بيوتنا .. والأمية العاطفية

تقليص

عن الكاتب

تقليص

إسلامي نور حياتي مسلمة اكتشف المزيد حول إسلامي نور حياتي
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • إسلامي نور حياتي
    مشرفة شرف المنتدى

    • 18 ديس, 2009
    • 993
    • أمة من إماء الله
    • مسلمة

    بيوتنا .. والأمية العاطفية

    بيوتنا .. والأمية العاطفية


    معتز شاهين


    تتكون شخصية الفرد من مجموعة من المكونات والجوانب التي يجب أن تتكامل مع بعضها البعض، لتخرج لنا منتجًا نهائيًّا لفرد سوي يستطيع التعايش مع نفسه ومع المجتمع الذي يعيش فيها بكافة مكوناته وأفراده.
    لذا فغاية كل أب وأم من تربيتهم لأبنائهم أن يُخرجا للمجتمع الأفراد الأسوياء أولئك، ولكن كثيرًا من الآباء والأمهات يحصرون نجاحهم في تربية أبنائهم من خلال مدى نجاح أبنائهم دراسيًّا أو علميًّا، رغم أن الدراسات الحديثة أثبتت أن معامل الذكاء هذا يُسهم فيها هو 20% فقط من العوامل التي تحدد نجاح الفرد في الحياة.

    وقد يجهل الوالدان أن الإنسان يتفاعل عبر -إن صح التعبير- نوعين من العقل لا بد من تنميتهما بشكل متوازٍ ومتوازن، وهما: العقل المنطقي الذي يسمح لنا بالتفكير العميق والتأمل، والعقل العاطفي المندفع غير المنطقي أحيانًا كثيرة.

    وصحة الفرد النفسية والعقلية تعتمد على مدى اتساق كليهما وتوافقهما في العمل كل بجانب الآخر، وكذلك فإن طغيان أحد العقلين على الآخر وإحكام سيطرته عليه يجعل الفرد يعيش في صراع بينهما.

    ولتحقيق التناغم بين ذلكما العقلين ينتج نوعًا من الذكاء يجب على الوالدين تنميته ورعايته في نفوس أبنائهم وهو "الذكاء العاطفي"، وقد قسّم د. هوارد جارنر (جامعة هارفرد) أنواع الذكاء الإنساني لسبعة أنواع رئيسية وهي:
    (1) البراعة اللغوية.
    (2) البراعة الرياضية المنطقية.
    (3) براعة إدراك الحيز والتي تتبدى في أعمال فنان أو معماري.
    (4) براعة الإحساس الحركي.
    (5) براعة الإحساس السماعي.
    (6) ذكاء العلاقات المتداخلة بين الناس.
    (7) براعة تناغم حياة الفرد مع مشاعره الحقيقية.
    ويمكن لنا أن نطلق عن آخر نوعين مصطلحًا واحدًا وهو (الذكاء العاطفي).

    ويُعرّف الذكاء العاطفي بأنه هو القدرة على التعامل مع المعلومات العاطفية، وذلك من خلال استقبال هذه العواطف واستيعابها، ثم فهمها وإدارتها.

    والطفل الذي يمتلك ذلك النوع من الذكاء يكون لديه انسجام بين عواطفه والمبادئ والقيم التي اكتسبها مما يشعره بالرضا والاطمئنان النفسي؛ فيستطيع اتخاذ القرارات المهمة في حياته بعد ذلك بسهولة ويسر، وكذلك يكون لدى الطفل الذكيّ عاطفيًّا قدرة لتحفيز نفسه (دافعية ذاتية) ويكون أكثر فعالية من خلال فريق، وتكون لديه فرص أكبر في تكوين الصداقات، ويصير من بعد ذلك زوجًا ومربيًا ناجحًا، ويحرز تقدمًا في مجاله الوظيفي وحياته العملية.

    أميتنا العاطفية:


    للأسف، فالكثير من بيوتنا تعيش نوعًا من الأمية في ذلك النوع من الذكاء رغم أهميته، فتلك الأمية العاطفية تؤدي لكثير من المشكلات للفرد وللمجتمع ككل، ومنها على سبيل المثال:
    - حين يعيش الفرد في صراع بين انفعالاته وعقله؛ يؤدي ذلك لزيادة نسبة إصابته بأمراض نفسية قد تؤدي للانتحار، مثلما هو منتشر في المجتمعات الغربية.
    - كذلك يؤثر ذلك الصراع النفسي على مستقبل الفرد الأكاديمي (الدراسي).
    - الإخفاق الوظيفي: فقد قام مكتب الإرشاد المهني بجامعة "هارفرد "بإجراء دراسة على آلاف الرجال والنساء الذين تم الاستغناء عنهم وظيفيًّا، فوجدوا أن 10% فقط منهم قد فقدوا وظائفهم لفشلهم في أداء أعمالهم، بينما 90% ممن أجريت عليهم الدراسة قد فقدوا وظائفهم بسبب فشلهم في تطوير شخصياتهم كي تستطيع أن تتعامل بنجاح مع الآخرين.
    - الإخفاق الأسري وضعف التربية نتيجة لتفكك أواصر الأسرة.

    مجالات الذكاء العاطفي:


    ولكي نستطيع أن نطلق صفة الذكاء العاطفي على الفرد يجب أن يجيد خمسة مجالات أساسية وهي:

    1- تعرف الفرد على حقيقة عواطفه: فالتعرف على حقيقة مشاعرنا وعواطفنا تجعلنا نستطيع فهمها، ولا نقع تحت رحمتها ونندفع وراءها.

    2- إدارة تلك العواطف: فبعد التعرف الحقيقي على العواطف تأتي النقطة الأهم وهي إدارة تلك العواطف بما يخدم مصلحة الفرد، كقدرة الفرد على تهدئة نفسه في حالة غضبه، أو كبح جماح التوتر والقلق الذي يشعر به في المواقف الجديدة أو الخطرة، والفرد الذي يفتقر إلى تلك المقدرة يعيش في صراع مستمر بين عواطفه المختلفة، أما الفرد الذي يمتلكها فهو ذلك الفرد الذي يستطيع أن يقوم من كبواته بسرعة وبأقل الخسائر.

    3- توجيه العواطف: وهي مرحلة متقدمة بعد إدارته لعواطفه؛ وفيها يقوم الفرد ليس بالتحكم في عواطفه وانفعالاته السلبية فقط بل يوجهها نحو تحقيق هدف ينشده، كالذي يستفيد من إحباطاته المتكررة لكي تكون قوة دفع تحفزه للإبداع والتفوق.

    4- الشعور بمشاعر الآخرين (التقمص الوجداني): وهنا يخرج الفرد من نطاق مشاعره إلى الشعور بمشاعر المحيطين به والإحساس بها والتعاطف معها، ويظهر ذلك في مشاعر كالغيرة والإيثار.

    5- توجيه العلاقات الإنسانية: وهو في معظمه مهارة في تطويع عواطف الآخرين، وهو فن يجيده الزعماء والأفراد الذين يمتلكون الـ(كاريزما).

    تنمية الذكاء العاطفي داخل الأسرة:


    من هنا يتضح لكل والدَيْن ضرورة الاهتمام بذلك النوع من الذكاء وتنميته، مع عدم التركيز على الذكاء العقلي فقط، وسنورد بعض الخطوات التي تعين الوالدين على غرس وتنمية الذكاء العاطفي في نفوس أطفالهم بشكل عمليّ بسيط وسهل:

    - أَعْلِن مشاعرك: هذا هو الشعار الذي يجب أن يرفعه الوالدان في تعاملاتهم داخل الأسرة، فكثير منا نشأ في بيوت لا تشجع ولا تساعد على التعبير عن المشاعر والانفعالات، فتحوّل الأمر من إدارة للعواطف والانفعالات ءكما قلنا من قبلء إلى كبت لتلك العواطف؛ لذا أَعْلِن دائمًا أمام أولادك عن مشاعرك وسمِّها أمامهم، فحينما تغضب من تصرف لطفلك قفْ أمامه وأَبْدِ غضبك وقل له: (أبوك غضبان منك لأنك فعلت كذا وكذا...)، مع مراعاة عدم إظهار الانفعالات السلبية كانفعال الخوف من بعض الحيوانات أمام الطفل؛ حتى لا يتأثر سلبًا بذلك.

    - احترم مشاعر وانفعالات طفلك ولا تسفه منها، بل على العكس من ذلك على الوالدين أن يبديا اهتمامًا بما يشعر به الطفل؛ حتى يشعر الطفل بأن هناك من يشاركه انفعالاته.

    - تعرف على مشاعر طفلك وانفعالاته وسمِّها أمامه؛ حتى يستطيع هو التعرف عليها بعد ذلك، ومن ثَمّ يستطيع إدارتها والتحكم فيها وتوجيهها للأفضل له ولمن حوله.

    - كن قدوة لأبنائك في تعاملك مع مشاعرك وانفعالاتك وإدارتها.

    - استمع إلى مشاعر ابنك أو ابنتك، وعبّر له عنها إذا عجز هو عن التعبير بما يجيش في نفسه من مشاعر، فقل له مثلاً: (تبدو حزينًا، هل تريد الحديث حول أمر ما؟ أو تبدو سعيدًا بلعبتك الجديدة)، مع مراعاة ترك فرصة لابنك كي يعيش مشاعره، فلا تتسرع في التدخل وإصلاح ما تعتقد أنَّه يزعجه.

    - سنترك المجال للمشاعر والانفعالات ولكن لن نسمح بسلوكيات غير مرغوب فيها تظهر بحجة التنفيس عن تلك المشاعر، بل سنعاقب عليها.. وهنا لنا وقفة مع (التنفيس عن المشاعر) فقد أثبتت دراسة حديثة أن التنفيس عن المشاعر هو أسوأ الوسائل لتهدئتها؛ فمثلاً انفجار نوبة الغضب الشديدة يرفع مستوى الإثارة في المخ الانفعالي، فيزداد الشعور بالغضب وليس العكس.
    ولنا في الهدي النبوي قدوة ومثال يُحتذى به، فلنَرَ كيف تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع الغضبان، فقد غيَّر له الوضع أو الحالة التي هو عليها، ولم يقل له: اغضب أكثر لكي تنفِّس عن مشاعرك، وهذا هو المطلوب منك، حاول جذب انتباه طفلك لمثير آخر من خلاله يغيِّر حالته المزاجية من حالة سلبية إلى إيجابية.

    - الابتسامة والسيرتونين: يعتبر "السيروتونين" أحد الكيماويات التي يطلق عليها اسم "الموصلات أو الناقلات العصبية" التي تعمل على إثارة ردود الفعل العاطفية لدى الطفل، وذلك عن طريق توصيل أو نقل رسائل عاطفية من المخ إلى مختلف أجزاء الجسم. ولا يمكن إغفال تأثير مادة "السيروتونين" بالنسبة لحياة الطفل العاطفية، والتي لا يحتاج إنتاجها إلى أكثر من ابتسامة؛ لأنها تؤثر على عدد من أجهزة الجسم كدرجة حرارته وضغطه، فضلاً عن الهضم والنوم. وتساعد هذه المادة الأطفال في التغلب على الضغوط التي يتعرضون لها؛ إذ إن زيادة معدل "السيروتونين" يصاحبه دائمًا نقص في العدوانية والكراهية.

    - ساعة اللعب على الأرض: فقد أثبتت الدراسات الحديثة أن خلايا المخ والموصلات العصبية تكون في أعلى مراحل نموها أثناء اللعب؛ لذا على الوالدين تخصيص ولو ساعة يوميًّا للعب مع أطفالهم؛ وكذلك التفاعل والتحاور مع الأطفال أثناء اللعب ينمِّي أواصر العلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة.

    المصدر: موقع المسلم
  • قلب ينبض بحب الله
    مشرفة عامة

    • 24 سبت, 2010
    • 3429
    • طاعة الله
    • مسلمة

    #2
    موضوع رائع يا أختى بارك الله فيكِ

    وهنا لنا وقفة مع (التنفيس عن المشاعر) فقد أثبتت دراسة حديثة أن التنفيس عن المشاعر هو أسوأ الوسائل لتهدئتها؛ فمثلاً انفجار نوبة الغضب الشديدة يرفع مستوى الإثارة في المخ الانفعالي، فيزداد الشعور بالغضب وليس العكس.
    هذه المعلومة جديدة تماماً بالنسبة لى ، فأحياناً يُقال لنا دع الغاضب يفعل ما يشاء حتى تهدأ ثورته فهو يُنفس عن غضبه ولو كتم رد فعله لوقع عليه شديد الضرر !!

    ولم أنتبه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم مثلما انتبهت له الآن !!


    عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِي ذِرٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( إِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ وَكَانَ قَائِمًا فَلْيَقْعُدْ فَإِنْ لَمْ يَذْهَبْ عَنْهُ فَلَيَضْطَجِعْ ))
    وَريحُ يوسفَ لا تَأتي نَسائمُها
    إِلا لِقلبٍ كانَ هواهُ يَعقوبا



    تعليق

    • إسلامي نور حياتي
      مشرفة شرف المنتدى

      • 18 ديس, 2009
      • 993
      • أمة من إماء الله
      • مسلمة

      #3
      و فيك بارك الباري عز و جل أختي الحبيبة على إضافتك المتميزة و مرورك العطر

      الموضوع أراه ليس مخصصا لتربية الأطفال فقط كما يبدو عليه... فأنا أرى فيه الكثير مما وجب علينا أن نربي به و عليه أنفسنا على اختلاف أعمارنا لتطوير الذكاء العاطفي الذي نحتاجه جميعا لعيش سوي ..إن في تعاملنا مع أنفسنا أو مع الآخر ..

      و التربية ليست تُحدُّ بعمر كما يظن الأغليبة .. و إنما هي مسلسل مستمر ما دمنا على وجه البسيطة ..

      و ليس في الحقيقة أغنى لنا و أثرى من سنتنا و قرآننا نعم الدليلين على تربية النفس التربية القويمة التي تخلق أفرادا أصحاء أسوياء ينفعون أنفسهم و مجتمعهم و دينهم

      دمت صاحبة ريشة متميزة تخط بها على صفحاتي بكل إبداع

      تعليق

      • فارس الميـدان
        مشرف عام أقسام
        المذاهب الفكرية الهدامة
        ومشرف عام قناة اليوتيوب

        • 17 فبر, 2007
        • 10000
        • موظف
        • مسلم

        #4
        موضوع رائع ..

        بارك الله فيكم أختى وأحسن إليكم ..

        الحمد لله الذى جعل فى كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى .. الإمام أحمد ..

        تعليق

        • إسلامي نور حياتي
          مشرفة شرف المنتدى

          • 18 ديس, 2009
          • 993
          • أمة من إماء الله
          • مسلمة

          #5
          المشاركة الأصلية بواسطة هشام
          موضوع رائع ..

          بارك الله فيكم أختى وأحسن إليكم ..


          و فيكم بارك الله أستاذي الكريم هشام و أحسن اليكم و الى جميع عباده
          مروركم الطيب بصفحاتي هو دائما مصدر سعادة و تقدير
          فجزاكم الله خيرا عميما

          تعليق

          مواضيع ذات صلة

          تقليص

          المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
          ابتدأ بواسطة راجي رحمة ربي, منذ أسبوع واحد
          رد 1
          11 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة الراجى رضا الله
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
          ردود 0
          13 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ أسبوع واحد
          ردود 0
          11 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 2 أسابيع
          ردود 0
          9 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, منذ 4 أسابيع
          ردود 8
          17 مشاهدات
          0 ردود الفعل
          آخر مشاركة *اسلامي عزي*
          بواسطة *اسلامي عزي*
          يعمل...