الــسلام عليكم
كثيرة هــي الأوبــئة في زمننا المعـاصر ،منهـا أوبئة مـادية نتــنــة تصيبُ الإنـسان في صحتـه المـادية و منهـا كذلك أوبــئة معنــوية فكرية تُـصيبُ الإنـسان في صحته العقلية و الفكرية ، و إذا كـان من اليسيـر جــدا إيجـاد الحــلول لإصــلاح النـوع الأول فإن الإشكـال الحقيقي عنــد طــلاب التغيير الحقيقي يبدو شديد التعقيد في النوع الثـاني بحكم مـا لذلك من عـلاقة بالذهنيات و الايديولوجيات التي تتراكم لتصبح جدارا إسمنتيا صلبا . و أقصــد بالأوبـئة الفكرية تــلك القمـامات الفكرية الدخيلـة في سـاحة الفكر السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي التــي احتلت عقول أبنـائنــا و صـاروا ينـافحون عنهـا منـافحة العبد لسيده ، بحيث صارت سموما تــلك الأوبئة تطلق إشعاعاتهـا و جراثيمهـا في عقول المنبهرين بحضارة الغرب التي سلبتنــا حرية التفكير الهادئ .
نــختـار من بين تــلك الأوبئة و الأوسـاخ الفكرية المتعفنــة مـا يلي :
أولا : اللائكية : و هي أم البـلاوا و شر الخبائث و قــد شرحنــا فيمـا سبق سياقاتهـا و جذورهـا و نــظرنـا فيمـا إذا كـانت تناقِضُ الإسلام أم توافقه . إن سموم اللائكية تتجلــى في كونهـا أصابت العقل المسلم بالتشوش الفكري و أدخلت فيه بعض الشبهـات التي التقطهـا بعض ذراري اللائكيين عندنـا فحسبوهـا حــلا سحريا ، سمومهـا أنتجت عندنـا نخبا مخضرمـة تتــلاعب بالإسلام عبر منطق التجزيء و الانتقاء المفصَّل علـى الهـوى ، سمومــها خلفت لدينـا تشوهـات عميقة في الفكر الإسلامي السياسي من خــلال إعـادة إنتـاج نظريات انحصار الدين كل الدين في مفاصل جدران المعابد فجهَّلـوا النـاس و كسوا عقولهم بتخاريف الأبحاث الإنسانية و الانتربولوجية و الاثنوغرافية ...، سمومهـا أوصلتنـا إلــى إنتـاج مرجعيات مزدوجـة لكل طرف لها ولاءاتها و نظامهـا المختلف عن الآخر فصـار لدينـا كمـا يقول منير شفيق مجتمعين تحت سقف واحد
ثانـيا : الحقوق الفردية ، هــذا الوباء الفكري هو أحـد إنتـاجات اللائكية في بعدهـا الانحرافية ، فقد تــعالت أصوات المتغربين هاته الأيــام لتصك آذان النـاس بالحديث عن الحقوق الفردية و إفساح المجال لحرية الذات للتعبير عن رغباتهــا دونــما قيد أو ضابــط ، هــذا الوباء الفكري الوليد أنــتج بدوره آفــات أخــلاقية و عقلية متنوعة ، فقد زرعَ في عقول متغربينـا أشكـالا من الزيف المعرفي لمفهـوم الحق يتصورونـهُ مُـعــطى مُقدس مرتبطـا بالذات و ليس بالآخـر فـراحـوا يمجدون منطق التصرف المطلق من خــلال الإيحاء الخادع بأسبقية هـذه الذات علـى الآخـر ، هـذا الوبـاء أسهــم في نــشر الرذيلــة الأخلاقية و أطلق العنـان لغريزة حيوانية لاعقلانية كمـا سمم المحيط الاجتـماعي بأفــكار هدامــة لقيت صدى عنــد المدافعين عــن "حق" العري و الإفطار العلني في رمضان و جواز التصرف في الأعضاء التناسلية بغض النـظر عــن الاعتبارات الأخـلاقية ..فــهو إذن وبـاء فكري لا يحتــاج لكثير جهــد لبيان مخالفاته للإســلام كمرجعية معيارية .
ثالثــا : التفكير المـادي، هـذا وباء آخـر سيطــر علــى قطـاع واسع من النـاس بحيث احتــلّ العقل و وجههُ ِوجهـة منحرفــة أدت به إلــى حصول احتلال و اختـلال شـلَّ بنيات التفكير الحر و أودى به إلــى غياهب الأحـادية التفكيرية الصلبـة، فقد تحول الإنسان المعاصر إلــى كـائن مفصول عن قيم الرمزيات و صارَ مُدمجــا في أسطوانـات البرمجة الآلية يتصرف بمنطق يوجههُ الربــح و يقوده حجم المكـاسب المـادية ممــا أفرغ الإنسان من مضمونــه و رسالتــه السامية و جعلهُ مخلوقـا بهيميا لا هم له سوى إشباع الرغبات و سد الحاجات الآنية ، و قد قاد ذلك التفكير مذاهب و نظريات تمسحوا بغطـاء العِلمية و أكسبوا لأنفسهم حُلل الموضوعية زورا و بهتـانـا، و للأسف وقع قطاع من النـاس في فخ تلك النظريات و ووقعوا في شِرَك التفكير المـادي بحيث تشاكست عقولهم و تبرمجت علــى نمط مُتَحكم فيه عن بعد
رابعــا : العدمية ،العدمية في الحركـة سواء في بعدهـا الديني أو في واقعه المـادي ، ففي جانبهــا التجريدي تسلطت بعض الأفكـار الجبريــة التــي تُنــظِّر لثقافــة الاستسلام الواقع و تؤصل لــه انطـلاقا من تأويلات تعسفية لا تخدم إلا المتغلبين السيفيين ، عدميتهــا أنجت أشكـالا من التفكير الفردانـي و شجعت الانتهـازيين و الفئويين و الوصوليين علــى الظهـور و تبرير حـالات العجز التي يعانون منهــا . العدمية "الدينية "التــي شجعت الظلمــة علــى الانتزاء علــى الحكم الشرعي و بررت له اجراماته و همجيته ،العدمية التــي أقعدت قطـاعا واسعـا عن المشاركـة في بنـاء الأمـة الجمـاعية الجهـادية و وجدت خـلاصهــا في بيوتها تنتظــر أن يُفعَل بهــا و لا تفعــل ، العدميــة الجبرية التــي أصابت العقل الإسلامي بوباء الرضوخ للظلمــة و إن جـارَ ،العدمية التي قدمت للجزارين أفضــل ســلاح لكي يجثمـوا عشرات السنين علــى صدور المقهورين...
كثيرة هــي الأوبــئة في زمننا المعـاصر ،منهـا أوبئة مـادية نتــنــة تصيبُ الإنـسان في صحتـه المـادية و منهـا كذلك أوبــئة معنــوية فكرية تُـصيبُ الإنـسان في صحته العقلية و الفكرية ، و إذا كـان من اليسيـر جــدا إيجـاد الحــلول لإصــلاح النـوع الأول فإن الإشكـال الحقيقي عنــد طــلاب التغيير الحقيقي يبدو شديد التعقيد في النوع الثـاني بحكم مـا لذلك من عـلاقة بالذهنيات و الايديولوجيات التي تتراكم لتصبح جدارا إسمنتيا صلبا . و أقصــد بالأوبـئة الفكرية تــلك القمـامات الفكرية الدخيلـة في سـاحة الفكر السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي التــي احتلت عقول أبنـائنــا و صـاروا ينـافحون عنهـا منـافحة العبد لسيده ، بحيث صارت سموما تــلك الأوبئة تطلق إشعاعاتهـا و جراثيمهـا في عقول المنبهرين بحضارة الغرب التي سلبتنــا حرية التفكير الهادئ .
نــختـار من بين تــلك الأوبئة و الأوسـاخ الفكرية المتعفنــة مـا يلي :
أولا : اللائكية : و هي أم البـلاوا و شر الخبائث و قــد شرحنــا فيمـا سبق سياقاتهـا و جذورهـا و نــظرنـا فيمـا إذا كـانت تناقِضُ الإسلام أم توافقه . إن سموم اللائكية تتجلــى في كونهـا أصابت العقل المسلم بالتشوش الفكري و أدخلت فيه بعض الشبهـات التي التقطهـا بعض ذراري اللائكيين عندنـا فحسبوهـا حــلا سحريا ، سمومهـا أنتجت عندنـا نخبا مخضرمـة تتــلاعب بالإسلام عبر منطق التجزيء و الانتقاء المفصَّل علـى الهـوى ، سمومــها خلفت لدينـا تشوهـات عميقة في الفكر الإسلامي السياسي من خــلال إعـادة إنتـاج نظريات انحصار الدين كل الدين في مفاصل جدران المعابد فجهَّلـوا النـاس و كسوا عقولهم بتخاريف الأبحاث الإنسانية و الانتربولوجية و الاثنوغرافية ...، سمومهـا أوصلتنـا إلــى إنتـاج مرجعيات مزدوجـة لكل طرف لها ولاءاتها و نظامهـا المختلف عن الآخر فصـار لدينـا كمـا يقول منير شفيق مجتمعين تحت سقف واحد
ثانـيا : الحقوق الفردية ، هــذا الوباء الفكري هو أحـد إنتـاجات اللائكية في بعدهـا الانحرافية ، فقد تــعالت أصوات المتغربين هاته الأيــام لتصك آذان النـاس بالحديث عن الحقوق الفردية و إفساح المجال لحرية الذات للتعبير عن رغباتهــا دونــما قيد أو ضابــط ، هــذا الوباء الفكري الوليد أنــتج بدوره آفــات أخــلاقية و عقلية متنوعة ، فقد زرعَ في عقول متغربينـا أشكـالا من الزيف المعرفي لمفهـوم الحق يتصورونـهُ مُـعــطى مُقدس مرتبطـا بالذات و ليس بالآخـر فـراحـوا يمجدون منطق التصرف المطلق من خــلال الإيحاء الخادع بأسبقية هـذه الذات علـى الآخـر ، هـذا الوبـاء أسهــم في نــشر الرذيلــة الأخلاقية و أطلق العنـان لغريزة حيوانية لاعقلانية كمـا سمم المحيط الاجتـماعي بأفــكار هدامــة لقيت صدى عنــد المدافعين عــن "حق" العري و الإفطار العلني في رمضان و جواز التصرف في الأعضاء التناسلية بغض النـظر عــن الاعتبارات الأخـلاقية ..فــهو إذن وبـاء فكري لا يحتــاج لكثير جهــد لبيان مخالفاته للإســلام كمرجعية معيارية .
ثالثــا : التفكير المـادي، هـذا وباء آخـر سيطــر علــى قطـاع واسع من النـاس بحيث احتــلّ العقل و وجههُ ِوجهـة منحرفــة أدت به إلــى حصول احتلال و اختـلال شـلَّ بنيات التفكير الحر و أودى به إلــى غياهب الأحـادية التفكيرية الصلبـة، فقد تحول الإنسان المعاصر إلــى كـائن مفصول عن قيم الرمزيات و صارَ مُدمجــا في أسطوانـات البرمجة الآلية يتصرف بمنطق يوجههُ الربــح و يقوده حجم المكـاسب المـادية ممــا أفرغ الإنسان من مضمونــه و رسالتــه السامية و جعلهُ مخلوقـا بهيميا لا هم له سوى إشباع الرغبات و سد الحاجات الآنية ، و قد قاد ذلك التفكير مذاهب و نظريات تمسحوا بغطـاء العِلمية و أكسبوا لأنفسهم حُلل الموضوعية زورا و بهتـانـا، و للأسف وقع قطاع من النـاس في فخ تلك النظريات و ووقعوا في شِرَك التفكير المـادي بحيث تشاكست عقولهم و تبرمجت علــى نمط مُتَحكم فيه عن بعد
رابعــا : العدمية ،العدمية في الحركـة سواء في بعدهـا الديني أو في واقعه المـادي ، ففي جانبهــا التجريدي تسلطت بعض الأفكـار الجبريــة التــي تُنــظِّر لثقافــة الاستسلام الواقع و تؤصل لــه انطـلاقا من تأويلات تعسفية لا تخدم إلا المتغلبين السيفيين ، عدميتهــا أنجت أشكـالا من التفكير الفردانـي و شجعت الانتهـازيين و الفئويين و الوصوليين علــى الظهـور و تبرير حـالات العجز التي يعانون منهــا . العدمية "الدينية "التــي شجعت الظلمــة علــى الانتزاء علــى الحكم الشرعي و بررت له اجراماته و همجيته ،العدمية التــي أقعدت قطـاعا واسعـا عن المشاركـة في بنـاء الأمـة الجمـاعية الجهـادية و وجدت خـلاصهــا في بيوتها تنتظــر أن يُفعَل بهــا و لا تفعــل ، العدميــة الجبرية التــي أصابت العقل الإسلامي بوباء الرضوخ للظلمــة و إن جـارَ ،العدمية التي قدمت للجزارين أفضــل ســلاح لكي يجثمـوا عشرات السنين علــى صدور المقهورين...
تعليق