مشفى طواريء متنقل للولادة بقيادة الفاروق ومعه زوجه أم كلثوم بنت علي
وزع الفاروق مهام الحكم الإسلامي على أهل الإختصاص، ومن هذه المهام مهمة العسس في الليل لتفقد أحوال الرعية، لكن الفاروق كان يتفقد سير العمليات بنفسه ليطمئن على أحوال المسلمين، وفي ليلة من الليالي ، بينما عمر يعس المدينة إذ مر برحبة من رحابها، فإذا هو ببيت من شعر لم يكن بالأمس، فدنا منه فسمع أنين امرأة ينبعث من داخل الخيمة ، ورأى رجلا قاعدا ، فاقترب منه وسلم عليه ، وسأله : من الرجل؟
قال : رجل من أهل البادية جئت إلى أمير المؤمنين أصيب من فضله،
فقال عمر رضي الله عنه :
ما هذا الصوت الذي أسمعه في البيت؟ فقال الإعرابي للفاروق:
أمر ليس من شأنك، انطلق يا هذا رحمك الله لحاجتك،
فقال عمر رضي الله عنه : عليّ ذاك ما هو؟
فقال الإعرابي: امرأة تمخض، (في حالة مخاض تريد الولادة)، فقال عمر:
هل عندها أحد؟ قال: لا، فتركه عمر حالا، ولم يغضب لقول الأعرابي الذي لم يعرف أن السائل هو عمر، فرجع عمر إلى منزله ونادى زوجه (زوجته) أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب (ابنة فاطمة الزهراء) وقال:
يا أم كلثوم، هل لك في أجر ساقه الله إليك؟
قالت: وما هو؟
قال : امرأة غريبة تمخض ، وليس عندها أحد،
فقالت : نعم ، إن شئت يا أمير المؤمنين،
فقال: خذي معك ما يصلح المرأة لولادتها من الخرق والدهن، وجيئيني ببرمة (أي:قدر) وشحم وحبوب .
فجاءت به فقال لها : انطلقي، وحمل الفاروق البرمة ومشت معه حتى انتهى إلى البيت فقال لها ادخلي إلى المرأة، فدخلت أم كلثوم لتوليد المرأة ومساعدتها وتطبيبها وجاء حتى قعد إلى الرجل فقال له:
أوقد لي نارا ففعل، فأوقد تحت البرمة حتى أنضجها وولدت المرأة فقالت أم كلثوم وهي فرحة مسرورة:
يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الأعرابي قول أم كلثوم يا أمير المؤمنين كأنه هابه، فجعل يتنحى عنه فقال له الفاروق:
مكانك كما أنت، فحمل البرمة فوضعها على الباب ثم قال لزوجه أم كلثوم:
أشبعيها، ففعلت أم كلثوم، ثم أخرجت البرمة فوضعتها على الباب، فقام عمر رضي الله عنه فأخذها فوضعها بين يدي الأعرابي، فوثب إلى الفاروق فجلس بين يديه خجِلا وجعل يعتذر إليه، فقال له الفاروق:
لا عليك!! كل ويحك فإنك قد سهرت من الليل، ففعل وهو لم يصدق أن الفاروق هو الذي أمامه، وأن المرأة التي ولـَّدَتْ زوجتَه هي أم كلثوم بنت الزهراء رضي الله عنهم، فأكل الرجل حتى شبع، ثم قال الفاروق لامرأته أم كلثوم: اخرجي، وقال للرجل: إذا كان غدا فأتنا نأمر لك بما يصلحك، فلما أصبح الإعرابي ذهب إلى أمير المؤمنين، ففرض لابنه معاشا (أسوة بمن يولد من أطفال المسلمين)، وأعطاه حاجته وحاجة امرأته التي ولدت الغلام..
عدل في المعاملة، ورحمة بالرعية، وشعور بالمسؤولية، وحِلمٌ يمنع الفاروق من الغضب لنفسه، هكذا كان وآل بيته، وهكذا كانت زوجه أم كلثوم التي هي سليلة بيت النبوة، وتربية أمها الزهراء وأبيها الكرار.. رضي الله عنهم أجمعين
قال : امرأة غريبة تمخض ، وليس عندها أحد،
فقالت : نعم ، إن شئت يا أمير المؤمنين،
فقال: خذي معك ما يصلح المرأة لولادتها من الخرق والدهن، وجيئيني ببرمة (أي:قدر) وشحم وحبوب .
فجاءت به فقال لها : انطلقي، وحمل الفاروق البرمة ومشت معه حتى انتهى إلى البيت فقال لها ادخلي إلى المرأة، فدخلت أم كلثوم لتوليد المرأة ومساعدتها وتطبيبها وجاء حتى قعد إلى الرجل فقال له:
أوقد لي نارا ففعل، فأوقد تحت البرمة حتى أنضجها وولدت المرأة فقالت أم كلثوم وهي فرحة مسرورة:
يا أمير المؤمنين بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الأعرابي قول أم كلثوم يا أمير المؤمنين كأنه هابه، فجعل يتنحى عنه فقال له الفاروق:
مكانك كما أنت، فحمل البرمة فوضعها على الباب ثم قال لزوجه أم كلثوم:
أشبعيها، ففعلت أم كلثوم، ثم أخرجت البرمة فوضعتها على الباب، فقام عمر رضي الله عنه فأخذها فوضعها بين يدي الأعرابي، فوثب إلى الفاروق فجلس بين يديه خجِلا وجعل يعتذر إليه، فقال له الفاروق:
لا عليك!! كل ويحك فإنك قد سهرت من الليل، ففعل وهو لم يصدق أن الفاروق هو الذي أمامه، وأن المرأة التي ولـَّدَتْ زوجتَه هي أم كلثوم بنت الزهراء رضي الله عنهم، فأكل الرجل حتى شبع، ثم قال الفاروق لامرأته أم كلثوم: اخرجي، وقال للرجل: إذا كان غدا فأتنا نأمر لك بما يصلحك، فلما أصبح الإعرابي ذهب إلى أمير المؤمنين، ففرض لابنه معاشا (أسوة بمن يولد من أطفال المسلمين)، وأعطاه حاجته وحاجة امرأته التي ولدت الغلام..
عدل في المعاملة، ورحمة بالرعية، وشعور بالمسؤولية، وحِلمٌ يمنع الفاروق من الغضب لنفسه، هكذا كان وآل بيته، وهكذا كانت زوجه أم كلثوم التي هي سليلة بيت النبوة، وتربية أمها الزهراء وأبيها الكرار.. رضي الله عنهم أجمعين