رد: لآلىء متجددة و ( دعوة للمشاركة )
في نهاية 2009 كنت لسة خارج من تجربة شراكة فاشلة ، خسرت فيها جزء كبير من وقتي وفلوسي ، بعدها على طول وقعت في ابتلاء شديد جدا جدا استمر حوالي شهرين ! كنت طول الوقت بدعي ربنا واتضرع إنه يفرّج عني ، وفضلت آخد عهود على نفسي : لو ربنا نجاني هطلع أعمل عمرة ، ومش هايمُر يوم من غير لما أقوم الليل وأقرأ القرآن !
بعد ما ربنا أكرمني وكشف عني البلاء ده ، كنت مستعجل جدا إني أستعيد حياتي تاني ! كان بقالي سنة ماشتغلتش بسبب المشروع الفاشل ثم الابتلاء ، وكنت عاوز أخطب بقا وأستعيد مسيرة حياتي الطبيعية تاني !
قلت أول حاجة لازم أعملها إني أطلع عمرة - زي ما عاهدت نفسي وربي - عشان أشكر ربنا على كرمه وأدعي بالتوفيق والبركة في بدايتي الجديدة ، وبعد كدة أبدأ في رحلة البحث العمل عشان أعرف بعدها أسعى في موضوع الزواج وأبقى مؤهل للتقدم لأي حد !
اتصلت بصديق شغال في شركة سياحة (متعود أطلع معاه العمرة دايما) - وكان الكلام ده يوم السبت (30 يناير 2010) - قلتله عاوز أحجز في أقرب رحلة عمرة قادمة ! فقال لي لأ ، مفيش حاجة دلوقتي ، أدامك لحد أول أسبوع من مارس !!!
فقلت : ايه ؟!! بعد شهر وشوية !! مستحيل استنى كل ده !! أكيد هكون اشتغلت في الفترة دي ومش هقدر آخد أجازة من أولها وأسافر !! وقلت له خلاص بقا اصرف نظر ، إن شاء الله بعد ما اشتغل بقا واستقر أبقا أقدم على أجازة وأطلع في وقت لاحق !!
وبدأت بعدها رحلة البحث عن عمل !
كل يوم - من بعد صلاة الفجر لحد صلاة العصر - متواصل قاعد على النت !
مفيش شغلانة خلقها ربنا غير لما أقدم فيها !
كان لسة الفيسبوك جديد ساعتها ، وكان مليان صفحات للتوظيف ، كنت بدخل على كل وظيفة قريبة من مجالي وأقدم فيها ، وكل وظائف مواقع التوظيف ، ومواقع الشركات ، وإعلانات الجرايد أقدم فيها
ماسيبتش مخلوق أعرفه - لا صديق ولا قريب ولا بعيد - إلا وكلمته وبعتله السيفي بتاعي !
إحساسي بإني إنسان متميز لكن الظروف قهرتني كان مموتني !! كنت محتاج جدا أستعيد حياتي وثقتي في نفسي بعد سنة من الفشل والابتلاءات !
الموضوع طوّل أوي ، ومفيش أي خبر عن أي شغل ، ولا حتى انترفيو واحد ! فجاتلي حالة شديدة من الغم والاكتئاب !
وفي يوم من الأيام جالي رسالة على الموبيل الصبح : "صلاة جنازة بمسجد الريان بالمعادي"
رحت أصلي الجنازة لقيت الميّت شاب صغير ، الموقف كان مؤثر جدا ، شباب كتير بتعيط على صاحبهم ! جاتلي حالة كدة من الخشوف والرهبة والتأثر ! وافتكرت حالتي الإيمانية أيام الابتلاء !!
وأنا خارج من المسجد لقيت واحد بيناديني في الشارع بصوت عالي : " إزيك يا عماد يا شريف" ! ببص ورايا لقيت سواق تاكسي أعرفه من زمان ، راجل طيب أوي وعلى طبيعته ! قال لي : شايف ياعم عماد ، أدينا ماشيين نخبط ونهمبك في الدنيا ، وناسيين إن أخرتنا كلنا زي الشاب ده !!
وفضل يكلمني كلام في منتهى البساطة والعمق في نفس الوقت !! كلام عن التوكل واليقين ، وعن تقديم رضا الله عزوجل عن رضا الخلق ! وعن الغفلة في الدنيا والزهد في الآخرة !! وأنا قاعد أسمع وكإن واحد عمّال يضربني أقلام على وشي ورا بعض !! وفجأة افتكرت "العُمرة" !!
ايه ده !! ايه اللي حصل ؟! فين العهود والوعود !!
رجعت البيت ببص في الموبيل لقيت تاريخ اليوم (4 مارس 2010) !! التاريخ اللي كان المفروض أطلع فيه العمرة ، لكن أنا اللي رفضت وقلت أكيد هكون اشتغلت ساعتها !!
وأديني في الآخر لا حصّلت الشغل ولا العمرة !!
حسيت باحتقار فظيع لنفسي !! بقا هي دي العهود والوعود اللي قطعتها على نفسي ساعة الابتلاء ؟!!
افتكرت قول الله تعالى : (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصّدقن ولنكونن من الصالحين ، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم مُعرضون ، فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) !!!
وقوله تعالى : (وإذا مَسّكم الضُر في البحر ضَلّ من تدعون إلا إياه ، فلما نجّاكم إلى البر أعرضتم ، وكان الإنسان كفورا) !
حسيت بنفاق فظيع !! طلّعت نمرة ياسر واتصلت بيه ، قلتله عاوز أطلع أقرب رحلة عمرة ! فقال لي : لأ ، على أول إبريل إن شاء الله !!
قلتله : لسة شهر كمان !! فقال : مانا قلتلك من الأول ، كان زمانك هناك دلوقتي !
فقلتله : خلاص احجز !! فقال : طب والشغل ؟ فقلت : يولع ! احجزلي دلوقتي في أول رحلة في إبريل ! فقال لي طيب هحجزلك على يوم 1 ابريل بس الحق ابعتلي الورق والفلوس عشان أنجزك !!
قضيت الليلة دي بستغفر وبعتذر لربنا على تقصيري فضلت أقول أنا آسف يارب ، أنا غلطان .. انا والله ماستاهلش ، بس انت الكريم يارب سامحني مكنش قصدي أأجلك أو أخليك آخر أولوياتي ، بس انت عارف ضعفي وفضلت أكرر قول سيدنا موسى عليه السلام " وعَجلتُ إليك ربي لترضى
عارفين يا اخواننا ، الكلام ده كان يوم الخميس 4 مارس .. يوم الحد 7 مارس جالي شغلانتين !! ويوم التلات 9 مارس جالي شغلانة تالتة !!
والله العظيم ما كنت مصدق نفسي !! بقالي شهر ونص بتسوّل الشغل من كل حتة ! وأول ما تُبت وفقت لنفسي ورجعت لوعيي - يجيلي 3 شغلانات ! وأفاضل بينهم كمان !! منهم شغلانة في (ZAD Group) مع د.عمرو الفص
طبعا ، هو الرزق بإيد مين !!
رحت التلات انترفيوهات على مدار الأسبوع ، وكنت في كل مقابلة بشترط وبقول " أنا طالع عمرة يوم 1 ابريل وراجع يوم 10 ابريل" ممكن أشتغل قبل اليوم ده أو بعده !
وبفضل الله سبحانه وتعالى استخرت واخترت الشغلانة الأنسب والأقرب لمجالي ساعتها مع البرنس الكبير Mohamed Maamoon، واشترطت عليهم موضوع العُمرة ده ! وبالفعل بدأت معاهم شغل من يوم 20 مارس 2010 - بحيث أبدأ 10 أيام بدري تعوّض الـ10 أيام بتوع العمرة في إبريل - وتمت بفضل الله تعالى الشغل والعمرة ، وخطبت بعدها بـ3 شهور كمان بفضل وكرم الله تعالى وحده
بس كدة
الدرس المستفاد من القصة : إياك تحط ربنا في آخر أولوياتك ، وافتكر إن "كل" حاجة في حياتك في ايده وبأمره !!
كان من دعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم : لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك ، والشرّ ليس إليك ، أنا بك وإليك ، تباركت وتعاليت ، أستغفرك وأتوب إليك.
اللهم اجعل رضاك أحب إلينا من الدنيا ومافيها ، واصرف عنا كل شيء يصرفنا عنك يارب العالمين :( .. امين
عماد الشريف
في نهاية 2009 كنت لسة خارج من تجربة شراكة فاشلة ، خسرت فيها جزء كبير من وقتي وفلوسي ، بعدها على طول وقعت في ابتلاء شديد جدا جدا استمر حوالي شهرين ! كنت طول الوقت بدعي ربنا واتضرع إنه يفرّج عني ، وفضلت آخد عهود على نفسي : لو ربنا نجاني هطلع أعمل عمرة ، ومش هايمُر يوم من غير لما أقوم الليل وأقرأ القرآن !
بعد ما ربنا أكرمني وكشف عني البلاء ده ، كنت مستعجل جدا إني أستعيد حياتي تاني ! كان بقالي سنة ماشتغلتش بسبب المشروع الفاشل ثم الابتلاء ، وكنت عاوز أخطب بقا وأستعيد مسيرة حياتي الطبيعية تاني !
قلت أول حاجة لازم أعملها إني أطلع عمرة - زي ما عاهدت نفسي وربي - عشان أشكر ربنا على كرمه وأدعي بالتوفيق والبركة في بدايتي الجديدة ، وبعد كدة أبدأ في رحلة البحث العمل عشان أعرف بعدها أسعى في موضوع الزواج وأبقى مؤهل للتقدم لأي حد !
اتصلت بصديق شغال في شركة سياحة (متعود أطلع معاه العمرة دايما) - وكان الكلام ده يوم السبت (30 يناير 2010) - قلتله عاوز أحجز في أقرب رحلة عمرة قادمة ! فقال لي لأ ، مفيش حاجة دلوقتي ، أدامك لحد أول أسبوع من مارس !!!
فقلت : ايه ؟!! بعد شهر وشوية !! مستحيل استنى كل ده !! أكيد هكون اشتغلت في الفترة دي ومش هقدر آخد أجازة من أولها وأسافر !! وقلت له خلاص بقا اصرف نظر ، إن شاء الله بعد ما اشتغل بقا واستقر أبقا أقدم على أجازة وأطلع في وقت لاحق !!
وبدأت بعدها رحلة البحث عن عمل !
كل يوم - من بعد صلاة الفجر لحد صلاة العصر - متواصل قاعد على النت !
مفيش شغلانة خلقها ربنا غير لما أقدم فيها !
كان لسة الفيسبوك جديد ساعتها ، وكان مليان صفحات للتوظيف ، كنت بدخل على كل وظيفة قريبة من مجالي وأقدم فيها ، وكل وظائف مواقع التوظيف ، ومواقع الشركات ، وإعلانات الجرايد أقدم فيها
ماسيبتش مخلوق أعرفه - لا صديق ولا قريب ولا بعيد - إلا وكلمته وبعتله السيفي بتاعي !
إحساسي بإني إنسان متميز لكن الظروف قهرتني كان مموتني !! كنت محتاج جدا أستعيد حياتي وثقتي في نفسي بعد سنة من الفشل والابتلاءات !
الموضوع طوّل أوي ، ومفيش أي خبر عن أي شغل ، ولا حتى انترفيو واحد ! فجاتلي حالة شديدة من الغم والاكتئاب !
وفي يوم من الأيام جالي رسالة على الموبيل الصبح : "صلاة جنازة بمسجد الريان بالمعادي"
رحت أصلي الجنازة لقيت الميّت شاب صغير ، الموقف كان مؤثر جدا ، شباب كتير بتعيط على صاحبهم ! جاتلي حالة كدة من الخشوف والرهبة والتأثر ! وافتكرت حالتي الإيمانية أيام الابتلاء !!
وأنا خارج من المسجد لقيت واحد بيناديني في الشارع بصوت عالي : " إزيك يا عماد يا شريف" ! ببص ورايا لقيت سواق تاكسي أعرفه من زمان ، راجل طيب أوي وعلى طبيعته ! قال لي : شايف ياعم عماد ، أدينا ماشيين نخبط ونهمبك في الدنيا ، وناسيين إن أخرتنا كلنا زي الشاب ده !!
وفضل يكلمني كلام في منتهى البساطة والعمق في نفس الوقت !! كلام عن التوكل واليقين ، وعن تقديم رضا الله عزوجل عن رضا الخلق ! وعن الغفلة في الدنيا والزهد في الآخرة !! وأنا قاعد أسمع وكإن واحد عمّال يضربني أقلام على وشي ورا بعض !! وفجأة افتكرت "العُمرة" !!
ايه ده !! ايه اللي حصل ؟! فين العهود والوعود !!
رجعت البيت ببص في الموبيل لقيت تاريخ اليوم (4 مارس 2010) !! التاريخ اللي كان المفروض أطلع فيه العمرة ، لكن أنا اللي رفضت وقلت أكيد هكون اشتغلت ساعتها !!
وأديني في الآخر لا حصّلت الشغل ولا العمرة !!
حسيت باحتقار فظيع لنفسي !! بقا هي دي العهود والوعود اللي قطعتها على نفسي ساعة الابتلاء ؟!!
افتكرت قول الله تعالى : (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصّدقن ولنكونن من الصالحين ، فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم مُعرضون ، فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون) !!!
وقوله تعالى : (وإذا مَسّكم الضُر في البحر ضَلّ من تدعون إلا إياه ، فلما نجّاكم إلى البر أعرضتم ، وكان الإنسان كفورا) !
حسيت بنفاق فظيع !! طلّعت نمرة ياسر واتصلت بيه ، قلتله عاوز أطلع أقرب رحلة عمرة ! فقال لي : لأ ، على أول إبريل إن شاء الله !!
قلتله : لسة شهر كمان !! فقال : مانا قلتلك من الأول ، كان زمانك هناك دلوقتي !
فقلتله : خلاص احجز !! فقال : طب والشغل ؟ فقلت : يولع ! احجزلي دلوقتي في أول رحلة في إبريل ! فقال لي طيب هحجزلك على يوم 1 ابريل بس الحق ابعتلي الورق والفلوس عشان أنجزك !!
قضيت الليلة دي بستغفر وبعتذر لربنا على تقصيري فضلت أقول أنا آسف يارب ، أنا غلطان .. انا والله ماستاهلش ، بس انت الكريم يارب سامحني مكنش قصدي أأجلك أو أخليك آخر أولوياتي ، بس انت عارف ضعفي وفضلت أكرر قول سيدنا موسى عليه السلام " وعَجلتُ إليك ربي لترضى
عارفين يا اخواننا ، الكلام ده كان يوم الخميس 4 مارس .. يوم الحد 7 مارس جالي شغلانتين !! ويوم التلات 9 مارس جالي شغلانة تالتة !!
والله العظيم ما كنت مصدق نفسي !! بقالي شهر ونص بتسوّل الشغل من كل حتة ! وأول ما تُبت وفقت لنفسي ورجعت لوعيي - يجيلي 3 شغلانات ! وأفاضل بينهم كمان !! منهم شغلانة في (ZAD Group) مع د.عمرو الفص
طبعا ، هو الرزق بإيد مين !!
رحت التلات انترفيوهات على مدار الأسبوع ، وكنت في كل مقابلة بشترط وبقول " أنا طالع عمرة يوم 1 ابريل وراجع يوم 10 ابريل" ممكن أشتغل قبل اليوم ده أو بعده !
وبفضل الله سبحانه وتعالى استخرت واخترت الشغلانة الأنسب والأقرب لمجالي ساعتها مع البرنس الكبير Mohamed Maamoon، واشترطت عليهم موضوع العُمرة ده ! وبالفعل بدأت معاهم شغل من يوم 20 مارس 2010 - بحيث أبدأ 10 أيام بدري تعوّض الـ10 أيام بتوع العمرة في إبريل - وتمت بفضل الله تعالى الشغل والعمرة ، وخطبت بعدها بـ3 شهور كمان بفضل وكرم الله تعالى وحده
بس كدة
الدرس المستفاد من القصة : إياك تحط ربنا في آخر أولوياتك ، وافتكر إن "كل" حاجة في حياتك في ايده وبأمره !!
كان من دعاء الحبيب صلى الله عليه وسلم : لبيك وسعديك ، والخير كله في يديك ، والشرّ ليس إليك ، أنا بك وإليك ، تباركت وتعاليت ، أستغفرك وأتوب إليك.
اللهم اجعل رضاك أحب إلينا من الدنيا ومافيها ، واصرف عنا كل شيء يصرفنا عنك يارب العالمين :( .. امين
عماد الشريف
تعليق