بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
ـــــــــــــــــــ
الإســـــــــلام
و
الإرهاب
يُتبع إن شاء الله تعالي
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله
ـــــــــــــــــــ
الإســـــــــلام
و
الإرهاب
كثيراً وفي جميع شعوب العالم ما إرتبط لفظ الإرهاب بالإسلام
إلا وبرغم ذلك فإنه ليس هناك أدنى اتفاق حول التعريف الدقيق والمحدد والمقبول من جميع الدول والجماعات والشعوب لمصطلح "الإرهاب" .
ولذلك لم يعرف مصطلح الإرهاب في معناه الشائع اليوم إلا انطلاقا من إطلاق الغرب لهذا المصطلح في العقود الأخيرة في سياق مبادرته إلى توظيف المصطلحات عن طريق الهيمنة على اللغة الإعلامية ، فهو الذي يصوغ المفاهيم ويسوقها إعلاميا ، ويبادر إلى نعت المسلمين بالإرهاب في سياق منظومة من المفاهيم الهجومية تبدأ بالتشدد إلى التطرف فالتعصب ثم إلى الأصولية فالإرهاب . ويتطرف الغرب أحيانا عندما يصف الإسلام ذاته بأنه يغذي كثيرا من أشكال العنف والإرهاب ، في حين أن نصوصه القرآنية والحديثية صريحة في نبذ كل صور العنف وأشكال الإرهاب بالمفهوم الغربي للإرهاب .
وقد إعتمدت في وثيقة عرفت بالاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التعريف الآتي : " كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم في أبنائهم أو تعريض حياتهم وأمنهم للخطر . . . ولا تعد جريمةً حالات الكفاح بمختلف الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان من أجل تقرير المصير لمبادئ القانون الدولي ".
فالمقاومة مشروعة إذن ، وبهذا المفهوم استعملت لفظة الإرهاب في القرآن الكريم . فمصطلحات المقاومة والكفاح وردع العدوان كلها تدل على الدفاع عن النفس أو الوطن ، وهذا مشروع في جميع الشرائع والقوانين ، أما إذا خرج الأمر عن المقاومة وصار عدوانا فإن الكلمة عند ذلك تدل على معنى مذموم حسب نوع الإرهاب أو القتل أو الحرب .
وقد جاء مصطلح الإرهاب في القرآن الكريم في دلالات مختلفة لا صلة لها البتة بالمفهوم الغربي ، يقول تعالى : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } سورة الانفال آية 60
وإذا تأملنا جيدا معنى الإرهاب في الآية نجده يرمي إلى معنى "الردع" فيكون معنى { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ } أي تعدون من القوة ما يجعله يخاف من الحرب فيرتدع عن ممارسة العنف الذي قد يدفعكم إلى العنف المضاد .
إنها نوع من المقاومة القبلية أو الدفاع عن النفس والدين عن طريق الوقاية من الاضطرار إلى الرد على العنف بالعنف المضاد على أساس أنه رد طبيعي وتلقائي ومشروع ضد العنف المراد إنشاؤه وتوجيهه ضد المسلمين .
أما اليوم فهناك من (يؤصل) للإرهاب الجاري بقول الله تعالى { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } وهذا بدون شك ضلال عن المنهج القويم : منهج فهم الآية في سياقها الصحيح ، فهناك نزع للآية من سياقها المنهجي والاستشهاد بها لتسويغ الإرهاب الفاجر على أساس أن القرآن الكريم يدعو إلى العنف والإرهاب .
إن مفهوم (الرهبة العسكرية) أمر معروف ونافذ على مستوى الدول والجيوش النظامية ، بمعنى أن الذي لا يرهب جانبه العسكري يصبح كيانا مستباح الحمى .
وإذا كان معنى الإرهاب وفق المفهوم الغربي ينطوي على عدد من الوقائع والدلالات المغمسة بالتطرف والعنف ونشر الذعر والقتل والسفك في سبيل نشر فكر سياسي أو ديني ، فإن المعاجم العربية لا تعترف بهذا المعنى الذي اختير ليكون ترجمة مجحفة ومربكة .
إن معنى الإرهاب في المفهوم الإسلامي والعربي وكما تعرفه قواميسنا هو تخويف الآخر .
لقد اشتقت كلمة "إرهاب" من الفعل المزيد (أرهب) . ويقال أرهب فلان فلانا أي خوفه وأفزعه ، وهو المعنى نفسه الذي يدل عليه الفعل المضعف (رهب) . أما الفعل المجرد من المادة نفسها وهو (رهب) يرهب رهبة ورهبا ورهبا فيعني خاف ، فيقال : رهب الشيء رهبا ورهبة أي خافه ، أما الفعل المزيد بالتاء وهو (ترهب) فيعني انقطع للعبادة في صومعته ( رهبان النصارى) ، ويشتق منه الراهب والرهبانية . . . إلخ . وكذلك يستعمل الفعل ترهب بمعنى توعد إذا كان متعديا فيقال : ترهب فلانا : أي توعده ، وكذلك تستعمل اللغة العربية صيغة "استفعل" من المادة نفسها فتقول : (استرهب) فلانا أي رهبه .
ويلحظ أن القرآن الكريم لم يستعمل مصطلح "الإرهاب" بهذه الصيغة وإنما اقتصر على استعمال صيغ مختلفة الاشتقاق من المادة اللغوية نفسها بعضها يدل على الإرهاب والخوف والفزع ، وبعضها الآخر يدل على الرهبنة والتعبد .
وهكذا وردت مشتقات المادة (رهب) سبع مرات في مواضع مختلفة في الذكر الحكيم لتدل على معنى الخوف والفزع كما يأتي :
يرهبون : { وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } . سورة الأعراف آية 154
فارهبون : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } . سورة البقرة آية 40
{ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } . سورة النحل آية 51
ترهبون : { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ } . سورة الأنفال آية 60
استرهبوهم : { وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } . سورة الأعراف آية 116
رهبة : { لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ } . سورة الحشر آية 13
رهبا : { وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } . سورة الأنبياء آية 90
ووردت مشتقات المادة نفسها (رهب) خمس مرات في مواضع مختلفة لتدل على الرهبنة والتعبد (رهبان- رهبانهم - رهبانية) . بينما لم ترد مشتقات مادة ( رهب) كثيرا في الحديث النبوي . ولعل أشهر ما ورد هو لفظ (رهبة) في بعض الأحاديث النبوية منها حديث الدعاء ( وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك ) .
ومما يلحظ أيضا أن القرآن الكريم والحديث النبوي قد اشتملا على بعض المفاهيم التي تتضمن معاني ودلالات الإرهاب والعنف بمعنى استخدام القوة أو التهديد لتحقيق أهداف معينة ، ومن أهمها : القتل والبغي والحرابة والعدوان .
وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بالتطبيق الذكي في الحرب لمفهوم "الإرهاب" وفق المدلول القرآني السابق أي معنى الردع ، فقد أمر عمه العباس في فتح مكة أن يحبس أبا سفيان في شعب" ، وأن يوجه كتائب جنود المسلمين لتمر أمامه كتيبة كتيبة ، وينسب كل كتيبة إلى قبيلتها ، فراح أبو سفيان يسأل عن كل كتيبة فيقال : هؤلاء بنو فلان ، فيقول : ما لي ولبني فلان ، فكان لذلك الاستعراض تأثيره الفاعل في نفسية أبي سفيان على النحو الذي يرهبه ويردعه عن بدء القتال ، وبعد اقتناع أبي سفيان بقوة المسلمين ركب فرسه ودخل على قومه يقول : "يا معشر قريش ، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به" . فكان أن فتحت مكة سلميا ولم تزهق أي روح وبذلك تحقق أمر الإعداد المفضي إلى الإرهاب ، أي الردع . وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك ملمحا إلى معنى الردع الذي نتج عنه كف أيدي الكفار عن المسلمين وعدم نشوب الحرب ، قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } . سورة الفتح آية 24
وانتهى أمر فتح مكة بتطبيق النبي صلى الله عليه وسلم للمفهوم السلمي الحضاري عندما خاطب قريشا بقوله : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ، فلم يمارس حقه الطبيعي في ممارسة العنف المضاد والمشروع أي العقاب بالمثل : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ }.سورة النحل آية 126
إلا وبرغم ذلك فإنه ليس هناك أدنى اتفاق حول التعريف الدقيق والمحدد والمقبول من جميع الدول والجماعات والشعوب لمصطلح "الإرهاب" .
ولذلك لم يعرف مصطلح الإرهاب في معناه الشائع اليوم إلا انطلاقا من إطلاق الغرب لهذا المصطلح في العقود الأخيرة في سياق مبادرته إلى توظيف المصطلحات عن طريق الهيمنة على اللغة الإعلامية ، فهو الذي يصوغ المفاهيم ويسوقها إعلاميا ، ويبادر إلى نعت المسلمين بالإرهاب في سياق منظومة من المفاهيم الهجومية تبدأ بالتشدد إلى التطرف فالتعصب ثم إلى الأصولية فالإرهاب . ويتطرف الغرب أحيانا عندما يصف الإسلام ذاته بأنه يغذي كثيرا من أشكال العنف والإرهاب ، في حين أن نصوصه القرآنية والحديثية صريحة في نبذ كل صور العنف وأشكال الإرهاب بالمفهوم الغربي للإرهاب .
وقد إعتمدت في وثيقة عرفت بالاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التعريف الآتي : " كل فعل من أفعال العنف أو التهديد به أيا كانت بواعثه أو أغراضه يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم في أبنائهم أو تعريض حياتهم وأمنهم للخطر . . . ولا تعد جريمةً حالات الكفاح بمختلف الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان من أجل تقرير المصير لمبادئ القانون الدولي ".
فالمقاومة مشروعة إذن ، وبهذا المفهوم استعملت لفظة الإرهاب في القرآن الكريم . فمصطلحات المقاومة والكفاح وردع العدوان كلها تدل على الدفاع عن النفس أو الوطن ، وهذا مشروع في جميع الشرائع والقوانين ، أما إذا خرج الأمر عن المقاومة وصار عدوانا فإن الكلمة عند ذلك تدل على معنى مذموم حسب نوع الإرهاب أو القتل أو الحرب .
وقد جاء مصطلح الإرهاب في القرآن الكريم في دلالات مختلفة لا صلة لها البتة بالمفهوم الغربي ، يقول تعالى : { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } سورة الانفال آية 60
وإذا تأملنا جيدا معنى الإرهاب في الآية نجده يرمي إلى معنى "الردع" فيكون معنى { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ } أي تعدون من القوة ما يجعله يخاف من الحرب فيرتدع عن ممارسة العنف الذي قد يدفعكم إلى العنف المضاد .
إنها نوع من المقاومة القبلية أو الدفاع عن النفس والدين عن طريق الوقاية من الاضطرار إلى الرد على العنف بالعنف المضاد على أساس أنه رد طبيعي وتلقائي ومشروع ضد العنف المراد إنشاؤه وتوجيهه ضد المسلمين .
أما اليوم فهناك من (يؤصل) للإرهاب الجاري بقول الله تعالى { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } وهذا بدون شك ضلال عن المنهج القويم : منهج فهم الآية في سياقها الصحيح ، فهناك نزع للآية من سياقها المنهجي والاستشهاد بها لتسويغ الإرهاب الفاجر على أساس أن القرآن الكريم يدعو إلى العنف والإرهاب .
إن مفهوم (الرهبة العسكرية) أمر معروف ونافذ على مستوى الدول والجيوش النظامية ، بمعنى أن الذي لا يرهب جانبه العسكري يصبح كيانا مستباح الحمى .
وإذا كان معنى الإرهاب وفق المفهوم الغربي ينطوي على عدد من الوقائع والدلالات المغمسة بالتطرف والعنف ونشر الذعر والقتل والسفك في سبيل نشر فكر سياسي أو ديني ، فإن المعاجم العربية لا تعترف بهذا المعنى الذي اختير ليكون ترجمة مجحفة ومربكة .
إن معنى الإرهاب في المفهوم الإسلامي والعربي وكما تعرفه قواميسنا هو تخويف الآخر .
لقد اشتقت كلمة "إرهاب" من الفعل المزيد (أرهب) . ويقال أرهب فلان فلانا أي خوفه وأفزعه ، وهو المعنى نفسه الذي يدل عليه الفعل المضعف (رهب) . أما الفعل المجرد من المادة نفسها وهو (رهب) يرهب رهبة ورهبا ورهبا فيعني خاف ، فيقال : رهب الشيء رهبا ورهبة أي خافه ، أما الفعل المزيد بالتاء وهو (ترهب) فيعني انقطع للعبادة في صومعته ( رهبان النصارى) ، ويشتق منه الراهب والرهبانية . . . إلخ . وكذلك يستعمل الفعل ترهب بمعنى توعد إذا كان متعديا فيقال : ترهب فلانا : أي توعده ، وكذلك تستعمل اللغة العربية صيغة "استفعل" من المادة نفسها فتقول : (استرهب) فلانا أي رهبه .
ويلحظ أن القرآن الكريم لم يستعمل مصطلح "الإرهاب" بهذه الصيغة وإنما اقتصر على استعمال صيغ مختلفة الاشتقاق من المادة اللغوية نفسها بعضها يدل على الإرهاب والخوف والفزع ، وبعضها الآخر يدل على الرهبنة والتعبد .
وهكذا وردت مشتقات المادة (رهب) سبع مرات في مواضع مختلفة في الذكر الحكيم لتدل على معنى الخوف والفزع كما يأتي :
يرهبون : { وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ } . سورة الأعراف آية 154
فارهبون : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } . سورة البقرة آية 40
{ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } . سورة النحل آية 51
ترهبون : { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ } . سورة الأنفال آية 60
استرهبوهم : { وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } . سورة الأعراف آية 116
رهبة : { لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ } . سورة الحشر آية 13
رهبا : { وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } . سورة الأنبياء آية 90
ووردت مشتقات المادة نفسها (رهب) خمس مرات في مواضع مختلفة لتدل على الرهبنة والتعبد (رهبان- رهبانهم - رهبانية) . بينما لم ترد مشتقات مادة ( رهب) كثيرا في الحديث النبوي . ولعل أشهر ما ورد هو لفظ (رهبة) في بعض الأحاديث النبوية منها حديث الدعاء ( وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك ) .
ومما يلحظ أيضا أن القرآن الكريم والحديث النبوي قد اشتملا على بعض المفاهيم التي تتضمن معاني ودلالات الإرهاب والعنف بمعنى استخدام القوة أو التهديد لتحقيق أهداف معينة ، ومن أهمها : القتل والبغي والحرابة والعدوان .
وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم بالتطبيق الذكي في الحرب لمفهوم "الإرهاب" وفق المدلول القرآني السابق أي معنى الردع ، فقد أمر عمه العباس في فتح مكة أن يحبس أبا سفيان في شعب" ، وأن يوجه كتائب جنود المسلمين لتمر أمامه كتيبة كتيبة ، وينسب كل كتيبة إلى قبيلتها ، فراح أبو سفيان يسأل عن كل كتيبة فيقال : هؤلاء بنو فلان ، فيقول : ما لي ولبني فلان ، فكان لذلك الاستعراض تأثيره الفاعل في نفسية أبي سفيان على النحو الذي يرهبه ويردعه عن بدء القتال ، وبعد اقتناع أبي سفيان بقوة المسلمين ركب فرسه ودخل على قومه يقول : "يا معشر قريش ، هذا محمد قد جاءكم فيما لا قبل لكم به" . فكان أن فتحت مكة سلميا ولم تزهق أي روح وبذلك تحقق أمر الإعداد المفضي إلى الإرهاب ، أي الردع . وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك ملمحا إلى معنى الردع الذي نتج عنه كف أيدي الكفار عن المسلمين وعدم نشوب الحرب ، قال تعالى : { وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ } . سورة الفتح آية 24
وانتهى أمر فتح مكة بتطبيق النبي صلى الله عليه وسلم للمفهوم السلمي الحضاري عندما خاطب قريشا بقوله : ( اذهبوا فأنتم الطلقاء ) ، فلم يمارس حقه الطبيعي في ممارسة العنف المضاد والمشروع أي العقاب بالمثل : { وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ }.سورة النحل آية 126
يُتبع إن شاء الله تعالي
تعليق