الـسلام عليكم
في الحقيقـة أجد نفسي مبهوتـا في تفسير كيف يعمــد كـاتب أو صحافي أو مفكر إلــى السطـو علــى إنتاجات الآخرين الفكرية و كيف تسمح له مهنيته الأخـلاقية بانتحــال عنـاوين لمقالات و نشرهــا بأسمـاء مُدلسيهــا، لكن الغريب الأغرب كيف يُعمــدُ إلــى نشر مقالات مسروقــة في جرائد و مجلات فكرية شهرية بأسمـاء مزورة دون أن تهتز ضمائرهم الأدبية و مسؤولياتهم الرسالية، فأن يعمدَ البعض إلــى ممارسة السرقــة الأدبية يعنــي ببساطة إفـلاس أهلهــا قيميا و خواء أصحابهـا معرفيا و دليل علــى سوء الأدب مــع الكتاب الآخرين.
و لقد كنتُ فيمـا مضـى أعتبر الظاهرة حدثا محدودا يأتيهــا بعض الدجالين و أنصاف المثقفين للتغطـية علــى عجزهم الفكري أو الاسترزاق منهــا لدى بعض الأوساط، لكنــي الآن صِرتُ أدرك أن الأمـر لا يتعلق بممارسات صعالكـة يريدون الشهـرة في الإعلام و إنمــا صار سلوكــا مقصودا لدى قطاعات "مثقفة" يجتهدون في محو آثار القرصنــة و التمويه التقني بانتمـاء الإنتاج الفكري لهم ، و بل و صاروا لا يخجلون البتــة من عرض ملكيات الآخرين في دوريات فكريـة رصينــة بعناوين مُدلَّســة .
لا أفهــم كيف تمضي هذه الجرائم الفكرية باعتياد في دول تلح على ضرورة حماية ملكيات الآخرين و ضرورة محاربــة ظاهرة القرصنـة ، فكثير من الدول لا تكـادُ تفعـل شيئا إزاء عمليات السطو و لا زالت المسطرة القانونية الخاصـة بالإعلام الإلكتروني لا تؤدي وظيفتهــا في حمـايــة حق الملكية، الشيء الذي يفتح للغشاشين و المرتزقين أبواب التسلق علـى حقوق الآخرين.
و من هـذا القبيــل مـا وقعَ للعبد الضعيف من سرقـة لإحدى مقالاتي المُعنونــة ب "البوادي المفصولة" و المنشورة علــى مواقع مختلفة كعربتايمز فسُرقت من طرف أحــد اللصوصيين المُحترفين "المثقفين" ليضعهــا بعنوان آخر حمــل اسم " حياة بطعم الفقر و الذل و المعاناة" ، و الذي نشرهــا في مجلــة شهرية تسمى " مشاهد مغربية" في عددهــا 68 أبريل 2014 في صفحـة "لنا كلمة".
صورة المقال المسروق من طرف المدعو " عبد الله بوعسرية"
تعليق