خليفة المسلمين الفاروق عمر خادمٌ وطباخٌ
الفاروق كتابٌ أبوابه كبيرة، وأبوابه فصولٌ كثيرة ، مختصره إسلامٌ يتحرك، وخلاصته دينٌ يُطبّق، عدلٌ بين الرعية، وعدلٌ مع أهل الذمة، قويٌ مع الأقوياء وعلية القوم، ورحيمٌ بالضعفاء والمساكين والمستضعفين في الأرض، لذلك كان الفاروق أول من قام بمهمة العسس في الليل وأمر بها لبسط الأمن وتفقد أحوال الناس ومعرفة احتياجاتهم..
يروي زيد بن أسلم عن أبيه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رحمه الله إلى حرة واقم، حتى إذا كنا بصرار إذا نار تؤرث، فقال: يا أسلم، إني أرى هؤلاء ركباً قصر بهم الليل والبرد، انطلق بنا، فخرجنا نهرول حتى دنونا منهم، فإذا امرأة معها صبيان لها وقدر منصوبة إلى النار وصبيانها يتضاغون بالبكاء، فقال عمر: السلام عليكم يا أصحاب الضوء وكره أن يقول: يا أصحاب النار، قالت: وعليك السلام، قال: أأدنوا؟ قالت: ادن بخير أو دع، فدنا ثم قال:
ما بالكم؟
قالت: قصر بنا الليل والبرد،
قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون بالبكاء؟
قالت: الجوع،
قال: وأي شيء في هذا القدر؟
قالت: ماء أسكتهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر!
قال: أي رحمك الله، ما يدري عمر بكم!
قالت: يتولى أمرنا ويغفل عنا!
فأقبل علي، فقال: انطلق بنا،
فخرجنا نهرول، حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عدلاً فيه كبة شحم،
فقال: أحمله علي،
فقلت: أنا أحمله عنك،
قال: احمله علي، مرتين أو ثلاثاً كل ذلك أقول: أنا أحمله عنك،
فقال لي: أنت تحمل عني وزري يوم القيامة؟، لا أم لك!
فحملته عليه، فانطلق وانطلقت معه نهرول، حتى انتهينا إليها، فألقى ذلك عندها، وأخرج من الدقيق شيئاً فجعل يقول لها: ذري علي، وأنا أحرك لك، وجعل ينفخ تحت القدر وكان ذا لحية عظيمة فجعلت أنظر إلى الدخان من خلل لحيته حتى أنضج وأدم القدر ثم أنزلها
ما بالكم؟
قالت: قصر بنا الليل والبرد،
قال: فما بال هؤلاء الصبية يتضاغون بالبكاء؟
قالت: الجوع،
قال: وأي شيء في هذا القدر؟
قالت: ماء أسكتهم به حتى يناموا، الله بيننا وبين عمر!
قال: أي رحمك الله، ما يدري عمر بكم!
قالت: يتولى أمرنا ويغفل عنا!
فأقبل علي، فقال: انطلق بنا،
فخرجنا نهرول، حتى أتينا دار الدقيق، فأخرج عدلاً فيه كبة شحم،
فقال: أحمله علي،
فقلت: أنا أحمله عنك،
قال: احمله علي، مرتين أو ثلاثاً كل ذلك أقول: أنا أحمله عنك،
فقال لي: أنت تحمل عني وزري يوم القيامة؟، لا أم لك!
فحملته عليه، فانطلق وانطلقت معه نهرول، حتى انتهينا إليها، فألقى ذلك عندها، وأخرج من الدقيق شيئاً فجعل يقول لها: ذري علي، وأنا أحرك لك، وجعل ينفخ تحت القدر وكان ذا لحية عظيمة فجعلت أنظر إلى الدخان من خلل لحيته حتى أنضج وأدم القدر ثم أنزلها
و من رآه أمام القدر منبطحا ~~ و النار تأخذ منه و هو يذكيها
و قد تخلل في أثناء لحيته ~~ منها الدخان و فوه غاب في فيها
رأى هناك أمير المؤمنين على ~~ حال تروع لعمر الله رائيها
يستقبل النار خوف النار في غده ~~ و العين من خشيةٍ سالت مآقيها
و قد تخلل في أثناء لحيته ~~ منها الدخان و فوه غاب في فيها
رأى هناك أمير المؤمنين على ~~ حال تروع لعمر الله رائيها
يستقبل النار خوف النار في غده ~~ و العين من خشيةٍ سالت مآقيها
و بعد أن أنزل القدر قال:
ابغني شيئاً، فأتيته بصفيحة فأفرغها فيها، ثم جعل يقول:
أطعميهم، وأنا أسطح لك، فلم يزل حتى شبعوا، ثم خلى عندها فضل ذلك، وقام وقمت معه،
فجعلت تقول: جزاك الله خيراً! أنت أولى بهذا من أمير المؤمنين!
فيقول: قولي خيراً، إنك إذا جئت أمير المؤمنين وجدتني هناك إن شاء الله،
ثم تنحى ناحية عنها، ثم استقبلها وربض مربض السبع، فجعلت أقول له: إن لك شأنا غير هذا، وهو لا يكلمني حتى رأيت الصبية يصطرعون ويضحكون ثم ناموا وهدأوا، فقام وهو يحمد الله ثم أقبل علي فقال: يا أسلم، إن الجوع أسهرهم وأبكاهم، فأحببت ألا أنصرف حتى أرى ما رأيت منهم.
أي حاكم هذا عمر بن الخطاب؟
يكد في النهار في أمور الدولة الإسلامية، ويسهر الليل ليتفقد أحوال رعيته،
يحزن لحال تلك المرأة الفقيرة وأطفالها الجوعى، ثم تدعو على عمرَ، وعمر يتلقى كلامها بشفقة وخوف!! ثم ينطلق فيأتي لها من بيت مال المسلمين مؤونة لها ولأطفالها، ثم يقوم بنفسه ويطبخ لهم وينفخ النار والدخان يتخلل لحيته ويؤذي عينيه، حتى إذا أكلوا وشبعوا لم يتركهم حتى سمعهم يضحكون فرحين، ثم لا يذهب حتى يراهم وقد ناموا هادئين!!
نعم!!
الفاروق كتابٌ أبوابه كبيرة، وأبوابه فصولٌ كثيرة ، مختصره إسلامٌ يتحرك، وخلاصته دينٌ يُطبّق، عدلٌ بين الرعية، وعدلٌ مع أهل الذمة، قويٌ مع الأقوياء وعلية القوم، ورحيمٌ بالضعفاء والمساكين والمستضعفين في الأرض، فرضي الله عنه وأرضاه
..........
تعليق