كيف تحول عملك إلى مهمة ممتعة؟

تقليص

عن الكاتب

تقليص

الشرقاوى مسلم اكتشف المزيد حول الشرقاوى
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • الشرقاوى
    حارس مؤسس

    • 9 يون, 2006
    • 5442
    • مدير نفسي
    • مسلم

    كيف تحول عملك إلى مهمة ممتعة؟


    كيف تحول عملك إلى مهمة ممتعة؟
    ربى محمد ديب الدرع

    يساهم وجودنا الطويل في العمل يوميًا، في تعرضنا لضغوطات نفسية وجسدية، تختلف درجاتها من شخص إلى آخر، وبغض النظر عما إذا كان ذلك شيئًا سليمًا أم لا، فإن العمل ليس كله نجاحات وقفزات، بل هناك الكثير من الإحباط والفشل والمعوقات والتحديات. وحتى عندما يأتي النجاح لا يأتي سهلاً، بل يجيء غالبًا على حساب أشياء أخرى، وبعد كثير من الجهد والمشقة ومغالبة النفس والصراع مع الآخرين، ولكن النتيجة دائمًا واحدة، فقد أصبح مكان العمل هو مصدر توترنا، في الوقت نفسه الذي أصبحنا لا نستغني فيه عن العمل، فكيف يمكن تحويل العمل إلى متعة؟

    هناك ثلاثة أسس يمكن أن تحول عملنا إلى متعة، وجهدنا إلى راحة وسعادة. وهذه الأسس هي:
    أولاً: الإيحاء للذات

    - كثير من مشاكلنا تبدأ وتنتهي من داخلنا: فتوقع البلاء يأتي به بالفعل. والعكس صحيح. فإذا أوحيت لنفسك بالسعادة والاستمتاع بالعمل مثلاً، فستستمتع به حقًا. لذلك حاول أن تنال حظك من السعادة. فكثيرون يخلطون بين الكآبة والجدية، أو بين الهزل والسعادة. فالإنسان السعيد في نظرهم هو من لا يحمل همًا، لأنه إنسان غير مسؤول. أما الإنسان الذي لا يتنصل من مسؤولياته فهو الجاد الذي يحمل هموم الدنيا كلها على أكتافه، فأصبحت الكآبة رمزًا لأمر إيجابي، ودلت السعادة على أمر سلبي. ومن هنا أصبح الناس ينفرون من السعادة، لأنها تمنح الآخرين انطباعًا خاطئًا عنهم.
    ولكن لأن الإيحاء الذاتي له تأثير قوي فستجد نفسك مكتئبًا حقًا. وهذا الاكتئاب لن يدفعك للأمام في عملك، وإنما سيؤثر سلبيًا على عملك وعلى غيره، لذا افهم السعادة بمفهومها الصحيح، وتأكد من أنها تدفع للأمام وتقودك على طريق النجاح، ليس في العمل فقط، بل في كل شأن من شؤون حياتك، ثم حاول أن تبحث عن مصادرها، وأن تقتنصها قنصًا. وثق أن السعادة تزداد كلما اقتربت منها، وتقل كلما نفرت وهربت منها.
    - لا داعي لتوقع الإجهاد: كثيرون منا يبدؤون يومهم بالشعور بالإجهاد والتعب، ويتساءلون ويتساءل معهم الآخرون عن سبب هذا الإحساس وماهية أسبابه. فهم لم يبذلوا جهدًا، ولم يخرجوا حتى للعمل بعد!
    والحقيقة أن السبب الرئيسي وراء الشعور بالإجهاد دونما سبب واضح هو تأثير نفسي أو إيحاء ذاتي، فإذا كنت تكره عملك أو حتى كنت غير مقبل عليه، فستنتابك هذه الأعراض يومًا بعد آخر. وتنتاب كثيرين هذه الحالة بشكل خاص عند دخولهم في مشروعات جديدة مثلاً. فتوقع التعب والإجهاد الشديد خلال الفترة القادمة يجعلك تبدأ وهذا الإجهاد يلازمك. كما تجد نفسك مجهدًا بالفعل كلما انغمست في هذا العمل.
    والكارثة أن هذه التهيئات يمكن أن تتحقق لصاحبها بالفعل، فيزداد قناعة بصدق أحاسيسه وإيمانًا بأنه مضطهد ومظلوم وأكثر الناس تعبًا على وجه الأرض. والحل هنا هو أن تسد على نفسك طرق هذا الحديث الذاتي السلبي، بأن تأخذ قسطًا وافرًا من الراحة يبعد عن ذهنك أية أفكار خاصة بتعب مقبل. فإذا أتتك مثل هذه الأفكار، فسيمكنك الرد عليها بقولك: «نعم، ستكون الأسابيع الآتية مجهدة، لكنني حصلت على قدر من الراحة سيمكنني من مواجهة ذلك التعب والتغلب عليه».
    - تجنب عبارة «أنا مضطر للذهاب إلى عملي»: معظمنا يفكر ويقول صراحة منذ الصباح الباكر: «أنا مضطر للذهاب إلى عملي». وبذلك يكون قد أوحى لنفسه بالاضطرار القهري القسري للقيام بذلك الشيء رغمًا عنه، وهو كاره له. في حين أن الأمر لن يكلفك أكثر من تغيير مقولتك تلك إلى: «أنا ذاهب للعمل». فأنت في الحالة الأولى أوحيت لنفسك بكراهية اليوم والعمل مقدمًا، حتى قبل أن تخطو خارج منزلك، وحملت هموم العمل حتى قبل أن تتعرف عليها. ومهما كان الواقع أفضل من ذلك، فلن تراه مشرقًا أبدًا، فقد أوحيت لنفسك بالجانب المظلم وانتهى الأمر.
    أما مجرد التفوه بعبارة: «أنا ذاهب للعمل» فستوحي لنفسك وللآخرين المحيطين بك بأنك ذاهب لشأن عادي، وهناك سترى ما سيسفر عنه اليوم. أي أنك ذاهب بذهن موضوعي محايد، وهو المطلوب. وهذا الحياد يتعلق بمشاعرك تجاه العمل في المقام الأول. فحتى لو لم تذهب بقلب مفتوح وإقبال كبير على العمل، فأقل ما يمكنك القيام به هو ألا تغلق أبواب قلبك تجاهه وأن تستقبل ما سيأتي به اليوم دون تحيز مسبق.
    - لا تتوتر مقدمًا: نواجه جميعًا متاعب في العمل، قد تكون متوقعة غالبًا، فهي متاعب مكررة، تمثل جزءًا من المهنة، ولا تخصنا وحدنا، وكونها متوقعة يجب أن يجعلها عادية بالنسبة لنا. ومعنى ذلك ألا ننفعل بها كثيرًا، ونجعلها تؤثر على إنتاجيتنا.
    ولكن ما يحدث في أرض الواقع هو أن كثيرين منا تتوتر أعصابهم في كل مرة يواجهون فيها المشكلة نفسها، والأسوأ أنهم يتوترون حتى قبل حدوث المشكلة، لمجرد توقعهم لها. فإذا صحت توقعاتهم تلك، فمعنى ذلك أنهم حملوا العبء والهم قبل بدء المشكلة، أي لفترة طويلة دون داع، فإذا كانت المشكلة ستحدث لا محالة، فلا جدوى إذًا من حمل همومها قبل وبعد حدوثها.
    أما إذا لم تصح توقعاتهم فسيكونون قد وتروا أعصابهم وأعصاب من حولهم هباء. وحملوا همًا وقلقًا دون مبرر، وهو أسوأ ما يمكن أن يفعله الإنسان بنفسه.
    - فكر إيجابيًا تسعد: تحتوي الحياة على حلو الأشياء ومرها: النور والظلام، السعادة والشقاء، الحب والكره.. هكذا خلقها الله وهكذا أرادها: مليئة بالمتناقضات التي علينا أن نختار منها ما نريد. فنحن مخيرون في الكثير من الأمور. أما البكاء بسبب الظلم الواقع علينا وقسوة الحياة فليس من الواقع، ولا يعبر عن الإرادة الإنسانية القوية. وما يحدد حياتنا هو أولاً نظرتنا لها، فكل شيء حولنا له جانبه المضيء وجانبه المظلم، وحتى نحن هكذا، فليس هناك إنسان كله خير تمامًا وإلا كان من الملائكة. ولا إنسان مليء بالشر تمامًا وإلا كان من الشياطين.
    فإذا وعينا هذه الحقيقة فسنبحث داخل كل مشكلة أو عائق يقابلنا عن الجانب المشرق، فهناك مثلاً من لا يسمي المشكلة «مشكلة» بل «تحديًا». وهو بذلك قد غير نظرته إليها، وبحث عن الجانب المضيء فيها. فكلمة «التحدي» ستوحي له بمواجهة هذه المشكلة ومحاولة التغلب عليها.
    آمن إذًا بوجود الجانب المشرق في كل أمر. فإذا آمنت بذلك فابحث عنه كلما واجهتك مشكلة أو عائقا وستجده بالتأكيد. غيّر نظرتك إلى الأفضل والأكثر تفاؤلاً، وستجد دائمًا من الحياة جوانب مشرقة تساند نظرتك تلك وتؤيدها وترسخها لديك.

    ثانيًا: ابتعد عن المثالية الزائدة

    - هون على نفسك: كونك إنسانًا يعني أنك معرض للخطأ. فنحن لسنا من الأنبياء المعصومين ولا من الملائكة المنزهين. كثيرون منا ينسون هذه الحقيقة، ويعاقبون أنفسهم أشد العقاب كلما أخطؤوا، وهو أمر متكرر الحدوث بالطبع.
    وفي مجال العمل بوجه خاص يعتبر الخطأ واردًا بشكل مؤكد. فالأمر فيه كثير من التجارب والمحاولات والتحديث، وكلها أمور ذات نتائج غير مؤكدة النجاح. فإذا كان حديثنا السابق يصدق على الحياة بوجه عام، فهو يصدق على مجال العمل بشكل خاص.
    - لا تبالغ في التمسك بالمواعيد: من أثقل ضغوط العمل التي نتعرض لها مواعيد التسليم أو الانتهاء من المشروعات، أيًا كان نوعها. والالتزام أمر جميل ومطلوب. أما أن يتحول إلى عبء إضافي عليك، فليس بالأمر المطلوب على الإطلاق. ومن أكبر مضيعات وقت من يدمنون عادة التسليم في الموعد المحدد بشكل مرضي هو التفكير في كيفية تسليم الأعمال المطلوب إنجازها، ومتى، وأين،.. وهكذا. ولو أنهم لم يفكروا بهذا الأمر بتلك الكثافة لأمكنهم إنجاز المطلوب منهم في الموعد المحدد. والأهم من ذلك هو أنهم يصابون بالتوتر والعصبية في سبيل الالتزام بالموعد، مما قد يؤثر على علاقاتهم بالآخرين، وعلى جودة العمل.
    - لا تلتزم بقاعدة 80/20: تبعًا لهذه القاعدة ينجز 20% من الأشخاص 80% من المهام. فإذا كنت من المؤمنين بهذه القاعدة، فستجد أنك تحمل نفسك فوق طاقتها، لأن الإنسان عادة ما يوقن بأنه من الـ20% المقدر لهم تحقق الإنجازات على أيديهم. فأنت لن تعتمد على الزملاء مثلاً في إنهاء العمل على الوجه المطلوب أو في الوقت المطلوب، لكنك ستتحمل كل شيء في صمت واستسلام إيمانًا منك بأنك من الـ20% المختارين لهذه المهمة.
    والحقيقة أن هذه القاعدة متشائمة بعض الشيء. كما أنها بعيدة عن الواقع تمامًا. فالاعتماد على الآخرين ليس أمرًا معيبًا. وفرق العمل أثبتت أنها من أفضل أساليب الإنجاز، سواء من حيث السرعة أو الأداء أو كم الإنتاج. فلا تتوقع الإنجاز من نفسك فقط، لأنك بذلك توتر أعصابك وتفسد على نفسك متعة العمل. إنما كن واقعيًا، وارسم خريطة لتوقعاتك من الآخرين. وإذا استلزم الأمر غيّر القاعدة، واضعًا النسب الصحيحة التي تستقيها من الواقع.
    - لا تتمسك بآمالك وأحلامك حرفيًا: قد يبدو هذا المطلب متناقضًا مع أن تكون إنسانًا طموحًا يعمل على تحقيق أحلامه ولا يعرف كلمة المستحيل. ولكن المسألة نسبية. فبعض الناس إذا قرروا شيئًا أو تمنوه، أيقنوا في قرارة أنفسهم بأنه حادث لا محالة. فإذا لم يحدث يصيبهم الاكتئاب والإحباط والحزن وينقمون على الدنيا ويصيبهم اليأس.
    لذلك عليك أن تتحلى ببعض المرونة، فمن حقك أن تتمنى وأن تحلم. ولكن من واجبك أن تكون واقعيًا وأن تعرف أنه «ليس كل ما يتمنى المرء يدركه». وأن معنى تحقق الأحلام أن يحدث ذلك جزئيًا. فهل سمعت عن شخص تحققت جميع أحلامه حرفيًا؟
    إن الراضين عن أنفسهم ليسوا من تحققت جميع أحلامهم، لكنهم هؤلاء الواقعيون الذين عرفوا أن الآمال لا تتحقق مائة بالمائة، فلما حدث ذلك فعلاً لم يهتزوا أو يحزنوا، إنما تقبلوا الأمر بروح راضية تعرف أن ذلك جزء من الواقع المتوقع. وفي مجال العمل لا تملك أنت وحدك زمام الأمور كلها. قم بواجبك واسع نحو هدفك. أما النتيجة فلن تتحكم فيها. فإذا لم تأت الرياح بما تشتهي السفن، فلا تؤنب نفسك ولا يصيبنك الإحباط والاكتئاب. ويكفيك أنك قمت بواجبك على أكمل وجه حتى ترضى عن نفسك وعن الدنيا بأكملها.
    - لا تحسب كل الأمور: كثيرًا ما نسمع من موظف ما قوله: «إن رئيسي يستفيد مني أكثر بكثير من الراتب الذي يمنحني إياه». فإذا كنت من تردد ذات العبارة، فقد وضعت نفسك في صراع. فأنت تظن أنك تذهب للعمل لكي تستغل صاحب العمل لأقصى درجة، وأنه هو بدوره يقوم بنفس الشيء. وأن الفائز منكما هو من يخدع الآخر ويستغله بشكل أكثر دهاء.
    ومعنى ذلك أنك تؤمن أنه لا يوجد في العمل مجال لفوز الجميع. بل إن الفوز يتحقق دائمًا لطرف على حساب الآخر. وهذا النوع من التفكير لا يناسب مجال العمل أبدًا. فأنت وصاحب العمل شريكان يعملان معًا من أجل نجاح المؤسسة. أما حسابات المكسب والخسارة فيجب أن تقتصر على أداء الشركة، وليس على حسابات شخصية بينكما. فبجانب سوء العلاقة بينكما وعدم إنتاجيتك في العمل، يؤدي ذلك الموقف إلى توتر أعصابك طوال الوقت، لمجرد تذكر العمل والزملاء!

    ثالثًا: تخل عن سلبياتك

    ليس فينا إنسان كامل الصفات، فالكمال لله وحده، وصفاتنا السلبية لا تؤثر فقط على محيطنا الشخصي، بل وعلى مجال العمل. ومن بين وسائل علاج بعض هذه الصفات السلبية:
    - أن تتعلم التفويض لمساعدين: فالتفويض في العمل من أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها كل مدير. فمحاولتك القيام بكل شيء بنفسك لا تعني سوى نتيجة واحدة: أنك لن تتمكن من إنجاز أية مهمة على الوجه الأكمل. فعادة ما تكون المهام أكثر من الوقت المتوافر. وإذا لم يشاركك أحد في إنجازها، ستجد نفسك تدور في حلقة مفرغة من عدم الإنجاز والإحباط والاكتئاب.
    أما إذا تعلمت أن تفوض شخصًا يقوم ببعض أعمالك فستجد نتيجة أفضل بكثير. فأنت ستنجز ما تبقى من أعمال في الموعد المحدد وبالشكل اللائق المطلوب. وكذلك سيفعل من فوضته. والسبب هو أنكما ركزتما على مهام قليلة محددة، أفسحتما لها وقتًا كافيًا وذهنًا صافيًا. أما النتيجة الكلية فهي إنجاز تام ورائع ومكتمل لجميع المهام المطلوبة.
    - ارفض بعض الأعمال دون إحساس بالذنب: قد يظن بعضنا أن كلمة «لا» ستغضب الآخرين منا. فإذا وصلت هذه القناعة إلى مجال العمل وجب أن نتوقف عندها لنمنحها بعض التفكير الجدي. لنتخيل مثلاً المثال التالي: يطلب منك مديرك أو أحد زملائك القيام بعمل ما. ومكتبك مكدس بالأوراق والمشروعات والمهام الأخرى. والحل الواقعي هو أن ترفض قبول أعمال أخرى ستضاف إلى كاهلك ويتراجع فيها أداؤك. فماذا تفعل أنت؟ تقبل ذلك التكليف، متمنيًا في قرارة نفسك أن تتمكن من إنهائها بشكل ما: بالسهر لوقت أطول أو ربما بالتنازل عن جودة الأداء بعض الشيء.
    ولكن ألا يتضمن تفكيرك هذا عدة أخطاء؟ فعلاقتك الجيدة بالآخرين لن تتأثر برفضك لبعض المهام، خاصة إذا شرحت لهم بهدوء أسباب رفضك لها. كما أنك عندما تقبل تلك الأعمال تضحي في الواقع من أجل لا شيء. فهذا القبول ليس في مصلحتك لأنه عبء سيضاف إلى أعبائك الأخرى، وليس في صالح مديرك أو زميلك، لأنك ستؤدي له العمل بشكل غير مكتمل، وهو بالتأكيد ليس في صالح العمل أو المؤسسة، لأن أسلوب العمل هذا لن يؤدي إلى نتائج جيدة أبدًا.
    - لا تكن أنانيًا: الشخص الأناني لا يفكر سوى في ذاته وفي أدائه وفي أهمية وقته وفي ألا يستغله الآخرون. والأدهى من ذلك أنه لا يستمع للآخرين، ويعتبر العمل سلمًا لنجاحه على حساب الآخرين أو بتسلق أكتافهم.
    وفي عصر «فرق العمل» التي أصبحت المؤسسات لا تستغني عنها، نجد أن تلك الشخصية تعتبر من المعوقات الكبيرة لنمو المؤسسة وتقدمها ونجاحها. كما أنه يضر نفسه أكبر ضرر لأن الشخص الأناني كثير الاهتمام بالصغائر، مما يسبب له توترًا وشدًا عصبيًا مستمرًا. وهو في النهاية لا يجني سوى علاقات سيئة مع الآخرين. ويؤدي ذلك بالتأكيد إلى تدهور أدائه وإنتاجيته ونتائجه.
    على أن هناك فرقًا كبيرًا بين الأنانية واحترام الذات. فالأولى صفة سلبية لها آثارها الوخيمة على صاحبها وعلى الآخرين. أما احترام الذات فينبع من الرغبة في المحافظة على الكبرياء والكرامة، وهو أمر مطلوب، ويؤدي إلى الحفاظ على مشاعر الآخرين واحترامهم، مما يؤتي نتائج إيجابية للغاية.
    - توقف عن الشكوى المستمرة: كثرة الشكوى لن تجدي شيئًا في حل مشكلة قائمة. ويكون من الأوفق لو استثمر هذا الشخص وقته في محاولة جدية وعملية لحل مشكلته، كما أن الواقع لا يمكن أن يكون سيئًا إلى درجة الشكوى المستمرة منه. إنما يكمن الخطأ بالتأكيد في نظرة هذا الشخص المتشائمة التي لا ترى سوى الجانب المظلم لأي موضوع، فيصاب بالتوتر العصبي المستمر، لا لشيء سوى أنه لا يعيش الواقع بحلوه ومره، إنما بمره فقط!
    ويتطلب الأمر منا إبراز نواحي الجمال في حياتنا، مهما كانت صغيرة. فلا يجب أن تحصل على ترقية حتى ترى الجانب المشرق للعمل، إنما يكفي ثناء مديرك على مجهودك. فذلك دليل على سيرك في الطريق الصحيح، وستحصل على الترقية يومًا ما. وحتى لو لم تكن تحصل على الراتب الذي تستحقه، فيكفيك مؤقتًا أي جديد تتعلمه من خلال العمل أو الخبرة التي تكتسبها يومًا بعد آخر.
    - لا تعد بما ليس في مقدورك: قد يظن الكاذب أنه أصبح في مأمن من المشكلات بعد قوله الكذب. ولكن العكس تمامًا هو الذي يحدث. فالكاذب هو من أكثر الناس توترًا وعصبية وقلقًا. فهو يجب أن يظل مترقبًا أثر كذبته على الدوام. كما يخشى طوال الوقت أن يقول أو يفعل ما يكشف كذبه. وهكذا قد ينقذه كذبه من ورطة مؤقتة، لكنه يوقعه في مشكلات أكبر على المدى الطويل.
    والحنث بالوعد نوع من أنواع الكذب. فأنت تعد بشيء تعلم مقدمًا أنك لست بقادر على تحقيقه. فإذا امتد ذلك إلى مجال العمل كانت له عواقب وخيمة. فأكثر ما يسيء إلى علاقة أية مؤسسة بعملائها هو عدم وفائها بوعودها لهم. فإذا أصغينا السمع فسنجد أننا نلقي بالوعود يمينًا ويسارًا طوال الوقت دون أن ندري أحيانًا. فقولنا أحيانًا: «إذا احتجت لشيء اسألني، أو اطلبه مني» يجعل الكثيرين يصدقوننا حرفيًا. فإذا سألونا بالفعل تذمرنا، إما لأننا لا نستطيع مساعدتهم، أو لأننا لا نملك الوقت الكافي لهم، الأجدر بنا أن نتريث قليلاً قبل أن نندفع في الوعد بشيء ما. وأن نضع في أذهاننا ملحوظة هامة، هي أن من حولنا يصدقوننا ويثقون في أننا نقصد ما نقول.
    وتذكر أن عدم الوفاء بالوعد من أكثر ما يسيء لسمعتك في عملك، ويثير التذمر من حولك، وقد يهدم مجهوداتك الأخرى كلها. أما إذا وعدت بشيء بالفعل، فعليك أن تعمل جاهدًا على الوفاء به.

    المصدر
    - بتصرف من كتاب «لا تهتم بالصغائر في العمل»، تأليف: ريتشارد كارلسون.




    إن الراضين عن أنفسهم ليسوا من تحققت جميع أحلامهم، لكنهم هؤلاء الواقعيون الذين عرفوا أن الآمال لا تتحقق مائة بالمائة، فلما حدث ذلك فعلاً لم يهتزوا أو يحزنوا، إنما تقبلوا الأمر بروح راضية تعرف أن ذلك جزء من الواقع المتوقع

    فالتفويض في العمل من أهم المهارات التي يجب أن يتعلمها كل مدير. فمحاولتك القيام بكل شيء بنفسك لا تعني سوى نتيجة واحدة: أنك لن تتمكن من إنجاز أية مهمة على الوجه الأكمل. فعادة ما تكون المهام أكثر من الوقت المتوافر
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد شبانه; 26 أكت, 2020, 09:27 م.
    الـ SHARKـاوي
    إستراتيجيتي في تجاهل السفهاء:
    ذبحهم بالتهميش، وإلغاء وجودهم المزعج على هذا الكوكب، بعدوى الأفكار،
    فالأفكار قبل الأشخاص، لأن الأفكار لها أجنحة، فأصيبهم بعدواها الجميلة. وهذا الواقع المظلم الذي نعيش سيتغير بالأفكار،
    فنحن في عصر التنوير والإعصار المعرفي، ولا بد للمريض أن يصح، ولا بد للجاهل أن يتعلم، ولا بد لمن لا يتغير، أن يجبره الواقع على التغير،
    ولا بد لمن تحكمه الأموات، الغائب عن الوعي، أن يستيقظ من نومة أهل الكهف أو يبقى نائما دون أثر، لا يحكم الأحياء!

مواضيع ذات صلة

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
ابتدأ بواسطة الراجى رضا الله, منذ أسبوع واحد
ردود 10
49 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة الراجى رضا الله
ابتدأ بواسطة د تيماء, 11 سبت, 2024, 12:31 ص
رد 1
48 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة *اسلامي عزي*
بواسطة *اسلامي عزي*
ابتدأ بواسطة د تيماء, 17 أغس, 2024, 01:04 ص
ردود 0
26 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د تيماء
بواسطة د تيماء
ابتدأ بواسطة د تيماء, 31 يول, 2024, 10:34 م
ردود 0
32 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة د تيماء
بواسطة د تيماء
ابتدأ بواسطة سُليمان العَمري, 22 يول, 2024, 09:04 م
ردود 0
26 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة سُليمان العَمري
يعمل...