السلام عليكم
كنـا في مقال سابق( ما لم يفهمه اللائكي ) نتحدث عن ظـاهرة فصـل الدين - كوظيفـة وجوديـة- عن الوجود ومـا لحقهــا من مُسلسـلات تهميشه و تحجيم نفوذه، و ذهبنـا إلـى أنَّ هـذا الطرح أدى بالعقليات اللائكيــة إلــى أخطـاء مفصلية في تـاريخ القراءة لوظيفـة الدين ممـا أفرز طبقات لائكيــة لم تستوعب الدرس الكلي من مقاصـد الدين بعدُ و لم تفهــم الإسلام إلا كمـا أرادته و ليس كمـا هو، و سنحـاول هنـا بحول الله أن نتحدث عـن مـا فهــمه هـذا العقـل ضمـن مُحدداتــه المعرفيــة و مكتسباتــه الثقافيــة، إذ أن القراءات اللائكيــة للدين غــالبا مـا تكون مُوَجَّهــة بسياقـات مُثقـلـة إمـا مستقاة من انحرافات عقلية و اسقاطـات وافدة موروثــة و إمــا من هواجس معـاصرة فرضتهــا سياقات الأحداث السياسيـة في عـلاقات التيارات الإسلامية بالسلـطة و أشكـال التعبير لديهـا إزاء قضايــا الدولـة و الحكم، فمعظم اللائكيين لا يقرأون الدين إلا من خــلال ممـارسات بعض الإسلاميين و لا يستنطقون التـاريخ السياسي الإسلامي إلا عندمـا يتعلـق بالصراعـات الحـادة حول السلـطة أو عندمــا يشتغلون علـى بعض الخطوط السوداء في تـاريخنـا ، و العديد من الأكـاديميين الباحثين اللائكيين لا يدخرون وُسعـا في تحليل النسق السياسي الإسلامي عبر التاريخ و لا يَـقْـدرون على تشريح تموجـاته التي دفعت الفقهـاء إلـى تحريك آليات الاجتهـاد السياسي للنظـر في الوقائع المستجدة و التي تمثل ظواهـر شـاذة تحتـاج للتقدير السياسي المنـاسب ، لهـذا وجبَ النظر جليا في الفهـم اللائكي للتـاريخ و إدراك خلفياتـه الايديولوجية التـي تحركت قصد مواجهــة الحركـات الإسلامية المعـاصرة و إلباسهـا صنوفـا من الصور التـي استقرت في ذهنيـة اللائكي أبا عن جد .
لـو نفذنـا بعمق داخـل البـاطن اللائكي و مخيالـه الإدراكـي لتصورنـاهُ عبارة عـن كتلـة من العُقَــد النفسية تجـاه الدين ، و لوجدنـاه منظورا محمولا علــى التنـاد الكلي مع الدين لأنــه تأسس ضمن توليفــة من التلقينـات القديمـة التـي أنتجته و شكلت شخصيتـه المزدوجة، أقول المزدوجــة لأن اللائكيين يجيدون الدوران حول اللغــة التي تمكنهـم من القفـز علـى حقيقـة الدين عبر ادعـاءات احترامـه و فصلـه عن المجـال السياسي و الاجتماعي تارة دون أن يقدموا الدليل من أنفسهم علـى هـذا الإخـلاص و الاحترام تارة أخرى، و لأنهم يعيشون تنـاقضات مضاعفـة في تكوينـاتهم و مواقفهم فيبادرون في كثير من المواقع بالطعن في قواعـد الدين و يرسلون أحكـامـا عَدائيـة واضحـة عليه ثم يُحدثونكَ بعد ذلك عن قدسية الدين و علو شأنـه . مـا فهمـهُ اللائكـي بصدد الدين لا يمكن أن يجاوز البتـة مـا فهمــه الغربي و لا يعقل أن يُجدد شيئا في عـلاقـة الدين بالدولـة لأنـه محكوم بمُوجهـات آسرة و منظومـات مرجعيـة تضغط دومـا لتُــلحِـقَ فكره بفكر أسياده و تعمل باستمرار علـى تغذيــة فتياننـا بطوفـان من المفردات المفصولـة عن السياق، مـا فهمـهُ اللائكــي من الديـن تـم عبـر تراكمـات فلسفيـة أقنعت البعض بكفايـة العقل عن التدبير و ألزمتهم فكر "الأنـوار" بصفتـه السقف الكلي للتجديد ، فلا فهم لهـم للدين إلا كمـا فهمه الفرنسي خاصـة و لا نظر فيه إلا من حيث هو religion و لا قيمـة لـه إلا من نـاحيـة الجـانب التراثي و الفلكروري الشعبي العريق .
مـا فهمـه اللائكـيُّ من التـاريخ الإسلامي لا يختلف عمـا فهمـهُ الغربي منـه البتـة و لا يرقـى لمستـوى التحليل الدقيق لمجريات الأحداث السياسية و الحضارية عبر التاريخ إذ غـالبا مـا نسمـع نفس الروايـات حول "رجال الدين" و خضوع الفقيه للسلطـة الاستبدادية بإطلاق و مآزق الآداب السلطـانية و استغـلال الدين سياسيا و إنتاج كوارث حربية باسم الدين ، و لـم نـعد نمـيز بين الخـط التغريبي لأبنـاءنـا و بين أفكـار الغُزاة المُحتلين في شيء، و صـارَ استنطاق التاريخ الإسلامي بالإنشائيات و الكـلام المُرسَل ديدنَ الكـتابات المُتعجلـة المسكونـة بروح الألْـيكـة شكلا و مضمونـا، لقد فهــمَ اللائكــيُّ التاريخ خطأً بكونـه مرجعيـة واقعيــة حـاكمـة علـى النظم و المبادئ و مارسَ تبعـا لذلك وِصايـةَ مُصادرة حقّ الدين في محـاكمة التاريخ و جعـل من قطـائع الأحداث و مسلسلات مقاربات تنزيل المبادئ علـى التاريخ ثابتـا في إصدار أحكـام الإدانـة على الدين نفسه إذ صـارَ عنده تـاريخ الإسلام هـو ذاته تـاريخ المسلمين و تحولت عندهُ إشكـالات الصراعـات حول السلطة إلـى إشكـالات تمس جوهـر الدين، تمـامـا كمـا حاولت الدراسـات الاستشراقية أن تجعـل في صفحـة التـاريخ الإسلامي خطـا أسودا و زعمت أنـهُ كلَّ التاريخ ، فالذين لا يقرأون منحنيات الوقائع بشكل بنيوي ولا يستنطقون عـلاقاتـه بالسياقات و العقليات و تحديد جوهـر الصراع لا يختلفون في شيء عن أولـئك الذين يبحثون عن الحقيقـة انطلاقا من نتـائج الواقع،و للأسف لا زالَ اللائكيُّ اللاديني غـارقـا في مستنقعـات التحليلات الجبرية للتاريخ لأنهم جعلوا من "الواقعية" سلطـة قاطعـة و لا يريدون أن يفهمـوا نوع جدليات الارتباط بين الأحداث و المرجعيات إلا علـى ضوء تبعية الثانية للأولـى.
لــم يُجدِّد الفـكر اللائكيُّ المُغـرّب في قراءته للتاريخ الإسلامي و لـم يكلف نفســه دراســة أصول الاستبداد عبر التاريخ و لم ينفذ لعمق الأزمـة التي تحددت معـالمهــا مبكرا بعد الانقلاب الأموي الدموي و لـم يحلل عقل الفقيه عبر التاريخ و لم يدرس خلفيات اعتمـاد ملوك العض و الجبر لفقهـاء البـلاط و لــم يدقق النـظر في مرجعيات و مستندات قوى المعـارضـة للاستبداد السياسي، ظــلَّت أحكـامــه تتحرك بنفس العنـاوين و نفس المقاربات التي تعتمد علـى أسلوب الالتقاط و التعميم و ضلت معهــا طرائق البحث عن الحقيقـة التاريخية . المفكرون الإسلاميون توغلوا كثيرا في سبر أغوار التاريخ و بحثوا بعمق أسباب تدهـور الوضع السياسي و الاقتصادي و الحضاري بشكل عـام و قدموا في هـذا الشأن دراسـات جـادة تنطلق من داخـل التاريخ فحللوا قضايـا الأحكام السلطـانية و كيف بدأ العنف الاستبدادي في الظهـور و حقيقـة العـلاقة بين رجل السلطة و الفقيـه و أسباب عدم تمكن "النخبـة" من صياغـات و تطوير العدة الدستورية اللازمـة لضبط سلوكـات الحـاكم عبر التاريخ و توصلوا كـلٌّ من زاويـتـه الاستقرائية لنتائج أجملوهـا في كتب مستقلـة تحتـاج من اللائكي أن يصغي إليهـا و يتمعن في دراساتهـا قبـل أن يطلق عنـانـه لمحفوظـاته بالترديد و التقليد،(شلتوت،عمارة،الغنوشي،القرضاوي،عبد السلام ياسين، عبد الحميد متولي،الترابي،فتحي عثمان،هويدي، عبد القادرعودة،الغزالي،البشري...)، فالبحث عن الحقيقـة يجب أن تمـر عبر القراءة و التقصي و ليس عبر الايدولوجيا و التجني .
مـا فهمـهُ اللائكـيُّ من التاريخ الإسلامـي و مساراتـه شبيــه بمـا فهمهُ "الأنواري" من التاريخ الكنسي الكهنوتي، منـه يستقــي سيمفونيـة "رجال الدين" و " الدولة الدينية" و "الحق الإلهـي" و "الاستبداد الديني" و منــه ينـافح عن نقيضاتهــا المُستوحـاة من عصر "العقل" و "العقلانية" و "العَلمانية" و "الأنسنة" و "العلم"، لا يهمـه أن يفهم عن أي عقلانية و أنسنة و علموية يستهجنهــا الإسلاميون، لا يهمــه أن يطلـع علـى إنتاجـات المعاصرين في حقل التأصيل السياسي لدولـة الإسلام و لا يأبــه إلا بمفردات تقليدية ركيكـة بلغت حد الابتذال في مجال قاموس الممـارسـة السياسية ، لا يهمـه أن يفتح عينـيه علـى الاستبداد اللائكـي الفضيع و لا يعير اهتماما لدولـة عسكرية لائكية مُستبدة حتـى النخـاع تمـارس القتـل الجمـاعي و تقتل القيم الإنسانية بلا هوادة .
يُتــبع بحول الله
كنـا في مقال سابق( ما لم يفهمه اللائكي ) نتحدث عن ظـاهرة فصـل الدين - كوظيفـة وجوديـة- عن الوجود ومـا لحقهــا من مُسلسـلات تهميشه و تحجيم نفوذه، و ذهبنـا إلـى أنَّ هـذا الطرح أدى بالعقليات اللائكيــة إلــى أخطـاء مفصلية في تـاريخ القراءة لوظيفـة الدين ممـا أفرز طبقات لائكيــة لم تستوعب الدرس الكلي من مقاصـد الدين بعدُ و لم تفهــم الإسلام إلا كمـا أرادته و ليس كمـا هو، و سنحـاول هنـا بحول الله أن نتحدث عـن مـا فهــمه هـذا العقـل ضمـن مُحدداتــه المعرفيــة و مكتسباتــه الثقافيــة، إذ أن القراءات اللائكيــة للدين غــالبا مـا تكون مُوَجَّهــة بسياقـات مُثقـلـة إمـا مستقاة من انحرافات عقلية و اسقاطـات وافدة موروثــة و إمــا من هواجس معـاصرة فرضتهــا سياقات الأحداث السياسيـة في عـلاقات التيارات الإسلامية بالسلـطة و أشكـال التعبير لديهـا إزاء قضايــا الدولـة و الحكم، فمعظم اللائكيين لا يقرأون الدين إلا من خــلال ممـارسات بعض الإسلاميين و لا يستنطقون التـاريخ السياسي الإسلامي إلا عندمـا يتعلـق بالصراعـات الحـادة حول السلـطة أو عندمــا يشتغلون علـى بعض الخطوط السوداء في تـاريخنـا ، و العديد من الأكـاديميين الباحثين اللائكيين لا يدخرون وُسعـا في تحليل النسق السياسي الإسلامي عبر التاريخ و لا يَـقْـدرون على تشريح تموجـاته التي دفعت الفقهـاء إلـى تحريك آليات الاجتهـاد السياسي للنظـر في الوقائع المستجدة و التي تمثل ظواهـر شـاذة تحتـاج للتقدير السياسي المنـاسب ، لهـذا وجبَ النظر جليا في الفهـم اللائكي للتـاريخ و إدراك خلفياتـه الايديولوجية التـي تحركت قصد مواجهــة الحركـات الإسلامية المعـاصرة و إلباسهـا صنوفـا من الصور التـي استقرت في ذهنيـة اللائكي أبا عن جد .
لـو نفذنـا بعمق داخـل البـاطن اللائكي و مخيالـه الإدراكـي لتصورنـاهُ عبارة عـن كتلـة من العُقَــد النفسية تجـاه الدين ، و لوجدنـاه منظورا محمولا علــى التنـاد الكلي مع الدين لأنــه تأسس ضمن توليفــة من التلقينـات القديمـة التـي أنتجته و شكلت شخصيتـه المزدوجة، أقول المزدوجــة لأن اللائكيين يجيدون الدوران حول اللغــة التي تمكنهـم من القفـز علـى حقيقـة الدين عبر ادعـاءات احترامـه و فصلـه عن المجـال السياسي و الاجتماعي تارة دون أن يقدموا الدليل من أنفسهم علـى هـذا الإخـلاص و الاحترام تارة أخرى، و لأنهم يعيشون تنـاقضات مضاعفـة في تكوينـاتهم و مواقفهم فيبادرون في كثير من المواقع بالطعن في قواعـد الدين و يرسلون أحكـامـا عَدائيـة واضحـة عليه ثم يُحدثونكَ بعد ذلك عن قدسية الدين و علو شأنـه . مـا فهمـهُ اللائكـي بصدد الدين لا يمكن أن يجاوز البتـة مـا فهمــه الغربي و لا يعقل أن يُجدد شيئا في عـلاقـة الدين بالدولـة لأنـه محكوم بمُوجهـات آسرة و منظومـات مرجعيـة تضغط دومـا لتُــلحِـقَ فكره بفكر أسياده و تعمل باستمرار علـى تغذيــة فتياننـا بطوفـان من المفردات المفصولـة عن السياق، مـا فهمـهُ اللائكــي من الديـن تـم عبـر تراكمـات فلسفيـة أقنعت البعض بكفايـة العقل عن التدبير و ألزمتهم فكر "الأنـوار" بصفتـه السقف الكلي للتجديد ، فلا فهم لهـم للدين إلا كمـا فهمه الفرنسي خاصـة و لا نظر فيه إلا من حيث هو religion و لا قيمـة لـه إلا من نـاحيـة الجـانب التراثي و الفلكروري الشعبي العريق .
مـا فهمـه اللائكـيُّ من التـاريخ الإسلامي لا يختلف عمـا فهمـهُ الغربي منـه البتـة و لا يرقـى لمستـوى التحليل الدقيق لمجريات الأحداث السياسية و الحضارية عبر التاريخ إذ غـالبا مـا نسمـع نفس الروايـات حول "رجال الدين" و خضوع الفقيه للسلطـة الاستبدادية بإطلاق و مآزق الآداب السلطـانية و استغـلال الدين سياسيا و إنتاج كوارث حربية باسم الدين ، و لـم نـعد نمـيز بين الخـط التغريبي لأبنـاءنـا و بين أفكـار الغُزاة المُحتلين في شيء، و صـارَ استنطاق التاريخ الإسلامي بالإنشائيات و الكـلام المُرسَل ديدنَ الكـتابات المُتعجلـة المسكونـة بروح الألْـيكـة شكلا و مضمونـا، لقد فهــمَ اللائكــيُّ التاريخ خطأً بكونـه مرجعيـة واقعيــة حـاكمـة علـى النظم و المبادئ و مارسَ تبعـا لذلك وِصايـةَ مُصادرة حقّ الدين في محـاكمة التاريخ و جعـل من قطـائع الأحداث و مسلسلات مقاربات تنزيل المبادئ علـى التاريخ ثابتـا في إصدار أحكـام الإدانـة على الدين نفسه إذ صـارَ عنده تـاريخ الإسلام هـو ذاته تـاريخ المسلمين و تحولت عندهُ إشكـالات الصراعـات حول السلطة إلـى إشكـالات تمس جوهـر الدين، تمـامـا كمـا حاولت الدراسـات الاستشراقية أن تجعـل في صفحـة التـاريخ الإسلامي خطـا أسودا و زعمت أنـهُ كلَّ التاريخ ، فالذين لا يقرأون منحنيات الوقائع بشكل بنيوي ولا يستنطقون عـلاقاتـه بالسياقات و العقليات و تحديد جوهـر الصراع لا يختلفون في شيء عن أولـئك الذين يبحثون عن الحقيقـة انطلاقا من نتـائج الواقع،و للأسف لا زالَ اللائكيُّ اللاديني غـارقـا في مستنقعـات التحليلات الجبرية للتاريخ لأنهم جعلوا من "الواقعية" سلطـة قاطعـة و لا يريدون أن يفهمـوا نوع جدليات الارتباط بين الأحداث و المرجعيات إلا علـى ضوء تبعية الثانية للأولـى.
لــم يُجدِّد الفـكر اللائكيُّ المُغـرّب في قراءته للتاريخ الإسلامي و لـم يكلف نفســه دراســة أصول الاستبداد عبر التاريخ و لم ينفذ لعمق الأزمـة التي تحددت معـالمهــا مبكرا بعد الانقلاب الأموي الدموي و لـم يحلل عقل الفقيه عبر التاريخ و لم يدرس خلفيات اعتمـاد ملوك العض و الجبر لفقهـاء البـلاط و لــم يدقق النـظر في مرجعيات و مستندات قوى المعـارضـة للاستبداد السياسي، ظــلَّت أحكـامــه تتحرك بنفس العنـاوين و نفس المقاربات التي تعتمد علـى أسلوب الالتقاط و التعميم و ضلت معهــا طرائق البحث عن الحقيقـة التاريخية . المفكرون الإسلاميون توغلوا كثيرا في سبر أغوار التاريخ و بحثوا بعمق أسباب تدهـور الوضع السياسي و الاقتصادي و الحضاري بشكل عـام و قدموا في هـذا الشأن دراسـات جـادة تنطلق من داخـل التاريخ فحللوا قضايـا الأحكام السلطـانية و كيف بدأ العنف الاستبدادي في الظهـور و حقيقـة العـلاقة بين رجل السلطة و الفقيـه و أسباب عدم تمكن "النخبـة" من صياغـات و تطوير العدة الدستورية اللازمـة لضبط سلوكـات الحـاكم عبر التاريخ و توصلوا كـلٌّ من زاويـتـه الاستقرائية لنتائج أجملوهـا في كتب مستقلـة تحتـاج من اللائكي أن يصغي إليهـا و يتمعن في دراساتهـا قبـل أن يطلق عنـانـه لمحفوظـاته بالترديد و التقليد،(شلتوت،عمارة،الغنوشي،القرضاوي،عبد السلام ياسين، عبد الحميد متولي،الترابي،فتحي عثمان،هويدي، عبد القادرعودة،الغزالي،البشري...)، فالبحث عن الحقيقـة يجب أن تمـر عبر القراءة و التقصي و ليس عبر الايدولوجيا و التجني .
مـا فهمـهُ اللائكـيُّ من التاريخ الإسلامـي و مساراتـه شبيــه بمـا فهمهُ "الأنواري" من التاريخ الكنسي الكهنوتي، منـه يستقــي سيمفونيـة "رجال الدين" و " الدولة الدينية" و "الحق الإلهـي" و "الاستبداد الديني" و منــه ينـافح عن نقيضاتهــا المُستوحـاة من عصر "العقل" و "العقلانية" و "العَلمانية" و "الأنسنة" و "العلم"، لا يهمـه أن يفهم عن أي عقلانية و أنسنة و علموية يستهجنهــا الإسلاميون، لا يهمــه أن يطلـع علـى إنتاجـات المعاصرين في حقل التأصيل السياسي لدولـة الإسلام و لا يأبــه إلا بمفردات تقليدية ركيكـة بلغت حد الابتذال في مجال قاموس الممـارسـة السياسية ، لا يهمـه أن يفتح عينـيه علـى الاستبداد اللائكـي الفضيع و لا يعير اهتماما لدولـة عسكرية لائكية مُستبدة حتـى النخـاع تمـارس القتـل الجمـاعي و تقتل القيم الإنسانية بلا هوادة .
يُتــبع بحول الله
تعليق