البرقليط_الإصدار الثاني..دراسة مزيدة منقحة_

تقليص

عن الكاتب

تقليص

المهندس زهدي جمال الدين مسلم اكتشف المزيد حول المهندس زهدي جمال الدين
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 1 (0 أعضاء و 1 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • المهندس زهدي جمال الدين
    12- عضو معطاء

    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 3 ديس, 2006
    • 2169
    • مسلم

    #16

    الفرع الحادي عشر

    بحث حول عبارة (وهو يكون انتظار الأمم.ET ipce erit expectatio gentium)

    لفظة (الأمم) مصطلح يراد به عند اليهود والنصارى: الشعوب غير الكتابية أي غير الموحدة أي الشعوب المشركة
    ومن الواضح أن مصطلح (الأمم) بالمفهوم اليهودي والمسيحي يقابلـه مصطلح (الأميون) في القرآن الكريم قال تعالى:
    [فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا
    وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ]آل عمران: ٢٠
    وهناك معنى آخر للاميين استعمل القرآن اللفظة فيه وهو معنى (الذي لا يقرأ ولا يكتب ) كما في قولـه تعالى:
    [وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ]البقرة: ٧٨
    جاء في معجم اللاهوت الكتابي تحت لفظة (أمم) (Nations) واللفظة الانجليزية المستعملة للتعبير عن المفهوم اليهودي والمسيحي للأمم هي (Gentiles).
    وفي النسخة المطبوعة سنة 1957 استخدم المترجم لفظة (gentiles) في الفقرة موضع البحث:
    to whom the gentile shall look forward.
    وترجمته الحرفية : وإياه ينتظر غير اليهود [وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.].
    ويتضح من ذلك أن ( شيلوه שִׁילֹה) كما في العبرية المحرفة أو (شلهשלח) كما في السامرية المحرفة أيضا أو (شلوح) (شلوح) أي (الرسول)
    كما في نسخة الفولجات اللاتينية ينتظره غير اليهود من الأمم كما ينتظره اليهود أنفسهم .
    أما انتظار اليهود لـه فواضح من النص الذي جعل بعثة هذا الرسول علامة لزوال سيادة الشريعة الإسرائيلية بكل أشكالها.
    وهنا سؤالان أمام الباحث :
    السؤال الأول : هل يوجد في الترجمات الأخرى ما يؤيد (الفولجات) ؟
    السؤال الثاني : ما هو الحادث الجديد الذي دفع باليهود ككل إلى تبني عملية التحريف ونشر النسخة المحرفة وإخفاء أو إتلاف النسخ الصحيحة نسبيا ؟
    الإجابة عن السؤال الأول :
    أما بالنسبة للسؤال الأول فجوابه بالإيجاب.
    إذ أن كلا من (السبتوجنتا) و(البشيطتا) تتطابقان تماما مع ترجمة جيروم في النصف الثاني من الفقرة موضع البحث .
    الترجمة اليونانية (السبتوجنتا) THE SEPTUAGINT


    أما (السبتوجنتا) فإن النص فيها بحرفه اليوناني كما يلي :
    ewz an elo ta apokeimna autw,
    kai autoz prosdokiae tnon.
    وترجمته بالانجليزية :Until there come the things stored up for him,
    and he is the expectation of the nations .
    وترجمته بالعربية :[ حتى يأتي الذيحُفِظَت الأشياء لـه، وهو يكون انتظار الأمم غير اليهود. ]. وهذا معناه أن التوراة العبرية التي كانت منتشرة في القرن الثالث
    قبل الميلاد التي ترجمت عنها (السبتوجنتا) في ذلك الوقت كانت فيها كلمة (يقوه) التي تعني (ينتظر) وليس كلمة (يقهت) التي تعني (يجتمع) .
    أما نص (البشيطتا ) فحرفه السرياني كما يلي :



    وترجمته بالانجليزية:
    Until the coming of the one to whom the sceptre belong, the Gentiles shall look forword.
    [The Holy Bible from Ancient Eastern Manuscripts containing the old and
    NewTestament translated from the peshetta , the authorized bible of the church ofthe east , ]
    وترجمته بالعربية: [ حتى مجيء الشخص الذي يعود لـه القضيب، والذي ينتظره الأمم غير اليهود].
    ومما لا خلاف فيه أن (البشيطتا) أقدم من (الفولجات) فهي إذن لم تترجم عنها، وقد ذكروا أن (البشيطتا) مترجمة عن أصل عبري
    حيث جاء في الـ (TheInterpreters Dictionary OfThe Bible) تحت لفظة (The peschetta) .
    أن العهد القديم من البشيطتا وبخاصة الأسفار الخمسة الأولى ربما ترجم من قبل يهود أو يهود متنصرين، وهذا الرأي أقيم على أساس قرب نص
    البشيطتا من النص العبري وترجوم اونقيلوس، أو عن أصل يوناني. والنتيجة لكلا الاحتمالين واحدة
    وهي أن التوراة العبرية التي ترجمت عنها (البشيطتا) كانت تحتوي علي كلمة (يقوه יקוה) التي تعني (ينتظر) وليس كلمة( يقهت יקהח) التي تعني (يجتمع)،
    وبالتالي فان تحريفها في النسخة العبرية إلى ( يقهت יקהח ) قد حصل بعد عهد (جيروم) أيضا .
    الإجابة عن السؤال الثاني :
    إن أهم حادثة تعرض لـها المجتمع اليهودي وكذلك المجتمع المسيحي بعد عهد (جيروم) هي بعثة النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
    وقد ثبت تاريخيا أن يهود المدينة كانوا في أوائل البعثة وقبل تغيير القبلة مؤيدين للنبي وكانوا يذكرون ما لديهم من البشارات في حقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
    وقد احتج القرآن بموقفهم هذا على قريش تأييدا لنبيه المرسل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال سبحانه وتعالى:
    [أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ] الشعراء: ١٩٧
    ثم انقلب موقف اليهود بعد الـهجرة وتغيير القبلة وصاروا يؤيدون قريشا في حربهم مع النبي، وتصدى لهم القرآن وعرض لكثير من فضائحهم التاريخية
    وكشف عن أهم صفاتهم مع التوراة وهي تحريفهم لها في العهود التاريخية السابقة وفي عهد النبي الموعود الذين كانوا ينتظرونه
    ويبشرون به يقول سبحانه وتعالى: [الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]البقرة: ١٤٦
    ويقول سبحانه وتعالى: [فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى
    خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ] المائدة: ١٣
    ثم حاربهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما عاونوا قريشا المشركة المحاربة لـه وخانوا عهودهم معه وبفعل ذلك هرب بعضهم واجلي البعض الآخر
    عن المدينة (وساروا باتجاه الشام)، وفي ظل هذا الظرف الفكري والسياسي فان من الطبيعي جدا هو أن تتجه ظنون الباحث المحايد فضلا عن الباحث المسلم
    إلى هؤلاء اليهود النازحين إلى طبرية الذين يحملون تجربة حية في تأييد نبوة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم محاربتها بالسيف والقلم .
    ملخص الدراسة السابقة مع إضافات أخرى لها في منتهى الأهمية:
    1ـ أن كلمة "شيلوه" كلمة فريدة في العهد القديم، ولا تكرر في أي مكان آخر في العهد القديم.
    2ـ أن كلمة شيلوه تتكون من أربعة أحرف عبرية هي: "شين"، "يود"، "لاميد"، "وهي"، وتوجد بلدة اسمها شيلوه ولكن لا يوجد فيها حرف "يود"،
    ولذلك لا يمكن أن يكون الاسم مطابقا أو مشيراً للبلدة، إذاً فالكلمة حيثما وجدت تشير إلى شخص وليس إلى مكان.
    3ـ أن هذه العبارة اشتملت على ضمير لغير العاقل، وقد يشير إلى القضيب أو الصولجان، أو المشرع بصورة منفصلة أو مجتمعة، وربما يشير للطاعة،
    وعليه فإن معنى العبارة: (إن الطابع الملكي المتنبي لن ينقطع من يهوذا إلى أن يجئ الشخص الذي يخصه هذا الطابع، ويكون له خضوع الشعوب).
    3ـ بعد أن أورد بعض تحولات الترجمة لهذه الكلمة بين العبرية والسريانية قال: يمكن أن تقرأ هذه العبارة بالصورة التالية: (حتى يأتي الشخص الذي تخصه..)
    4ـ أن الكلمة "شيلوه" مشتقة من الفعل العبري "شله" وهي تعني المسالم والهادي والوديع والموثوق.
    5ـ من المحتمل أنه تم على هذه العبارة تحريف متعمد فتكون "شالوه" فحينئذ يكون معناها "شيلوح" وهذه العبارة مرادفة لكلمة "رسول ياه"
    وهو نفس اللقب الموصوف به محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "وشيلواح إلوهيم" تعني: رسول الله.
    6ـ لا يمكن أن تنطبق هذه البشارة على المسيح حتى لو آمن اليهود بنبوته، لأنه لا توجد أي من العلامات أو الخصائص التي توقعها اليهود
    في هذا النبي المنتظر في المسيح عليه السلام، فاليهود كانوا ينتظرون مسيحاً له سيف وسلطة، كما أن المسيح رفض هذه الفكرة القائلة بأنه هو المسيح المنتظر الذي تنتظره اليهود.
    7ـ أن هذه النبوة قد تحققت حرفيا وعملياً في محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فالتعابير المجازية "الصولجان" و "المشرع" قد أجمع الشراح المعلقون
    على أن معناها السلطة الملكية والنبوة. وهذا يعني علمياً أنه صاحب الصولجان والشريعة، أو الذي يملك حق التشريع وتخضع له الشعوب.
    8 ـ لا يمكن أن تنطبق هذه البشارة في حق موسى، لأنه أول منظم لأسباط بني إسرائيل، ولا في حق داود، لأنه أول ملك فيهم.
    9ـ لو تم تفسير "شيلوه" بـ "شالا" الآرامية فهي تعني: هادي ومسالم وأمين، وهذا يتفق مع تفسير "شله" العبرية.
    وقد كان محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الرسالة هو الأمين، وهو محل الثقة، وهو المسالم الهادي الصادق. وبعد هذه المحاولات التفسيرية والترجمة
    ينتقل المهتدي عبد الأحد إلى إلزام الخصم بهذه النبوة ومدلولاتها وهي ما يلي:
    10ـ أن الصولجان والمشرع سيظلان في سبط يهوذا طالما أن شيلوه لم يظهر.
    11ـ بموجب ادعاء اليهود في هذا "الشيلوه" فإن شيلوه لم يظهر، وأن الصولجان الملكي والخلافة تخصان ذلك السبط، وقد انقرضنا منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً.
    12ـ أن سبط يهوذا اختفى مع سلطته الملكية وشقيقتها الخلافة النبوية، ومن الشروط الأساسية لظهور "الشيلوه" إبقاء السبط على وجه الأرض يعيض في أرض آبائه،
    أو في مكان آخر بصورة جماعية.
    13ـ اليهود مضطرون أن يقبلوا واحداً من الخيارين: إما التسليم بأن "شيلوه" قد جاء من قبل، وأن أجدادهم لم يتعرفوا عليه.
    أو أن يتقبلوا أن سبط يهوذا لم يعد موجوداً، وهو السبط الذي ينحدر منه "شيلوه".
    أن النص يتضمن بصورة واضحة ومعاكسة جداً للاعتقاد اليهودي والنصراني – أن "شيلوه" غريب تماماً على سبط يهوذا وبقية الأسباط،
    لأن النبوة تدل على أنه عندما يجيء "شيلوه" فإن الصولجان والمشرع سوف يختفيان من سبط يهوذا، وهذا لا يتحقق إلا إذا كان "شيلوه" غريباً عن يهوذا،
    فإن كان "شيلوه" منحدراً من يهوذا فكيف ينقطع هذان العنصران من ذلك السبط، ولا يمكن أن يكون "شيلوه" منحدراً من أي سبط آخر،
    لأن الصولجان والمشرع كانا لمصلحة إسرائيل كلها، وليس لمصلحة سبط واحد.

    تعليق

    • المهندس زهدي جمال الدين
      12- عضو معطاء

      حارس من حراس العقيدة
      عضو شرف المنتدى
      • 3 ديس, 2006
      • 2169
      • مسلم

      #17
      الفرع الثاني عشر


      المنحمانا


      وهو المنحمانا في اللغة الآرمية والمترجمة بـ "منحمانا ، منحمنا Manhamana " فى الآراميةوهي اسم مضاف إلى ضمير الجمع المتكلم وأصلها عبري (menahem منحمמנחם ) من الفعل (نحم) ( נחם ) وقد ورد الاسم ( מנחםmenahem منحم) في التلمود وهو إسم فاعل ويترجمونه بلفظ "باراكليتوس" παράκλητος. وذلك طبقا لترجمة Danny Mahar, author of Aramaic Made EZ.







      But She—the Spirit, the Paraclete whom He will send to you, my Father, in my name—She will teach you everything; She will remind you of that which I have told you.


      Translation by Danny Mahar, author of Aramaic Made EZ)

      اقول : (منحمنا) اسم مضاف إلى ضمير الجمع ، وأصلها عبري من الفعل (نحم) ( נחם ) وقد ورد الاسم ( מנחםmenahem منحم) في التلمود وصفاً للبريقليط المنتظر.
      وجدير بالذكر أن لفظ "نحم" נחם موجود في الآرامية وكذلك لفظ "منحم / مناحم" מנחםوهو إسم فاعل ويترجم بلفظ "باراقيط وهو يقابل لفظ "باراكليتوس" παράκλητος اليوناني وفق تراجمهم.
      ********************************





      http://quransmessage.com/articles/pklts%20FM3.htm



      http://mudpreacher.org/2012/09/12/me...e-holy-spirit/
      What does the Christian Bible say about Muhammad?



      The Gospel Preview: The Paraclete

      The Gospel of Jesus brought into sharper focus the identity of the one who would fulfill the promise to make the line of Ishmael a great nation. In the Gospel of John- a New Testament book which is not the Gospel of Jesus and which may be considered as representing only in general terms portions of Jesus' teaching- Jesus informs his close companions that his work among them was drawing to conclusion, but God would send someone else after a time to carry forward the prophetic movement. This someone, however, would be the last of the prophets.





      "And I will pray the Father, and He shall give you another Comforter, that he may abide with you forever, even the spirit of truth" [15].





      "When he, the spirit of truth is come, he will guide you unto all truth; for he shall not speak of himself; but whatsoever he
      shall hear (from God), that shall he speak, and he will show you things to come. He shall glorify me" [16].

      In Jesus' written portrait of the last messenger he is called the "Comforter", which represents the word parakletos in
      the Greek New Testament. More precisely, parakletos means an advocate, one who pleads the cause of another,
      one who counsels or advises another from deep concern for the other's welfare [17]. Parakletos would designate one who
      would be considered the "Mercy for all creatures", Rahmatun lil 'Alamiun (Qur'an 21:107). He would be the counsellor who
      would "lead forth those who believe and do righteous deeds from the depths of darkness into light" (Qur'an 65:11), the true advocate
      who would be harisun 'alaykuym (Sura Al-Tawba); genuinely solicitous for the welfare of humanity, pleading their case
      with God and showing them the sure way of return to the favor of the divine Judge.



      THE GREEK WORD "PARACLETE" (Ho Parakletos):


      However, some scholars believe that what Jesus said in his own language of Aramaic represents more closely the Greek word periklytos, which means the Admirable or Glorified One. Periklytos corresponds to the word Muhammad in Arabic [18]. There are several proven cases of similar word substitutions in the New Testament (Also, refer to added comments at Reference [18] at the bottom of this page).

      There are also several instances of another possibility, the possibility that the Greek text originally had both words, parakletos and periklytos, and due to the similarity of spelling and close proximity to one another in the sentence, one got left out by the copyists. In such case the Greek text would have read: instead of the present reading: that is, "and He will give you another Counsellor, the Admirable One", instead of the present reading, "and He will give you another Counsellor". Such mistakes occured in copying because the ancient texts had all the letters written close together. The eye of the copyist could easily pass over a word similar in spelling or close in position [19].

      When Jesus declares of his coming prophet-counsellor that he would "abide with you forever", he shows thatthere would be no need for additional prophets to succeed him. He would be the last one. He would lead mankind "unto all the truth" (Greek: "to the whole truth", "to every aspect of the truth"); there would be no necessity for anyone to come with additional truth. Indeed, there would be no more additional truth, in the general sense, to bring. So truthful and trustworthy would he be that he could be called Al-Amin, or as the Greek text of John 16:13 says, ,"the spirit of truth", one of whom it could be said: "He has brought them the Truth" (Qur'an 23:70).

      The term "spirit" here does not mean that the coming prophet would be other than human. In New Testament Greek, this word has also been applied to an inspired person, "the possessor of a spiritual communication" or revelation. The one who become overwhelmed with a divine revelation is himself termed a "spirit" [20]. The "spirit of truth" would be the person who would possess a spiritual communication, that is, a divine revelation, and whose life and conduct and character would be marked to an extreme degree by devotion to the truth. This is why the next sentence of the verse containing the expression says: "He will guide you unto all truth; for he shall not speak of himself, but whatsoever he shall hear (from God), that shall he speak" (John 16:13). This person would receive the revelation of truth from God and these words alone would constitute the message, not his own opinions or the writings of his companions. His message or revelation would be first and foremost and literally the Word of God. Note that this corresponds exactly to what God revealed to Moses about the prophet who would come from among the "brothers" of the Hebrews: "I ... will put My words in his mouth, and he shall speak unto them all that I shall command him" (Deuteronomy 18:18).

      A more striking point is the similarity between the divine mission given to Moses, Jesus and the Spirit of Truth (Muhammad) as bearers of a single thread of Revelation from God. By comparing Deuteronomy 18:15, 17-19; John 12:49; 16:12-13; and Qur'an 73:15, one observes that despite the thousands of years involved and the disastrous human interference in the Bible, the words describing these three personalities are almost identical. Therefore, the (original) Torah, Gospel and the Qur'an have One Source and reveal the same Truth, which is Eternal.

      It cannot be overlooked that Jesus gives a unique requirement that would help to identify the last prophet: "He shall glorify me". (John 16:14). If anyone had come claiming to be this prophet, but did not give due honor to Jesus as prophet and Messiah, he would the wrong one. As a nation, the Jews rejected Jesus. At the same time, this prophet to come would not be a follower of Jesus, that is, a Christian, because Jesus said that this prophet would reveal things of which Jesus himself was unaware. If Jesus had brought "all the truth", there would have been no need for him to single out someone else who would come with all the truth. Likewise, since this prophet would bring all the truth he would have to be the last one, the seal of the prophets. Therefore, we would have to look for someone who, like Abraham in whose line he would come, would be neither Jew nor Christian but would believe in God. Unlike the Jews as a whole, he would "glorify" Jesus by insisting that Jesus was a true messenger of God and by acknowledging that Jesus was the true Messiah. But the teaching of this prophet would come fromGod Himself. As a revelation from God, the message of this last prophet would confirm what God had revealed previously by means of the original Torah and the original Gospel, but his message would be no mere plagiarized copy, no "condensed edition" of either the Torah or the Gospel. God Almighty had said, "I ... will put My words in his mouth", and it is proper that these words would agree with previously revealed words of the One and Same God. "Whatsoever he shall hear (from God), that shall he speak".

      The one reference at John 14:26 which seeks to identify the coming prophet as "the Holy Ghost" or Spirit is the only one like it in the entire Bible. It is obviously the addition of some editor of the Gospel of John who sought in his own way to explain who he thought the "spirit of truth" was. But this indefensible exegesis simply contradicts what Jesus is reported to have said elsewhere in John. According to other verses he indicated clearly that the prophet or "Paraclete" would not come until Jesus' own mission was finished. The holy spirit- the angel of revelation-was active already, both before and during the ministry of Jesus, delivering God's revelations to His prophets and assisting them. (see Psalms 51:11; Matthew 3:16; 4:1, etc.). This strange "Holy Ghost" interpretation gained currency only after Christians began to look upon God as a "Trinity", with the "Holy Ghost" being an aspect of it. Neither the word Trinity nor its concepts can be found anywhere in the Bible. The Paraclete would be a man, not a ghost, because the same word is applied to Jesus himself at 1 John 2:1


      "We have a Paraclete (Advocate, Counsellor) with the Father, Jesus Christ, the righteous one". Jesus had been a "paraclete" to the Jews and his followers so considered him, but the Paraclete to come after Jesus (John 14:16) would be for all people, all places and all times.

      The Greek text at John 14:16 which foretells the coming of "another Paraclete" is so specific that even the word "another" has significance. In English, "another" may mean "one more of the same kind" or "one more of a different kind". It is important to know which meaning Jesus had in mind, because if he meant "one more of a different kind" that would mean the Paraclete would perhaps be a spirit and the current Christian interpretation has some merit. But if he meant "one more of the same kind", then this is positive proof that the Paraclete would be just like Jesus was: a man, a human being, a prophet, not a spirit. Which did Jesus mean? The Greek text of the New Testament gives the verdict clearly because it uses the word allon, which is the masculine accusative form of allos: "ANOTHER OF THE SAME KIND". The Greek word for "another of a different kind" is heteros, but the New Testament does not use this word at John 14:16. Clearly, then, the Paraclete would be "ANOTHER OF THE SAME KIND" as Jesus, or as Moses said, "Like unto me": a MAN, not a spirit.

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


      REFERENCES

      [15] John 14:16,17

      [16] John 16:13, 14. It may be argued that Jesus was speaking for the benefit of his contemporaries, who died at least 500 years before Muhammad (pbuh). But many are the examples in the New Testament wherein Jesus, though speaking with his immediate followers, actually addresses his remrks to different generations in a future time. For example, see Matthew 16:27, 28. Jesus talks about Judgement Day but says, "Verily I say unto you. There be some standing here, which shall not taste of death, till they see the son of Man coming in his kingdom", and at Matthew 24:3, 34, while speaking about the Last Day, he declares, "Verily I say unto you. This generation shall not pass, till all these things be fulfilled". Obviously, those disciples with Jesus then did not live to see either Judgement day or the Second Coming of Jesus, neither of which has even yet occured. Jesus' words, though given to his contemporaries, had reference primarily to a time far distant in the future. When Jesus says "I say unto YOU", he means his followers in the general sense, i.e., "you my people". Jesus is identifying in John 14 and 16 the Last Prophet for the benefit of his followers who would be living when he appeared.

      [17] Joseph H. Mayfield. Beacon Bible Commentary (Kansas City, 1965), Vol. VII, p. 168

      [18] Hastings, op. cit. p.14. Added Comment: Note the striking similarity between the two words parakletos and periklytos in Greek:


      The consonants are exactly the same, the difference is only in the vowels, increasing the possibility of substituting one word for the other or omission of the one through careless copying.

      [19] For example, compare the many restorations of words and phrases made on the basis of ancient manuscripts, which were omitted from the standard New Testament text, as found in The Emphatic Diaglott of B. Wilson.

      [20] Reverend Thomas S. Green, A Greek-English Lexicon to the New Testament, 26th Ed. (London, n. d.), p.149. As examples, see usual Christian interpretation of 1 Corinthians 2:10; 2 Thessalonians 2:2 or I John 4:1-3.


      تعليق

      • المهندس زهدي جمال الدين
        12- عضو معطاء

        حارس من حراس العقيدة
        عضو شرف المنتدى
        • 3 ديس, 2006
        • 2169
        • مسلم

        #18
        الفصل الثالث



        من المولد الشريف للنبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنشأة الطاهرة إلى فتح مكة المكرمة

        وهو على مبحثين:
        المبحث الأول: المولد الشريف والنشأة الطاهرة.
        المبحث الثاني: من غزوة بدر الكبرى إلى فتح مكة المكرمة.


        المبحث الأول: المولد الشريف والنشأة الطاهرة.


        المطلب الأول



        المولد الشريف

        وُلِدَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوادي بكة، فهل في الكتاب المقدس ما يشير إلى ذلك؟.
        كما تحدثت المزامير عن مدينة المسيح المخلص، المدينة المباركة التي فيها بيت الله، والتي تتضاعف فيها الحسنات، فالعمل فيها يعدل الألوف في سواها، وقد سماها باسمها (بكة)، فجاء فيها:[ 4طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ. 5طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ. 8يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي و اصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. 9يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. 10لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. 11لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. 12يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ!] (المزمور 84/4-10).
        والمدقق في المقطع التالي من النبوءة: [6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً.].
        يجد أن النص في الترجمة الإنجليزية هكذا:
        "through the valley ofBa'ca make it a well"
        فذكر أن اسمها بكة،وترجمته إلى وادي البكاء صورة من التحريف .
        وقد سماها النص العبري بكة، فقال: [בְּעֵמֶקהַבָּכָא]، وتقرأ : (بعيمق هبكا)، أي وادي بكةBa'ca ، وهذا النص بالذات أحرج الكنيسة فغيرته
        وبدلت كلمة وادِي الْبُكَاءِ والتي هي محرفة أصلاً إلى كلمة (7يعبُرونَ في واديالجفافِ، ).
        وهذا الاسم العظيم (بكة) هو اسم بلد محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الاسم الذي استخدمه القرآن للبلد الحرام آل عمران:
        [إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ]آل عمران: ٩٦
        جاء في المزمور رقم ما يلي84 :
        [ 4طُوبَى لِلسَّاكِنِينَ فِي بَيْتِكَ أَبَداً يُسَبِّحُونَكَ. سِلاَهْ. 5طُوبَى لِأُنَاسٍ عِزُّهُمْ بِكَ. طُرُقُ بَيْتِكَ فِي قُلُوبِهِمْ. 6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ. 7يَذْهَبُونَ مِنْ قُوَّةٍ إِلَى قُوَّةٍ. يُرَوْنَ قُدَّامَ اللهِ فِي صِهْيَوْنَ. 8يَا رَبُّ إِلَهَ الْجُنُودِ اسْمَعْ صَلاَتِي و اصْغَ يَا إِلَهَ يَعْقُوبَ. سِلاَهْ. 9يَا مِجَنَّنَا انْظُرْ يَا اللهُ وَالْتَفِتْ إِلَى وَجْهِ مَسِيحِكَ. 10لأَنَّ يَوْماً وَاحِداً فِي دِيَارِكَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفٍ. اخْتَرْتُ الْوُقُوفَ عَلَى الْعَتَبَةِ فِي بَيْتِ إِلَهِي عَلَى السَّكَنِ فِي خِيَامِ الأَشْرَارِ. 11لأَنَّ الرَّبَّ اللهَ شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْداً. لاَ يَمْنَعُ خَيْراً عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ. 12يَا رَبَّ الْجُنُودِ طُوبَى لِلإِنْسَانِ الْمُتَّكِلِ عَلَيْكَ!] (المزمور 84/4-10).
        والمدقق في المقطع التالي من النبوءة: [6عَابِرِينَ فِي وادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً.].
        يجد أن النص في الترجمة الإنجليزية هكذا:
        "through the valley ofBa'ca make it a well"
        فذكر أن اسمها بكة،وترجمته إلى وادي البكاء صورة من التحريف .
        وقد سماها النص العبري بكة، فقال: [בְּעֵמֶקהַבָּכָא]، وتقرأ : (بعيمق هبكا)، أي وادي بكة، وهذا النص بالذات أحرج الكنيسة فغيرته
        وبدلت كلمة وادي بكة إلى وادِي الْبُكَاءِ والتي هي محرفة أصلاً إلى كلمة (7يعبُرونَ في وادي الجفافِ، ).


        Psalms 84 :



        “ How I love your temple, Almighty God! How I want to be there ! I long to be in the Lord’s temple ..



        .. How happy are those live in your temple, always singing praise to you.



        How happy are those whose strength comes from you. Who are eager to make
        pilgrimage to Mount Zion . As they pass through the valley of Becca , it becomes a place of springs ..



        One day spent in your Temple is better than a thousand anywhere else .. ”


        والترجمة الدقيقة والحرفية لهذا النص بالإنجليزية هي على ما يلي:
        " لكم أحب معبدك، يا الله العظيم، لكم أريد أن أكون هنالك! أشتاق أن أكون في معبد الربّ.. لكم هم سعداء أولئك الذين يعيشون في المعبد،
        يسبحون لك بالحمد كل حين.. كم هم سعداء هؤلاء الذين يستمدون قوتهم منك، والذين يشتاقون إلي الحج إلي جبل صهيون،
        فعندما يمرون بوادي بكة يصبح مكانا للينابيع.. إن يوما واحدا في معبدك لهو أفضل من ألف يوم في أي مكان آخر.".
        وقد ورد لفظ بكة Beccaأو Baca كعلم للوادي مستفتحا بحرف الباء الكبير للدلالة على أنه اسم علم في نسخ Good News Bible و Webster Bible و King
        James Version

        التعليق:

        يتعجب هنا داوود عليه السلام ويغبط الناس الذين يسكنون حول بيت الله القادم.. حيث يحج إليه الناس ويمرون بوادي بكّة.. وواضح أن لفظ بكة Becca هو لفظ علم واسم للوادي بمنطقة "بيت الله" الذي سيحج إليه الناس في المستقبل من بعد عصر داود، وليس وصفاً لحال الناس عند البيت بأنهم يبكون.. فهو علم على المكان والوادي.. ويكفي للتدليل على ذلك أنه كتب في الكثير من النسخ على هيئته الأصلية كاسم علم، بالطريقة التي تكتب بها أسماء الأعلام بالإنجليزية ( الحرف الأول بالحرف الكبير).
        هذا ويعترف عدد من مفسري الكتاب المقدس بأنّ هذه أصعب لفظة بكتاب المزامير الذي وردت به (يقول مؤلفو التفسيرAlbert Barnes Notes on the Bibleبأن لفظ بكة أصعب كلمة بالمزامير:


        "This is one of the most difficult verses in the Book of Psalms, and has been, of course, very variously interpreted."

        وما هي كذلك وهي اسم علم لا معنى لتفسيره وليس بالضرورة أن يُعلم موقع مسماها إلا لأنّ في الكلمة تذكير بمكة المشرفة والبيت الحرام بها..وتدل إشارة أحد مفسري التوراة إلى أنها من أسماء مكة على اطلاع هؤلاء المفسرين النص المستشهد به من كتاب:


        Keil Delitzsch Commentary on the Old testament

        كما يلي:


        עמק הבּכא" does not signify the “Valley of weeping,” as Hopfield at last renders it (lxx κοιλάδα τοῦκλαυθμῶνος), although Burckhardt found a [Arab.] wâdî 'l-bk' (Valley of weeping) in the neighborhoodof Sinai. In Hebrew “weeping” isבּכי, בּכה, בּכוּת, notבּכא, Rénan, in thefourth chapter of hisVie deJésus, understands the expression to mean the last station of those whojourney from northern Palestine on this side of the Jordan towards Jerusalem, viz., Ain el-Haramîje, in anarrow and gloomy valley where a black stream of water flows out of the rocks inwhich graves are dug, so that consequentlyעמק הככאsignifies Valley of tears or of tricklingwaters. But such trickling out of the rock is also calledבּכי, Job_28:11, and notבּכא. This latter is thesingular toבּכאיםin 2Sa_5:24 (cf. נכאים,צבאים, Psa_103:21), the name of a tree, and, according to the old Jewish lexicographers, of the mulberry-tree (Talmudicתּוּת, Arab. tût); but according to thedesignation, of a tree from which some kind of fluid flows, and such a tree isthe Arab. baka'un, resemblingthe balsam-tree, which is very common in the arid valley of Mecca, and thereforemight also have given its name to some arid valley of the Holy Land (vid., Winer'sRealwörterbuch, s.v. Bacha), and, accordingto 2Sa_5:22-25, to onebelonging, as it would appear, to the line of valley which leads from the coastsof the Philistines to Jerusalem."

        تعليق

        • المهندس زهدي جمال الدين
          12- عضو معطاء

          حارس من حراس العقيدة
          عضو شرف المنتدى
          • 3 ديس, 2006
          • 2169
          • مسلم

          #19
          على هذه القضية وحساسيتها بالتالي لديهم، مما يُعلل حرصهم على تفسير هذه المفردة بأي ثمن! فبينما يحاول بعضهم تفسير معناها ( من خلال العربية) بأنّها تعني البكاء.. وأنّها بالتالي لا تعني واديا محددا.. يزعم غيرهم بأن هناك واديا بسيناء اسمه وادي البكاء..
          ويرى آخرون أنّ لفظ بكة ( بالعبرية) لا يعني أبدا البكاء.. وأنّ للبكاء لفظ آخر بالعبرية.. ومن المفسرين من يرى أنّ اللفظ يعني شجرة التوت Mulberry tree ..

          وهناك من لا يقرّ بهذين التفسيرين ويرى فيهما تحريف لحروف الكلمة.. ويرى مؤلفو أحد التفاسير أن الكلمة تدل على شجرة الباكون(؟) التي تشبه شجرة البلسم، وأنها تكثر في الأرض المقدسة بمكة! وأنّ هذا هو سبب تسمية مكة ببكة!، ومنه انتقل الاسم لغيرها!..وعلى أي حال فواضح أن الجميع يبحثون عن مخرج لذكر اسم مكة بهذا الموضع الذي يتحدث عن بيت الله عز وجل.. ويفهم من النص أن هذا الوادي جاف، وغير ذي زرع، وبه بئر تمت الإشارة إليها بالنص أعلاه.. وكل ذلك وصف منطبق على وادي بكة الذي تقع في وسطه الكعبة المشرفة..
          إنّ في ذكر اسم بكة وواديها ( وكلها وديان قافرة في أرض صحراوية، وكذلك سمّاها وادياً إبراهيم عليه السلام كما ذكر بالقرآن الكريم"إني أسكنت من ذرّيتي بوادٍ غير ذي زرعٍ" ) عند الحديث عن الحج وبيت الله القادم..
          إشارةً بيّنةً إلى مكان بيت الله القادم ببكّة ( أو مكّة )..
          وبكة اسم آخر بديل لمكة المكرمة سُميت به في القرآن والتاريخ العربي القديم قال تعالى:
          (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ) آل عمران: 96
          ولو أن صهيون تعني أورشليم فإن النص الأصيل إما أنه كان يتحدث عن بيـتي الله تعالى في كل من القدس وبكّة أو أنّ أحد اسمي هاتين المدينتين قد أدخله اليهود على النص..إن ذكر اسم مكة عند الحديث عن بيت الله القادم الذي سيحج إليه الناس لا يمكن أن يكون مصادفة.. وواضح أنّ ورود لفظ صهيون بالنبوة لا يُـقلل من دلالة ورود لفـظ اسـم مكة ( بكة) بها.. سواء أكان اسم صهيون أصيلا بالنبوة أم كان من إضافات اليهود وتحريفاتهم المعتادة .. فلا شك أنّ ذكر اسم مكة / بكة هنا يعني بيت الله ببكة المكرمة.. وفيه اتفاق مع ما سبق من بشارات تبشر بتغيير القبلة، وإنشاء بيت لله جديد بآخر الزمان..
          وعليه فإنه من هذا الإجمال إلى شيء من التفصيل.
          حينما نشرت كلامي السابق في إحدى المواقع المسيحية قاموا وأعدوا رداً على موضوعي أثبته بتمامه مشفوعاً بالرد عليه.
          يقول المعترض
          1. بادئ ذي بدء ، إذا أردنا أن نعرف المعنى الأصلي لكلمة معينة في الكتاب المقدس أو أي كتاب فينبغي لنا أن نرجع إلى اللغة الأصلية التي سجلت بها ، و هي في هذه الحالة اللغة العبرية ، لا إلى ترجمة ، إذ لا مرجعية بالمرة للترجمة الانجليزية في أمر كهذا!!
          أصل الكلمة بالعبرية هو (بخا وليس بكا) ، والكلمة كما وردت بالنص العبري والتي تعني البكاء (בָּכָא)وتنطق " بخا " مكونة من حرف الباء (בָּ) وتحته حركة (الفتحة)، ثم حرف الخاء(כָ) وتحتها فتحة أيضاً وإذا كان في وسط الحرف نقطة تلفظ (كاف) وبدون نقطة تلفظ (خاء)، ثم حرف الألف(א) بدون حركات تنوين فتصبح الكلمة هكذا (בָּכָא) وتلفظ (بَخَا) وليس (بَكَّةَ) كما يزعمون خاصة إن الكلمة تنتهي بحرف الألف وهذا شكله (א - أ) وليس بحرف الهاء بهذا الشكل(ה - هـ).
          اسمع الكلمة بالعبرية بالصوت : هنا
          ما معنى " بخا " ...؟
          " بخا " בכה تعني البكاء .. والكاف فيها بالعبرانية تلفظ بالخاء المعجمة ..
          وهذا تفسير الكلمة بالعبرانية :
          Baka'
          from 'bakah' , weeping; Baca, a valley in Palestine:-Baca.
          the same as 'Baka" ; the weeping tree (some gum- distilling tree, perhaps the balsam):-mulberry tree.
          إذاً بخا تعني بكاء وتعني أيضا أشجار البلسان الصمغية .. وتدعى " اشجار البخا " .. لأنها أشجار تبدو باكية بدموع من الصمغ
          ثم نقلها إلى الانجليزية بالكاف لعدم وجود حرف الخاء .. فما علاقة " بخا " بمكة أو بــ "بكة"؟
          وقد وردت الكلمة أكثر من مرة واستخدمها الكتاب جمع بمعني " أشجار البكاء - הבכאים " فسأل أيضا داود من الله فقال له الله لا تصعد وراءهم تحوّل عنهم وهلم عليهم مقابل اشجار البكا " הבכאים ". وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس أشجار البكا " הבכאים " فاخرج حينئذ للحرب لان الله يخرج أمامك لضرب محلّة الفلسطينيين (1أخ14 :14و15). وأيضاً: " فسأل داود من الرب فقال لا تصعد بل در من ورائهم وهلم عليهم مقابل أشجار البكا " הבכאים " وعندما تسمع صوت خطوات في رؤوس أشجار البكا " הבכאים " حينئذ احترص لأنه إذ ذاك يخرج الرب أمامك لضرب محلّة الفلسطيني " (2صم5 :23و24). والكلمة هنا جمع " הבכאים - ها بخيم " و " ה " أداة التعريف، و " בכא " شجرة البكاء، و " ים " حرفي الجمع.
          2. اما " الوادي " نفسه فأصله الوادي الذي كانت تكثر به "أشجار البك" و هي "أشجار البلسان" (حيث تنطق الكلمتين في العبرية بنطق واحد) و قد ورد سبب تسمية ذلك المكان بهذا الاسم أيضا في سفر القضاة : " وصعد ملاك الرب من الجلجال إلى بوكيم (הבכים - Bochim = الباكين - the weepers) وقال. قد أصعدتكم من مصر وأتيت بكم إلى الأرض التي أقسمت لآبائكم وقلت لا انكث عهدي معكم إلى الأبد. وانتم فلا تقطعوا عهدا مع سكان هذه الأرض. اهدموا مذابحهم. ولم تسمعوا لصوتي. فماذا عملتم. فقلت أيضا لا اطردهم من أمامكم بل يكونون لكم مضايقين وتكون آلهتهم لكم شركا. وكان لما تكلم ملاك الرب بهذا الكلام إلى جميع بني إسرائيل أن الشعب رفعوا صوتهم وبكوا (ויבכו - wept = بكوا). فدعوا اسم ذلك المكان بوكيم (the weepers - Bokim - בכים). وذبحوا هناك للرب " ( قض2 :1 -5). و قد كان هذا الوادي يقع شمال وادي هنوم (و هو وادى مجاور لجبل الهيكل بأورشليم ) كان يمثل المرحلة الأخيرة في السفر للآتين من أنحاء أرض الموعد ، الشمال و الغرب و الجنوب للحج إلي بيت الرب في أورشليم (و هو هيكل سليمان و ليس أي مكان آخر).
          3. والمزمور المشار اليه ( 84) فيحكي عن صعود اليهود وبني اسرائيل الى هيكل الرب عابرين وادي البكا فهو يحوي صراحة عبارة " يرون قدام الله في صهيون " .. وصهيون في اسرائيل وليس مكة وصهيون ليست قريش يا مسلمين !!
          4. و قد استخدم الوحي الإلهي - على لسان كاتب المزمور - الجناس اللفظي الواضح بين اسم "وادي البك" و البكاء ، فقال : " عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعا " ليشير بذلك إلى دموع الشوق و التوبة في أعين جموع الآتين إلى أورشليم في العيد لكي يتعبدوا للرب في بيته ، أي في هيكله بأورشليم.
          5. الذين سجلوا لنا هذا المزمور بالوحي الالهى - كما هو مذكور أيضا بعنوان المزمور بالكتاب المقدس - هم بنى قورح الذين كانوا فرقة من المغنين ، أو المنشدين ، بهيكل أورشليم. فكيف و الحال هكذا يمكننا أن نتخيل أنهم يتحدثون عن مكان آخر ؟؟؟ كما أن هذا المزمور ليس هو الوحيد لبنى قورح بل هناك عشرة مزامير باسمهم ، و لم يرد في أي منها أي شيء بالمرة عن مكة ، فكيف نقتطع كلمة واحدة من سياقها و معناها و نقحم عليها معنى حسب هوانا ؟؟؟
          6 . يقول المزمور(84 : 6) " عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً " وجاءت العبارة الأولى " עֹבְרֵי, בְּעֵמֶק הַבָּכָא - عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ " في ترجمتها اليونانية السبعينية: " ἐν τῇ κοιλάδι τοῦ κλαυθμῶνος = في وادي (ἐν τῇ κοιλάδι) البكاء (τοῦ κλαυθμνος)
          7. كلمة مكّة بالآرامية (السريانية) تكتب هكذا (مَكِا) وتلفظ (ماكه) وتعني بالعبرية (ضارِب أو قاتل). وتكتب بالعبرية هكذا (מֶכָּה) وتلفظ بحسب اللغة العبرية (مه كاه) وأحرف الكلمة هي حرف الميم (מֶ) وتحتها حركة اسمها باللغة العبرية الكسرة الممالة القصيرة (سيجول סגול) رمزها مع حرف الميم هكذا(מֶ)، ثم حرف الكاف (כָּ) مفتوحة لكن بداخلها نقطة وهي الشدة الخفيفة واسمها هذه الشدة (داجيش كل דגש קל) وهذه الشدة تأتي مع ثلاثة أحرف فقط وهي (به، كاف، به). والحرف الأخير في كلمة مكّة هو الهاء (ה ) وهو بدون حركات.
          والآن لننظر إلي الفارق بين كلمة(بَخَا - בָּכָא) والتي تعني بكاء أو شجرة البلسان والتي وردت في الآية هنا وكلمة (מֶכָּה - مه كاه) العبرية والتي تعني(مكّة) والتي تخيلها وتوهما زغلول النجار ومن تبعه فهل يوجد شبة بينهما بالشكل أو النطق أو حتى في احد الأحرف ؟!!!
          8. يبقى في النهاية تساؤل مهم : من الذي قال أن بكة التي وردت في القرآن هي نفسها مكة ؟؟؟؟
          وهذا يحتاج لبحث منفصل ، لكننا نكتفي بالقول أنه لا يوجد دليل واحد صريح بأن بكة هي مكة
          فالقرآن لم يصرح أنها مكة ، ومحمد لم يرد عنه حديث صحيح بمعناها أو بتساوي بكة بمكة
          والتفاسير تتخبط فيذكر جواد علي في كتابه "المفصل في تاريخ العرب ج7 ص11" : (قالوا: إنه اسم مكة، أبدلت فيه الميم باءً، وقال بعض الإخباريين: إنه بطن مكة، وتشدد بعضهم وتزمت، فقال: بكة موضع البيت، ومكة ما وراءه، وقال آخرون: لا, والصحيح البيت مكة, وما والاه بكة، واحتاجوا إلى إيجاد أجوبة في معنى اسم مكة وبكة، فأوجدوا للاسمين معاني وتفاسير عديدة تجدها في كتب اللغة والبلدان وأخبار مكة .
          الرد عليه
          ما نناقشه هو ذكر وادي بكة في المزمور 84
          بكة التي قال الله تعالى فيها:
          " إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ " آل عمران:96
          وجاء على لسان خليل الله إبراهيم، ما ذكره الحق تبارك وتعالى في قوله:
          "رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ " الحجر:37
          بكة التي بها بيت الله الحرام
          وقد ذكر العجلونى فى كشف الخفاءبسند صحيح عنه صلى الله عليه وسلم: "سئل عن أول بيت وضع في الأرض , فقال المسجد الحرام , قيل ثم ماذا ؟ قال ثم المسجد الأقصى" 2/565
          - الآيات واضحة المعنى والدلالة، وتفسير الاسم، أو سبب التسمية، أو تعين حدود بكة، واجتهادات العلماء في ذلك، لا محل له هنا.
          - السيد: جواد على المستشهد به وبكتابه، هو مؤرخ عراقي شيعي، يحتج به على أهل شيعته، فلا مصداقية ولا مرجعية له لدينا.
          - وعلى ما سبق فالمقارنة بين الكلمة العبرية الواردة بالنص العبري للمزمور، والكتابة العبرية لكلمة مكة، أيضًا لا محل له هنا.
          والآن ضرورة العودة إلى النص العبري التوراتي
          والكتابة العبرية الحالية للكلمة المقصودة كما ذكر هي: (בָּכָא(
          نطق الكلمة ..
          ورد بالرد المنقول .. أن الحرف الثاني من الكلمة هو حرف الخاء وهذا لا أساس له من الصحة
          فالحرف هو حرف الكاف (Kaph) ذو القيمة العددية 20 فالأحرف العبرية هي 22 حرفًا ساكنًا، هي:
          أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت لكل حرف أبجدي منها مقابل عددي يبدأ بالآحاد، ثم العشرات، ثم المئات، وآخر حروفها له القيمة 300 وليس من بينها حرف اسمه حرف الخاء وإنما هو صوت متغير Allophone لصوت أصلى (حرف) Phoneme
          فالحرف المعنى اسمه Kaph ورسمه כ صوته الأصلي K وقد يبدل إلى الصوت xالذي يرمز إلىKh ولكن هذا الإبدال الصوتي، وحتى هذا الرسم، إنما هو في اللغة العبرية الحديثة، التي مرت بتطورات دراماتيكية عبر تاريخها، وتباينت لهجاتها نظرًا لظروف الشتات، ولعل الجدول التالي الذي اقتطعت منه حرف الكاف فقط (والذي يرصد التغيرات الصوتية التي مرت على اللغة العبرية عبر تاريخها، وباختلاف لهجاتها)، يشير بالفعل لحدوث تبديل صوتي لحرف الكاف، الذي لم يكن له وجود في العبرية القديمة، عبرية الكتاب المقدس (Biblical)





          Symbol



          Pronunciation



          Israeli



          Ashkenazi



          Sephardi



          Yemenite



          Tiberian



          Reconstructed



          Mishnaic



          Biblical



          כּ ךּ



          [k]



          [k]



          [k]



          [k]



          [k]



          [k]



          [k]



          כ ך



          [χ]



          [x]



          [x]



          [x]



          [x]



          [x]



          الجدول كاملاً على الرابط التالي:
          http://en.wikipedia.org/wiki/Hebrew_phonology
          كما يرجى مراجعة الجدول رقم 11 بعنوان:
          Consonantal Phonemes in EBHP, TH and Israeli Pronunciation of BH
          على الرابط التالي:
          http://www.adath-shalom.ca/history_o...2.htm#what_pho
          ومن موقع Hebrew Old Testament على الرابط التالي:
          http://www.hebrewoldtestament.com/index2.htm
          يمكن الاطلاع على رسم الأحرف العبرية القديمة (Paleo Hebrew) ورسمها الحالي (Modern Hebrew)، وصوت كل حرف
          واقتطع منه اختصارًا هنا حرف الكاف، الذي كانت له صورة واحدة في العبرية القديمة (واقصد بها الباليو) وصوت واحد.





          Modern Hebrew



          Paleo Hebrew



          Name



          Pronuciation



          Transliteration



          , final




          Kaph



          (caf)



          k



          K



          أما اللافتة التي تقول بأنه:
          ثم نقلها إلى الانجليزية بالكاف لعدم وجود حرفالخاء
          إن كان هناك ما يستحق الرد بعد أن أثبتنا أنها كاف وليست خاء، فلنترك الرد أيضًا لليهود الذين ترجموا الكلمة بأنفسهم في نص التناخ (العهد القديم العبراني) المترجم إلى الإنجليزية.
          حيث تمكنوا من ترجمة كلمة التناخ المنتهية بالخاء إلى: The TanakhأوTanachولم يتعذر عليهم إيجاد ما يرمز لصوت الخاف (الخاء في العربية) بالإنجليزية، ومع ذلك ترجموا (בָּכָא( إلى Baca
          وهذا هو النص اليهودي مترجم على عدة مواقع يهودية، يذكر Baca:


          http://www.jewishvirtuallibrary.org/.../Psalms84.html



          http://www.mechon-mamre.org/e/et/et2684.htm



          http://www.breslov.com/bible/Psalms84.htm#6

          كتابة الكلمة ..
          الاعتراض:
          الكلمةتنتهي بحرف الألفوهذا شكله )א-أ ( ليس بحرف الهاء بهذا الشكل)ה - هـ(
          نعود في ذلك إلى السيد: آدم كلارك (Adam Clarke)، أقدم وأشهر مفسر للكتاب المقدس، الذي يذكر في تعليقه على هذا العدد، أن كلمة Baca، قد وردت في 7 مخطوطات Bacah
          كتاب آدم كلارك موجود ضمن Google Books على هذا الرابط ، نهاية الصفحة: 267
          وإذا بحثنا عن نطق الكلمتين Baca وبـ Bacah
          نجد القاموس الذي وضعه أصحاب ترجمة الملك جيمس يقول إنها baw-kaw'لكلا الكلمتين،دون اختلاف في النطق، راجع القاموس
          King James Bible: Strong's Hebrew Dictionary
          على الرابط التالي:


          http://www.htmlbible.com/sacrednameb...s/STRHEB10.htm

          معنى الكلمة ..
          " بخا " בכה تعني البكاء.. والكاف فيها بالعبرانية تلفظ بالخاء المعجمة ..
          ولا اعلم إذا كان كاتب الرد ذكر בכה عن سهو ام عن عمد، فهو فى السطور التي تعلوها مباشرة كان يلفت انتباهنا، أن الكلمة الواردة بالنص هي בָּכָא المنتهية بالألف، والآن يقول أنها בכה المنهية بالهاء، ويشرح معناها، على كل سوف نتعرض لمعنى الكلمتين.
          على ذات الرابط السابق لقاموس Strong، سوف نجد المعنى الذي ورد بالرد، في مقابل كلمتي Baka، baca، وهى نص الكلمة المنهية بالألف، والمعاني المقدمة لها هي:
          البكاء - اسم علم (لأنه يبدأ بالحرف B) - وادي في فلسطين - شجرة البكاء (شجرة ما تقطر صمغًا، ربما البلسم) - شجرة التوت
          هذه هي المعاني المقترحة لكلمة Baca، المعاني التي تجتهد وتتعثر في إيجاد معنى (انجلى) لكلمة غير موجودة في اللغة العبرية أصلاً
          والوضع يختلف إذا قرأنا معنى الكلمة التالية لها في القاموس وهى
          bakah: a primitive root; to weep
          فالكلمة العبرية المنتهية بالهاء، هي جذر عبري، وهى الفعل بكى فعل وليس اسم
          فإذا تركنا هذا القاموس الخاص بكلمات الكتاب المقدس، وبحثنا فى قاموس لغوى خاص باللغة العبرية:http://www.ancient-hebrew.org/35_dictionary_02.html
          وجدنا التالي الكلمة:בכה وفى مقابلها (Weep (V أي أنها الفعل يبكى
          وتليها الكلمة:
          בְּכִי وفى مقابلها Weeping أي البكاء..ولا وجود للكلمة المنتهية بالألف في اللغة العبرية، لهذا سندرك معنى ما جاء في قاموس Strong عندما ذكر أنها from 'bakah' فأسندها إلى الكلمة العبرية المعروفة، والتي تعنى أيضًا الفعل بكى وليس البكاء.
          إذًا الكلمة لا تعنى البكاء (على صورتيها: المنتهية بالألف، والمنتهية بالهاء)ودعونا نسأل إذا كان صاحب الرد مقتنع بكون الكلمة تعنى البكاء في العبرية.
          لماذا لم يترجمها أهل العبرية بأنفسهم في ترجمتهم الإنجليزية للتناخ إلى وادي البكاء، وترجموها Baca اسم علم؟
          نهيك عن باقي اللغات.
          ولماذا اجتهدت الترجمات العربية في طمس الاسم العلم بكة؟ واجتهد كل على هواه فجاءت كالتالي:
          الترجمة العربية المشتركة:
          يعبُرونَ في وادي الجفافِ، فَيَجعَلونَهُ عُيونَ ماءٍ، بل بُركًا يغمُرُها المَطَر.
          ترجمة فانديك:
          عَابِرِينَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ يُصَيِّرُونَهُ يَنْبُوعاً. أَيْضاً بِبَرَكَاتٍ يُغَطُّونَ مُورَةَ.
          الترجمة الكاثوليكية:
          إِذا مَرُّوا بِوادي البَلَسان جَعَلوا مِنه يَنابيع وباكورَةُ الأَمطارِ تَغمُرُهم بِالبَرَكات.
          ترجمة كتاب الحياة:
          إِذْ يَعْبُرُونَ فِي وَادِي الْبُكَاءِ الْجَافِّ، يَجْعَلُونَهُ يَنَابِيعَ مَاءٍ، وَيَغْمُرُهُمُ الْمَطَرُ الْخَرِيفِيُّ بِالْبَرَكَاتِ.
          إذًا الكلمة لا تعنى، بأي حال من الأحوال البكاء كلفظ.
          فهل هي تعنى البلسان؟
          لفظ البلسان تكرر فى الكتاب المقدس، على سبيل المثال ما جاء على لسان ارميا، فى سفر ارميا الاصحاح 8 : 22
          أليس بلسان في جلعاد ، أم ليس هناك طبيب ؟ فلماذا لم تعصب بنت شعبي؟
          النص الانجليزي:


          Is there no balm in Gilead? is there no physician there? Why then is not the health of the daughter of my people recovered?

          النص العبري:
          הצרי אין בגלעדאם־רפא אין שם כי מדוע לא עלתה ארכת בת־עמי
          هل كلمة البلسان הצרי = كلمة بكة בכא
          http://biblos.com/jeremiah/8-22.htm
          إذًا لفظًا أيضا شتان ما بين البلسان و بكة العبريتين
          فهل هناك وادي يسمى وادي البكاء؟
          دائرة المعارف الكتابية - ب- بكا
          ولكن الأرجح أن وادي البكاء ( مز 84 : 6 )، ليس موضعاً جغرافياً معيناً ولكنه تصوير مجازي لاختبار المؤمنين الذين كل قوتهم في الرب، والذين بنعمته يجدون أحزانهم وقد تبدلت إلى بركات.
          http://www.arabic-christian.org/daer.../2/default.htm
          قاموس الكتاب المقدس
          أما وادي البكاء المذكور في مز 84: 6 فربما يكون بقعة جغرافية. ولكن يرجح انه مجرد فكرة تحمل معنى عميقاً، فإن أولئك الذين لهم اختبار طيب مع الرب، بنعمته تتحول المآسي في حياتهم إلى افراح.


          http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...SH/SH_054.html



          Scofield Reference Notes (1917 Edition)



          Not a literal valley, but any place of tears.



          http://www.biblestudytools.com/comme...psalms-84.html



          International Standard Bible Encyclopedia



          BACA



          The valley of weeping is not a geographical locality, but a picturesque expression for the experiences of those whose strength is in Yahweh, and who through His grace find their sorrows changed into blessings.



          Willis J. Beecher



          http://www.bible-history.com/isbe/B/BACA/


          وردًا على القول بأنه ذات المكان المسمى بوكيم، فلن اعلق باكثر مما ذكر في الموسوعة العالمية القياسية للكتاب المقدس:


          International Standard Bible Encyclopedia



          BOCHIM



          bo'-kim (ha-bokhim): A place on the mountain West of Gilgal said to have been so named (literally "the weepers") because Israel wept there at the remonstrance of the angel (Judges 2:1, 5). No name resembling this has been discovered. Given on the occasion mentioned, it may not have endured. Many, following Septuagint, identify it with Bethel.



          http://www.bible-history.com/isbe/B/BOCHIM/

          لم يكتشف اسم يتشابه معه، مع ما بذل من جهود للوصول إليه، وكذلك بيت ايل!!!!!
          والنص الذى يشير اليه صاحب الرد فى صموئيل الثاني 5: 23 - 24 ، في الترجمة الانجليزية للتاخ العبري، هو mulberry-trees شجر العنب
          http://www.jewishvirtuallibrary.org/.../Samuela5.html
          أما الترجمات الإنجليزية فتجسد التخبط الذي يذكره صاحب الرد، إذ تنوعت الترجمة بين أشجار البلسان balsam ، الحورpoplar ، التوت mulberry، التوابل spice
          وحتى الكمثرى pear
          http://bible.cc/2_samuel/5-23.htm
          بينما يعلق المفسر الشهير Albert Barnes على ذات الرابط أعلاه


          The mulberry trees - Rather, the Bacah-tree, and found abundantly near Mecca. It is very like the balsam-tree, and probably derives its name from the exudation of the sap in drops like tears when a leaf is torn off. Some think the valley of Baca Psalm 84:6 was so called from this plant growing there.

          فهو يقول أنها أشجار بكة التي وجدت بوفرة عند مكة ، والتي يعتقد البعض أن هذا النبات الذي ينمو في هذا الموضع هو سبب تسمية بلسم بكة في المزمور 84!!!!
          ويتفق مع Albert Barnes، قاموس الكتاب المقدس، وكذلك دائرة المعارف الكتابية!!!
          قاموس الكتاب المقدس
          ربما يقصد به شجر البلسم أو ما يشبهه. ففي بلاد العرب، قرب مكة شجر بهذا الاسم. يشبه شجر البلسم أو البلسان، وله عصارة بيضاء لاسعة. وقد سمى شجر البُكا، نسبة لتلك الأشجار تنضج بالصموغ، أو نسبة لقطرات الندى التي تقع عليه.
          تنتشر تلك الأشجار في وادي الرفائين (2 صم 5: 22-24 و 1 أخبار 14: 14 و 15).


          http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...SH/SH_054.html

          دائرة المعارف الكتابية
          وشجرة البلسان لا تنمو الآن في فلسطين، وقد بحث عنها دكتور بوست وغيره من علماء النبات في الغور وفي جلعاد، ولم يعثروا لها على أثر، كما لم يعثروا عليها فيما حول أريحا التي يذكر بليني أنها كانت موطن الشجرة. ويقول استرابو إنها كانت تنمو حول بحر الجليل وكذلك حول أريحا ولكنهما وغيرهما من الكتاب القدماء اختلفوا في وصف الشجرة مما يدل على أنهم كانوا ينقلون عن مصادر غير موثوق بها.
          ونعلم من " ثيوفراستس " أن الكثير من أطياب الشرق، كان ينقل إلى سواحل البحر المتوسط عن طريق فلسطين، فكانت تحمله قوافل العرب مخترقه الطريق الممتدة في منطقة شرقي الأردن، والتي كان يطلق عليها اسم " جلعاد "، ولعل من هنا جاء اسم " بلسان جلعاد " لأنه جاء عن طريقها.
          و" بلسان مكة " لونه أصفر برتقالي مائع القوام، مهيج خفيف للجلد، وقد يكون له مفعول موضعي منبه ومطهر، ولكنه قليل القيمة كعلاج.
          http://www.arabic-christian.org/daer.../2/default.htm
          ربما وجدنا هنا الرابط الوحيد الذي يربط بين بكة والبلسان، أن هذا النوع من الأشجار كان يشتهر باسم بلسان مكة أو بلسان بكة ، فلما وجدت الكلمة المجهولة بكة في المزمور أرجعها بعضهم لهذا النوع من النباتات، وفضل البعض الآخر ربطها بالبكاء لتشابهها مع الجذر العبري بكى.
          بعد هذا العرض، اعتقد أننا اصحبنا على قناعة أن الكلمة هي بكة ولا سبيل للتشكيك، في طريقة كتابتها، أو نطقها كما أوضحنا سبب اللبس الحادث في ربطها بنوع من الشجر اشتهر باسم بلسان مكة
          وإنه لا وجود على ارض الواقع، لما يسمى بوادي البكاء المدعى.
          والنقطة 4 .. التي تتحدث عن الجناس اللفظي، لم يعد هناك ما يدعو للتعليق عليها
          والنقطة 6 .. التي تستشهد بالترجمة السبعينية، أرى أيضًا أنها لا تستحق التعليق، فقد بدأ صاحب الرد رده، طاعنًا في الاستشهاد بترجمة الملك جيمس، ولجأ إلى بالنص العبري، وهذا هو ذات المنهج الذي اتبعناه، ولا يمكننا أن نحكم الترجمة السبعينية، على النص العبري (والعديد من الترجمات الأخرى التي توافقت معه).
          أما النقطة 5 .. التي تقول أن بنى قورح هم من سجلوا المزمور
          فاشكر صاحب الرد لدقة تعبيره سجلوا، إذ انه لا يعنى بالضرورة أنهم من ألفوا هذا المزمور، ولست أنا من أقول، ولكن ..


          Matthew Henry



          Though David’s name be not in the title of this psalm, yet we have reason to think he was the penman of it, because it breathes so much of his excellent spirit and is so much like the sixty-third psalm which was penned by him…



          http://www.biblestudytools.com/comme...psalms/84.html

          بالرغم من ان المزمور لا يحمل اسم داود، ولكن لدينا ما يحملنا على الاعتقاد بأنه لداود، لأنه يحمل روح داود، ويتشابه جدا مع المزمور 36 الذى كتبه لداود ..
          تادرس يعقوب ملطى
          واضع هذا المزمور غالبًا داود النبي، وهو تسبحة رائعة بخصوص الاشتياق نحو السكنى في بيت الرب، أو حتى الوقوف على عتبة بيت الرب كبوّابين له


          http://st-takla.org/pub_Bible-Interp...apter-084.html

          انطونيوس فكرى
          تقول بعض الآراء أن هذا المزمور كُتِبَ أثناء فترة السبي أو بعدها تعبيراً عن اشتياق المسبيين للعودة، أو فرحتهم بالعودة إلى بيت الرب. ولكن رأى آخرين أن هذا المزمور هو بلسان داود إذ يحمل أنفاسه واشتياقاته لبيت الرب وقيل في هذا أنه كتبه وهو هارب من إبشالوم وقيل أيضاً أنه كتبه حين رفض الرب أن يبني هو الهيكل تاركاً هذا العمل لابنه سليمان.


          http://st-takla.org/pub_Bible-Interp...apter-084.html

          وهكذا إذا وقفنا عند أراء المفسرين التي تنسب المزمور لداود، الذي يشتاق إلى بيت الرب، قبل بناء الهيكل

          تعليق

          • المهندس زهدي جمال الدين
            12- عضو معطاء

            حارس من حراس العقيدة
            عضو شرف المنتدى
            • 3 ديس, 2006
            • 2169
            • مسلم

            #20
            فإلى أي بيت كان يشتاق داود؟


            وأخيرًا النقطة 3 .. التي تقول أن صهيون في إسرائيل
            والجملة بالطبع جملة سطحية، تربط بين الكلمة وبين إسرائيل، كما يردد اليهود، دون تحقيق، فاللفظة صهيون لا تشير إلى مكان محدد بعينه.
            ولكن لنقرأ شرح الكلمة من موقع كنيسة الأنبا تكلا:

            http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...D/SAD_080.html

            - الذي يقول إنها كانت أولا قلعة او حصن يبوسى، استولى عليه داود، واطلق عليها مدينة داود.
            - وعندما أتاها تابوت العهد صارت مقدسة
            - ثم نقل سليمان التابوت إلى جبل المرايا، فانتقلت القداسة (صهيون) مع التابوت حيث سار
            - وأطلقت بعد ذلك في وقت متأخر على أورشليم
            وتقول دائرة المعارف الكتابية بعد ذلك

            http://www.arabic-christian.org/daer...14/default.htm

            - ثم أطلق اسم " صهيون " على كل السبي فى بابل: " تنجي يا صهيون الساكنة في بنت بابل " ( زك 2 : 7 ). (خرجت صهيون إلى بابل)
            - وبعد السبي قيل عن الراجعين من السبي : " عندما رد الرب سبي صهيون " ( مز 126 : 1 ، انظر أيضاً إرميا 50 : 5 )
            - كما أن " ابنة صهيون " تطلق على كل الأمة ( إرميا 6 : 23 )
            ليس هذا فحسب ولكن تعدت إلى السماء!!!!!
            (عب 12: 22 راجع رو 14: 1). بحسب موقع الأنبا تكلا

            http://st-takla.org/Full-Free-Coptic...4_M/M_089.html

            لهذا عند البحث عن تعريف للكلمة في دوائر المعارف، نجد التالي:

            A place or religious community regarded as sacredly devoted to God.

            http://www.answers.com/topic/zion

            هي المكان أو التجمع الديني المكرس لله..وبالطبع هذا ينطبق على الحج.
            وبهذا نكون قد غطينا جميع النقاط الواردة فى الرد السابق، وفيما يتعلق بكلمة بكة فقط، مع العلم أنها لم تبتر من السياق كما يقول الرد،
            ولكن فى نص المزمور، ونص الكتاب المقدس على عمومه، ما يرتبط ببكة، وببيت الله الحرام، مما لا يتسع المجال لذكره هنا.
            وهذا الاسم العظيم (بكة) هو اسم بلد محمد صلى الله عليه وسلم الاسم الذي استخدمه القرآن للبلد الحرام آل عمران: 96


            [ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) ] .
            Forwarded Message ----
            From: Hend A.Rhman < ( تم حذف البريد لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى ) >
            To: ( تم حذف البريد لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى )

            تعليق

            • المهندس زهدي جمال الدين
              12- عضو معطاء

              حارس من حراس العقيدة
              عضو شرف المنتدى
              • 3 ديس, 2006
              • 2169
              • مسلم

              #21
              المطلب الثاني



              مع جبريل عليه السلام في الغار


              ويتوعد النبي إشعيا بني إسرائيل الذين يحرفون كتاب الله ولا يلتزمون شريعته، إن اعتكاف الرسول في الغار والطريقة التي أُنْزِلَ إليه بها القران,
              وكون الرسول أميا لا يعرف الكتابة ولا القراءة ، إنما هي انجاز في سفر إشعياء (29 : 12) هذا نصها:
              [12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ» أي" مَا أَنَابِقَارِئٍ ".] ومن لا يعرف الكتابة فهو لا يعرف القراءة،
              و أليس هذا هو عين ما نزل على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في البدايات الأولى للوحي حينما نزل عليه جبريل عليه السلام وهو يتحنث في غار حراء فقال له: «اقْرَأْ هَذَا».
              ومن ألزم ما يجب أن تعرفه هو انه لم يكن هنالك نسخة عربية من الكتاب المقدس في القرن السادس الميلادي, أي حينما كان محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيا،
              فضلا على ذلك فانه أمي.
              يقول القران الكريم عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
              [الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ
              وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ] الأعراف: ١٥٧
              النص في جميع الترجمات العالمية: بمعنى : "لا أعرف القراءة" فيما سوى الترجمة العربية، ولا يخفى أنه أريد من تحريف الترجمة العربية،
              وتحويل العبارة من (لا أعرف القراءة) إلى (لا أعرف الكتابة) نوع من التحريف أريد منه صرف القارئ العربي عن تحقق القصة بألفاظها في غار حراء .
              وفي النص العبراني: (וְנִתַּןהַסֵּפֶר, עַלאֲשֶׁרלֹא-יָדַעסֵפֶרלֵאמֹר--קְרָאנָא-זֶה; וְאָמַר, לֹאיָדַעְתִּיסֵפֶר )، ولفظة: (קְרָא) العبرانية
              والتي تلفظ (كرا) تعني القراءة، لا الكتابة.
              وقوله: ( 12أَوْ يُدْفَعُ الْكِتَابُ لِمَنْ لاَ يَعْرِفُ الْكِتَابَةَ وَيُقَالُ لَهُ: «اقْرَأْ هَذَا» فَيَقُولُ: « لاَ أَعْرِفُ الْكِتَابَةَ».)، يسجل اللحظة العظيمة التي يبدأ نزول الوحي فيها
              على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ففي صحيح البخاري عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها أنها قالت:
              [ حَدَّثَنَا ‏ ‏يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ‏ ‏قَالَ حَدَّثَنَا ‏ ‏اللَّيْثُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُقَيْلٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏ابْنِ شِهَابٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ ‏ ‏أَنَّهَا قَالَتْ ‏ :‏
              أَوَّلُ مَا بُدِئَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏مِنْ الْوَحْيِ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فِي النَّوْمِ فَكَانَ لَا يَرَى رُؤْيَا إِلَّا جَاءَتْ مِثْلَ ‏ ‏فَلَقِ ‏ ‏الصُّبْحِ ثُمَّ حُبِّبَ
              إِلَيْهِ الْخَلَاءُ وَكَانَ يَخْلُو ‏ ‏بِغَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَيَتَحَنَّثُ ‏ ‏فِيهِ ‏ ‏وَهُوَ التَّعَبُّدُ ‏ ‏اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ ‏ ‏قَبْلَ أَنْ ‏ ‏يَنْزِعَ ‏ ‏إِلَى أَهْلِهِ وَيَتَزَوَّدُ لِذَلِكَ ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى ‏خَدِيجَةَ ‏
              ‏فَيَتَزَوَّدُ لِمِثْلِهَا حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ وَهُوَ فِيغَارِ حِرَاءٍ ‏ ‏فَجَاءَهُ ‏ ‏الْمَلَكُ ‏ ‏فَقَالَ ‏ ‏اقْرَأْ قَالَ مَا أَنَابِقَارِئٍ (קְרָא) قَالَ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏
              ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ قُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏الثَّانِيَةَ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ اقْرَأْ فَقُلْتُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ فَأَخَذَنِي ‏ ‏فَغَطَّنِي ‏ ‏الثَّالِثَةَ ثُمَّ ‏ ‏أَرْسَلَنِي ‏ ‏فَقَالَ :‏
              [ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ] العلق: ١ - ٣



              المطلب الثالث

              الهجرة النبوية الشريفة

              الفرع الأول

              نبوءة عن بلاد العرب

              جاء في سفر إشعياء: اَلإصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ:
              [13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ.
              وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ:
              «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».].
              إن دوافع دراساتنا لهذا النص نبوءة أشعياء 21/13-17 :[13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ] والذي يعد من أقوى النصوص التي استدل بها علماء
              ودعاة الإسلام عند محاججتهم أهل الكتاب، للتسليم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تقدم ذكره ووصفه في أسفار أهل الكتاب وأنهم،
              وكما أخبر القرآن يعرفون رسول الله وصفته وما وقع له من أمور وأحداث، كما يعرفون أبناءهم قال الله تعالى في محكم كتابه في سورة البقرة/146:
              [ الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (146)].
              ونبوءة أشعياء ـ الذي يصفونه بأنه من أعظم أنبياء اليهود ـ تتكلم عن العرب و تصف حادثاً جللاً يحدث في بلاد العرب.
              1- ترجمة الفاندايك (الذائعة الصيت):
              13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: ( فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ).
              2- ترجمة الكاثوليك (دار المشرق)
              13 قَولٌ على العَرَبة: في الغابَةِ في العَرَبةِ تَبيتون يا قَوافِلَ الدَّدانِيِّين. 14 هاتوا الماءَ لِلِقاءَ العَطْشان يا سُكَّانَ أَرضِ تَيماء. استَقبِلوا الهارِبَ بِالخُبْز 15 فإِنَّهم قد هَرَبوا مِن أَمامِ السُّيوف
              مِن أَمامِ السَّيفِ المَسْلول والقَوسِ المَشْدودةِ وشِدَّةِ القِتال. 16 لِأَنَّه هكذا قالَ لِيَ السَّيِّد: ( بَعدَ سَنَةٍ كسِني الأَجير، يَفْنى كُلُّ مَجدِ قيدار، 17 وباقي عَدَدِ أَصْحابِ القِسِيِّ مِن أَبْطالِ بَني قيدار يُصبِحُ شَيئاً قَليلاً، لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرائيلَ قد تَكَلَّم).
              3- الترجمة العربية المشتركة:
              13وحي على العربِ: بيتُوا في صَحراءِ العربِ، يا قوافِلَ الدَّدانيِّينَ! 14هاتوا ماءً لِلعَطشانِ يا سُكَّانَ تيماءَ! إستَقبِلوا الهارِبَ الجائِعَ بالخبزِ. 15هُم هارِبونَ مِنْ أمامِ السُّيوفِ، مِنْ أمامِ السَّيفِ المَسلولِ والقَوسِ المَشدودةِ ووَيلاتِ الحربِ. 16وهذا ما قالَهُ ليَ الرّبُّ: ( بعدَ سنَةٍ بلا زيادةٍ ولا نُقصانٍ يَفنى كُلُّ مَجدِ قيدارَ 17ولا يَبقى مِنْ أصحابِ القِسيِّ، مِنْ جبابِرةِ بَني قيدارَ، غيرُ القليلِ. أنا الرّبُّ إلهُ بَني إِسرائيلَ تكلَّمتُ).
              هذا النص هو نبوءة وشروط النبوءة الدينية الصادقة أن تتسم بالتالي:
              1ـ أن تصف جملة من الأحداث أو حدثاً ما، فيتحقق في الزمان،فتصبح جزءاً من الموروث التاريخي لأمة ما، ومن ثم يتعزز إيمانها بنص النبوءة ورسالتها، وهو ما نسميه بالإشارات ذات الدلالة التاريخية، فالحقيقة التاريخية لابد وأن تكون معلومة للجميع، وأن تشهد بوقوع الحدث المتنبأ به حتى تكون النبوءة صادقة فنتثبت منها ونقول إنها تحققت فعلاً.
              2ـ ترتبط النبوءة غالباً بما يحدث مستقبلاً لأشخاص قد لا تصرح النبوءة بأسمائهم بالضرورة ولكنها تشير إلى الأدوار التي يتحتم عليهم أن يقوموا بها فتصفهم بها.
              3ـ قد ترتبط النبوءة بمجموعات بشرية وليس بأفراد تسميهم النبوءة وقد تحدد أدوارهم في الحدث المتنبأ به وعلاقتهم به.
              4ـ قد تشير النبوءة إلى مكان ما على الخارطة الجغرافية ، فتتحقق فيه جملة من الأمور أو الأحداث كما أخبرت النبوءة، أو إلى عدد من الأماكن في منطقة جغرافية واحدة، وقد تحدد العلاقة بين هذه الأماكن من جهة وصلتها بالحدث المتنبأ عنه من جهة أخرى ، أو صلتها بالأشخاص أو الشخص المشار إليه في النبوءة.
              أهداف الدراسة
              1ـ تحليل الإشارات الجغرافية الواردة في نص نبوءة أشعياء 21/13- 17 للمحاججة العلمية المرتكزة على المكان الجغرافي وتاريخه وحقائقه.
              2ـ الكشف عن المعطيات الزمنية التي حددتها نبوءة أشعياء و قَدَّرَتْها بسنة كاملة تلي حدثاً آخر بعده (الهجرة) ، له أثره في تغير مجرى التاريخ الإسلامي .
              3ـ تحليل الإشارات الواردة ودلالاتها بتحليل منطقي مترابط ومتسلسل ومتكامل بأوجهه الدينية والتاريخية والجغرافية.
              جاء في سفر إشعياء: اَلإصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشْرُونَ
              [13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ. 16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».].تفيد هذه البشارة أن الله أوحى إلى أشعيا :" لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم " بأن وحياً سيأتي من جهة بلاد العرب : " وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ " وأن تلك الجهة من بلاد العرب هي الوعر التي تبيت فيها قوافل الددانيين ، وددان قرب المدينة النبوية المنورة كما تدل على ذلك الخرائط القديمة .





              طرق التجارة العربية في جزيرة العرب في الألف الثاني قبل الميلاد
              ويأمر الوحي الذي تلقاه أشعيا أهل تيماء أن يقدموا الشراب والطعام لهارب يهرب من أمام السيوف ، ومجيء الأمر بعد الإخبار عن الوحي الذي يكون
              من جهة بلاد العرب قرينة بأن الهارب هو صاحب ذلك الوحي الذي يأمر الله أهل تيماء بمناصرته :
              [14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ ] وأرض تيماء منطقة من أعمال المدينة ، وفيها يهود تيماء الذين انتقل معظمهم إلى يثرب.



              ويذكر المؤرخون الإخباريون العرب نقلا عن اليهود في الجزيرة العربية أن أول قدوم اليهود إلى الحجاز كان في زمن موسى u عندما أرسلهم في حملة ضد العماليق في تيماء، وبعد قضائهم على العالميق وعودتهم إلى الشام بعد موت موسى منعوا من دخول الشام بحجة مخالفتهم لشريعة موسى لاستبقائهم إبناً لملك العماليق، فاضطروا للعودة إلى الحجاز والاستقرار في تيماء ثم انتقل معظمهم إلى يثرب.
              فأهل يثرب من اليهود هم من أهل تيماء المخاطبين في النص.
              لابد أن تكون تلك التيماء إذن ذات أمر عظيم !!.
              وكان تاريخ مخاطبة إشعياء لأهل تيماء في هذا الإصحاح هو النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد، ويفيد الوحي إلى إشعيا أن الهارب هرب ومعه آخرون:
              [15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.].
              ثم يذكر الوحي الخراب الذي يحل بمجد قيدار بعد سنة من هذه الحادثة ،[ وفي هذا إشارة إلى غزوة بدر الكبرى والتي حدثت بعد عام ونصف من الهجرة النبوية الشريفة، كما سنعرض لها بعد قليل] مما يدل على أن الهروب كان منهم ، وأن عقابهم كان بسبب تلك الحادثة :
              [16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] .
              وتنطبق هذه البشارة على محمد صلى الله عليه وسلم وهجرته تمام الانطباق، فقد نزل الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم في بلاد العرب، وفي الوعر من بلاد العرب، في مكة والمدينة.
              وهاجر الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة من أرض بني قيدارقريش الذين كانوا قد عينوا من كل بطن من بطونهم شاباً جلداً ليجتمعوا لقتل محمد صلى الله عليه وسلم ليلة هجرته ، فجاء الشباب ومعهم أسلحتهم فخرج الرسول صلى الله عليه وسلم مهاجراً هارباً ، فتعقبته قريش بسيوفها وقسيها كما تذكر العبارة : [15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.].
              ثم عاقب الله عز وجل قريشاً أبناء قيدار بعد سنة ونيف من هجرته صلى الله عليه وسلم بما حدث في غزوة بدر من هزيمة نكراء أذهبت مجد قريش ، وقتلت عدداً من أبطالهم :
              [16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] .
              وتؤكد العبارة أن هذا الإخبار وأن هذا التبشير بنزول الوحي في بلاد العرب ، وبعثة النبي صلى الله عليه وسلم وما يجري له من هجرة ونصر هو بوحي من الله :
              [لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».].
              إن ما حملته هذه البشارة من معانٍ لابد أن يكون قد وقع، لأنه يقع في عصرٍ آلة الحرب فيه السيف والنبل، وقد انتهى عصر الحرب بالسيف والنبل.‍‍‍‍
              فهل نزل وحي في بلاد العرب غير القرآن ؟‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!
              ‍‍‍ وهل هناك نبي هاجر من مكة إلى المدينة واستقبله أهل تيماء غير محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
              وهل هناك هزيمة لقريش بعد عام من الهجرة إلا على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر ؟!.
              إن هذه البشارة تدل على صدق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأنها إعلان إلهي عن مقدمه ينقلها أحد أنبياء بني إسرائيل أشعياء، وبقي هذا النص إلى يومنا هذا على الرغم من حرص كفرة أهل الكتاب على التحريف والتبديل .
              فما رأيك يا جناب القس؟؟.
              أتعرف أن الدكتور القس منيس عبد النور رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر التزم الصمت ولم يقوى على الإجابة حينما واجهته بهذا الأمر عند ردي على كتابه "شبهات وهمية حول الكتاب المقدس" في سنة 1981م، ومثله القس صموئيل حبيب مشرقي راعي الكنيسة الخمسينية بالقاهرة عند ردي على كتابه " الكتاب المقدس يتحدى مشاكل الاعتراضات "، وحينما بعثت إليك بدراستي حول البرقليط جاء ردك متأخراً كثيراً جداً،حتى أنني ظننت أنك قد انتقلت إلى الدار الآخرة.

              تعليق

              • المهندس زهدي جمال الدين
                12- عضو معطاء

                حارس من حراس العقيدة
                عضو شرف المنتدى
                • 3 ديس, 2006
                • 2169
                • مسلم

                #22
                الفرع الثاني

                دلالات المكان ووصفه عند دراسة نص أشعياء وما جاء فيه من أخبار وأحداث في

                (أسفار اليهود والنصارى):

                نستقرئ من دلالات النص تسلسل للمراحل التالية:
                المرحلة الأولى تحديد مكان الوحي ووصفه
                حدد النص [ 13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ] بأن بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء ، والأحداث التاريخية تؤكد على أنه لم يكن هناك وحي من جهة بلاد العرب سوى الوحي وبدء رسالة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وقد وردت كلمة الوحي بدلالة اللفظ المستخدم لدى المسلمين العرب في القرآن [ كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3)]سورة الشورى آية : 3 .
                ونستنتج من النص مايلي:
                حددت هذه النبوءة من بلاد العرب مكان بدء الوحي على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بكل دقة لفظاً ومكاناَ.
                وصف طبيعة بلاد العرب الجبلية بالوعورة (في الوعر).
                والوعر هو الجبل (القاموس المحيط )، وإن أرض الحجاز وسلاسل جبالها هي الموصوفة بالوعر.
                ولفظ : [13وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ] دليل دامغ لموقع الحدث وخصائصه الطبيعية .
                المرحلة الثانية تحديد منشأ حدث الهجرة ومقصدها
                ذكر النص حدث الهجرة النبوية وحدد مكانين اثنين حدثت فيهما رحلة الهجرة هما:
                1- منشأ خروج المهاجر (مكة المكرمة).
                2- وجهة (المقصد) وهي (المدينة المنورة) التي هاجر إليها.
                يترتب على تحديد الموقع الذي هاجر منه الرسول صلى الله عليه وسلم والذي هاجر إليه في رحلة الهجرة، تفسيراً وتحليلاً للحدث من المنظور التاريخي والجغرافي وربطه بالموقع المكاني المرتحل منه وإليه في رحلة الهجرة من مكان خروجه من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة (يثرب) فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لم يهاجر إلا للمدينة فقط .
                ونستنتج من هذا النص التالي:
                ـ اعترافاً صريحاً بنبي هذه الأمة وخاتم الأنبياء الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .
                ـ إقراراً بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم والتنبؤ بها .
                ـ تحديداً للجهة التي هاجر منها وإليها.
                ـ وصف أسباب الهجرة كما في النص: [15 فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ ].
                ونحن نعرف الأحداث التي سبقت الهجرة ، ومحاولة قتل النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وكل ذلك هربا من بطش قريش، عندما تسلحوا بسيوفهم وأقواسهم،وحاصروا بيته لقتله في الفراش، ونوم علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه بدلاً منه، وقصة الهروب إلى غار حراء مع أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
                ـ اعترافاً بالظلم الذي تعرض له النبي صلى الله عليه وسلم المرسل في مكة من قومه.
                ـ وصفه أحوال المهاجر صلى الله عليه وسلم من اضطهاد قريش له في مكة المكرمة في النص (لأَنَّهُمْ قَدْ فَرُّوا مِنَ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ، وَالْقَوْسِ الْمُتَوَتِّرِ، وَمِنْ وَطِيسِ الْمَعْرَكَةِ) أشعياء 21/ 15.
                المرحلة الثالثة مطالبة سكان تيماء بنصرة المهاجر
                في هذه المرحلة يطلب أشعياء من سكان منطقة "تيماء" مناصرة المهاجر الهارب والعطشان، وإتباع هذا الدين الحنيف الذي يدعو إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأثرها في تغير مجريات الأحداث والتاريخ في العالم .
                وإن هذا النص بين لنا أن النداء كان لسكان ومنطقة المكان المهاجر إليه في (يثرب) وتيماء وهي أماكن تشكل نسيجاً واحداً متكاملاً من حيث السكان والظروف والوظيفة التجارية كمعبر للقوافل، وهي متقاربة بمفهوم المسافة الطبيعية.
                فالنص يخاطب الدداينين من أهل تيماء، ويطلب منهم حماية الهارب إلى بلادهم الوعرة، ويبشرهم بفناء مجد أبناء قيدار بن إسماعيل بعد سنة من الهروب (الهجرة).
                والددانيون كما يشير معجم الكتاب المقدس هم سكان تيماء في شمال الحجاز، وما تتميز به سلسة الجبال من وعورة في التضاريس .
                فنستدل من ذلك، على أنه خطاب موجه لسكان منطقة المدينة المنورة (يثرب) وما حولها، بأن عليهم عمل التالي:
                أن يأتوا لملاقاة العطشان الهارب من الظلم، وأن يطعموه، وأن ينصروا المهاجرين المظلومين، ونحن نعرف كم خرج أهل يثرب فرحين منتظرين قدومه وهم ينشدون (طلع البدر علينا)، وملاقاتهم للرسول صلى الله عليه وسلم الذي عرفوا دعوته في مكة ومبايعتهم له ودعوتهم له،ثم ما تلا ذلك من أحداث في مناصرتهم وإطعامهم وإسقاهم ومقاسمتهم أموالهم وأرزاقهم (ولذلك سموا بالأنصار).
                وقد كان الرجل يورث أخاه المهاجر وغير ذلك من أحداث ليست من موضوع الدارسة.
                طالب أشعياء سكان تيماء من اليهود، بمناصرة المهاجر لمعرفته وإيمانه بالرسالة،وأهميتها، ودورها المستقبلي على المنطقة المهاجر إليها .
                ومنطقة تيماء يقطنها جماعات من اليهود، وعلى ذلك فخطابه لهم من واقع عظمة الحدث المشهود.
                وهكذا فلقد تنبأ أشعياء بالدعوة،وبالفتح الإسلامي الذي سيتجاوز مكان الهجرة (يثرب) إلى تيماء وحدود جزيرة العرب إلى أنحاء المعمورة .





                بئر هداج
                ويعتقد أن حفر بئر هداج وطيجدرانه يعود إلى منتصف الألف الأول قبلالميلادي حوالي منتصف القرن السادس قبلالميلاد (بئر هداج)
                في تبوك السعودية تروي تيماء منذ 2500عام تعد من أقدم الآبار وأكبرها عالمياً..وتقع البئر في مدينة تيماء التي تقع علىالخط الدولي للقادمين للحج من الشام عن طريقتبوكوعن طريق القريات.
                تبعد عن تبوك بمسافة 260 كم
                تبعد عن المدينة المنورة 420 كم
                تبعد عن حائل 400 كم





                نبذه عن بئرهداج
                يقع بئر هداج وسط المدينة القديمة، في منطقة تعرف باسمه،وتحيط به أشجار النخيل من جهاتهالأربع،وقد عُرف عن بئر هداج بأنه أعظم بئر في
                الجزيرة العربية على الإطلاق وأشهرها،ويطلق عليه شيخ الجويه …أي شيخ الآبار … وكان يطلق على الرجل الذي يتميز بالكرم والجود هداجتيماء أو فلان هداج تيماء..

                والبئر مطوي بالحجارةالمصقولة

                ويتراوح عمقه من 11-12 متر

                وأبعاده غير منتظمة

                أي أن مُحيط فوهته تبلغ 65متراً .



                وإن من أسباب رفض اليهود للتسليم بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ـ على الرغم من أمر الله سبحانه وتعالى لهم بإتباع محمد صلى الله عليه وسلم والله عز وجل يقول في سورة الأعراف آية : 158 :[ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158)]. ـ هو أن رغبتهم كانت في أن يكون خروج النبي القادم من بينهم، بل ولابد وأن يكون من اليهود أنفسهم، وعلى ذلك فكافة الحروب والنزاعات التي وقعت فيما بين المسلمين واليهود في ذلك العهد كانت بسبب المعتقدات والعادات القبلية والاجتماعية السائدة في ذلك المكان الذي يحتم على الفرد الولاء لقبيلته والمحافظة على ما توارثه من معتقدات، وإن الخروج عليهم بمعتقد ودين كالإسلام ونبي هو محمد الذين يعرفون قدومه وينكرونه هو بمثابة التهديد للسيادة والأعراف، ومن ثم تلاحقت الأحداث بمعاداة الإسلام ومحاولات تدبير المكائد والصراعات ، وما نجم عنها من إجلاءهم من مناطق وجودهم فيها.
                ونحن عندما نستقرئ أحداث ما بعد الهجرة، نتبين كيف كانت العلاقة بين اليهود والمسلمين في المدينة المنورة وما تضمنته من صراعات وحروب ومكائد من اليهود حتى طردوا منها.
                وفي ذلك دلالة كما تؤكد الأحداث والعهود والمواثيق احترام المسلمين لليهود في صدر الإسلام والتعامل معهم بعد أن أتاح لهم الحياة في المجتمع مع المسلمين .
                ولكننا من خلال القراءة الفاحصة والناقدة للترجمات العربية المقارنة لنص أشعياء نلاحظ ونتساءل عن المفردات المستخدمة في النص:
                لماذا تم تغيير الترجمة الكاثوليكية العربية للاسم الجغرافي من بلاد العرب (شبه جزيرة العرب) في النص إلى العرَبَة (وادي العربة)؟!..


                النص من سفر أشعياء 21/13ـ17: النسخة الكاثوليكية
                [ 13 قَولٌ على العَرَبة:في الغابَةِ في العَرَبةِ تَبيتون يا قَوافِلَ الدَّدانِيِّين. 14 هاتوا الماءَ لِلِقاءَ العَطْشان يا سُكَّانَ أَرضِ تَيماء.إِستَقبِلوا الهارِبَ بِالخُبْز15 فإِنَّهم قد هَرَبوا مِن أَمامِ السُّيوف
                مِن أَمامِ السَّيفِ المَسْلول والقَوسِ المَشْدودةِ وشِدَّةِ القِتال. 16 لِأَنَّه هكذا قالَ لِيَ السَّيِّد: ( بَعدَ سَنَةٍ كسِني الأَجير، يَفْنى كُلُّ مَجدِ قيدار، 17 وباقي عَدَدِ أَصْحابِ القِسِيِّ مِن أَبْطالِ بَني قيدار يُصبِحُ شَيئاً قَليلاً، لِأَنَّ الرَّبَّ إِلهَ إِسْرائيلَ قد تَكَلَّم).].
                وهل هناك تميز في أسفار النصارى بين مدلول لفظ (بلاد العرب) و (العَرَبة) أم أن كليهما مرادف للآخر؟ .
                إن الثابت بنص هذه الأسفار أن بلاد العرب والعرب تعني الجزيرة العربية وأهلها، أما إذا أرادت هذه الأسفار الإشارة إلى المنحدر الجغرافي الضيق الذي يجري فيه نهر الأردن ويسمى بـ(وادي العربة) فإنها تشير إليه باسمه المعروف وهو (العَرَبة).
                وللتدليل على ذلك ما ورد في المصادر التالية وتعريفاتها:
                من قاموس الكتاب المقدس :
                عَربة: اسم عبري معناه (قفر) وهي الاسم الجغرافي للمنحدر الذي يجري فيه نهر الأردن، وتتسع فيه بحيرة طبرية والبحر الميت.
                ففي يشوع 18: 20 وهو يتحدث عن نَصِيبُ بَنِي بَنْيَامِينَ مَعَ تُخُومِهِ. يقول:[ 18وَعَبَرَ إِلَى الْكَتِفِ مُقَابِلَ الْعَرَبَةِ شِمَالاً، وَنَزَلَ إِلَى الْعَرَبَةِ. 19وَعَبَرَ التُّخُمُ إِلَى جَانِبِ بَيْتِ حُجْلَةَ شِمَالاً. وَكَانَتْ مَخَارِجُ التُّخُمِ عِنْدَ لِسَانِ بَحْرِ الْمِلْحِ شِمَالاً إِلَى طَرَفِ الأُرْدُنِّ جَنُوبًا. هذَا هُوَ تُخُمُ الْجَنُوبِ. 20وَالأُرْدُنُّ يَتْخُمُهُ مِنْ جِهَةِ الشَّرْقِ. فَهذَا هُوَ نَصِيبُ بَنِي بَنْيَامِينَ مَعَ تُخُومِهِ مُسْتَدِيرًا حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ. ].
                وفي بعض الأماكن كما في تثنية 1: 1 [1هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمَ بِهِ مُوسَى جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ، فِي الْبَرِّيَّةِ فِي الْعَرَبَةِ، قُبَالَةَ سُوفَ، بَيْنَ فَارَانَ وَتُوفَلَ وَلاَبَانَ وَحَضَيْرُوتَ وَذِي ذَهَبٍ. ].
                وفي تثنية 2: 8[8فَعَبَرْنَا عَنْ إِخْوَتِنَا بَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سِعِيرَ عَلَى طَرِيقِ الْعَرَبَةِ، عَلَى أَيْلَةَ، وَعَلَى عِصْيُونَِ جَابِرَ، ثُمَّ تَحَوَّلْنَا وَمَرَرْنَا فِي طَرِيقِ بَرِّيَّةِ مُوآبَ. ].
                وقصد بالاسم هنا المنطقة بين البحر الميت والبحر الأحمر، والعرب اليوم يسمون هذه المنطقة بالعربة.
                وفي حزقيال 47: 8 [ 8وَقَالَ لِي: «هذِهِ الْمِيَاهُ خَارِجَةٌ إِلَى الدَّائِرَةِ الشَّرْقِيَّةِ وَتَنْزِلُ إِلَى الْعَرَبَةِ وَتَذْهَبُ إِلَى الْبَحْرِ. إِلَى الْبَحْرِ هِيَ خَارِجَةٌ فَتُشْفَى الْمِيَاهُ.]، قصد به من شمال البحر الميت إلى خليج العقبة، وطوله مئة ميل.
                ذكر الاسم أيضاً في يشوع 11: 2 [2وَإِلَى الْمُلُوكِ الَّذِينَ إِلَى الشِّمَالِ فِي الْجَبَلِ، وَفِي الْعَرَبَةِ جَنُوبِيَّ كِنَّرُوتَ، وَفِي السَّهْلِ، وَفِي مُرْتَفَعَاتِ دُورَ غَرْبًا ]. و يشوع 12: 3 [3وَالْعَرَبَةِ إِلَى بَحْرِ كِنَّرُوتَ نَحْوَ الشُّرُوقِ، وَإِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ (بَحْرِ الْمِلْحِ) نَحْوَ الشُّرُوقِ، طَرِيقِ بَيْتِ يَشِيمُوتَ، وَمِنَ التَّيْمَنِ تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ. ].
                و عاموس 6: 14[«لأَنِّي هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ الْجُنُودِ، أُمَّةً فَيُضَايِقُونَكُمْ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي الْعَرَبَةِ». ]..

                ومن دائرة المعارف الكتابية تحت مدخل (عربة ـ العربة):
                "عربة": كلمة سامية تعني القفر أو البادية أو البرية أو السهل، وقد تُرجم هكذا في مواضع كثيرة في الكتاب المقدس. وعندما تذكر الكلمة مُعَّرفة " بأل " كما هو الغالب في الكتاب المقدس ، فإنها تعني الوادي الذي يجري من جنوبي بحر الجليل ، بما في ذلك وادي الأردن والبحر الميت ، ويمتد حتى خليج العقبة ، وهي بذلك تشكل منطقة جغرافية لها أهميتها في التاريخ الكتابي ، كما أنها جزء واضح في تضاريس المنطقة .
                ويسمى " البحر الميت " أحياناً " ببحر العربة ":
                كما هو في تثنية 4 : 49 [49وَكُلَّ الْعَرَبَةِ فِي عَبْرِ الأُرْدُنِّ نَحْوَ الشُّرُوقِ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ. ].
                يشوع 3 : 16 [ 16وَقَفَتِ الْمِيَاهُ الْمُنْحَدِرَةُ مِنْ فَوْقُ، وَقَامَتْ نَدًّا وَاحِدًا بَعِيدًا جِدًّا عَنْ «أَدَامَ» الْمَدِينَةِ الَّتِي إِلَى جَانِبِ صَرْتَانَ، وَالْمُنْحَدِرَةُ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ «بَحْرِ الْمِلْحِ» انْقَطَعَتْ تَمَامًا، وَعَبَرَ الشَّعْبُ مُقَابِلَ أَرِيحَا. ].
                وفي يشوع12 : 3 [3وَالْعَرَبَةِ إِلَى بَحْرِ كِنَّرُوتَ نَحْوَ الشُّرُوقِ، وَإِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ (بَحْرِ الْمِلْحِ) نَحْوَ الشُّرُوقِ، طَرِيقِ بَيْتِ يَشِيمُوتَ، وَمِنَ التَّيْمَنِ تَحْتَ سُفُوحِ الْفِسْجَةِ.].
                وفي 2 ملوك 14 : 25 [25هُوَ رَدَّ تُخُمَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى بَحْرِ الْعَرَبَةِ، حَسَبَ كَلاَمِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ النَّبِيِّ الَّذِي مِنْ جَتَّ حَافِرَ. ] . ويسمى الآن الجزء الذي يجري فيه نهر الأردن " الغور ".
                بحر العربة


                أما الجزء الممتد جنوبي البحر الميت إلى خليج العقبة فيسمى " وادي عربة ".





                ومن قاموس الكتاب المقدس فإن كلمة عربية تدل على مايلي:
                عَرَبية: اسم سامي معناه (قفر) شبه جزيرة في الطرف الغربي الجنوبي من القارة الآسيوية، وأكبر شبه جزيرة في العالم، يحدها الخليج الفارسي ( العربي) من الشرق ، والمحيط الهندي من الجنوب والبحر الأحمر من الغرب والهلال الخصيب من الشمال، وتبلغ مساحتها ربع مساحة القارة الأوربية وثلث مساحة الولايات المتحدة.
                وتقسم شبه جزيرة العرب إلى عدة أقسام جغرافية: القسم الشمالي من المرتفعات الوسطى، ويسمى نجد، وتنفصل نجد عن الشاطئ الغربي بمنطقة رملية تسمى الحجاز، وعسير إلى الجنوب من الحجاز، أما اليمن فهو الركن الغربي الجنوبي، وعمان على الركن الجنوبي الشرقي، والكويت والإحساء على الساحل الشرقي، ومعظم البلاد صحراوي، وهو قليل المحاصيل الزراعية والحيوانية، وقد استخرج منه حديثاً الزيوت التي تعتبر شبه الجزيرة في مقدمة الدول المنتجة لها في العالم، وهي اليوم مستقلة استقلالاً كاملا.ً
                وتعتبر شبه جزيرة العرب مهد الشعوب السامية ومركز توزعهم في العالم، وكانت تلك الشعوب تقوم بهجرة كبرى كل حوالي ألف سنة، بسبب القحط والجفاف ومن أشهر دولها القديمة السبائيون والمنائيون والحميريون ثم الدول الإسلامية من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
                وقد ذكر الكتاب المقدس الأقسام الشمالية من الجزيرة العربية أكثر من الأقسام الجنوبية (اليمن).
                وكانت كلمة أعرابي تعني لليهود سكان القفار المتنقلين أكثر مما تعني سكان المراعي الذين يتحضّرون ويستقرون وخاصة المتنقلين منهم قرب الهلال الخصيب كما في إشعيا 13: 20
                [ 20لاَ تُعْمَرُ إِلَى الأَبَدِ، وَلاَ تُسْكَنُ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ، وَلاَ يُخَيِّمُ هُنَاكَ أَعْرَابِيٌّ، وَلاَ يُرْبِضُ هُنَاكَ رُعَاةٌ، 21بَلْ تَرْبُضُ هُنَاكَ وُحُوشُ الْقَفْرِ، وَيَمْلأُ الْبُومُ بُيُوتَهُمْ،
                وَتَسْكُنُ هُنَاكَ بَنَاتُ النَّعَامِ، وَتَرْقُصُ هُنَاكَ مَعْزُ الْوَحْشِ،].
                وفي 2 إخبار 21: 16 [16وَأَهَاجَ الرَّبُّ عَلَى يَهُورَامَ رُوحَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ وَالْعَرَبَ الَّذِينَ بِجَانِبِ الْكُوشِيِّينَ، ].
                وسمى بنو إسرائيل القسم الشمالي من شبه الجزيرة جبل المشرق كما في تكوين 10: 30 [29وَأُوفِيرَ وَحَوِيلَةَ وَيُوبَابَ. جَمِيعُ هؤُلاَءِ بَنُو يَقْطَانَ. 30وَكَانَ مَسْكَنُهُمْ
                مِنْ مِيشَا حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ سَفَارَ جَبَلِ الْمَشْرِقِ.
                وارض المشرق.[ تك 25: 6 [6وَأَمَّا بَنُو السَّرَارِيِّ اللَّوَاتِي كَانَتْ لإِبْرَاهِيمَ فَأَعْطَاهُمْ إِبْرَاهِيمُ عَطَايَا، وَصَرَفَهُمْ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِهِ شَرْقًا إِلَى أَرْضِ الْمَشْرِقِ، وَهُوَ بَعْدُ حَيٌّ. ].
                وارض بني المشرق كما في تكوين 29: 1 [1ثُمَّ رَفَعَ يَعْقُوبُ رِجْلَيْهِ وَذَهَبَ إِلَى أَرْضِ بَنِي الْمَشْرِقِ. ].
                وهي المنطقة نفسها التي سميت بالعربية في غلاطية 1: 17[17وَلاَ صَعِدْتُ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الرُّسُلِ الَّذِينَ قَبْلِي، بَلِ انْطَلَقْتُ إِلَى الْعَرَبِيَّةِ، ثُمَّ رَجَعْتُ أَيْضًا إِلَى دِمَشْقَ.].
                واعتبرت سيناء والعربة جزءاً من شبه الجزيرة العربية أيضاً ،كما في غلاطية 4: 25[25لأَنَّ هَاجَرَ جَبَلُ سِينَاءَ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَلكِنَّهُ يُقَابِلُ أُورُشَلِيمَ الْحَاضِرَةَ، فَإِنَّهَا مُسْتَعْبَدَةٌ مَعَ بَنِيهَا.].
                وكذلك سكان تلك المنطقة من ضمن العرب، ومن بينهم الإسماعيليون والعمالقة والمعينيون والمديانيون.
                وللتدليل والربط مع مواقع أخرى وردت في نصوص أخرى من أسفار اليهود والنصارى تشير إلى مكان هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم, ففي سفر أشعياء تسبيح للرب 42/10ـ17 :[10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، 11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. 13الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ.14«قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنَخُرُ مَعًا. 15أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا، وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَسًا وَأُنَشِّفُ الآجَامَ، 16وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ. 17قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْيًا الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ، الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!.].
                وقيدار كما ورد في النص هو أحد أبناء إسماعيل كما جاء في سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون العدد الثالث عشر وتشير لمكة المكرمة.
                [ 12وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. 13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. 16هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيسًا حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ. 17وَهذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً، وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 18وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ. أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ.].
                وسالع جبل سلع في المدينة المنورة .
                والترنم والهتاف ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات , وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع.
                هذا هو جبل سلع الذي ارتبط بالرسول صلى الله عليه وسلم والشاهد على غزوة الخندق

                تعليق

                • المهندس زهدي جمال الدين
                  12- عضو معطاء

                  حارس من حراس العقيدة
                  عضو شرف المنتدى
                  • 3 ديس, 2006
                  • 2169
                  • مسلم

                  #23
                  المبحث الثاني

                  من غزوة بدر الكبرى إلى فتح مكة المكرمة.

                  المطلب الأول

                  غزوة بدر الكبرى في نص أشعياء

                  نستدل من بشارة أشعياء 21/13-17 بحدوث معركة بدر الكبرى، من قول أشعياء بعد ذكر حدث الهجرة:
                  [16فَإِنَّهُ هَكَذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ:«فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ 17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] ، وقيدار كما يشير الباحثين إلى أنه أحد أولاد إسماعيل عليه السلام. كما جاء في سفر التكوين 25/13 [13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ ]، وأن أبناءه هم أهل مكة.
                  فنستنتج من النص التالي :
                  ـ أشار النص لمعركة بدر الكبرى التي تحدث بعد سنة من الهجرة.
                  ـ حدد النص وقت وقوع معركة بدر الكبرى ، بعد سنة من هجرة [العطشان.. والهارب].
                  ـ تنبأ النص بنتيجة معركة بدر الكبرى بين الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصناديد قريش وهزيمتهم بفناء مجد قيدار [فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ] وقد قُتل سبعون من قادة و صناديد قريش يوم بدر وهو دليل على انتصار هذا النبي الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قومه [لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَكَلَّمَ».]،ولأن رسالة هذا النبي من عند الله، وتنتشر دعوة هذا النبي وينتصر لأن هذا أمر الله.
                  ـ وصف الأسلحة التي كانت، وهي القسي والسيوف، و ذلك من خلال الإشارة إلى هروبهم من السيف المسلول وأن قسي أبطال قيدار ستقل بعد المعركة الفاصلة بين الحق والباطل . [17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ]... [يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ].

                  ـ لقد حدثت معركة بدر الكبرى وقد نصر الله سبحانه وتعالى فيها الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد مرور سنة أي في السنة الثانية من الهجرة والتي استخدم حدثها تقويماً يؤرخ لما بعدها ، وكانت بداية فناء أمجاد قيدار واعتناقهم للإسلام فيما بعد.
                  إذاً نستخلص من قراءة النص وتحليله ما يلي:
                  ـ أن المتكلم في النبوءة هو الرب في نص أشعياء، وهو الآمر أهل تيماء بمناصرة العطشان والهارب، مما يدل على أن كلا الشخصين من الأبرار والأخيار وأهل الحق والإيمان، قال الله تعالى:[الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمُ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ]الأنعام: 20
                  ـ هناك وعيد لقيدار بالهزيمة مجدداً فيها وقت المعركة بعد سنة من حدث هجرة المسلمين ، وعدد أبطال قيدار يقل بالقتل وتنكسر شوكتهم بالهزيمة مما يعني أنهم من الأشرار وأهل الضلال والكفر ولذا استوجبوا العقوبة.
                  إن أي باحث محايد إن أراد أن يلخص القراءة المذكورة أعلاه لظاهر النص لسوف يجد نفسه أمام هذين الحدثين: (الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة) و(غزوة بدر الكبرى) .
                  ـ وإن نحن استندنا على الحدث التاريخي والموروث الديني الإسلامي لوجدنا المسرح الجغرافي وهو مكان الحدث يعضده، فشبه جزيرة العرب مذكورة وموصوفة في النص صراحة لا تلميحاُ.
                  ـ وقد حدد النص بلاد العرب، والجزء الوعر منها الذي يتصف بطبيعته التضاريسية الجبلية(جبال الحجاز).
                  ـ وطالب قوافل الددانيين فيها بترقب قدوم العطشان مع الهارب، و ومناصرتهما ومساعدتهما ضد أهل قيدار الأشداء الذين كانوا يطلبونهما ، والذين ُعرف عنهم أنهم أهل شدة في الحرب ويستخدمون القوس.
                  ـ قوام الجيش المكي: نحو ألف وثلاثمائة مقاتل في بداية سيره، وكان معه مائة فرس وستمائة درع، وجمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط، وكان قائده العام أبا جهل بن هشام، وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف قريش، فكانوا ينحرون يوماً تسعاً ويوماً عشراً من الإبل..
                  ـ وبين لنا النص أن قيدار تتصدى لحربهم بعدها سنة من فرار وهجرة الهارب والعطشان فتكون النتيجة خسارة مجد قيدار، وإن من علامات ذلك مقتل وأسر عدد من أبطالها وصناديدها في تلك المعركة.
                  وللتدليل والربط مع مواقع أخرى وردت في نصوص أخرى من أسفار اليهود والنصارى تشير إلى مكان هجرة الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ, ففي سفر أشعياء تسبيح للرب 42/10ـ17 :
                  [10غَنُّوا لِلرَّبِّ أُغْنِيَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَهُ مِنْ أَقْصَى الأَرْضِ. أَيُّهَا الْمُنْحَدِرُونَ فِي الْبَحْرِ وَمِلْؤُهُ وَالْجَزَائِرُ وَسُكَّانُهَا، 11لِتَرْفَعِ الْبَرِّيَّةُ وَمُدُنُهَا صَوْتَهَا، الدِّيَارُ الَّتِي سَكَنَهَا قِيدَارُ. لِتَتَرَنَّمْ سُكَّانُ سَالِعَ. مِنْ رُؤُوسِ الْجِبَالِ لِيَهْتِفُوا. 12لِيُعْطُوا الرَّبَّ مَجْدًا وَيُخْبِرُوا بِتَسْبِيحِهِ فِي الْجَزَائِرِ. 13الرَّبُّ كَالْجَبَّارِ يَخْرُجُ. كَرَجُلِ حُرُوبٍ يُنْهِضُ غَيْرَتَهُ. يَهْتِفُ وَيَصْرُخُ وَيَقْوَى عَلَى أَعْدَائِهِ.14«قَدْ صَمَتُّ مُنْذُ الدَّهْرِ. سَكَتُّ. تَجَلَّدْتُ. كَالْوَالِدَةِ أَصِيحُ. أَنْفُخُ وَأَنَخُرُ مَعًا. 15أَخْرِبُ الْجِبَالَ وَالآكَامَ وَأُجَفِّفُ كُلَّ عُشْبِهَا، وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَبَسًا وَأُنَشِّفُ الآجَامَ، 16وَأُسَيِّرُ الْعُمْيَ فِي طَرِيق لَمْ يَعْرِفُوهَا. فِي مَسَالِكَ لَمْ يَدْرُوهَا أُمَشِّيهِمْ. أَجْعَلُ الظُّلْمَةَ أَمَامَهُمْ نُورًا، وَالْمُعْوَجَّاتِ مُسْتَقِيمَةً. هذِهِ الأُمُورُ أَفْعَلُهَا وَلاَ أَتْرُكُهُمْ. 17قَدِ ارْتَدُّوا إِلَى الْوَرَاءِ. يَخْزَى خِزْيًا الْمُتَّكِلُونَ عَلَى الْمَنْحُوتَاتِ، الْقَائِلُونَ لِلْمَسْبُوكَاتِ: أَنْتُنَّ آلِهَتُنَا!.].

                  وقيدار كما ورد في النص هو أحد أبناء إسماعيل كما جاء في سفر التكوين الإصحاح الخامس والعشرون العدد الثالث عشر وتشير لمكة المكرمة.

                  [ 12وَهذِهِ مَوَالِيدُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي وَلَدَتْهُ هَاجَرُ الْمِصْرِيَّةُ جَارِيَةُ سَارَةَ لإِبْرَاهِيمَ. 13وَهذِهِ أَسْمَاءُ بَنِي إِسْمَاعِيلَ بِأَسْمَائِهِمْ حَسَبَ مَوَالِيدِهِمْ: نَبَايُوتُ بِكْرُ إِسْمَاعِيلَ، وَقِيدَارُ، وَأَدَبْئِيلُ وَمِبْسَامُ 14وَمِشْمَاعُ وَدُومَةُ وَمَسَّا 15وَحَدَارُ وَتَيْمَا وَيَطُورُ وَنَافِيشُ وَقِدْمَةُ. 16هؤُلاَءِ هُمْ بَنُو إِسْمَاعِيلَ، وَهذِهِ أَسْمَاؤُهُمْ بِدِيَارِهِمْ وَحُصُونِهِمْ. اثْنَا عَشَرَ رَئِيسًا حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ. 17وَهذِهِ سِنُو حَيَاةِ إِسْمَاعِيلَ: مِئَةٌ وَسَبْعٌ وَثَلاَثُونَ سَنَةً، وَأَسْلَمَ رُوحَهُ وَمَاتَ وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ. 18وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ مِصْرَ حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ. أَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ.].

                  وسالع جبل سلع في المدينة المنورة .
                  والترنم والهتاف ذلك الأذان الذي كان ولا يزال يشق أجواء الفضاء كل يوم خمس مرات , وذلك التحميد والتكبير في الأعياد وفي أطراف النهار وآناء الليل كانت تهتف به الأفواه الطاهرة من أهل المدينة الطيبة الرابضة بجانب سلع.
                  نتائج الدراسة:
                  نستنتج مما سبق ما يلي:
                  1ـ رَسَم نص نبوءة أشعياء 21/13-17 وبدقة المسرح الجغرافي لحدثين هامين متعاقبين في المكان (بلاد العرب ـ وظروف الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة ومسارها) .
                  2ـ حَدَد نص نبوءة أشعياء 21/13-17 هوية المخاطبين (سكان تيماء) وأدوارهم كجماعة بشرية يسكنون في تلك المناطق المذكورة بالاسم .
                  3ـ وَصَف نص نبوءة أشعياء 21/13-17 شخصين رئيسين في قلب الحدث (الهجرة) وهما كما في القرآن الكريم : الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه.
                  يقول الله عز وجل :[ إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ] التوبة: ٤٠
                  4ـ ذكر النص أهمية حدث ( الهجرة) وتأثيره على التاريخ الذي أصبح يؤرخ به التاريخ الهجري ودوره في الدولة الإسلامية.
                  5ـ ذكر النص أهمية الحدث الذي يحدث بعد الهجرة بعام هي(غزوة بدر الكبرى) وأهميتها في تغير مجرى الأحداث في المدينة المنورة والإسلام.

                  تعليق

                  • المهندس زهدي جمال الدين
                    12- عضو معطاء

                    حارس من حراس العقيدة
                    عضو شرف المنتدى
                    • 3 ديس, 2006
                    • 2169
                    • مسلم

                    #24


                    المطلب الثاني


                    صفة الرسول محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه في التوراة

                    قول داود في المزمور الثاني والسبعين:
                    اَلْمَزْمُورُ الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ

                    [1اَللهُمَّ أَعْطِ أَحْكَامَكَ لِلْمَلِكِ وَبِرَّكَ لاِبْنِ الْمَلِكِ. 2يَدِينُ شَعْبَكَ بِالْعَدْلِ وَمَسَاكِينَكَ بِالْحَقِّ. 3تَحْمِلُ الْجِبَالُ سَلاَماً لِلشَّعْبِ وَالآكَامُ بِالْبِرِّ. 4يَقْضِي لِمَسَاكِينِ الشَّعْبِ. يُخَلِّصُ بَنِي الْبَائِسِينَ وَيَسْحَقُ الظَّالِمَ. 5يَخْشُونَكَ مَا دَامَتِ الشَّمْسُ وَقُدَّامَ الْقَمَرِ إِلَى دَوْرٍ فَدَوْرٍ. 6يَنْزِلُ مِثْلَ الْمَطَرِ عَلَى الْجُزَازِ وَمِثْلَ الْغُيُوثِ الذَّارِفَةِ عَلَى الأَرْضِ. 7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ. 10مُلُوكُ تَرْشِيشَ وَالْجَزَائِرِ يُرْسِلُونَ تَقْدِمَةً. مُلُوكُ شَبَا وَسَبَأٍ يُقَدِّمُونَ هَدِيَّةً 11وَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ الْمُلُوكِ. كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ \لظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ. 15وَيَعِيشُ وَيُعْطِيهِ مِنْ ذَهَبِ شَبَا. وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. 16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. 17يَكُونُ اسْمُهُ إِلَى الدَّهْرِ. قُدَّامَ الشَّمْسِ يَمْتَدُّ اسْمُهُ. وَيَتَبَارَكُونَ بِهِ. كُلُّ أُمَمِ الأَرْضِ يُطَوِّبُونَهُ. ].
                    وقال المهتدي الطبري:تأمل قوله " وَيُصَلِّي لأَجْلِهِ دَائِماً. الْيَوْمَ كُلَّهُ يُبَارِكُهُ. "
                    (ولا نعلم أحداً يصلى عليه في كل وقت غير محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ).
                    وغني هذا النص عن زيادة تعليق أو شرح، فلم تتحقق هذه الصفات متكاملة لنبي أو ملك قبل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مثل ما تحققت له، وبمقارنة سريعة بين الآيات التي سأوردها وهذا النص يتضح التماثل التام بينهما، قال تعالى في سورة التوبة:
                    [لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ] التوبة: ١٢٨

                    وهذا هو عين الموجود بالنبوءة:[ كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ 12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. 14مِنَ الظُّلْمِ وَالْخَطْفِ يَفْدِي أَنْفُسَهُمْ وَيُكْرَمُ دَمُهُمْ فِي عَيْنَيْهِ.].
                    ولاحظ الدقة في النص عند قوله ( كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ) قال (لَهُ) ولم يقل: ( به).
                    يقول سبحانه وتعالى:[قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ]الأعراف: ١٥٨
                    ولقد ذكرت السيدة خديجة بنت خويلد صفات رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد عودته من الغار ولقائه جبريل عليه السلام فقالت له كما رواه البخاري في كتاب الوحي:
                    فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ « لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِى » . فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلاَّ وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَداً ،[ كُلُّ الأُمَمِ تَتَعَبَّدُ لَهُ ] إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ ، وَتَحْمِلُ الْكَلَّ ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ ، وَتَقْرِى الضَّيْفَ ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ[12لأَنَّهُ يُنَجِّي الْفَقِيرَ الْمُسْتَغِيثَ وَالْمَِسْكِينَ إِذْ لاَ مُعِينَ لَهُ. 13يُشْفِقُ عَلَى الْمَِسْكِينِ وَالْبَائِسِ وَيُخَلِّصُ أَنْفُسَ الْفُقَرَاءِ. ].
                    وقوله تعالى:[هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا] الفتح: ٢٨
                    وفي قوله:
                    [16تَكُونُ حُفْنَةُ بُرٍّ فِي الأَرْضِ فِي رُؤُوسِ الْجِبَالِ. تَتَمَايَلُ مِثْلَ لُبْنَانَ ثَمَرَتُهَا وَيُزْهِرُونَ مِنَ الْمَدِينَةِ مِثْلَ عُشْبِ الأَرْضِ. ].
                    هو هو عين الموجود في آخر سورة الفتح:
                    [مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا] الفتح: ٢٩
                    وقد تضمن المزمور الذي وردت فيه هذه البشارة بعض الألفاظ التي لا تزال مشرقة وشاهدة وهي قول داود:
                    (7يُشْرِقُ فِي أَيَّامِهِ الصِّدِّيقُ وَكَثْرَةُ السَّلاَمِ إِلَى أَنْ يَضْمَحِلَّ الْقَمَرُ. 8وَيَمْلِكُ مِنَ الْبَحْرِ إِلَى الْبَحْرِ وَمِنَ النَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. 9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.) .
                    ولنفاسه هذا اللفظ أحببت إيراده، وقد ضُبطت لفظة " الصِّدِّيقُ " بالشكل الذي نقلته، فهل بعد هذا الإيضاح يبقى إشكال لذي عقل؟ وقد ذكر صاحبه الصديق رضي الله عنه، وذكر سنة من سنن دينه وهي كثرة السلام إلى أن يضمحل القمر، واضمحلال القمر تعبير عن الساعة يشهد له أول سورة التكوير والانفطار.
                    أما قوله: (9أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ.).
                    فلقد عبر عنها القرآن الكريم في سورة الأحزاب: [وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا] الأحزاب: ٢٧
                    وفي سورة الفتح : [وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (19) وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (20)] الفتح: ١9 - ٢٠



                    المبحث الثالث

                    المطلب الأول

                    الفرع الأول

                    فتح مكة المكرمة

                    فتح الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمكة ومعه عشرة آلاف صحابي..
                    في سفر التثنية الإصحاح 33/1ـ 2 [وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.] . (SVD)
                    وفي طبعة سنة 1844م هكذا: [ وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لَنامِنْ سَعِيرَ وَاسْتَعْلَنْ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.].
                    وفي نسخة الانترنت موقع الكلمة نجد النص هكذا:
                    [وهذِهِ هيَ البَركةُ التي بارَكَ بِها موسى، رجلُ اللهِ، بَني إِسرائيلَ قَبلَ موتِهِ، 2فَقالَ: «أقبَلَ الرّبُّ مِنْ سيناءَ، وأشرَقَ لهُم مِنْ جبَلِ سَعيرَ، وتَجلَّى مِنْ جبَلِ فارانَ، وأتى مِنْ رُبى القُدسِ وعَنْ يمينِهِ نارٌ مُشتَعِلةٌ. ].
                    وفي نسخة (KJV)

                    نجد النص هكذا:

                    DT: 33:2: And he said, The Lord came from Sinai, and rose

                    Up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right hand went a fiery law for them.

                    وبالعبرية هكذا:
                    [ א וְזֹאת הַבְּרָכָה, אֲשֶׁר בֵּרַךְ
                    מֹשֶׁה אִישׁ הָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵי יִשְׂרָאֵל: לִפְנֵי, מוֹתוֹ. ב וַיֹּאמַר, יְהוָה מִסִּינַי בָּא וְזָרַח
                    מִשֵּׂעִיר לָמוֹ—הוֹפִיעַ מֵהַר פָּארָן, וְאָתָה מֵרִבְבֹת קֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדת אֵשׁדָּת לָמוֹ].
                    والذي ينطق هكذا:
                    [ وآماد أذوناى مسيناى إشكلي ودبهور يقايه مسيعير اثحزى لانا استخى بغبورتيه تمل طوراد فإران وعميه ربواث قديسين ].
                    في نص التثنية الإصحاح 33/2 نبوءة واضحة عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكما قلنا لا ينكرها عاقل إلا من كان حاقد القلب أعمى البصر والبصيرة فهذه الأماكن الثلاثة وهي مبعث الرسل الثلاثة محمد وعيسى وموسى عليهم أفضل الصلاة والسلام.
                    وبدراسة متأنية لما هو وارد في سفر تثنية الآيات 1-3 من الإصحاح الـ33 والتي تشكّل المقدّمة، والتي تقرأ كما يلي:
                    [ وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ 2فَقَال: جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ]،نجد أن المهتدي الإسكندراني قد أورد هذه البشارة باللغة العبرية كالتالي والتي تنطق هكذا:
                    ( وآماد أذوناى مسيناى إشكلي ودبهور يقايه مسيعير اثحزى لانا استخى بغبورتيه تمل طوراد فاران وعميه مربواث قديسين ).
                    والنص العبري هكذا:
                    [ אוְזֹאתהַבְּרָכָה, אֲשֶׁרבֵּרַךְמֹשֶׁהאִישׁהָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵייִשְׂרָאֵל:לִפְנֵי, מוֹתוֹ. בוַיֹּאמַר, יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹ—הוֹפִיעַ מֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבֹתקֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדתאֵשׁדָּתלָמוֹ. גאַףחֹבֵבעַמִּים, כָּל-קְדֹשָׁיובְּיָדֶךָ; וְהֵםתֻּכּוּלְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרֹתֶיךָ.].

                    أرجو ملاحظة كلمة (מֵרִבְבתـمربواث ـקדֶשׁ ـ قديسين ) الواردة في النص السابق،إنها تعني عشرة آلاف قديس بالتحديد وذلك طبقاً للغة العبرية وطبقاً لما هو وارد في القاموس العبري بالإضافة إلي دقة النص المترجم إلى اللغة الإنجليزية وتحديداً نسخة الملك جيمس كما سنرى، والعجيب أن جناب القس عـبد المسيح بسيط أبو الخير قد حرف النص عن موضعه، حيث أنه قد أثبت الرسم وحرف النطق هكذا:
                    من (מֵרִבְבתקדֶשׁ مربواث قديسين ( إلى ) מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش )
                    فالنص العبري هو هو ولكن النطق غير سليم فمن مربواث قديسين إلى مربيبوت قودش.
                    فما المقصود بربوات القدس ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربيبوت قودش ) طبقاً لتفسير القس المبجل؟.
                    يقول بالحرف الواحد ما نصه:[ " قودش = قدس أو مقدس "، ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو:" أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة "].
                    لاحظ أنه نطق كلمة קדֶשׁ قديسين هكذا: [ قودش ] لتصبح القدس بعد ذلك ويصبح النص بناء على كلامه كالآتي:
                    يقول:
                    [ قبل موت موسى النبي مباشرة أخذ يبارك أسباط إسرائيل الإثنى عشر ويذكّرهم بأعمال الله العظيمة التي عملها معهم طوال رحلة الخروج من مصر، ويعرّفهم بماهيّة الرب ( يهوه יְהוָה) مانح البركة ثم يقدم لهم في الإصحاح الـ 33 بركة فردية خاصة لكل سبط من أسباط إسرائيل الإثنى عشر، ويبدأ الإصحاح بقوله " وَهَذِهِ هِيَ البَرَكَةُ التِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى رَجُلُ اللهِ بَنِي إِسْرَائِيل قَبْل مَوْتِهِ، فَقَال: " جَاءَ الرَّبُّ ( يهوه יְהוָה ) مِنْ سِينَاءَ وَأَشْرَقَ
                    ( يهوه יְהוָה) لهُمْ مِنْ سَعِيرَ وَتَلأْلأَ( يهوه יְהוָה) مِنْ جَبَلِ فَارَانَ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِالقُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. "]. (تثنية33/1و2).
                    تصحيح خطأ جناب القس:
                    لو نظرنا إلى الترجمة الحرفية للنص نجدها كالتالي:
                    بداية جاءت العبارة في اللغة العبرية ( מֵרִבְבתקדֶשׁ ـ مربواث قديسين ) ،وليست كما قال جناب القس: (مربيبوت قودش ).
                    مع ملاحظة أن كلمة [ מֵ ـ مي ] تعني [مع] وليست [ من ]، وكلمة [רִבְבת ـ ربواث ] تعني [عشرة آلاف] وليست [ربوات جمع ربوة] ، كما يذكر نيافته، كما أن كلمة [ קדֶשׁ] تعني [ قديسين ]، وليست [القدس] كما يحاول التضليل فرببوت قدش، جاءت في صيغة المضاف والمضافإليه. وهذه الصيغة يتم ترجمتها في صيغة الموصوف والصفة، وإليك بيانذلك:

                    1 ـ خروج 3: 5: אַדְמַת קדֶשׁ(أدْمَت قـُدِش)أي "أرض مقدسة"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "أرض القدس"! فجاءت(قدش)صفة.

                    2 ـ خروج 12: 16: מִקְרָאקדֶשׁ(مِقـْراقـُدِش)أي "محفل مقدّس"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "محفل القدس"! فجاءت(قدش)صفة.

                    3 ـ خروج 16: 23 :שַׁבַּת קדֶשׁ(شَبَت قـُدِش)أي "سبت مقدّس"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "سبت القدس"! فجاءت(قدش)صفة.

                    4 ـ أي 23: 6: כִּי-קדֶשׁ הֵמָּה(كِي قـُدِش هِمَّه)أي "لأنهم مقدَّسون"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "لأنهم القدس"! فجاءت(قدش)صفة.

                    فاتضح أن(رببوت قدش)تـُترجَم إلى(ربْوات مقدسة)وهي الترجمة السليمة، ومنقرائن ذلك أن النص بعدها قال(قدشـَيو)أي "قدّيسيه" فجاء بالاسم في صيغة الجمع.


                    والمدقق في النص نجد أن جناب القس قد أغفل كلمة ( يهوهיְהוָה) من باقي النص كما هو متبع في شرحه حيث قال:
                    [ وَأَتَى مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ.] وبناءً على تفسيره يفترض أن يصبح النص هكذا:
                    [وَأَتَى( يهوهיְהוָה) مِنْ رَبَوَاتِ القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ ( يهوهיְהוָה) نَارُ شَرِيعَةٍ لهُمْ. ] حيث أن الضمير في النص يعود على( يهوهיְהוָה)، ومع ذلك فهو لم يفعل ، لماذا لأنه بعد ذلك أكد أن القادم مِنْ رُبَي القُدْسِ هو السيد المسيح، وإليك إعادة قوله مرة ثانية:
                    [ ومن ثمّ فترجمة النص العبري إلى العربية حرفيًا هو " أَقْبَلَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَفَ عَلَيْهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَجلّيَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ؛ وَأَتَى مِنْ رُبَي القُدْسِ وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ مُشْتَعَلَة ].
                    والذي نرتاح إليه ونركن، هو ما ذكره المهتدي سعيد الإسكندراني والمهتدي عبد الأحد داوود وليس كما ذكره جناب القس كاهن كنيسة السيدة العـذراء الأثرية بمسطرد بالقاهرة، ويصبح النص كالتالي:
                    [ א וְזֹאת הַבְּרָכָה, אֲשֶׁר בֵּרַךְ מֹשֶׁה אִישׁ הָאֱלֹהִים-אֶת-בְּנֵי יִשְׂרָאֵל: לִפְנֵי, מוֹתוֹ. ב וַיֹּאמַר, יְהוָה מִסִּינַי בָּא וְזָרַח מִשֵּׂעִיר לָמוֹ—הוֹפִיעַ מֵהַר פָּארָן, וְאָתָה מֵרִבְבֹת קֹדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדת אֵשׁ דָּת לָמוֹ ] .
                    وإليك النص من ترجمة King James والتي أنقلها كالآتي:

                    1 And thisisthe blessing, wherewith Moses the man of God blessed the children of Israel before his death.

                    2 And he said, The LORD came from Sinai, and rose up from Seir unto them; he shined forth from mount Paran, and he came with ten thousands of saints: from his right handwenta fiery law for them.

                    والربوات في اللغة اليونانية وفي اللغة العبرية רִבְבת تعني عشرة آلاف، كما جاءت في معاجم اللغة العبرية مثل ( Dictionary Young’s Hebrew ) تعني:
                    [ ten thousands, multitude, ] عشرة آلاف.
                    أما النص المستشهد به من قبل جناب القس فلقد تم التحريف فيه هكذا:

                    2 And he said The Lord came from Sinai and dawned over them from Seir;He shone forth from Mount Paran. He came from myriadsof holyones from his right hand went a fierly”

                    ويقوم بالشرح والتعليق على النص بقوله:
                    " مع ملاحظة أنّ عبارة [ holy ones] هي حرفيًا [ holy one ].
                    ونقلت في بعض الترجمات الإنجليزية ومنها الترجمة الدولية الحديثة ، " myriads " NIV
                    في حين أن كلمة " myriad " كما جاء في " The Lexicon Webster Dictionary " والتي استشهد بها نيافته تعني عشرة آلاف وإليك التعريف كما هو وارد في القاموس :

                    Indefinite, immense number; a multitude of things or people”: ten thousand

                    وما لنا نذهب بعيداً إليك النص التوراتي الشارح لها:
                    جاء في سفر عزرا اَلإصْحَاحُ الثَّانِي عدد 64و65:
                    [63وَقَالَ لَهُمُ التِّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 64كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 65فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمْ فَهَؤُلاَءِ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ وَلَهُمْ مِنَ الْمُغَنِّينَ وَالْمُغَنِّيَاتِ مِئَتَانِ.].
                    وجاء في سفر نحميا اَلإصْحَاحُ السَّابِعُ عدد 65ـ76:
                    [ 65وَقَالَ لَهُمُ التَّرْشَاثَا أَنْ لاَ يَأْكُلُوا مِنْ قُدْسِ الأَقْدَاسِ حَتَّى يَقُومَ كَاهِنٌ لِلأُورِيمِ وَالتُّمِّيمِ. 66كُلُّ الْجُمْهُورِ مَعاً أَرْبَعُ رَبَوَاتٍ وَأَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَسِتُّونَ 67فَضْلاً عَنْ عَبِيدِهِمْ وَإِمَائِهِمِ الَّذِينَ كَانُوا سَبْعَةَ آلاَفٍ وَثَلاَثَ مِئَةٍ وَسَبْعَةً وَثَلاَثِينَ.].
                    وعليه فقد فهمت السبعينية كلمة(قدش)في بشارة التثنية على أنها اسم بلد، فترجمتها إلى(قادش). فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ، وترجمها إلى(قديسين). نفس الموقف حصل هنا، إذ فهمت السبعينية كلمة(تيمان)على أنها اسم بلد، فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ وترجمهاإلى(الجنوب). وكما رأينا، فالفشيطتا السريانية والترجومالآرامي كلاهما ترجما الكلمة إلى(جنوب).
                    هذه العبارة العبريةמִתֵּימָן(مِتيمن)وردت في(يشوع 12: 3)، وترجمها فاندايك إلى: "من التيمن"، بينما هيفي الترجمة الكاثوليكية:"من الجنوب"، وفي الترجمةالمشتركة:
                    "جنوباً"، وهكذا في الترجمات الإنجليزية. نفسالشيء في (يش 13: 4). وجاءتתֵּימָן(تيمان) بمعنىالجنوب(إش 43: 6؛ زك 6: 6، 9: 14؛ مز 78: 29؛ أيوب 39: 26؛ نشيد 4: 16).
                    هل عرفتم لمَ جاءجبل فارانمقروناً بكلمة( تيمن)، ليُعرف أن جبل فاران إنما يقع فيالحجاز الجنوبيحيث تخوماليمن، فهكذا تـُعرف اليمن لدى اليهود باسمתימן(تيمان). وقد تحدث المسيح عنملكة اليمنالتي جاءت لسليمان (متى 12: 42)، وهي فيالفشيطتا السريانية: "ܡܠܟܬܐܕܬܝܡܢܐ" (ملكتا دتيمنا)، وفي ترجمة ديلطشالعبرية:"מַלְכַּתתֵּימָן" (ملكةتيمن)، وترجمها فاندايك إلى:"ملكةالتيمن"! .
                    ويقول البروفسور عبد الأحد داوود والذي أورد نصّ الفقرة كالآتي:
                    [ جاء نور الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير، وتلألأ من جبل فاران وجاء معه عشرة آلاف قديس، والشريعة المشعّة بيده ]… ففي الكلمات شبه نور الرب بنور الشمس:
                    " إنه يأتي من سيناء ويشرق من ساعير، ولكنه تلألأ بالمجد من ( فاران ) حيث يظهر مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) ويحمل الشريعة بيده اليمني "
                    [كتاب " محمد... في كتب اليهود والنصارى " للبروفيسور عبد الأحد داود ص10. ]
                    وهذا يعني دخول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع عشرة آلاف قديس ( مؤمن ) وجاء بنور الشريعة إلى شعبه فلقد جاء في كتاب ( السيرة النبوية وأخبار الخلفاء للإمام الحافظ أبي حاتم بن أحمد التميمي المتوفي 354 ھ الطبعة الثالثة صفحة 326) والذي كتب عن دخول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مكة ومعه عشرة آلاف من المسلمين.

                    الفرع الثاني

                    فاران

                    سفر التثنية إصحاح 33
                    ومن المناسب في هذه الدراسة التنويه إلى دراسة عظيمة قام بها القبطان المسلم بخصوص ما جاء في هذا السفر وهي موجودة على الرابط ننقلها بتمامها حتى تعم الفائدة .

                    http://www.imanway1.com/horrors/showthread.php?t=11780

                    فإنها شهيرة تلك النبوءة التي قالهاموسى عليه السلام قبل موته فيسفر التثنيةإصحاح 33،وشهيرة أيضاً أقوال المسيحيين في الرد على التفسير الإسلامي.
                    (1وَهذِهِ هِيَ الْبَرَكَةُ الَّتِي بَارَكَ بِهَا مُوسَى، رَجُلُ اللهِ، بَنِي إِسْرَائِيلَ قَبْلَ مَوْتِهِ، 2فَقَالَ: «جَاءَ الرَّبُّ مِنْ سِينَاءَ، وَأَشْرَقَ لَهُمْ مِنْ سَعِيرَ، وَتَلأْلأَ مِنْ جَبَلِ فَارَانَ، وَأَتَى مِنْ رِبْوَاتِ الْقُدْسِ، وَعَنْ يَمِينِهِ نَارُ شَرِيعَةٍ لَهُمْ. 3فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ، وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ. 4بِنَامُوسٍ أَوْصَانَا مُوسَى مِيرَاثًا لِجَمَاعَةِ يَعْقُوبَ. 5وَكَانَ فِي يَشُورُونَ مَلِكًا حِينَ اجْتَمَعَ رُؤَسَاءُ الشَّعْبِ أَسْبَاطُ إِسْرَائِيلَ مَعًا. 6لِيَحْيَ رَأُوبَيْنُ وَلاَ يَمُتْ، وَلاَ يَكُنْ رِجَالُهُ قَلِيلِينَ».).
                    ولكن على القارئ بدايةً أن يعرف أنه لا يوجد تفسير إسلامي للنبوءة، بل هناكتفسير منطقي وطبيعي وواقعي وموضوعي لهذه النبوءة، بحيث لا تصمد أمامه أي ردودواهية.
                    والآن .. ماذا يقول النص العبريالمسوري؟ وماذا يقول النص العبريالسامري؟ وماذا يقول النص اليونانيالسبعيني؟ وماذا يقول النص السريانيالفشيطي؟ وماذا يقول الربانيون والمفسروناليهود؟ وماذا يقول العلماءالمسيحيون؟..
                    النص العبري المسوري
                    Masoretic
                    יְהוָהמִסִּינַיבָּאוְזָרַחמִשֵּׂעִירלָמוֹ--הוֹפִיעַמֵהַרפָּארָן, וְאָתָהמֵרִבְבתקדֶשׁ; מִימִינוֹ, אשדת (אֵשׁדָּת) לָמוֹ.
                    אַףחבֵבעַמִּים, כָּל-קְדשָׁיובְּיָדֶךָ; וְהֵםתֻּכּוּלְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרתֶיךָ
                    التعريب والترجمة الحرفية
                    يهوه(الرب)مِسّينَي(من سيناء)باء(جاءوزرح (وأشرق) مِسّعير(من سعير)لمو(لهم). هوفيع (تلألأ) مِهَر(من جبل) فآرَن(فاران)، وأتـَه (وأتى؟)مِرِبْبُت(من رِبوَةٍ) قُدش(مقدسة)، ميمينو(من يمينه)إش(نار)دَت(شريعة)لمو(لهم). آف(أيضاً)حُبـِب(مُحِبّ)عَمِّيم(الشعوب). كَلّ(كُلّ)قدشَيو(قدّيسيه)بيدك(بيدك)، وهِم(وهُم)تُكو(متكئون)لرجلك(لرِجْلك)يسأ(يتقبّلون)مِدَبرتيك(من كلامك). اھ

                    النص العبري السامري
                    Samaritan Pentateuch
                    יהוהמסיניבאוזרחמשעירלמוהופיעמהרפראןואתומרבבותקדשמימנואשדתלמו. אףחובבעמיםוכלקדשיובידךוהםתכולרגליךשאומדברתך
                    التعريب والترجمة الحرفية
                    يهوه(الرب)مسيني(من سيناء)باء(جاء)، وزرح(وأشرق)مسعير(من سعير)لمو(لهم). هوفيع(تلألأ)مهر(من جبل)فرآن0(فاران)، وإتو(ومعه)مرببوت0(منرِبْواتٍ)قُدش(مقدسة)، ميمنو(من يمينه)إشدت(نارشريعة)لمو(لهم). آف(أيضاً)حوبب(مُحِبّ)عميم(الشعوب). كل(كُلّ)قدشيو(قدّيسيه)بيدك(بيدك)، وهم(وهُم)تكو(متكئون)لرجليك(لرِجْليك)سؤو(متقبّلون)مِدَبرتك(من كلامك). اھ

                    الاختلافات بين المسورية والسامرية
                    بعيداً عن الحروف الطفيفة، يتجلّى أهماختلاف بينهما في كلمةואתהالمذكورة في النصالمسوري(واو - ألف - تاءهاء)، بينما هي في السامريةואתו(واو - ألف - تاءواو). فهل حرف الهاء غيّر شيئاً؟


                    نعم، فالكلمة مكونة من مقطعين: (ألف تاء) + (ضمير). وما فعله الكاتب المسوري هو تحويل ضمير الواو إلى هاءإيهاماً للكلمة لتُنطَق ككلمة (أتى).
                    واحتفظت السامرية بالقراءة الأصلية، وهي (إتو) أي (معه). وهذه هي القراءة الموجودة في باقي الترجمات القديمةكما سنرى.
                    النص اليوناني السبعيني
                    Septuagint
                    κύριος εκ Σινα ηκει καὶ επέφανεν εκ Σηιρ ημι̃ν καὶ κατέσπευσεν εξ ορους Φαραν σὺν μυριάσιν Καδης εκ δεξιω̃ν αυτου̃ αγγελοι μετ' αυτου̃ . καὶ εφείσατο του̃ λαου̃ αυτου̃ καὶ πάντες οι ηγιασμένοι υπὸ τὰς χει̃ράς σου καὶ ου̃τοι υπὸ σέ εισιν καὶ εδέξατο απὸ τω̃ν λόγων αυτου̃
                    الترجمةالحرفية
                    الرب من سيناء جاء،وظهر من سعير لنا. وأسرع من جبل فاران، مع ربوات قادش، من يمينه ملائكة معه.
                    وصان شعبه، وكل قدّيسيه في يديك. وهُم تحتك، وتقبَّل من كلامه. اھ
                    التعليــق
                    ترجمت السبعينية(لمو)الأولى إلى(لنا)والثانية إلى(معه)، وظنّت أن كلمة(قدش)هي مدينة(قادش). وترجمت(إشدت)إلى(ملائكة). كما ترجمت الكلمة العبرية(أته)إلى(مع)تمشياً مع القراءةالسامرية.
                    نص الفولجات االلاتينية
                    Vulgate
                    Dominus de Sina venit et de Seir ortus est nobis apparuit de monte Pharan et cum eo sanctorum milia in dextera eius ignea lex.

                    الترجمةالحرفية
                    الرب من سيناء جاء، ومن سعير أشرق لنا. تلألأ من جبل فاران، ومعه آلاف القديسين، في يمنه شريعة متـّقدة. اھ
                    التعليــق
                    ترجم جيروم الكلمة العبرية(أته)إلى(معه)تمشياً مع القراءة السامرية، مما يدل على أن القراءةالأصلية هي(إتو). كما تدارك جيروم الخطأ الذي وقع فيه السبعينيون، فترجم(قدش)إلى(قديسين).
                    ترجوم أونقيلوسالآرامي
                    Onkelos
                    יְיָמִסִּינַיאִתְגְּלִיוְזֵיהוֹריְקָרֵיהּמִשֵּׂעִיראִתַּחְזִילַנָא--אִתְגְּלִיבִּגְבוּרְתֵיהּעַלטוּרָאדְּפָארָן, וְעִמֵּיהּרִבְּוָתקַדִּישִׁין; כְּתָביַמִּינֵיהּ, מִגּוֹאִישָׁתָאאוֹרָיְתָאיְהַבלַנָא. אַףחַבֵּיבִנּוּןלְשִׁבְטַיָּא, כָּלקַדִּישׁוֹהִיבֵּיתיִשְׂרָאֵלבִּגְבוּרָאאַפֵּיקִנּוּןמִמִּצְרָיִם; וְאִנּוּןמִדַּבְּרִיןתְּחוֹתעֲנָנָךְ, נָטְלִיןעַלמֵימְרָךְ
                    التعريب والترجمةالحرفية
                    يي(الرب)مسيني(من سيناء)اتجلي(تجلَّى)، وزيهور(ولمع)يقريه(مجده)مسعير(من سعير)اتحزي(رُؤي)لنا(لنا). اتجلي(تجلَّى)بجبورتيه(بجبروته)عل(على)طورا(جبل)دفارَن(فاران)، وعميه(ومعه)ربوت(رِبوات)قديشين(قديسين). كتب(كتبَت)يمينيه(يمينـُه)مجو(من وسط)إيشثا(النار)أورَيثا(شريعة)يهب(وهب)لنا(لنا). آف(أيضاً)حبيبنون(مُحبّهم)لشبطيا(للأسباط)، كل(كل)قديشو هي(قديسيه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل). بجبورا(بقوّة)أفيقنون (أخرجهم) ممصريم (من مصر)، وأنون (وهم) مدبرين (مسوقون) تحوت (تحت) عنـَنك(سحابتك)، نـَطلين(سائرون)عل(على)ميمرك(كلمتك). اھ

                    تعليق على ترجوم أونقيلوس
                    ترجم أصحاب الترجوم العبارة العبرية إلى(ومعه ربوات قديسين)، فهي أيضاً تنصّ على أن الكلمة العبرية الأصلية هي(إتو)أي(معه).
                    وقد حاول أصحاب الترجوم تأويل النبوءة لتنطبق على بني إسرائيل، فأضافوا من عندهم زيادات فوق النص!! ولو كان النص منطبقاً عليهم، لما لجئوا إلى التعسف!.
                    ترجوم يوناثان الآرامي
                    Pseudo-Jonathan
                    יְיָמִןסִינַיאִתְגְלֵילְמִתַּןאוֹרַיְיתָאלְעַמֵיהּבֵּיתיִשְרָאֵלוּדְנַחזִיואִיקַרשְׁכִינְתֵּיהּמִגַבְלָאלְמִיתְּנָהּלִבְנוֹידְעֵשָווְלָאקַבִּילוּיָתָהּהוֹפַעבְּהַדְרַתאִיקַר
                    מִטַוְורָאדְפָארָןלְמִיתְנָהּלִבְנוֹידְיִשְׁמָעֵאלוְלָאקַבִּילוּיָתָהּהֲדַרוְאִתְגְלֵיבִּקְדוּשָׁאעַלעַמֵיהּבֵּיתיִשְרָאֵלוְעִמֵיהּרִיבַןרִיבְווָןמַלְאָכִיןקַדִישִׁיןכְּתַביְמִינֵיהּוְאוֹרַיְיתָאמִגוֹשַׁלְ
                    הוֹבִיתאֵישָׁתָאפִּקוּדַיָאיְהַבלְהוֹן: אוּףכָּלמַהדְאוֹדָאָהלְעַמְמַיָאמְטוֹללִמְחַבְבָאעַמֵיהּבֵּיתיִשְרָאֵלכֻּלְהוֹןקָרָאלְהוֹןקַדִישִׁיןלְמֵקוּםבַּאֲתַרבֵּיתשְׁכִינְתֵּיהּוְכַדהִנוּןנַטְרִין
                    מִצְוָותָאדְאוֹרַיְיתָאמְדַבְּרִיןלְרֶגֶלעֲנָנֵייְקָרָךְנַיְיחִיןוְשַׁרְיַיןכְּמִיןפִּסָאדְבַר

                    التعريب والترجمةالحرفية
                    يي(الرب)منسينـَي(من سيناء)اتجلي(تجلَّى)لمِتن(لإعطاء)أورَيثا(الشريعة)لعميه(لشعبه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل). ودنح(وأشرق)زيو(بهاء)إيقر(مجد)شكينتيه(سكينته)مِجَبْلا(مِن سعير) لميتنَه(لإعطائها)لبنوي(لِبَنِي) دعِسو(عيسو)، ولا(فما)قبيلو(قـَبـِلوا)يَثَه(إياها). هوفع(تلألأ)بهدرت(بجلال)إيقر(المجد)مِطـَورا(من جبل)دفآرَن(فاران)لميتنه(لإعطائها)لبنوي(لبني)ديشمعئل(إسماعيل)، ولا(فما)قبيلو(قبلوا)يثه(إياها). هدَر(عاد)وإتجلي(وتجلَّى)بقدوشا(بقداسةٍ)عل(على)عَمّيه(شعبه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل)، وعِمّيه(ومعه)ريبَن(رِبوة)ريبوَن(ربوات)ملآكين(ملائكة)قديشين(قديسين). كتب(كتبت)يمينيه(يمينه)وأوريثا(وشريعةً)مجو(من وسط)شلهوبيث(لهيب)إيشـَثا(النار)فقودَيا(وصايا)يهب(وهب)لهون(لهم). أوف(أيضاً)كل(كل)مَه(ما)دأودآه(أصاب)لعَممَيا(الشعوب)مطول(لأجل)لمحببا(أنه محب)عَميه(شعبه)بيت(بيت)يسرئل(إسرائيل)، كلهون(كلّهم)قرأ(دعا)لهون(إيّاهم)قديشين(قديسين)لمقوم(للقيام)بأثر(في موضع)شكينتيه(سكينته). وكد(وعندما)هنون(هم)نَطرين(حفظوا)مِصواثا(وصايا)دأورَيثا(الشريعة)، مدبرين(سِيقوا)لرجل()أسفل)عنـَني(سحابة)يقرك(مجدك)، نَيحين(استراحوا)وشَريين(وأقاموا)كمِين(بحسب)فِسأ(أمر)دبَر(الكلمة). اھ
                    التعليق على ترجوم يوناثان
                    هذا الترجوم أكثر تحرراً في الترجمة منترجوم أونقيلوس، فقد توسّع في الإضافات والزيادة بشكل عجيب! على أنه تجدر الإشارةإلى أن هذا الترجوم:
                    ـاستخدم كلمة(معه)كما فعلت كل الترجمات تمشياً مع النص السامري.
                    ـاستخدم كلمة ملائكة، وهو نفس ما استخدمته السبعينية، وإن كان الترجوم هنا جمع بين الملائكة والقديسين معاً.
                    ـ وأهم شيء في هذه الترجمة هو قولها:
                    (تلألأ بجلال المجدمن جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل)، فقد صرّح بأن(جبل فاران) يخصّ العرب لا بني إسرائيل، كما سنوضّح بالتفصيل إنشاء الله.

                    تعليق

                    • المهندس زهدي جمال الدين
                      12- عضو معطاء

                      حارس من حراس العقيدة
                      عضو شرف المنتدى
                      • 3 ديس, 2006
                      • 2169
                      • مسلم

                      #25
                      نص الفشيطتا السريانية

                      Peshitta


                      ܡܪܝܐܡܢܣܝܢܝܐܬܐܘܕܢܚܠܢܡܢܣܥܝܪܘܐܬܓܠܝܡܢܛܘܪܐܕܦܪܢܘܥܡܗܡܢܪܒܘܬܐܕܩܕܝܫܐܡܢܝܡܝܢܗ . ܝܗܒܠܗܘܢܘܐܦܐܪܚܡܐܢܘܢܠܥܡܡܐܘܟܠܗܘܢܩܕܝܫܘܗܝܒܪܟܘܗܢܘܢܡܕܪܟܝܢܠܪܓܠܟܘܡܩܒܠܝܢܡܢܡܠܬܟ
                      التعريب والترجمةالحرفية
                      مريا(الرب)من(مِن)سيني(سيناء)أتا(أتى)، ودنح(وأشرق)لن(لنا)من(من) سعير(سعير)، وإتجلي(وتجلَّى)من(من)طورا(جبل)دفرن(فاران)، وعِمّه(ومعه)من(مِن)ربوثا(ربوات)دقديشا(القديسين)من(من) يمينه(يمينه). يهب(وهَب)لهون(لهم)وآف(وأيضاً) أرحم(حَبَّب)أنون(إياهم)لعمما(للشعوبوكلهون(وكلهم)قديشوهي(قديسيه)برك(بارك). وهنون(وهُم)مدركين(ينقادون)لرجلك(لرجلك)، ومقبلين(ويتقبلون)من(من)ملتك(كلامك). اھ

                      التعليق على نص الفشيطتا
                      استخدم السريان أيضاً عبارة(ومعه من ربوات القديسين)، مما يؤكد على أن القراءة السامرية هي الأصل، وأن الكلمة في النص المسوري محرّفة. كما يتضح أيضاً أن هؤلاء القديسين مرتبطون بفاران لأنها آخرمكان ذُكِر، وجاء الحديث عن القديسين بعده. وقد التزم السريان بالنص العبري، فلم يضيفوا إليه أو يترجموه ترجمة تفسيرية كما فعل أصحاب الترجوم.
                      مسيرة الرسالات السماويةالثلاث
                      هذا النص الذي نحن بصدده يتحدث عن ثلاث رسالات سماوية بثلاث شرائع إلهية:
                      شريعة سيناء، شريعة سعير، شريعة فاران. فالنص لا يتحدث إلا عن ثلاثة أماكن فقط، وأما اعتبار(قدش)اسم مكان،فباطل. فالسبعينية ترجمتها خطأ إلى(قادش)، وتدارك جيرومخطئها كمارأينا. ولا زال التحريف فيها مستمراً، إذ هي في الترجمة الكاثوليكية العربية: "ربوات قادش"! وفي الترجمة المشتركة: "رُبَى القـُدس" فحرّفوا(رِبْوات)جمع(رِبْوة)أي عشرة آلاف، وحوّلوها إلى(رُبى)جمع(رَبوة)!! كما ترجموا(قدش)إلى(القـُدس)تمويهاً للقارئ لينصرف ذهنه إلى أورشليم! كلّ هذا محاولة منهم ليقولوا إن النص يتحدث عن أربعة أماكن وليس ثلاثة، وبالرجوع إلى النسخ والترجمات القديمة يتضح بطلان هذا القول.

                      شريعة سيـناءالموسوية
                      كلّ مكان من هذه الأماكن مرتبط بنزولالشريعة الإلهية، ولم يأتِ اعتباطاً. فسيناء تشير إلى الرسالة الموسوية بعد خروجبني إسرائيل من مصر، وذلك بنزول التوراة على موسى في جبل سيناء: "وقال الرب لموسى: اصعد إليَّ إلى الجبل وكُن هناك، فأعطيك لوحَي الحجارةوالتوراةوالوصية التي كتبتُهالتعليمهم. فقام موسى ويشوع خادمه، وصعد موسى إلى جبل الله .. وحل مجد الرب علىجبل سيناء" (خر 24: 12-16)
                      . وكلمة(التوراة)في النص العبري هيהַתּוֹרָהهَـتـُوراه(التوراة)، وهي في الترجمة العربية(الشريعة).

                      شريعة سعيرالمسيحية
                      أخطأ مفسرو أهل الكتاب في تعيين(سعير)المذكورة في البشارة، فانصرف ذهنهم إلى(سعير)التي هي أدوم موطن بني عيسو جنوب البحر الميت. أقول: أخطئوا، لأن(سعير)في هذه النبوءة هي(جبل سعير)الموجود في أرض يهوذا(يشوع 15: 10).

                      وجبل سعيرهذا بحسب قاموس الكتاب المقدس هو النطاق الجبلي الذي تقع فيه قرية ساريس غرب القـُدس. يقول عن جبل سعير:
                      جبل في أرض يهوذا(يشوع 15: 10) بين قرية يعاريم وبيت شمس, وربماكان سلسلة الجبال التي تقع عليها قرية ساريس إلى الجنوب الغربي من قرية يعاريم وإلى الشمال الغربي من أورشليم. ولا زالت آثارالغابات التي كانت تنمو فوقه موجودة إلى اليوم (*). وهو نفس ما تقوله دائرة المعارف اليهودية أيضاً (*).

                      وعلى الرغم من وقوع ساريس في هذا النطاق الجبلي، إلا أنها اشتهرت بزراعة التي نوالزيتون وغيرها من الأشجار (*). وإذا كان علماء الكتاب المقدس يرجحون أن يكون جبل سعير هو ساريس، فيمكننا النظر إلى سعير القائمة شمال الخليل، وهي تقع في نطاق أرض حبرون التاريخية:


                      وكانت جبال الخليل الآن تـُدعى جبال اليهوديةJudean Mountainsنسبة إلى بلاد اليهودية التيتقع في نطاقها. وتشتهر سعير بزراعة التين والزيتون والعنب والعديد من الأشجار.
                      وقد كانت براري اليهودية في ذلك النطاق هي مكان اعتزال المسيح أربعين يوماًبعد رجوعه من عند يوحنا المعمدان الذي هو يحيى بن زكريا،حيث نزلت عليه الرسالة وانطلق يبشر بالإنجيل: "وللوقتِ أخرجه الروح إلى البرّية، وكان هناك في البرّية أربعين يوماً يُجرّب من الشيطان. وكان مع الوحوش، وصارت الملائكة تخدمه. وبعدما أُسلِم يوحنا، جاء يسوع إلى الجليل يبشّربإنجيل الله، ويقول: قد كمل الزمان واقتربت مملكة الله، فتوبوا وآمنوابالإنجيل" (مرقس 1: 12-14).
                      فبعد أن رجع المسيح من البرّية التي قضى بها أربعين يوماً كتلك التي قضاهاموسى في جبل سيناء، بدأ يبشّر بالإنجيل الذي أنزله الله عليه. ففي النص اليوناني السكندري:
                      τo ευαγγέλιοντου̃θεου تو إوَنجيليون تو ثيو(إنجيل الله). وهي القراءة التي اعتمدتها:
                      ـالنسخة اليونانيةNestle-Aland NOVUM TESTAMENTUMالتي اعتمدتها
                      الموسوعة المسيحية العربيةالإلكترونية.
                      ـوفي ترجمة كتاب الحياة :"يبشر بإنجيل الله".
                      ـوفي الترجمة البولسية: "يكرز بإنجيلالله".

                      وبشارة سعير هنا هي نفسها بشارة سعير التي تنبّأ بهاإشعياء النبي (21: 11-12) كما سنذكرإن شاءالله.
                      الإشراق من سعير
                      تنبأ إشعياء بالرسالة الإلهية في سعير التي سبق وبشّر بها موسى، فقال: "
                      وحي من جهة أرض السكوت: صرخ إليّ صارخ من سعير: يا حارس، ما مِن الليل؟ يا حارس،مِن الليل؟ قال الحارسُ: أتى صباح،وأيضاً ليل.
                      إن كنتم تطلبون، فاطلبوا. ارجعوا! تعالوا!" (إش 21: 11-12 ).
                      وعبارة(أرض السكوت)في النص العبريדּוּמָהدُومَة، وهي التي اعتبرها المفسرون(أدوم)! وهذا غلط، فأدوم لم تـُذكَر إطلاقاً في الكتاب المقدس باسم دومة ! وعلى فرض أن كلمة(دومة)هي اسم علَم، فهي أيضاً ليس لها علاقة بأدوم، بل هياسم أحد أبناء إسماعيل (تك 25: 14)! .
                      حينئذ فاعلم أندومة هنا ليست اسمَ بلد، وإنما تعني(أرض السكوت)كما وردت بهذا المعنى عينه في (مزامير 94: 17؛ 115: 17)،وأطلقها إشعياء هنا مجازاً على أرض يهوذا التي غرقت في ظلمات الخطايا. وللحارس المذكور في هذه النبوءة سر خفيّ، قد أذكره في موضوع مستقل إن أحياني الله وإياكم.
                      والصباح المقصود في نبوءة إشعياء هو ظهور السيدالمسيح الذي يبزغ في ظلام اليهود، ثم يعود اليهود من بعده ليزدادوا ظلمة على ظلمتهم.
                      من أين جئنا بهذا الكلام؟
                      إنه كلام المسيح نفسه! فهكذا صرّح عندما جاء عليه السلام، فقال :"ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار. يأتي ليل، حين لا يستطيع أحد أن يعمل. ما دُمتُ في العالم، فأنا نورالعالم" ( يو 9: 4-5). ولمّا شارفت حياته بينهم على الانقضاء، قال لهم: "النورمعكم زماناً قليلاً بعد، فسيروا ما دام لكم النور لئلا يدرككم الظلام" ( يو 12: 35).
                      فاتضح أن نور الصباح المقصود به هو ظهور المسيح بالإنجيل مصداقاً لبشارة موسى بإشراق الرب من سعير لبني إسرائيل، ويظل بني إسرائيل من بعده في ظلمات الليل في انتظار تلألؤالرب من جبل فاران.
                      ولكن أين جبل فاران هذا؟
                      شريعة فاران المحمدية
                      لا خلاف على أن فاران هي سُكنى إسماعيل باعتراف التوراة:
                      "وسكن في برية فاران" (تك 21: 21). ويبقى التخبّط والتعارض والمغالطة هي سبيل علماء الكتاب المقدس في تحديد موقع فاران هذه! فتراها على بعض الخرائط التي يضعونها في موضع غير الذي تضعها فيه خرائط أخرى؟ فماسرّ هذه التخبطات؟.
                      السبب هو أنهم ظنوا فاران اسم بلدمعين في جنوب فلسطين، ولم يُدركوا أن فاران هو اسم أطلقه عرب الشمال على البرّية الشاسعةالممتدة من العَقـَبة حتى مشارف اليمن بطول البحرالأحمر، وهي التي أطلق عليها العرب المتأخرون فيما بعد اسم "الحجاز" وتضمّ سلسلة جبال السراة الشهيرة. والعرب البائدة أطلقت على الحجاز(فاران)على اسم أحد زعماء العرب العماليق، وهو المسمى فاران بن عمرو بن عمليق بن لود بن سام بن نوح (تاريخالطبري 1/76).


                      وكانوا يقطنون شمال الحجاز في منطقة العَقبة، وهي التي كانت تسمّى(أيلة)، وعُرفت في زمان سيدنا إبراهيم بـ(إيل فاران) (تك 14: 6)، نسبة إلى ذلك الزعيم العماليقي.
                      وقصة العماليق معروفة في كتب التراث العربي وأنهم كانوا أسياد الحجاز شماله وجنوبه.
                      والسؤال هنا: هل فاران في سيناء أم أدوم؟ والجواب: لافي هذه ولا تلك! ولسنا نحن مَن نقول ذلك، بل يوسبيوس القيصري العالِم المسيحي، فقد نصَّ على أن(فاران)تقع في الصحراءالعربيةجنوباً إلى الشرق من أيلة:



                      Encyclopaedia Biblica, (Paran), p. 3584

                      تأمل قوله: the desert of the Saracens called Pharan
                      ماذا كان يقصد يوسبيوس بـSaracens؟ إنهم أولئك البدو الصحراويون الذين يقطنون إلى الشرق من خليج العقبة، ويقعون جنوب بلاد الحِجْر التي أسماها الرومانArabia Petraeaأي بلاد العرب الصخرية أي دولة الأنباط التي عاصمتها البتراء. هؤلاء الـSaracensهم العرب الإسماعيليونIshmaelitesالذين جاءوا من نسل إسماعيل عبر ابنه قيدار.
                      هل يُعقل أن تكون فاران هذه في سيناء أو أدوم؟! وهل سكن إسماعيل وقيدار ابنه في سيناء أو أدوم؟!
                      بل الحق أنهم كانوا حجازيين يقطنون بلاد الحجاز بطولها من الشمال إلى الجنوب. تقول الموسوعة الحرة:


                      These Saracens located in the Northern Hejaz appear as people with a certain military ability and opponents of the Roman Empire who are characterized by the Romans as barbaroi


                      كان هؤلاء الـ Saracens الواقعون في الحجاز الشمالي يظهر أنهم قوم ذوومقدرة قتالية ومقاومون للإمبراطورية الرومانية التي وصفتهم بأنهم وحشيون. اھ
                      هل لا زال هناك لبس في كلام يوسبيوس؟ إنه يصرخ قائلاً: فاران ليست سينائية ولاأدومية، بل هي ضمن صحراء البدوالحجازيين! والحجاز يبدأ من شرق العقبة وليس غربه أوشماله.
                      ويؤكد يوسبيوس ذلك بقوله إن مدين تقع في نطاق صحراء الحجاز شأنها شأن فاران:


                      Located beyond Arabia to the south in the desert of the Saracens, to theeast of the Red Sea.

                      تقع بعد بلادالعرب[الصخرية]جنوباً في صحراء الـ Saracens إلى الشرق من البحر الأحمر. اھ
                      من هنا نجد ياقوت الحموي في معجم البلدان يذكر أن فاران هي الحجاز بوجه عام، وإذا خـُصِّص صار خاصاً بمكة: "فاران كلمة عبرانية معرّبة، وهي من أسماءمكة ذكرها في التوراة. وقيل اسم لجبالمكة. قال ابن ماكولا: .. الفارانيّ .. نسبته إلى جبال فاران وهي جبال الحجاز". اھ. (معجم البلدان 4/225).



                      ماذا يقول الربانيون اليهود عن فاران


                      مرّ علينا ما يقوله ترجوم يوناثان الآرامي: "تلألأببهاء المجد من جبل فاران لإعطائها لبني إسماعيل"، ومعلوم أين يسكن بنو إسماعيل.
                      ولذلك يقول مدراشتنحوما بكل صراحة ووضوح (تثنية، وزوت هبركة 4):הופיעמהרפארן, אלובניישמעאל, שנאמר, וישבבמדברפארן(בר' כאכא). וכתיב, עמדוימודדארץוגו'(חבקוקגו).
                      "تلألأ من جبل فاران"،هؤلاء هم بنوإسماعيل لأنه قيل: "وسكن فيبرية فاران" (تك 21: 21)،ولأنه مكتوب: "وقف وقاس الأرضالخ" (حبقوق 3: 6)اھ.
                      وهذا القول هو المعتَمَد لدى الربانيين في التلمود البابلي سفر عبوده زاره 2ب.
                      ويقول الربي راشي في تفسيره: "لماذا جاء الله من فاران؟ لأنه ذهب هناك وعرَض على بني إسماعيل، الذين هم سكنوا فاران، أن يقبلواالتوراة، ولكنهم أيضاً لم يقبلوها".اھ

                      ويؤخذ من قول الربانيين أمران أساسيان:
                      1 ـ أن التجلّيات الإلهية إنما هي مرتبطة بإعطاء الشريعة.
                      2 ـ أن جبل فاران خاص بالعرب الإسماعيليين.
                      ولكن هل عرض الله التوراة على العرب!! هذا تأويل بعيد تعسّف فيه الربانيون هروباً من الإقراربأن إعطاء الشريعة لبني إسماعيل سيكون حدثاً مستقبلياً،
                      وهو المنصوص عليه صراحةً فيحبقوق كما ذكروا أيضاً. وهذه الإشارة منهم إلى حبقوق هي إشارة خطيرة كما سنعرف إنشاء الله.
                      تخبطات العلماء في موقع فاران .. مهزلة!
                      ولكن عذرهم معهم .. فقد سبقهم إلى هذاالتخبط مؤلف و العهد القديم! فكاتب سفر العدد جعل فاران في شبه جزيرة سيناء بعد حضيروت:
                      "وارتحل الشعب من حضيروت ونزلوا في برية فاران" (عد 12: 16)، أماكاتب سفر التثنية فجعلها بقدرة قادر في شرق الأردن:
                      "هذا هو الكلام الذي كلّم به موسى جميع بني إسرائيل في عبر الأردن في البرية،في العربة قبالة سوف، بين فاران وتوفل ولابان وحضيروت وذي ذهب" (تث 1: 1)! هذا التخبط الفاحش بين العددوالتثنية دفع آدم كلارك المفسّرالمسيحي إلى الصراخ:


                      This could not have been the Paran which was contiguous to the Red Sea, and not far from
                      Mount Horeb; for the place here mentioned lay on the very borders of the promised land, at a vast distance from the .former

                      هذه لا يمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر، والتي لا تبعد شيئاً عن جبل حوريب. ذلك أن الموضع المذكور هنا يقع على حدود أرض الميعاد، على بعد شاسع من الموضع سابق الذكر. اھ
                      تخبُط كُـتـّاب التوراة مع بعضهم البعض كوم، وبراءةالاختراع التي صكّها كاتب سفر صموئيل كوم آخرفقد جعل فاران في أقصى شمال فلسطين:"وقام داود ونزل إلى برية فاران. وكان رجل في معون وأملاكه في الكرمل .. واسم الرجل نابال، واسم امرأته أبيجايل .. فسمع داود في البرية .. ولما رأت أبيجايل داود .. وأرسل داود وتكلّم مع أبيجايلل يتخذها له امرأة .. ثم أخذ داود أخينوعم من يزرعيل، فكانتا له كلتاهما امرأتين" (1صم 25).



                      فجميع هذه الأماكن في شمال فلسطين! فما الذي أتى بفاران هنا؟!
                      فما كان من بعض النقاد - هروباً من هذا المأزق - إلا القول بأن كلمة(فاران)هنا محرّفة عن(معون)الواردة فينفس النص:Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583
                      فماأشبه فاران لديهم بمدينة إرم في الأساطير العربية، فهي مدينة تدور في جميع أرجاءالمعمورة! من أجل كل هذه التضاربات لم تجد دائرة المعارف الكتابية بداً من رفع الراية البيضاء والتصريح بكل أسى:


                      Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583
                      ليس من السهل فهم جميع فقرات العهد القديم المتعلقة بفاران. اھ
                      النتيجة: كاتب سفر العدد، وكاتب سفر التثنية، وكاتب سفر صموئيل يجهلون موقع فاران الحقيقي!! فعلى أي شيء يستند أهل الكتاب في الرد
                      على قول المسلمين الصحيح أن فاران هي الحجاز التي سكنها إسماعيل، مع أن هذا هوالأصل كما في سفر التكوين وأقوال الربانيين!!..
                      أين ورَد أن الربّ سبق وتلألأ من جبل فاران!!
                      من الخدع السحرية التي يموّه بهاعلماء الكتاب المقدس على أتباعهم هو أن موسى لم يكن يتنبأ بالمستقبل، بل كان يتحدث عن الماضي! فيقولون إن التجلّي الإلهي على جبل سيناء، انعكس على جبل سعير، ثم انعكس على جبل فاران! وكأنه لا يوجد في هذه المنطقة إلا هذه الجبال فقط!! وما الحكمة من الاقتصار على هذه الجبال دون التطرق إلى جبل صهيون مثلاً أو جبل الزيتون لو كان ذلك كذلك!
                      ونكتفي في الإشارة إلى هذا التفسير بإيراد ماذكره أنطونيوس فكري في تفسيره :
                      " (جاءالرب من سيناء)يقصد بمجيئه تجلى مجده وظهوره الإلهي في سيناء عند إعطاء الشريعة المقدسة لشعبه. (وأشرقلهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران)إن مجد الرب الذي تجلى على جبل سيناء بنار ورعود وبروق وأضواء لامعة باهرة، لم يقتصر ظهوره على جبل سيناء، بل انعكست أضواؤه البهية على الجبال القريبة والبعيدة:
                      ـ جبل سعير: على الجانب الشرقي للعربة شمال شرق سيناء ومن رؤوس جبال سعير جبل هور. وقد احتل الأدوميون (بنو عيسو) أرض سعير الجبلية (تك3:32).
                      ـ وجبل فاران: هذا يقع في جنوب فلسطين، وكان يسكنها الإسماعيلين.
                      وتلألؤ مجد الرب على سيناءفي إعطاء شريعته على الجبال الأخرى كان علامة على أن شريعة الرب فيها الضياء والهداية ليس لليهود وحدهم بل لجميع
                      الشعوب التي ستقبل كلمة الرب يوماً ما ولاحظ التسلسل:
                      سيناء ... حيث إسرائيل (أي نسل يعقوب).
                      سعير .... حيث أدوم (أخويعقوب).
                      ثم فاران ... حيث إسماعيل (عم يعقوب).
                      ومن القصص المسلية في التفاسير اليهودية لهذه الآية: أن الله ذهب بشريعته إلى جبل سعير أولاً، فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تقتل. فذهب الله بشريعته إلى جبل فاران،
                      فرفضوها لأنهم وجدوا فيها وصية لا تسرق. فذهب بها إلى اليهود في جبل سيناء فقبلوها.
                      ولكن المعنى هوانتشار كلمة الله تدريجياً كما قال المسيح لتلاميذه أن يبدأ بأورشليم أولاً ثم اليهودية ثم السامرة ثم إلى كل الأرض. ولاحظ أن كلمة الله وشريعة الله هي نار ونور يتلألأ ويمتد نوره. والمنظر الرائع هنا أن النور يبدأ بظهوره على قمة أحد الجبال، ثم يسقط على قمة أخرى، فقمة ثالثة. والقمم هى الكنائس(!)التى تقبل المسيح". اھ.
                      وبعيداً عن هذا التصوّرالعجيب، ينبغي أن تسأل كلّ مَن يقول هذا: أين ورد في الأسفار الخمسة أن نور الله انعكس على جبل فاران؟ولا تنتظر إجابة،فإنها معدومة لسبب بسيط جداً .. وهو أن بني إسرائيل في ارتحالاتهم لم يصادفوا أي شيء اسمه(جبل فاران)! كيف هذا؟ نعم .. إنها مفاجأة
                      فالموضع الذي نزل فيه بنوإسرائيل وسمّاه كاتب سفر العدد(فاران)، كان أرضاً جرداءلاجبال فيها! ولستُ أنا مَن يقول ذلك، بل كاتب سفر العدد نفسه: فبعد أن رجع الجواسيس إلى موسى في فاران المزعومة وتكاسل بنو إسرائيل عن دخول الأرض، قال الله لموسى:
                      "في هذاالقفرتسقط جثثكم .. فجثثكم أنتم تسقط في هذاالقفر" (عد 14: 29، 32).
                      ولكن .. هل القفر ليس به جبال؟ حسناً، أنا أدعوكم إلى مطالعة سفر العدد ابتداءً من الإصحاح 13 وحتى الإصحاح 19 وأتوسّل إلى القارئ الكريم أن يخبرني أين(جبل فاران)الذي تجلّى الله عليه! فإن لم يجد - ولن يجد - فليستعدّ معي إلى الإبحار في بشارةحبقوق التي تتحدث عن(جبلفاران)وموقعه الحقيقي والشريعة المستقبلية التي ستُعطى عليه، وغيرها من المفاجآت.

                      بشارة حبقوق بجبل فاران
                      حبقوق 3))
                      النص العبري
                      אֱלוֹהַּמִתֵּימָןיָבוֹא, וְקָדוֹשׁמֵהַר-פָּארָןסֶלָה; כִּסָּהשָׁמַיִםהוֹדוֹ, וּתְהִלָּתוֹמָלְאָההָאָרֶץ. וְנגַהּכָּאוֹרתִּהְיֶהקַרְנַיִםמִיָּדוֹלוֹ; וְשָׁם, חֶבְיוֹןעֻזּה. לְפָנָיו, יֵלֶךְדָּבֶר; וְיֵצֵארֶשֶׁף, לְרַגְלָיו. עָמַדוַיְמדֶדאֶרֶץ, רָאָהוַיַּתֵּרגּוֹיִם, וַיִּתְפּצְצוּהַרְרֵי-עַד, שַׁחוּגִּבְעוֹתעוֹלָם; הֲלִיכוֹתעוֹלָם, לוֹ
                      التعريب والترجمةالحرفية
                      إلوه(الله)مِتِيمَن(من الجنوب)يبوء(يأتي)، وقدوش(والقدّوس)مِهَر(من جبل)فآرَن(فاران)سلاه(فاصلة)كِسَّه(كسى)شـَمَيم(السماواتِ)هُودو(حَمْدُه)، وتهِلَّتو(وتسبيحتُه)مَلأه(ملأت)هَأرص(الأرض). ونـُجَه(وبريق)كـَؤور(كالنور)تِهْيه(يكون)، قرنَيم(شعاعان)مِيَدو
                      (من يده)لُو(له)، وشـَم(وهناك)خبْيون(خفاء)عُزّو(قوّته). لفـَنـَيو(أمامه)يلك(يذهب)دَبر(الوباء)، ويصئ(ويخرج)رشِف(الطاعون)لرجليو(عند رجليه). عَمَد(وقف)ويمُدد(ويقيس)أرص(الأرض)، رآه(رأى)ويَتِر(ويُرجِف)جُويم(الأمم). ويتفـُصُّو(وتندكّ)هَرّي(الجبال)عَد(العتيقة)شحو(انخسفت)جبعوت(الهضاب)عولم(الأبدية)هليكوت(المسالك)عولم(الأبدية)لو(له). اھ

                      النص اليوناني
                      οθεὸςεκΘαιμανηξεικαὶοαγιοςεξορουςκατασκίουδασέοςδιάψαλμαεκάλυψενουρανοὺςηαρετὴαυτου̃καὶαινέσεωςαυτου̃πλήρηςηγη̃. καὶφέγγοςαυτου̃ωςφω̃ςεσταικέραταενχερσὶναυτου̃καὶεθετοαγάπησινκραταιὰνισχύοςαυτου̃. πρὸπροσώπουαυτου̃πορεύσεταιλόγοςκαὶεξελεύσεταιενπεδίλοιςοιπόδεςαυτου̃. εστηκαὶεσαλεύθηηγη̃επέβλεψενκαὶδιετάκηεθνηδιεθρύβητὰορηβίαετάκησανβουνοὶαιώνιοι
                      الترجمةالحرفية
                      الله من تيمان سيأتي، والقدوس من جبل فاران الظليل. فاصلة. غطّى السمواتِ جلالُه، وتسبيحُه ملأ الأرض. وبريقه كالنورسيكون،والقرون في يديه، ووضع محبّةً شديدة بقدرته. أمام وجهه ستذهب الكلمة، وستخرج إلى العراء. عند رجليه وقفت وارتجّت الأرض، نظروأذاب الأمم. تحطمت الجبال بالقوة، وانخسفت التلال الأبدية، مسالكه الأبدية. اھ
                      النص السرياني الفشيطي
                      ܐܠܗܐܡܢܬܝܡܢܐܐܬܐܘܩܕܝܫܐܡܢܛܘܪܐܕܦܪܢܐܬܟܣܝܘܫܡܝܐܡܢܙܝܘܗܕܡܫܒܚܐܘܬܫܒܘܚܬܗܐܬܡܠܝܬܐܪܥܐ. ܘܙܗܘܪܗܐܝܟܢܘܗܪܐܢܗܘܐܒܩܪܝܬܐܕܐܝܕܘܗܝܢܣܝܡܥܘܫܢܗܒܠܩܚܐ. ܩܕܡܘܗܝܐܙܠܡܘܬܐܘܢܦܩܐܛܝܪܐܠܪܓܠܗ. ܩܡܘܡܫܚܗܠܐܪܥܐܚܪܘܕܓܠܥܡܡܐܐܬܒܕܪܘܛܘܪܐܕܡܢܥܠܡܘܐܬܡܟܟܪܡܬܐܕܡܢܥܠܡܝܢܕܝܠܗܐܢܝܢܗܠܟܬܐܕܡܢܥܠܡ.


                      التعريب والترجمةالحرفية
                      ألها(الله)من (مِن)تيمنا (الجنوب) أتا (أتى)، وقديشا (والقديس)من (مِن)طورا (جبل) دفرن (فاران).اتكسيو(اكتست)شميا (السماوات)من(مِن)زيوه(جلال) دمشـَبَّحا (المحَمَّد)، وتشبوحته(وتسبيحته) اتمليت (ملأت) أرعا (الأرض). وزهوره(وبريقه)إيك(مثل) نوهرا(النور)نهوا(يكون)، بقريثا(بقرنَي)دإيدوهي(يديه)نسيم (يضع)عوشنه(قوته)بلقحا (؟). قدموهي(قدامه)أزل(ذهب)موتا(الموت)، ونفقا(وخرج)طيرا(الوباء)لرجله(عند رجله). قم(قام)ومسحه (ومسَح)لأرعا(الأرض)، حر(نظر)ودجل(ورجف)عمما(الشعوب). اتبدرو(اندكّت)طورا(الجبال)دمن(التي مِن)علم(الأبد)، واتمكك (وانخسفت) رمثا(الهضاب)دمن(التي مِن)علمين(الأزل)ديله(فلَه)أنين(هُنّ)هلكثا(المسالك دمن(التي مِن)علم(الأبد). اھ


                      نص الفولجاتااللاتيني


                      Deus ab austro veniet et Sanctus de monte Pharan semper operuit caelos gloria eius et laudis eius plena est terra. splendor eius ut lux erit cornua in manibus eius ibi abscondita est fortitudo eius. ante faciem eius ibit mors et egredietur diabolus ante pedes eius

                      الترجمةالحرفية
                      الله من الجنوب سيأتي، والقدوس من جبل فاران. غطَّى السماواتِ مجدُه،وحمدُه ملأ الأرض. بريقه مثل النورسيكون، قرونٌ تكون في يديه حيث تكمُن قوته. أمام وجهه سيذهب الموت، وسيخرج إبليس أمام رجليه. اھ
                      ترجوم يوناثان الآرامي
                      בְמִיתַןאוֹרָיתָאלְעַמֵיהאֲלָהָאמִדָרוֹמָאאִתגְלִיוְקַדִישָאמִטוּרָאדְפָארָןבִגבוּ
                      רַתעָלְמִיןאִתחֲפִיאוּשְמַיָאזִיויְקָרֵיהוְאָמְרֵיתוּשבַחתֵיהמַליָאאַרעָא
                      التعريب والترجمةالحرفية
                      بمِثن(بإعطاء) أورَيثا(الشريعة) لعَمِيه( لشعبه)ألـَها(الله) مِدَروما(من الجنوب)اتجلي(تجلَّى) وقديشا(والقديس)مِطورا(من جبل)دفآرَن(فاران)بجبورت(بجبروت)عَلمين(أبدي)اتحفيئو(تغطّت)شمَيا(السماء) زيو(ببهاء)يقريه(مجده)، وأمري(وأقوال)توشبحتيه(تسبيحته)مليا(ملأت)أرعا(الأرض). اھ
                      إخبار بالماضي أم نبوءة عن المستقبل؟
                      الفعل العبريיָבוֹא(يبوء)في زمن المضارع الدال على المستقبل، ولك أن تقارنه بصيغة الماضي الواردة في بشارة موسىבא(باء). ومع ذلك ترجموا(يبوء)إلى(جاء)، ولم يلتزم بالزمن الأصلي إلا السبعينية والفولجاتا. وليس هذا الفعل وحده هو الذي يدلناعلى المستقبل، بل أفعال(يكون)و(يذهب)و(يخرج)الخ. ولا يُعقل أن يتحدث حبقوق عن ارتحالات بني إسرائيل بصيغة المستقبل! ..
                      ومع ذلك، فصيغة الماضي أيضاً دالة على المستقبل، فهي تأتي هكذا في اللغة النبوآتية، كما في سِفر حزقيال: "وأنتَ يا ابن آدم،تنبأعلى جوج وقل: هكذا قال السيد الرب: هأنذا عليك يا جوج رئيس روش ماشك وتوبال،وأردُّك وأقودك وأصعدك من أقاصي الشمال، وآتي بك على جبال إسرائيل .. ها هو قد أتى وصار، يقول السيد الرب، هذا هواليوم الذي تكلمتُ عنه. ويخرج سُكان مدن إسرائيل .. الخ" (حز 39). كما أن كثيراً من النبوءات التي يطبّقهاالمسيحيون على المسيح وردت في نصوصها بصيغة الماضي! فهذه هي اللغة النبوآتية، ولاوجه للاعتراض هنا.
                      يقول جيروم في تعليقاته على حبقوق:


                      Godwill comefrom the south, etc. . .God himselfwill come to give us his law, and to conduct us into the true land of promise: as heretofore he came from the South (in the Hebrew Theman) and from mount Pharan to give his law to his people in the desert. SeeDeut. 33.2


                      الله سيأتي من الجنوب .. الخ: الله نفسه سيأتي ليعطينا شريعته،وليقودنا إلى أرض الميعاد الحقيقية، كما سبق وجاء من الجنوب(بالعبرية تيمان)ومن جبل فاران ليعطي شريعته لشعبه في البرية، انظرتثنية 33: 2.اھ
                      فجيروم ينصّ على أن هذاالمجيء المستقبلي سيكون لإعطاء الشريعة لشعب الله، كماأعطاها لشعبه قديماً. وأن هذا المجيء المستقبلي من فاران سيكون على غرار المجيء القديم أيضاً!.
                      من تيمان .. أم من الجنوب؟
                      فهمت السبعينية كلمة(قدش)في بشارة التثنية على أنها اسم بلد، فترجمتها إلى(قادش). فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ، وترجمها إلى(قديسين). نفس الموقف حصل هنا، إذ فهمت السبعينية كلمة(تيمان)على أنها اسم بلد، فجاء جيروم وصحّح هذا الخطأ وترجمها إلى(الجنوب). وكما رأينا، فالفشيطتا السريانية والترجوم الآرامي كلاهما ترجما الكلمة إلى(جنوب).
                      هذه العبارة العبريةמִתֵּימָן(مِتيمن)وردت في(يشوع 12: 3)، وترجمها فاندايك إلى : "من التيمن"، بينما هي في الترجمة الكاثوليكية:"من الجنوب"، وفي الترجمةالمشتركة:
                      "جنوباً"، وهكذا في الترجمات الإنجليزية. نفس الشيء في (يش 13: 4). وجاءتתֵּימָן(تيمان) بمعنىالجنوب(إش 43: 6؛ زك 6: 6، 9: 14؛ مز 78: 29؛ أيوب 39: 26؛ نشيد 4: 16).
                      هل عرفتم لمَ جاءجبل فاران مقروناً بكلمة( تيمن)، ليُعرف أن جبل فاران إنما يقع في الحجاز الجنوبي حيث تخوم اليمن، فهكذا تـُعرف اليمن لدى اليهود باسمתימן(تيمان). وقد تحدث المسيح عن ملكة اليمن التي جاءت لسليمان (متى 12: 42)، وهي في الفشيطتا السريانية: "ܡܠܟܬܐܕܬܝܡܢܐ" (ملكتا دتيمنا)، وفي ترجمة ديلطش العبرية:"מַלְכַּתתֵּימָן" (ملكةتيمن)، وترجمها فاندايك إلى:"ملكةالتيمن

                      تعليق

                      • المهندس زهدي جمال الدين
                        12- عضو معطاء

                        حارس من حراس العقيدة
                        عضو شرف المنتدى
                        • 3 ديس, 2006
                        • 2169
                        • مسلم

                        #26

                        حبقوق والتلألؤ من جبل فاران
                        عبّر حبقوق عن التلألؤالمذكور في بشارة موسى، فقال هنا:"وبريقٌ كالنور يكون" .وهذا المجيء الإلهي مخصوص بإعطاء الشريعةكما صرّح جيروم،وكما صرّح يوناثان في ترجومه بقوله: "بإعطاء الشريعة لشعبه،الله من الجنوب تجلّى والقديس منجبل فاران" .
                        والمعنيّون بجبل فاران هم بنو إسماعيل وحدهم كما صرّح الربانيون. هذا الجبل مقدّس، لأن تسبيحة الله منه ملأت الأرض.
                        والأوصاف التي يسردهاحبقوق في نبوءته لا تنطبق إلا على شريعة فاران الخاتمة: فقوله "دُكَّت الجبال الدهرية، وخسفت آكام القِدَم" فيه إشارة إلى أنجبل فاران أزال كل الجبال التي سبقته، وهو الأمر الذي ينصّ فيه على أن هذه الشريعة الخاتمة ستنسخ كل الشرائع التي سبقتها، وهي تدوم إلى الأبد.
                        النتيجة: لم يُذكَر( جبل فاران) في العهد القديم إلا في موضعين اثنين فقط: الأول في البركة التي نطق بها موسى قبل موته، والثاني في صلاة حبقوق التي وجّهت الأنظار إلى الموقع الحقيقي لهذا الجبل،وأنه في الحجاز الجنوبي.
                        أين هي برية فاران؟
                        خريطة مرسومة بخط اليد نشرت عام 1685 بباريس عن منطقة شبه الجزيرةالعربية:







                        المصدر:
                        http://www.oldmapsbooks.com/MapPage/...2375arabia.htm

                        وهذه الصفحة الرئيسية لهذا الموقع الذي يعرض صورا لخرائط العالم القديم بأيدي رسامين ومستكشفين ليسوا بمسلمين ... وهو موقع غير إسلامي ... بل موقع وثائقي تجاري يعرض كتبا وخرائط أثرية وقديمة ... ويبيعها أيضاhttp://www.oldmapsbooks.com/


                        انتظار مجيء قديسي فاران
                        تنبأ به أخنوخ من قبل!
                        هذاالمجيء الإلهي من جبل فاران مع ربوات القديسين لم يكن موسى هو أول مَن تنبأ به، بل سبقه أيضاً أخنوخ. ففي سِفر أخنوخ نجد نصاً يخبر بهذا الحدث المستقبلي بما يتناغم مع بركة موسى وصلاة حبقوق.


                        يقولأخنوخ (1: 9):
                        "هُو ذا يأتي مع رِبْوات قدّيسيه، ليُجري دينونة على الجميع، ويسحق كل الفجار".



                        ويعلّق العالم ر. هـ. تشارلز في الهامش على هذا النص، رابطاً بينه وبين نص بركة موسى في سفرالتثنية:

                        The Apocrypha and Pseudipigrapha of the Old Testament, vol. 2, p. 189

                        والقديسون تُطلق على الملائكة وعلى البشر، فهناكمَن ذهب إلى أن القديسين هنا هم العباد الصالحون، وهناك مَن ذهب إلى أنهم الملائكة،مثلما فعل أصحاب السبعينية وترجوم يوناثان فذكروا كلمة(ملائكة)في ترجمتهم. مع ملاحظة أن الملائكة في العبريةواليونانية أيضاً تعني(رسُل)، وهي مشتركة بين البشروالكائنات السماوية.
                        هذا الفهم بأن التجلّي الإلهي المستقبلي يكون مصحوباً بالملائكة كان سائداً بين اليهود لمّا جاء السيد المسيح. ولأنهم كانوا ينتظرون المبعوث الإلهي الذي يحارب ويقاتل أعداء الله، وهو(ابن الإنسان)، بشّرهم المسيح به أيضاً وأنه يأتي منبعده.
                        المسيح تنبأ بهأيضاً
                        رأينا أن حبقوق وصف التجلّي الإلهي من جبلفاران وصفاً قوياً، مشيراً إلى أن هذا المجيء سيكون نقطة تحوّل في مسيرة الرسالات الإلهية: فتندكّ الجبال وتنشق الأرض وتخوض الخيول البحار في محاربة الأمم الفاجرة،وهو نفس ما سبق وأخبر به أخنوخ.
                        مثل هذه المواصفات طبّقها اليهود أيضاً على ابن الإنسان الذي يؤسس مملكة الله التي تنبأ بها دانيآل، وهي المملكة التي ستحارب الروم وتقضي على إمبراطوريتهم. هذا اللقب (ابن الإنسان) وظّفه مؤلفوالأناجيل بشكل خاطئ مع المسيح، ولهذا الموضوع تفصيل ليس هذا مكانه.
                        فلنترك المسيح نفسه يتحدث عن مجيء ابن الإنسان من بعده:
                        "فإن ابن الإنسان سوف يأتي في مجد أبيه مع ملائكته، وحينئذ يجازي كل واحد حسب عمله" (متى 16: 27).
                        "ومتى جاء ابن الإنسان في مجده، وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسيّ مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب، فيميّز بعضها عن بعض كما يميّز الراعي الخراف عن
                        الجداء" (متى 25: 31-32).
                        وحتى لا يقول قائل: إن المسيح كان يتحدث عن نفسه، نجد المسيح يعلنها صراحة: أنا شيء، وابن الإنسان المستقبلي شيء آخر:
                        "لأنّ مَن استحَى بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ، فإن ابن الإنسان يستحي به متى جاء بمجد أبيه مع الملائكة القديسين" (مرقس 8: 38).
                        المسيح يتحدث عن نفسه فيقول (بي)، لكنه يتحدث عن ابن الإنسان فيقول (متى جاء)! نحن هنا أمام شخصين متمايزين وليس شخصاً واحداً: المسيح، وابن الإنسان الذي سيأتي. وطبعاً لا يملك المسيحيون إلا أن يقولوا: لقد كان يتحدث عن نفسه في المجيء الثاني!! ولو كان ذلك كذلك، فهل سيأتي المسيح في مجيئه الثاني باعتبار لاهوته الخالص، أم سيبحث له عن ناسوت جديد يتجسد فيه غيرالناسوت القديم الذي مات؟ وأرجو القارئ المسيحي ألا يتعجل في الإجابة. وقبل أن يبحث عن هذه النقطة، ليقرأ ما قاله القس عبد المسيح بسيط حول هذه النقطة:

                        "جاء السيد في مجيئه الأول في صورة إنسان وديع ومتواضع، ولكن في مجيئه الثاني سيأتي في مجد وعظمة تليق به .. سيأتي في مجده الذي كان له قبل تكوين وخلق العالم ومجد أبيه أيضاً". اھ
                        (المجيء الثاني متى يكون وماهي علاماته؟ ط2، 1999، ص 15-16).
                        ولكي نفهم معنى أن المسيح سيأتي بمجده الذي كان عليه "قبل تكوين وخلق العالم"، ينبغي أن نعلم أن قبل تكوين وخلق العالم لم يكن هناك شيء اسمه ناسوت!



                        (هل تجسّدالله؟ خدام الرب، شتوتجارت 1987، ص 56).
                        وهذا هو الذي يقوله الباباشنودة:



                        (لاهوت المسيح، ط9، 2003، ص9).
                        فوفقاً للعقيدة المسيحية: المسيح كان لاهوتاً خالصاًعلى صورة الله، ثم قام بالتجسد من مريم آخذاً صورة إنسان: "الذي إذكان في صورة الله .. وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان" (في 2: 6-8).
                        إذن فما يقوله القس عبد المسيح بسيط .. بسيط: المسيح في مجيئه الثاني سيأتي في صورة الله لا في صورةإنسان.
                        ماذا الذي نخرج به من هذه النقاط إذن؟ إن المسيح عندما كان يتحدث عن ابن الإنسان لم يكن يتحدث عن نفسه بل عن ابن الإنسان الملك المذكور في دانيال الذي يؤسس مملكة الله على الأرض.

                        وطبعاً الاختلافات بين المسيحيين حول الألفية ومُلك المسيح الأرضي معروفة، نظراً لأن مجيئه الأول كما يقولون لم يحقق كل النبوءات، لأنه جاء إنساناً مهاناً ذليلاً وانتهت حياته على الأرض بالقتل! وظلّت مملكة الله التيبشّر بها هو ويوحنا المعمدان من قبله دون تحقق!
                        بالنسبة لكلمة (ملائكة) فهي تعني رسُلاًكما ذكرنا، وأيضاً تـُطلق على الجنود الأتباع: "إبليس وملائكته" (متى 25: 41(؛ "ميخائيل وملائكته حاربوا التنين، وحارب التنين وملائكته" (رؤيا 12: 7)؛ "يرسل ابنُ الإنسان ملائكته" (متى 13: 41).
                        ولك أن تتساءل ..
                        1 ـ هل المسيح هنا يتنبأ عن شيء غيرمذكور في التوراة؟ بالطبع لا، بل مذكور ومعلوم.
                        2 ـ ولكن: أين ورد في التوراة المجيء الإلهي مع القديسين الملائكة؟ إنه في نص بركة موسى في سفر التثنية.
                        3 ـ ولكن: من أين جاءت كلمة ملائكة؟ من الترجمة السبعينية للنبوءة.
                        النتيجة: بشّر المسيح أتباعه بمجيءالمبعوث الإلهي (ابن الإنسان) المذكور في دانيال، بمجدوقوة مع القديسين. وقد علمنا أن مجيء ربوات القديسين في التجلّي الإلهي مرتبط بتلألؤ الرب من فاران كما نصّ موسى. فلما جاء المسيح، أوضح أن هذا المجيء لم يكن قدتحقق بعد، بل سيكون مستقبلياً من بعده.
                        شريعة فاران العالمية
                        وتحريف المترجمين!
                        بالرجوع إلى النص العبري، يتضح اتفاق جمهور المترجمين على التحريف المتعمد! فالنص الأصلي يقول: "أيضاً محب الشعوب"، فإذا بهم يجعلونه للمفرد، فيترجمونه إلى: "فأحبَّ الشعب"!!
                        يقول النص العبري المسوريאַףחבֵבעַמִּים(آف حُبـِب عَمِّيم)، وفي النص العبري السامريאףחובבעמים(آف حوبب عميم). النص واضح، فكلمة(عَمِّيم)جمع ومفردها(عم)، فأيّ تحريف ذاك!



                        (التوراة السامرية العربية)
                        فلننظر إلى هذا التحريف الذي يتوارثه القوم منذ أكثر من ألفي عام!
                        - الترجمة السبعينية: καὶ εφείσατο του̃ λαου̃ αυτου "وصان شعبه".
                        - ترجمة الفولجاتا: dilexit populos "أحبَّ الشعب".
                        - ترجمة فاندايك: "فأحب الشعب".
                        - الترجمة المشتركة: "أحب أسباط شعبه".
                        - ترجمة كتاب الحياة: "حقاً إنك أنت الذي أحببتَ الشعب".

                        King James Version (KJV): Yea, he loved the people

                        American Standard Version (ASV): Yea, He loveth the people

                        New Living Translation (NLT): Indeed, he loves his people

                        New English Translation (NET): Surely he loves the people

                        New International Version (NIV): Surely it is you who love the people

                        New Century Version (NCV): The Lord surely loves his people

                        New Life Version (NLV): Yes, He loves His people

                        Contemporary English Version (CEV): The LORD loves the tribes of Israel (!!!). 0


                        لماذا لم يلتزموا بالنص؟
                        كيف يلتزمون به وهو صريح في أن الله محب لجميع الشعوب وليس فقط بني إسرائيل؟ فهل تحوّلت كلمة(الشعوب)بقدرة قادر إلى(أسباط بني إسرائيل)!!

                        فلنتعرّف أكثر على هذه الفضيحة، ونطالع هذه النصوص لنعرف الجريمة الفادحة والخيانة الرهيبة التي اقترفها المترجمون في حق النص:

                        ـ في نبوءة يعقوب بمجيء شيلـُه (تك 49: 10):
                        וְלוֹיִקְּהַתעַמִּים
                        ولـُو يـِقـْهَت عَمِّيم
                        وله تخضع الشعوب

                        ـ في نبوءة بني قورح بالنبي الملك(مز 45: 5):
                        עַמִּיםתַּחְתֶּיךָיִפְּלוּ
                        عَمِّيم تـَحْتيكَ يـِفـْلو
                        شعوبٌ تحتك يسقطون
                        ـ وفي نبوءة إشعياء بغـُصن يشي (إش 11:10):
                        שׁרֶשׁיִשַׁיאֲשֶׁרעמֵדלְנֵסעַמִּים
                        شـُورِش يـِشَي أشِر عُمِد لنـِس عَمِّيم
                        أصل يشي الذي يقف راية ًللشعوب
                        ـ وفي نبوءةإشعياء الصريحة بخروج الشريعة المستقبلية (إش 51: 4):
                        תוֹרָה, מֵאִתִּיתֵצֵא, וּמִשְׁפָּטִי, לְאוֹרעַמִּיםאַרְגִּיעַ ... וּזְרעַיעַמִּיםיִשְׁפּטוּ
                        تـُوراه مِئتي تـِصِئ ومِشفـَطي لؤورعَمِّيم أرْجيع .. وزرُعَي عَمِّيم يشفطو
                        شريعةٌ من عندي تخرج، وقضائي نوراًللشعوب أُثـَبِّت .. وذراعاي للشعوبي قضيان
                        ـ وتنبأ عن بيت الله المستقبلي (إش 56: 7):
                        בֵיתִיבֵּית-תְּפִלָּהיִקָּרֵאלְכָל-הָעַמִּים
                        بيتي بيت تفِلَّه يقرئ لكَل هـَ عَمِّيم
                        بيتي بيتَ الصلاة يُدعى لكل الشعوب
                        فأي بيت ذلك الذيصار بيت الصلاة لكل الشعوب؟ وأي شريعة تلك التي خرجت وثبّتها الله لكل الشعوب إلى يوم القيامة؟ يأتي المسيح فيقول: "لم أُرسَل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة" (متى 15: 24)، بينما يقول عن مجيء ابن الإنسان المستقبلي مع القديسين: "ويجتمع أمامه جميع الشعوب" (متى 25: 32)!

                        حقاً: إنها شريعة فاران .. شريعة عالمية لجميع الشعوب على وجه الأرض .. ولا عزاء للأمانة في الترجمة!

                        في المشاركة القادمة سنتحدث عن صفات هؤلاء القديسين كما تنبأت بهم بركة موسى، فيتبع بإذن الله.
                        ما هي مواصفات هؤلاءالقديسين؟
                        حتى لا يحدث لبس في فهم المقصود من القديسين، جاء النص ليتحدث عن مواصفات هؤلاء القديسين، فيتأكّد للقارئ أن النصّ لايتحدث عن كائنات سماوية، بل عن بشر من لحم ودم.

                        يقول النص العبري: כָּל-קְדשָׁיובְּיָדֶךָ; וְהֵםתֻּכּוּלְרַגְלֶךָ, יִשָּׂאמִדַּבְּרתֶיךָوترجمته الحرفية: (كلّ قدّيسيه بيدك، وهم متكئون لرجلك،يتقبّلون من كلامك).
                        مَن هؤلاء القديسون؟ إنهم الرِبْوات المقدّسة التي جاءت في التجلّي الإلهي من جبل فاران. والعبارة المسوريةרִבְבתקדֶשׁ (رِبْبُت قـُدِش)، والسامريةרבבותקדש(رببوت قدش)، جاءت في صيغة المضاف والمضاف إليه. وهذه الصيغة يتم ترجمتها في صيغة الموصوف والصفة، وإليك بيان ذلك:

                        ـ خروج 3: 5): אַדְמַתקדֶשׁ (أدْمَت قـُدِش) أي "أرض مقدسة"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "أرض القدس"! فجاءت(قدش)صفة.

                        ـ خروج 12: 16): מִקְרָאקדֶשׁ (مِقـْراقـُدِش) أي "محفل مقدّس"، وهكذا ترجمها فانديك، ولم يقل "محفل القدس"! فجاءت(قدش)صفة.

                        ـ خروج 16: 23):שַׁבַּתקדֶשׁ(شَبَت قـُدِش) أي "سبت مقدّس"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "سبت القدس"! فجاءت(قدش)صفة.

                        ـ أي 23: 6): כִּי-קדֶשׁהֵמָּה (كِي قـُدِش هِمَّه) أي "لأنهم مقدَّسون"، وهكذا ترجمها فاندايك، ولم يقل "لأنهم القدس"! فجاءت(قدش)صفة.
                        فاتضح أن(رببوت قدش)تـُترجَم إلى(ربْوات مقدسة)وهي الترجمة السليمة، ومنقرائن ذلك أن النص بعدها قال(قدشـَيو)أي "قدّيسيه" فجاء بالاسم في صيغة الجمع.
                        ليس هذا فحسب، بل ذكر أنهم "متكئون لرجلك" وفي ترجمة فاندايك "جالسون عند قدمك" .. ماذا يفعلون؟ "يتقبلون من أقوالك". فهل هذه صفات الملائكة؟
                        يقول أنطونيوس فكري في تفسيره:
                        "هم جالسون عند قدميك = الشعب يشتهى الجلوس عند قدميه يتعلم، وهويحملهم فى يديه إذاً هم فى يديه محفوظين (ولاحظ أن يد الله تشير للمسيح) وعند قدميه فهويعلمهم. وهذا المنظر رأيناه والمسيح جالس على الجبل يعظ ويعلم (مت 5، 6، 7) وفى سفر الرؤيا وهو يحمل الملائكة فى يده (الملائكة هم أساقفة الكنائس رؤ20،16:1) والشعب فى العهد القديم كان تحت الجبل حينما أعطاهم الله الشريعة (خر20،19)". اﻫ.

                        فهؤلاء القديسون جالسون للتعلم، وتلقـّي كلام الله. وهذا الكلام الذي يتقبـّلونه هو الذي سبق وقيل عنه في نبوءة التثنية (18: 18):
                        וְנָתַתִּידְבָרַי, בְּפִיו, וְדִבֶּראֲלֵיהֶם, אֵתכָּל-אֲשֶׁראֲצַוֶּנּוּونَتَتِي دبَرَي بفِيو ودِبـِرأليهِم إت كَل أشِر أصَونو
                        وأعطِي كلامي بفيه فيتكلّم إليهم بكلّ الذي أوصيه
                        فهؤلاء القديسون هم أتباع ابن الإ نسان الملك الذي يؤسس مملكة الله مع هؤلاءالقديسين، فبذلك تنبأدانيال النبي في نفس نبوءة ابن الإنسان (7: 18):
                        "وأما قدّيسوالعَلِيّ فيأخذون المملكة، ويمتلكون المملكة إلى الأبدوإلى أبد الآبدين"
                        ------------------------------------
                        - أن النص نبوءة: تسردمسيرة الرسالات السماوية الثلاث، وليس حكاية عن الماضي.
                        - المجيء من سيناء: هو إشارة إلى إعطاء الله التوراة لموسى في جبل سيناء.
                        - الإشراق من سعير: هو إشارة إلى إعطاء الله الإنجيل للمسيح في جبل سعير في بلاداليهودية.
                        - التلألؤ من جبل فاران: هو إشارة إلى إعطاء الله القرآن لسيد الخلق في جبل حراء في بلادالحجاز.
                        - القديسون المذكورون في النبوءة: هم أتباع ذلك النبي الذين آمنوا به وصدّقوا بكلام الله الذي جاءبه.
                        وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه النبوءة في قولهتعالى: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَاالْبَلَدِ الْأَمِينِ).
                        فأقسم سبحانه بأشرف الأماكن المقدسة:
                        (1) والتين والزيتون: إشارة إلى جبل سعير الذي اعتزل فيه المسيح أربعين يوماً، ثم انطلق بعدها يبشربإنجيل الله. والعجيب أن (ساريس) التي يقول علماء الكتاب المقدس أنها جبل سعير في أرض يهوذا، وكذلك (سعير) الواقعة شمال الخليل .. كلتاهما مشهورتان بزراعة التين والزيتون!
                        (2) وطور سينين: وهو جبل سيناء الذي اعتزل فيه موسى أربعين يوماً لميقات ربه وأنزل الله عليه فيه التوراة.
                        (3) وهذا البلد الأمين: وهو مكة المكرمة التي شرّفها الله بظهور خاتم النبيين فيها، ونزول آخر شريعة سماوية على أحد جبالها.
                        وهذه اللفتة الرائعة في القرآن جاء الترتيب فيها بين هذه الأماكن من حيث المكانة من أسفل لأعلى:
                        - شريعة المسيح،ثم
                        - شريعة موسى لأنها أعلى وأشمل وهي الشريعة الرئيسة لبني إسرائيل والمسيح نفسه كان خاضعاً لها، ثم
                        - شريعة محمدصلوات الله عليهم أجمعين.
                        وأما في بركة موسى، فجاء الترتيب من حيث التتابع الزمني:
                        - شريعة موسى،ثم
                        - شريعة المسيح،ثم
                        - شريعة محمدالخاتمة.
                        فاللهم صلّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى إخوانه النبيين والمرسلين وسلّم تسليماً كثيراً.
                        ... والآن إلى تفنيد الاعتراضات المسيحية ووضع النقاط على الحروف!
                        __________________

                        تعليق

                        • المهندس زهدي جمال الدين
                          12- عضو معطاء

                          حارس من حراس العقيدة
                          عضو شرف المنتدى
                          • 3 ديس, 2006
                          • 2169
                          • مسلم

                          #27
                          خدعوك ... فقالوا !!!
                          تفنيد الاعتراضات المسيحية


                          هذه الردود القادمة .. يجب على كل مسيحي موضوعي أن يزنها بميزان عقله الذي هو نعمة مننعم الله عليه، وألا يناصر إلاّ الحق، وألاّ يأخذ كلام قساوسته كأنه مسلـَّم به دون تفكير. لأن كثيراً من الاعتراضات المسيحية ينقلها غالبيتهم قص ولصق دون حتى تنقيحها! والآن لنستعرض هذه الاعتراضات، ونعرف حقيقتها.

                          ------------------------


                          النص إخبار عن الماضي لاالمستقبل!

                          يقول المعترضون: "وموسى النبي، في هذه الآيات، يُذَكِّر بني إسرائيل بتجلّي الله لهم في رحلة الخروج من مصر إلى أرض كنعان في هذه المناطق الثلاث التي تقع جميعها في طريق هذه الرحلة، أي فيما بين مصر وفلسطين. ومن ثم فهي لا تمثل نبوءة مستقبلية، ولا تشكل بركة قادمة، وإنما تذكر بعمل الله معهم طوال رحلة الخروج التي استمرّت 40 سنة". اهـ
                          (*)


                          وقد احتوت هذه المقولة على جملة أغلاط، وإليك البيان
                          :


                          أولاً: نحن وإن كنا نساير أهل الكتاب في نسبة هذا النص لموسى، إلا أن موسى ليس كاتب هذه البركة! ماذا؟ أليس النص يقول صراحة: "وهذه هي البركة التي بارك بها موسى رجل الله بني إسرائيل قبل موته" (تث 33: 1)؟ قلت: أيها المسكين،نفس الآية التي ذكرتـَها فيها البرهان على ما نقول-
                          فموسى لا يقول عن نفسه (موسى رجل الله)! فهذا اللقب ليس له وجود طوال الأسفار الخمسة إطلاقاً، ولا موسى عُرف به! بل هذا اللقب لم يُطلق على الأنبياء إلاّ في زمن صموئيل (1صم 9: 6-
                          ولا يقول عن نفسه (قبل موته)!! -
                          ولا يقول (بناموسٍ أوصانا موسى)!! فلو كان الكاتب هو موسى، فعلى مَن يعود ضمير المتكلم الجمع!-
                          كلمة شريعة الواردة في النص العبريדָּת هي (دَت) وهي كلمة غير عبرية على الإطلاق! بل هي آرامية لم يعرفها بنوإسرائيل إلا بعد السبي البابلي! فكيفي كتبها موسى قبل السبي بحوالي ألف عام؟! ففي تفسيرآدمكلارك (تث 33):

                          though dath signifies a law, yet it is a Chaldee term, and appears nowhere in any part of the sacred writings previously to the Babylonish captivity

                          "
                          على الرغم من أن (دَت) تعني (شريعة)، إلا أنها لفظة كلدانية ولا تظهر في أي موضع من الكتابات المقدسة السابقة على السبي البابلي". اهـ
                          (*)


                          ثانياً: النصّ لا يُذكِّر بني إسرائيل هنا برحلة الخروج!! فهذا القول وهم أو تواهُم ينبغي على العقلاء نبذه فوراً! فموسى سبق وذكَّر بني إسرائيل برحلة الخروج قبلها بقليل وبالتفصيل. من أين جئنا بهذا؟ من مفتتح سفرالتثنية: "ففي السنة الأربعين[ يعني سنة وفاة موسى] في الشهر الحادي عشر في الأول من الشهر، كلّم موسى بني إسرائيل ... الرب إلهنا كلّمنا في حوريب قائلاً: كفاكم قعوداً في هذا الجبل .. الخ" (تث 1: 3-6). أما النص الذي نحن بصدده فهوبركة كما هو مذكور، والبركة إنما تكون للمستقبل لاللماضي
                          !


                          ثالثاً: ماذانفعل بهذا الفعل الذي جاء في النص بصيغة المضارع الدال على المستقبل؟יִשָּׂאמִדַּבְּרתֶיךָ(يسأ مدبرتيك)أي "يتقبلون من أقوالك"؟ هل هم تقبَّلوا .. أم سيتقبّلون؟ ففي ترجمة الملك جيمز الإنجليزية: shall receive(سوف يتقبّلون)
                          .


                          رابعاً: هذه التجلّيات الإلهية لم يحدث منها في رحلةالخروج إلا إعطاء الشريعة ف يجبل سيناء فقط، أما سعير وفاران فهل حدث فيهما تجلّي إلهي كذلك الذي حدث على جبل سيناء؟

                          المفاجأة !

                          كاتب سِفرالعددلا يذكر شيئاً في رحلات بني إسرائيل عن سعير!! فبنو إسرائيل لم يجتازوها أصلاً! "وأبى أدوم أن يسمح لإسرائيل بالمرور في تخومه،فتحوَّل إسرائيل عنه" (عد 20 21). لذلك لمّا أعاد كاتب سفر العدد سرد رحلات بني إسرائيل بالتفصيل في الإصحاح الثالث والثلاثين،لم يذكر شيئاً اسمه سعيرعلى الإطلاق!

                          فيا أيها المسكين .. بنو إسرائيل لم يدخلوا سعير أصلاً وفقاً لرواية سفرالعدد التفصيلية! فأين هو ذاك التجلّي الإلهي المزعوم!!

                          أما كاتب سفر التثنية، فلجهله برواية كاتب سفر العدد، ذكر سعير في رحلات بني إسرائيل ولكنها مرتبطة لديه بحادثة مؤلمة وهي انتصار الأموريين وتكسيرهم لبني إسرائيل في سعير!! فقد ذهب بنو إسرائيل ليقاتلوا هؤلاء القوم فيجبلهم، فإذا بالقوم يخرجون إليهم ويواجهونهم وهم في الطريق .. وتدور المعركة بينهم .. أين؟ في سعير!"
                          فخرج الأموريون الساكنون في ذلك الجبل للقائكم، وطردوكم كما يفعل النحل،وكسروكم في سعيرإلى حُرمة. فرجعتُم وبكيتُم أمام الرب، ولم يسمع الرب لصوتكم، ولا أصغى إليكم" (تث 1: 44-45). ..
                          فنـِعْمَ التجلّي الإلهي في سعير!! أن يُسحَق بنو إسرائيل ولا يُصغي الله إليهم!

                          ثم يذكر كاتب سفر التثنية أن بني إسرائيل بعدها ارتحلوا وظلوا يدورون من حول هذا المكان المؤلم جبل سعيرأياماً كثيرة، إلى أن جاءهم الأمر الإلهي بالإنصراف إلى موآب (تث 2: 1-8).

                          فيا أيها المسكين .. كيف تخدع شعبك بأنه كان هناك تجلي إلهي من سعير في رحلات بني إسرائيل! كيف تكتم على شعبك أن العكس هو الذي حصل في سعير! فقد كانت واقعة أليمة وهزيمة ساحقة، وانصرف الرب عن نصرتهم ولم يصغ إليهم! فأي تجلّي مزعوم هذا بالله عليكم!

                          خامساً: يزعم أن الأماكن الثلاثة تقع بين مصر وفلسطين. أما بخصوص سعيرالتي يقول إنها في هذاالنص هي أدوم، فالمسكين لم يُدرك فينفس الخريطة التي استخدمها أن أدوم ليس لها علاقة لا بمصر ولا فلسطين ولا تقع بينهما!! .



                          والسهم يشير إلى موقع أدوم في نفس الخريطة التي استخدمها، ولكم أن تحكموا!!


                          هل ترون أين أدوم؟ هل هي بين مصر وفلسطين كما يزعم؟! لا حول ولا قوة إلابالله!

                          وأما فاران فقد تكلّمنا عن تخبّط خرائطهم، ومعذلك فهاهم علماؤهم يصرخون: فاران
                          المذكورة في سفر التثنية تقع شرق الأردن!!
                          يقول آدمكلارك عن فاران التثنية: "هذه لا يمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر، والتي لا تبعد شيئاً عن جبل حوريب. ذلك أن الموضع المذكورهنا يقع على حدود أرض الميعاد، على بعد شاسع من الموضع سابق الذكر". اهـ (*)
                          ويقول ويزلي في أول سفر التثنية:
                          ParanNot that Numbers 10:12, which there and elsewhere is called the Wilderness of Paran, and which wastoo remote, but some other place called by the same name
                          "(فاران):ليست هي نفسها المذكورة في سفر العدد 10: 12، والتي تُدعى هناك وفي غير ذلك (برية فاران) والتي هي بعيدة جداً. ولكن يوجد مكان ما أُطلِق عليه نفس الاسم". اهـ (*)
                          فبالله عليكم .. استقرّوا على موقع فاران فيمابينكم قبل أن تردّوا علينا، هداكم الله! ومع ذلك ..
                          فالمفاجأة ..
                          لم يحدُث في التوراة أي تجلّي إلهي من جبل فاران!! فلا كاتب سفر العدد ولا كاتب سفر التثنية ذكرا في رحلات بني إسرائيل شيئاً اسمه "جبلفاران" أصلاً!! فعن أيّ تجلّي إلهي مزعوم تتحدثون!!
                          سادساً: يزعم أن هذه الأماكن الثلاثة تقع جميعها في طريق رحلة الخروج. ولكن .. لو كان ذلك كذلك، إذن فأنت تحكم على النص بأن ترتيب الأماكن فيه فاسد!!
                          فالتوراة تذكر أنه بعد الارتحال من سيناء، حطّ بنو إسرائيل في فاران المزعومة، ثم بعد ذلك داروا حول تخوم أدوم. فكيف يجيء هذا النص - لو كان يتحدث عن رحلة الخروج - فيقدّم أدوم على فاران!!
                          سابعاً: يزعم أن هذاالنص هو تذكير برحلات بني إسرائيل التي استمرت 40 سنة؟ ونحن نسأل: هل استغرق التجلّي الإلهي 40 سنة حتى ينعكس على هذه الجبال!! وهل انعكس مرة واحدة .. أم على نظام الفلاشات؟

                          تعليق

                          • المهندس زهدي جمال الدين
                            12- عضو معطاء

                            حارس من حراس العقيدة
                            عضو شرف المنتدى
                            • 3 ديس, 2006
                            • 2169
                            • مسلم

                            #28
                            خدعوك ... فقالوا !!!
                            دبورة تتحدث عن التجلّي من سعير!


                            لمّا لم يجد المعترض أي موضع في الأسفار الخمسة يستند إليه في أن الرب قد تجلَّى من جبل سعير، لجأ إلى حيلةأخرى وهي الزعم بأن دبورة أخبرت بذلك!
                            يقول: "وعن تجلّيه من سعير تقول دبّورة النبيّة فى سفر القضاة: "يَا رَبُّ بِخُرُوجِكَ مِنْ سَعِيرَ, بِصُعُودِكَ مِنْ صَحْرَاءِ أَدُومَ, الأَرْضُ ارْتَعَدَتِ. السَّمَاوَاتُ أَيْضاً قَطَرَتْ. كَذَلِكَ السُّحُبُ قَطَرَتْ مَاءً. تَزَلْزَلَتِ الْجِبَالُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ, وَسِينَاءُ هَذَا مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ إِلَهِ إِسْرَائِيلَ" (قضاة5/4-5)". اهـ(*)
                            وهذا الزعم باطل وفيه تدليس على عوام شعبه، وتفنيد ذلك بسيط:
                            فالنصّ إنما يتحدث عمّاحصل بعد الخروج من سعيرلا أثناءالتواجد فيها. ففي الترجمة الإنجليزية الحرفية للعهد القديم العبري (JPS):
                            LORD, when Thou didst go forth out of Seir, when Thou didst march out of the field of Edom
                            "يا رب، عندماخرجتَ من سعير،عندما مشيتَ من حقل أدوم". اهـ (*)
                            وفي الترجمة المشتركة: "حين خرجتَ يا رب من سعير، ومن صحراء أدوم حين صعدتَ"، وفي الكاثوليكية: "حين خرجتَ يا رب من سعير، وزحفتَ من حقول أدوم".
                            النص لم يقل: لمّا نزل بنو إسرائيل أدوم، تزلزلت الجبال!! لا .. إنه ببساطة يتحدث عن تقدّم بني إسرائيل تجاه كنعان بعد انصرافهم من سعير.
                            وهذا هو ماأقرّ به ويزلي في تفسيره، فقال:
                            Edom - Seir and Edom are the same place; and these two expressions note the same thing, even God's marchingin the head of his people, from Seir or Edom, towards the land of Canaan: while the Israelites were encompassing mount Seir, there were none of the following effects; but when once they had done that, and gotEdom on their backs, then they marched directly forward towards the land of Canaan

                            ...
                            The earth trembled - God prepared the way for his people, and struck a dread into their enemies, by earth-quakes as well as by other terrible signs

                            أدوم: سعير وأدوم هما نفس المكان، وكلتا الصيغتين تشيران إلى نفس الشيء وهوسَير الله على رأس شعبه، من سعير أوأدوم،باتجاه أرض كنعان. فحين ماكان بنو إسرائيل يدورون حول جبل سعير، لم يحدث أي شيء من هذه المظاهر المذكورة بعدها. ولكن ما أن فعلوا ذلك وجعلوا أدوم في ظهورهم، حينئذ ساروا مباشرة باتجاه أرض كنعان
                            ...
                            الأرض ارتعدت: أعَدَّ الله الطريق لشعبه، وألقى الرعب في قلوب أعدائهم بالزلازل وبآيات أخرى رهيبة. اهـ (*)
                            فقد اعترف صراحة أن ارتعاد الأرض وتزلزل الجبال وكل هذه المظاهر لم تحدث إلا بعد انصرافهم من سعيروتركوها وراء ظهورهم منطلقين إلى كنعان.
                            فيا أيها المسكين .. أين هو التجلي الإلهي من سعيرفي كلام دبورة!! بل أقول: نعم لقد كان هناك تجلّي إلهي من سعير حين ترك الله شعبه ولم يصغ إليهم وكسّرهم الأموريون كما هو مذكور في (تث 1: 44-45)!



                            خدعوك ... فقالوا !!!
                            فاران بين مصر وفلسطين!


                            مرّ علينا طرف من هذا الزعم كإشارة عابرة، لكن المعترض تناول هذا بشيء من التفصيل فقال:
                            "وبالرغم من وضوح المعنى والقصد في الآيات السابقة إلا أن بعض الكتاب من الأخوة المسلمين قالوا أن " مجيئه من سيناء يعني إعطاؤه التوراة لموسى،وإشراقه من سعير يعني إعطاؤه الإنجيل لعيسي، وتلكؤه من فاران يعني إنزاله القرآن على نبي المسلمين، لأن فاران من جبال مكّة "(1)!! وقال أحد هؤلاء الكتاب " لكن تذكرالتوراة أيضًا أنّ إسماعيل قد نشأ في بريّة فاران (تكوين21/21) ومن المعلوم تاريخيًا أنه نشأ في مكة المكرمة في الحجاز"(2)!! وقد إختلف هؤلاء الكتاب في تحديدموقع فاران ولم يتفقوا على شيء:
                            1- فقال الشيخ رحمة الله الهندي فاران جبل بمكة؛ " استعلانه من جبل فاران تعنى إنزاله القرآن لأن فاران جبل من جبال مكة "(3)!! هكذا دون توثيق!!
                            2- وقال محمدالشرقاوى أنها بلاد الحجاز نفسها؛ " فاران هي بلاد الحجاز التي هاجر إليها إبراهيم وولد فيها النبى "(4)!! ولم يذكر لناخريطةتدل على ذلك!!
                            3- ولما وجد إبراهيم خليل أحمد أنه لا يوجد لا جبل ولا بلد في بلاد الحجاز تُسمّي باسم فاران قال أنها مجرد مجاز " فاران مجازعن الأرض التي سكن فيها جد الرسول الكريم سيدناإسماعيل"(5)!!
                            4- وقال بشري زخارى أنها بريّة من جبال مكة " فاران برية بين ثلاث جبال بمكة هي أبو قيس وقيعان وجبل حراء وفيها سكن إسماعيل"(6)!! وليلته يدلّناعلى خريطة واحدة أومرجع واحد يثبت صحة مزاعمه!!
                            5- وعندما وجد د. السقا أن هذه الاستنتاحات غير مجدية فقد حاول تأويلها بقوله أنّ فاران سُكنى بنى إسماعيل وحيث أنّ إسماعيل له بركة وقد ظهر في بني إسماعيل نبي في مكان سّكناه وانتشر دينه شرقًا وغربًا فيكون المعنى بالتلألؤ من جبل فاران يُشيرإلى بدء بركته (7)!!
                            6- وقال أبو عبيد الله القضاعي في كتابه تخطيط مصر أنّ فاران، والطور كورتان من كور مصر القبلية، وفاران من قرى صفد سمرقند ويُنسب إليهاأبو منصور الفاراني. [ تخطيط مصر للقضاعي ]. ولم يقلْ أنّ فاران جبل في مكة إلاياقوت في كتابه [ المشترك وضعًا والمختلف صقعًا ] " فاران اسم جبال مكة. وقيل اسم جبال الحجاز. وقال أبو عببيد القضاعي في كتاب [ خطط مصر ]: وفاران والطور كورتان منكور مصر القبلية. وفاران أيضًا من قري صفد سمرقند، يُنسب إليها أبو منصور الفارابي " ومع ذلك لم يحدد يقينًا ذلك، إذ أنه قال: أن فاران موجودة في أربعة محلات وهي مكة والحجاز ومصر وبلاد فارس!!
                            ومع ذلك تؤكدالآيات الكتابية التي وردت فيهاكلمة فاران أنّها تقع فيما بين مصروفلسطين بالقرب من ايلات الحالية وتبعد عن مكة بحوالي 500 كيلومتر(8)!!
                            7- بل وقد جاء في كتاب معجم البلدان أنّ اسم ( فيران، فيرن،فارايان،فاران ( كلها أسماء مختلفة لجبل واحد يقع في المنطقة ما بين مصر والشام وعلى الأرجح في فلسطين(9). (*)
                            وقد فضـّلتُ نقل كلامه في هذا الشق كاملاً حتى يكون التفنيد دقيقاً، فالرجل من زعماء الاعتراضات الوهمية، وكلامه مبثوث بالقص واللصق هنا وهناك.
                            يقول المعترض: "وقد إختلف هؤلاء الكتاب في تحديدموقع فاران ولم يتفقوا على شيء"! وكأن علماءهم هم الذين اتفقوا! ويعلّق على الكـُتاب المسلمين، فيقول عن كلام رحمت الله الهندي: "هكذا دون توثيق"،وعن محمد الشرقاوي: "ولم يذكر لناخريطة تدل على ذلك"، وعنبشريزخارى: "وليته يدلّنا على خريطة واحدة أو مرجع واحد يثبت صحة مزاعمه"!!
                            القضية لديه إذن قضية توثيق وخرائط! حسناً .. أين توثيقكم وخرائطكم أنتم؟ لقد رأينا - وسنرى أيضاً - تضارب علماء الكتاب المقدس وخرائط الكتاب المقدس في تحديد موضع فاران! فعن أي دقة تتحدثون؟ حقاً لقد صدق المسيح حين قال: "ولماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها!!" (مت 7: 3).
                            ثم يعلّق المعترض على ماأورده ياقوت الحموي في معجم البلدان بقوله: "إذ أنه قال: أن فاران موجودة في أربعة محلات وهي مكة والحجاز ومصر وبلاد فارس!!". اهـ
                            وأنا أقول لجنابه: أنت تعجب من وجود فاران في أربع محلات .. فأخبرني إذن أين توجد الإسكندرية؟ ولا تقل لي إنها توجد في محلة واحدة، فإن ذلك ليس هذا صحيحاً، بل تقع الإسكندرية في مصر والعراق وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان وغيرها، وهي كلها تُنسَب للإسكندر الأكبر. فأي غرابة في ذلك!!

                            بل .. لننظر أصلاً في فاران المذكورة في الكتاب المقدس .. هل توجد في محلة واحدة فقط كما يزعم هذا المعترض؟ والإجابة بالطبع هي: لا ..الكتاب المقدس نفسه يتحدث عن فارانات لا فاران واحدة! فاعرفوا جغرافية كتابكم يرحمكم الله:

                            الكتاب المقدس يذكر أربعة أماكن اسمها فاران
                            (1) فاران الواقعة في سيناء:
                            وهي التي يتحدث عنها سفر العدد في رحلة الخروج، وهي وادي فيران في جنوب غرب سيناء فوق الطور:






                            وتطابق فيران مع فاران سفر العدد هو سبب وضعها في هذا الموضع على بعض خرائط الكتاب المقدس،
                            كالخريطة التي تفضل بإيرادهاحبيبنا دكتور أزهري في مداخلة سابقة:

                            وبالرغم من ذلك، فإن هذا التطابق بين فاران سفر العدد وفيران السيناوية يكشف عن ضعف كاتب سفر العدد في الجغرافية: لأنه جعل بني إسرائيل يغادرون جبل سيناء إلى فاران، بينما تقع فيران جغرافياً قبل جبل سيناء لا بعده! ولا توجد في المنطقة فاران أخرى غير هذه!
                            ماذا فعل علماء الكتاب المقدس لكي يخرجوا من هذا المأزق الجغرافي؟ لقداخترعواجغرافيا جديدة!! جغرافيا تفصيل على مقاس رحلة الخروج في سفر العدد، فزحزحوا فاران هذه من تلقاء أنفسهم إلى شمال شرق سيناء!!

                            فخالفوا جغرافية سيناء حفاظاً على عصمة كاتب سفرالعدد!!
                            وجدير بالذكر أن هذه هي فاران المصرية التي يذكرها الجغرافيون العرب مع الطور بعد القلزم وهو خليج السويس. فعلى سبيل المثال يقولالإدريسي في نزهة المشتاق: "ومن القلزم على الساحل إلى فاران أربعون ميلاً .. وإزاء فاران موضع متجون من قبل البحر .. ومنه إلى جبل الطوروهو على مقربة من البحر". اهـ (*)


                            (2)
                            فاران الواقعة شرق الأردن:

                            وهي المذكورة في أول سفر التثنية، وهي غيرفيران المذكورة في سفر العدد. وهذا هو ما أقرّ به هؤلاء العلماء:
                            - فيقول آدم كلارك: "هذه لايمكن أن تكون فاران المتاخمة للبحر الأحمر .. على بُعدشاسع من الموضع سابق الذكر". اهـ (*)

                            -

                            ويقول ويزلي: "(فاران):ليست هي نفسهاالمذكورة في سفر العدد 10: 12، والتي تُدعى هناك وفي غير ذلك (برية فاران) والتي هي بعيدة جداً.ولكن يوجد مكان ما أُطلِق عليه نفس الاسم". اهـ (*)

                            -

                            ويقول كيل وديلطش في أول تفسيرهما للتثنية:



                            Paran is at all events not the desert of this name in all its extent
                            "فاران في جميع الأحوال ليست هي البرية التي تحمل نفس الاسم على كامل امتدادها". اهـ (*)
                            وعبثاً يحاول مفسّروهم التوفيق بين كلا الموضعين!!
                            (3) فاران الواقعة في الحجاز الشمالي:
                            وهي التي تحدّث عنها يوسبيوس كما رأينا وقال إنها تقع إلى الشرق من إيلة، وهي داخلة في نطاق أرض مدين الواقعة شمال الحجاز شرق خليج العقبة. وهي المقصودة في سفر الملوك: "وقاموا من مديان وأتواإلى فاران، وأخذوا معهم رجالاً من فاران، وأتوا إلى مصر" (1 مل 11: 18).
                            (4) فاران الواقعة في الحجازالجنوبي:
                            وهي موطن إسماعيل كما يقول سفرالتكوين: "وسكن في برية فاران" (تك 21: 21)، وحدّد موقعهاحبقوق فقال: "الله يأتي من الجنوب، والقدوس من جبل فاران" (حب 3: 3). وعلامة فاران الجنوبية هذه هي زمزم بئرالماء الإلهية فيها (تك 21: 19). فعجباً .. هل أنتم أعلم بموطن إسماعيل من نسله!!
                            ولاحظوا أن الفارانـَين الأوليين لم يرد فيهما أي ذكر لإسماعيل أو الإسماعيليين بتاتاً: فكانت فيران سيناء عبارة عن قفر (عد 14: 29)، وجاء ذكر فاران الأردن بشكل عابر دون تفاصيل (تث 1: 1). وإسماعيل لم يسكن لا هذا الموضع ولا ذاك! أما فاران مدين فكانت داخلة في الأراضي التي سكنهابنو إسماعيل، وآية ذلك أن القافلة التي أخذت يوسف وباعته في مصر كانواإسماعيليين (تك 37: 27) من مدين (تك 37: 36).
                            يقول السمعاني في كتاب (الأنساب): "الفاراني: بفتح الفاء والراء بين الالفين وفي آخرها النون. هذه النسبة إلى موضعين: أحدهماإلى جبال فاران، وهي جبال بالحجاز، قيل إن في التوراة ذكرجبال فاران قاله ابن ماكولا. والمشهور بهذه النسبة بكر بن القاسم بن قضاعة القضاعيالفاراني الاسكندراني أبو الفضل توفي بالاسكندرية سنة سبع وسبعين ومائتين قاله ابن يونس،والثاني إلى قرية من قرى سمرقند يقال لها فاران وهيبين سمرقند وإشتيخن". اهـ (*)


                            هذه الفارانات سُمّيت على اسم زعيم العماليق

                            وقد سبق وأشرتُ إلى ذلك، وأن هذه الشخصية مذكورة في كتب التاريخ العربي. وأذكر هنا ما نقله الهمداني في كتابه (صفة جزيرةالعرب): "كما قيل في جبال الحرم جبال فاران وذكرت بذلك في التوراة وإن مانسبت إلى فاران بن عمرو بن عمليق". اهـ (*)
                            كما سبق وأشرتُ إلى أن مدينة أيلة في عهد إبراهيم كان اسمها (إيل فاران) نسبة إلى هذا الرجل،وكانت هذه المدينة في نطاق "بلاد العمالقة" (تك 14: 7). وأمافاران في سيناء فكانت هي الأخرى واقعة في نطاق عماليق سيناء (خر 17: 8). وبهذا وُصفت أيضاً في الكتب العربية، فيقول ابن مطهرفي كتابه (البدء والتاريخ): "ومن قلزم إلى الطورطريقان أحدهما في البحر والآخر في البر وهما جميعا يؤديان إلى فاران وهي مدينة العمالقة". اهـ (*)

                            تعليق

                            • المهندس زهدي جمال الدين
                              12- عضو معطاء

                              حارس من حراس العقيدة
                              عضو شرف المنتدى
                              • 3 ديس, 2006
                              • 2169
                              • مسلم

                              #29
                              خدعوك ... فقالوا !!!
                              داود نزل برية فاران!

                              يقول المعترض: " وعن موقع فاران يقول الكتاب أنها تقع على الطريق بين مصر وفلسطين، بالقرب من سعير وبجوار مصر ...
                              " وَمَاتَصَمُوئِيلُ فَاجْتَمَعَ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ وَنَدَبُوهُ وَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ فِي الرَّامَةِ. وَقَامَ دَاوُدُ وَنَزَلَ إِلَى بَرِّيَّةِ فَارَانَ "(2صموئيل25/1)". اهـ
                              فهل حقاً نزل داود برية فاران؟ وأين هي فاران هذه؟
                              هنا .. ينكشف التزوير .. ولكن ليس من علماء الكتاب المقدس هذه المرة، ولكن من النص العبري المسوري للعهدالقديم. ولكن السبعينية هذه المرة هي التي تكشف هذا التزوير القديم المتعمَّد!!
                              الإصحاح 25 من سفر صموئيل الأول طبقاً للسبعينية هكذا:
                              και απεθανεν σαμουηλ και συναθροιζονται πας ισραηλ και κοπτονται αυτον και θαπτουσιν αυτον εν οικω αυτου εν αρμαθαιμ και ανεστη δαυιδ και κατεβη εις την ερημον μααν
                              ".. وقام داود ونزل إلى برية معون". اهـ (*)
                              وهذا هو الصحيح، لأن هذا الإصحاح يتحدث عن قصة نابال في معون بعدها مباشرة: "وكان رجل في معون وأملاكه في الكرمل" (1صم 25: 2).
                              ولذلك لم تأخذ عدد من الترجمات الإنجليزية بالقراءة العبرية، واعتمدت النص السبعيني:
                              New International Version (NIV): Then David moved down into the Desert of Maon

                              New American Bible (NAB): Then David went down to the desert of Maon
                              New Living Translation (NLT): Then David moved down to the Desert of Maon
                              New Century Version (NCV): David moved to the Desert of Maon
                              The Message (MSG): Meanwhile, David moved again, this time to the wilderness of Maon

                              يقول ديفيد ف. بين تعليقاً على ذلك:

                              David F. Payne, I & II Samuel, p. 129
                              "إن(فاران) كانت إلى الجنوب بعيداً، فقد يجب تصحيح الاسم إلى(معون) للحصول على صلة بالعدد الثاني. والترجمة اليونانية القديمة المعروفة بالسبعينية فيها الاسم(معون)". اهـ
                              ويقول جون ستيفينسون في تعليقاته:
                              The Massoretic Text reads that David came to the wilderness of Paran. However, this would have him entering the Sinai desert and this seems doubtful. The NIV has adopted the Septuagint reading of "Maon" as is found in verse 2
                              "يقول النص المسوري أن داود جاءإلى برية فاران. إلا أن هذا قد يجعله دخل برية سيناء،وهو الأمر الذي يبدو مشكوكاً فيه. وقد اعتمدت ترجمةNIVالقراءة السبعينية(معون(كما هو موجود في العدد الثاني". اهـ (*)
                              وقد رأينا أن هذا هو ما اعترفت به دائرة المعارف الكتابيةEncyclopaedia Biblicaحين قالت:




                              Encyclopaedia Biblica, (Paran), 3583
                              " معظم النقاد .. اعتمدوا السبعينية في تصليح פָּארָן (فاران) الواردة في النص المسوري، إلىמָעוֹן (معون) المذكورة في العدد التالي". اهـ
                              فاتضح أن فاران المذكورة في سفر صموئيل محرَّفة ولا يمكن الاستنادعليها في تحديد موقع فاران الحقيقي كما زعم المعترض!
                              لماذا حرّف النص العبري هذه الكلمة؟ وما الغرض من ربط داود بفاران؟ .. والإجابة على هذا اللغز وكشف سر التحريف هنا يحتاج إلى فتحموضوع مستقل إن أحيانا الله تعالى.
                              عندما تكون الأدلة مجرداحتمالات!!
                              يقول المعترض: "وجاء في دائرة المعارف الكتابية: " فاران"، ومعناها " موضع المغاير"، وهي بريّة شاسعة في أقصى جنوبي فلسطين، بالقرب من قادش برنيع. ويرجّح كثيرون من العلماء أنّها كانت تقع في الشمال الشرقي من شبه جزيرة سيناء. ويقول آخرون إنها هي " برّية التيه " فيوسط هضبة سيناء. ويقول بينوروتنبرج في كتابه " برّيّة الله "، إنّ " برّيّة فاران " كان الإسم القديم لكلّ شبه جزيرة سيناء في العصور الكتابية". اهـ
                              ما أعظم هذه الأدلة التي يستندون إليها في الرد على المسلمين!! لقد انكشف المستور .. واعترفت دائرة المعارف أن الخرائط التي تضع بريةفاران في شمال شرق سيناء ليس عندها دليل إلاّترجيح العلماء، فهُم لم يجدوا في جغرافية سيناء شيئاً يتطابق مع رحلة الخروج المذكورة في سفر العدد. ويتضح أن الخرائط التي تضع فاران في وسط سيناء ليس لها دليل إلا قول بعض علمائهم أنها مطابقة لهضبة التيه! وهنا أستخدم عبارة المعترض الذي وجّهها للمسلمين: "هكذا دون توثيق"!!
                              يقول أنطونيوس فكري (تث 1: 1): "فاران = برية على حدود أدوم جنوب الأردن تجاه جبل
                              سيناء، هي غالباً صحراء التيه". اهـ (*)
                              هل تفصّلون الجغرافيا بحسب ظنونكم واحتمالاتكم، ثم تعترضون علينا هداكم الله! هل هذه هي الموضوعية في الرد؟ هل هذا هو التوثيق العلمي!
                              وانظرواإلى قول موسوعة الكتاب المقدس القياسية الدولية وهي تصف موقع فاران بأنه غير محدد بدقة:

                              The International Standard Bible Encyclopedia, (Paran), p. 662
                              "فاران: لفظ كتابي يُستخدم جغرافياً للإشارة إلى مناطق الصحراءغير المحددة بدقة إلى الجنوب والجنوب الغربي من فلسطين". اهـ
                              .. فلمَ المكابرة والزعم بمعرفة موضع فاران! ...
                              المضحك في الأمر أن هذه الموسوعةالمحترمة رغم اعترافها منذ قليل بأن موضع برية فاران غير محدد بدقة، لكنها لم تستطع أن تتخلّى عن المنهجية التاريخية العظيمة التي اعتادوا عليها، وهي تحويل الاحتمالات والافتراضات في غمضة عين إلى أدلة قطعية ضد الخصم! ماذا فعلوا؟ لقد ضربوا جميع العصافير بحجر واحد، وجمعوا بين جميع الاحتمالات: جنوب كنعان، وشمال شرق سيناء، ووسط سيناء، وجنوب غرب سيناء!!






                              وللأسف مثل هذاالدجل منتشر في خرائط الكتاب المقدس .. ولا عزاء للجغرافيا!






                              لماذا حرّف علماؤهم موضع فاران السينائية؟



                              رأينا أن فاران السينائية هي وادي فيران في جنوب غرب سيناء، وهي نفسها مدينة فاران السينائية المذكورة في كتب الجغرافيين العرب. إلا أن علماء الكتاب المقدس بعد أن اكتشفوا أن كاتب سفر العددأخطأ في جغرافية سيناء، اخترعوا لأنفسهم جغرافيا خاصة وضعوا فيها فاران بما يتوافق مع العهد القديم، وتركوا الواقع والجغرافيا والتاريخ العلمي
                              !!


                              والمفاجأة التي لا تسرّ جناب المعترض هو أن بطليموس ذكر فاران السينائية هذه، وهي ليس لها علاقة بفلسطين، بل مطابقة لوادي فيران في جنوب سيناء. فيقول ريتشاردليبسيوس بعد استعراض الأدلة:



                              Letters from Egypt, Ethiopia, and the Peninsula of Sinai, p. 555


                              "
                              من كل هذا، يتضح أن مكان فاران التي ذكرها بطليموس مطابق لفاران الشهيرة في وادي فيران، وهي نفسها فونيقون لدى أرتميدوروسوسترابون". اهـ


                              ويقول يوحانان أهاروني:



                              "
                              إن الواحة الرئيسية في جنوب شبه جزيرة سيناء فيران من الثابت أنها تحتفظ بالاسم القديم لبرية فاران. وهي معروفة من العصر البيزنطي، ومن بطليموس،بصيغة (فاران). وقداكتـُشف هناك تلّ مع بقايا من العصر الحجري (حوالي القرن السابع قبل الميلاد) إلى العصر العربي دون أي فجوة تـُذكَر". اهـ


                              فالتاريخ والجغرافية يشهدان على تزييف الحقائق. ولِمَن يريد أن يعرف السبب،ليقرأ:








                              Biblical Repository and Classical Review, p. 789


                              "برية فاران،اختار البعضُ أنها توجد في وادي فيران أو فاران، والذي يمتد في الشمال الغربي من جبل سيناء والموصوف في صفحة 764 آنفاً. ولكن هذه الفرضية يصعب التمسك بها: فمن فاران تم إرسال الجواسيس لاستكشاف أرض كنعان (عد 13: 3)، وعادوا ثانيةً إلى "جماعة بني إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش" (عد 13: 26)، الأمر الذي يوضح أن برية فاران ملاصقة لقادش برنيع. من هنا أشار حقاً بوركهاردت إلى أن " فاران يجب البحث عنها في الصحراء غرب وادي موسى وقبر هارون الذي يظهر هناك" أي ملاصقاً لفلسطين من الجنوب. إضافة إلى ذلك، فإن بني إسرائيل في ارتحالهم من سيناء، ذهبوا في رحلة استمرت ثلاثة أيام، ثم ارتحلوا مرتين أيضاً قبل أن يحطوا رحالهم في برية فاران (عد 10: 33؛ 12: 16). وهو الأمر الذي لايتوافق إطلاقاً مع الفرضية السابقة الخاصة بوادي فيران". اهـ


                              هكذا يتلاعبون بالواقع حفاظاً على عصمة سفر العدد! ولكن .. وأنا أعلم أنكم سئمتم من المفاجآت المتكررة .. ولكن ليس بيدي .. فدعوني أقول..


                              المفاجأة



                              موسى لم يرسل الجواسيس من فاران.





                              قادش ليست هي فاران


                              كاتب سفرالعدد يعي تماماً الفرق بين قادش وفاران، فهذه ليست هي تلك
                              :@

                              فقد ارتحل الشعب من جبل سيناء إلى قبروت هتأوة (عد 11: 34
                              )@

                              ثم ارتحلوا م نقبروت هتأوة إلى حضيروت (عد 11: 35
                              )@

                              ثم ارتحلوا من حضيروت إلى برية فاران (عد 12
                              : 16)@

                              ثم ارتحلوا من برية فاران إلى برية صين (عد 20: 1
                              )@

                              وبرية صين فيها قادش (عد 20:1)، بل هي نفسها قادش (عد 33: 36
                              )@

                              ثم ارتحلوا من قادش إلى جبل هور (عد
                              20: 22).


                              فهل قادش في فاران؟ بالطبع لا، بل قادش إنما هي في برية صين وليس فاران.


                              موسى أرسل الجواسيس من قادش لافاران


                              هكذا يقول كاتب سفرالتثنية بصيغة المتكلم على لسان موسى نفسه: "ثم ارتحلنا من حوريب وسلكنا كل ذلك القفر العظيم المخوف الذي رأيتم في طريق جبل الأموريين كما أمرنا الرب إلهنا، وجئنا إلى قادش برنيع .. فتقدمتم إليَّ جميعكم وقلتم: دعنا نرسل رجالاً قدامنا ليتجسّسوا لنا الأرض .. فحسُن الكلام لديَّ، فأخذتُ منكم اثني عشر رجلاً، رجلاً واحداً من كل سبط. فانصرفوا وصعدوا إلى الجبل، وأتواإلى وادي أشكول وتجسّسوه .. لكنكم لم تشاءوا أن تصعدوا وعصيتم قول الرب إلهكم .. فأجبتم وقلتم لي: قد أخطأنا إلى الرب، نحن نصعد ونحارب حسب كلّ ما أمرنا الرب إلهنا .. فخرج الأموريون الساكنون في ذلك الجبل للقائكم وطردوكم كما يفعل النحل، وكسروكم في سعير إلى حُرمة .. وقعدتم في قادش أياماً كثيرة كالأيام التي قعدتُم فيها" (تث 1: 19-46
                              ).


                              لا يوجد أي ذِكْر لفاران هنا إطلاقاً، فبكل وضوح نجد أن موسى إنما أرسل الجواسيس من قادش التي كان مقيماً فيها بنو إسرائيل وقتها. ولما رفضوا دخول الأرض ثم ندموا، ذهبوا لمحربة الأموريين من الكنعانيين والعمالقة في جبلهم، فنزل هؤلاء ولاقوهم في سعير، وكسروهم إلى حُرمة. وظلّ القوم من بعدها في قادش أياماً كثيرة أيضاً
                              .


                              ولكن هل يتفق كاتب سفر العدد مع هذا؟ يبدو أن كاتب سفر العدد إما أنه مصاب بانفصام الشخصية أو اشترك معه كاتب آخر في هذا السِفر، كما سنرى. فهو يؤكد هناصحة رواية سفر التثنية، فيذكر أن موسى نفسه قال: "هكذا فعل آباؤكم حين أرسلتُهم من قادش برنيع لينظروا الأرض، صعدوا إلى وادي أشكول ونظروا الأرض" (عد 32: 8-9). ولا وجودهنا أيضاً لبرية فاران المزعومة! ما المشكلة إذن؟


                              المشكلة أنه في موضع آخر قال شيئاً آخر (!) ولكن هذه المرة بصيغة الغائب وليس على لسان موسى: "ثم كلّم الربُّ موسى قائلاً: أرسل رجالاًليتجسسواأرض كنعان التي أنامعطيها لبني إسرائيل .. فأرسلهم موسى من برية فاران حسب قول الرب .. فأرسلهم موسى ليتجسسوا أرضكنعان، وقال لهم: اصعدوا من هناإلى الجنوب .. فصعدوا وتجسسوا الأرض من بريةصين إلى رحوب في مدخل حماة .. وأتوا إلى وادي أشكول .. فساروا حتى أتوا إلى موسى وهارون وكل جماعة بني إسرائيل إلى برية فاران إلى قادش .. وتذمَّر على موسى وعلى هارون جميعُ بنيإسرائيل .. وكلّم الرب موسى وهارون قائلاً: حتى متى أغفر لهذه الجماعة الشريرةالمتذمّرة عليَّ .. ولما تكلم موسى بهذا الكلام إلى جميع بني إسرائيل بكى الشعب جداً، ثم بكّروا صباحاً وصعدوا إلى رأس الجبل قائين: هُوَ ذا نحن، نصعد إلى الموضع الذي قال الرب عنه، فإننا قد أخطأنا. فقال موسى: لماذا تتجاوزون قول الرب، فهذا لا ينجح .. لكنهم تجبروا وصعدوا رأس الجبل .. فنزل العمالقة والكنعانيون الساكنون في ذلكالجبل، وضربوهم وكسروهم إلى حُرمة" (عد 13، 14)
                              .


                              ونلاحظ على هذه الرواية ما يلي
                              :*

                              كان إرسال الجواسيس بأمر من الله، لكن في التثنية كان بطلب من الشعب
                              .*

                              أرسل موسى الجواسيس من برية فاران، لكن في موضع آخر من العدد وفي التثنية من قادش
                              .*

                              أمر موسى الجواسيس أن يصعدو "من هنا"، فصعدوا "من برية صين". ثم رجعوا إلى الشعب في "قادش". فهذه التفاصيل تتعارض مع قولهإنهم كانوا في فاران! فقد رأينا أن قادش إنما هي في برية صين لا فاران. ووجود صين وقادش في هذه الرواية يؤكّد على صحة رواية سفر التثنية، إذ لا دخل لفاران هنا. ولاأدري هل هو نفس الكاتب الذي ذكر تصريح موسى بإرساله الجواسيس من قادش في نفس السِفر؟
                              !

                              من أجل ذلك، ومن باب ضرب العصافير بحجر واحد، لجأ علماؤهم إلى الزعم بوجود برية صين وقادش في فاران!! وهذا على طريقة "كلُّه على كُلُّه" .. ولا حول ولا قوة إلا بالله!.


                              .. والعجب العجاب


                              أن كاتب سفرالعد دفي الإصحاح 33 - على فرض أنه هو نفس الكاتب - أعاد ذكر رحلات بني إسرائيل بالتفصيل: فذكربين حضيروت وقادش 18 موضعاً ليس فيها ذِكرلشيء اسمه فاران
                              !!

                              فلماذا كل هذا التخبّط واللبس في شأن فاران بين سفري العدد والتثنية!!


                              سؤال في الصميم ، وإجابة لولبية!


                              يقول ولتر ك. قيصروآخرون:



                              Hard Sayings of the Bible, p.166

                              من أين انطلق الجواسيس؟
                              لماذا يقول سفر العدد 13: 3 أن الجواسيس غادروا من برية فاران، في حين يقول سفر العدد 32: 8 أن هذا كان من قادش برنيع؟ هل كان هذان موضعين مختلفين أم أن هناك طريقة معينة لتفسير احتمالية أن يكون كلاهما صحيحاً؟
                              إن برية فاران هي منطقة متعذر تحديدها جيداً في الجزء الواقع وسط وشرق شبه جزيرة سيناء، يحدّها من الشمال الغربي برية شور، ومن الشمال الشرقي برية صين، وبرية سيناء من الجنوب. ومعظم سنوات التيه الأربعين كان بنو إسرائيل مقيمين في قادش برنيع (عد 14: 34؛ تث 1: 19-20).
                              طبوغرافياً(!)، كان موقع قادش برنيع جزءاً من برية فاران. وفي الواقع، في السبعينة اليونانية سفر العدد 33: 36 هناك إضافة تفسيرية في المتن تقول: "في برية فاران وهي قادش".اهـ
                              إن هذا المرجع هو الآخر يؤكد لنا من جديد - كما تأكّد لنا مراراً وتكراراً - أن فاران لدى علماء الكتاب المقدس تمثـّل لغزاً، وأنه من الصعب تحديد موقعها بدقة!!
                              أقصى مايستطيعون عمله هو الأخذ برواية سفر العدد على أنها حقائق تاريخية غير قابلة للنقاش،بينما الواقع يشهد بتعارض وتضارب هذه الرواية حتى مع رواية سفر التثنية نفسه!
                              والإضافة التفسيرية اليونانية في عد 33: 36 ليست تفسيراً في واقع الأمر، بل هي تحريف صريح! لأن النص العبري يقول بوضوح: "برية صين وهي قادش"، وقد سبق ورأينا أن صين غير فاران، فكيف يأتي مترجم ويُحرّف في بعض النسخ السبعينية ويضيف من عنده كلمة فاران،ثم تصبح هذه الزيادة المحرفة حقيقة طبوغرافية؟؟ أعطوني عقولكم أكرمكم الله!
                              النتيجة: موسى لم يرسل الجواسيس من فاران، بل أرسلهم من قادش في برية صين كما ورد ذلك صريحاً في سفر العدد 32: 8وفي سفر التثنية1: 19. بل إنه فوق كل هذا، لم تـُذكَر فاران لا من قريب ولا من بعيد في الروايةالتفصيلية لرحلات الخروج المذكورة في آخر سفر العدد! واتضح لنا أن الخرائط كلها تـُبنى على نظرية "ضرب العصافير".

                              تعليق

                              • المهندس زهدي جمال الدين
                                12- عضو معطاء

                                حارس من حراس العقيدة
                                عضو شرف المنتدى
                                • 3 ديس, 2006
                                • 2169
                                • مسلم

                                #30


                                خدعوك ... فقالوا !!!
                                سيناء وسعير وفاران جبال متجاورة!

                                يقول معترض آخر في ردوده الوهمية: "جبال سيناء وسعير وفاران، ثلاثة جبال متجاورة تقع في شبه جزيرة سيناء، جاء ذكرها معاً في تثنية 33 الذي يحوي بركة موسى لبني إسرائيل قبل موته، فقال إن الله جاءهم في جلال ومجد على قمم هذه الجبال الثلاثة ليقطع معهم عهداً ويعطيهم شريعته،وذلك:
                                - من سيناء، من الشرق كما تشرق الشمس. وكان السحاب على جبل سيناء كثيفاً يشبه الدخان، فكان الجبل يرتجف كله (خروج 19: 18). ويقول المرنم في مزمور 68: 8 «الأرض ارتعدت. السماوات أيضاً قطرت أمام وجه الله. سينا نفسه من وجه الله إله إسرائيل».
                                - وأشرق الله لبني إسرائيل من جبل سعير،وهو أرض أدوم الجبلية على الجانب الشرقي من البرية العربية.
                                - وتلألأ الله لهم من جبل فاران،وهي صحراء جنوب يهوذا (1صم 25: 1-5) شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21). وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26) وبطمة فاران، المعروفة اليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6). وفي هذه البرية تنقّل بنوإسرائيل أربعين سنة. وقد جاء ذكر فاران في تكوين 14: 6والعدد 10: 122 و12: 16 و13: 3 وتثنية 1:1 و1ملوك 11: 18 وفي غير ذلك.
                                وفي تثنية 33 يذكّر موسى بني إسرائيل بفضل الله عليهم، بأن أعطاهم شريعته فضاءت لها القمم العالية لجبال سيناء وسعير وفاران،الجبال الثلاثة المتجاورةالواقعة في شبه جزيرة سيناء. هناك قطع الله عهده معهم، لأنه أحبهم،وهم جلسوا عند قدميه يتقبَّلون أقواله (آية 3) فأوصاهم بشريعة موسى، ميراثاً لآل يعقوب (آية 4)". اهـ (*)
                                في الحقيقة هذا الرجل المسكين الأحرى به أن يتعلَّم الجغرافيا أولاً قبل أن يصير مضحكة! وقد نصَّب نفسه مدافعاًعن الكتاب المقدس يردّ فيه على المعترضين، ويزيل الشبهات "الوهمية"!
                                كان الأولى به على الأقل أن يراجع الخرائط "الوهمية" التي وضعها علماء الكتاب المقدس، حتى يتحقق ويتثبت من المعلومات الجغرافية العظيمة التي أفحمنا بها! فالرجل غارق لأذنيه في التناقض والتخبّط .. وزاد الطين بلة!
                                بدأ ردّه العلمي الخطيربحقيقة لا أدري كيف غابت على العلماء أجمعين، فقد وصف سيناء وسعير وفاران بأنها: "ثلاثة جبال متجاورة تقع فيشبه جزيرة سيناء"!! متجاورة .. بل وفي شبه جزيرة سيناء ذاتها! فهيا ننظر كيف حدَّد هذا الرجل أماكن الجبال الثلاثة لنتعرف على عبقريتهالجغرافية الفذة:

                                (1)

                                جبل سيناء: يقع في الشرق!! ولاأدري شرق ماذا؟ بصراحة تحديد جغرافي دقيق!

                                (2)

                                جبل سعير: يقع في أرض أدوم "على الجانب الشرقي من البريةالعربية". وهل أرض أدوم في شبه جزيرة سيناء يا عالم!! ثم نصحّح لجنابه أنقوله "البرية العربية" خطأ والصواب هو "وادي عرَبة".

                                (3)

                                جبل فاران: وهو

                                - صحراء جنوب يهوذا(1صم 25: 1-5)


                                - شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21).

                                - وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26)

                                - وبطمة فاران، المعروفةاليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6)



                                وأنا أتساءل: هل هذا الموقع الجغرافي تقع في شبه جزيرة سيناء! ولكن ماذا نصنع إذا كان الروح القدس قد ألهم جنابه ذلك!


                                أما قوله إنه جنوب يهوذا، فمستنده في ذلك هوسفر صموئيل الذي ذكر نزول داود إلى فاران. وكلمة فاران هنا محرَّفة كما سبق وكشفناذلك هنـــــا.



                                وأما قوله شرق بئر سبع وشور فمستنده في ذلك سفر التكوين في الإصحاح 21، ولا ذِكر فيه لشور أصلاً! ولا أدري لماذا أقحم شور في الموضوع، فالواضح أن المسكين لا يعرف أن شور طبقاً لخرائط علمائه ليس لها علاقة ببئر سبع! إضافة إلى ذلك، فإن الإصحاح لا يقول أصلاً أن برية فاران تقع شرق برية بئر سبع .. فمن أين أتى جنابه بهذا التحديد الجغرافي؟ فبرية فاران وفقاً له تقع على الخريطة شرق بئر سبع:



                                انظروا بئر سبع أين تقع .. وحاولوا أن تتخيلوا فاران شرقها!! وأهدي جنابه الخريطة التي استند إليها زميله ليعترف أننا حين نقول أنكم متخبطون في فاران نكون على الحق المبين :


                                فهُم يضعون فاران جنوب بئر سبع لا شرقها!







                                وأماقوله إنه كانت فيها مدينة قادش، فمستنده في ذلك سفر العدد في الإصحاح 13 وهو الذي يتحدث عن إرسال الجواسيس. وقد فضحنا تدليس كاتب سفر العدد في هذا الموضع ومحاولته ربط قادش بفاران هنــــا.

                                حينئذ .. أسأل جنابه: إذاكنت تقرر أن سعير في أرض أدوم شرق وادي العربة، وفاران تقع شرق بئر سبع في جنوب أرض يهوذا، فبالله عليك ما دخل هذه الأماكن بشبه جزيرة سيناء!! العجيب أنه في آخر ردّه أعاد نفس الحقيقة الجغرافية العظيمة قائلاً: الجبال الثلاثة المتجاورة الواقعة في شبه جزيرة سيناء!!

                                جبل في أقصى جنوب سيناء .. وجبل في شرق وادي العربة .. وجبل بزعمه شرق بئر سبع جنوب يهوذا .. كيف تكون هذه الجبال الثلاثة متجاورة؟؟ بل ويصرّ أنها تقع جميعاً في شبه جزيرة سيناء!!

                                هكذا يخدعون شعبهم ويضلّلون خرافهم، ليظهروا أمامهم بصورة الأبطال الذين قهروا المسلمين وأفحموهم! فلم يزدهم التدليس إلا جهالة، ولم يزدهم الحقد إلا ضلالة! فابحثوا في كلام علمائكم ولا تنقلوه بالقص واللصق هداكم الله.











                                تعليق

                                مواضيع ذات صلة

                                تقليص

                                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                                ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 5 مار, 2023, 03:34 م
                                ردود 0
                                31 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة صلاح عامر
                                بواسطة صلاح عامر
                                ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 10:00 ص
                                ردود 2
                                40 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة صلاح عامر
                                بواسطة صلاح عامر
                                ابتدأ بواسطة صلاح عامر, 4 مار, 2023, 08:33 ص
                                ردود 0
                                77 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة صلاح عامر
                                بواسطة صلاح عامر
                                ابتدأ بواسطة mohamed faid, 16 فبر, 2023, 08:41 ص
                                ردود 0
                                182 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة mohamed faid
                                بواسطة mohamed faid
                                ابتدأ بواسطة *اسلامي عزي*, 20 نوف, 2021, 03:50 ص
                                ردود 0
                                53 مشاهدات
                                0 ردود الفعل
                                آخر مشاركة *اسلامي عزي*
                                بواسطة *اسلامي عزي*
                                يعمل...