الشخصية المصريه
مشي حالك.. كبّر دماغك
مشي حالك.. كبّر دماغك
هل يمكن أن نجد قواسم مشتركة بين عادل إمام والشيخ كشك، بين عمرو دياب وعمرو خالد، بين أم كلثوم وزينب الغزالي، بين أحمد شوقي والشيخ إمام، بين الشيوخ محمد رفعت وعبد الباسط عبد الصمد والحصري وبين زكي نجيب محمود، بين عباس محمود العقاد وبين عبد الحليم حافظ، بين فاروق وأسامة الباز وبين حسن البنا؟
لعل القارئ يستنكر وضع بعض هذه الأسماء متجاورة، ولكن ليسمح لنا أن نعرض وجهة نظر شخصية وفردية بحتة، وهي أن القاسم المشترك بين كل الشخصيات التي ذكرناها، أنها تدخل صدر وقلب كل مصري، دون أن يشعر بالتنافر بينها. ربما يتبعون مدارس فكرية مختلفة أشد الاختلاف، ولكنهم متشابهون، يلتقون عند نفس النبع الذي ينهلون منه جميعًا. ربما يكون سحر ماء النيل، الذي لا ينساه من ذاقه مرة، وربما كان هو الانتماء لهذا الشعب.
أهم صفات هذا الشعب التي ينكرها عليه جمال حمدان في كتابه العملاق (شخصية مصر)، هو الاعتقاد الخاطئ بأنه وحده الموجود على خريطة العالم العربي، وأن الدنيا حوله لا تساوي شيئًا، وأن مصر وحدها تعدل نصف العرب، أليست (أم الدنيا)؟. وعند هذا الشعب شعور بأن حضارة سبعة آلاف سنة تعطيه الحق لينظر للعالم من فوق هرم خوفو. شعور بأنه يستغني عن العالم كله، فعنده ـ حسب ظنه ـ الريادة في كل مجال.
ولكن الغريب أن هذا الشعب هو نفسه الذي يستخدم مصطلحات (حضرتك، وسيادتك، ويا أفندم، وياباشا ويا بيه) لكل من هب ودب، ويبجل من يرأسه في العمل، ولو كان لا يملك شيئًا من مقومات الريادة ـ التي يري المصري أنه الوحيد الأحق بها ـ وهو في ذلك ينتهج مبدأ (مشي حالك) و (كبّر دماغك) و (لو كان لك عند..... حاجة، قل له يا سيدي).
ورغم هذا التناقض الظاهر في الموقفين، أي الاعتزاز البالغ بالنفس، مقابل الإكبار والتبجيل من قدر الآخر، فإن المصري صدره كبير يتسع لذلك وأكثر، وشعوره في قرارة نفسه بالعلو لا يمنعه من منح الآخر حقه في الاحترام.
والمصري (قلبه أبيض)، لا يحمل الضغينة لأحد، يغضب ويغلي ويزبد ويصرخ، ثم تقول له (صل على النبي)، فتنزل به الصلاة على النبي من قمة غضبه، لتجعله إنسانًا متسامحًا، يغفر لخصمه تهشيم سيارته، ويتذكر فضل الله عليه بأنه لم يتعرض لأذى، وأنه (لا يجوز أن يقبل العوض) عما قدر الله.
ولكنه في الوقت نفسه يحب جدًا النقاش بل والجدال، ويصبح الشجار مسرحية ذات فصول ثلاثة إذا كثر المتفرجون، ويا حبذا لو كانت هناك متفرجات من الجنس الناعم، عندها يطول العرض المسرحي، فيتحول الأمر التافه إلى (حق عرب)، وعندها لا يسمح لأحد أن (ينظر له بهذه الطريقة)، ويتبادل كل طرف مصطلح (احترم نفسك يا أفندي)، ولا يضر أن ترد تهديدات من نوع (أنت عارف بتكلم مين يا بني آدم؟)، أو من طراز (غور من وجهي الساعة دي).
وما يعرفه العالم عن خفة ظل المصري فيه الكثير من الصحة، ولكنه في الوقت نفسه ضرورة للتفريج عن نفسه، ولذلك فإنها وسيلته للقضاء على الشعور بالقهر، والضيق واليأس. ومن أمثلة ذلك أن يرى ركاب الحافلة امرأة تستغل انتظار المركبة في الموقف مدة ساعة دون مبرر، فتخرج الأرز من كيسها وطبق لتنظفه من الشوائب، وتتحول إلى حديث الركاب جميعًا، ويتبادلون التعليقات الساخرة من الحياة ومن الانتظار، فإذا بالمرأة تخرج طبقًا آخر لتناوله لجارتها، لتساعدها في عملها.
ولكن حب المصري للنكتة وخفة الظل، تجعله على استعداد للاتصال من أمريكا أو أستراليا التي هاجر إليها ليسأل عن آخر نكتة، وهو لذلك أيضًا يقسم محافظات مصر كلها إلى جماعات، تتصف إحداها بالغباء الشديد، تبدأ حدود إقامتها من قبل سور حديقة الحيوانات في الجيزة، والأخرى بالبخل الذي يدفع الفرد لسؤال الجيران (تشربون الشاي أم لستم أصحاب مزاج، وتنامون عندنا أم في الفندق أحسن؟)، والثالثة بعدم الوفاء (حتى لو أطعمتهم من لحم كتفيك)، والرابعة بالكرم الذي وصل إلى حد تقديم الطعام للقطار ليأكل، ويحمل أولئك مختصر (ش ك ع) أي شرقاوي كريم عظيم، أو شرقاوي (كاورك عبيط)، تبعًا لانتماء المتحدث.
وخفة الظل هذه تسمعها في تعليقات جميع أفراد الشعب المصري، من الشيوخ مثل عبداللطيف مشتهري، وعبدالحميد كشك، كما تجدها في خطابات السياسيين، (فحتى مستشار الرئيس المصري للشؤون الخارجية د.أسامة الباز وجدناه في محاضرة له في ألمانيا، يعلن للحضور استغرابه أن يأتوا به من مصر، ليتناولوا الطعام والشراب أمامه ليغيظوه، أما هو فعليه أن يتكلم ويحاضر، ولا نصيب له في المحمر والمشمر، بل كل ما يناله شربة ماء من آن لآخر)، وكذلك تجدها في محاضرات الأساتذة في الجامعات، كما تسمعها من بائع الخضراوات، أو المحصل في القطار.
ولكن خفة الظل هذه قد تصبح داء يعجز المصري معه أن يقول جملة دون تعليق ساخر أو ضاحك، بحيث يصاب محدثه إما بنوبة ضحك لا تنقطع، وإما بالضيق الشديد إذا لم يكن من المعجبين بهذا النوع من الحديث، فالمضيفة في الطائرة التي تجد الراكب يطلبها بالضغط على الزر الأحمر، ليطلب منها قصة لميكي ماوس، أو تان تان، ليتسلى بها قبل النوم، لن تجد بالتأكيد في هذا المزاح ما يضحكها على الإطلاق.
وتكفي مشاهدة عادل إمام في مسرحية (الزعيم)، وهو يكيل الدعاء لهذا الزعيم، خوفًا من رجال أمن الدولة، ليسقط المشاهد من فرط الضحك، ليعرف القارئ ما نعنيه بسيل التعليقات الضاحكة التي لا تنتهي.
والمصري (فهلوي)، أي لا يعرف خطوطًا مستقيمة بل هو محترف (مقصات، وغرز)، يكره الوقوف في آخر الصف، بل لابد أن يجد وسيلة ليدخل في وسطه، ولا تقف بنود قانون أمامه، بل لابد من البحث عن ثغرة أو مخرج، حتى ولو كلفته عناء أكبر من الانصياع للقانون. لم أجد في حياتي مصريًا يقول (لا أعرف)، فهو يجرب ويحاول، ولا يفقد الأمل بسرعة، وهو في كثير من الأحيان مبدع، فعدم العثور على قطع الغيار للسيارة، ليس عقبة، ويمكن صناعة بديل محلي من مخلفات معدنية، ولكن إذا وصل إلى نقطة اليأس، فإنه لا يعترف بعدم القدرة، بل هناك ألف مبرر، بشرط ألا يكون أحدها عدم المعرفة، أو أنه خاض في حقل لا يفهم فيه شيئًا.
والمصري يكره النقد لأي شيء يصنعه، أو اعتاده. يمكن أن تقول له ما تشاء، ولكن بدون توجيه نصح بصورة مباشرة، ولا تفكر في تعريفه بخطئه على الإطلاق، بل يكون ذلك بتوضيح وجود إمكانات أخرى للوصول إلى حل للمعضلة، وعندها يمكن أن تقول عكس ما يقول، باعتباره بديلاً لكلامه، فيتقبله دون تردد، فمثلاً لو قلت (الطعمية المصرية المصنوعة من الفول لا ترقى لطعم الفلافل الشامية المصنوعة من الحمص)، فإنك بذلك تكون قد جنيت على نفسك، ولكن اقتراح تجربة عملها بالحمص، من باب تذوق طعام الآخرين، لا يشكل أي صعوبة عند المصري.
وهو يحب لهجته، وكثيرًا ما لا يكون مستعدًا لفهم غيرها، وإذا أراد أن يتحدث لهجة عربية أخرى، أصبح كوميديًا، (وتكفي الحوارات الهاتفية على القنوات الفضائية بين المذيع المصري أو المذيعة المصرية والمشاهدين من الدول العربية لمعرفة صعوبة الأمر على المصري)، ولا أستطيع أن أنسى المصرية التي دخلت محل التاجر اللبناني، وتصر على أن تشتري منه (جبنة بس تكون حلوة)، والتاجر اللبناني يستغرب من طلب (جبن بالسكر حتى يصبح حلوًا)، أو المصري الذي زار صديقه الكويتي على الغداء، وكلما طلب (عيش) جاءه أرز، فقرر أن يطلب (رز) ربما جاءه خبز، ولكن صديقه أعطاه أرزًا من جديد.
وفي حين لا يتقن المصري اللهجات العربية الأخرى، ويصر على نطق حرف الجيم بصورة مختلفة (دون تعطيش الحرف)، والقاف (ألفًا) وغير ذلك مما هو معروف عن هذه اللهجة، فإنه يرى تحدث الآخرين باللهجة المصرية أمرًا بديهيًا، ولعل هذا ما يبرر تكلم كل عربي يقرر البقاء في مصر بهذه اللهجة، على عكس المصري الذي يعيش في الخليج أو غيره، وتبقى لهجته محل ترحيب، ولا يشتكي أحد منها.
لكن المرأة المصرية ترى أن الرجل المصري يمر بمراحل كثيرة، ويختلف في كل منها عن المرحلة السابقة، فهو كابن يختلف تمامًا عنه كزوج، عنه كأب ثم جد فيما بعد. فالطفل شديد الحب والحنو على أمه، غيور على أخته، فإذا ما أصبح زوجًا فإنه يرجع في البيت إلى دور «سي السيد، لا ينتظر في البيت من يرهقه بمناقشات وحجج وحجج مضادة، بل يريد بيتًا مرتبًا، وطعامًا شهيًا، وأطفالاً قد انتهوا من عمل واجباتهم مع الأم، يطالب المرأة بما لا قبل لها به، وإذا فشلت ـ وغالبًا ما تفشل ـ يبدأ في التذمر والصمت التام داخل البيت، رغم أنه يمكن أن يكون شخصية في منتهى الجاذبية والرقة في خارج البيت.
والرجل المصري كأب مكافح بطل، مستعد أن يضحي بكل شيء من أجل أبنائه، وفي سبيل توفير مصاريف المدرسة، وحساب الدروس الخصوصية، ورسوم النادي، بل وشراء المسكن للابن ليتزوج فيه، والأثاث للابنة حين يأتيها من يستحقها. وتضحية المصري قد تصل به لقبول عمل دون مؤهلاته بكثير، وفي آخر بقاع الدنيا، وفي ظل ظروف عمل قاسية، وهو مستعد للتنازل عن الملابس الغالية، بل والطعام الفاخر في غربته، لكي يرسل المال للأبناء ليعيشوا حياة لا يعرفها هو أبدًا.
ونفس هذا الرجل مستعد لأن يكون رمزًا للكسل واللامبالاة، إذا لم يكن هناك حافز يشجعه على بذل الجهد، وشعر بأن من يعمل يستوي مع من لا يعمل، وإذا صحح صاحب العمل أسلوبه، وقرر مكافأة المجتهد، ومنح الحوافز والعلاوات الإضافية لمن يقدم إنجازًا يفوق غيره، وجدته مستعدًا للعمل 24 ساعة متواصلة. وذلك الذي يبرر نجاح المصري في أوروبا أو الولايات المتحدة، فهو محرك لا ينفد وقوده، طالما قاده ذلك إلى الأمام، وطالما كانت الرقابة والإدارة عليه صارمتين.
ويتمتع الرجل المصري بقيم دينية داخلية، لم تتغير تبعًا لروح العصر الحديث، بما فيها من أنانية، وتجاهل لألم الآخرين، وأوضح دليل على ذلك ما يراه الناس من خير وفير في أيام وليالي رمضان، وموائد الرحمن التي أصبحت منتشرة للغاية. وما زال في قلب المصري شفقة بالفقير، وحسن الظن بالناس، يصدق سريعًا كل ما يسمع، ويحرص على صلة الرحم.
والمصري البسيط الطيب المطيع في خارج وطنه يتحول إلى كائن آخر حين يعود لبلاده، يريد أن يعرف من حوله أنه قد انتقل إلى طبقة أعلى، فيظهر ذلك في استهلاكه ومظهره، وقبل كل ذلك في شخصيته، فيبدأ حديثه دومًا بقوله: «عندنا في أوروبا......، فيمل منه من حوله أو يحسدونه على ما هو فيه من نعيم.
أما المرأة المصرية فتتربى منذ الصغر على أنها ستصبح أمًا، فتراها لا تبخل بجهد ولا وقت على أطفالها، ولو كان ذلك على حساب زوجها، بل إنها مستعدة لتحمل الحياة مع زوج لا تطيقه من أجل الحفاظ على أبنائها، وعدم تعرضهم للأذى النفسي الناجم عن الانفصال.
ونزول المرأة المصرية للعمل لم يجعل منها أوروبية، بل أعطاها الفرصة للكد والتعب في المكتب، ثم إذا جاءت إلى البيت وجدت أعمال المنزل تنتظرها، كما لو كانت ربة بيت فقط، إلى جانب توصيل الأطفال للمدرسة، ومتابعة دروسهم، بل وتوصيلهم النادي، والتعرف على أصدقائهم قبل السماح لهم بالاختلاط معهم.
وكانت نتيجة هذا الجهد المضاعف أن الجيل الجديد من الشابات المصريات يفضلن طائعات البقاء في البيت، ورفض العمل في الخارج، حتى ولو أدى ذلك إلى نقص المصروف المخصص لنفقاتهن على الملابس وأدوات الزينة، والاكتفاء بدلاً من ذلك بتعلم اللغات الأجنبية، أو حضور دورات للكمبيوتر، أو الذهاب للنادي مع الأولاد للقاء الصديقات، وتبادل الخبرات والحكايات.
وطبعًا تختلف طباع النسوة المصريات في الريف عن المدن، فالمرأة في الريف رحبت بالعمل ومشاركة الرجل في تحمل المسؤولية، بل إنها تتحمل العبء كاملاً في ظل سفر الكثير من الأزواج للعمل في دول الخليج أو في غيرها، حيث لم تقتصر الهجرة على الدول التقليدية، بل تعدتها إلى اليونان، وإيطاليا، وقبرص، وغيرها كثير.
ولا تختلف المرأة المصرية عن الرجل في حبها للفكاهة، والنكتة المهذبة، لكنها أيضًا تعشق التشاؤم، ولا تبخل بالنقد، وتستطيع الحصول على حقها وأكثر، بكل أسلوب ممكن، وهي لا يملأ عينيها الشاب الرقيق، المعتاد على الذوق البالغ، والحساسية المرهفة، بل تريده رجلاً شرقيًا، مع ما يقتضيه ذلك أحيانًا من وقفات تحد، توضح من صاحب الكلمة في الدار.
وطبعًا هناك اختلاف بين المثقفة وغير المتعلمة، على الأقل في مجال تصديق الخرافات، وتحميل الجن وعين الحسود وأعمال السحر فوق ما تطيق، والاستعانة بالوسائل غير العقلانية لطرد هذه الأرواح، والتخلص من هذه الأعمال السحرية، وغير ذلك من أعمال الشعوذة والدجل.
مما لا شك فيه أن عنصر الزمن لم يمر دون أن يترك آثاره على الشعب المصري (رجالاً ونساء) أيضًا، فالمرأة التي كانت لا تتأخر في الخارج إلى ما بعد صلاة العشاء، أصبحت تجدها تعمل في شركات الطيران، وما يقتضيه ذلك من الخروج أحيانًا في منتصف الليل والعودة بعد مرور أيام عديدة، وكذلك أصبحت لا تستغرب العمل في الفنادق ومطاعم الماكدونالدز وغيرها من المطاعم والمقاهي الغربية الوافدة من الخارج، وتكون نوبات العمل أحيانًا حتى الساعة الواحدة صباحًا، بل إن هناك فتيات يعملن في المدن السياحية بعيدًا عن سكن أهلهن، ولا يجدن غضاضة في ذلك.
وكذلك أصبح الشاب المصري ابنًا لعصر العولمة، نفس ملابس نظيره في أوروبا، ونفس تسريحة الشعر، ونفس نوع الدخان، ونفس عادات الأكل والشرب، حتى إن الزائر للأسواق الكبرى، داخل العمارات الشاهقة المبنية على أحدث طراز يحتاج إلى وقت طويل ليتأكد بأن الشاب الذي يقف أمامه هو محمد أو أحمد أو محمود، وليس بيتر أو جون أو مارتين.
إذا أردنا الفلسفة نقلنا عن د.جلال أمين نظرية (الحراك الاجتماعي) التي تفسر حسب رأيه ما وصلت إليه الأوضاع الاجتماعية في مصر خلال نصف القرن الماضي. ولو أردنا أن نجزئ ونحلل ما يجري لقلنا إن ملايين السياح الذين يفدون إلى البلاد لا يتركون أموالهم فحسب، بل يخلفون الكثير من أنماط حياتهم، وكذلك الإنترنت والمحطات التلفزيونية الفضائية التي تنشر الأغاني الغربية والأفلام الأمريكية، ونمط الحياة (الماكدونالديزية)، بحيث سيأتي اليوم الذي نقول فيه، هذا شخص ماكدونالدزي مصري، وهذا ماكدونالدزي مغربي، أو تونسي، أو غير ذلك.
المهم أن العنصر المصري الذي ما زال كامنًا في قلب من يسكن في أرض الكنانة، بل وداخل كل من يحمل أو كان يحمل جواز السفر المصري الأخضر ذي النسر الذهبي،
هو الذي تدمع عيناه كلما سمع: «يا أحلى اسم في الوجود، يا مصر
وهو الذي يشتاق لسماع أذان الشيخ محمد رفعت، ويحلم بسندوتش فول من مطعم فلفلة، حتى ولو كان يجلس في أرقى الفنادق، ويعشق المشي في أزقة الحسين، والجلوس في قهوة الفيشاوي هناك، والجلوس في قارب في النيل ساعة الغروب.
المصري يسعى دومًا للتوفيق بين الدين والدنيا، بين التقاليد القديمة وعصره الحديث، بين عشقه للوطن وحلمه للسفر، بين تاريخ مصر الفرعوني وبين ثقافة الفتح العربي الإسلامي لبلاده.
الكاتب غير معروف لي
تعليق