وتصديقا للرب.. انفتح له ذلك الباب ولاحت له من ورائه بوارق أنوار تلك الأسرار، رقص الفكرمنه طرباً، وشكرا لله استغراباً وعجباً، وشاط لعظمة ذلك جنانه، فرسخ من غير مرية إيمانه، ورأى أن المقصود بالترتيب معان جليلة الوصف بديعة الرصف عالية الأمر عظيمة القدر، مباعدة لمعانى الكلام على أنها منها أخذت. فسبحان من أنزله وأحكمه وفصله وغطاه وجلاه وبينه غاية البيان وأخفاه.
وبذلك أيضاً يوقف على الحق من معانى آيات حار فيها المفسرون لتضييع هذا الباب من غيرارتياب، فينكشف لك غامض معناه.
وبه يتبين لك أسرار القصص المكررات، وأن كل سورة أعيدت فيها قصة فلمعنى أدعى فى تلك السورة، استدل عليه بتلك القصة غير المعنى الذى سيقت له فى السورة السابقة، ومن هنا اختلفت الألفاظ بحسب تلك الأغراض، وتغيرت النظوم بالتأخير والتقديم،والإيجاز والتطويل، مع أنه لا يخالف شىء من ذلك أصل المعنى الذى تكونت به القصة، وعلى قدر غموض تلك المناسبات يكون وضوحها بعد انكشافها.
ولا تظن أيها الناظر لكتابى هذا أن المناسبات كانت كذلك قبل الكشف لقناعها والرفع لمستورها، فرب آية أقمت فى تأملها شهورا.. ومن أراد تصديق ذلك فليتأمل شيئا من الآيات قبل أن ينظر ما قلته، ثم لينظره يظهر له مقدار ما تعبت، وما حصل لى من قبل الله من العون،([1]).
إعجاز القرآن
وهنا تتجلي معجزة أخرى من معجزات القرآن الكريم أنه نزل منجما حسب النوازل ، ثم كان ترتيب سور القرآن علي ماهو عليه في مصحفنا توقيفا عن النبي صلي الله عليه وسلم ، في العرض الأخير . وقد ذكر أبو بكر الأنبارى في كتاب الردّ:" أن الله تعالي أنزل القرآن جملة إلي سماء الدنيا ، ثم فرق علي النبي صلي الله عليه وسلم في عشرين سنة, وكانت السورة تنزل في أمر يحدث ، والآية جوابا لمستخبر يسأل ، ويوقف جبريل رسول الله صلي الله عليه وسلم علي موضع السورة والآية ، فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف ، فكله عن محمد خاتم النبيين ، عليه السلام عن رب العالمين، فمن أخّر سورة مقدمة أو قدّم أخرى مؤخرة فهو كمن أفسد نظم الآيات ، وغيّر الحروف والكلمات ، ولاحجة علي أهل الحق في تقديم البقرة علي الأنعام، والأنعام نزلت قبل البقرة لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم أخذ عنه هذا الترتيب، وهو كان يقول: " ضعوا هذه السورة موضع كذا وكذا من القرآن "
[1] البقاعى: نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور، ج1 ص 5- 9 دار الكتب العلمية 1995م.
وبذلك أيضاً يوقف على الحق من معانى آيات حار فيها المفسرون لتضييع هذا الباب من غيرارتياب، فينكشف لك غامض معناه.
وبه يتبين لك أسرار القصص المكررات، وأن كل سورة أعيدت فيها قصة فلمعنى أدعى فى تلك السورة، استدل عليه بتلك القصة غير المعنى الذى سيقت له فى السورة السابقة، ومن هنا اختلفت الألفاظ بحسب تلك الأغراض، وتغيرت النظوم بالتأخير والتقديم،والإيجاز والتطويل، مع أنه لا يخالف شىء من ذلك أصل المعنى الذى تكونت به القصة، وعلى قدر غموض تلك المناسبات يكون وضوحها بعد انكشافها.
ولا تظن أيها الناظر لكتابى هذا أن المناسبات كانت كذلك قبل الكشف لقناعها والرفع لمستورها، فرب آية أقمت فى تأملها شهورا.. ومن أراد تصديق ذلك فليتأمل شيئا من الآيات قبل أن ينظر ما قلته، ثم لينظره يظهر له مقدار ما تعبت، وما حصل لى من قبل الله من العون،([1]).
إعجاز القرآن
وهنا تتجلي معجزة أخرى من معجزات القرآن الكريم أنه نزل منجما حسب النوازل ، ثم كان ترتيب سور القرآن علي ماهو عليه في مصحفنا توقيفا عن النبي صلي الله عليه وسلم ، في العرض الأخير . وقد ذكر أبو بكر الأنبارى في كتاب الردّ:" أن الله تعالي أنزل القرآن جملة إلي سماء الدنيا ، ثم فرق علي النبي صلي الله عليه وسلم في عشرين سنة, وكانت السورة تنزل في أمر يحدث ، والآية جوابا لمستخبر يسأل ، ويوقف جبريل رسول الله صلي الله عليه وسلم علي موضع السورة والآية ، فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف ، فكله عن محمد خاتم النبيين ، عليه السلام عن رب العالمين، فمن أخّر سورة مقدمة أو قدّم أخرى مؤخرة فهو كمن أفسد نظم الآيات ، وغيّر الحروف والكلمات ، ولاحجة علي أهل الحق في تقديم البقرة علي الأنعام، والأنعام نزلت قبل البقرة لأن رسول الله صلي الله عليه وسلم أخذ عنه هذا الترتيب، وهو كان يقول: " ضعوا هذه السورة موضع كذا وكذا من القرآن "
[1] البقاعى: نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور، ج1 ص 5- 9 دار الكتب العلمية 1995م.
تعليق