اللهُ المُستعان.
وَهَلْ هَذا هوَ ما بنيْتَ عليهِ استنتاجَكَ أنَّ الأرْضَ غيرُ مُميَّزَةٍ ؟!!
عدد الكواكب في الكونِ غيرُ مَعروفٍ لأنَّهُ يَخرُجُ عَنْ الحصْرِ، أي أنَّ نِسْبَة الكواكب الشبيهَةِ بالأرْضِ - بتقديرِك - إلى نسْبَةِ الكواكبِ إجمالا لا تكادُ تُذكَرُ.
ماذا يَعني هَذا بالنسبَةِ لكَ ؟
أها .. يَعني أنَّ الأرْضَ غيرُ مُميَّزةٍ
طيب.
وَلأنَّها غيرُ مُميَّزةٍ يتحرَّقُ العُلماءُ في البحْثِ عَنْ الكواكبِ الشبيهَةِ بها ... واضح.
وَلأنَّ الحياةَ غيرُ مُميَّزةٍ يتحرَّقُ العُلماءُ في البحْثِ عَنها خارجَ الكوكب ... واضِح.
وَلأنَّ الإنْسانَ غيرُ مُميَّزٍ فهوَ يجوبُ الفضاءَ بمركباتِهِ وَعلومِهِ، بينما لا أثرَ فيما نرى لأيِّ حَضارَةٍ شبيهَةٍ له .... واضح.
طيب.
!!
هَلْ قُلتُ إنَّ الأرْضَ هِيَ مَرْكزُ الكونِ ؟
هَلْ قلتُ إنَّ الأرْضَ لا مَثيلَ لها ؟
هَلْ تُحاورُني أنا أم تُحاورُ نفسَكَ ؟ هَلْ كنتُ أخوضُ كلَّ هَذا الوقت حِوار طرشان ؟!!
اللهُ المُستعان.
كانَ كلامي عَنْ "تميُّزِ الأرْض" وَعنْ "تميُّزِ الإنْسانِ" .. لأنَّنا لا نَعْرِفُ لهُ نظيرا في الكونِ وَليسَ لأنَّهُ لا نظيرَ لهُ في الكونِ !!
أتَعْرِفُ نظيرا لهُ في الكونِ كلِّهِ ؟
فبدلا مِنْ أنْ ندخُلَ إلى جوهَرِ المَوضوعِ وَصلبِ القضيَّةِ مُباشرَةً مِنْ أقْصَرِ طريقٍ لا مانِعَ مِنَ سلوكِ كلِّ الطرِقِ المُلتويَةِ التي يُمكِنُ سلوكُها، وَهِيَ فرْصةٌ لاستِعراضِ بضع معلوماتٍ علميَّة سطحيَّة لا قيمَة لها.
اللهُ المُستعان.
ثمَّ أينَ تحدَّثتَ عَنْ مَركزيَّةِ الأرْضِ ؟!!!!
إنَّما كانَ كلامُك ...
وأيضا
أنتَ لا ترى "شيئا" مُميَّزا في الكوكبِ أو سكَّانِهِ .. وَلا شيئا وَاحِدا .. لا شئ عَلى الإطلاق.
أنتَ لمْ تتكلم عَنْ المركزيَّةِ يا أستاذ.
أي كلام والسلام ...
ما عَلاقة هَذا بحوارِنا ؟!!
أي كلام والسلام ...
كذب ...
الفِكرَةُ هِيَ "تميُّز الأرْضِ" وَ"تميُّز الحياةِ" وَ"تميُّز الإنْسانِ" ... فقط.
ألمْ أقلْ لكَ إنَّهُ حِوارُ طرشان !!
راجع المُشارَكة رقم 25 لتعرفَ ماذا قصدْتُ.
مَهْلا انتظِر.
لا تُتْعِبْ نفسَك .. الإنسانُ غيرُ مُميَّزٍ بالنسبَةِ للحيوانات .. لا بأسَ بهذا .. إنتا حلو.
يا أستاذ التفكيرُ المَنطقِيُّ ليسَ إلها يُعْبَدُ ... التفكيرُ المَنطقِيُّ لنْ يُعاقِبَ هِتلر على جرائِمِهِ بعدَ الموتِ .. كان هِتلر قادِرا على التفكيرِ المَنطقِيِّ مِثلك وَلكنَّه لمْ يَصِل إلى نفسِ نتيجتِك .. اقرأ كِتابَ "كِفاحي" تجدْهُ مليئا بــ"التفكيرِ المَنطقِيِّ" يا سيِّد.
الأنظمَةُ العلمانيَّة تدينُ القتْلَ وَالسرِقةَ لأنَّها تُريدُ أنْ تُحافِظ على نظامِ المُجتَمَعِ.
هَلْ هَذا يَجعلُها مُختلفة عَنِ الحيوانات ؟ لا، بَلْ يَجْعَلها أسوأ مِنَ الحيوانات ... لِماذا ؟ لأنَّ الحيواناتِ تعرِفُ نِظامَ "مُعاقبَة الفرْدِ للحِفاظِ على النوع" كبرْمَجَةٍ إلهيَّةٍ في تكوينِها لمْ تَكُن هِيَ واضعتَهُ وَلا تملكُ إلغاءَهُ أو استبداله أو الإضافَةَ عليهِ، تماما كما يَفْعَلُ القاضي الذي يَحكمُ بأمْرِ اللهِ أو الرسولُ الذي يُبلغُ ما أتاهُ اللهُ.
الإشكاليَّة يا أُستاذ ليسَتْ في مَعْرِفتِكَ أنتَ بأنَّ القتْلَ خطأ .. الإشكاليَّةُ في كيفيَّةِ جعلِكِ أنتَ إلها على إنسانٍ مِثلِك لهُ عَقلٌ مِثلك وَلا يَنقصُ عَنْكَ شيئا .. هوَ هَداهُ عَقلهُ إلى السرقةِ أو القتلِ وَأنتَ هَداكَ عَقلك إلى مُعاقبته .. ما الفارِقُ بينكُما ؟!! تقولُ لي "القتْلُ خطأ" أقول لكَ "في نظرك أنت" تقول لي "لكننا نعرف أنه خطأ" أقول لك "هذا ما تراه أنت" فتقول لي "الأنظمة العلمانية تدينه".
الخلاصة: حوار طرشان، لا أكثر وَلا أقل.
ما هَذا ؟!!!
مَنِ الذي قالَ إنَّنا انتقلنا إلى مُناقشةِ أحكامِ الشريعَةِ الإسلاميَّة ؟!!
وَمَنِ الذي أخبرَكَ أنَّ "الحاجَة إلى تشريع" تعني "عدَمَ إمْكانِ الحياةِ بغيرِ تشريع" ؟!!
وَهَلْ قلتُ إنَّ البشرَ يَحتاجونَ للشريعَةِ لمَعْرِفةِ أحكامِ الوضوءِ وَسجودِ السهْو ؟!!!!!!!!!!
هَلْ اختزلتَ كلَّ هَذا إلى "احكام الوضوء ...سجود السهو ...وغيرها" ؟!!
وَهَلْ تظنُّ نفْسَكَ في "فقرةِ الساحر" في "السيرك" لتقومَ بتحويلِ عِبارَةِ "لا يَستقيمُ وجودُهُ بغيرِها" إلى "لا يُمكِنُ وجودُهُ بغيرِها" ؟!!
حوار طرشان.
يا أستاذ مالي وَ"المُتدينين عُموما" ؟!!
أينَ قلتُ إنَّ الأرْضَ ستكونُ "كوكبا خرِبا" بغيرِ الأديانِ ؟!!
أنا قلتُ إنَّ البشرَ سيكونون كالحيواناتِ في الغابَةِ لأنَّهُم لن يَحدَّهُم شئ إلا غرائزُهُم فقط.
حتَّى مَنْ يقولُ إنَّ السرقة خطأ سيسرِقُ إذا احتاجَ للسرِقةِ.
وَمَن يقولُ إنَّ القتْلَ خطأ سيقتُلُ إنِ احتاجَ للقتْلِ.
لو أمِنَ العُقوبَة وَاضطره الاحتياجُ لن يُقيمَ اعتبارا لهذا الــ"الخطأ" الذي ابتدعَتْهُ عقولُ البشرِ.
لاحِظ أنَّنا لمْ نعْرِفْ بعد .. ما هِيَ مِعياريَّةُ الحكمِ على الأشياءِ بالصوابِ وَالخطأِ ؟ وَما هوَ مَصدَرُ الأخلاق ؟ في حالةِ عَدَمِ وجودِ أديان.
لِماذا القتْلُ خطأ ؟
لِماذا السرِقة خطأ ؟
لِماذا يجبُ علينا حِماية المُجتمَعِ ؟
لا تعْرِف .. وَلنْ تَعرِف.
ولكِن لا تهتم، تكلم كما شِئت عَن المُتدينين الذين يتكلمون عَن الكواكب الخربة.
اللهُ المُستعان.
أرى هَذا الجزءَ كافيا جدا .. فالجزءُ الباقي ملئ بالخلطِ أكثرَ مِنْ هَذا إلى حدٍّ "يفقع المرارة" وَأنا مرارتي لا تحتمِل .. تتكلم في تفاصيلِ الشريعَةِ قبْلَ أنْ يأتي أوانُ مُناقشتِها، وَأسألُك عَنْ مَصدريَّةِ حُكمِ البشرِ على البشرِ فتُعطيني نظريَّة العَقدْ الاجتماعِيِّ التي وَضعها بشرٌ وَاختارها بشرٌ وَنفَّذها بشرٌ على بشرٍ لا يَعْرِفون عَنها شيئا ... وَنسيتَ أنَّ "عِلمَ العِقابِ" ملئ بالنظريَّاتِ التي تسعى للإجابَةِ على هَذِهِ المُعضِلةِ، وأنَّ جميعَ هَذِهِ النظريَّاتِ بها عيوبٌ وَمزايا .. وأنَّ المُعضِلة الرئيسيَّة ليستْ في النظريَّة وَإنَّما في مَصدريَّتِها .. ما الفارِقُ بينَ أنْ تقتلَ الجاسوسَ لأجْلِ القاضي أو لأجْلِ مَجلس الشعبِ أو لأجْلِ جان جاك روسو ؟!! لا فارِقَ أبدا .. في جميعِ الأحْوالِ أنْتَ تعيشُ على غابَة القويُّ فيها يَفعَلُ ما يريدُ بالضعيفِ .. ولو وَضعَ نظريَّة أو استخدمَ نظريَّة في سبيلِ فِعلِ هَذا الذي يُريدُهُ هوَ.
الخلاصَةُ هِيَ: استعبادُ الإنْسانِ للإنْسانِ.
وَالخلاصَةُ مِنَ الحِوارِ هِيَ: حِوارُ طرشان.
لِذا أتوَقَّفُ .. وأترُكُ المَجالَ لإخواني إنْ أرادوا مُحاورَتَك.
تعليق