بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
عقائد الملحدين
الملحدون لا يعلمون لأنفسهم مذهبا ولا معتقدا ، وكل أفكارهم قائمة على
معاداة الدين ، والتشكيك في أساسياته ومسلماته التي تتوافق مع الفطرة. وهم لا
يفترون من إيهام الناس بكلام وأوهام يطلقون عليها "النظريات" ليخدعوهم
ويلبسوا عليهم دينهم
يقول موريس بلوندل (فيلسوف فرنسي عاش بين 1860- 1949 م ) :" ليس
هناك ملحدون بمعنى الكلمة "
فيمكن لطفل صغير أن يجعل الملحد يشك في عقيدته – إن كان له عقيدة – بأن
يقول له : ما يضرك أن تتبع دين الإسلام ، فإن لم تكن هناك آخرة لم تخسر شيئا
، وإن كانت ثمة آخرة نجوت بإتباعك للدين .
زعم المنجم والطبيب كلاهما لا تبعث الأموات قلت : إليكما
إن صح قولكما فلست بخاسرٍ أو صح قولي فالخسارة عليكما
وبالطبع فإن موريس بلوندل يقصد بالملحدين المعنى المعروف من إنكار وجود الله
تعالى ، وهو في هذا مصيب، فكل إنسان بداخله يقين بوجود الله تعالى ولو أظهر
خلاف ذلك ، ولقد شاهدت شخصيا لقاءً مصورا مع أحد مدعي الإلحاد قال
في بدايته : " السلام عليكم " !!
وآخر ذهب يخبر أحدهم بإلحاده فأنكر عليه أن يكون ملحدا فقال له :" والله
العظيم أنا ملحد " !!
فهذا الإلحاد هو خروج عن الاعتقاد إلى لا شيء ، أو الخروج عن الهوية، أو
مسخ وتشويه الفكر وترك الشك محل اليقين دون الاهتداء لشيء .وإن سموا ذلك
لا دينية أو لا ربوبية أو مانوية أو لا أدرية أو عبدة الشيطان أو أي شيء آخر.
اللادينية :
هي عدم إيمان الإنسان بأي دين ، ورفض جميع الأديان على أنها كما
يعتقد اللادينيون صنع ونتاج فكري بشري، و اللادينية هي عنوان عريض يندرج
تحته كثير من التوجهات والقناعات الفكرية والفلسفية والعلمية، المرتبطة بالأسئلة
الجوهرية عن الكون ومغزاه وعن السياسة والأخلاق، ولكن تبقى اللادينية
مفهوما بسيطا يقتضي بالاعتقاد أن أي الدين هو بشري الصنع.
في (atheism) اللاربوبية :
تم استخدام كلمة اللاربوبية كترجمة عربية لكلمة
الحملة العلنية لظهور اللاربوبيين (الملحدين) والتي دعا إليها ريتشارد دوكتر إلى
جانب كلمة (إلحاد) بين قوسين ،كمحاولة لإشهار كلمة ثانية لا تحمل معنى
سلبيا من حيث اللغة وتعطي المعنى المطلوب المتمثل بعدم الاعتقاد بإله أو آلهة،لكن بالرغم من ذلك فكلمة "إلحاد" هي المستخدمة بصورة شائعة حتى من قبل الملحدين العرب.
المانوية :
عقيدة من عقائد الُفرس القديمة، تنسب إلى ماني بن فتك الذي ولد سنة
216 ميلادية في بابل ، وكان في الأصل مجوسيا عارفا ببعض الشرائع السماوية
ومذاهب ومعتقدات عصره، وكان يقول بنبوة المسيح ولا يقول بنبوة موسى ، ثم
حاول الجمع بين بعض الشرائع السماوية والمعتقدات الوضعية و إقامة صلة بين
المسيحية و البوذية والزرادشتية، ولذلك فهو يعتبر نفسه ضمن الأنبياء وكلاً من
بوذا وزرادشت ويسوع أسلافا له.
و أتباع المانوية هم معظم من ُأطْلِق عليهم الزنادقة في صدر الإسلام ،وإن كان
لفظ الزندقة في الإسلام شمل كل فكر فيه خروج عن توحيد الله تعالى، ومن بوذا وزرادشت ويسوع أسلافا له.
و أتباع المانوية هم معظم من ُأطْلِق عليهم الزنادقة في صدر الإسلام ،وإن كان
لفظ الزندقة في الإسلام شمل كل فكر فيه خروج عن توحيد الله تعالى، ومن
أمثلتهم: أحمد بن يحيى بن إسحق الراوندي المعروف بابن الراوندي ،و الشاعر
العباسي المعروف أبي العلاء المعري صاحب رسالة الغفران ، والشاعر العباسي
الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس .
اللا أدريه :
وهم الذين لا يتخذون موقفا معينا من وجود الله تعالى ، حيث
يعتقدون أنها مسألة علمية لا يمكن إثباتها، ولا تحمل أهمية جوهرية بالنسبة
للإنسان، فهم لا يؤمنون ولا يعتقدون بوجود إله لهذا الكون .
عبدة الشيطان :
هذه الحركة الشيطانية المعاصرة ظهرت بعد سنة 1960
معتمدة على بعض الأعمال الأدبية التي تجسد الشيطان بشخصية البطل الذي لا
يهزم، مثل كتابات جورج برنارد شو ، ومارك توين اللذان شغلهما فكرة الرجل
الخارق ( سوبر مان ) فمزجا بين صفات بشرية وأخرى خارقة لا يستطيع البشر
فعلها، وهما في حقيقة الأمر لم يبدعا شيئا جديدا فهذا فكر متأصل وعقيدة
راسخة في أعماق الفكر الغربي النصراني ، وهو اعتبار بعض الأشخاص أبناء
الآلهة ولهم قدرات خارقة تفوق قدرات البشر، وتحارب قوى الشر وتساعد
الضعفاء ، ولقد أدخلوا هذه الأفكار في كثير من أعمالهم الروائية والتصويرية
( السينمائية) ولعل أشهرها روايات ( هرقليز ، وهاري بوتر ) .
ثم تبنى الشيطانيون هذه الفكرة وجعلوها من سمات شيطان مستغلين إلحاد
هذين الكاتبين ليروجوا لأفكارهم الشيطانية.
وعقيدتهم التي يجتمعون حولها أنهم : لا يؤمنون بالله أو إبليس ( الشيطان ) أو
حياة بعد الموت، بل يجب أن يستمتع الناس بحياتهم الحالية وأن يحيوها كاملة أو
كما يحلو لهم.
وإمعانا في الجدية والتنظير قسموا أنفسهم إلى اتجاهين رئيسيين هما : الشيطانية
الإيمانية !!! ، والشيطانية الإلحادية ، الشيطانية الإيمانية تبجل الشيطان كإله
خارق للطبيعة، على عكس الشيطانية الإلحادية التي ينظر أصحابها إلى أنفسهم
على أنهم ملحدون، ولا يؤمنون بالشيطان المادي بل يؤمنون بالشيطان الرمزي
الذي يرمز إلى بعض الخصال البشرية ( الأهواء والغرائز )
ولقد تأسست في سان فرانسيسكو الأمريكية كنيسة عرفت باسم كنيسة
الشيطان ، وذلك في 30 أبريل سنة 1966 ، بواسطة الكاهن اليهودي الساحر
. أنطون لافي، الذي كان يعتبر الكاهن الأعلى لهم حتى هلاكه في سنة 1997
وهي تعد أهم وأكبر مرجعية مؤسسية لهم ، كما أنه ألَّف لهم كتابا يعتبرونه
مرجعهم الأهم وكتابهم المقدس وهو كتاب : الشيطان .
يدعوا عبدة الشيطان هؤلاء إلى : تمجيد القوة ، والاستمتاع بكل ما حرمته
الأديان و الاستعانة بالسحر و السحرة . و يرون أن الشيطان يكافئ أتباعه
بالسرور و السعادة وامتلاك الدنيا بكل مسراتها، وبعد الموت يبعثون إلى الأرض
ليحكموها و يتمتعوا بملذاتها .
واجتماعاتهم كلها لا تتم إلا بالموسيقى الصاخبة التي تسمى الميتال، والرقص
الهستيري المختلط ، يصحب ذلك تعاطي المخدرات، وشرب أكواب الدماء ،
والتعري واستباحة الأعراض علنا ، ويشترطون على أي فتاه تنضم لهم أن تفقد
عذريتها ، وأن تزال كل وسائل الاحترام الموجودة بينها وبين شباب المجموعة التي
تنضم إليها، وهم يستترون وراء المصطلحات الغامضة فيطلقون على بعضهم :
إيمو أو ميتال نسبة إلى موسيقاهم الصاخبة .
والخلاصة أن عبدة الشيطان، لا يؤمنون بألوهية الشيطان، بل يؤمنون بفكر
الشيطان من استحلال المعصية والتشبع منها، وهذا ما يسمى بالفجور.
ورغم ذلك تبقى مسألة عالقة في غاية الأهمية لم تحسم بعد ، وهي التطبيق
العملي على أرض الواقع والحياة العملية لفكرة الإلحاد، فالأديان تشجع الإنسان
على إتباعها لما يجده فيها من التزام أخلاقي مريح، بل إنها أيضا تقدم له حلولا
عقلية مريحة أيضا للقضايا الفلسفية الكبرى حول الوجود والغاية من الحياة، وقد
يعتقد الملحد أنه يلتقي مع المؤمن بدين معين في فكرة احترام وجهة نظر المقابل
وعدم استصغار أو تحقير أية فكرة، إذا كانت الفكرة مبعث طمأنينة لشخص ما
وتجعله شخصا بناءً في المجتمع. وبعض الملحدين يزعمون أن لديهم فکر حضاري
قائم على مبادئ حقوق الإنسان، بالرغم من أن بعضهم أيضا يبدي سلوكا
متطرفا تجاه المؤمنين بأي دين وخصوصا الإسلام ، لكن ما هي عقيدة الملحد؟
وبماذا يؤمن ؟ وماذا يدعوه إلى الإلحاد ؟
الملحد البريطاني ريتشارد دوكيز يعتقد في كتابه :"وهم الإله" أن احتمال وجود
الله هو احتمال ضئيل جدا وأن الإيمان بوجود إله هو مجرد وهم، وهذه هي
الفكرة التي بنى عليها كتابه كما هو واضح من عنوانه، ويعتبر أن الإنسان ليس
بحاجة للدين كي يكون صالحًا وعلى خلق ، ويتساءل : "هل كنت لتقتل أو
تغتصب أو تسرق لو علمت أن الله غير موجود ؟ "
ويتفق دوكتر في كتابه مع مقولة روبرت بيرسيغ أنه "عندما يعاني شخص من
وهم يسمى ذلك جنوناً، وعندما يعاني مجموعة أشخاص من وهم يسمى ذلك
دينا ".!!
فالدين عنده وهم اجتمع عليه الناس ، ولا داعي لأن نعتقد شيئا ما دمنا نستمتع
بالواقع ، وجمال الطبيعة بعيدا عن هذا الاعتقاد !! وهو يدندِن حول هذا المعني .
ويعلل بعض الملحدين رؤاهم بأسباب يعتقدوا فلسفية أو عقلية نابعة من
التحليل المنطقي والاستنتاج العلمي زعموا، حيث يشير كثير منهم إلى :
* عدم وجود أي أدلة أو براهين موضوعية على وجود إله !!!! ويرون أن
وجود إله متصف بصفات الكمال منذ الأزل هو أكثر صعوبة وأقل احتمالا من
نشوء الكون والحياة لأنهما لا يتصفان بصفات الكمال، بمعنى أن افتراض وجود
إله حسب رأي الملحدين يستبدل معضلة وجود الكون بمعضلة أكبر وهي كيفية
وجود الإله الكامل منذ الأزل، وبالتالي لا بد أن التعقيد قد نشأ من حالة بسيطة،
كتفسير تنوع وتعقيد الكائنات الحية كما تشرحه نظرية التطور عن طريق
الانتخاب الطبيعي.
* فكرة الشر أو الشيطان في النصوص الدينية: يرى بعض الملحدين أن الجمع
بين صفتي القدرة المطلقة والعلم المطلق يتعارض مع صفة العدل المطلق للإله
وذلك لوجود الشر في العالم.
* عدم وجود دليل علمي على فرضية الخلق من العدم، حيث تقول إحدى
النظريات حسب قانون بقاء المادة : إن المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم،
بل يمكن فقط أن تتحول إلى طاقة بعلاقة تعبر عنها معادلة تكافؤ المادة والطاقة،
والطاقة بدورها محفوظة بقانون بقاء الطاقة، بمعنى أن المادة هي صورة من صور
الطاقة، وهما لا يفنيان ولا يستحدثان من العدم.
وهذه الفرضيات الجدلية لا تحتاج إلى عناء في ردها جملة وتفصيلا ، لأنها في
أساسها تخالف الفِطَر السليمة ، وفي الحوار التالي مثال بسيط للرد على هذه
الفلسفة الخابية ( أي: الواهية والضعيفة).
يتبع بعون الله
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
عقائد الملحدين
الملحدون لا يعلمون لأنفسهم مذهبا ولا معتقدا ، وكل أفكارهم قائمة على
معاداة الدين ، والتشكيك في أساسياته ومسلماته التي تتوافق مع الفطرة. وهم لا
يفترون من إيهام الناس بكلام وأوهام يطلقون عليها "النظريات" ليخدعوهم
ويلبسوا عليهم دينهم
يقول موريس بلوندل (فيلسوف فرنسي عاش بين 1860- 1949 م ) :" ليس
هناك ملحدون بمعنى الكلمة "
فيمكن لطفل صغير أن يجعل الملحد يشك في عقيدته – إن كان له عقيدة – بأن
يقول له : ما يضرك أن تتبع دين الإسلام ، فإن لم تكن هناك آخرة لم تخسر شيئا
، وإن كانت ثمة آخرة نجوت بإتباعك للدين .
زعم المنجم والطبيب كلاهما لا تبعث الأموات قلت : إليكما
إن صح قولكما فلست بخاسرٍ أو صح قولي فالخسارة عليكما
وبالطبع فإن موريس بلوندل يقصد بالملحدين المعنى المعروف من إنكار وجود الله
تعالى ، وهو في هذا مصيب، فكل إنسان بداخله يقين بوجود الله تعالى ولو أظهر
خلاف ذلك ، ولقد شاهدت شخصيا لقاءً مصورا مع أحد مدعي الإلحاد قال
في بدايته : " السلام عليكم " !!
وآخر ذهب يخبر أحدهم بإلحاده فأنكر عليه أن يكون ملحدا فقال له :" والله
العظيم أنا ملحد " !!
فهذا الإلحاد هو خروج عن الاعتقاد إلى لا شيء ، أو الخروج عن الهوية، أو
مسخ وتشويه الفكر وترك الشك محل اليقين دون الاهتداء لشيء .وإن سموا ذلك
لا دينية أو لا ربوبية أو مانوية أو لا أدرية أو عبدة الشيطان أو أي شيء آخر.
اللادينية :
هي عدم إيمان الإنسان بأي دين ، ورفض جميع الأديان على أنها كما
يعتقد اللادينيون صنع ونتاج فكري بشري، و اللادينية هي عنوان عريض يندرج
تحته كثير من التوجهات والقناعات الفكرية والفلسفية والعلمية، المرتبطة بالأسئلة
الجوهرية عن الكون ومغزاه وعن السياسة والأخلاق، ولكن تبقى اللادينية
مفهوما بسيطا يقتضي بالاعتقاد أن أي الدين هو بشري الصنع.
في (atheism) اللاربوبية :
تم استخدام كلمة اللاربوبية كترجمة عربية لكلمة
الحملة العلنية لظهور اللاربوبيين (الملحدين) والتي دعا إليها ريتشارد دوكتر إلى
جانب كلمة (إلحاد) بين قوسين ،كمحاولة لإشهار كلمة ثانية لا تحمل معنى
سلبيا من حيث اللغة وتعطي المعنى المطلوب المتمثل بعدم الاعتقاد بإله أو آلهة،لكن بالرغم من ذلك فكلمة "إلحاد" هي المستخدمة بصورة شائعة حتى من قبل الملحدين العرب.
المانوية :
عقيدة من عقائد الُفرس القديمة، تنسب إلى ماني بن فتك الذي ولد سنة
216 ميلادية في بابل ، وكان في الأصل مجوسيا عارفا ببعض الشرائع السماوية
ومذاهب ومعتقدات عصره، وكان يقول بنبوة المسيح ولا يقول بنبوة موسى ، ثم
حاول الجمع بين بعض الشرائع السماوية والمعتقدات الوضعية و إقامة صلة بين
المسيحية و البوذية والزرادشتية، ولذلك فهو يعتبر نفسه ضمن الأنبياء وكلاً من
بوذا وزرادشت ويسوع أسلافا له.
و أتباع المانوية هم معظم من ُأطْلِق عليهم الزنادقة في صدر الإسلام ،وإن كان
لفظ الزندقة في الإسلام شمل كل فكر فيه خروج عن توحيد الله تعالى، ومن بوذا وزرادشت ويسوع أسلافا له.
و أتباع المانوية هم معظم من ُأطْلِق عليهم الزنادقة في صدر الإسلام ،وإن كان
لفظ الزندقة في الإسلام شمل كل فكر فيه خروج عن توحيد الله تعالى، ومن
أمثلتهم: أحمد بن يحيى بن إسحق الراوندي المعروف بابن الراوندي ،و الشاعر
العباسي المعروف أبي العلاء المعري صاحب رسالة الغفران ، والشاعر العباسي
الحسن بن هانئ المعروف بأبي نواس .
اللا أدريه :
وهم الذين لا يتخذون موقفا معينا من وجود الله تعالى ، حيث
يعتقدون أنها مسألة علمية لا يمكن إثباتها، ولا تحمل أهمية جوهرية بالنسبة
للإنسان، فهم لا يؤمنون ولا يعتقدون بوجود إله لهذا الكون .
عبدة الشيطان :
هذه الحركة الشيطانية المعاصرة ظهرت بعد سنة 1960
معتمدة على بعض الأعمال الأدبية التي تجسد الشيطان بشخصية البطل الذي لا
يهزم، مثل كتابات جورج برنارد شو ، ومارك توين اللذان شغلهما فكرة الرجل
الخارق ( سوبر مان ) فمزجا بين صفات بشرية وأخرى خارقة لا يستطيع البشر
فعلها، وهما في حقيقة الأمر لم يبدعا شيئا جديدا فهذا فكر متأصل وعقيدة
راسخة في أعماق الفكر الغربي النصراني ، وهو اعتبار بعض الأشخاص أبناء
الآلهة ولهم قدرات خارقة تفوق قدرات البشر، وتحارب قوى الشر وتساعد
الضعفاء ، ولقد أدخلوا هذه الأفكار في كثير من أعمالهم الروائية والتصويرية
( السينمائية) ولعل أشهرها روايات ( هرقليز ، وهاري بوتر ) .
ثم تبنى الشيطانيون هذه الفكرة وجعلوها من سمات شيطان مستغلين إلحاد
هذين الكاتبين ليروجوا لأفكارهم الشيطانية.
وعقيدتهم التي يجتمعون حولها أنهم : لا يؤمنون بالله أو إبليس ( الشيطان ) أو
حياة بعد الموت، بل يجب أن يستمتع الناس بحياتهم الحالية وأن يحيوها كاملة أو
كما يحلو لهم.
وإمعانا في الجدية والتنظير قسموا أنفسهم إلى اتجاهين رئيسيين هما : الشيطانية
الإيمانية !!! ، والشيطانية الإلحادية ، الشيطانية الإيمانية تبجل الشيطان كإله
خارق للطبيعة، على عكس الشيطانية الإلحادية التي ينظر أصحابها إلى أنفسهم
على أنهم ملحدون، ولا يؤمنون بالشيطان المادي بل يؤمنون بالشيطان الرمزي
الذي يرمز إلى بعض الخصال البشرية ( الأهواء والغرائز )
ولقد تأسست في سان فرانسيسكو الأمريكية كنيسة عرفت باسم كنيسة
الشيطان ، وذلك في 30 أبريل سنة 1966 ، بواسطة الكاهن اليهودي الساحر
. أنطون لافي، الذي كان يعتبر الكاهن الأعلى لهم حتى هلاكه في سنة 1997
وهي تعد أهم وأكبر مرجعية مؤسسية لهم ، كما أنه ألَّف لهم كتابا يعتبرونه
مرجعهم الأهم وكتابهم المقدس وهو كتاب : الشيطان .
يدعوا عبدة الشيطان هؤلاء إلى : تمجيد القوة ، والاستمتاع بكل ما حرمته
الأديان و الاستعانة بالسحر و السحرة . و يرون أن الشيطان يكافئ أتباعه
بالسرور و السعادة وامتلاك الدنيا بكل مسراتها، وبعد الموت يبعثون إلى الأرض
ليحكموها و يتمتعوا بملذاتها .
واجتماعاتهم كلها لا تتم إلا بالموسيقى الصاخبة التي تسمى الميتال، والرقص
الهستيري المختلط ، يصحب ذلك تعاطي المخدرات، وشرب أكواب الدماء ،
والتعري واستباحة الأعراض علنا ، ويشترطون على أي فتاه تنضم لهم أن تفقد
عذريتها ، وأن تزال كل وسائل الاحترام الموجودة بينها وبين شباب المجموعة التي
تنضم إليها، وهم يستترون وراء المصطلحات الغامضة فيطلقون على بعضهم :
إيمو أو ميتال نسبة إلى موسيقاهم الصاخبة .
والخلاصة أن عبدة الشيطان، لا يؤمنون بألوهية الشيطان، بل يؤمنون بفكر
الشيطان من استحلال المعصية والتشبع منها، وهذا ما يسمى بالفجور.
ورغم ذلك تبقى مسألة عالقة في غاية الأهمية لم تحسم بعد ، وهي التطبيق
العملي على أرض الواقع والحياة العملية لفكرة الإلحاد، فالأديان تشجع الإنسان
على إتباعها لما يجده فيها من التزام أخلاقي مريح، بل إنها أيضا تقدم له حلولا
عقلية مريحة أيضا للقضايا الفلسفية الكبرى حول الوجود والغاية من الحياة، وقد
يعتقد الملحد أنه يلتقي مع المؤمن بدين معين في فكرة احترام وجهة نظر المقابل
وعدم استصغار أو تحقير أية فكرة، إذا كانت الفكرة مبعث طمأنينة لشخص ما
وتجعله شخصا بناءً في المجتمع. وبعض الملحدين يزعمون أن لديهم فکر حضاري
قائم على مبادئ حقوق الإنسان، بالرغم من أن بعضهم أيضا يبدي سلوكا
متطرفا تجاه المؤمنين بأي دين وخصوصا الإسلام ، لكن ما هي عقيدة الملحد؟
وبماذا يؤمن ؟ وماذا يدعوه إلى الإلحاد ؟
الملحد البريطاني ريتشارد دوكيز يعتقد في كتابه :"وهم الإله" أن احتمال وجود
الله هو احتمال ضئيل جدا وأن الإيمان بوجود إله هو مجرد وهم، وهذه هي
الفكرة التي بنى عليها كتابه كما هو واضح من عنوانه، ويعتبر أن الإنسان ليس
بحاجة للدين كي يكون صالحًا وعلى خلق ، ويتساءل : "هل كنت لتقتل أو
تغتصب أو تسرق لو علمت أن الله غير موجود ؟ "
ويتفق دوكتر في كتابه مع مقولة روبرت بيرسيغ أنه "عندما يعاني شخص من
وهم يسمى ذلك جنوناً، وعندما يعاني مجموعة أشخاص من وهم يسمى ذلك
دينا ".!!
فالدين عنده وهم اجتمع عليه الناس ، ولا داعي لأن نعتقد شيئا ما دمنا نستمتع
بالواقع ، وجمال الطبيعة بعيدا عن هذا الاعتقاد !! وهو يدندِن حول هذا المعني .
ويعلل بعض الملحدين رؤاهم بأسباب يعتقدوا فلسفية أو عقلية نابعة من
التحليل المنطقي والاستنتاج العلمي زعموا، حيث يشير كثير منهم إلى :
* عدم وجود أي أدلة أو براهين موضوعية على وجود إله !!!! ويرون أن
وجود إله متصف بصفات الكمال منذ الأزل هو أكثر صعوبة وأقل احتمالا من
نشوء الكون والحياة لأنهما لا يتصفان بصفات الكمال، بمعنى أن افتراض وجود
إله حسب رأي الملحدين يستبدل معضلة وجود الكون بمعضلة أكبر وهي كيفية
وجود الإله الكامل منذ الأزل، وبالتالي لا بد أن التعقيد قد نشأ من حالة بسيطة،
كتفسير تنوع وتعقيد الكائنات الحية كما تشرحه نظرية التطور عن طريق
الانتخاب الطبيعي.
* فكرة الشر أو الشيطان في النصوص الدينية: يرى بعض الملحدين أن الجمع
بين صفتي القدرة المطلقة والعلم المطلق يتعارض مع صفة العدل المطلق للإله
وذلك لوجود الشر في العالم.
* عدم وجود دليل علمي على فرضية الخلق من العدم، حيث تقول إحدى
النظريات حسب قانون بقاء المادة : إن المادة لا تفنى ولا تستحدث من العدم،
بل يمكن فقط أن تتحول إلى طاقة بعلاقة تعبر عنها معادلة تكافؤ المادة والطاقة،
والطاقة بدورها محفوظة بقانون بقاء الطاقة، بمعنى أن المادة هي صورة من صور
الطاقة، وهما لا يفنيان ولا يستحدثان من العدم.
وهذه الفرضيات الجدلية لا تحتاج إلى عناء في ردها جملة وتفصيلا ، لأنها في
أساسها تخالف الفِطَر السليمة ، وفي الحوار التالي مثال بسيط للرد على هذه
الفلسفة الخابية ( أي: الواهية والضعيفة).
يتبع بعون الله
تعليق