وكم من مرة قرأت سورة "يوسف" وفي كل مرة كأنني أقرأها لأول مرة ، وكم من مرة استخلصت منها معنى جديد عن المرة التي سبقتها وكم من آية أخذتني معها بدمع ونحيب تارة وببسمة ورجاء تارة أخرى !
وأنفاس محتبسة تارة وهدوء وسكينة تارة أخرى !
سورة "يوسف" من أكثر السور القرآنية التي تجمع أكبر قدر من البلايا القاسية التي قد يتعرض لها إنسان على مدار حياته ، ولعل لها أيضًا مزية تتفرد بها عن غيرها في أنها من أكثر السور القرآنية التي رصدت أدق التفاصيل لردود أفعال أبطالها ومشاعرهم المختلفة تجاه بعضهم على تناقضها بل وما يحدثوا به أنفسهم أيضًا ، حركة وإيقاع وتعاقب سريع للأحداث ووصف تفصيلي ومشاهد تمثيلية متجسدة للدرجة التي تجعلنا نظن أننا جزء من الأحداث بل ونراها بأعيننا ونعيش فيها وليس مجرد قراءة أو سرد ( وقد أفصل ذلك لاحقًا إن شاء الله بشكل أكبر )
وكم من آية فيها لابد أن تقف عندها صامتًا لتفكر لما فيها من غموض يبعث على إعمال العقل والتفكر في جمال ما تعنيه ، وتدفع فضول القارئ دفعًا للآية التي تليها لمعرفة ماذا سيحدث بعد ذلك !
سأذكر لاحقًا ما توقفت عنده في هذه السورة تباعًا إن شاء الله
( سواء في العبرة من الأحداث أو في طريقة السرد والصور الجمالية )
تعليق