مشيئة الله ومشيئة العبد ..

تقليص

عن الكاتب

تقليص

نصرة الإسلام مسلمة ولله الحمد اكتشف المزيد حول نصرة الإسلام
X
تقليص
يُشاهد هذا الموضوع الآن: 0 (0 أعضاء و 0 زوار)
 
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة
  • النيسابوري
    5- عضو مجتهد

    عضو اللجنة العلمية
    حارس من حراس العقيدة
    عضو شرف المنتدى
    • 13 أغس, 2012
    • 761
    • الإسلام

    #16
    رد: مشيئة الله ومشيئة العبد ..

    فوائد من قوله تعالى: فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ [البروج:16] :

    أحدها: أنه تَعَالَى يفعل بإرادته ومشيئته.
    الثاني: أنه لم يزل كذلك، لأنه ساق ذلك في معرض المدح والثناء عَلَى نفسه، وأن ذلك من كماله سبحانه، ولا يجوز أن يكون عادماً لهذا الكمال في وقت من الأوقات، وقد قال تعالى: أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ [النحل:17] ولما كَانَ من أوصاف كماله ونعوت جلاله، لم يكن حادثاً بعد أن لم يكن.

    الثالث: انه إذا أراد شيئا فعله، فان "ما" موصولة عامة أي: يفعل كل ما يريد أن يفعله، وهذا في إرادته المتعلقة بفعله، وأما إرادته المتعلقة بفعل العبد فتلك لها شان آخر؛ فإن أراد فعل العبد ولم يرد من نفسه أن يعينه عليه ويجعله فاعلا، لم يوجد الفعل، وإن أراده حتى يريد من نفسه أن يجعله فاعلا.

    وهذه هي النكتة التي خفيت عَلَى القدرية والجبرية، وخبطوا في مسألة القدر، لغفلتهم عنها، وفرق بين إرادته أن يفعل العبد، وإرادة أن يجعله فاعلا.
    الرابع: أن فعله وإرادته متلازمان، فما أراد أن يفعل فعله، وما فعله فقد أراده، بخلاف المخلوق فإنه يريد ما لا يفعل، وقد يفعل ما لا يريده، فما ثُمَّ فعال لما يريد إلا الله وحده.

    الخامس: إثبات إرادات متعددة بحسب الأفعال، وأن كل فعل له إرادة تخصه، هذا هو المعقول في الفطر، فشأنه سبحانه أنه يريد عَلَى الدوام، ويفعل ما يريد.

    السادس: أن كل ما صح أن تتعلق به إرادته، جاز فعله، فإذا أراد أن ينزل كل ليلة إِلَى السماء الدنيا، وأن يجيء يَوْمَ القِيَامَةِ لفصل القضاء، وأن يري عباده نفسه، وأن يتجلى لهم كيف شاء، ويخاطبهم، ويضحك إليهم، وغير ذلك مما يريد سبحانه لم يمتنع عليه فعله، فإنه تَعَالَى فعال لما يريد. وإنما تتوقف صحة ذلك عَلَى إخبار الصادق به، فإذا أخبر وجب التصديق، وكذلك محو ما يشاء، وإثبات ما يشاء، كل يوم هو في شأن سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى والقول بأن الحوادث لها أول، يلزم منه التعطيل قبل ذلك، وأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لم يزل غير فاعل، ثُمَّ صار فاعلاً. ولا يلزم من ذلك قدم العالم، لأن كل ما سوى الله تَعَالَى محدث ممكن الوجود، موجود بإيجاد الله تَعَالَى له، ليس له من نفسه إلا العدم، والفقر، والاحتياج وصف ذاتي لازم لكل ما سوى الله تعالى، والله تَعَالَى واجب الوجود لذاته، غني لذاته، والغنى وصف ذاتي لازم له سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى] ا. هـ.

    ________________________________________

    شرح الطحاويه - إبن أبي العز رحمه الله
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
    عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
    وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
    حديث 7692 : الزهد والرقائق - صحيح مسلم

    تعليق

    • عاشق طيبة
      المشرف العام
      على قسم (شبهات وردود)
      فريق اليوتيوب

      • 24 أبر, 2010
      • 5342
      • ....
      • مسلم

      #17
      رد: مشيئة الله ومشيئة العبد ..

      يقول الشيخ الشنقيطي في كلامه عن تلك الآية الكريمة " فألهمها فجورها وتقواها " :

      قوله تعالى " فألهمها فجورها وتقواها " يدل على أن الله هو الذي يجعل الفجور والتقوى في القلب، وقد جاءت آيات تدل على أن فجور العبد وتقواه باختياره ومشيئته كقوله تعالى " فاستحبوا العمى على الهدى " وقوله تعالى " اشتروا الضلالة بالهدى " ونحو ذلك، وهذه المسألة هي التي ضل فيها القدرية والجبرية.

      أما القدرية فضلوا بالتفريط حيث زعموا أن العبد يخلق عمل نفسه استقلالا من غير تأثير لقدرة الله فيه [ أي أنهم ألغوا مشيئة الرب سبحانه ]

      وأما الجبرية فضلُّوا بالإفراط حيث زعموا أن العبد لا عمل له أصلا حتى يؤاخذ به [ أي أنهم نفوا مشيئة العبد وألغوها تمامًا ]

      وأما أهل السنة والجماعة فلم يفرطوا ولم يفرطوا، فأثبتوا للعبد أفعالا اختيارية، ومن الضروري عند جميع العقلاء أن الحركة الارتعاشية ليست كالحركة الاختيارية، وأثبتوا أن الله خالق كل شيء فهو خالق العبد وخالق قدرته وإرادته، وتأثير قدرة العبد لا يكون إلا بمشيئة الله تعالى.
      فالعبد وجميع أفعاله بمشيئة الله تعالى؛ مع أن العبد يفعل اختيارا بالقدرة والإرادة اللتين خلقهما الله فيه فعلا اختياريا يثاب عليه ويعاقب.

      ولو فرضنا أن جبريا ناظر سنيا فقال الجبري: حجتي لربي أن أقول إني لست مستقلا بعمل، وإني لا بد أن تنفذ في مشيئته وإرادته على وفق العلم الأزلي، فأنا مجبور، فكيف يعاقبني على أمر لا قدرة لي أن أحيد عنه؟
      فإن السني يقول له: كل الأسباب التي أعطاها للمهتدين أعطاها لك، جعل لك سمعا تسمع به، وبصرا تبصر به، وعقلا تعقل به،
      وأرسل لك رسولا، وجعل لك اختيارا وقدرة، ولم يبق بعد ذلك إلا التوفيق وهو ملكه المحض، إن أعطاه ففضل، وإن منعه فعدل.
      كما أشار له تعالى بقوله: " قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين "، يعني أن ملكه للتوفيق حجة بالغة على الخلق، فمن أعطيه ففضل، ومن منعه فعدل.

      ولما تناظر أبو إسحاق الاسفرائيني مع عبد الجبار المعتزلي، قال عبد الجبار: سبحان من تنزه عن الفحشاء، وقصده أن المعاصي كالسرقة والزنى بمشيئة العبد دون مشيئة الله، لأن الله أعلى وأجل من أن يشاء القبائح في زعمهم.
      فقال أبو إسحاق: هذه كلمة حق أريد بها باطل، ثم قال: سبحان من لا يقع في ملكه إلا ما يشاء.
      فقال عبد الجبار: أتراه يخلقه ويعاقبني عليه؟ [ يعني أفعاله القبيحة ومعاصيه ]
      فقال أبو إسحاق: أتراك تفعله جبرا عليه؟ أأنت الرب وهو العبد؟
      فقال عبد الجبار: أرأيت إن دعاني إلى الهدى وقضى علي بالردى أتراه أحسن إلي أم أساء؟
      فقال أبو إسحاق: إن كان الذي منعك منه ملكا لك فقد أساء، وإن كان له فإن أعطاك ففضل، وإن منعك فعدل. فبُهِتَ عبد الجبار، وقال الحاضرون: والله ما لهذا جواب.

      وجاء أعرابي إلى عمرو بن عبيد [ وهو من نفاة القدر ] وقال له الأعرابي : ادع الله لي أن يرد علي حمارة سرقت مني، فقال: اللهم إن حمارته سرقت ولم ترد سرقتها فارددها عليه [ ! ]
      فقال له الأعرابي: يا هذا كف عني دعائك الخبيث، إن كانت سرقت ولم يرد سرقتها فقد يريد ردها ولا ترد !

      وقد رفع الله إشكال هذه المسألة بقوله تعالى: لمن شاء منكم أن يستقيم * وما تشاءون إلا أن يشاء الله " فأثبت للعبد مشيئة، وصرح بأنه لا مشيئة للعبد إلا بمشيئة الله جل وعلا، فكل شيء صادر عن قدرته ومشيئته جل وعلا.


      ( من كتاب : دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب - بتصرف يسير -)



      قصة عادل ... قصة مؤثرة جداً ، ربما تبكي بعد قراءتها * جورج والـعـيـد ... هل تعرف شيئاً عن هذا ؟؟ تفضل بالدخول

      * موضوع يهم كل مسلم ومسلمة فاحرص عليه : موقف المسلم من اختلاف الفقهاء واختلاف الفتاوى *

      الأخوات الكريمات : لا تحرمن أنفسكن من ثواب قراءة القرآن حتى ولو كنتن في فترة العذر الشرعي والدليل هو :

      لمن يرغب في حضور محاضرة أو درس أو خطبة في مصر ، ادخل وشارك معنا وشاركنا الأجر والثواب


      ما هي أرجى آية في القرآن الكريم لكل البشر ، وما هي أشد آية على الكافرين؟؟ ... شارك بالجواب

      ماذا تعلمت من الكتابة في المنتديات؟ أضف خبراتك وادخل لتستفيد من خبرات إخوانك وأخواتك


      تعليق

      • محب المصطفى
        مشرف عام

        • 7 يول, 2006
        • 17075
        • مسلم

        #18
        رد: مشيئة الله ومشيئة العبد ..

        فقال أبو إسحاق:
        إن كان الذي منعك منه ملكا لك فقد أساء،
        وإن كان له فإن أعطاك ففضل، وإن منعك فعدل.
        فبُهِتَ عبد الجبار،

        وقال الحاضرون: والله ما لهذا جواب.
        حقا وصدقا بالفعل - جزاكم الله خيرا ..
        شموس في العالم تتجلى = وأنهار التأمور تتمارى , فقلوب أصلد من حجر = وأنفاس تخنق بالمجرى , مجرى زمان يقبر في مهل = أرواح وحناجر ظمئى , وأفئدة تسامت فتجلت = كشموس تفانت وجلى

        سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك ،،، ولا اله الا انت سبحانك إنا جميعا كنا من الظالمين نستغفرك ونتوب إليك
        حَسْبُنا اللهُ وَنِعْمَ الوَكيلُ
        ،،،
        يكشف عنا الكروب ،، يزيل عنا الخطوب ،، يغفر لنا الذنوب ،، يصلح لنا القلوب ،، يذهب عنا العيوب
        وصل اللهم على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد
        وبارك اللهم على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم إنك حميد مجيد
        عدد ما خلق الله - وملئ ما خلق - وعدد ما في السماوات وما في الأرض وعدد ما احصى كتابه وملئ ما احصى كتابه - وعدد كل شيء وملئ كل شيء
        وعدد ما كان وعدد ما يكون - وعدد الحركات و السكون - وعدد خلقه وزنة عرشه ومداد كلماته




        أحمد .. مسلم

        تعليق

        • نصرة الإسلام
          المشرفة العامة
          على الأقسام الإسلامية

          • 17 مار, 2008
          • 14565
          • عبادة الله
          • مسلمة ولله الحمد

          #19
          رد: مشيئة الله ومشيئة العبد ..

          جزى الله خيراً الإخوة الكرام عن نقولاتهم الطيبة النافعة
          فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
          شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
          مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
          لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
          إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
          أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
          خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
          الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

          أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
          <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
          ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

          تعليق

          • نصرة الإسلام
            المشرفة العامة
            على الأقسام الإسلامية

            • 17 مار, 2008
            • 14565
            • عبادة الله
            • مسلمة ولله الحمد

            #20
            رد: مشيئة الله ومشيئة العبد ..

            وقد يقول قائل :

            كيف ستخالف مشيئتى مشيئة الله إذا كان سبحانه وتعالى قد ترك لي حرية الاختيار مع العلم أن مشيئة الله مسبقة وجاءت قبل مشيئتي ؟

            والرد هو :


            بالطبع إن كانت مشيئة الله تعالى أن فلاناً سيدخل النار فسيدخل النار حتماً

            لكن أيدخل النار اعتباطاً أو إجباراً وظلماً ؟ أم أن لهذا أسباباً ؟!
            بالطبع لهذا أسباب وأهمها أنه اختار حراً معصية الله تعالى والكفر به

            ودعنا لا نبتعد كثيراً ولنضرب المثل :
            الذين ماتوا كفاراً بالفعل ... أليس الله تعالى قد شاء لهم أزلاً أن يكونوا من أصحاب النار ؟! بلى
            هل أجبرهم الله تعالى على الكفر ليكونوا من أصحاب النار ؟! لا
            هل هم اختاروا الكفر بمحض إرادتهم وحريتهم فكان ذلك سبباً في أنهم قد أصبحوا من أصحاب النار ؟ نعم


            ** طيب إن أنت قلت أنهم اختاروا الكفر لموافقة مشيئة الله في دخولهم النار
            أقول لك : وما الذي أدراهم أن الله تعالى قد شاء لهم أن يكونوا من أصحاب النار ؟! هذا باطل قطعاً
            ** وإن قلتَ أن الله تعالى هو الذي جعلهم يختارون الكفر ليكونوا من أصحاب النار
            فأقول لك : هل هم أرادوا الإيمان بالله تعالى وسعوا إليه لكن الله تعالى قد جعلهم على الرغم من ذلك يختارون الكفر ؟!
            بالطبع لا ، هذا مرفوض عقلاً ونقلاً لأسباب :

            1- إن هم أرادوا الإيمان فجعلهم الله يختارون الكفر فلا معنى للاختيار إذاً ، فالنقيضان لا يجتمعان
            إذ فكيف تجتمع حرية الاختيار التي يدركها كل منا بحسه السليم مع الإجبار والإكراه ؟!

            2- ولأن الله تعالى يريد منهم الإيمان إرادة شرعية أي أمرهم به ،
            فكيف يصدهم عنه ويجعلهم يختارون الكفر إن كانوا مريدين للإيمان والطاعة ؟! هذا لا يستقيم أبداً

            3- أضف إلى ذلك أن الله تعالى لا يرضى لعباده الكفر ، فقد قال تعالى {إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ}
            فكيف لا يرضى لهم الكفر ثم يجبرهم عليه ، حال كونهم لا يرتضونه لأنفسهم بل يريدون الإيمان والطاعة ؟!


            فالفكرة هنا أن أحداً لا يعلم قط ما هي مشيئة الله تعالى
            فكيف يرتب العبد أفعاله على مالا يعلمه من غيب الله سبحانه ؟!
            فلا شأن لنا إذاً لِمَ أضل الله هذا أو هدى هذا
            لكن الشأن كل الشأن هو :
            هل نحن مخيرون في مسألة الكفر والإيمان والطاعة والمعصية ؟!
            هذا هو ما يهمنا والحمد لله أن جعل لنا حرية الاختيار

            ـــــــــــــ

            * سيتم إلحاق تلك المشاركة بأصل الموضوع

            فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِيۤ أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً
            شرح السيرة النبوية للشيخ حازم صلاح أبو إسماعيــــــــل.. أدلة وجود الله عز وجل ..هام لكل مسلم مُوَحِّد : 200 سؤال وجواب في العقيدة
            مـــاذا فعلتَ قبل تسجيلك الدخـول للمنتدى ؟؟.. ضيْفتنــــــــــــــــــــــــــا المسيحية ، الحجاب والنقـاب ، حكـم إلـهي أخفاه عنكم القساوسة .. هـل نحتـاج الديـن لنكـون صالحيـن ؟؟
            لمــاذا محمد هو آخر الرسل للإنس والجــن ؟؟ .. حوار شامل حول أسماء الله الحسنى هل هي صحيحة أم خطـأ أم غير مفهـومـــة؟!.. بمنـاسبة شهر رمضان ..للنساء فقط فقط فقط
            إلى كـل مسيحـي : مـواقف ومشـاكل وحلـول .. الثـــــــــــــــــــــــــالوث وإلغــاء العقـــــــــــــــــــل .. عِلْـم الرّجــال عِند أمــة محمــد تحَـدٍّ مفتوح للمسيحيـــــة!.. الصلـوات التـي يجب على المرأة قضاؤهــا
            أختي الحبيبة التي تريد خلع نقابها لأجل الامتحانات إسمعـي((هنا)) ... مشيئـــــــــــــــــــــة الله ومشيئـــــــــــــــــــــة العبد ... كتاب هام للأستاذ ياسر جبر : الرد المخرِس على زكريا بطرس
            خدعوك فقالوا : حد الرجم وحشية وهمجية !...إنتبـه / خطـأ شائع يقع فيه المسلمون عند صلاة التراويـح...أفيقـوا / حقيقـة المؤامـرة هنـا أيها المُغَيَّبون الواهمون...هل يحق لكل مسلم "الاجتهاد" في النصوص؟
            الغــــــزو التنصيـــــــــري على قناة فتافيت (Fatafeat) ... أشهر الفنانين يعترفون بأن الفن حرام و"فلوسه حرام" ... المنتقبة يتم التحرش بها! الغربيون لا يتحرشون ! زعموا .

            أيهــا المتشكـــــــــــــــــــــــــــك أتحــــــــــــــــــــــــداك أن تقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرأ هذا الموضــــــــــوع ثم تشك بعدها في نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
            <<<مؤامرة في المزرعة السعيدة>>>.||..<<< تأمــــــــــــــــــــلات في آيـــــــــــــــــــــــــــــات >>>
            ((( حازم أبو إسماعيل و"إخراج الناس من الظلمات إلى النور" )))

            تعليق

            • عاشق طيبة
              المشرف العام
              على قسم (شبهات وردود)
              فريق اليوتيوب

              • 24 أبر, 2010
              • 5342
              • ....
              • مسلم

              #21
              رد: مشيئة الله ومشيئة العبد ..




              بيان مراتب القدر


              يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى :


              القدر تقدير لله تعالى لما كان وما يكون أزلاً وأبداً.
              والإيمان بالقدر أحد أركان الإيمان الستة التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل حين سأله عن الإيمان فقال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"

              والإيمان بالقدر والشرع من تمام الإيمان بربوبية الله تعالى.

              وللإيمان بالقدر مراتب أربع:

              المرتبة الأولى:

              الإيمان بأن الله تعالى قد علم بعلمه الأزلي الأبدي ما كان وما يكون من صغير وكبير، وظاهر وباطن مما يكون من أفعاله، أو أفعال مخلوقاته.

              المرتبة الثانية:

              الإيمان بأن الله تعالى كتب في اللوح المحفوظ مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة، فما من شيء كان أو يكون إلا وهو مكتوب مقدر قبل أن يكون.

              ودليل هاتين المرتبتين في كتاب الله تعالى، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
              أما الكتاب: فمنه قوله تعالى: (أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) (الحج: 70) . وقوله: (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام: 59) .

              وأما السنة: فمنها قوله صلى الله عليه وسلم: "كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء". أخرجه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص .
              وروى البخاري في صحيحه من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كان الله ولم يكن شيء قبله، وكان عرشه على الماء، ثم خلق السموات والأرض، وكتب في الذكر كل شيء.
              وروى الإمام أحمد والترمذي من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أول ما خلق الله القلم فقال: اكتب. قال: رب وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة". وهو حديث حسن.

              المرتبة الثالثة:

              الإيمان
              بمشيئة الله تعالى وأنها عامة في كل شيء، فما وجد موجود، ولا عدم معدوم من صغير وكبير، وظاهر وباطن في السموات والأرض إلا بمشيئة الله عز وجل سواء كان ذلك من فعله تعالى أم من فعل مخلوقاته.

              المرتبة الرابعة:

              الإيمان بخلق الله تعالى وأنه خالق كل شيء من صغير وكبير، وظاهر وباطن، وأن خلقه شامل لأعيان هذه المخلوقات وصفاتها وما يصدر عنها من أقوال، وأفعال، وآثار.

              ودليل هاتين المرتبتين قوله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ* لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) (الزمر: 62-63). وقوله: (الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً) (الفرقان: 2). وقوله: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) (الصافات: 96).
              ولم يخلق شيئاً إلا بمشيئته؛ لأنه تعالى لا مكره له لكمال ملكه وتمام سلطانه، قال الله تعالى مبيناً أن فعله بمشيئته: (وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ) (إبراهيم: 27). وقال: (اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ) (الرعد: 26).

              وقال مبيناً أن فعل مخلوقاته بمشيئته: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) (التكوير: 28-29). وقال: (وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ) (البقرة: 253).

              والقدر لا ينافي الأسباب القدرية أو الشرعية التي جعلها الله تعالى أسباباً، فإن الأسباب من قدر الله تعالى، وربط المسببات بأسبابها هو مقتضى الحكمة التي هي من أجل صفات الله عز وجل، والتي أثبتها الله لنفسه في مواضع كثيرة من كتابه.


              المصدر ( شرح التدمرية من موقع الشيخ رحمه الله تعالى وجمعنا به في الفردوس الأعلى )



              قصة عادل ... قصة مؤثرة جداً ، ربما تبكي بعد قراءتها * جورج والـعـيـد ... هل تعرف شيئاً عن هذا ؟؟ تفضل بالدخول

              * موضوع يهم كل مسلم ومسلمة فاحرص عليه : موقف المسلم من اختلاف الفقهاء واختلاف الفتاوى *

              الأخوات الكريمات : لا تحرمن أنفسكن من ثواب قراءة القرآن حتى ولو كنتن في فترة العذر الشرعي والدليل هو :

              لمن يرغب في حضور محاضرة أو درس أو خطبة في مصر ، ادخل وشارك معنا وشاركنا الأجر والثواب


              ما هي أرجى آية في القرآن الكريم لكل البشر ، وما هي أشد آية على الكافرين؟؟ ... شارك بالجواب

              ماذا تعلمت من الكتابة في المنتديات؟ أضف خبراتك وادخل لتستفيد من خبرات إخوانك وأخواتك


              تعليق

              • أحمد.
                مشرف اللجنة العلمية

                حارس من حراس العقيدة
                • 30 يون, 2011
                • 6655
                • -
                • مسلم

                #22
                رد: مشيئة الله ومشيئة العبد ..

                ومِمَّا يَعْجبُ لهُ النَّاظِرُ في كِتابِ اللهِ تعالى أنَّهُ يراهُ يأتي على مُعضلاتِ الفِكرِ البشريِّ وَمُضلَّات العَقلِ الإنْسانيِّ لا يَقفُ عليها طويلا بلْ يَمرُّ بها مُرورَ العابرِ المُرتحِلِ فإذا بها بعدَ مروره قدْ تفتَّحَتْ أوشاجُها وَتخضَّبَت أوراقُها وَبانَ حلاها حتَّى حَلتْ في العقلِ وَحَلا فيها النظرُ، وَمِنْ هَذِهِ المُعضلاتِ المُضلاتِ قضيَّةُ الاختيارِ وَالإجبارِ وَما تتعلَّقُ بهِ مِنَ الخيرِ وَالشرِّ وَالظلمِ وَالعدْلِ، وَهيَ قضيَّة طالما زلَّت فيها عقولُ البشرِ وَضلَّتْ فيها أفهامُهم، حتَّى وَصَلَ الحالُ ببعْضِهِم أنْ يُنكِرَ وجودَ اللهِ تعالى جُمْلة لأجْلِ تنزيهِهِ عَنْ نسبَةِ الظلمِ إليهِ - لشدَّةِ حُمْقِهِم - فهؤلاءِ ضنُّوا أنْ يُقالَ على الخالقِ العَظيمِ إنَّهُ يأمرُ بالظلم أو يَسْمَحُ بهِ فأنكروا وجودَهُ وَجحدوا مُلكه حُبًّا فيهِ وإعظاما لقدرِهِ وإعلاءا لشأنِهِ ! وَلا عَجَبَ فهذا الضلالُ المُبينُ سبَبُهُ خطرٌ عظيمٌ لا يعيهِ مَنْ كانَ في قلبهِ مِثقالُ ذرَّةٍ مِنْ كبرٍ.

                وَما هَذا الخطرُ العظيمُ الذي ضلَّ بهِ عامَّةُ الكافرينَ إلا جرأةُ الإنْسانِ على خالقِهِ التي قالَ اللهُ تعالى {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} وَهو ذنبُ إبليسَ اللعينَ لمَّا تجاوَزَ مَقامَ العبوديَّةِ وَتجرأ على مَقامِ الألوهيَّةِ وجادلَ اللهَ تعالى بحِكمَتِهِ الغبيَّةِ وَعارَضَهُ بحُجَّتِهِ العييَّةِ وَبارَزَهُ بمَعصيَتِهِ الرديَّةِ وَقالَ وَكأنَّهُ يُحاضِرُ اللهَ تعالى كما حكى اللهُ {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ} وَسبْحانَ اللهِ إذ يَقولُ {أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}، هَذه الصورَةُ الدنيَّةُ للنفسِ المُستعليَةِ المَتكبرَةِ المُتعديَةِ هيَ أخطرُ علَّةٍ واجَهَت البشرَ على مرِّ العصورِ وأردتهم المَهالكَ، فالبشرُ أبدا لمْ يَقبلوا أنْ يَكونَ اللهُ تعالى أعلى مِنْهُم يُحاسبُهُم وَلا يُحاسبونه يُسائلهم وَلا يُسائلونه وَما قبلوا إلا بأنْ يَجعلوهُ كواحِدٍ مِنْهُم يَدرسوه وَيقيسوه وَيُسائلوه وَيُحاسبوه كبرا وَغرورا وَسفها، وَاللهُ تعالى يَقولُ {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ}.

                وَقضيَّةُ مَشيئةِ اللهِ تعالى مِثالٌ عَظيمٌ على هَذا، وَهي قضيَّة قديمَةٌ قِدَمَ الإنْسانِ وَلا تقفُ على بابِ مَشيئةِ اللهِ في الهدايَةِ والإضْلالِ أو الثوابِ وَالعقابِ بلْ قدْ استزلَّتْ عقولَ البشرِ قضايا أيسر مِنْ هَذِهِ بكثيرٍ في بابِ المَشيئةِ حتَّى رأينا الأعرابيَّ في النقولِ السابقةِ يقول: إن كانت سرقت ولم يرد سرقتها فقد يريد ردها ولا ترد. وَليسَ هذا بغريبٍ على بني الإنْسانِ بلْ هَذا ديدنُهُم وَعامَّةُ أمرِهِم مِنْ قديمِ الزمانِ وَحاجتُهم إلى تلمُّسِ المَشيئةِ الإلهيَّةِ وَالحكمَةِ الربَّانيَّةِ حاجَةٌ قديمَةٌ جليَّةٌ، بلْ وَقدْ جعلها اللهُ تعالى فيهِم لأسبابٍ نديَّةٍ عَلِمنا بَعْضَها وَجهلنا أكثرَها وَكانَ مِمَّا عَلِمناهُ مِنْها أنْ يَبقى النَّاسُ مِنْ ربِّهِم جلَّ في عُلاهُ على وَجَلٍ وَطمَعٍ يَدعونَهُ رغبا وَرهبا يرجونَ رحمتَهُ وَيخافونَ عذابَهُ وَيأملونَ نعمتَهُ وَيحذرون بلاءَهُ، لأنَّ النَّاسَ إذا لمْ يَعلموا مَشيئة اللهِ تعالى في كلِّ أمورِهِم انتظمَ مَعَ اللهِ تعالى حالُهُم، فلو عَلِمْتُ أنَّ التأشيرَةَ التي طلبتُها مؤخَّرا ستُرْفَضُ لأجْلِ خطابِ التحمُّلِ الذي ظنَنتُهَ مؤذِنا بقبولِها ما طلبتُها وَلاكتفيتُ بالأخرى، وَلكنِّي أراني الآنَ وأنا أجتهدُ بالدعاءِ للهِ تعالى بتضرُّعٍ وَانْكِسارٍ أنْ يُصلحَ لي ما فسدَ مِنْ أمري لقلَّةِ عِلمي وقصورِ عقلي أراني وأنا على هَذِهِ الحالِ أقولُ: الحَمْدُ للهِ الذي أخفى عنِّي مَشيئته ليصلني بهِ وَيكسرني لهُ وَيضطرني إليه، وَقالَ اللهُ تعالى {قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (188)} [الأعراف].

                غيرَ أنَّ مِنَ البشرِ أناسا لمْ يَقبلوا أنْ يَقفوا على ما ظهرَ مِنْ حِكمَةِ اللهِ تعالى فأخذوا يُنقِّبون عَمَّا خفي مِنْها فزاغوا وَضلُّوا، فنرى مِنْهُم مَنْ أنكرَ عِلمَ اللهِ تعالى بالجزئياتِ وَمِنْهُم مَنْ أنكرَ عِلمَهُ بالموجوداتِ جُمْلة وَمِنْهُم مَنْ نسبَ إليهِ الشرَّ وَمِنْهُم مَنْ أشركَ مَعهُ إلها غيرَهُ فقالَ هَذا إلهُ الخيرِ وَهَذا إلهُ الشرِّ وَمِنْهُم مَنْ انكرَ وجودَهُ جُملة، وَلم يَستقمْ لهُم قولٌ وَلا بانَ لهُم طريقٌ وَما زادوا إلا ضلالا على ضلالٍ، وَكانَ أصْلُ ضلالِهِم أنَّهُم "ما قدروا الله حقَّ قدرِهِ" ذلِكَ أنَّهُم حسبوا أنَّ نظرَةً مِنْهُم في شئ يسيرٍ مِنَ الموجوداتِ حولهُم كافٍ ليطلعوا على كلِّ ما غابَ عَنْهُم مِنْ أمْرِ اللهِ تعالى مِنْ صِفاتِهِ وأفعالِهِ وأقدارِهِ فاعملوا عقولهُم وأطلقوا ألسنَتَهُم في تفسيرِ أقدارِ اللهِ وَتحليلِ أحكامِهِ حتَّى سلكوا في هَذا البابِ كلَّ مَسلكٍ وَضلوا فيهِ كلَّ ضلالٍ.

                وإذا بكتابِ اللهِ تعالى يُعالجُ هَذِهِ القضيَّة بأسلوبهِ المُعْجِزَ مُعالجَةً هيِّنة سهلة لا تتركُ الإنْسانَ المُتدبِّرَ لهُ إلا وَهوَ على يَقينٍ تامٍّ بحقيقةِ القدَرِ وَطبيعَةِ الحياةِ، وَليسَ المُقامُ هُنا مَقامَ بيانِ هَذِهِ المُعالجَةِ تفصيلا لتشعُّبِ جزئياتِها وَكثرَةِ تفصيلاتِها، وَلكنْ يَكفينا تقريرُ بعضِ مَا قرَّرَهُ اللهُ تعالى مِنْ قواعدَ حاكِمَةٍ لها تُناسبُ هَذِهِ القضيَّة العامَّة التي بينَ أيدينا.

                وأوَّلُ هَذِهِ القواعِدِ أنَّ ما يَقعُ في ملكِ اللهِ تعالى إنَّما يَقعُ بعلمِهِ، قالَ سبْحانَهُ {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وَالآياتُ في هَذا لا تُحصى إلا بكلفَةٍ.
                وَثاني هَذِهِ القواعدِ أنَّ ما يَقعُ في مُلكِ اللهِ تعالى إنَّما يَقعُ بتقديرِهِ، قالَ سبْحانه {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} وهذا أيضا كثيرٌ.
                وَثالثُ هَذِهِ القواعِدِ أنَّ اللهَ تعالى لا يُسائلُ وَلا يُحاسَبُ وَلا يُراجَعُ، قالَ سبْحانَهُ {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} وَهذا كثيرٌ جدا.

                ثمَّ هُناك جُملة من القواعدِ التي تتعلق بالحياةِ الدنيا، وَمِنْها أنَّ اللهَ سبْحانه أعطى البشرَ فيها اختيارا حقيقيًّا وأعطاهُم مَع الاختيارِ تكليفا شرعيًّا، وَمِنْها أنَّ اللهَ رتَّبَ على هَذا الاختيارِ وَالتكليفِ الجزاءَ في الآخِرَةِ مِنْ نعيمٍ وَعذابٍ، وَمِنْها أنَّ اللهَ تعالى لا يُعذِّبُ أحدا إلا بعدَ اختبارِهِ.

                فما الذي نستفيدُهُ مِنْ مَجموعِ هَذِهِ القواعِدِ ؟

                مِنَ المَجموعَةِ الأولى نفهمُ أنَّ اللهَ تعالى خلقَ الخلقَ كلَّهُم فخلقَ فيهم الصالحَ وَالفاسدَ وَخلقَ فيهم المؤمِنَ وَالكافرَ، وكلُّ خلقٍ خلقهُ اللهُ تعالى خُلِقَ بعلمِهِ وَتقديرِهِ.

                وَمِنَ المَجموعَةِ الثانيَةِ نعلمُ أنَّ اللهَ تعالى لا يُعذِّبُ أحدا لأجْلِ أنَّهُ مخلوقٌ فاسدا أو مجبولٌ كافرا، بلْ لا يُعذِّبُ أحدا إلا بعدَ أنْ يَختارَ الفسادَ وَيأتي الكفرَ.

                وَبينَ المَجموعَتينِ حلقةٌ فارِغَةٌ اختصَّ اللهُ تعالى نفْسَهُ بعلمِها لمْ يُطلع عليها أحدا مِنْ خلقِهِ - فيما نعلمُ - وَهيَ الحِكمَةُ الكليَّةُ مِنْ هَذا التقديرِ - أي مِنْ خلقِ المؤمنِ وَالكافرِ ثمَّ اختبارِهِما ثمَّ إثابة المؤمنِ وَعقابِ الكافرِ - وأقولُ "الحكمَة الكليَّة" لأنَّنا طالما ظهرَ لنا حِكمٌ كثيرَةٌ في هَذا التقديرِ أظهرَ بعْضها الشرْعُ وأظهرَ الواقعُ كثيرا مِنْها، ولكنَّنا نعلمُ أنَّنا لا نفيدُ شيئا مِنْ هَذا العلمِ المَفقودِ وأنَّ اللهَ تعالى لا يُسألُ عمَّا يَفعلُ وأنَّ عدمَ عِلمنا بالحِكمَةِ لا يَعني عدَمَ وجودِها، بلْ نعلم أنَّ الحكمَة تقتضي عدمَ علمِنا بتلك الحِكمَةِ لأنَّ العِلمَ بها يُنافي واقع الاختبارِ، فكما كانتْ الحِكمَةُ تقتضي إخفاءَ اللهِ تعالى ذاته العليَّة وَملائكته الأبيَّة وَجنَّته البهيَّة وَنارَه القويَّة وسائرَ ما أخفاهُ مِنْ غيبياتٍ كالأجلِ وَالرزقِ والقبرِ وَالصراطِ، أقولُ: كما كانت الحكمَة تقتضي ذلكَ فهي كذلك تقتضي أنْ يَبقى النَّاسُ على جهلهِم بتلك الحقيقةِ الكليَّةِ إذ لو عَلِموها لما بقيَ ثمَّ اختبارٌ وَلا ابتلاءٌ، بلْ نرى في خفائها عظيمَ حِكمَةِ اللهِ تعالى لمَّا نرى أثرَ هَذا الابتلاءَ على مَسالكِ النَّاسِ وَأحوالِهِم فنرى المُذعِنَ لعَظمَةِ اللهِ تعالى وَنرى المُتجرأ على مَقامَهِ، نرى مَنْ يعرفُ مِنَ اللهِ قدرَهُ وَمَنْ لا يَعرفُ للهِ قدْرَهُ، وَنرى المؤمنَ وَنرى الكافِرَ، فنقولُ لِمَنْ لا يرضى إلا بمَعرِفَةِ تِلكَ الحِكمَةِ أو لمَنْ يَجحدُ اللهَ تعالى لأجْلِ جهلهِ بها أو لِمَنْ يَخترعُ لنفسهِ مَذهبا ما أنزلَ اللهُ بهِ مِنْ سلطانٍ في تأويلِها، نقول لهُم: لأجْلِ هَذا الذي ظهرَ مِنْكُم ولأجْلِ ما ظهرَ مِنَّا مِنْ إيمانِنا باللهِ تعالى وَتصديقنا بكلامِهِ وَالوقوفِ على مُرامِهِ - لأجْلِ هَذا أخفى اللهُ تعالى عنَّا تِلكَ الحِكمَة.

                وأمَّا نحنُ فنعلمُ أنَّ الله تعالى ليسَ بظالمٍ، نعلمُ هَذا بالعقلِ وَالوحي، وَنعلمُ أنَّ اللهَ تعالى ليسَ بعابثٍ، نعلمُ هَذا بالعقلِ وَالوحي، وَنعلمُ أنَّ الله تعالى ليسَ بكاذبٍ، نعلمُ هَذا بالعقلِ وَالوحي، وَنعلمُ عَنْهُ ما أرادَنا أنْ نعلمَهُ وَنتوقَّفُ عمَّا أرادَنا أنْ نقفَ عليهِ.

                هذا وَما سبقَ اختصارٌ مُخِلٌّ إلا أنَّهُ مُفصَّلٌ في مَواضِعِهِ.

                وَالله تعالى أعلى وأعلم

                وَوالله ما عقيدَةُ الإسْلامِ بأهونَ مِنْ عقيدَةِ اليهودِ التي يَنتصرونَ بها، وَلا عقيدَةِ النَّصارى التي يَنتصرون بها، وَلا عقيدَةِ الرافِضةِ التي يَنتصرونَ بها، وَالله لو كانوا صادقينَ لانتصروا بالإسْلامِ، قالَ اللهُ {وإنَّ جُندَنا لهُم الغالبون}، فلمَّا انهزموا وَانكسروا وَاندحروا عَلِمنا أنَّ الإسلامَ مِنْهم برئٌ حقُّ برئٍ.

                رحِمَ
                اللهُ مُقاتِلة الإسْلامِ خالدَ وَالزبيرَ وَسعدَ وَعِكرمَة وَالقعقاعَ وَمُصعبَ وخبابَ وَخُبيبَ وَعلي وَعُمرَ وَعمرو وَابنَ عفَّانَ وأبا بكرَ وإخوانَهم وَالتابعينَ مِنْ بعدِهِم، رأينا رِجالا كسرَ اللهُ بهِمْ شوكَةَ كلِّ ذي شوكَةٍ، وَاليومَ نرى جيَفًا أظهرَ اللهُ عليها كلَّ دودَةٍ وَأرَضةٍ.

                تعليق

                • ( رحمة )
                  3- عضو نشيط

                  • 27 فبر, 2016
                  • 479
                  • مسلمة

                  #23
                  رد: مشيئة الله ومشيئة العبد ..

                  شكر الله لكم

                  {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}
                  ـــــــــــــــــــــــــــ

                  تعليق

                  • أحمد أحمد أحمد عبدالحكيم
                    0- عضو حديث

                    • 6 أكت, 2021
                    • 4
                    • طالب في جامعة القاهرة
                    • مسلم

                    #24
                    Ahmaad
                    ستجد هنا الرد على سؤالك بإذن الله ..

                    تعليق

                    • عاشق طيبة
                      المشرف العام
                      على قسم (شبهات وردود)
                      فريق اليوتيوب

                      • 24 أبر, 2010
                      • 5342
                      • ....
                      • مسلم

                      #25
                      المشاركة الأصلية بواسطة أحمد أحمد أحمد عبدالحكيم
                      Ahmaad
                      ستجد هنا الرد على سؤالك بإذن الله ..
                      ممكن تنسخ الرد الذي أشرت اليه وتضعه هنا في مشاركة ؟؟



                      قصة عادل ... قصة مؤثرة جداً ، ربما تبكي بعد قراءتها * جورج والـعـيـد ... هل تعرف شيئاً عن هذا ؟؟ تفضل بالدخول

                      * موضوع يهم كل مسلم ومسلمة فاحرص عليه : موقف المسلم من اختلاف الفقهاء واختلاف الفتاوى *

                      الأخوات الكريمات : لا تحرمن أنفسكن من ثواب قراءة القرآن حتى ولو كنتن في فترة العذر الشرعي والدليل هو :

                      لمن يرغب في حضور محاضرة أو درس أو خطبة في مصر ، ادخل وشارك معنا وشاركنا الأجر والثواب


                      ما هي أرجى آية في القرآن الكريم لكل البشر ، وما هي أشد آية على الكافرين؟؟ ... شارك بالجواب

                      ماذا تعلمت من الكتابة في المنتديات؟ أضف خبراتك وادخل لتستفيد من خبرات إخوانك وأخواتك


                      تعليق

                      مواضيع ذات صلة

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      ابتدأ بواسطة د.أمير عبدالله, 9 أغس, 2023, 11:28 م
                      ردود 0
                      64 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة د.أمير عبدالله
                      ابتدأ بواسطة عادل خراط, 17 أكت, 2022, 01:16 م
                      ردود 112
                      217 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة عادل خراط
                      بواسطة عادل خراط
                      ابتدأ بواسطة اسلام الكبابى, 30 يون, 2022, 04:29 م
                      ردود 3
                      46 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة عاشق طيبة
                      بواسطة عاشق طيبة
                      ابتدأ بواسطة عادل خراط, 28 أكت, 2021, 02:21 م
                      ردود 0
                      142 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة عادل خراط
                      بواسطة عادل خراط
                      ابتدأ بواسطة عادل خراط, 6 أكت, 2021, 01:31 م
                      ردود 3
                      101 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة عادل خراط
                      بواسطة عادل خراط
                      يعمل...