حَياتُنا اليائِسَة
كيف صارت حياتنا تلك الحياة اليائسة
غاية الوجود (1)
ما هو "الوجود" ؟
الحقيقة التى لا نستطيع أن ننكرها أننا مهما أتعبنا عقولنا فى محاولة البحث عن تعريف لهذه الكلمة المكونة من أربعة أحرف لا غير فسنكون كشارب الماء المالح كلما شرب ازداد عطشا؛ فلن نجنى من محاولة التفكير فى معناها إلا المزيد والمزيد من الشوق واللهفة على الوصول إلى هذا المعنى، وكلما فشلنا فى هذا كلما ازداد شوقنا وتعاظمت لهفتنا حتى ما نلبث أن نيأس من محاولة فهم تلك الكلمة التى تمثل سر حياتنا، فيبقى تحديها ماثلا أمامنا مثالا صارخا على عجزنا - برغم كل ما توصلت إليه عقولنا – عن فهم حقيقة حياتنا وسر آلامنا ومعاناتنا.
ولن نلبث غير أن نهذى بكلمات يائسة كحياتنا البلهاء على غرار "أنا هنا" أو "أنا حى" أو "أنا حادث"، تلك الكلمات التى لا تدل على شئ غير أنك تعيش حياتك البائسة التى لا تعرف لها غاية أو مغزى، وتظل قدرتك على فهم ماهية وجودك - الذى هو سر هذه الحياة ومحور معاناتك فيها - طلسما مغلقا بعشرات الألغاز والأسرار، لا تستطيع أن تفهمه أو تصل إلى فحواه .
والحقيقة التى نعرفها جميعا وتنمو وتكبر معنا أن وجودنا طلسم مغلق على سر الأسرار وقدس الأقداس، طلسم لا نحاول فتحه أو حتى سبر غوره وإنما فقط نحمله فى صدورنا ونكبر ويكبر معنا حتى تأتى لحظة نقول فيها بمنتهى الثقة إننا ...... موجــودون .
يُتبَع بإذنِ اللهِ ....
تعليق