن تسبح معه الجبال والطير ولآن له الحديد كما لسيدنا داود(وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) ؟ بالطـــبع ((لا)) , فكما قلنا ميز الله كل نبي ورسول بمعجزة وهذا لا يقدح في أي منهما .
لماذا معجزات المسيح كانت خلق الطير والشفاء وإحياء الموتى بإذن الله؟
يشترط في معجزات كل نبي ورسول أن تكون مناسبة للقوم الذي بُعث فيهم , فمثلاً: لو اكتشفت اكتشافا طبيا جديدا, وعرضته على عالم في الفيزياء , فلن يصدقني عالم الفيزياء ..لماذا؟ لأنه أصلاً لا يفهم في علم الطب وسيشكك فيما توصلت إليه وربما يقول: قد يكون هناك أحد الأطباء سبقك بهذا الاكتشاف أو قد يكون اكتشافك غير مؤثر .. لماذا يقول ذلك؟ لأن عالم الفيزياء لا يفهم في الطب ,, لذلك لابد وأن تكون ا لمعجزة مناسبة للقوم الذي بُعث فيهم كل رسول حتى يفهموها ويعلموا إنها بالفعل معجزة إلهية.
فنجد في قاموس الكتاب المقدس صفحة 572-573 يقول(ونرى نتيجة القوانين الصحية في عدم إصابة بني إسرائيل بكثير من الأمراض الوافدة. فقد كان بين اليهود قوابل وأطباء وجراحون. وفي أيام الملوك كثر عدد الأطباء ( 2 أخبار 16: 12 وار 8: 22 ). وهكذا في أيام المسيح ( مر 5: 26 ) وكان في الهيكل طبيب خاص وفي كل مقاطعة طبيب وجراح. واشتهر سليمان الحكيم بفن الطب وفي مؤلفاته عدة إشارات طبية)
فكان الطب مشتهرًا في أيام المسيح , لذلك كانت معجزاته متعلقة بالطب مثل(شفاء الأمراض بإذن الله , إحياء الموتى بإذن الله,يخلق من الطين كهيئة الطير بإذن الله) حتى تكون مناسبة للقوم الذين بُعث فيهم .
وبهذا يتبين ان إحياء الموتى والخلق ما هي إلا آيات أيد الله بها رسوله المسيح عليه السلام ،كما أيد كل رسله بآيات تثبت صدق دعوتهم وليس كما يزعم النصارى ان ذلك دليل على ألوهيته
تعليق