السلام عليكم..لاقول لك الصراحة...هذا سؤال اخر عندى..انا دائما ما اتسأل لماذا لا يحتوى القرآن على كل شىء...ليس فقط فى هذه النقطة بل فى جميع المواضيع.....فهناك اشياء كثيرة ذكرت فى السنة و لم تذكر فى القرآن...فمثلا هناك قصص و امثال كثيرة تكررت فى القرآن مرات عديدة...الم يكن من الممكن بدلا من التكرارفى القرآن ان تذكر هذه الاشياء فى القرآن...انا و الله لا اقول ائت بقرآن غير هذا او بدله..و لكنها اشياء هامة وحساسة مثل الصلاة و الصوم و الزكاة و الميراث و اشياء اخرى كثيرة تحس منها انها تشريع مختلف نسخ و زاد كثيرا على ما فى القرآن...و ايضا لا افهم كيف تكون السنة هى من اساسيات التشريع ثم يأمر الرسول صحابته بعدم كتابتها و يأمر من كتب ان يمحى هناك اراء تقول حتى لا يختلط القرآن بالسنة و لكن اذا كان السنة من الاساسيات فهى ايضا مهمة و ضرورى كتابتها...و اجد اىضا ان كبار الصحابة لم يكتبوها الا غير اشياء بسىطة و حتى جاء عهد عمربن عبد العزيز بعد حوالى اكثر من مائة عام من وفاة الرسول ...اليسوا هم اعلم ناس بما هو ضرورى...اسف على هذه الاسئلة ان خاننى التعبير فى اى منها...فانا و الله اسأل لأفهم
بالله عليكم ساعدونى
تقليص
X
-
وَعليكُم السلامُ وَرحْمَة اللهِ وَبركاتُه
أعْتقِدُ مِنَ الأنْسَبِ أنْ نُقسِّمَ مُشاركتَك إلى عِدَّةِ أسئلةٍ أخي الحبيب
السؤالُ الأوَّلُ: لِماذا جاءَ القرآنُ على هَذِهِ الصورَةِ مُحتويا على ما احتوى عليهِ ؟
السؤالُ الثاني: لِماذا لمْ يَحتوِ القرآنُ على تفاصيلِ التشريعِ التي جاءَت بها السنَّة ؟
السؤالُ الثالثُ: لِماذا لمْ يَحتوِ القرآنُ على جميعِ الأحكامِ في جَميعِ المَسائلِ التي سيحْتاجُها النَّاسُ في كلِّ الأزمِنَةِ وَالأمْكِنَةِ ؟
السؤالُ الرابعُ: لِماذا أمَرَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسلمَ بعَدَمِ كِتابَةِ الأحاديثِ ؟
===============
السؤالُ الأوَّلُ: لِماذا جاءَ القرآنُ على هَذِهِ الصورَةِ مُحتويا على ما احتوى عليهِ ؟
أنتَ بنفْسِكَ قلتَ أنَّك لا تقولُ "ائتِ بقرآنٍ غيرِ هَذا أو بدِّلهُ" وَلكِنَّك في الحَقيقةِ قلتَ هَذا أخي الكريم.
قلتَ هَذا عِندما تصوَّرْتَ أنَّ كِتابَ اللهِ تعالى حوى مِنَ الأمورِ ما هوَ أقلُّ أهميَّةً مِمَّا لم يَحتويه.
قلتَ هَذا عِندما ساءلتَ ربَّ العِزَّةِ عَنْ "كلامِـــه" الذي "تكلَّــــــم" بهِ لِماذا لمْ يَتكلَّمْ بغيرِهِ.
قلتَ هَذا عِندَما عِبْتَ على اللهِ جلَّ جلالُهُ تِكرارَ بعْضِ القصصِ وَالأخبارِ.
قلتَ هَذا عِندما ارتأيتَ إبْدالَ القصصِ وَالأخبارِ بالأحكامِ
فهَذا عَينُ قولِهِم "أو بدِّلهُ" قالَ اللهُ تعالى لرسولِهِ الكريم {قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)} (يونس) ثمَّ قالَ اللهُ {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}.
ثم، فأنا أخي الكريم أرى تِكرار القصصِ في القرآنِ الكريمِ أكثرَ نفْعا مِنَ سرْدِ الأحْكامِ التفصيليَّةِ سردا متواليا .. فقَصَصُ القرآنِ الكريمِ لا يَستطيعُ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ ببلاغَتِهِ - التي بلغَتْ المدى - أنْ يُحاكيها بأحادِيثِهِ المُحاكاةَ التي تُحافِظُ على فوائِدِها وَمنافِعِها وَتُحقِّقُ غايَتَها التي قالَ اللهُ تعالى {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (111)} (يوسُف) .. لِذا قالَ اللهُ تعالى لرسولِهِ {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)} وَأمَرَهُ بنقلِ هَذا القصَصِ للنَّاسِ قالَ {.... فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176)} (الأعْراف).
فتأمَّل .. قلتُ لكَ في بدايَةِ الفقرَةِ السابقَةِ "أرى" فماذا ترى أنتَ ؟
أنتَ ترى أنَّ الأولى كان ذِكر الأحْكام التي يَحْتاجُها النَّاسَ .. فأخْبرني:
أكانَ يَجْدُرُ بالقرآنِ أنْ يَنزِلَ حَسَبَ ما أرى أم ما ترى ؟
مَهلا .. فالقرآنُ لمْ يَنزِلَ لنا وَحدنا، مازال هُناك مِلياراتٌ مِنَ البشرِ الذين لهُمْ في القرآنِ مِثلَ مالنا فلا تَنسَهُم
فحَسَبَ ما يرى أيُّ هؤلاءِ يَجبُ أن يَنزِلَ القرآنُ الكريمُ ؟
رُبَّما يُريدُ بَعضُهُم أنْ يكونُ القرآنُ صغيرا أصغرَ مِن ألفِ آيةٍ .. أو كبيرا أكبرَ مِنْ عَشرَةِ آلافِ آيةٍ .. أنْ يكونَ كله سورَة واحِدَةُ .. أو أنْ تكونَ جميعُ سوَرِهِ مُتساويَة .. ألا يَتكلَّم عَن أهْلِ الكِتابِ فهُم أبناءُ عُمومتنا .. أو ألا يتكلَّم عَنْ الكافرينَ عامَّة فمَنْ شاءَ فليؤمن وَمَنْ شاءَ فليكفُرْ .. أو ليترُك تشريعَ الميراثِ كاملا للقوانين المدنيَّة فنحنُ أعْلمُ بشئونِ دنيانا .. أو فليضعْ تشريعا لا يَترُكَ حالةً واحِدَةٌ لاجتِهادِنا فنحنُ لا عقولَ لنا .. ما رأيُك ؟
حَسَبَ "هــــــوى" مَنْ تُريدُ أنْ يَنزِلَ كِتابُ اللهِ العزيز ؟
إذا، فالقولُ الفَصْلُ في هَذا قولُ اللهِ تبارَكَ وَتعالى {وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ (71)} (المؤمنون)
وأمَّا نحنُ فما نحنُ إلا كما قالَ اللهُ {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)} (الأحزاب)،كاللذينَ قالَ فيهِم {وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا .... (53)} أو كالذينَ قالَ فيهِم {.... وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (7)} (آل عِمْرانَ) .. أو كالذينَ قالَ فيهِم {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} (الجن) وَقالوا {وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آَمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلَا يَخَافُ بَخْسًا وَلَا رَهَقًا (13)}.
فهَلْ سنَقولُ كما قالوا أمْ سنَقولُ كالذينَ قالوا "ائتِ بقرآنٍ غير هذا أو بدِّلهُ" الذينَ قالَ اللهُ {الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا} (يونُس).
أخيرا تأمَّلْ قولَ اللهِ سبْحانه {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23)} (الزمر)
وَتأمَّلْ قولَ اللهِ تعالى {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14)} (هود)
وَتأمَّلْ قولَهُ سبْحانه {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166)} (النساء)
وَتأمَّلْ قولَهُ سبْحانه {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} (فصلت)
فهَذا الكِتابُ العزيزُ أحْسَنُ الحديثِ إنَّما أُنزِلَ بعِلمِ اللهِ الحَكيمِ الحَميدِ، لمْ يَنزِلْ حسَبَ عِلمِ مَخلوقٍ وَلا حِكمَةِ إنْسانٍ، فهْلْ أنْتَ مُسلِمٌ - يسألكَ اللهُ ؟
هَلْ انتهَتْ لديْكَ هَذِهِ النقطة ؟ أمْ ستعودُ للقولِ إنَّه لِماذا قالَ اللهُ (((جَلَّ جلالُهُ))) كَذا وَلمْ يَقُلْ كذا مِنْ (((كلامِهِ))) الذي تكلَّم بهِ قبْلَ خلقِ الدنيا ؟
وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
-
هَلْ لديكَ مُشكِلةٌ في نقلِ الموضوعِ إلى العام أخي Doc ؟
وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
-
السلام عليكم
...ليست عندى اية مشكلة فى نقل الموضوع الى العام كى يستفيد غيرى...نعم يا سيدى ... الله فعال لما يريد و يتكلم بما يريد...و من انا حتى اعلق على كلام الله سبحانه و تعالى...و لكن عندما ارى امرا لا افهمه يجب ان اسأل كى يستقيم ايمانى...خاصة انى لدى ما قدح فى ايمانى بالسنة من شبهات كما ترى...و اكبرها هو لماذا لم يتم حفظ السنة بنفس الطريقة التى حفظ بها القرآن.....فمسألة جمع القرآن و تواتره امر مفروغ منه و متيقن من صحته و لا يقدح فيه الا متعنت او مجادل...اما السنة فيدور حولها فى ذهنى تسأولات كثيرة كما رأيت حضرتك...و اتمنى ان تزول جميع هذه التسأولات و اجد لها اجابة ان شاء الله...الاربعة اسئلة التى فصلتها حضرتك ممتازة...و فى انتظار رد حضرتك على الثلاثة المتبقيين..و لى ايضا اسئلة اخرى و لكن عندما تنتهى حضرتك فلربما اجبت على ما فى ذهنى فى اجاباتك القادمة... اسف اذا كان هناك اخطاء نحوية فانا مصرى لا اجيد الا العامية و قليلا ما استخدمت الفصحىتعليق
-
الأهمُّ مِنَ السؤالِ أخي هوَ كيفيَّةُ السؤالِ، وَقديما قالوا "السؤالُ نصْفُ الإجابَة" فإنْ أنتَ أحْسَنتَ طرْحَ السؤالَ فقدْ حصَلتَ - قبْل الإجابَةِ - على نصْفِ الإجابَةِ.
وَليسَ مِنْ الحِكمَةِ أنْ تُسائلَ خالقَ الخلقِ مَالِكَ المُلكِ عَنْ "كلامِه" الذي تكلَّمَ بهِ قبْلَ خلقِ الدنيا لِماذا تكلَّمَ بهَذا وَلمْ يَتكلَّمْ بذاك، هَذا مِمَّا يَمُجُّهُ العَقلُ السليمُ.
يُتبَعُ بإذنِ الله.
وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
-
السؤالُ الثاني: لِماذا لمْ يَحتوِ القرآنُ على تفاصيلِ التشريعِ التي جاءَت بها السنَّة ؟
السؤالُ الثالثُ: لِماذا لمْ يَحتوِ القرآنُ على جميعِ الأحكامِ في جَميعِ المَسائلِ التي سيحْتاجُها النَّاسُ في كلِّ الأزمِنَةِ وَالأمْكِنَةِ ؟
هَذانِ السؤالانِ مُرْتبطانِ ببعْضِهِما البعْضِ كما ترى، وَمرَّدُ الإجابَةِ عليهِما مَعا هوَ طبيعَةُ الإسْلامِ.
فالإسْلامُ هوَ الدينُ الخاتمُ لما سبَقَهُ مِنَ الرسالاتِ، ارتضاهُ اللهُ تعالى رسالةً عامَّةً للعالمينَ مِنَ الإنْسِ وَالجنِّ أجْمَعينَ في كلِّ مَكانٍ وَزمانٍ بعْدَ بعْثةِ المُصطفى الأمينِ صلى اللهُ عليهِ وَسلَّم.
فانظرْ فيما يَحْتاجُهُ كلُّ هَؤلاءِ البشرِ مِنْ أحْكامٍ.
تأمَّلْ على سبيلِ المِثالِ شيئا مِنَ "القضايا المُعاصِرَة" - كالاستِنساخِ وَنقلِ الأعْضاءِ -، لو أنزلَ اللهُ تعالى أحكامَها في كِتابهِ العَزيزِ ألمْ يَكُن المُسلمون في زمَنِ رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ وَبعدَه سيسألون "ما هَذِهِ الأشياء" ؟ أما كانَ هَذا ليكونَ كلاما غيرَ مَفهومٍ لكلِّ القرونِ التي سبَقتنا ؟
فالنقطةُ الأولى - البديهيَّة - أنَّ القرآنَ الكريمَ لا يجبُ أنْ ينصَّ مُباشرَة على أحكامِ مَسائلَ لمْ تُعْرَف في زمَنِ الوحي.
ثمَّ تأمَّلْ إلى بَعْضِ الأحكامِ التي قرَّرتْها السنَّةُ النبويَّةُ يَحْتاجُ فيها الإنْسانُ إلى أنْ يكونَ لهُ فيها قدوَةٌ - كخُلُقِ الرجلِ مَعَ جُلسائِهِ وَأزواجِِهِ وَأبنائِه - أو يكونُ فيها تفصيلٌ في مَسائلَ خاصَّة - كمُداعَبَةِ الرجُلِ لزوجَتِهِ أو احتلام المرأة أو كيفيَّةِ تطهُّرِها أو الاستنجاء أو الغسل مِنَ الجنابَة -.
فالنقطةُ الثانيَةُ - البديهيَّة - أنَّ الرسولَ يجبُ أنْ يكونَ لهُ دورٌ في تعليمِ أمَّتِهِ وَتربيَتِها، وإلا فما الحاجَةُ إليهِ أصلا ؟!!
فكيفَ عالجَ القرآنُ الكريمُ هَذِهِ القضايا ؟
يَجبُ أنْ تنظرَ إلى القرآنِ الكريمِ حَسَبَ طبيعَتِهِ التي أرادها لهُ اللهُ تبارَك وَتعالى، فهوَ المُعْجزَةُ الخالدَةُ التي تحدَّى بها سبْحانَهُ الأوَّلينَ وَالآخرين أنزلهُ اللهُ تعالى على قلبِ رسولهِ مؤيِّدا وَمواسيا لهُ وَهاديا بهِ، فليسَ دورُهُ إذا "بيانَ الأحْكام" كما تتصوَّرُ فإنَّما هَذا دورُ النبيِّ وَالرسولِ، وَإنَّما ما نطقتْ بهِ الآياتُ الكريماتُ أنَّ دورَهُ هِدايَةُ النَّاسِ وَشفاءُ ما في صدورِهِم مِنَ الوساوِسِ وَالشكوكِ وَالأحزانِ وَالهمومِ، قالَ اللهُ تعالى {.... قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)} (المائدة)، وَقالَ سبْحانهُ {إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9) وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (10)} (الإسْراء)، وَقالَ سبْحانه {وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (6)} (سبأ)، وَحكى عَنْ الجنِّ {قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30)} (الأحْقاف) وَحكى عَنهُمْ {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2)} (الجن)، وَقالَ سبْحانه {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (82)} (الإسْراء)، وَقالَ عزَّ مِنْ قائلٍ {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)} (يونُس)، وَقالَ سبْحانه {.... قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44)} (فصِّلتْ)، وَقال سبْحانه {طس تِلْكَ آَيَاتُ الْقُرْآَنِ وَكِتَابٍ مُبِينٍ (1) هُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2)} (النمل)، وَقالَ سبْحانه آمرا رسولَهُ أنْ يقولَ {.... وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ .... (19)} (الأنعام)، وَقالَ سبْحانهُ وَتعالى {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا (113)} (طه)، وَقالَ سبْحانه {.... إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70)} (يس)، وَقالَ سبْحانهُ {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا .... (4)} (فصِّلت)، وَقالَ سبْحانهُ {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2)} (البقرة)، وَقالَ سبْحانه {وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (52) } (الأعراف)، وَقالَ سبْحانهُ {.... فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ .... (157)} (الأنْعام)، وَقالَ سبْحانهُ {وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآَيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (203)} (الأعراف)، وَقالَ سبْحانه {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (64)} (النحل)، وَقالَ سبْحانه {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)} (النحل)، وَقالَ سبْحانه {وَإِنَّهُ لَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (77)} (النمل)، وَقالَ سبْحانه {تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (2) هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ (3)} (لقمان)
فتِلكَ طبيعَةُ القرآنِ وَغايَتُهُ، فهوَ ليسَ كِتابَ أحْكامٍ كما لابُدَّ أنَّكَ لاحَظتَ، المُشكِلةُ أنَّكَ لا تُعْجبُكَ بعْضُ الأشياءِ بخصوصِ السنَّةِ - لعدَمِ عِلمِكَ بها - فتقولُ "لماذا لم تأتِ الأحكامُ في القرآنِ"، وَقديما قالوا "الإنْسانُ عدوُّ ما يَجْهَلُ"، فلجَهْلكَ بالسنَّةِ عاديتَها فبَحَثتَ عَنْ مُبتغاكَ بالقرآنِ، وَنسيتَ أنَّها أيضا وَحْيُ اللهِ تعالى، وَنسيتَ أنَّها أيضا مِمَّا وَعدنا اللهُ تعالى بحِفظِهِ كما وَعدَنا بحِفظِ القرآنِ، وَنسيتَ أنَّها سنَّةُ الرسولِ الكريمِ حامِلِ القرآنِ خاتمِ الأنبياءِ.
إذا فللقرآنِ دورٌ وَللسنَّةِ دورٌ وَكلٌّ مِنهُما لهُ طبيعَتُهُ وَخصائصُهُ.
ثمَّ إنَّ القرآنَ أحالَ على السنَّةِ فيما لمْ يأتِ فيهِ نصٌّ في القرآنِ، فأمرَ باتِّباعِ الرسولِ وَأمرَ بأخذِ ما آتاهُ وَالانتهاءِ عَمَّا نهى عَنهُ وأمرَ بطاعَتِهِ وَقرنها بطاعَةِ اللهِ تأكيدا على أنَّ ما يأمُرُ بهِ إنَّما هوَ مِنْ عِندِ اللهِ، وَالآياتُ في هَذا كثيرَةٌ.
فكيفَ عالجَ القرآن وَالسنَّةُ مَسألة التشريعِ ؟ في ظلِّ عموميَّةِ الرسالةِ وَعالميَّتِها ؟
فصَّلَ القرآنُ وَالسنَّةُ أحكامَ الشريعَةِ الإسْلاميَّةِ فأمرا وَنهيا، ثمَّ أحبَّا وَكرها، ثمَّ أباحا، وَلمْ يَكتفيا بهذا بلْ صنعا شيئا مُبهِرا لا يَظهرُ في أمَّةٍ مِنَ الأمَمِ خلا أمَّةِ الإسْلامِ.
فالقرآنُ وَالسنَّةُ جاءا بقواعد وَأسس خاصَّة وَكاملة لتأسيسِ مَنهَجٍ سليمٍ يَستطيعُ البشرُ مِنْ خلالِهِ الاجْتهادَ في فهْمِ النصوصِ وَاستِنباطِ الأحْكامِ، حتَّى أنَّهما فتحا بابَ الخِلافِ للأمَّةِ ليكونَ رحْمَةً لها لا وَبالا عليها على خِلافِ المُشاهَدِ في جَميعِ الأمَمِ، فالخِلافُ عادَة ما يكونُ وَبالا وَجحيما على الأمَمِ خلا أمَّة الإسْلام.
فضمِنَ اللهُ تعالى لهَذِهِ الأمَّةِ أنْ يَكونَ خلافُها رحمَةً لها، وَهذا مِمَّا يَعْجَبُ لهُ الناظِرُ أشدَّ العَجَبِ، فاللهُ تعالى بهَذا الخِلافِ ((المُقنَّنِ)) بالقواعِدِ الربانيَّةِ وَالأصولِ النبويَّةِ حَمى الأمَّة مِنَ الزيغِ وَالضلالِ إمَّا بسبَبِ الجمودِ في الأحْكامِ مَعَ اختلافِ المُخاطبينَ بها اختلافا عظيما في الزمانِ وَالمكانِ، أو بسبَبِ حدوثِ المَسائلِ الجديدةِ التي لمْ يَكن لها أحْكامٌ سابقَةٌ خاصَّةٌ بها.
فاللهُ تعالى قدْ ارتقى بامَّةِ الحبيبِ الخاتَمِ مِنْ مرتبَةِ الإنْسانِ المُتلقي للأمْرِ إلى مَرتبَةِ الإنْسانِ المُستنبطِ للأمْر، ليَتَحَقَّقَ فيهِم ما قيلَ عَنهُم (علماؤهُم حُكماءٌ كأنَّهُم أنبياءٌ).
ثمَّ إنَّ اللهَ تعالى بهَذا قدْ وَصلَ بالإنْسانِ إلى غايَةِ المُنتهى مِمَّا أرادَهُ لهُ قبْلَ خلقِ الدنيا، فلو تأمَّلتَ في تعليمِهِ سبْحانَهُ آدمَ عليهِ السلام الأسْماءَ كلَّها كيفَ جَعَلَ "العِلمَ" حُجَّتَهُ على الملائكَةِ لمَّا سألوهُ عَنْ الإفْسادِ وَسفْكِ الدماء، فاليومَ يستطيعُ عُلماءُ المُسلمين أنْ يَعْرِفوا - بالدليلِ مِنْ كِتابِ اللهِ تعالى وَسنَّةِ رسولِهِ - أحكامَ مسائلَ وَأمورٍ لم يأتِ فيها حُكمٌ في كِتابِ اللهِ تعالى وَسنَّةِ رسولِهِ، فتأمَّلْ
هَلْ ننتَقِلُ إلى السؤالِ الرابعِ ؟
وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
-
شكرا جزيلا لردك...هل من الممكن ان نصبر قليلا على اجابة السؤال الرابع...فانا بصراحة لست مقتنعا تماما بهذه
النقطة...فأن الله قادر على كل شىء و كان من الممكن ان يتضمن القرآن كثيرا من الاحكام التى ذكرت فى السنة(و هذا رأيى انا طبعا)..و لكن هناك اشياء ذكرت فى السنة ليس لها اى أثر فى القرآن...مثلا فقد ذكر فى القرآن تحريم الخمر و لحم الخنزير و هذا امر معروف...و ذكر فى السنة مثلا تحريم لحوم الحمر الاهلية و ايضا لحوم الوحوش فى كذا حديث منهاعن جابر قال { : حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني يوم خيبر لحوم الحمر الإنسية ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير } . رواه أحمد والترمذي )...فلماذا لم يتضمن القرآن تحريم هذه الحيوانات الى جانب الخنزير و الخمر مثلا...و قس على هذا اشياء كثيرة اخرى ليس لها اى اثر فى القرآن و كانت من الممكن ان تكون مضافة اليه لأن اشياء اخرى من جنسها كانت موجودة فلماذا لم تجمع معها..خصوصا ان هناك ناسخ و منسوخ اى كان من الممكن ان تنسخ ايات بايات اخرى...فمثلا اية (( قل لا أجد في ما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم ( 145 ) ) . وجدت انها منسوخة او عند اخرين قد زيدت محرمات عليها فى اية (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)....فلماذا لم تتم زيادة لحوم الحمر مثلا و ماذكر فى الحديث كما حدث فى هذه الايات؟
تعليق
-
خلاصَةُ سؤالِكَ السابقِ أخي الكريم أنَّك سألتني "لِماذا ترَك القرآنُ تحديدَ بعْضِ الأحكامِ للسنَّةِ" فأجَبْتُكَ فعُدْتَ تسألني "لِماذا ترَك القرآنُ تحديدَ بعْضِ الأحكامِ للسنَّةِ".
راجعْ ردِّي أخي الكريم.
وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
-
لا اعلم ماذا اقول غير شكرا جزيلا لرد حضرتك و دعنا نتجاوز هذه النقطة....طيب حضرتك قلت ان الاختلاف رحمة...و لكنى انظر فى حالنا فلا اجد الا اختلاف شديد فى كل شىء..مذاهب و اراء متشعبة لا حصر لها فى جميع المسائل...فمذهب هذا يحلل هذه المسئلة و مذهب هذا يحرمها...كيف نفهم هذا...اليس من المفترض ان تكون الاحاديث واضحة...حضرتك هناك مسائل كثيرة فيها اختلاف و هى فى صميم الدين...الحجاب مثلا...احاديت تقول الوجه و الكفين...و احاديث تقول النقاب...و هناك اللحية...مذاهب تقول بفرضيتها...و مذاهب تقول بجواز حلقها...ومذاهب انها مكروه فقط حلقها...احاديث تقول ان الرسول قال لا عدوى..ثم احاديث تقول فر من المجذوم فرارك من الاسد...و احاديث كثيرة لا افههم كيف اجمع بينها...تعليق
-
من أجل كل ما ذكرته أنت يا أخي الحبيب ، أوجب الإسلام عليك أن تسأل من تثق. في دينه وعلمه وتقواه ، ليدلك على الصواب في كل ما تسأل عنه ،، مما ذكرته أعلاه ومما لم تذكره
وأتمنى أن تراجع الموضوع الذي تجده في توقيعي ، عن موقف المسلم من اختلاف الفتاوى والأحكام الفقهية ، على وعد مني بإكماله ان شاء الله تعالى
قصة عادل ... قصة مؤثرة جداً ، ربما تبكي بعد قراءتها * جورج والـعـيـد ... هل تعرف شيئاً عن هذا ؟؟ تفضل بالدخول
* موضوع يهم كل مسلم ومسلمة فاحرص عليه : موقف المسلم من اختلاف الفقهاء واختلاف الفتاوى *
الأخوات الكريمات : لا تحرمن أنفسكن من ثواب قراءة القرآن حتى ولو كنتن في فترة العذر الشرعي والدليل هو :
لمن يرغب في حضور محاضرة أو درس أو خطبة في مصر ، ادخل وشارك معنا وشاركنا الأجر والثواب
ما هي أرجى آية في القرآن الكريم لكل البشر ، وما هي أشد آية على الكافرين؟؟ ... شارك بالجواب
ماذا تعلمت من الكتابة في المنتديات؟ أضف خبراتك وادخل لتستفيد من خبرات إخوانك وأخواتك
تعليق
-
أينَ العَذابُ في هَذا أخي الكريم ؟
مرَّة أُخرى تَحْكمُ على الشئ جهْلا بهِ، وَهَذا خطأٌ كما قلتُ لكَ سابقا.
فمَثلا البنتُ إذا أخذَتْ بالرأي الذي يقولُ بجوازِ إظهارِ الوَجْهِ وَالكفَّين لنْ يَكونَ عليها إثْمٌ وَكذلِكَ البنتُ المُنتقِبَة، وَكذلِك حليقُ اللحيَةِ وَالمُلتحي. فأينَ العَذابُ في هَذا ؟!!
الاخْتِلافُ أخي شرَعَهُ اللهُ تعالى رحْمَة بهَذِهِ الأمَّةِ، وَمِنْ آدابهِ ألا يُنْكِرَ أحدُ المُختلفينِ عَلى الآخر، وَللمُسْلِمِ في الاختِلافِ أحْوالٌ.
فإمَّا أنْ يَكونَ عالما مُجْتَهِدا: فهَذا عليهِ أنْ يبْحَثَ في الأدلَّةِ وَيقولَ بالرأي الذي يدلُّ عليهِ الدليلُ عِنْدَهُ.
وَإمَّا أنْ يكونَ قادِرا على الترجيحِ بينَ الأدلَّةِ: وَهذا مَطلوبٌ مِنْهُ ألا يُقلِّدَ عالما في رأيهِ إلا بعْدَ أنْ يَتبيَّن لهُ رُجْحان الأدلَّةِ التي أتى بها هَذا العالمُ على الأدلَّةِ التي أتى بها غيرُه.
وَإمَّا أنْ يكونَ مُقلِّدا لا عِلمَ لهُ - كما نحْنُ -: فهَذا يَسْألُ عالما ثقةً وَرِعا فيُفتيهِ في مَسألتِهِ.
فإنْ لمْ يَجدْ العالِمَ الثقةَ: جازَ لهُ أنْ يأخُذَ مِنْ آراءِ العُلماءِ بأقْرَبها إلى قلبِهِ وَالذي يَحْسَبُ أنَّ فيهِ مَرْضاة ربِّهِ.
فأنتَ إمَّا أنْ يكونَ لكَ عالِمٌ ثِقَةٌ يُفتيكَ أو أنَّكَ سيكونُ أمامَك عِدَّة اختياراتٍ تختارُ مِنْ بينِها الأقْرَبَ لقلبِكَ وَما تحْسَبُهُ أرضى لربِّكَ !! وَأيَّما رأي اختَرْتَ فلا لوم عليكَ مِنْ ربٍّ أو عَبْدٍ !! فأينَ عَذابُك هُنا ؟!!
أينَ عَذابُكَ أخي الكريم ؟وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
-
وَهَذا أصْلُ مُشكِلتِك وَأحدُ أوجُهِ اعْتِراضاتِكَ على السنَّةِ، فإنَّك تظنُّ أنَّ السنَّةَ هِيَ سَبَبُ اختِلاف المُسْلمينَ، لِهذا تقولُ "لِماذا لمْ يَحمينا القرآنُ مِنَ هَذا الاختِلافِ بأنْ يتكفَّلَ هوَ بذِكْرِ جَميعِ الأحْكامِ".
فما رأيُكَ أخي الكريم بمَسْألةٍ جاءَ حُكْمُها صريحا وَاضِحا لا لبْسَ فيهِ في كِتابِ اللهِ العزيزِ، ما رأيُكَ بعِدَّة المُطلَّقةِ التي قالَ اللهُ {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ .... (228)} (البقرة)
أليسَ هَذا طلبَك ؟ ها هوَ حُكمٌ مَذكورٌ في الكِتابِ العَزيزِ صريحا وَاضِحا .. المُطلَّقاتُ يَترَبَّصْنَ بأنفُسِهِنَّ ثلاثةَ قروءٍ، الحُكمُ كلُّه ذُكِرَ في أربَعِ كلِماتٍ "يَترَبَّصْنَ بأنفُسِهِنَّ ثلاثةَ قروءٍ"
بَقِيَ فقط أنْ نَعْرِفَ مَعنى كلِمَة "قُرء" لنَعْرَفَ ما هِيَ عِدَّةُ المُطلَّقة، فقط مَعنى كلمَة .. لا نَحْتاجُ إلا مَعْرِفة مُرادِفِ الكلمَةِ في لغَةِ العَرَبِ فقط.
فما مُرادِفُ هَذهِ الكلِمَةِ أخي الحبيب ؟
أيضا ما رأيُكَ أخي الكريم بمَسْألةٍ جاءَ حُكْمُها صريحا وَاضِحا لا لبْسَ فيهِ في كِتابِ اللهِ العزيزِ، ما رأيُكَ بكيفيَّةِ الوضوءِ التي قالَ اللهُ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ .... (6) } (البقرة)
أليسَ هَذا طلبَك ؟ ها هوَ حُكمٌ مَذكورٌ في الكِتابِ العَزيزِ صريحا وَاضِحا .. الوضوء للصلاةِ هَكذا، وهكذا وهكذا وهكذا
بَقِيَ فقط أنْ نَعْرِفَ ما إذا كانَت الباءُ في قولِهِ "برؤوسِكُم" زائدَة أمْ إنَّها للتبْعيضِ، فإنَّ على هَذا تتوَقَّفُ كيفيَّةُ مَسْحِ الرأسِ، فقط نُريد مَعْرِفة استخدامِ هَذا الحَرْفِ هُنا أخي الكريم.
فما استخدامُ الباءِ هُنا أخي الحبيب ؟
وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.
رحِمَ اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.تعليق
مواضيع ذات صلة
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
سؤال عن الإسلام
كيف يمكننا التأكد من ان الأخبار التي اخبر النبي انها سوف تحدث كتبت قبل ان تحدث هذه الاخبار
بواسطة محمد,,
ابتدأ بواسطة محمد,,, 3 أكت, 2024, 04:46 م
|
رد 1
43 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة الراجى رضا الله
|
||
ابتدأ بواسطة كريم العيني, 13 يول, 2024, 08:09 م
|
ردود 0
29 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة كريم العيني
|
||
ابتدأ بواسطة كريم العيني, 8 يول, 2024, 02:48 م
|
ردود 0
31 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة كريم العيني
|
||
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 14 يون, 2024, 12:51 ص
|
ردود 3
39 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة *اسلامي عزي*
|
||
ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 2 يون, 2024, 04:25 ص
|
ردود 0
57 مشاهدات
0 ردود الفعل
|
آخر مشاركة
بواسطة *اسلامي عزي*
|
تعليق