السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وصلنى عبر البرد الألكترونى هذا المقال:
العلمانيون أنت إمامهم؟
GMT 6:00:00 2007 السبت 21 يوليو
سامي البحيري
أحيانا تأخذ بعض الكلمات معنى مخالفا تماما لمعناها الأصلي واللغوي، وهذا يحدث في اللغات التي أعرفها على الأقل، ولن أستغرب إن عرفت أنه يحدث في كل أو معظم اللغات. ففي الإنجليزية كلمة، تعنى مسرور أو مبتهج، ولكنها الآن أصبحت تستخدم بمعنى آخر وتعنى المثلي جنسيا.Gay
ومن النوادر الطريفة والتي سمعتها، أنه في أحد الإنتخابات التي تمت في مصر في العصر الذي أطلق عليه "العصر البائد" والذي يترحم عليه الكثيرون منذ نصف قرن، أن قرر أحد رواد النهضة المصرية الحديثة أحمد لطفي السيد التقدم للإنتخابات في مسقط رأسه في السنبلاوين بمحافظة الدقهلية. وقبل أن أذكر النادرة الطريفة، لا بد بتعريف القارئ بمن هو أحمد لطفي السيد،هو يعتبر من رواد الإصلاح والحداثة في مصر والعالم العربي وكان وزيرا للمعارف ورئيسا لمجمع اللغة العربية وجامعة القاهرة (الجامعة المصرية في هذا الوقت)، وقدم إستقالته من الجامعة إحتجاجا على إقالة طه حسين من الجامعة عام 1932، نادى بتعليم المرأة في الجامعة وتخرجت في عهد رئاسته للجامعة أول دفعة للطالبات ويقال أنه صاحب المقولة الشهيرة: "الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" ويعتبر بحق رائد الليبرالية، وبناء على كل ماله من مؤهلات قرر التقدم للترشيح لدخول البرلمان، وكان يرفع شعار الديموقراطية، وأشاع أحد منافسيه في دائرته من الحزب المعارض بأن الديموقراطية تعنى الحرية الزائدة والتي تسمح للمرأة بأن تتزوج أكثر من رجل في وقت واحد!! وانتشرت الإشاعة بين الفلاحين، وعندما كان يسأله الفلاحون: "ألا إنت يأحمد بيه راجل بتحب الديموقراطية بصحيح؟" وكان يجيب: "طبعا الديموقراطية أهم وسيلة للحكم "، وكان الفلاح يهمس لزميله: "جالك كلامي أهو طلع ديموقراطي أهو، يعنى عاوز نسواننا يتجوزا علينا"!!، ونتيجة هذه الإشاعة سقط أحمد لطفي السيد (رائد الليبرالية) في الإنتخابات. وعندها أخذت "الديموقراطية" سمعة سيئة بفضل الإشاعات المغرضة.
وفي بداية حكم عبد الناصر أثناء أزمة مارس 1954 إحتشد بعض الدهماء المأجورين من قبل النظام أمام مبنى نقابة المحامين في القاهرة يهتفون: "تسقط الحرية" وكانت تلك بداية الصدام بين المثقفين وبين النظم العسكرية، وكان الفائز هو نظام استبدادي آخر يستخدم الشعارات الدينية، وأخذت كلمة الحرية مرة أخرى سمعة سيئة.
وآخر ضحايا السمعة السيئة للكلمات هي كلمة "العلمانية" وهى ترجمة للكلمة الإنجليزية:
"Secularism"
ومعناها كما جاء في القواميس والموسوعات الإنجليزية والأمريكية:
The view that religious considerations should be excluded from civil affairs or public education.
Secularism was the word adopted by George Jacob Holyoake in the early 1850s to describe a system of morals and social action shaped exclusively by this-worldly considerations, irrespective of religious beliefs. The word was derived from the secular education movement for the complete separation of religious teaching from other forms of education.
وكما ترون الكلمة باللغة الإنجليزية تعنى باختصار فصل التعليم الديني عن التعليم العام، ولست أدرى من هو صاحب ترجمة الكلمة للعربية إلى "العلمانية"، وكنت أود أن تتم ترجمتها إلى "الدنيوية"، ولكن الكلمة الآن في العالم العربي والإسلامي أخذت سمعة سيئة وأتهم المنادون بها بالإلحاد وإلى آخر قائمة التهم المعروفة، حتى أصبح الكثير من المؤمنين بفصل الدين عن الدولة يتحاشون استخدام كلمة "العلمانية"، وأنا لي رأى جديد ومخالف وقد يجر علىّ العديد من المشاكل والمصائب، لكن يجب بداية كى أقرب هذا الرأي أن أذكر القارئ بشعر أحمد شوقي في مدح الرسول محمد (صلعم) وقد تغنت أم كلثوم بتلك الأبيات:
لطفي
بنيت على التوحيد وهو حقيقة *** نادى بها سقراط والقدماء
ومشى على وجه الزمان بنورها ***كهان وادى النيل والعرفاء
الله فوق الخلق فيها وحده *** والناس تحت لوائها أكفاء
والدين يسر والخلافة بيعة *** والأمر شورى والحقوق قضاء
الإشتراكيون أنت إمامهم *** لولا دعاوى القوم والغلواء
.........
وفي رأيي أن شوقي قد قام بتلخيص الدين بعبقرية شديدة:
الدين قائم على التوحيد
الناس أكفاء تحت ظل الديانة
الدين يسر لا عسر
الحكم بالإنتخاب المباشر (البيعة)
الأمر شورى (مجلس النواب)
والحقوق يتم قضاؤها عن طريق القضاء
وكانت المفاجأة الكبرى عندما جعل الرسول (صلعم) إمام الإشتراكية، ولم يتم إتهام شوقي في هذا الوقت ولا في أي وقت بالإساءة إلى الرسول.
....
وأنا من جهتي أقول أن الرسول (صلعم) هو إمام العلمانية، لأنه أول من قال:
"أنتم أدرى بأمور دنياكم " في الحادثة المشهورة عندما مر الرسول بجماعة يقومون بتلقيح النخل، ولما سأل ماذا يفعلون قالوا له أنهم يقومون بتلقيح النخل، فقال لهم ربما لو لم تفعلوا هذا لأثمر، فأطاعوا الأمر بصفته صادر من قائدهم الديني، ولم يثمر النخل بالطبع فعادوا إليه يطلبون المشورة، فقال لهم القول المأثور والذي يصلح أن يكون بداية للحركة العلمانية قبل بدايتها في أوروبا بأكثر من ألف ومائتين عاما:
"أنتم أدرى بأمور دنياكم "
....
وقد حدث أثناء غزوة بدر حين تجمع المسلمون للقاء الكفار وكانت آبار المياه أمامهم وهنا نهض الحباب بن المنذر وسأل الرسول: "أهذا الأمر منزل من عند الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ " فقال رسول الله: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. فقال الحباب: يا رسول الله ما هذا بمنزل وأشار على رسول الله بالوقوف بحيث تكون آبار المياه خلف المسلمين فلا يستطيع المشركون الوصول إليها، وفعلا أخذ الرسول بهذا الرأي الصائب وكان ذلك أحد عوامل النصر في تلك المعركة.
....
وكما ترون في هاتين الواقعتين المنفصلتين قام الرسول بالأخذ بالأسباب وبالأمور الدنيوية عندما تعلق الأمر بأمور الدنيا.
وأعطانا الرسول درسا بليغا بأن أمور زراعة النخل يقوم بها المزارعون وأمور الطب يقوم بها الأطباء، وأمور البناء يقوم بها المهندسون، وأمور الحرب يقوم بها العسكريون.. إلخ..
....
ونحن نؤمن بفصل الدين عن السياسة، لإيماننا بأن السياسة متغيرة وبأن الدين ثابت، وإذا أدخلنا الدين في السياسة فلسوف نندم أشد الندم لأننا إما أن نقوم بتثبيت السياسة على حالها كي تتمشى مع الدين فنفقد الدنيا وإما أن نقوم بتغيير الدين فنفقد الآخرة، وليكن لنا في رسول الله قدورة حسنة عندما قال:
"أنتم أدرى بأمور دنياكم "
وأستأذن شاعرنا العظيم أحمد شوقي بأن أقول:
العلمانيون أنت إمامهم **** لولا فتاوى الجهل والجهلاء
[email protected]
و قد من الله على بهذا الرد على الراسل و كل من بعث لهم:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اولا: هذا المقال منشور على موقع ايلاف. و هذا الموقع من المواقع بالغة العداء للدين من اساسه.
ثانيا: المقال به تدليسه كبيره جدا جدا. الا وهي انه قارن البرتقال بالتفاح. فالرسول عليه الصلاة و السلام عندما نصح اصحاب النخيل نصحهم فى امر زراعى مهنى. و فى غزوة بدر كان الرأى حربى مهنى. و خذوا بالكم يا اخوة من شئ مهم و هو ان صاحب الرأي فى غزوة بدر سأل اولا ان كان هناك امر ألهى بالمكوث فى هذا الموقع ام لا. اي انه يقر اولا ان امر الله فوق اي امر اخر.
ثالثا: التدليس يتضح من انه أسقط أمور مهنيه محدده على السياسه. و السياسة هى امر ادارة المجتمع و الدولة. السؤال هنا: هل الأسلام نزل الا لأدارة المجتمع و الدولة؟
رابعا: كاتب المقال دلس على قرائه حتى فى ترجمة معنى كلمة علمانية فهو حصر المعنى فى التعليم فقط لكن التعريف الأنجليزى لا يقول ذلك فقط و هذه هى الترجمة الدقيقه للتعريف:
"هى الرؤية التى تقول ان الأعتبارات الدينية يجب ان تستبعد من الشئون المدنية او التعليم العام. "العلمانية" هى الكلمة التى استخدمت بواسطة جورج جاكوب هوليواك فى بواكير الخمسينيات من القرن التاسع عشر لوصف الفعل الأجتماعى و الأخلاقى المصاغ حصريا بهذه (الأعتبارات الدنيوية) بغض النظر عن الأعتقادات الدينية. أشتقت الكلمة من حركة التعليم المدنى للفصل التام للتعليم الدينى عن اي شكل أخر من التعليم"
الكاتب اراد ان يدلس قرائه بالأيحاء انها مجرد فصل التعليم الدينى عنى التعليم المدنى لكن التعريف نفسه يتكلم على الشئون المدنية بكل ما تشمله. و يا اخوان هذه الحركه تمت ضد كنيسه متجبرة و متسلطه. لا يوجد فى الأسلام لا كنيسة و لا كهنوت و لكن شورى. فى عصر سيطرة الكنيسة لم يكن احد ليجرؤ (حتى و لو كان ملك) على معارضة امر الكنيسة.
خامسا: هؤلاء الناس مصابون بداء ليس له اي علاج حتى الأن الا و هو انهم مشبعون بالغرب و تاريخه بطريقه فجه. فهم مغرمون به تماما و بتشبع لدرجة انهم يريدون ان يروا مشاكل الغرب التاريخيه عندنا حتى يتمثلوا بمن ناضلوا ضد هذه المشاكل. فعلى سبيل المثال لا الحصر: هم يريدون ان يصوروا الأسلام عى انه دين ذو مؤسسة كهنوتية مثل الفاتيكان و انه عندما يقول المسلمون ان الأسلام "دين و دولة" يقفز لذهنهم ان هذا ميل للسيطرة الدينية بمفهومها الكهنوتى "الفاتيكانى" و الحقيقة البسيطه انه ليس فى الأسلام كهنوت او رجل دين على الأطلاق انما الأساس الشرعى ان الناس احرار. الأسلام مبادئ و قيم تحكم المجتمع و الدولة من حكم بها اطاع الله و من لم يحكم بها عصى الله. يتساوى ذلك الرجل فى بيته كما الحاكم فى دولته.
فى النهاية اقول و بعون الله يا اخوان نحن عندنا مشاكلنا الخاصه المختلفه عن مشاكل الأخرين و حلولها ستكون ايضا مختلفه عن حلول الأخرين. يا اخوان نحن قوة عظمى عقائديا فاقرأوا دينكم و تفقهوا فيه ستجدوا الخير الكثير. لا تتعاملوا مع المجتمع كالطفل الذى شاهد فيلما و تأثر به فبحث عن شخص ممن حوله كي يعتبره الشرير و يمارس عليه دور البطل.
و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و لكم التعليق اخوتى الأحباء جزاكم الله كل خير
وصلنى عبر البرد الألكترونى هذا المقال:
العلمانيون أنت إمامهم؟
GMT 6:00:00 2007 السبت 21 يوليو
سامي البحيري
أحيانا تأخذ بعض الكلمات معنى مخالفا تماما لمعناها الأصلي واللغوي، وهذا يحدث في اللغات التي أعرفها على الأقل، ولن أستغرب إن عرفت أنه يحدث في كل أو معظم اللغات. ففي الإنجليزية كلمة، تعنى مسرور أو مبتهج، ولكنها الآن أصبحت تستخدم بمعنى آخر وتعنى المثلي جنسيا.Gay
ومن النوادر الطريفة والتي سمعتها، أنه في أحد الإنتخابات التي تمت في مصر في العصر الذي أطلق عليه "العصر البائد" والذي يترحم عليه الكثيرون منذ نصف قرن، أن قرر أحد رواد النهضة المصرية الحديثة أحمد لطفي السيد التقدم للإنتخابات في مسقط رأسه في السنبلاوين بمحافظة الدقهلية. وقبل أن أذكر النادرة الطريفة، لا بد بتعريف القارئ بمن هو أحمد لطفي السيد،هو يعتبر من رواد الإصلاح والحداثة في مصر والعالم العربي وكان وزيرا للمعارف ورئيسا لمجمع اللغة العربية وجامعة القاهرة (الجامعة المصرية في هذا الوقت)، وقدم إستقالته من الجامعة إحتجاجا على إقالة طه حسين من الجامعة عام 1932، نادى بتعليم المرأة في الجامعة وتخرجت في عهد رئاسته للجامعة أول دفعة للطالبات ويقال أنه صاحب المقولة الشهيرة: "الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية" ويعتبر بحق رائد الليبرالية، وبناء على كل ماله من مؤهلات قرر التقدم للترشيح لدخول البرلمان، وكان يرفع شعار الديموقراطية، وأشاع أحد منافسيه في دائرته من الحزب المعارض بأن الديموقراطية تعنى الحرية الزائدة والتي تسمح للمرأة بأن تتزوج أكثر من رجل في وقت واحد!! وانتشرت الإشاعة بين الفلاحين، وعندما كان يسأله الفلاحون: "ألا إنت يأحمد بيه راجل بتحب الديموقراطية بصحيح؟" وكان يجيب: "طبعا الديموقراطية أهم وسيلة للحكم "، وكان الفلاح يهمس لزميله: "جالك كلامي أهو طلع ديموقراطي أهو، يعنى عاوز نسواننا يتجوزا علينا"!!، ونتيجة هذه الإشاعة سقط أحمد لطفي السيد (رائد الليبرالية) في الإنتخابات. وعندها أخذت "الديموقراطية" سمعة سيئة بفضل الإشاعات المغرضة.
وفي بداية حكم عبد الناصر أثناء أزمة مارس 1954 إحتشد بعض الدهماء المأجورين من قبل النظام أمام مبنى نقابة المحامين في القاهرة يهتفون: "تسقط الحرية" وكانت تلك بداية الصدام بين المثقفين وبين النظم العسكرية، وكان الفائز هو نظام استبدادي آخر يستخدم الشعارات الدينية، وأخذت كلمة الحرية مرة أخرى سمعة سيئة.
وآخر ضحايا السمعة السيئة للكلمات هي كلمة "العلمانية" وهى ترجمة للكلمة الإنجليزية:
"Secularism"
ومعناها كما جاء في القواميس والموسوعات الإنجليزية والأمريكية:
The view that religious considerations should be excluded from civil affairs or public education.
Secularism was the word adopted by George Jacob Holyoake in the early 1850s to describe a system of morals and social action shaped exclusively by this-worldly considerations, irrespective of religious beliefs. The word was derived from the secular education movement for the complete separation of religious teaching from other forms of education.
وكما ترون الكلمة باللغة الإنجليزية تعنى باختصار فصل التعليم الديني عن التعليم العام، ولست أدرى من هو صاحب ترجمة الكلمة للعربية إلى "العلمانية"، وكنت أود أن تتم ترجمتها إلى "الدنيوية"، ولكن الكلمة الآن في العالم العربي والإسلامي أخذت سمعة سيئة وأتهم المنادون بها بالإلحاد وإلى آخر قائمة التهم المعروفة، حتى أصبح الكثير من المؤمنين بفصل الدين عن الدولة يتحاشون استخدام كلمة "العلمانية"، وأنا لي رأى جديد ومخالف وقد يجر علىّ العديد من المشاكل والمصائب، لكن يجب بداية كى أقرب هذا الرأي أن أذكر القارئ بشعر أحمد شوقي في مدح الرسول محمد (صلعم) وقد تغنت أم كلثوم بتلك الأبيات:
لطفي
بنيت على التوحيد وهو حقيقة *** نادى بها سقراط والقدماء
ومشى على وجه الزمان بنورها ***كهان وادى النيل والعرفاء
الله فوق الخلق فيها وحده *** والناس تحت لوائها أكفاء
والدين يسر والخلافة بيعة *** والأمر شورى والحقوق قضاء
الإشتراكيون أنت إمامهم *** لولا دعاوى القوم والغلواء
.........
وفي رأيي أن شوقي قد قام بتلخيص الدين بعبقرية شديدة:
الدين قائم على التوحيد
الناس أكفاء تحت ظل الديانة
الدين يسر لا عسر
الحكم بالإنتخاب المباشر (البيعة)
الأمر شورى (مجلس النواب)
والحقوق يتم قضاؤها عن طريق القضاء
وكانت المفاجأة الكبرى عندما جعل الرسول (صلعم) إمام الإشتراكية، ولم يتم إتهام شوقي في هذا الوقت ولا في أي وقت بالإساءة إلى الرسول.
....
وأنا من جهتي أقول أن الرسول (صلعم) هو إمام العلمانية، لأنه أول من قال:
"أنتم أدرى بأمور دنياكم " في الحادثة المشهورة عندما مر الرسول بجماعة يقومون بتلقيح النخل، ولما سأل ماذا يفعلون قالوا له أنهم يقومون بتلقيح النخل، فقال لهم ربما لو لم تفعلوا هذا لأثمر، فأطاعوا الأمر بصفته صادر من قائدهم الديني، ولم يثمر النخل بالطبع فعادوا إليه يطلبون المشورة، فقال لهم القول المأثور والذي يصلح أن يكون بداية للحركة العلمانية قبل بدايتها في أوروبا بأكثر من ألف ومائتين عاما:
"أنتم أدرى بأمور دنياكم "
....
وقد حدث أثناء غزوة بدر حين تجمع المسلمون للقاء الكفار وكانت آبار المياه أمامهم وهنا نهض الحباب بن المنذر وسأل الرسول: "أهذا الأمر منزل من عند الله أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ " فقال رسول الله: بل هو الرأي والحرب والمكيدة. فقال الحباب: يا رسول الله ما هذا بمنزل وأشار على رسول الله بالوقوف بحيث تكون آبار المياه خلف المسلمين فلا يستطيع المشركون الوصول إليها، وفعلا أخذ الرسول بهذا الرأي الصائب وكان ذلك أحد عوامل النصر في تلك المعركة.
....
وكما ترون في هاتين الواقعتين المنفصلتين قام الرسول بالأخذ بالأسباب وبالأمور الدنيوية عندما تعلق الأمر بأمور الدنيا.
وأعطانا الرسول درسا بليغا بأن أمور زراعة النخل يقوم بها المزارعون وأمور الطب يقوم بها الأطباء، وأمور البناء يقوم بها المهندسون، وأمور الحرب يقوم بها العسكريون.. إلخ..
....
ونحن نؤمن بفصل الدين عن السياسة، لإيماننا بأن السياسة متغيرة وبأن الدين ثابت، وإذا أدخلنا الدين في السياسة فلسوف نندم أشد الندم لأننا إما أن نقوم بتثبيت السياسة على حالها كي تتمشى مع الدين فنفقد الدنيا وإما أن نقوم بتغيير الدين فنفقد الآخرة، وليكن لنا في رسول الله قدورة حسنة عندما قال:
"أنتم أدرى بأمور دنياكم "
وأستأذن شاعرنا العظيم أحمد شوقي بأن أقول:
العلمانيون أنت إمامهم **** لولا فتاوى الجهل والجهلاء
[email protected]
و قد من الله على بهذا الرد على الراسل و كل من بعث لهم:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اولا: هذا المقال منشور على موقع ايلاف. و هذا الموقع من المواقع بالغة العداء للدين من اساسه.
ثانيا: المقال به تدليسه كبيره جدا جدا. الا وهي انه قارن البرتقال بالتفاح. فالرسول عليه الصلاة و السلام عندما نصح اصحاب النخيل نصحهم فى امر زراعى مهنى. و فى غزوة بدر كان الرأى حربى مهنى. و خذوا بالكم يا اخوة من شئ مهم و هو ان صاحب الرأي فى غزوة بدر سأل اولا ان كان هناك امر ألهى بالمكوث فى هذا الموقع ام لا. اي انه يقر اولا ان امر الله فوق اي امر اخر.
ثالثا: التدليس يتضح من انه أسقط أمور مهنيه محدده على السياسه. و السياسة هى امر ادارة المجتمع و الدولة. السؤال هنا: هل الأسلام نزل الا لأدارة المجتمع و الدولة؟
رابعا: كاتب المقال دلس على قرائه حتى فى ترجمة معنى كلمة علمانية فهو حصر المعنى فى التعليم فقط لكن التعريف الأنجليزى لا يقول ذلك فقط و هذه هى الترجمة الدقيقه للتعريف:
"هى الرؤية التى تقول ان الأعتبارات الدينية يجب ان تستبعد من الشئون المدنية او التعليم العام. "العلمانية" هى الكلمة التى استخدمت بواسطة جورج جاكوب هوليواك فى بواكير الخمسينيات من القرن التاسع عشر لوصف الفعل الأجتماعى و الأخلاقى المصاغ حصريا بهذه (الأعتبارات الدنيوية) بغض النظر عن الأعتقادات الدينية. أشتقت الكلمة من حركة التعليم المدنى للفصل التام للتعليم الدينى عن اي شكل أخر من التعليم"
الكاتب اراد ان يدلس قرائه بالأيحاء انها مجرد فصل التعليم الدينى عنى التعليم المدنى لكن التعريف نفسه يتكلم على الشئون المدنية بكل ما تشمله. و يا اخوان هذه الحركه تمت ضد كنيسه متجبرة و متسلطه. لا يوجد فى الأسلام لا كنيسة و لا كهنوت و لكن شورى. فى عصر سيطرة الكنيسة لم يكن احد ليجرؤ (حتى و لو كان ملك) على معارضة امر الكنيسة.
خامسا: هؤلاء الناس مصابون بداء ليس له اي علاج حتى الأن الا و هو انهم مشبعون بالغرب و تاريخه بطريقه فجه. فهم مغرمون به تماما و بتشبع لدرجة انهم يريدون ان يروا مشاكل الغرب التاريخيه عندنا حتى يتمثلوا بمن ناضلوا ضد هذه المشاكل. فعلى سبيل المثال لا الحصر: هم يريدون ان يصوروا الأسلام عى انه دين ذو مؤسسة كهنوتية مثل الفاتيكان و انه عندما يقول المسلمون ان الأسلام "دين و دولة" يقفز لذهنهم ان هذا ميل للسيطرة الدينية بمفهومها الكهنوتى "الفاتيكانى" و الحقيقة البسيطه انه ليس فى الأسلام كهنوت او رجل دين على الأطلاق انما الأساس الشرعى ان الناس احرار. الأسلام مبادئ و قيم تحكم المجتمع و الدولة من حكم بها اطاع الله و من لم يحكم بها عصى الله. يتساوى ذلك الرجل فى بيته كما الحاكم فى دولته.
فى النهاية اقول و بعون الله يا اخوان نحن عندنا مشاكلنا الخاصه المختلفه عن مشاكل الأخرين و حلولها ستكون ايضا مختلفه عن حلول الأخرين. يا اخوان نحن قوة عظمى عقائديا فاقرأوا دينكم و تفقهوا فيه ستجدوا الخير الكثير. لا تتعاملوا مع المجتمع كالطفل الذى شاهد فيلما و تأثر به فبحث عن شخص ممن حوله كي يعتبره الشرير و يمارس عليه دور البطل.
و اخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و لكم التعليق اخوتى الأحباء جزاكم الله كل خير
تعليق