بسم الله الرحمن الرحيم
عالمية الرسالة
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن ﻻ إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده ورسوله .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد : ما أحوج العالم اليوم لرسالة الله تعالى تأخذ بيده وتنتشله من الضياع والسقوط في مستنقع الرذيلة والدمار الأخلاقي والتشتت والتمزق النفسي الذي يؤدي به إلى الإنتحار رغم كل وسائل الترفيه المتاحة...
******
ويتجه الإنسان إلى العبادة والتوجه إلى خالقه لكي ينقذه من هذه المصاعب النفسية وهذه الكروب المحيطة به من كل مكان...ولكن هذا التوجه قد يعتريه مورثات خاطئة من عقائد , فيزداد غما وضياعا لعدم التوجه الصحيح لخالق الكون الله سبحانه وتعالى..
ولذلك أرسل الله تعالى رسالة الإسلام إلى العالمين لتأخذ بأيدهم وتنقذهم من الغرق في أوهام الشرك والإلحاد ومن ثم التمزق النفسي والضياع والسقوط في الهاوية حيث الجحيم...
******
ونستمع إلى كلام الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ -21 الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ - 22﴾البقرة
هذا أمر عام لكل الناس, بأمر عام, وهو العبادة الجامعة, لامتثال أوامر الله, واجتناب نواهيه, وتصديق خبره, فأمرهم تعالى بما خلقهم له، قال تعالى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾56 الذاريات
ثم استدل على وجوب عبادته وحده, بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم, فخلقكم بعد العدم, وخلق الذين من قبلكم, وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة, فجعل لكم الأرض فراشا تستقرون عليها, وتنتفعون بالأبنية, والزراعة, والحراثة, والسلوك من محل إلى محل, وغير ذلك من أنواع الانتفاع بها، وجعل السماء بناء لمسكنكم, وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم, كالشمس, والقمر, والنجوم.
﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ والسماء: تعني كل ما علا فوقك فهو سماء, ولهذا قال المفسرون: المراد بالسماء هاهنا: السحاب، فأنزل منه تعالى ماء، ﴿فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾ كالحبوب, والثمار, من نخيل, وفواكه, [وزروع] وغيرها ﴿رِزْقًا لَكُمْ﴾ به ترتزقون, وتقوتون وتعيشون وتفكهون.
﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ أي: نظراء وأشباها من المخلوقين, فتعبدونهم كما تعبدون الله, وتحبونهم كما تحبون الله, وهم مثلكم, مخلوقون, مرزوقون مدبرون, لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا ينفعونكم ولا يضرون، ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أن الله ليس له شريك, ولا نظير, لا في الخلق, والرزق, والتدبير, ولا في العبادة فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟ هذا من أعجب العجب, وأسفه السفه.
وهذه الآية جمعت بين الأمر بعبادة الله وحده, والنهي عن عبادة ما سواه, وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته, وبطلان عبادة من سواه, وهو [ذكر] توحيد الربوبية, المتضمن لانفراده بالخلق والرزق والتدبير، فإذا كان كل أحد مقرا بأنه ليس له شريك في ذلك, فكذلك فليكن إقراره بأن [الله] لا شريك له في العبادة, وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري، وبطلان الشرك.
وقوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ يحتمل أن المعنى: أنكم إذا عبدتم الله وحده, اتقيتم بذلك سخطه وعذابه, لأنكم أتيتم بالسبب الدافع لذلك، ويحتمل أن يكون المعنى: أنكم إذا عبدتم الله, صرتم من المتقين الموصوفين بالتقوى, وكلا المعنيين صحيح, وهما متلازمان، فمن أتى بالعبادة كاملة, كان من المتقين، ومن كان من المتقين, حصلت له النجاة من عذاب الله وسخطه. (تفسير السعدي)
******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
عالمية الرسالة
الحمد لله رب العالمين. وأشهد أن ﻻ إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمداً عبده ورسوله .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين..
أما بعد : ما أحوج العالم اليوم لرسالة الله تعالى تأخذ بيده وتنتشله من الضياع والسقوط في مستنقع الرذيلة والدمار الأخلاقي والتشتت والتمزق النفسي الذي يؤدي به إلى الإنتحار رغم كل وسائل الترفيه المتاحة...
******
ويتجه الإنسان إلى العبادة والتوجه إلى خالقه لكي ينقذه من هذه المصاعب النفسية وهذه الكروب المحيطة به من كل مكان...ولكن هذا التوجه قد يعتريه مورثات خاطئة من عقائد , فيزداد غما وضياعا لعدم التوجه الصحيح لخالق الكون الله سبحانه وتعالى..
ولذلك أرسل الله تعالى رسالة الإسلام إلى العالمين لتأخذ بأيدهم وتنقذهم من الغرق في أوهام الشرك والإلحاد ومن ثم التمزق النفسي والضياع والسقوط في الهاوية حيث الجحيم...
******
ونستمع إلى كلام الله تعالى:
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ -21 الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ - 22﴾البقرة
هذا أمر عام لكل الناس, بأمر عام, وهو العبادة الجامعة, لامتثال أوامر الله, واجتناب نواهيه, وتصديق خبره, فأمرهم تعالى بما خلقهم له، قال تعالى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾56 الذاريات
ثم استدل على وجوب عبادته وحده, بأنه ربكم الذي رباكم بأصناف النعم, فخلقكم بعد العدم, وخلق الذين من قبلكم, وأنعم عليكم بالنعم الظاهرة والباطنة, فجعل لكم الأرض فراشا تستقرون عليها, وتنتفعون بالأبنية, والزراعة, والحراثة, والسلوك من محل إلى محل, وغير ذلك من أنواع الانتفاع بها، وجعل السماء بناء لمسكنكم, وأودع فيها من المنافع ما هو من ضروراتكم وحاجاتكم, كالشمس, والقمر, والنجوم.
﴿وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً﴾ والسماء: تعني كل ما علا فوقك فهو سماء, ولهذا قال المفسرون: المراد بالسماء هاهنا: السحاب، فأنزل منه تعالى ماء، ﴿فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾ كالحبوب, والثمار, من نخيل, وفواكه, [وزروع] وغيرها ﴿رِزْقًا لَكُمْ﴾ به ترتزقون, وتقوتون وتعيشون وتفكهون.
﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا﴾ أي: نظراء وأشباها من المخلوقين, فتعبدونهم كما تعبدون الله, وتحبونهم كما تحبون الله, وهم مثلكم, مخلوقون, مرزوقون مدبرون, لا يملكون مثقال ذرة في السماء ولا في الأرض، ولا ينفعونكم ولا يضرون، ﴿وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أن الله ليس له شريك, ولا نظير, لا في الخلق, والرزق, والتدبير, ولا في العبادة فكيف تعبدون معه آلهة أخرى مع علمكم بذلك؟ هذا من أعجب العجب, وأسفه السفه.
وهذه الآية جمعت بين الأمر بعبادة الله وحده, والنهي عن عبادة ما سواه, وبيان الدليل الباهر على وجوب عبادته, وبطلان عبادة من سواه, وهو [ذكر] توحيد الربوبية, المتضمن لانفراده بالخلق والرزق والتدبير، فإذا كان كل أحد مقرا بأنه ليس له شريك في ذلك, فكذلك فليكن إقراره بأن [الله] لا شريك له في العبادة, وهذا أوضح دليل عقلي على وحدانية الباري، وبطلان الشرك.
وقوله تعالى: ﴿لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ يحتمل أن المعنى: أنكم إذا عبدتم الله وحده, اتقيتم بذلك سخطه وعذابه, لأنكم أتيتم بالسبب الدافع لذلك، ويحتمل أن يكون المعنى: أنكم إذا عبدتم الله, صرتم من المتقين الموصوفين بالتقوى, وكلا المعنيين صحيح, وهما متلازمان، فمن أتى بالعبادة كاملة, كان من المتقين، ومن كان من المتقين, حصلت له النجاة من عذاب الله وسخطه. (تفسير السعدي)
******
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى
دمتم في رعاية الله وأمنه
تعليق