مسلسل سنوات الضياع
مبدئيا نعتذر لمن تحايلنا عليه بمساعدة العم جوجل فوجد نفسه في مكان غير الذي كان يقصده وموضوع غير الذي كان يبحث عنه ونقول له فضلا لا أمرا لا تغلق المتصفح وتابع معنا للآخر فنعم أنت المقصود
مسلسل سنوات الضياع لا أقصد به المسلسل التركي الذي شغل العقول وأهدرت بسببه الأوقات وتهافتت عليه القنوات لتغزو به البيوت
إنما هو مسلسل حقيقي أبطاله يعيشون بيننا وربما كنا منهم في يوم من الأيام قبل أن نعرف طريق الفلاح
أبطال هذا المسلسل سمير ومحمد وعمر وليلى وهند وعبير
أناس مثلنا من فئات عمرية مختلفة منهم الشاب والكهل والشيخ
فيهم من يعمل طبيبا ومهندسا وحرفيا وفيهم من لا مهنة له
عاشوا حياتهم طولا وعرضا كما يقال
عصوا الله عز وجل بكل أنواع المعاصي : خمر ومخدرات وزنا وسرقة ونصب وقتل والعياذ بالله
باختصار عاثوا في الأرض فسادا كلٌّ بطريقته وكلٌّ بدرجة معينة
لا نتكلم عمن تاب وآب وإنما نتكلم عمن لا يزال غارقا في بحار الظلمات ناسيا أو متناسيا رب البريات الذي سيحاسبه على كل صغيرة وكبيرة
نتكلم عمن لا يزال يتخبط ولا يعرف الطريق أو ربما عرفها لكنه لا يعتزم السير فيها
لهؤلاء نقول :
هل من الضروري أن تصحو على صوت المنبه ؟
ألا تستطيع الاستيقاظ بمفردك دون منبهات ؟
هل يجب أن تفقد عزيزا أو تصاب بحادث أو تخسر أموالك حتى تتذكر الله وتعود أدراجك لتسير في الطريق الصحيح ؟
إن كنت تنتظر أمرا كهذا فمن يضمن لك أنه سيأتيك ؟
هل تضمن ألا تنام فلا تستيقظ ؟
هل تضمن ألا تخرج فلا تعود لبيتك ؟
هل لك أية ضمانات على أنك ستؤخر حتى تشبع مما أنت فيه وتتوب إلى الله ؟
طبعا الإجابة في كل الأحوال : لا
لا يملك أحد أية ضمانات لنفسه ولا لغيره
إذن لماذا الاستمرار في طريق نهايتها معروفة ؟
طريق تعيشها في ضياع وتنتهي بضياع أبدي
استيقظ وتدارك نفسك قبل فوات الأوان
انتشل نفسك من الضياع وابحث عما فيه صلاحك وبه يكون فلاحك
كم سمعنا وقرأنا عن أناس جاءهم النذير فاتعظوا وتابوا وسرعان ما رحلوا فكانت خاتمتهم حسنة نحسبها كذلك
وكم سمعنا وقرأنا أيضا عمن تجاهلوا ذاك النذير فسرعان ما رحلوا هم أيضا وكانت خاتمتهم سيئة والعياذ بالله
هل تريد أن تكون من الفريق الأول الذي عرف خطأه وخرج من مسلسل الضياع إلى مسلسل الفلاح فأصلح وفاز ؟
أم تريد أن تكون من الفريق الذي أغمض عينيه وأغلق أذنيه وأوقف تفكيره فانغمس أكثر وأكثر في مسلسل الضياع ثم خاب وخسر ؟
فكر بينك وبين نفسك إلى أي الفريقين تريد الانتماء ومع من تريد أن تكون وحين تجيب على السؤال تحمل مسؤولية القرار الذي اتخذته فكل سيحاسب وحده
نسأل الله أن يجعلنا من أهل الفلاح وأن يرزقنا الثبات والعزيمة على الرشد وأن يحسن خاتمتنا هو ولي ذلك ومولاه
تعليق