لماذا لم يعرفوا؟ لماذا؟
وفقاً لشهادة يوحنا حول القيامة ، فإن بطرس و التلميذ الآخر الذي كان يسوع يحبه كانا يجريان إلى القبر الفارغ بعد أن سمعوا من مريم المجدلية أنّ جسد يسوع قد اختفى :
فَسَبَقَ التِّلْمِيذُ الآخَرُ بُطْرُسَ وَجَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَانْحَنَى فَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ.ثُمَّ جَاءَ سِمْعَانُ بُطْرُسُ يَتْبَعُهُ، وَدَخَلَ الْقَبْرَ وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً،وَالْمِنْدِيلَ الَّذِي كَانَ عَلَى رَأْسِهِ لَيْسَ مَوْضُوعاً مَعَ الأَكْفَانِ، بَلْ مَلْفُوفاً فِي مَوْضِعٍ وَحْدَهُ. فَحِينَئِذٍ دَخَلَ أَيْضاً التِّلْمِيذُ الآخَرُ الَّذِي جَاءَ أَوَّلاً إِلَى الْقَبْرِ، وَرَأَى فَآمَنَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ. فَمَضَى التِّلْمِيذَانِ أَيْضاً إِلَى مَوْضِعِهِمَا
يوحنا 20: 4-10
بيّن لوقا أيضًا أن الحواريين لم يكونوا منتظرين قيامته فقال:
فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى الْقَبْرِ ، فَانْحَنَى وَنَظَرَ الأَكْفَانَ مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا ، فَمَضَى مُتَعَجِّباً فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ.
لوقا 24: 12
إشارات عديدة في العهد الجديد تبين أن الحواريين كانوا متشككين في قيامته و لم يكونوا يتوقعوها أمثال هذه الأعداد [لوقا 24: 11-38]،[يوحنا 24: 20-25]،[متى 28: 17]
بالنظر إلى الموضوع من زاوية واحدة فأنّ كون التّلاميذ لم يفهموا بعد أنّ يسوع يجب أن يقوم من الموت وفقاً للكتاب، كما قال يوحنا ، ليس بالامر المستغرب على الإطلاق.. السبب البسيط في ذلك أنه لم يكن هناك كتاب يقول فيه أنه سيقوم من الأموات.
يقول لوقا أن يسوع أخبر تلاميذه ليلة القيامة أنه مكتوب أن المسيح ينبغي أن يتألم و يعود إلى الحياة ثانية في اليوم الثّالث:
وَقَالَ لَهُمْ: ((هَكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ ، وَهَكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ))
لوقا 24: 46
ذكر بولس أيضًا أن الكتاب قال إن المسيح سيقوم في اليوم الثّالث:
فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي آلأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضاً: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلآثْنَيْ عَشَرَ.
كورنثوس الأولى 15: 3-5
هذا ما يزعمونه ، لكنّ الزعم و الواقع شيئان مختلفان . لكم أن تبحثوا في أسفار العهد القديم حتّى يوم القيامة ، و لن تجدوا شيئاً مكتوباً عن المسيح أنه سيقوم من الموت في اليوم الثّالث .
إن أحدنا لن يجد شيئاً في العهد القديم عن فكرة المسيح القائم من الأموات! عادة ما يشير مفسروا الكتاب المقدس إلى التّرنيمة 16 من كتاب المزامير، و التي ادعى لوقا من خلالها أن كلاً من بطرس و بولس قد استشهدا بها كدليل قيامة يسوع [أعمال الرسل 2: 25-31 / 13: 35-37] لكنّ سياق التّرنيمة بالكامل لا يساند الزعم الّذي أضفاه الحواريّون للمقاطع الّتي استشهدوا بها:
لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ. لِذَلِكَ سُرَّ قَلْبِي وَتَهَلَّلَ لِسَانِي. حَتَّى جَسَدِي أَيْضاً سَيَسْكُنُ عَلَى رَجَاءٍ. لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً. عَرَّفْتَنِي سُبُلَ الْحَيَاةِ وَسَتَمْلأُنِي سُرُوراً مَعَ وَجْهِكَ. أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَاراً عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هَذَا الْيَوْمِ. فَإِذْ كَانَ نَبِيّاً وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَاداً.
أعمال الرسل 2: 25-31
وَلِذَلِكَ قَالَ أَيْضاً فِي مَزْمُورٍ آخَرَ:لَنْ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَاداً. لأَنَّ دَاوُدَ بَعْدَ مَا خَدَمَ جِيلَهُ بِمَشُورَةِ اللهِ رَقَدَ وَانْضَمَّ إِلَى آبَائِهِ وَرَأَى فَسَاداً. وَأَمَّا الَّذِي أَقَامَهُ اللهُ فَلَمْ يَرَ فَسَاداً.
أعمال الرسل 13: 35-37
إن أي شخص يقرأ اقتباس الحواريين في السّياق سيرى في أفضل الأحوال علاقةً مريبةً بين الاقتباس و القيامة المزعومة ليسوع الناصري . بالرّغم من الزعم المتكرر للعهد الجديد في كثير من الأماكن، فإنه لا توجد نبوءات للمسيح القائم من الأموات في أسفار العهد القديم.
لكن من منظور آخر، إذا قد كانت القيامة قد فاجأت الحواريّين فعلاً، فإن على الواحد منا أن يتساءل عن السبب! من المؤكد أنهم قد قيل لهم بوضوح كافٍ أنه سيحدث . في سياق الفقرة المشهورة حيث وعد يسوع بطرس أن يعطيه مفاتيح الملكوت، قِيلَ أن يسوع أخبر حوارييه أنه سيُقتل ثمّ يقوم من الموت:
مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَدَأَ يَسُوعُ يُظْهِرُ لِتَلاَمِيذِهِ أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَتَأَلَّمَ كَثِيراً مِنَ الشُّيُوخِ وَرُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ ، وَيُقْتَلَ ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومَ.
متى 16: 21
إن النصوص المماثلة لهذه الفقرة في الأناجيل المتماثلة نجدها في الأعداد [مرقس 8: 31]،[لوقا 9: 22]
لقد كرر يسوع قوله هذا للحواريين مرتين على الأقل:
وَفِيمَا هُمْ يَتَرَدَّدُونَ فِي الْجَلِيلِ قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: ((ابْنُ الإِنْسَانِ سَوْفَ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي النَّاسِ فَيَقْتُلُونَهُ وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ)). فَحَزِنُوا جِدّاً.
متى 17: 22-23
وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ الاِثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذاً عَلَى انْفِرَادٍ فِي الطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: ((هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ،وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ)).
متى 20: 17-19
النصوص المماثلة لهذه الفقرات في الأناجيل الأخرى نجدها في [مرقس 9:31]،[لوقا 18: 32-34] حيث تقول أن الحواريين لم يفهموا ما كان يسوع يقوله، و هي حالة واحدة فقط للتناقضات النصية في الكتاب المقدس ، ذلك أن متى ذكر بوضوح أنهم قد فهموه :
فعندما أخبرهم أول مرة ، على سبيل المثال، قام بطرس و أخذ يسوع جانبًا، و انتهره و قال له ((حَاشَاكَ يَا رَبُّ! لاَ يَكُونُ لَكَ هَذَا!)) [متى 16: 22] . و عندما أخبرهم يسوع في المرّة الثّانية ، قال متى أنهم حزنوا جدًّا، لكن كيف لهم أن يحزنوا بشدة على شيئ ما فهموه بعد؟ فإن أخذنا بالاعتبار القبول العامّ لظاهرة القيامة من الموت في تلك الأوقات [مرقس 6: 14-16] فإنا نسأل : ماذا بقي بعد ليساء فهمه في قول رجل يقول أنه سيقوم من الأموات بعد أن يُقتل ؟
عند إعادة النظر لما قاله يسوع في الفقرة الأخيرة المذكورة أعلاه ، فإن سلوك الحواريّين بعد الصلب يستحيل أن يُفهم! في الطّريق إلى القدس، أخذهم جانبًا، و أخبرهم أنه سوف ( 1 ) يُسَلَّم إلى رؤساء الكهنة و الكتبة ( 2 ) يحكم عليه بالموت ، ( 3 ) و يسلم إلى الأمم ليهزؤوا به، ( 4 ) و يجلدوه، ( 5 ) و يصلبوه ( 6 ) و في اليوم الثالث يقوم.
بعد وصولهم إلى القدس، رأى الحواريون أنّ يسوع ( 1 ) سُلّم إلى رؤساء الكهنة و الكتبة، ( 2 ) حُكم عليه بالموت، ( 3 ) و سُلّم إلى الأمم و هزئوا به، ( 4 ) و جُلد ( 5 ) و صُلب، لكن بطريقة ما، و بعد أن شهدوا بأنفسهم تحقيق هذه الأقوال الخمسة بالتحديد في تصريح يسوع ، لم يتوقّعوا أن يقوم من الأموات. لماذا ؟!
إن أحدنا سيعتقد أنه إن كان يسوع قد أخبرهم أن ينتظروا كلّ هذه الأشياء فعلاً، و بعد أن شهدوا التحقق الدقيق لأول خمسة نبوءات من قوله ، فإنهم يمكن أن يتوقّعوا على الأقلّ احتمال تحقق النبوءة السّادسة بالتّأكيد . فبدلاً من أن تجري النسوة لإخبار الحواريّين عن القبر الفارغ الّذي قد وجدوه، فإن من المنطقي و المتوقع لأحدنا أن نجد الحواريّين أنفسهم حاضرين في هذا المشهد صباح اليوم الثّالث ينظرون على الأقل إن كان يسوع سيأتي أم لا.
لكنهم لم يكونوا هناك ( طبقًا لما هو مروي في الأناجيل) . كان يجب على الناس أن يبحثوا عنهم و يخبروهم، و بالرّغم من ذلك فقد اعتبر الحواريون الأخبار التي أتت بها النسوة مجرد هذيان لا دليل عليه (لوقا 24: 11). لقد كن النسوة يخبرنهم بالضّبط ما قد قاله يسوع أنه سيحدث، و مع ذلك فقد اعتقدوا أنّ كلماتهن كانت مجرد هذيان!
عند القبر، قال الملاكان للنسوة [ اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي الْجَلِيلِ قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ ، وَيُصْلَبَ ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ – لوقا 24: 7]. و يقول العدد الذي يليه مباشرة أنهن تذكّرن كلماته .لذا كانت النسوة قادرات أن يتذكّرن أن يسوع قد قال هذا، لكنّ الحواريّين الّذين قد أخذهم يسوع جانبًا في الطّريق إلى القدس بغرض إخبارهم بوضوح أن يتوقّعوا موته و قيامته لم يكن بمقدورهم فيما يبدو أن يتذكّروا أنه قد أخبرهم بذلك. لقد نظروا إلى القبر فقط ثم ذهبوا إلى البيت لماذا؟ ((لأَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا بَعْدُ يَعْرِفُونَ الْكِتَابَ: أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَقُومَ مِنَ الأَمْوَاتِ – يوحنا 20: 9)). هل هذا ما يفترض بنا أن بؤمن به؟
إن كان الحواريون لم يفهموا بعد أن يسوع مقدر له القيامة من الأموات، فإنهم بذلك جماعة مختلفة عن البشر بالفهم، ذلك أن الآخرين كلهم تقريباً قد عرفوا ماذا سيحدث. و كما لاحظنا لتونا، أن النّساء تذكّرن فورًا قول يسوع أنه سيقوم من الموت، و لم يكنّ تلاميذ يسوع الوحيدين ( تلاميذ، و ليس حواريّين ) الّذين فهموا هذا .
في الحوار الذي دار بين يسوع و بين التّلميذين على الطّريق إلى عمواس في يوم القيامة، قال كليوباس و بيّن بوضوح ، بعد تلخيص الأحداث المتعلقة بالمحاكمة و صلب يسوع، أنه فهم أنّ قيامًا كان من المفترض أن يحدث في اليوم الثّالث :
وَنَحْنُ كُنَّا نَرْجُو أَنَّهُ هُوَ الْمُزْمِعُ أَنْ يَفْدِيَ إِسْرَائِيلَ. وَلَكِنْ ، مَعَ هَذَا كُلِّهِ ، الْيَوْمَ لَهُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مُنْذُ حَدَثَ ذَلِكَ.
لوقا 24: 21
بعد كل هذا ، فإن جميع المرتبطين بيسوع تقريباً قد عرفوا أنه من المفترض أن يقوم من الموت في اليوم الثالث باستثناء الحواريّين! من الواضح أن يسوع قد عهد مواصلة التبشير بما فعله إلى مجموعة من الأغبياء الّذين لم يكن من الممكن أن يفهموا اللّغة الواضحة الصريحة على ما يبدو.
حتّى أعداء يسوع فهموا أنه قد تنبّأ بقيامته . فبعد أن وُضِعَ يسوع في القبر، جاءوا إلى بيلاطس ليطلبوا منه أخذ الاحتياطات لمنع تحقيق نبوؤة منتظمة:
وَفِي الْغَدِ الَّذِي بَعْدَ الاِسْتِعْدَادِ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ إِلَى بِيلاَطُسَ قَائِلِينَ: ((يَا سَيِّدُ ،قَدْ تَذَكَّرْنَا أَنَّ ذَلِكَ الْمُضِلَّ قَالَ وَهُوَ حَيٌّ: إِنِّي بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أَقُومُ. فَمُرْ بِضَبْطِ الْقَبْرِ إِلَى الْيَوْمِ الثَّالِثِ ،لِئَلا يَأْتِيَ تَلاَمِيذُهُ لَيْلاً وَيَسْرِقُوهُ، وَيَقُولُوا لِلشَّعْبِ : إِنَّهُ قَامَ مِنَ الأَمْوَاتِ ،فَتَكُونَ الضَّلاَلَةُ الأَخِيرَةُ أَشَرَّ مِنَ الأُولَى!))
متى 27: 62-64
إذاً فإن النسوة قد تذكّرن أن يسوع قد تنبّأ بقيامته، و التّلاميذ في عمواس تذكّروا ذلك ، و أعداء يسوع تذكّروا قوله أيضاً. الجميع فيما يبدو قد تذكّر قوله باستثناء حواريّي يسوع الذين اختارهم بنفسه بعناية. إنه من الصعب تصديق مثل هذا الأمر!!
إن المؤمنين بالكتاب المقدس يقولون أنه – أي الكتاب المقدس – نتاج عمل معصوم من الوحدة و التناسق التام لدرجة أنه يُشْرَح فقط من خلال العقيدة المنقولة بالشفاه. إن هذا أمر عظيم يوعظ و تُعلف به الجماهير من خلال المنابر الساذجة، لكنّ هذا التناقض في أن الحواريّين لم يعرفوا عن القيامة الوشيكة لزعيمهم – في الوقت الذي كان ينبغي أن يعرفوا – إنما هو خلل في الإنجيل يجب أن يُشرح قبل أن يمكن للنّاس العاقلة قبول نظريّة العصمة.
فإن صحت النصوص المتعلقة بعدم علم الحواريين بقيامة يسوع في اليوم الثالث و أنهم لم يكونوا يتوقعون أمراً مثل هذا، فإن ذلك يدفعنا للقول أن يسوع حقيقة ما تنبأ في موت ولا قيامة، و أن ما يقال عن نبوءته مجرد إشاعات انتشرت بين الناس و لم يدرِ عنها الحواريون شيئاً و هم أقرب الناس إلى يسوع و أعلمهم بأقواله و أفعاله و سره و علنه.
----
المقال مقتبس عن مجلة The Skeptical Review العدد الرابع من سنة 1991 بتصرف
تعليق