بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله محمّد و على اله و صحبه أجمعين
أمّا بعد
و الصلاة و السلام على رسول الله محمّد و على اله و صحبه أجمعين
أمّا بعد
جاء الينا رمضان.. أعاده الله علينا و على أمّة محمّد بـاليمن و البركات
هو شهر الطّاعة و العبادة و قراءة القران.. و اغتنام الحسنات و مغفرة السيّئات
لكن بعض الصائمين.. يتثاقل عليهم هذا الشّهر الكريم.. لما فيه من شقاء يتعلّق بـارتفاع حرارة الجوّ أحيانا و العطش و الجوع
و نقول : اضحك في عبّك أيّها الصّائم
فـالله تعالى فضّلك على كثير من مخلوقاته.. فـجعلك انسان ذو أحسن تقويم
و الله تعالى فضّلك على كثير من النّاس.. بـأن جعلك عبدا من عباده الصّالحين.. و وفّق للأسلام
أفلا يستاهل هذا التمييز الذي تحصّلنا عليه.. ألا يستاهل منّا بعض التّضحية ؟
لا بل أنّ العدل القائم على المتاع الذي نتحصّل عليه في هذه الحياة.. يفرض علينا في المقابل أن نتعرّض للعذابات بـقدر هذا المتاع.. لكن هل هذا هو الحاصل ؟ طبعا لأ..
و لقاء 11 شهر من الطّعام في أيّ وقت.. يسألنا الله أن نصوم له شهرا فقط.. بضع ساعات في اليوم دون طعام.. هل يوجد أسهل و أرحم من ذلك ؟
و لكن.. ماذا دفعنا لله لقاء تقويمه لنا ؟ لقاء بصرنا ؟ لقاء سمعنا ؟ لقاء صحّتنا ؟ لقاء راحتنا ؟ لقاء أرزاقنا ؟ لقاء و لقاء و لقاء .. قال تعالى :
وإن تعدّوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار
فـكيف لنا أن نتثاقل من تعب قليل.. رغم نعيم هائل في الدّنيا.. لو حاولنا أن ندفع منه مقدار حبّة رمل في صحراء.. ما دفعناه !!
ثمّ ان الجنّة.. دار النّعيم و الخلود.. لو أنّنا نرى ما فيها .. لـطلبنا من الله.. أن نتعرّض للحرق والضرب و العذاب بـأصعب انواعه و حرارة بـألوف الدّرجات و بـأطول الفترات تمتدّ لـقرون لا تنتهي..
حتّى نتحصّل في النهاية على الجزاء و النّعيم و الخلود في الجنّات
لكنّ الله لم يطلب منّا ذلك.. بل هو أرحم الرّاحمين.. بل فرض علينا ما هو أسهل من ذلك بـكثير.. صوم ساعات قليلة.. في شهر واحد بين 12 شهر.. لا يزورنا الا عشرات المرّات في حياتنا كلّها.. بـجوّ حارّ أحيانا.. نستظلّ منه في البيوت.. و ننهيه بـأن نأكل بعد انتهاء ساعاته.. ما رزقنا الله منه و نرتاح من تعب قليل.. و ياريته تعب و شقاء .. لو كان مفروض علينا بـحكم تسديد ما رزقنا الله ايّاه.. و لما أعدّه الله لنا.. و لما أوجدنا الله في هذه الدّنيا و فضّلنا على كثير من عباده.. و فضّلنا على مخلوقاته بـأن جعلنا من أقوم خلقه.. الذين هم البشر
فـاسكت أيّها الصّائم.. و لا تتذمّر.. فـأنت في الحقيقة تلعب و لست تتعب
و لـهذا وجب عليك أن تفعل التّالي : اضحك في عبّك أيّها الصّائم
تعليق