بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السّلام على رسول الله محمّد و على اله و صحبه أجمعين
أمّا بعد
و الصلاة و السّلام على رسول الله محمّد و على اله و صحبه أجمعين
أمّا بعد
يقول المسلم أنّ الله عزّ وجلّ هو خالق الكون.. فـالكون بالتّالي واقع تحت مشيئة الله.. و هذا يعني أنّ الله يتصرّف بـالكون كيفما يشاء .. فـيفعل به ما يريد..
أمّا الملحد فـيقول أنّ الكون مخلوق بـالصّدفة دونما خالق.. فـهو لا يقع تحت مشيئة أحد و لا يتصرّف به أحد ..
فـنحن الان أمام رأيين مختلفين .. بين رأي يقول أنّ الكون واقع تحت ضمانة الله .. و رأي يقول أن لا ضمانة لأحد على الكون
و بين ضمانة الله التي يقول بها المسلم.. و بين عدم الضّمانة كما يقول بها الملحد.. سـنقوم بـعرض الأختلاف على الـعين المجرّدة..
و العين المجرّدة قالت أنّ رأي المسلم هو الصّائب.. فــنحن نلاحظ أنّ الكون ثابت.. لا تتعارض ظواهره مع ما قاله الله تعالى و جاء به الأنبياء و الرّسل.. الذين قالوا و صرّحوا بناءا على ضمانة الله و أخبروا أخبارهم بناءا على ثقتهم بـالله تعالى ...... مع أنّهم بـذلك قد أوقعوا أنفسهم في المغامرة.. لأنّهم يتعارضون مع الممكن العقلي .. هذا الممكن العقليّ الذي من الواجب أن يكون ورقة رابحة الى جانب الملحدين في الأصل و الذين هم يقفون الى جانبه لأنّه يتوافق مع نظرتهم للأمور..... لكن في حقيقة الأمر.. ضمانة الله و أخبار الأنبياء من بعد هذه الضمانة.. ضربت الممكن العقليّ.. و ضربت معها الملحد.. الذي تضارب مع الممكن العقلي.. و أظهر عدم منطقيّة الملحد.. حيث فضح جهله و كذبه و قام بـتعريته التعرية الكبرى
أمثلة عن الممكن العقلي
-----------------------------
1) القمر موجود في السّماء.. و هو محاط بـالنيّازك.. الكبيرة منها و الصّغيرة.. كما أنّه يدور في مسار محدّد بـطريقة دقيقة للغاية.. و الممكن العقليّ يقول لنا أنّه مقارنة مع ما يتمتّع به القمر من وظائف اضافة الى ما يحيط به.. وجب على هذا القمر أن يكون قد تعرّض للدّمار أو زحزحة عن مساره أو أيّ مفاجأة أخرى .. لكن ضمانة الله و أخبار الأنبياء قد ضمنت لنا أنّ القمر مسخّر للنّاس.. كما قال تعالى و الأنبياء من ورائه.. مسخّر في وجوده و أدواره .. مسخّر الى ما شاء الله .. فـضمانة الله نجحت و الممكن العقلي تعرّض للفشل
2) الأرض كوكب مأهول بـالسكّان.. تحيط به كواكب كثيرة.. فـالممكن العقلي يقول لنا بـضرورة وجود سكّان على كواكب أخرى.. لكن أيّ من سكّان فضائيين قد نزلوا الى الأرض.. و سـألناهم عن الله .. فـقالوا لنا : الله من يا أخوة العرب ؟! .. فـضمانة الله و أخبار الأنبياء لم تعرّضنا الى هكذا موقف غير مفهوم .. فـضمانة الله نجحت و الممكن العقلي تعرّض للفشل
3) موت الأنسان قائم على عدّة أسباب : أ- ضمور الخلايا بـانخفاض نوعيّتها و انخفاض نوعيّة نسبة التجدّد فيها ... ب- عارض صحيّ ..... ج- حادث خارجيّ ........................ و الممكن العقلي يقول لنا أنّه من الممكن جدّا أن يخرج انسان خارج هذه القاعدة بـأن تبقى خلاياه متمتّعة بـنوعيّتها الأصليّة و تبقى نوعيّة تجدّدها في القمّة.. فـكلّما ماتت خليّة, تجدّدت واحدة أخرى.. فـيبقى الأنسان على ما هو عليه.. لا يكبر و لا يتغيّر و بالتاّلي لا يتعرّض لـعارض صحيّ لأنّه باقي على ما هو عليه.... و هذا الممكن العقليّ قويّ للغاية مقارنة مع عدد النّاس على وجه الأرض من زمن الأنبياء الى الان و الى قيام السّاعة..... لكن ضمانة الله و أخبار الأنبياء من ورائه.. قد قالت لنا أنّ كلّ نفس سـتموت.. شاء من شاء و أبى من أبى.. و هذا حصل و يحصل و سـيبقى كذلك الى قيام السّاعة.. فـضمانة الله لم تتعارض مع ما وعدنا الله به و قاله لنا .. فـضمانة الله نجحت و الممكن العقلي تعرّض للفشل
4) الله تعالى خلق الكون الذي سـيبقيه الى ما شاء الله أن يبقى, و سـيظلّ كذلك حتّى يستوفي ما كتبه الله من القضاء و الأقدار.. لكن الممكن العقلي يقول لنا أنّه و كما أنّ الكون جاء عن طريق انفجار هائل بـوجود عوامل مساعدة.. فـمن الممكن جدّا اعادة حصول ذلك.. و ان حصل ذلك.. فـمن الممكن جدّا أن يتعرّض الكون أو جزء منه الى الدّمار أو يتمّ دفعه أو تأثّره أو نهايته........ لكن ضمانة الله تعالى قالت لنا أنّ الكون قائم كما هو دونما تغيير أو تبديل.. باق على ما كان عليه..... فـضمانة الله نجحت و الممكن العقلي تعرّض للفشل
و الأمثلة كثيييييرة جدّا عن الممكن العقلي و الواجب العقلي و المستحيل العقلي و غيره..
فـعزيزي الملحد.. استخدم عقلك بدل أن تكون عدوّه و عدوّ نفسك و ناصر للشيطان من ورائكما
تعليق