الفرع الحادي عشر
بحث حول عبارة (وهو يكون انتظار الأمم.ET ipce erit expectatio gentium)
لفظة (الأمم) مصطلح يراد به عند اليهود والنصارى: الشعوب غير الكتابية أي غير الموحدة أي الشعوب المشركة
ومن الواضح أن مصطلح (الأمم) بالمفهوم اليهودي والمسيحي يقابلـه مصطلح (الأميون) في القرآن الكريم قال تعالى:
[فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ]آل عمران: ٢٠
وهناك معنى آخر للاميين استعمل القرآن اللفظة فيه وهو معنى (الذي لا يقرأ ولا يكتب ) كما في قولـه تعالى:
[وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ]البقرة: ٧٨
جاء في معجم اللاهوت الكتابي تحت لفظة (أمم) (Nations) واللفظة الانجليزية المستعملة للتعبير عن المفهوم اليهودي والمسيحي للأمم هي (Gentiles).
وفي النسخة المطبوعة سنة 1957 استخدم المترجم لفظة (gentiles) في الفقرة موضع البحث:
to whom the gentile shall look forward.
وترجمته الحرفية : وإياه ينتظر غير اليهود [وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.].
ويتضح من ذلك أن ( شيلوه שִׁילֹה) كما في العبرية المحرفة أو (شلهשלח) كما في السامرية المحرفة أيضا أو (شلوح) (شلوح) أي (الرسول)
كما في نسخة الفولجات اللاتينية ينتظره غير اليهود من الأمم كما ينتظره اليهود أنفسهم .
أما انتظار اليهود لـه فواضح من النص الذي جعل بعثة هذا الرسول علامة لزوال سيادة الشريعة الإسرائيلية بكل أشكالها.
وهنا سؤالان أمام الباحث :
السؤال الأول : هل يوجد في الترجمات الأخرى ما يؤيد (الفولجات) ؟
السؤال الثاني : ما هو الحادث الجديد الذي دفع باليهود ككل إلى تبني عملية التحريف ونشر النسخة المحرفة وإخفاء أو إتلاف النسخ الصحيحة نسبيا ؟
الإجابة عن السؤال الأول :
أما بالنسبة للسؤال الأول فجوابه بالإيجاب.
إذ أن كلا من (السبتوجنتا) و(البشيطتا) تتطابقان تماما مع ترجمة جيروم في النصف الثاني من الفقرة موضع البحث .
الترجمة اليونانية (السبتوجنتا) THE SEPTUAGINT
أما (السبتوجنتا) فإن النص فيها بحرفه اليوناني كما يلي :
ewz an elo ta apokeimna autw,
kai autoz prosdokiae tnon.
وترجمته بالانجليزية :Until there come the things stored up for him,
and he is the expectation of the nations .
وترجمته بالعربية :[ حتى يأتي الذيحُفِظَت الأشياء لـه، وهو يكون انتظار الأمم غير اليهود. ]. وهذا معناه أن التوراة العبرية التي كانت منتشرة في القرن الثالث
قبل الميلاد التي ترجمت عنها (السبتوجنتا) في ذلك الوقت كانت فيها كلمة (يقوه) التي تعني (ينتظر) وليس كلمة (يقهت) التي تعني (يجتمع) .
أما نص (البشيطتا ) فحرفه السرياني كما يلي :
وترجمته بالانجليزية:
Until the coming of the one to whom the sceptre belong, the Gentiles shall look forword.
[The Holy Bible from Ancient Eastern Manuscripts containing the old and
NewTestament translated from the peshetta , the authorized bible of the church ofthe east , ]
وترجمته بالعربية: [ حتى مجيء الشخص الذي يعود لـه القضيب، والذي ينتظره الأمم غير اليهود].
ومما لا خلاف فيه أن (البشيطتا) أقدم من (الفولجات) فهي إذن لم تترجم عنها، وقد ذكروا أن (البشيطتا) مترجمة عن أصل عبري
حيث جاء في الـ (TheInterpreters Dictionary OfThe Bible) تحت لفظة (The peschetta) .
أن العهد القديم من البشيطتا وبخاصة الأسفار الخمسة الأولى ربما ترجم من قبل يهود أو يهود متنصرين، وهذا الرأي أقيم على أساس قرب نص
البشيطتا من النص العبري وترجوم اونقيلوس، أو عن أصل يوناني. والنتيجة لكلا الاحتمالين واحدة
وهي أن التوراة العبرية التي ترجمت عنها (البشيطتا) كانت تحتوي علي كلمة (يقوه יקוה) التي تعني (ينتظر) وليس كلمة( يقهت יקהח) التي تعني (يجتمع)،
وبالتالي فان تحريفها في النسخة العبرية إلى ( يقهت יקהח ) قد حصل بعد عهد (جيروم) أيضا .
الإجابة عن السؤال الثاني :
إن أهم حادثة تعرض لـها المجتمع اليهودي وكذلك المجتمع المسيحي بعد عهد (جيروم) هي بعثة النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وقد ثبت تاريخيا أن يهود المدينة كانوا في أوائل البعثة وقبل تغيير القبلة مؤيدين للنبي وكانوا يذكرون ما لديهم من البشارات في حقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقد احتج القرآن بموقفهم هذا على قريش تأييدا لنبيه المرسل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال سبحانه وتعالى:
[أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ] الشعراء: ١٩٧
ثم انقلب موقف اليهود بعد الـهجرة وتغيير القبلة وصاروا يؤيدون قريشا في حربهم مع النبي، وتصدى لهم القرآن وعرض لكثير من فضائحهم التاريخية
وكشف عن أهم صفاتهم مع التوراة وهي تحريفهم لها في العهود التاريخية السابقة وفي عهد النبي الموعود الذين كانوا ينتظرونه
ويبشرون به يقول سبحانه وتعالى: [الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]البقرة: ١٤٦
ويقول سبحانه وتعالى: [فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى
خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ] المائدة: ١٣
ثم حاربهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما عاونوا قريشا المشركة المحاربة لـه وخانوا عهودهم معه وبفعل ذلك هرب بعضهم واجلي البعض الآخر
عن المدينة (وساروا باتجاه الشام)، وفي ظل هذا الظرف الفكري والسياسي فان من الطبيعي جدا هو أن تتجه ظنون الباحث المحايد فضلا عن الباحث المسلم
إلى هؤلاء اليهود النازحين إلى طبرية الذين يحملون تجربة حية في تأييد نبوة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم محاربتها بالسيف والقلم .
ملخص الدراسة السابقة مع إضافات أخرى لها في منتهى الأهمية:
1ـ أن كلمة "شيلوه" كلمة فريدة في العهد القديم، ولا تكرر في أي مكان آخر في العهد القديم.
2ـ أن كلمة شيلوه تتكون من أربعة أحرف عبرية هي: "شين"، "يود"، "لاميد"، "وهي"، وتوجد بلدة اسمها شيلوه ولكن لا يوجد فيها حرف "يود"،
ولذلك لا يمكن أن يكون الاسم مطابقا أو مشيراً للبلدة، إذاً فالكلمة حيثما وجدت تشير إلى شخص وليس إلى مكان.
3ـ أن هذه العبارة اشتملت على ضمير لغير العاقل، وقد يشير إلى القضيب أو الصولجان، أو المشرع بصورة منفصلة أو مجتمعة، وربما يشير للطاعة،
وعليه فإن معنى العبارة: (إن الطابع الملكي المتنبي لن ينقطع من يهوذا إلى أن يجئ الشخص الذي يخصه هذا الطابع، ويكون له خضوع الشعوب).
3ـ بعد أن أورد بعض تحولات الترجمة لهذه الكلمة بين العبرية والسريانية قال: يمكن أن تقرأ هذه العبارة بالصورة التالية: (حتى يأتي الشخص الذي تخصه..)
4ـ أن الكلمة "شيلوه" مشتقة من الفعل العبري "شله" وهي تعني المسالم والهادي والوديع والموثوق.
5ـ من المحتمل أنه تم على هذه العبارة تحريف متعمد فتكون "شالوه" فحينئذ يكون معناها "شيلوح" وهذه العبارة مرادفة لكلمة "رسول ياه"
وهو نفس اللقب الموصوف به محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "وشيلواح إلوهيم" تعني: رسول الله.
6ـ لا يمكن أن تنطبق هذه البشارة على المسيح حتى لو آمن اليهود بنبوته، لأنه لا توجد أي من العلامات أو الخصائص التي توقعها اليهود
في هذا النبي المنتظر في المسيح عليه السلام، فاليهود كانوا ينتظرون مسيحاً له سيف وسلطة، كما أن المسيح رفض هذه الفكرة القائلة بأنه هو المسيح المنتظر الذي تنتظره اليهود.
7ـ أن هذه النبوة قد تحققت حرفيا وعملياً في محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فالتعابير المجازية "الصولجان" و "المشرع" قد أجمع الشراح المعلقون
على أن معناها السلطة الملكية والنبوة. وهذا يعني علمياً أنه صاحب الصولجان والشريعة، أو الذي يملك حق التشريع وتخضع له الشعوب.
8 ـ لا يمكن أن تنطبق هذه البشارة في حق موسى، لأنه أول منظم لأسباط بني إسرائيل، ولا في حق داود، لأنه أول ملك فيهم.
9ـ لو تم تفسير "شيلوه" بـ "شالا" الآرامية فهي تعني: هادي ومسالم وأمين، وهذا يتفق مع تفسير "شله" العبرية.
وقد كان محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الرسالة هو الأمين، وهو محل الثقة، وهو المسالم الهادي الصادق. وبعد هذه المحاولات التفسيرية والترجمة
ينتقل المهتدي عبد الأحد إلى إلزام الخصم بهذه النبوة ومدلولاتها وهي ما يلي:
10ـ أن الصولجان والمشرع سيظلان في سبط يهوذا طالما أن شيلوه لم يظهر.
11ـ بموجب ادعاء اليهود في هذا "الشيلوه" فإن شيلوه لم يظهر، وأن الصولجان الملكي والخلافة تخصان ذلك السبط، وقد انقرضنا منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً.
12ـ أن سبط يهوذا اختفى مع سلطته الملكية وشقيقتها الخلافة النبوية، ومن الشروط الأساسية لظهور "الشيلوه" إبقاء السبط على وجه الأرض يعيض في أرض آبائه،
أو في مكان آخر بصورة جماعية.
13ـ اليهود مضطرون أن يقبلوا واحداً من الخيارين: إما التسليم بأن "شيلوه" قد جاء من قبل، وأن أجدادهم لم يتعرفوا عليه.
أو أن يتقبلوا أن سبط يهوذا لم يعد موجوداً، وهو السبط الذي ينحدر منه "شيلوه".
أن النص يتضمن بصورة واضحة ومعاكسة جداً للاعتقاد اليهودي والنصراني – أن "شيلوه" غريب تماماً على سبط يهوذا وبقية الأسباط،
لأن النبوة تدل على أنه عندما يجيء "شيلوه" فإن الصولجان والمشرع سوف يختفيان من سبط يهوذا، وهذا لا يتحقق إلا إذا كان "شيلوه" غريباً عن يهوذا،
فإن كان "شيلوه" منحدراً من يهوذا فكيف ينقطع هذان العنصران من ذلك السبط، ولا يمكن أن يكون "شيلوه" منحدراً من أي سبط آخر،
لأن الصولجان والمشرع كانا لمصلحة إسرائيل كلها، وليس لمصلحة سبط واحد.
لفظة (الأمم) مصطلح يراد به عند اليهود والنصارى: الشعوب غير الكتابية أي غير الموحدة أي الشعوب المشركة
ومن الواضح أن مصطلح (الأمم) بالمفهوم اليهودي والمسيحي يقابلـه مصطلح (الأميون) في القرآن الكريم قال تعالى:
[فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا
وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ]آل عمران: ٢٠
وهناك معنى آخر للاميين استعمل القرآن اللفظة فيه وهو معنى (الذي لا يقرأ ولا يكتب ) كما في قولـه تعالى:
[وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ]البقرة: ٧٨
جاء في معجم اللاهوت الكتابي تحت لفظة (أمم) (Nations) واللفظة الانجليزية المستعملة للتعبير عن المفهوم اليهودي والمسيحي للأمم هي (Gentiles).
وفي النسخة المطبوعة سنة 1957 استخدم المترجم لفظة (gentiles) في الفقرة موضع البحث:
to whom the gentile shall look forward.
وترجمته الحرفية : وإياه ينتظر غير اليهود [وَلَهُ يَكُونُ خُضُوعُ شُعُوبٍ.].
ويتضح من ذلك أن ( شيلوه שִׁילֹה) كما في العبرية المحرفة أو (شلهשלח) كما في السامرية المحرفة أيضا أو (شلوح) (شلوح) أي (الرسول)
كما في نسخة الفولجات اللاتينية ينتظره غير اليهود من الأمم كما ينتظره اليهود أنفسهم .
أما انتظار اليهود لـه فواضح من النص الذي جعل بعثة هذا الرسول علامة لزوال سيادة الشريعة الإسرائيلية بكل أشكالها.
وهنا سؤالان أمام الباحث :
السؤال الأول : هل يوجد في الترجمات الأخرى ما يؤيد (الفولجات) ؟
السؤال الثاني : ما هو الحادث الجديد الذي دفع باليهود ككل إلى تبني عملية التحريف ونشر النسخة المحرفة وإخفاء أو إتلاف النسخ الصحيحة نسبيا ؟
الإجابة عن السؤال الأول :
أما بالنسبة للسؤال الأول فجوابه بالإيجاب.
إذ أن كلا من (السبتوجنتا) و(البشيطتا) تتطابقان تماما مع ترجمة جيروم في النصف الثاني من الفقرة موضع البحث .
الترجمة اليونانية (السبتوجنتا) THE SEPTUAGINT
أما (السبتوجنتا) فإن النص فيها بحرفه اليوناني كما يلي :
ewz an elo ta apokeimna autw,
kai autoz prosdokiae tnon.
وترجمته بالانجليزية :Until there come the things stored up for him,
and he is the expectation of the nations .
وترجمته بالعربية :[ حتى يأتي الذيحُفِظَت الأشياء لـه، وهو يكون انتظار الأمم غير اليهود. ]. وهذا معناه أن التوراة العبرية التي كانت منتشرة في القرن الثالث
قبل الميلاد التي ترجمت عنها (السبتوجنتا) في ذلك الوقت كانت فيها كلمة (يقوه) التي تعني (ينتظر) وليس كلمة (يقهت) التي تعني (يجتمع) .
أما نص (البشيطتا ) فحرفه السرياني كما يلي :
وترجمته بالانجليزية:
Until the coming of the one to whom the sceptre belong, the Gentiles shall look forword.
[The Holy Bible from Ancient Eastern Manuscripts containing the old and
NewTestament translated from the peshetta , the authorized bible of the church ofthe east , ]
وترجمته بالعربية: [ حتى مجيء الشخص الذي يعود لـه القضيب، والذي ينتظره الأمم غير اليهود].
ومما لا خلاف فيه أن (البشيطتا) أقدم من (الفولجات) فهي إذن لم تترجم عنها، وقد ذكروا أن (البشيطتا) مترجمة عن أصل عبري
حيث جاء في الـ (TheInterpreters Dictionary OfThe Bible) تحت لفظة (The peschetta) .
أن العهد القديم من البشيطتا وبخاصة الأسفار الخمسة الأولى ربما ترجم من قبل يهود أو يهود متنصرين، وهذا الرأي أقيم على أساس قرب نص
البشيطتا من النص العبري وترجوم اونقيلوس، أو عن أصل يوناني. والنتيجة لكلا الاحتمالين واحدة
وهي أن التوراة العبرية التي ترجمت عنها (البشيطتا) كانت تحتوي علي كلمة (يقوه יקוה) التي تعني (ينتظر) وليس كلمة( يقهت יקהח) التي تعني (يجتمع)،
وبالتالي فان تحريفها في النسخة العبرية إلى ( يقهت יקהח ) قد حصل بعد عهد (جيروم) أيضا .
الإجابة عن السؤال الثاني :
إن أهم حادثة تعرض لـها المجتمع اليهودي وكذلك المجتمع المسيحي بعد عهد (جيروم) هي بعثة النبي محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وقد ثبت تاريخيا أن يهود المدينة كانوا في أوائل البعثة وقبل تغيير القبلة مؤيدين للنبي وكانوا يذكرون ما لديهم من البشارات في حقه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وقد احتج القرآن بموقفهم هذا على قريش تأييدا لنبيه المرسل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال سبحانه وتعالى:
[أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ] الشعراء: ١٩٧
ثم انقلب موقف اليهود بعد الـهجرة وتغيير القبلة وصاروا يؤيدون قريشا في حربهم مع النبي، وتصدى لهم القرآن وعرض لكثير من فضائحهم التاريخية
وكشف عن أهم صفاتهم مع التوراة وهي تحريفهم لها في العهود التاريخية السابقة وفي عهد النبي الموعود الذين كانوا ينتظرونه
ويبشرون به يقول سبحانه وتعالى: [الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ]البقرة: ١٤٦
ويقول سبحانه وتعالى: [فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى
خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ] المائدة: ١٣
ثم حاربهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما عاونوا قريشا المشركة المحاربة لـه وخانوا عهودهم معه وبفعل ذلك هرب بعضهم واجلي البعض الآخر
عن المدينة (وساروا باتجاه الشام)، وفي ظل هذا الظرف الفكري والسياسي فان من الطبيعي جدا هو أن تتجه ظنون الباحث المحايد فضلا عن الباحث المسلم
إلى هؤلاء اليهود النازحين إلى طبرية الذين يحملون تجربة حية في تأييد نبوة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم محاربتها بالسيف والقلم .
ملخص الدراسة السابقة مع إضافات أخرى لها في منتهى الأهمية:
1ـ أن كلمة "شيلوه" كلمة فريدة في العهد القديم، ولا تكرر في أي مكان آخر في العهد القديم.
2ـ أن كلمة شيلوه تتكون من أربعة أحرف عبرية هي: "شين"، "يود"، "لاميد"، "وهي"، وتوجد بلدة اسمها شيلوه ولكن لا يوجد فيها حرف "يود"،
ولذلك لا يمكن أن يكون الاسم مطابقا أو مشيراً للبلدة، إذاً فالكلمة حيثما وجدت تشير إلى شخص وليس إلى مكان.
3ـ أن هذه العبارة اشتملت على ضمير لغير العاقل، وقد يشير إلى القضيب أو الصولجان، أو المشرع بصورة منفصلة أو مجتمعة، وربما يشير للطاعة،
وعليه فإن معنى العبارة: (إن الطابع الملكي المتنبي لن ينقطع من يهوذا إلى أن يجئ الشخص الذي يخصه هذا الطابع، ويكون له خضوع الشعوب).
3ـ بعد أن أورد بعض تحولات الترجمة لهذه الكلمة بين العبرية والسريانية قال: يمكن أن تقرأ هذه العبارة بالصورة التالية: (حتى يأتي الشخص الذي تخصه..)
4ـ أن الكلمة "شيلوه" مشتقة من الفعل العبري "شله" وهي تعني المسالم والهادي والوديع والموثوق.
5ـ من المحتمل أنه تم على هذه العبارة تحريف متعمد فتكون "شالوه" فحينئذ يكون معناها "شيلوح" وهذه العبارة مرادفة لكلمة "رسول ياه"
وهو نفس اللقب الموصوف به محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "وشيلواح إلوهيم" تعني: رسول الله.
6ـ لا يمكن أن تنطبق هذه البشارة على المسيح حتى لو آمن اليهود بنبوته، لأنه لا توجد أي من العلامات أو الخصائص التي توقعها اليهود
في هذا النبي المنتظر في المسيح عليه السلام، فاليهود كانوا ينتظرون مسيحاً له سيف وسلطة، كما أن المسيح رفض هذه الفكرة القائلة بأنه هو المسيح المنتظر الذي تنتظره اليهود.
7ـ أن هذه النبوة قد تحققت حرفيا وعملياً في محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فالتعابير المجازية "الصولجان" و "المشرع" قد أجمع الشراح المعلقون
على أن معناها السلطة الملكية والنبوة. وهذا يعني علمياً أنه صاحب الصولجان والشريعة، أو الذي يملك حق التشريع وتخضع له الشعوب.
8 ـ لا يمكن أن تنطبق هذه البشارة في حق موسى، لأنه أول منظم لأسباط بني إسرائيل، ولا في حق داود، لأنه أول ملك فيهم.
9ـ لو تم تفسير "شيلوه" بـ "شالا" الآرامية فهي تعني: هادي ومسالم وأمين، وهذا يتفق مع تفسير "شله" العبرية.
وقد كان محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الرسالة هو الأمين، وهو محل الثقة، وهو المسالم الهادي الصادق. وبعد هذه المحاولات التفسيرية والترجمة
ينتقل المهتدي عبد الأحد إلى إلزام الخصم بهذه النبوة ومدلولاتها وهي ما يلي:
10ـ أن الصولجان والمشرع سيظلان في سبط يهوذا طالما أن شيلوه لم يظهر.
11ـ بموجب ادعاء اليهود في هذا "الشيلوه" فإن شيلوه لم يظهر، وأن الصولجان الملكي والخلافة تخصان ذلك السبط، وقد انقرضنا منذ أكثر من ثلاثة عشر قرناً.
12ـ أن سبط يهوذا اختفى مع سلطته الملكية وشقيقتها الخلافة النبوية، ومن الشروط الأساسية لظهور "الشيلوه" إبقاء السبط على وجه الأرض يعيض في أرض آبائه،
أو في مكان آخر بصورة جماعية.
13ـ اليهود مضطرون أن يقبلوا واحداً من الخيارين: إما التسليم بأن "شيلوه" قد جاء من قبل، وأن أجدادهم لم يتعرفوا عليه.
أو أن يتقبلوا أن سبط يهوذا لم يعد موجوداً، وهو السبط الذي ينحدر منه "شيلوه".
أن النص يتضمن بصورة واضحة ومعاكسة جداً للاعتقاد اليهودي والنصراني – أن "شيلوه" غريب تماماً على سبط يهوذا وبقية الأسباط،
لأن النبوة تدل على أنه عندما يجيء "شيلوه" فإن الصولجان والمشرع سوف يختفيان من سبط يهوذا، وهذا لا يتحقق إلا إذا كان "شيلوه" غريباً عن يهوذا،
فإن كان "شيلوه" منحدراً من يهوذا فكيف ينقطع هذان العنصران من ذلك السبط، ولا يمكن أن يكون "شيلوه" منحدراً من أي سبط آخر،
لأن الصولجان والمشرع كانا لمصلحة إسرائيل كلها، وليس لمصلحة سبط واحد.
تعليق