الفاروق عمر بن الخطاب بين خِطبة أم كلثوم بنت أبي بكر ورفضها، وخِطبة أم كلثوم بنت علي وقبولها!!
خطبة الفاروق من أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق:
كان الفاروق رضي الله عنه حريصا على مصاهرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه والقرب منه، وقد عرض حفصة رضي الله عنها على أبي بكر ليتزوجها، لكن أبا بكر سكت ولم يرد عليه، وقد حزن الفاروق على اعراض الصديق وعدم استجابته، ولذلك شكا الفاروقُ قصته على رسول الله عليه الصلاة والسلام، فخطبها رسول الله لنفسه وتزوجها، وبعد أن تزوجها الرسول أخبر أبو بكر أخاه الفاروق أنه سكت عن الرد وأعرض بسبب معرفته رغبة الرسول في الزواج من حفصة.
عاود الفاروق الكرّة لمصاهرة أبي بكر، فطلب من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التوسط عند أختها الصغرى أم كلثوم بنت أبي بكر ليتزوجها، فقبلت عائشة ذلك وسعت جاهدة لتحقيق رغبة الفاروق، فطلبت من أختها الموافقة لكن أمُّ كلثوم قالت: لا حاجة لي فيه، فقالت أم المؤمنين عائشة، أترغبين عن أمير المؤمنين؟ قالت: نعم، إنه خشن العيش، فالفاروق رضي الله عنه زاهد في الحياة، وليس لها فيه مأرب، فقبل الفاروق رد أم كلثوم رغم حزنه لعدم استجابة أم كلثوم للزواج منه، ولم تمنع مهابةُ عمرَ أن ترده أم كلثوم بنت أبي بكر، فأشار عليه عمرو بن العاص أن يطلب أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب، -ابنة فاطمة الزهراء بنت رسول الله-، وقال: تعلق منها بسبب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطبها الفاروق من علي بن أبي طالب، فماذا حدث أثناء الخِطبة؟
كيف ردته أم كلثوم بنت أبي بكررغم توسط أم المؤمنين عائشة ومحاولة اقناعها وقبلت به أم كلثوم بنت علي؟
هل كانت ابنة الصديق أم كلثوم في موقع قوة لرفض الفاروق، وأن الفاروق كان في موقف ضعف معها؟! أم ماذا؟
وهل كان علي بن أبي طالب وابنته أم كلثوم والحسن والحسين ومحمد والهاشميون من خلفهم في موقف ضعف وذلة وهوان لقبول خطبة الفاروق، وأن الفاروق كان معهم في موقف قوة ورعب وجبروت؟! أم ماذا؟!
زواج الفاروق من أم كلثوم وإنجاب زيد و رقية:
زواج الفاروق من أم كلثوم هو زواج واقعي بإقرار جميع الملل والنِّحَل، بما فيهم الإثني عشرية الإمامية، فما بالهم أحيانا يخرجون عن النص ويفسرونه بتفسيرات بعضها أساطير وخرافات؟!
هل يريد من ينكر الزواج من الشيعة أن يقول لمراجعهم أنهم كانوا كذابين يوم أثبتوه وأقروه واعترفوا به مُرغـَمين ومُكرَهين وصاغرين؟
عند الشيعة، تقرأ عجبا يوصلك حد الضحك حول زواج عمر من أم كلثوم!! فقصة زواج الفاروق أصابت الشيعة في مقتل، بل قتلتهم ودوما تقتلهم كلما تذكروا عمر وأم كلثوم!!
البعض أنكر النسب:
برز في الشيعة من استباح الكذب وتعبد به ليبرر زواج الفاروق من أم كلثوم بما يتفق مع المذهب!!، وبعضهم بلغت به الجرأة أن اعترف بنسب أم كلثوم لعلي لكنه ادعى نسبتها لغير لزهراء بدليل أن أم كلثوم لن تقبل الزواج من رجل ضرب أمها وأسقط أخاها الجنين المسمى بالمحسن!! ثم كسر ضلعها!! ونسي هؤلاء البلهاء أن نسبة أم كلثوم للزهراء مثبت من كتبهم، ومع ذلك الأمر، فحكمه سيان! سواء أكانت الزهراءُ هي أ ُمُّ أمِّ كلثوم أمْ لم تكن أمَّها!!، أليس أبو الحسن هو أبوها؟!!
قاصمة:
أليس في هذا أيضا طعن في علي بن أبي طالب ، وطعن في الزهراء ، وطعن في أم كلثوم بإنكار نسبها إلى الزهراء...فهل أم كلثوم أيها الشيعة العقلاء لقيطة وأمها مجهولة النسب؟
التزاوج بين الإنس والجن:
ثم تطور الكذب عند بعض المعاصرين منهم إلى درجة التقزز والسذاجة والسخرية بعقول الشيعة الذين لم يقبلوا هذا التناقض بين تزويج الفاروق بأم كلثوم بنت علي وبين تكفيره! فنفوا أن يكون قد تم الزواج أصلا!! ثم تطور الجنون فادعى بعض مجانينهم أن الزواج تم بالفعل من جنـِّية تمثلت في أم كلثوم، لكنهم نسوا أن أم كلثوم أنجبت من الفاروق زيدا ورقية، والتناسل بين الإنس والجن غير ممكن، وهذا لا يحدث إلا في عالم الأساطير والخرافات!!
قاصمة:
أليس في هذا أيضا طعن في أم كلثوم وقذفها بإنكار زواجها من عمر وإثبات ولديها زيد ورقية!! فمن يا ترى أبوهما؟
هل أمهما جنية أنجبت زيدا ورقية، وتكفلت بهما أم كلثوم؟
أمورٌ مضحكاتٌ مبكياتٌ ورب الكعبة!!
سن الفاروق يوم الزواج:
عمد بعض المنكرين من الشيعة للزواج إلى حيلة يتيمة ليس لها من قرار، وهو أن فارق السن بين الفاروق عمر بن الخطاب وأم كلثوم دليل على عدم وقوع الزواج!! وفي هذا تكذيب من هؤلاء الشيعة لمراجعهم الكبار الذين أثبتوه من جهة، ثم هو طعن في مذهبهم الذي يجيز الزواج من بنت 9 سنين ولا يجيزه لمن هي أقل إلا للتفخيذ(!!) حتى لو كانت رضيعة (!!)، كما أفتى بذلك الخميني وغيره، لذلك فالإستشهاد بنفي الزواج بناءا على فارق السن بين الفاروق وأم كلثوم استشهاد باطل لأن الزواج تم ووقع وكان ثمرته انجاب زيد ورقية..
إثبات الزواج:
ومع ثورة الإتصالات، وقراءة بعض الشيعة للسيرة والتاريخ بتمعن، لم يعودوا يقبلون نفي هذا الزواج، وإنما يريدون حلا للغز هذا التناقض الذي يصادم العقل والدين!!، فقد وجدوه مثبتا في كتب مراجعهم حيث أثبته:
-الكليني في الكافي في الفروع (6/115)،
-والطوسي في تهذيب الأحكام (باب عدد النساء ج8/ص 148) وفي (2/380)، وفي كتابه الاستبصار (3/356)،
-والمازنداراني في مناقب آل أبي طالب، (3/162)،
-والعاملي في مسالك الأفهام، (1/كتاب النكاح)،
-ومرتضى علم الهدى في الشافي، (ص 116)،
-وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، (3/124)،
-والأردبيلي في حديقة الشيعة، (ص 277)،
-والشوشتري في مجالس المؤمنين، (ص76، 82)،
-والمجلسي في بحار الأنوار، (ص621)،
- وأبو معاذ الإسماعيلي في (زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ـ حقيقة لا افتراء)..
فمثلا في الكافي ورد:
ــ حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عن محمد بن زياد، عن عبد الله بن سنان، ومعاوية ابن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن المرأة المتوفى عنها زوجها أتعتد في بيتها أو حيث شاءت؟ قال: بل حيث شاءت، إن عليا (عليه السلام) لما توفي عمر أتى أم كلثوم فانطلق بها إلى بيته. كتاب الكافي الجزء 6 الصفحة 115 ..
وعند الطوسي في تهذيب الأحكام:
ــ محمد بن أحمد بن يحيى عن جعفر بن محمد القمي عن القداح عن جعفر عن أبيه عليه السلام قال: ماتت أم كلثوم بنت علي عليه السلام وابنها زيد بن عمر بن الخطاب في ساعة واحدة لا يدرى أيهما هلك قبل فلم يورث احدهما من الآخر وصلى عليهما جميعا. ج 9 صفحة 362 – 363
زواج يسقط الإمامة والعصمة ويقر بالخلفاء الراشدين:
إذن الزواج مثبت لا ريب فيه ولا شك، ولو كنت شيعيا جعفريا إماميا إثني عشريا ثم أيقنتُ أن الفاروق قد زوجه علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم لرميت هذا الدين المستحدث المسخ وراء ظهري، فلا يمكن أن يكون عليٌ إماما معصوما يتنازل بالإمامة لكافر ثم يبايع الكافر نفسه، ثم يتوج هذا بتزويج ابنته من هذا الكافر!!
يقول السمعاني:
"لو كان أبو بكر وعمر كافرين لكان علي بتزويجه أم كلثوم من عمر كافراً أو فاسقا، معرضاً ابنته للزنى، لأن وطء الكافر للمسلمة زنا ً محض" لذلك فإلزام أن هذا الزواج أسقط الإمامة وأقر بصحة إسلام وخلافة الخلفاء الراشدين قبل علي.
في نهج البلاغة، شرح ابن أبي الحديد ص 1261 نسخة الكترونية من مواقع الشيعة:
(خطب عمر أم كلثوم بنت علي رضي الله عنه، فقال له: إنها صغيرة، فقال زوجنيها يا أبا الحسن، فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد، فقال: أنا أبعثها إليك، فإن رضيتها زوجتكها. فبعث! إليه ببرد، وقال لها قولي: هذا البرد الذي ذكرته لك. فقالت له ذلك، فقال: قولي له: قد رضيته رضي الله عنك- ووضع يده على ساقها- فقالت له: أتفعل هذا! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك، ثم جاءت أباها فأخبرته الخبر، وقالت: بعثتني إلى شيخ سوء قال: مهلاً يا بنية، إنه زوجك، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين في الروضة، وكان يجلس فيها المهاجرون الأولون، فقال: رفئوني ، رفئوني، قالوا: بماذا يا أمير المؤمنين؟ فال: تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كل سبب ونسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي وصهري". نهج البلاغة ص 1261
شتم أبي الحسن وسبه والإستنقاص من رجولته واتهامه بالجبن والخوف:
عمر رضي الله عنه عندما رفضت أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق ـــ ـــ الزواج من عمر لم يستخدم الرعب والعنف والتهديد ليبلغ مقصده، فلو فعل ذلك لانتفض الصحابة ضده ولـَمَا قبلت أم المؤمنين عائشة أن تتزوج أختها بالإكراه من الفاروق!! لذلك علي بن أبي طالب وأبناؤه وبنوهاشم لم يكونوا يقبلون أن يزوجوا عمرَ بأم كلثوم رغما عنهم، فكيف يدعي الشيعة هذا الإكراه والجبر وعلي بن ابي طالب بطل الأبطال وأشجع الشجعان مؤيد بالعصمة والولاية التكوينية؟
كيف يصفون عليا بالجبن والخوف والهلع من عمرَ ويصفون الزواج بالزواج القهري من جهة، بل وأن ذلك فرج مغصوب!! ولا أدري لماذا لم يلطفوا العبارة فيولوا "معار" لجوازه في المذهب!!، ويصفونه أحيانا بالزواج المصلحي لحفظ بيضة الإسلام من جهة أخرى؟ فأي بيضة للإسلام حفظها هذا الزواج القهري والمصلحي والصحابة عند الرافضة قد ارتدوا جميعا ما عدا نفرٌ قليلٌ منهم هم بضعة أشخاص؟
عند الكليني في الكافي (باب تزويج أمّ كلثوم):
1- علي بن إبراهيم عن أبيه ، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم وحماد عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في تزويج أم كلثوم فقال : إنّ ذلك فرج غصبناه ) فروع الكافي – كتاب النكاح – ص 347 – المجلد 5
ويقول العاملي في ظلامة أم كلثوم وهو يريد إثبات زواج عمر من أم كلثوم جبرا وغصبا:
((3 ـ وحتى لو صح الحديث عن أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد مات وهو راض عنه (يقصد عمرَ)، فهل ينفعه ذلك، وهو قد عاد ليغضب ابنته التي يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها، ويعتدي عليها بالضرب المبرح، ويسقط جنينها ويسعى بإحراق بيتها بمن فيه؟!..
4 ـ وحتى لو ادعى الجاحظ أن علياً (عليه السلام) قد زوجه طائعاً راغباً.. فإن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ما زالوا يعلنون أنه قد زوجها مكرهاً مع بيان تفاصيل التهديدات التي تعرض لها.
5 ـ بل إن نفس رواية الجاحظ قد صرحت بأن علياً قد أقسم على أنها كانت صغيرة لم تبلغ.))
قاصمة:
تخيلوا كيف يهينون أبا الحسن!! حاول رفض الزواج فما استطاع، لكنه مع التهديد تعلق بآخر قشة وهو قسمه بالله إن أم كلثوم صغيرة لم تبلغ!! ومع ذلك وقع الزواج!!
ويقول العاملي:
((إن السيد المرتضى، والشيخ الطوسي وغيرهما وإن كانا قد قبلا بوقوع هذا الزواج لكنهم استناداً إلى كثير من الأدلة والشواهد الواردة في كتب السنة والشيعة قد أكدوا على حالة الإكراه التي تعرض لها علي أمير المؤمنين عليه السلام، حتى قبل بهذا الزواج.
قال السيد المرتضى(رحمه الله): "فلم يكن ذلك عن اختيار، والخلاف فيه مشهور، فإن الرواية وردت بأن عمر خطبها إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فدافعه وماطله، فاستدعى عمر العباس فقال: ما لي؟! أبي بأس؟! فقال: ما حملك على هذا الكلام فقال: خطبتُ إلى ابن أخيك فمنعني لعداوته لي، والله لأعورنّ زمزم ولأهدمن السقاية.. )).. والرواية عندهم تقول:
(عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما خطب إليه –أي خطب عمر أم كلثوم إلى الإمام علي- قال له أمير المؤمنين : إنـها صبية . قال : فلقى –عمر- العباس فقال له : مالي أبي بأس ؟ قال : وماذاك ؟ قال : خطبت إلى ابن اخيك فردني أما والله لاعورن زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها ولأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق ولاقطعن يمينه . فأتاه العباس فأخبره –أخبر الإمام علي- وسأله أن يجعل الامر إليه فجعله إليه)..
فهل يُعقل أن أحدا من الهنود السيخ أو الهندوس أو البربر أو العرب العاربة أوالمستعربة، أو من عامة خلق الله أو من قليلي الغيرة والشرف يرضى أن يزوج ابنته ممن يكره؟ فكيف عندما يتعلق الأمر بشريف وصاحب نسب رفيع؟ بل كيف إذا كان هذا الشريف من بيت النبوة وله كلمة مسموعة عند الناس؟ بل كيف بالله عليكم!! هل هناك زواج بالإكراه يعقبه حبٌ ووئام وإنجاب؟
قاصمة:
لماذا لم يستغل العباس القصة فيشهد على عمر بوعده ووعيده وأنه سيتهم عليا بالسرقة ثم يقطع يمينه؟ أليست هذه فرصة ضد عمر؟ أم أن الهاشميين كلهم كانوا خائفين أن يقطع عمر أيديهم؟
ما هذا الهراء وما هذه السخافات؟
أين العقول لتتحرر من تبعية العبودية وتسلك السبيل القويم لمعرفة الحق المبين؟
الشيعة يحاولون ترقيع الثوب من جهة، ثم لا يستيقظون إلا بعد أن خرقوا الثوب كله من جميع الجهات!!
سيرة أم كلثوم مع الفاروق:
كان الفاروق رضي الله عنه يقضي حوائج المسلمين بنفسه ، ولم تكن زوجه أم كلثوم بنت علي – رضي الله عنها- أقل منه رتبة في هذا الشأن ، فقد كانت تشد أزره في الخيرات ، وتشركه في تخفيف الألام عن الناس ، وكيف لا؟ وهي سليلة بيت النبوة الطاهر؟! وزوج التقي عمر ؟ فكلما رفع الفاروق راية الخير تلقتها أم كلثوم باليمين لتفوز بالأجر والثواب ورضى رب العباد، وقد رضيت بحياة التقشف والزهد مع عمر وآلام شظف العيش رغم أنه كان يملك أقوى دولة في العالم بأسره، انظر إلى جزء من سيرتها مع الفاروق في عمل الخير هــنــا ومن سيرتها مع الفاروق أيضا، انظر هـــنـــا
وفي شرح نهج البلاغة:
(وجه عمر إلى ملك الروم بريداً فاشترت أم كلثوم امرأة عمر طيباً بدنانير وجعلته في قارورتين وأهدتهما إلى امرأة ملك الروم، فرجع البريد إليها ومعه ملء القارورتين جواهر، فدخل عليها عمر، وقد صبت الجواهر في حجرها، فقال: من أين لك هذا؛ فأخبرته، فقبض عليه، وقال: هذا للمسلمين، قالت: كيف وهو عوض هديتي! قال: بيني وبينك أبوك، فقال علي عليه السلام لك منه بقيمة دينارك، والباقي للمسلمين جملة لأن بريد المسلمين حمله.)ص 2059 ش نهج البلاغة، نسخة الكترونية
من مواقف أم كلثوم المؤثرة :
لما كانت الليلة التي أصيب فيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، أتاه مؤذنه عامر بن النباح حين طلع الفجر يؤذنه بالصلاة ، فقام يمشي ، فلما بلغ الباب الصغير، شد عليه عبد الرحمن بن ملجم فضربه ، فخرجت أم كلثوم فجعلت تقول : ما لي ولصلاة الصبح ، قتل زوجي عمر صلاة الغداة ، وقتل أبي صلاة الغداة .
وأدخل ابن ملجم على الخليفة علي بن أبي طالب، فقالت له أم كلثوم : أقتلت يا عدو الله أمير المؤمنين ؟ قال : لم أقتل إلا أباك . فقالت : والله إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس . قال : فلِم تبكين إذا ، والله قد سممت السيف شهرا ، فإن أخلفني الله فأبعده الله وأسحقه ، ولو كانت الضربة على جميع أهل المصر ما بقي منهم أحد، وتوفي علي رضي الله عنه من أثر الضربة المسمومة ، وبكته ابنته أم كلثوم بكاء شديدا.
أم كلثوم وابنها زيد بن عمر :
كان زيد بن عمر في غاية الجمال والوسامة، وكان شجاعا وكريما قد أخذ هذه الصفات من والده الفاروق ومن جده أبي الحسن، يقول عن نفسه: أنا ابن الخليفتين (يقصد الفاروق وأبا الحسن)، توفي شابا، وسبب وفاته كما يقول المؤرخون أن فتنة وقعت في بني عدي ليلا فخرج زيد ليصلح ذات بينهم ، فضربه رجل منهم في الظلمة فشجه وصرعه ، وخرجت أمه وهي تقول : يا ويلاه ، ما لقيت من صلاة الغداة، وذلك أن أباها وزوجها وابنها قتل كل واحد منهم في صلامة الغداة ثم وقعت عليه فقُبضت هي وابنها في ساعة واحدة .
وحضر جنازيتهما الحسن والحسين وعبدالله بن عمر –رضي الله عنهم أجمعين- ، فقال ابن عمر للحسن : تقدم فصلّ على أختك وابن أختك ، فقال الحسن لابن عمر : بل تقدم فصلّ على أمك وأخيك .
فتقدم ابن عمر فجعل زيدا مما يليه ، وأم كلثوم وراءه ، فصلى عليهما وكبر أربعا ، وخلفه الحسن والحسين رضي الله عنهم .
من مناقب أم كلثوم رضي الله عنها التي انفردت بها:
أم كلثوم هي المرأة القرشية الوحيدة التي شهد أبوها وجدها وزوجها بدرا، فجدها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأبوها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وزوجها الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
تعليق