فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

تقليص

عن الكاتب

تقليص

ابن النعمان مسلم اكتشف المزيد حول ابن النعمان
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • ابن النعمان
    7- عضو مثابر
    حارس من حراس العقيدة

    • 22 فبر, 2010
    • 1222
    • اخصائي تحاليل طبية
    • مسلم

    فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

    تمهيد:-
    فلسفة العلوم هو فرع من الفلسفة الرسمية وهي مهتمة بأسئلة عن العلم والطريقة العلمية. هي ليست محاولة لانتاج العلم، لكن لطرح أسئلة عن كيفية انتاج العلم وسبب انتاج العلم ولماذا طريقة انتاج العلم وكيفيته هي طريقة مناسبة.
    عمليا، ففلسفة العلوم هي مرادفة للطريقة العلمية (scientific method) فهي الفلسفة والمفهوم المثالي الذي يلتزم فيه العلماء ويؤمنون أنه يجب أن يتنسبوا إليه.
    بالرغم من أن هذا المجال متخصص، بعض الأفكار التأصيلية وصلت للإتجاه العلمي السائد. هنا بعض الشروحات لبعض المبادى المتصلة بفلسفة العلوم.

    نظرية المعرفة (Epistemology): هو فرع من الفلسفة التي تهتم بالمعرفة وكيفية قبولنا كون بعض الأشياء صحيحة ، وكيفية استدلالنا لهذا القبول.

    التجريبية (Empiricism) : وهي مجموعة طرق فلسفية لبناء المعرفة والتي تركز على أهمية الدليل الملاحظ من العالم الطبيعي.

    الاستقراء (Induction): طريقة استدلال حيث يحتج فيها بالتعميم ليكون صحيحا اعتمادًا على أمثلة فردية والتي يبدو انها متناسبة مع ذلك التعميم. كمثال، فمن ملاحظة أن الأشجار والبكتيريا والحشرات والبشر يمتلكون خلايا، فهنا يمكن للشخص أن يستدل من خلال الاستقراء بأن جميع الكائنات الحية تمتلك خلايا.

    الاستنباط (deduction) : طريقة استدلال حيث نصل به الى الاستنتاج اعتمادًا على فرضيات. كمثال، لو عرفنا عرفنا أماكن القمر والشمس والأرض بالنسبة لبعضهم البعض، فيمككننا الاستنباط بتاريخ ومكان الكسوف الشمسي القادم.

    الاستدلال التخميني ( Abductive reasoning): هي طريقة للاستدلال المنطقي التي تنتقل من الملاحظة للفرضية التي تستطيع تفسير المعلومات (الملاحظة) وتسعى لتفسير الدليل المتعلق به. الاستدلال التخميني هو تخمين أن (أ) هو تفسير يحتمل أن يكون صحيحا لأن (ب) نتيجة طبيعية وحتمية. لذلك، فالتخمين بـ (أ) من (ب) يعتمد على تحديد أن (أ) هو سبب كافي لكن لا يلزم بالضرورة لتفسير (ب).
    مسمى آخر للاستدلال التخميني هو (الاستدلال بأفضل تفسير) والذي طرحه الفيلسوف جيلبيرت هارمان ولكن بطريقة مختلفة. الاستدلال بأفضل تفسير يقول: أنه في العادة، هناك عدة فرضيات التي من الممكن ان تفسر الدليل، ولهذا السبب فيجب علينا استبعاد جميع الفرضيات البديلة حتى يمكننا من الاستدلال بالتفسير الأفضل.

    واحدة من الأمثلة الكلاسيكية للاستدلال بأفضل تفسير هو في تفسير العشب الرطب. لو كان العشب رطبا، فمن المحتمل أنها أمطرت. المطر أفضل تفسير للعشب الرطب، خاصة في منطقة إنجلترا الجديدة. لكن هذا لا يلزم منه أن يكون أفضل تفسير في منطقة أريزونا في ذروة الموسم الجاف، حيث من المحتمل أن تكون أنظمة الرشاش الآلي هي أفضل تفسير للعشب الرطب – خاصة لو كان العشب رطبا ولكن أرضية الشارع جافة.

    ملاحظة: عند الاستدلال بأفضل تفسير، فلا يلزم من ذلك أن تكون قادرًا على تفسير (أفضل تفسير) لأن هذا ممتنع عقلا حيث يجرك إلى سلسلة لا تنتهي من التفسيرات وبذلك تكون عاجزا عن بناء معرفة وهذا منهج هدام لنفسه. مجرد استبعاد الفرضيات البديلة يعد كافيا لتطبيق هذا الاستدلال المنطقي.

    البارسيموني/ شفرة أوكام – هذه الفكرة تقول: أنه عندما تكون جميع الأشياء متكافئة، فيجب علينا اختيار التفسير الأبسط على التفسير الأعقد. الشفرة تقول أنه يجب اختيار النظريات الأبسط حتى تكون البساطة يمكن أن تستبدل بـقدرة تفسيرية أفضل.
    **استخدام عملي لهذه الفكرة هو عندما يطرح الخصم فكرة الآلهة المتعددة أو فكرة الأكوان المتعددة، فالشفرة تلزم أن يكون هناك إله واحد سبب وجود كون معد بعناية لعيش الكائنات الحية كأبسط تفسير.

    مشكلة وضع الحدود (Demarcation problem) وهي مشكلة في التفريق بين العلم والعلم المزيف بشكل جيد. معظم فلاسفة العلوم المعاصرين يتفقون بشكل واسع انه لا يوجد معيار واحد وبسيط يمكن استخدامه لوضع حدود العلم.

    قابلية التفنيد (Falsifiability ) وهي النظرة المرتبطة بالفيلسوف كارل بوبر، وهي أن الدليل يمكن استخدامه فقط لاستبعاد الأفكار وليست لدعمها. بوبر قدم أن الأفكار العملية يمكن تجربتها من خلال التفنيد، وليست من خلال بحث يدعم الدليل. كارل بوبر اقترح قابلية التفنيد كحل لـمشكلة وضع حدود العلم، ولـمشكلة التعميم الموجود في المنهج الاستقرائي.


    ----------------------------------------------------------------
    المراجع:
    http://rationalwiki.org/wiki/Philosophy_of_science
    http://undsci.berkeley.edu/article/philosophy
    http://en.wikipedia.org/wiki/Occam%27s_razor
    http://www.informationphilosopher.co...planation.html
    http://en.wikipedia.org/wiki/Abductive_reasoning
  • ابن النعمان
    7- عضو مثابر
    حارس من حراس العقيدة

    • 22 فبر, 2010
    • 1222
    • اخصائي تحاليل طبية
    • مسلم

    #2
    مذهب العلموية والشهادة
    مترجم بتصرف من مقالة حمزة زورزيس

    ..مذهب العلموية يدعي أن الفكرة غير صحيحة إذا لم نستطع اثباتها علميا. بشكل آخر، لو كان الشيء لا يمكن اثباته من خلال الطريقة العلمية، فهذا الشيء خاطئ.
    هناك عدة مشاكل بالعلموية، كمثال:
    • مذهب العلموية يهدم نفسه، فالعلموية تتدعى أن "الفكرة خاطئة اذا لم يتم اثباتها علميًا". لكن هذا الافتراض نفسه لا يمكن اثباته علميًا ! هو مثل أن نقول "ليست هناك جملة في اللغة الإنجليزية أكثر من ثلاث كلمات" أو "لا يمكنني التحدث بكلمة واحدة من اللغة الإنجليزية"
    • مذهب العلموية لا يمكنه اثبات الحقائق الضرورية في الرياضيات والمنطق، مثل لو لدينا أ فلدينا ج، لدينا أ، إذا فلدينا ج، و مثل 3+ 3 = 6 ، هذه الأمثلة هي حقائق ضرورية وليست مجرد ملاحظات تجريبية.
    • مذهب العلموية لا يمكن أن يثبت الحقائق الأخلاقية والجمالية مثل الحب والجمال والصواب والخطأ.
    • مذهب العلموية لا يمكنه اثبات مصادر المعرفة الأخرى مثل الاعتقادات المعتبرة من خلال "الشهادة الموثوقة" (authentic testimony).

    مشكلة رئيسية في العلموية هي أن الحقائق يمكن بنائها خارج النطاق العلمي. كم تم ذكره، فالشهادة الموثوقة هي مصدر معرفة مقبول والذي ناقشه علماء الإبستمولوجيا بتفصيل لتفسير أن القيل والقال من الأخرين – ضمن معايير معينة – هي أساس للحقيقة.
    ابستمولوجيا الشهادة هو فرع من نظرية المعرفة وهي مهتمة بكيفية اكتساب المعرفة والاعتقاد المعتبر من كلام الناس. لذلك، فأهم الأسئلة الرئيسية التي تحاول الإجابة عنها هو "كيف يمكننا امتلاك اعتقاد معتبر أو معرفة اعتمادًا على ما يقوله الناس لنا؟"
    الكثير من الحقائق التي نمتلكها معتمدة على الشهادة الموثوقة، لأننا نثق بكلام الآخرين وليس لدينا سبب مقنع لرفض ما قالوه. هذا خاصة عندما يكون لدينا عدة أناس يقولون نفس الشي عن طريق سلاسل مختلفة من النقل ( المعروفة بخبر التواتر في الفكر الإسلامي).

    البرفيسور (سي إي جاي كودي) يبرز أهم الحقائق التي نقبلها اعتمادًا على الشهادة، حيث يقول: " الكثير منا لما يرى طفلا يولد، أو تفحص الدورة الدموية ..... "
    والبرفيسور المساعد (بنجامين ماكملير) في كتابه (الشهادة والحقيقة والسلطة المعرفية) يشرح أن بعض الأشياء التي نعرفها هي بسبب الشهادة:
    "هنا بعض الأشياء التي أعرفها. أعرف أن الأفعى نحاسية الرأس هي اكثر الثعابين السامة في منطقة هوستن العظمى. أعرف ان نابليون خسر معركة واترلو. أعرف - وأنا أكتب - أن السعر المتوسط للبنزين هو 4.10 دولار أمريكي للجالون، وأعرف أن والديَ رجعوا للمنزل من رحلة لكندا. كل هذه الأشياء أعرفها اعتمادًا على ما يسموه علماء الابستمولوجيا بالشهادة، أي اعتمادًا على أنه تم اخباري عنهم من خلال شخص أو مجموعة أناس"

    بالرغم من أنه موضوع واسع، فإنه يوجد اجماع عام أن الشهادة الموثوقة هي مصدر معرفة، لكن، هناك اختلاف بين علماء الابستمولوجيا في كيفية التحقق من صحة نقل المعرفة من خلال الشهادة. حتى العلماء يحتاجون للشهادة كمصدر معرفة حتى يفهموا العلم نفسه. كمثال، فهناك عدة افتراضات في العلم مبنية تماما على القيل والقال من العلماء.
    في أية نقاشات هناك في موضوع الشهادة، فالنقطة الرئيسية لبيانها هي أنها مصدر معرفة صحيح. لذلك، ففكرة أن العلم هي الطريقة الوحيد لبناء الحقيقة هي فكرة خاطئة.

    البرفيسور (كيث ليرير) يلخص صحة الشهادة كمصدر للمعرفة حيث يقول:
    "السؤال الأخير الذي ينشأ عن قبولنا للشهادة هي: ما الذي يغير قبولنا لشهادة الآخرين لمعرفة؟ الجزء الأول من الجواب هو أنه أنه يجب أن نكون واثقين في تقييمنا لثقة الآخرين، ويجب أن نقبل أن هذا هو الواقع. وأيضا، ثقتنا يجب أن تكون مرتبطة بحقيقة، أي أن الأخرين في الواقع، يجب أن يكونوا موثوقين وموثوقيتهم يجب ان تكون مرتبطة بحقيقة، وهذا يجب أن نقبله كواقع. باختصار، قبولنا للشهادة يجب أن يكون مفسرًا بطريقة غير باطلة بأخطاء نرتكبها في تقييمنا لشهادتهم. شهادة الآخرين المقبولة والغير باطلة هي معرفة."

    تعليق

    • ابن النعمان
      7- عضو مثابر
      حارس من حراس العقيدة

      • 22 فبر, 2010
      • 1222
      • اخصائي تحاليل طبية
      • مسلم

      #3
      نظرية المعرفة ونبوة الرسول
      بقلم حمزة زورزيس

      النبي محمد ادعى النبوة منذ عما يزيد عن 1400 سنة مضت. لتحقيق في صحة هذا الإدعاء، يجب علينا أن نحقق عقليا في الروايات والشهادات التاريخية عن حياة النبي (صلى الله عليه وسلم).
      بعد أن نفعل ذلك، سنكون في موقف يسمح لنا لنستنتج أنه كان يقول الحقيقة، وملخص الحجة هي كالتالي:
      1. النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يمكن أن يكون كاذبًا أو مضلا أو كلا الأمرين أو كان يقول الحقيقة.
      2. هو لم يكن كاذبًا أو مضلا أو كلا الأمرين.
      3. لذلك فهو كان يقول الحقيقة.

      يجب أن ترفض الصين، لو كنت ترفض النبي!

      في الابستمولوجيا ( المعروف بعلم دراسة المعرفة و الاعتقاد) الشهادة (testimony) تعتبر من مصادر المعرفة، واذا طبقت بشكل جيد، فإنها تؤسس اعتقادات معتبرة. الشهادة هي مصدر معرفة مقبول فقط عندما يكون من مصدر موثوق و خاصة إذا كان هناك مصادر متعددة متفقة عليها. طبعا هناك شروط في كيفية استعمال الشهادة، لكن في أغلب الحالات، فنحن نعتبر الشهادة كمصدر معرفة مقبول. خذ كمثال عن يقيننا بوجود الصين.

      الكثير منا لم يذهب الصين، والكثير منا لم يأكل الطعام الصيني في الصين، ولم يتكلم مع شخص في الصين. كل ما نتملك كدليل هو خريطة وأناس يخبروننا أنهم سافروا للصين، لكن هل الخريطة دليل؟ الأ يمكن لشخص أن ينتج خريطة ويرسم دولة جديدة ويسميها فوفولا؟ هل التحدث مع شخص صيني دليل؟ ألا يمكن لشخص أن يأتي ويدعي أنه فوفولي ؟ ماذا عن الناس الذين سافروا للصين، هل هم مصدر معرفة، الأ يمكن لأناس أن يأتوك ويخببروك أنهم من فوفولا، كل هذه الأسئلة تقلل من يقيننا من وجود الصين!
      بالمقابل، لو تأملنا في سبب يقيننا عن وجود الصين لاستنتجنا أنه بسبب الشهادة المتكررة. الشهادة المتكررة هي عبارة عن عدد كبير من الناس تروي دعوى عن معرفة ( مثل وجود الصين) والذي من المستحيل عليهم أن يتفقوا على كذبة أو يكذبوا جميعهم في نفس الوقت.

      نعود لما ذكرناه مسبقا، لو كانت دعوى النبوة مرفوضة، فهذا مكافىء لرفض وجود الصين! لأن هناك أسباب اكثر لنصدق بها أن النبي (صلى الله عليه وسلم) لم يكن يكذب في دعواه عن أسباب الاعتقاد بوجود الصين
      لكي نستطيع أن نقيم دعوى النبوة، لابد أن نتناقش في أربعة احتمالات:
      1. هو كان كاذبًا.
      2. هو كان مخدوعًا.
      3. هو كان كاذبا ومخدوعا في نفس الوقت.
      4. هو كان يقول الحقيقة.

      هل كان كاذبًا؟
      المصادر التاريخية المبكرة عن حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) محمد توضح وتؤكد عن نزاهة شخصه. هو لم يكن كاذبًا والجزم بكونه كاذبا هي دعوى يصعب الدفاع عنها. الأسباب كثيرة ومنها كمثال، أنه كان معروفا بين أعدائه بالصادق الأمين.

      دليل آخر على مصداقية النبي (صلى الله عليه وسلم) هي الحقيقة المفروضة والمؤكدة أن الكاذب يميل الى الكذب لكسب دنيوي، لكن النبي (صلى الله عليه وسلم) رفض كل الطموحات الدنيوية وعاني كثيرا في تبليغ رسالته. فهو رفض الثروات والسلطة التي عرضت عليه حتى يتوقف عن تبليغ رسالته.
      والمثير للاهتمام، أنه تم اضطهاده لاعتقاداته وقوطع وطرد من مدينته المحبوبة مكة، و جُوع من الطعام، ورموه الأطفال بالحجارة حتى دامت قدماه. زوجته توفت وأعز صحابته عذبوا واضطهدوا. السيرة الشخصية للنبي (صلى الله عليه وسلم) كانت متناقضة بشكل واضح مع الشخص الكاذب، والإصرار على فرضية أنه كاذب هو مكافىء لادعاء أشياء من غير أية دليل.

      البرفيسور الفخري للدراسات العربية والإسلامية (مونتجومري وات) في كتابه (محمد في مكة) يبحث في هذه القضية حيث يقول: "استعداده للمرور بالاضطهاد في اعتقاداته، وشخصية الصحابة الأخلاقية الرفيعة الذين صدقوه واعتبروه قائدًا، وعظمة أنجازه العظيم، كل هذا يستلزم مصداقيته الأساسية، لافتراض أن محمد شخص منتحل سيسبب مشاكل أكثر من أن تحل شيئا."

      كان صدق النبي (صلى الله عليه وسلم) هي السمة الرئيسية لنجاحه في المستويات السياسية والدينية معا. من غير صدقه الذي كان الجزء الأساسي لسلوكه الأخلاقي، لكان من الممتنع أن ينجز شيئا في وقت محدود نسبيا.
      هذه النظرة أثيرت من المؤرخ (ادوارد جيبون) و(سيمون اوكلي) في كتاب (تاريخ الأمبراطورية الإسلامية):
      "أعظم نجاح من حياة محمد كانت نتيجة التأثير الأخلاقي المطلق."

      هل كان مخدوعا؟
      لا يمكن للنبي (صلى الله عليه وسلم) أن يكون مخدوعا، لأنه من ناحية اصطلاحية، فالشخص المخدوع يقول الباطل بينما يصدق بأنه قوله صحيح. لبيان ضعف هذه الفرضية، فالنبي (صلى الله عليه وسلم) تنبا بالكثير من الأشياء التي ستحدث له ولمجتمعه بعد وفاته، كتنبأه عن انتصاره وزوال الممالك الاستبدادية لكسرى وقيصر وانتشار الإسلام في أنحاء الأرض. هذه الأحداث حدثت بالضبط كما تنبأ بها النبي (صلى الله عليه وسلم). كأنه كان يقرأ المستقبل من كتاب مفتوح. وإضافة لذلك، فتعاليم النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) لا تمثل تعاليم رجل مخدوع.

      هل كان مخدوعا وكاذبا في نفس الوقت؟

      منطقيا هذا مستحيل، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) لا يمكن أن يكون مقتنعا أنه يقول الحقيقة لكن في نفس الوقت هذه الحقيقة معتمدة على باطل أو على أنه يمثل أنه يقول الحقيقة لكنها معتمدة على كذبة.

      الرد على المزاعم الرئيسية
      مزعم رئيسي على هذه الحجة هي أن الروايات التي تتكلم عن حياة الرسول ليست من مصادر المعرفة المقبولة. هذه الزعم ينقض نفسه بنفسه في عدة محاور. لو كانت رويات حياة الرسول مرفوضة، لكان التاريخ المؤسس كله مرفوض بما في ذلك الحرب العالمية الأولى وحرب الهاستنغ، وغزو النورمان من بريطانيا! سبب كون هذا الزعم يناقض نفسه هو أن العلوم التاريخية التي اعتنيت بالثقافة الإسلامية هي مختلفة ودقيقة بل وأكثر تفوقا من الطرق المستخدمة من المؤرخين الغرب.
      الطريقة الإسلامية في توثيق الرويات التاريخية معتمدة على النص (المتن) وسلسلة الرواية (الإسناد), وكلاهما يكونان الحديث. الجزء النصي من الحديث قد يكون صحيحا لكن يلزمه سلسلة موثوقة من الرواية مع مخبرين موثوقين لكي يقبل الحديث.

      عبدالله المبارك، شيخ الإمام البخاري يقول: "الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء."

      • بالنسبة للإحالة مباشرة لمصدر معين مثل النبي عليه الصلاة والسلام أو الصحابة أو التابعي، حكم الأحاديث فيها يكون مرفوع، موقوف أو مقطوع.
      • بالنسبة لسلسلة الإسناد أي سواء كانت سلسلة رواة الحديث منقطعة أو غير منقطعة، فحكم الأحاديث فيها هي: مسند و متصل ومنقطع ومعلق ومعضل ومرسل.
      • بالنسبة لعدد الرواة في كل مرحلة من الإسناد فإنها تنقسم إلى متواتر وآحاد، والآحاد ينقسم إلى غريب وعزيز ومشهور.
      • بالنسبة لطريقة رواية الحديث فهي تكون باستخدام الكلمات مثل: عن، حدثنا، أخبرنا، سمعت. هذا التقسيم يقع فيه حكم أحاديث المدلس والمسلسل.
      • بالنسبة لطبيعة المتن والإسناد، فلدينا مثلا زيادة راوي والمعروف بزيادة ثقة أو العكس مثل مصدر ضعيف من المصدر القوي والمعروف بالشذوذ. في بعض الحالات، النص يحتوى على تعبير خشن أو تعليق غير منطقي أو تصريح خاطئ جدًا.
      • بالنسبة لعلة مخفية موجودة في الإسناد أو المتن. على الرغم من أنه يمكن وضعه في التصنيفات السابقة، أحكام الأحاديث فيها هي: الحديث معلل أي الذي يستوجب شرحه منفصلا. العلة يمكن أن تحدث بعدة طرق، مثال على نوع الحديث المعلل هما المقلوب والمضطرب.
      • بالنسبة لموثوقية وذاكرة الرواة، الحكم النهائي للحديث يكون معتمدًا على هذا العامل الأساسي: أحكام مثل صحيح و حسن وضعيف وموضوع يعتمد أساسيا على طبيعة رجال الإسناد.

      لذلك، فأي شخص يرفض الروايات التي تشرح حياة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يكون حاله كحال الشخص الذي يرفض الحقائق التاريخية لأن علم الحديث يفوق المنهجيات المستخدمة في التاريخ الغربي.

      تعليق

      • ابن النعمان
        7- عضو مثابر
        حارس من حراس العقيدة

        • 22 فبر, 2010
        • 1222
        • اخصائي تحاليل طبية
        • مسلم

        #4
        الموضوع الاصلى :
        https://www.eltwhed.com/vb/showthrea...97#post2914697

        تعليق

        مواضيع ذات صلة

        تقليص

        المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
        ابتدأ بواسطة فارس الميـدان, 3 أغس, 2024, 03:38 م
        ردود 4
        152 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة فارس الميـدان
        ابتدأ بواسطة الكاتب عزالدين بن راشو, 29 يول, 2022, 09:44 ص
        ردود 0
        79 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة الكاتب عزالدين بن راشو
        ابتدأ بواسطة أحمد محمدالألفى, 31 ماي, 2022, 07:13 م
        ردود 0
        62 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة أحمد محمدالألفى
        ابتدأ بواسطة عادل خراط, 26 فبر, 2022, 01:32 م
        ردود 0
        53 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عادل خراط
        بواسطة عادل خراط
        ابتدأ بواسطة عادل خراط, 24 سبت, 2021, 08:29 م
        ردود 11
        126 مشاهدات
        0 معجبون
        آخر مشاركة عادل خراط
        بواسطة عادل خراط
        يعمل...