أبقوهن حوامل!

تقليص

عن الكاتب

تقليص

Dexter مسلم اكتشف المزيد حول Dexter
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • Dexter
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 8 أكت, 2006
    • 518
    • مسلم

    أبقوهن حوامل!

    هنالك قول بين المسيحيين عامة يدعي أن الكتاب المقدس قد أعطى النساء كرامة و وضعاً أفضل بكثير من المجتمعات الّتي تنتشر فيها الدّيانات الأخرى. الفكرة البديهية تقول ((إن تكررت الكذبة مرات عديدة بشكل كافٍ، فإن البعض سيصدقها)) ذلك أن الجاهل بالكتاب المقدس فقط يمكن له أن يشعر بإحساس مجامل تجاه المرأة. إن الكتاب المقدس يهين المرأة من بدايته إلى نهايته و يتكلّم عنها بازدراء يجعل أحدنا يظن أن المرأة في العصور الحديثة لن تلقى وقاراً و تسامحاً بعد ذلك.

    إن الرّجال الّذين كتبوا الكتاب المقدس لم يوفروا جهداً في الوصول إلى إحدى موضوعاتهم المفضّلة و هي أن: كلّ الألم و المعاناة، الحزن و الأسى الذي يجب أن تتحمّله البشريّة إنما هو خطأ المرأة. ففي الإصحاحات الافتتاحية لما يزعم أنه كلمة الله الموحى بها نجد أن المرأة الأولى أكلت من الفاكهةً التي أخبرها الله ألا تأكل منها، و لذلك يجب على الرّجال أن يكسبوا عيشهم بعرق جبينهم. لا تقلقوا من هذا، ذلك أن تلك الجريمة الخطيرة قد تسببت للمرأة أيضاً أن تتحمل آلام الولادة [التكوين 3: 16]. و ما هي آلام المخاض القليلة بالمقارنة بمحنة الرّجال المجبر على زرع التربة التي تنبت الشوك و الحسك [التكوين 3: 18] ?!!

    و منذ ذلك الوقت وضع كاتب سفر التكوين اللّوم على حواء، و استمر رسل يهوه في الكتاب المقدس في وضع المزيد من اللوم بدورهم. بولس، أعظم الرسل ليس فقط في المسيحيّة و لكنّ في التّعصّب الجنسيّ السّافر أيضًا، استخدم خطيئة حواء كعذر لوضع المرأة في قبو المسيحيّة، و لازال على المرأة أن تصعد منه حتى حينه. و بوحي من الروح القدس أحد أقانيم الإله الواحد ، كتب بولس و أخبر المرأة أنها مُرحب بها في الكنائس طالما ظلت صامتة [لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً – كورنثوس الأولى 14: 34]. حسنًا، إن كان لا يُسمح للنساء أن يتكلمن في الكنائس، فكيف لهن أن يتعلمن الأمور التي هن بحاجة إلى معرفتها؟ لا تقلقوا، لقد كان عند بولس إجابة على ذلك [وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ – كورنثوس الأولى 14: 35]. من الصعب أن ترى الكرامة و الاحترام للنّساء في أيّ من هذا، لكنّ من الواضح نساءً كثيرات قد صدقن هذا و يقبلن بخضوع هذا التمييز الجنسي .


    لا يمكن أن يقول المسيحيّون أن بولس كان في مزاج سيّئ عندما كتب رسالته لأهل كورنثوس، لأنّه إن كان مؤلّفاً للرّسائل، كما يقول معظم الأصوليون، فإنه بذلك يعطي أوامره التي تعكس آراءه عن التمييز الجنسي ليتم تعليمها للناس كقانون كنسي [وَلَكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ – الأولى إلى تيموثاوس 2: 12]. لماذا بحق المساء لا يُسمح أبداً على الإطلاق للمرأة أن تعلّم حتى لو كانت حاصلة على درجة الدكتوراة في اللاهوت و البديل الوحيد لذلك هو رجل قد يكون ذكاؤه يماثل ذكاء مقبض الباب؟! نعم، على الرجل أن يكون صاحب هذا المنصب. و على الأرجح فإن بولس اعتقد بطريقة ما أن ذكورة الرجل المميزة له في الجنس تجعل منه مؤهلاً عن المرأة في مهمة التعليم بغض النظر عن أي أمر آخر. ربما يهوه مولع بالهرمونات الذكرية، أو ربّما يعتبر الأعضاء التناسليّة أكثر أهمّيّة من الدماغ. و فوق كل هذا، فإن يهوه قد تجسد في رجل، أليس كذلك ؟

    و ما هو السبب لإعطاء يهوه الرجال التّميّز في كنيسته؟ لقد أخبرنا بولس السبب [لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي – الأولى إلى تيموثاوس 2: 13-14]. إذاً هذا هو السبب.. الحق كل الحق على حواء. لقد أكلت من الفاكهة المحرمة، لذا فالذنب كله يقع عليها. ليس هذا فقط، بل و كل مولود منذ ذلك الوقت يُبتلى بكروموسومين X يلقى عليه مسؤولية ذنب حواء. إن كنا نتحدث عن الظلم، فإن هذا هو أصل الظلم و أعظمه.

    بولس لم يلق حرجاً في أن يشرح لماذا كان آدم بريئًا من ذنب الفاكهة المحرمة. يقول الكتاب المقدّس أن حواء أكلت الفاكهة، حسنٌ، لكنه يقول أنها أعطت القليل لآدم فأكله أيضًا [التكوين 3: 6]. إن القصة لا تشير حتى إلى أي نوع من الإجبار أو لي للذراع، لذا إن كان أكل الفاكهة عملاً سيئاً إلى هذه الدرجة، فلماذا نجد أن الرجل يجب عليه فقط أن يعرق لكسب عيشه؟ فلو خُيرنا بين العمل لكسب العيش بعرق الجبين أو حمل طفل بالمدّة الكاملة ثمّ إنجابه بآلام و أوجاع تساوي تقريبًا ألم إخراج بطيخ من البطن ، فإن أكثر الرجال حماسة سيختار عرق الجبين.

    لا يمكن أن نتهم بولس بافتقاره للتّعاطف مع النّساء تمامًا، ذلك أنه في العدد التّالي تماماً من توجيهاته الكنسية إلى تيموثاوس خصّص للنساء دوراً في الكنيسة [وَلَكِنَّهَا سَتَخْلُصُ بِوِلاَدَةِ الأَوْلاَدِ، إِنْ ثَبَتْنَ فِي الإِيمَانِ وَالْمَحَبَّةِ وَالْقَدَاسَةِ مَعَ التَّعَقُّلِ – الأولى إلى تيموثاوس 2: 15]. الأمر مترابط ببعضه. لقد جلبت الامرأة الحزن و المعاناة إلى البشريّة، و يجب على جميع أفراد نسلها من نفس الجنس أن يدفعوا ثمن ذلك بأنفسهن و أن يكفرن عن أنفسهن عن أمر لم يفعلنه من خلال إنجاب الأولاد. أي امرأة تلك التي لن تشعر بالسعادة بحصولها على دور كهذا في كنيسة هؤلاء الذين اختارتهم حكمة الله العليم قبل تأسيس العالم [إفسس 1: 4]، في الوقت الذي يحصل فيه الذكور من أحفاد المتآمرات مع حواء على دور البطولة في خطة الله؟ من الصعب على المرء أن يجد خطأ في حكمة كهذه.

    لا يمكن لأحد أن يدّعي أن بولس كان الصوت المتفرّد في موضوع مركز المرأة في جدول يهوه الرئيسي، بل نجد على طول الكتاب المقدس أن المرأة قد أُهينت من قبل تلك الأجسام البشرية التي تزعم أن الله اختارها لكتابة كلمته الموحى بها و المعصومة عن الخطأ. في سفر التكوين الإصحاح /19/ ، أرسل اللّه ملاكين إلى سدوم لتحذير لوط من الدمار الوشيك للمدينة حتّى يتمكن من النجاة إلى بر الأمان. عندما أحاطت مجموعة من الرّجال ببيت لوط و طلبت أن يُخرج إليهم الرجلين ليتعرفوا عليهم [التكوين 19: 5]، حاول لوط إنقاذ الرجلين من الاغتصاب الجماعيّ بعرض بناته على الحشد [فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ لُوطٌ إِلَى الْبَابِ وَأَغْلَقَ الْبَابَ وَرَاءَهُ وَقَالَ: ((لاَ تَفْعَلُوا شَرّاً يَا إِخْوَتِي. هُوَذَا لِي ابْنَتَانِ لَمْ تَعْرِفَا رَجُلاً. أُخْرِجُهُمَا إِلَيْكُمْ فَافْعَلُوا بِهِمَا كَمَا يَحْسُنُ فِي عُيُونِكُمْ. وَأَمَّا هَذَانِ الرَّجُلاَنِ فَلاَ تَفْعَلُوا بِهِمَا شَيْئاً لأَنَّهُمَا قَدْ دَخَلاَ تَحْتَ ظِلِّ سَقْفِي – التكوين 19: 6-8]. هل تفهمون دلالة ذلك؟ التحرش الجنسي بالرجال هو عمل شرير، أما التحرش بالنساء فلن يكون عملاً شريراً بنفس الدرجة!

    إن كان أحدنا يظن أن مثل هذا الاقتراح الحقير الذي قدمه لوط (حاشاه عن ذلك) يجعل منه مكروهاً عند يهوه المتصف بالصلاح اللانهائي، فعليه أن يعيد النظر في ذلك. لقد أنقذ يهوه لوطاً من النار التي انهمرت على سدوم، و فيما بعد "أوحى" إلى كاتب في العهد الجديد أن يصف لوطاً بالرجل البار الّذي كان [مَغْلُوباً مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ – بطرس الثانية 2: 7-8]. إن كان رجل قد عرض بناته على حشد من الرّجال لتهدئة مطالبهم الجنسيّة يُوصَف بحال من الأحوال كرجل "بار"، فما هو مستوى الإنحراف الذي وصل إليه باقي الناس في سدوم؟ إني أتعجب! على كلّ حال، فإن هذه القصّة تبين بوضوح موقف إله الكتاب المقدس. إذا كان ضروريًّا أن يضحّي بشرف النساء، لحماية شرف الرجال، فليكن ذلك. هذا هو إله الملايين من النساء اللواتي يذهبن إلى الكنائس اسبوعياً.

    هناك الكثير بعد ليقال في هذا الموضوع، لكني سأبقيه للمرة القادمة إن شاء الله
    دائماً أنت بقلبي دائماً موردي العذب إذا اشـــــتد الظما
    دائماً أنت ضيائي في الدجى كيف لا تكشف عني الظلما
    أنت يا من ذكره ملء فمي فاستحالت كل أعضـــائي فما
    يا رســـول الله يا من حبه دائمــــاً في القلب يبقى دائماً
    أرشيفي
  • Dexter
    4- عضو فعال

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 8 أكت, 2006
    • 518
    • مسلم

    #2
    كثير من المواقف المشينة تجاه المرأة و الموجودة في الكتاب المقدس قد تم التطرق إليها سابقاً في مواضيع مختلفة، إلا أن الاختبار الوارد في سفر العدد الإصحاح /5/ من أكثر مواقف التعصب الجنسي السافر و الذي قدمه يهوه للمرأة المتهمة بالزنا.

    إن اشتبه رجل ما أن زوجته قد [زَاغَت] و لم يملك الدليل على شكّه، فقد سُمح له أن يأخذها إلى الكاهن إن [اعْتَرَاهُ رُوحُ الغَيْرَةِ – العدد 5: 11-15]، فيقدمها الكاهن للتقييم من خلال الاختبار الّذي يجب أن تجتازه لإثبات براءتها. يُطلب من الرّجل إحضار قربان يضعه الكاهن في يدي المرأة. ثمّ يأخذ [مَاءً مُقَدَّساً] ممزوج مع الغبار من أرضيّة المسكن (خيمة الاجتماع) و سمي (الماء المر الذي يجلب اللعنة)، ثم يطلق تعويذةً على المرأة:

    إِنْ كَانَ لمْ يَضْطَجِعْ مَعَكِ رَجُلٌ وَإِنْ كُنْتِ لمْ تَزِيغِي إِلى نَجَاسَةٍ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ فَكُونِي بَرِيئَةً مِنْ مَاءِ اللعْنَةِ هَذَا المُرِّ. وَلكِنْ إِنْ كُنْتِ قَدْ زُغْتِ مِنْ تَحْتِ رَجُلِكِ وَتَنَجَّسْتِ وَجَعَل مَعَكِ رَجُلٌ غَيْرُ رَجُلِكِ مَضْجَعَهُ... يَجْعَلُكِ الرَّبُّ لعْنَةً وَحَلفاً بَيْنَ شَعْبِكِ بِأَنْ يَجْعَل الرَّبُّ فَخْذَكِ سَاقِطَةً وَبَطْنَكِ وَارِماً. وَيَدْخُلُ مَاءُ اللعْنَةِ هَذَا فِي أَحْشَائِكِ لِوَرَمِ البَطْنِ وَلِإِسْقَاطِ الفَخْذِ. [العدد 5: 19-22]

    في هذه اللّحظة، يُطلب من المرأة أن تقول [آمِينَ آمِينَ – العدد 5: 22]. من يجرؤ على القول بعد هذا أن يهوه لم يكن يملك أي إحساس بالمنطق؟

    ثمّ يكتب الكاهن [هَذِهِ اللعْنَاتِ] في كتاب [ثُمَّ يَمْحُوهَا فِي المَاءِ المُرِّ - العدد 5: 23]. في هذه المرحلة سيحتوي الماء المر ليس فقط على الأوساخ من أرضيّة خيمة الاجتماع بل أيّ ملوّثات أخرى كما هو واضح يمكن أن تكون في الحبر و على سطح الكتاب الّذي تم محيه. بعد هذا، يُطلب من المرأة أن تشرب [مَاءَ اللعْنَةِ المُرَّ فَيَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ – العدد 5: 24].

    يأخذ الكاهن [تَقْدِمَةَ الغَيْرَةِ] من يد المرأة و [يُرَدِّدُ التَّقْدِمَةَ أَمَامَ الرَّبِّ] ثمّ يأخذها للمذبح. ثم يأخذ مقدار قبضة يد [تَقدِمةِ التَّذْكار] و يحرقه على المذبح. ((أنا لا أختلق أياً من هذا، بل هو من كلام الله الموحى به!)) و يجب على المرأة على ما يبدو أن تأخذ جرعة أخرى من الماء المرّ في هذه اللّحظة، تحسباً لعدم كفاية الجرعة الأولى في إحداث الضرر بشكل كافٍ. يخبرنا النّصّ الملهم أنه بعد أن تشرب المرأة الماء المرّ [فَإِنْ كَانَتْ قَدْ تَنَجَّسَتْ وَخَانَتْ رَجُلهَا يَدْخُلُ فِيهَا مَاءُ اللعْنَةِ لِلمَرَارَةِ فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا فَتَصِيرُ المَرْأَةُ لعْنَةً فِي وَسَطِ شَعْبِهَا – العدد 5: 27]. و كما قلنا سابقاً، فإن يهوه كان يملك حساً بالمنطق، لأنه [إِنْ لمْ تَكُنِ المَرْأَةُ قَدْ تَنَجَّسَتْ بَل كَانَتْ طَاهِرَةً تَتَبَرَّأُ وَتَحْبَلُ بِزَرْعٍ – العدد 5: 28].

    و الآن ألم يكن ذلك غير لائق بالنسبة ليهوه الرحيم؟ بما أننا نعيش في زمان التنوير، فيمكننا جميعًا أن نخمّن ما حدث أثناء هذه المراسم. بعض النّساء سييجتزن الاختبار كما يبدو، و أخريات سيفشلن. إلا أننا نعلم أن عوامل الذنب أو البراءة لن تتدخل في ذلك. فبنفس الطّريقة أنّ بعض النّاس اليوم بطبيعتها مقاومة للبكتيريا و الفيروسات و يمكن أن يعيشوا وسط أوبئة بدون أن يصابوا بالأمراض بينما يسقط الآخرون ضحيّة للأمراض الّتي تسببها البكتيريا و الفيروسات، فإن هذا ما حصل بالتأكيد مع النّساء اللواتي خضعن لهذه المحاكمة من خلال اختبار الزنا. فالموضوع برمته متعلق بطبيعة الشخص. يمكن لبعض النّساء أن يشربن [المَاء المُر] الملوّث و لا يتعرضن لأيّ تأثيرات سلبيّة، بينما أخريات قد يتعرضن فعلاً للإصابات الدّاخليّة [فَيَرِمُ بَطْنُهَا وَتَسْقُطُ فَخْذُهَا]. إلا أن كونهن بريئات أو مذنبات لا علاقة له بالأمر. بل إن المقاومة الجسمية للعدوى سيكون العامل المحدّد الرّئيسيّ. يهوه، في كرمه، قضى أنه إذا لم يتضخّم بطن المرأة و أفخاذها لم تسقط، فهي بريئةً و و يكون لها أن [تَحْبَلُ بِزَرْعٍ]. نعم، و نهاية المطاف، هذا هو بالظبط واجب النساء، أليس كذلك؟ أن [تَحْبَلُ بِزَرْعٍ]؟ إنّه جزء حيويّ من الوقار و الوضع الرّفيع الّذي قد منحه الكتاب المقدس للنساء.

    حسنٌ، ماذا يحدث عندما تجتاز النساء الاختبار و [تَتَبَرَّأُ]؟ هل سيلقى القبض على أزواجهن لاتهامهم زوجاتهم زوراً؟ هؤلاء الّذين يمكن حتى أن يسألوا هذا السّؤال قد طوّروا بلا شك إحساساً بالمنطق من خلال خضوعهم بشكل مفرط للفلسفة الحديثة عن المساواة بين الجنسين. مثل هذه المساواة لم تكن ببساطة اسلوب يهوه، فالنص يخبرنا أن عندما ينتهي التقييم بالاختبار [َيَتَبَرَّأُ الرَّجُلُ مِنَ الذَّنْبِ – العدد 5: 31]. إلا أن المرأة التي لم تحوز الرضا [تَحْمِلُ ذَنْبَهَا].

    بالإشارة إلى حرية المرأة في إنجاب الاطفال و التي حازت على الرضا، فإن ذلك يثير أمراً ملفتاً للانتباه. يمكن أن نتخيّل في مجتمع خرافيّ استخدم التقييم بالاختبار مثل هذا الاختبار للزّنا، فإنه سيتقدم نسوة كثيرات حوامل أمام الكاهن ليشربن ما يسمّى بـ[المَاء المُر]، و لا شكّ أن كثيراً منهن، سواء كن مذنبات أو بريئات، لم يجتزن الاختبار. فإن أنتج خليط ((الماء المقدّس)) و الملوّثات أي شيئ على الإطلاق يشبه البطون المنفوخة و الأفخاذ الساقطة كما وُصفت في هذه التّوجيهات التشريعية، فيمكن أن نتخيّل أيضًا أن كثيراً من النساء الحوامل قد تعرضن للإجهاض نتيجة شربهن [المَاء المُر] و أنّ بعض النّساء قد أصبحن عقيمات كنتيجة لذلك. هذه النقطة لا أنوي فيها الدفاع أو إدانة عملية الإجهاض بل لأقول أن هذا ((الاختبار للزّنا)) يسبب حرجاً لهؤلاء المسيحيين الّذين يجادلون بشدة أنّ الإجهاض خرق لـ((شريعة الله))، هؤلاء الّذين يجادلون بهذا يشيرون على الأرجح إلى نفس الإله الّذي عيّن هذا ((الاختبار للزّنا)) الّذي يمكن أن يُحدث تهديدات واضحة لحياة أيّ جنين أُجبرت أمه على الخضوع له. فهل الإله الحريص بشدة على رعاية الجنين في بطن أمه يبتكر خطّة مثل هذه، أم أنه مجرد ممارسة نشأت في المجتمعات الخرافيّة البدائيّة و الّتي اعتقدت أن إلههم كان يتحكم بالنّتيجة؟ إنّه أمر يجب على المؤمنين بالكتاب المقدس أن يفكّروا به و هم يتأملون المشاكل الّتي يُحدثها هذا التّقييم بالاختبار و التي تقوض زعمهم أن الكتاب المقدس قد رفع كرامة المراة أعلى بكثير مما هو الحال في المجتمعات الدّينيّة الأخرى.
    دائماً أنت بقلبي دائماً موردي العذب إذا اشـــــتد الظما
    دائماً أنت ضيائي في الدجى كيف لا تكشف عني الظلما
    أنت يا من ذكره ملء فمي فاستحالت كل أعضـــائي فما
    يا رســـول الله يا من حبه دائمــــاً في القلب يبقى دائماً
    أرشيفي

    تعليق

    • محبة الاسلام
      6- عضو متقدم

      حارس من حراس العقيدة
      • 12 يول, 2008
      • 1048

      #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
      للرفع..
      التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 27 أكت, 2020, 02:58 م.
      سبحان الله وبحمده.. سبحان الله العظيم..
      عدد خلقه.. ورضا نفسه.. وزنة عرشه.. ومداد كلماته..

      تعليق

      مواضيع ذات صلة

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      ابتدأ بواسطة وداد رجائي, 13 ماي, 2024, 08:21 م
      رد 1
      233 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة وداد رجائي
      بواسطة وداد رجائي
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 13 أبر, 2024, 11:20 م
      رد 1
      115 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 أكت, 2023, 02:47 ص
      ردود 0
      82 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 21 سبت, 2023, 02:24 ص
      ردود 0
      110 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة *اسلامي عزي*
      بواسطة *اسلامي عزي*
      ابتدأ بواسطة Mohamedfaid1, 4 سبت, 2023, 08:03 ص
      ردود 0
      127 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة Mohamedfaid1
      بواسطة Mohamedfaid1
      يعمل...